|
قصـايد ليل للخواطر المنقولة هذا القسم للنثر والخواطر المنقوله |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
رسالة (السلام لقلبك)..
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
كان أحدُ الأساتذة الجامعيين يلبسُ ساعة نسائية، وكان الطلاب يتندرون عليه في مجالسهم، حتى كان يوم تجرأ فيه أحدهم وسأله: لِمَ تلبسُ ساعةً نسائية؟ فقال له: هذه ساعة ابنتي المتوفاة! يا صاحبي في كُلِّ إنسانٍ وجع لو كشفه للآخرين لبكوا عليه! ولكننا نتجالد ونتصبَّر، لأن نظرات الشفقة في عيون الآخرين موجعة، موجعة جداً! هذه الحياة معركة طاحنة، فلا تخدعنَّكَ المظاهر! خلف الابتسامات التي تراها غصات كثيرة يخفيها الناس عن الناس! ووراء الضحكات دموع لو رأيتها لقلتَ كيف يضحكُ هذا الذي كاد أن يجفَّ من كثرة ما بكى! الناس كالجبال يا صاحبي، ليس في الصلابة، وإنما في الجزء المخفيِّ منها، يقول علماء الجويولوجيا أن الذي يظهر من الجبل هو ثلثه فقط، هناك ثلثان مدفونان في الأعماق، وهكذا نحن! ما نخفيه أكثر مما نظهره، وأمراضنا ليست من الأشياء التي نأكلها وإنما من الأشياء التي تأكلنا! يا صاحبي في كل إنسانٍ وجع مهما أنكره، وفي كل قلبٍ غصَّة مهما أخفاها! لا تخدعنَّكَ المظاهرُ ، الأشياء ليست كما تبدو! الهادىء الذي تحسده على اتزانه قد يكون في قلبه نار لا يعلمها إلا الله، والذي لا يخرج منه الدخان، لا يعني أنه لا يحترق! لا العاصي مرتاح بمعصيته، ولا الطائع ثابتٌ بسهولة! لا الذي لديه حبيب ممسك به بأسنانه مخافة أن يفقده مرتاح، ولا الذي في قلبه فجوة لحبيب لم تمتلىء بعد مرتاح! أخبرتكَ أكثر من مرةٍ عن قصة قرأتها، عن رجلٍ دخل يوماً إلى عيادة طبيب، يشكو له وجعاً في جسمه، وانطفاءً في روحه! فأجرى له الطبيب فحوصاتٍ وأشعة وتحاليل فتبين له أن المريض لا يشكو من شيء! فقال له: إن مشكلتكَ نفسية، حاول أن تروّح عن نفسك، اقرأْ، سافرْ، تعرَّف على أصدقاء جُدد! اسمعْ، لكَ عندي نصيحة، في المدينة مهرج بارع اسمه كارلينا ، يجعل الناس ينسون همومهم لكثرة ما يضحكهم، أنصحك بمشاهدته! فنظر المريضُ إلى الطبيب بعينين دامعتين وقال له: أنا كارلينا أيها الطبيب! والسلام لقلبك ❤️ |
04-03-2021 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رسالة السلام لقلبك (٢)..
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي هوِّنْ عليكَ فإنَّ الأمور تجري بتقدير الله وكل أقدار اللهِ خيرٌ وإن أوجعتكَ! تسألُ الله شيئاً بإلحاحٍ فلا يعطيكَ إياه فتحزن ولا تدري أنكَ كالطفل الصغير الذي يبكي إذا رأى حبوب الدواء الملونة يُريدها فتمنعه أمه لأنها تعلمُ أنه يريدُ ما فيه هلكته وللهِ المثلُ الأعلى، وفي منعِ اللهِ عطاء! وتفقدُ شيئاً عزيزاً فتحزن، ولا تدري أن اللهَ لا يأخذُ إلا ليعطيَ عندما قتلَ الخضرُ الغلام، بدا الأمر أول وهلةٍ جريمة نكراء، وكذلك حسبها موسى عليه السلام ولا شكَّ أن قلبي أبويه انفطرا لفقده ثم كُشفَ الغيبُ، وتبينَّ أن قمة الرحمة كانت في قتله يأخذُ اللهُ سبحانه من دنياكَ ليحفظَ لكَ دينكَ! يا صاحبي إنَّ الله يُدبِّرُ الأمور بحكمةٍ ورحمةٍ لا تخطرُ على بالنا لأننا قاصرو النظر، ومحددو التفكير، ولا نرى من المشهد إلا بقعةً يسيرة فأما الله فيرى كل شيء! ولو كنتَ مع المساكين حين ثُقبتْ سفينتهم لربما قلتَ: ألا يكفي الفقر حتى نُصاب في مصدر رزقنا ولكنكَ لن تلبثَ طويلاً حتى ترى أسطول الملكِ الظالم يسلبُ الناس سفنهم فتدرك عندها رحمة الله، وأن ثقباً في السفية أرحم من فقدها سبحان من يبتلي بالصغيرة ليُنجي من الكبيرة! يا صاحبي إذا ما تعلَّقَ الأمرُ باللهِ فتأدَّبْ! أنسيتَ من كان يسوقُ إليكَ رزقكَ وأنتَ جنينٌ في بطنِ أمكَ أنسيتَ من رققَ قلبها عليكَ رضيعاً، فكانتْ تقوم لأجلكَ في الليل دون تأففِ كأنها جارية تخدمُ ملكها أنسيتَ أباكَ كيف كان يقتطعُ لكَ رغيفاً من صخر الحياة لتكبر وتنمو ويشتدَّ عودك أما سألتَ من الذي جعلكَ قطعةً من قلبه، فكان على استعداد أن يقطع من لحمه ليطعمكَ إنه الله! الغنيُّ عنكَ ولكنه لا يزهدُ فيكَ والقويُّ الذي لا يحتاجك ولكنه يُناديكَ أنسيتَ كل هذا، ثم إذا أصابكَ من قدره ما لا تُحب بدأتَ تتذمرُ وتتأففُ! اِنتظِرْ دورة الأيام، ستنكشفُ لكَ حُجب الغيب، وستعرف أنه ما أخذ منك إلا ليعطيكَ، وما أصابكَ إلا ليرممكَ، وما صرفكَ عن أمرٍ إلا لآخر هو خير لكَ منه! والسلام لقلبك ❤️
|
|
|