|
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
ضحية معلمة
إن الكادر المطلوب خارج الخدمة بقلم / دخيل بن سليمان المحمدي كانت تنتظر دخولها مستشفى النساء والولادة لكي تنجب مولودها المنتظر حيث كانت حاملاً به في شهرها الثامن . نعم لقد دخلت مستشفى النساء والولادة ولكن ليس لتكون في كشك الولادة بل لكي تقبع وتمكث في العناية المركزة بعد أن أصيبت بمرض عضال أنها قصة واقعية ليست من نسج الخيال . ولا رواية كتبت من أجل أن تكون مسلسلاً في الدراما لتعرض حلقاتها في ليالي رمضان على أحدى الشاشات التلفزيونية , وليست قصة يرويها لنا من أتى إلينا من بلاد الصومال أو من قرى القضارف السودانية , بل أنها وللأسف الشديد قصة واقعية كان أبطالها بعضاً من أطباء مستشفى النساء والولادة المتخصصين وكانت ضحيتها تلك المعلمة المواطنة التي ترقد في العناية بمستشفى النساء والولادة بطيبة الطيبة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم . لقد حدثني قريبها وهو يتألم ويتقطع قلبه حزناً وأسى على حالها وحال ما وصلت إليه خدماتنا الصحية التي كل يوم تفاجئنا بتقصير جديد . لقد ذرفت عيناه وهو يتحدث بكلماته في سرد قصة قريبته التي ارتفعت درجة حرارتها وذهب بها إلى مستشفى النساء والولادة بالمدينة المنورة ولم يتم استقبالها لرفض الطبيب دخولها بسبب أن نسبتها الحرارية الموزونة لم تؤهلها لدخولها المستشفى لأن من شروط الطبيب بأن من يريد دخول المستشفى لابد أن يحصل نسبة درجة الحرارة لاتقل عن 40 درجة مئوية , وكان نظامه شديداً لا يقبل الوساطة من باب الأمانة وعدم الظلم . تم رفض دخولها . وعادت من حيث أتت تحمل آلامها لتزداد حالتها سوءاً ليكون ذلك شفيعاً لها بأن يتم استقبالها وهي على الكرسي المتحرك . لقد تم دخولها وتخديرها لتنام في العناية . بدأ التشخيص للحالة حيث أدخلت قسم الأشعة وتم استخدام تقنية الجوال في تصوير الأشعة من شاشة الجهاز وإرسال صورة الأشعة إلى الطبيب المعالج . كنا نعتقد بأن الجوال وبرامجه فقط للتواصل الاجتماعي ولكن أكتشف خبراء مستشفى الولادة بأننا أيضا ممكن تفعيله في التقنية الطبية . عندما تكون صورة أشعة المريض هي عبارة عن مرفق يتبادله المتصلون أو عبارة عن رابط صورة عاديه يرسل عن طريق الوات ساب أو غيره من برامج الجوال الأخرى . فهذه بحد ذاتها تقنيه عظيمه لا تقل أهميه عن نظام نسبة الحرارة الموزونة التي انفرد بها مستشفى النساء والولادة . بعدما تم تصوير شاشة الجهاز الخاص بالأشعة وتم الإرسال وتحميل الصورة على جوال المستقبل وقف صامتاً أمام تلك الصورة والتي لانعلم كيف يستطيع أن يشاهد تفاصيلها عبر شاشة جواله الخاص . بعدما عجز أطباء المستشفى أن يشخصوا حالتها تم استدعاء طبيباً استشارياً من مستشفى الملك فهد . وأنتظر أهل المريضة حيث كانت دقيقتهم بسنه كاملة ولكن للأسف لم يتجاوب الطبيب المستدعى ولم يحضر مما اضطر أهل المريضة بأن يذهبوا إليه ويقدموا له عبارات الترجي والتوسل له حتى يذهب معهم ليشخص حال مريضتهم التي عجز عن تشخيصها جميع أطباء مستشفى الولادة و بعدها تنازل الطبيب لطلبهم وتم إحضاره بسيارتهم الخاصة ليصف مع طابور من سبقه من الأطباء عاجزاً عن تشخيص حالتها . هناك الكثير من المشاهد التي ذكرها لي قريبها المكلوم ومنها عدم توفر أجهزة التحاليل المطلوبة من قبل الأطباء المحاولون لمعرفة المرض حيث يتم إرسال العينات إلى مختبر زين الخاص وليس لهذا الحد بل حتى بعد ظهور نتيجة التحاليل يتم إرسالها إلى ألمانيا للتعرف على تشخيص نتيجتها . هذه قصة المعلمة المسكينة والتي تمكث حتى كتابة هذا المقال تحت سقف قسم العناية في مستشفى النساء والولادة بدون أن يعرف تشخيص مرضها الذي أجبرها على ملازمة السرير الأبيض . الكل يعلم وعلى يقين بان الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى ولكن لا نقبل التقصير واللامبالاة في خدمة المرضى . هل أصبحت حياة الشخص رخيصة بهذا المستوى ؟ أيها الأطباء المعنيون ... لقد أثقلت الأمانة كواهلكم .. وأثقلت الصرافات رواتبكم . فيا ليت يكون للأولى نسبة من الثانية . حيث تعتبر الخدمات الصحية المقدمة لمواطني أي بلد في العالم هي من أهم متطلبات العيش الكريم، ودليلاً على تقدم البلد، فليس هناك ما هو أهم من صحة الإنسان والحفاظ عليها. إن الخدمات الصحية المتقدمة والمتطورة والمصحوبة بإنجازات طبية دائماً ما تتفاخر بها الدول وتبرزها بشكل كبير، وهذا يدل على ارتفاع قيمة المواطن الإنسان لدى هذه البلدان. ولكن هل تأملنا يوماً الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في بلدنا الغالي؟ انه من المؤسف أن تكون الخدمة الصحية وهي الهاجس الأول للمواطن في هذا الحال أن المملكة العربية السعودية هذا البلد المعطاء بما أعطاه الله سبحانه وتعالى من الخيرات وما يقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ... وما حمله على عاتقه من رفعة شأن المواطن .. وضمان حياة تليق به تضخ أرقاماً هائلة في ميزانية وزارة الصحة في كل عام بل أنها تحظى بنصيب الأسد من موازنة الدولة، والنتيجة متواضعة والخدمات ضعيفة!!. نسال الله تعالى أن يشفي المعلمة وأن يسبل عليها لباس العافية أنه سميع مجيب . نسال الله تعالى أن يقتص من كل مقصر ولا مبالي . .. |
02-14-2016 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
سلمتي قلبي
|
|
|