![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|
|
||||||||
![]() |
![]() |
| …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
#3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
عضّت شفتها بقوة وقهر , وهي تنظر إلى شريط إختبار الحمل .
وتأوهت بيأس وحزن وهي تجد خطا واحدا فقط . قبل أن ترميه بقسوة داخل حاوية النفايات . أمسكت حافتي المغسلة الصغيرة بداخل الحمام , وقبضت عليهما بقوة . مغمضة عينيها , رأسها إلى الأسفل . حتى شعرت بملوحة دموعها بداخل فمها . غطت فمها بكفها بقوة , حتى تكتم شهقاتها , ولا يسمعها زوجها إن أتى من الخارج فجأة . رفعت شعرها بيديها بعدة عدة دقائق , وغسلت وجهها بقوة . حتى لا تتضح آثار البكاء . لتخرج من دورة المياه , وتتجه إلى سريرها . تستلقِ وتتدثر بغطاءها بحزن . في صدرها ضيق لا يعلمه إلا الله . هي ليست معترضة أبدا على قضاءه , بل راضية تماما . ولكن أحيانا , تمر بها حالات يأس وضيق . لا تتمكن حينها من السيطرة على نفسها . فمدة زواجها بسعود قد طالت فعلا , ويبدوا أنه لا توجد أي فرصة للإنجاب بالفعل ! ولكن لا , لن تيأس أبدا . تعرضت للكثير من الإنتقادات , وكثير من الطعن بشرفها حين تزوجت ابن خالتها سعود , الذي يكبرها بكثير . حين تزوجته كانت في السابعة والعشرون تقريبا , وهو في الخامسة والأربعون . أرمل , لديه من الأبناء ثلاثة .. من زوجته الأولى . حسناء البالغة 22 سنة , مساعد 20 سنة , أما هديل فكانت تبلغ 9 سنوات . تشبث يُمنى الشديد بها بعد حادثة التحرش , جعلها تقضي أكثر أوقاتها في منزل خالتها . مما جعل الناس تتحدث عنها بالسوء . تحسنت يُمنى قليلا , وصارت حالتها النفسية أفضل . إلا أن صدمتها من عايض , جعلها تتنكس مرة أخرى . حزنت على الصغيرة كثيرا . تجاهلت أحاديث الناس , وصارت تتردد إلى بيت خالتها على الدوام . فعادت الناس تتحدث مرة أخرى , لأن سعود الأرمل وأبناءه يسكنون في منزل والده . يعني .. ما الذي يجعل فتاة عزباء , متأخرة في الزواج , ( عانس ) في نظر الجاهلين , تتردد إلى منزل به رجل أرمل ! بالطبع , ليست لديهم أي معرفة بالظروف داخل المنزل . لذا لم يتوقفوا يوما عن الخوض في عرضها , حتى وصلت تلك الأحاديث والأقاويل إلى أسماع أهلها . فغضبوا بشدة , وحاولوا منعها من الذهاب . يُمنى كانت أنانية , أو ربما لا تفهم تلك الأشياء . يهمها فقط أن يكون لديها أحدا بجانبها يساندها ويساعدها , ويبعد أعين والدتها القوية عنها . لذا كانت تغضب كثيرا إن غابت بشرى يوما أو تأخرت عليها . فلم يكن من سعود إلا أن يرشح لنفسه هذه الفتاة , الطيبة والجميلة والمثقفة بذات الآن . لم يكن متأكدا من رأيها تجاهه , إلا أنه حاول . لتوافق بشرى منذ المرة الأولى . ويتم الزواج . لم تندم أبدا . رغم معارضة الكثيرون , ورغم الأقاويل والإشاعات التي تعمقت أكثر وأكثر , حتى وصلت إلى الطعن في شرفها , قائلين أنها ربما كانت على علاقة مع حمود ! وإلا لماذا قد تتزوج شابة عزباء برجل أرمل لديه ابنة لا تصغرها إلا بعدة سنوات ! يا للعجب , كانت عزباء عانس , والآن أصبحت شابة عزباء فقط ؟ صبرت على ذلك الأذى , حتى نسيَ الناس ما حصل . كانت العائلة بأكملها سعيدة بهذا الزواج . إلا حسناء التي لم ترغب أبدا أن يتزوج والدها بأخرى غير أمها . كيف إن كانت شابة وجميلة وملفتة للنظر مثل بشرى ! أرغمت نفسها على تقبلها , وسرعان ما انتقلت من الديرة إلى المدينة , واستقرت في سكن الطالبات . حتى لا يحزن والدها على معارضتها للأمر . ولا تجبر نفسها على تقبل بشرى . مرت الأيام والسنين , أصبحت فيها أم وأكثر .. ليُمنى وهديل الصغيرة . وأخت كبرى لمساعد .. زوجة صالحة لسعود . وكنة مطيعة لخالتها وزوجها , حتى توفيا . بيدَ أنها لم تتمكن يوما من كسب ودّ حسناء . وهذا ما يجعلها تحزن كثيرا , ويشعرها بشيء من الذنب . سعود حملها على كفوف الراحة , جعل منها إنسانة سعيدة . رغم فارق العمر بينهما . إلا أنها لم تشعر بذلك أبدا . ولكن مع مرور السنوات بعدم حملها طوال تلك الفترة , أصبحت تتضايق شيئا فشيئا . خاصة حين تسمع نغزات من حولها بين الحين والآخر . حتى سعود يحاول معها , ولكن دون جدوى . تحزن كثيرا نعم , ولكن الأمر كله بيد الله . إن كتب لها الحمل ستحمل بالتأكيد , والقلب يحزن .. الأمر ليس بيد البشر ! تنتظر قدوم مولود هديل بفارغ الصبر , لن يكون ابن هديل فقط . سيكون إبنها هي أيضا . متشوقة جدا لرؤيته . تنهدت وهي تجلس , بعد أن اكتفت من الإستلقاء . لتجمع شعرها فوق رأسها . ثم تخرج . صادف خروجها دخول مساعد , وهو يحمل بيده أكياسا بها عصيرات وبعض الشوكولاتات , ضحكت بشرى / باين مبسوط بزيادة يا مساعد , أمس واليوم جايب لنا شوكولاتات . ضحك مساعد وهو يضع الأكياس على الطاولة / إيه والله يا بشرى , أحس إني حبيتها من أول نظرة . بشرى / الله يسعدك ويوفقك يارب . مساعد / بالله كلمي نجد مرة ثانية , شوفي البنت صدق موافقة ولا لا . استغربت بشرى / هذي المرة الرابعة اللي تخليني أتصل فيها عشان أسأل , فيك شيء ؟ تنهد مساعد / ما فيني شيء , بس مدري ليش خايف تكون مغصوبة مثلا ؟ بشرى بضحكة / مين هالمجنونة اللي تلقى مساعد وما توافق ؟ مغصوبة ؟ هههههههههه . ابتسم / يمكن الناس ما تشوفني مثل ما تشوفوني إنتوا . بشرى / صدقني البنت محظوظة كثير , لو دارت الدنيا ما لقت واحد زيك , وين أبوك ؟ مساعد / برة الحين يدخل , يتكلم مع واحد من الجيران , بس تكفين بشرى خليها تسأل , أبي أتطمن . أومأت له بشرة بإيجاب / أبشر بسألها إن شاء الله بعد ما أحط لكم العشا . دخلت إلى المطبخ وهي تدعوا الله من قلبها أن يوفق ويسعد ابن زوجها المحبوب . الذي يبر بها كما لو أنه ليس قريبا من عمرها أبدا . يحترمها ويقدرها كثيرا . بالرغم من عيشه خارج منزل والده حتى لا يضايق بشرى , إلا أنه يمر عليها دائما ويسألها إن كانت بحاجة إلى شيء , هي أو والده . حقا , الفتاة ( طيف ) ستكون محظوظة جدا إن تمّ هذا الزواج . مساعد شخص نادر بالفعل . ______ استيقظت من نومها على صوت المطرقة على الخشب مثل الأمس . الساعة تشير إلى الحادية عشر إلا ربع مساء , وهي تحب أن تنام مبكرا . خاصة وأن الغد أحد . تجاهلت الأمر لعدة دقائق , إلا أنها لم تتمكن من التحمل أكثر من 5 دقائق . لتقوم من سريرها بغضب , تضرب الأرض برجلها بغيظ , وهي تتجه ناحية الباب . لتفتحه بشعرها الأشعث , وتصرخ بغيظ / حسون وبعدين معك , أنا توني ……… تطايرت باقي الكلمات من لسانها , وهي تراه واقفا أمامها . بعد أن كان منحنيا يعمل على الطاولة الخاصة بحسناء . وقف بعينين متسعتين مذهولتين . شعرها الطويل من الجانبين , يغطي معظم جسدها . ووجهها المحمر من الغضب , وعيناها المصدومتين منه . استطاع أن يلمح كل تلك الأشياء خلال الدقيقة التي وقفت فيها تنظر إليه متفاجئة . قبل أن تختفي وراء الباب وتغلقه بقوة . أغمضت عيناها تستند بظهرها على الباب , تضع يدها فوق قلبها الذي يخفق بقوة . ثم تعض شفتها بحرج . فتحت الأنوار لتركض ناحية المرآة , تنظر إلى نفسها . تعلم أنها إن نامت تتحرك كثيرا , ويصبح مظهرها في فوضى تامة . تأوهت بإحراج , وهي ترفع كفيها وتلطم خديها بقوة , تقفز في مكانها ووجهها يحمر أكثر في أكثر / يارب ليش شافني ليش ؟ لا وكمان وأنا توني قايمة من النوم , مالت عليك يا حسناء مالت عليك وعليه . أطفأت الأنوار لتتجه إلى السرير وتسقط جسدها عليه , ثم تغطي وجهها بالمخدة وتصرخ من الإحراج . في الخارج .. كان عايض لا زال واقفا في مكانه مذهولا , عيناه على الباب حيث اختفت يُمنى قبل قليل . هذه الفتاة , يبدوا أنها لا تكبر إطلاقا . بقيت كما تركها قبل خمس سنوات ! لم يتغير بها أي شيء ’ سوى شعرها الذي طال أكثر بالطبع . وبدت أكثر جمالا وفتنة . ابتسم وهو يتذكر ملامحها مجددا , قبل أن تفاجئه نجد من الخلف / عايض . التفت إليها / هااه . نجد / وش هااه ؟ إيش فيك تناظر هناك ؟ لحظة .. أنا كأني سمعت صوت صراخ من شوي , لا تقول يُمنى خرجت وشفتها . ابتسم عايض وهو يضع يده على قلبه / إيه شفتها . اتسعت عيناها بصدمة , قبل أن تضربه على كتفه / لا ومبسوط كمان يا قليل الحيا ؟ عايض بضحكة / اللي يسمعك يقول أنا دخلت عندها مو هي اللي طلعت لي . نجد / يا فشلتي , اسكت يا عايض اسكت . ابتسم عايض أكثر , وهو يرفع صوته مغنيا بأبيات فصيحة : وَبَديعِ الحُسنِ قَد فاقَ الرَشا حُسناً وَلينا تَحسَبُ الوَردَ بِخَدَّيهِ يُناغي الياسَمينا كُلَّما اِزدَدتُ إِلَيهِ نَظَراً زِدتُ جُنونا عضّت نجد شفتها تمنع نفسها من الضحك وهي تهز رأسها بأسى , ثم مدت له كأس العصير الذي أتت به / خذ أشغلتني حتى نسيت أعطيك إياه , والله يعين قلبك . ضحك وهو يشرب من العصير , ثم يكمل عمله ومزاجه عالِ جدا . يغني بين اللحظة والأخرى . ويُمنى تستمتع إليه من الداخل , تضحك حينا .. وتعبس حينا آخر . وقلبها يؤلمها . لم لا يقولها ؟ لم لا يطلب منها العودة ؟ حقا هذا ما يشغل بالها , وتريد أن تعرف الإجابة حتى ترتاح . نعم قالت له تلك المرة حين أتاها وهي في سيارة حسناء أن ينساها لأنه يستحق من هي أفضل منها . كانت تقصد ذلك بالفعل , إلا أنها تتمنى وبشدة .. أن تعود إليه . ياااه .. ما هذا التناقض يُمنى . في غرفة حسناء .. حين كانت تتحدث حسناء إلى نجد في وقت مبكر من مساء اليوم , وأخبرتها بأمر الطاولة . اقترحت نجد أن تأتي إليها برفقة عايض لكي يساعدها . بما أن لديهما الكثير من الأحاديث . جلست نجد أمام حسناء بعد أن عادت من عند عايض وهي تضحك , لتسأل / ما سألتيها يا حسنا ؟ تنهدت حسناء وهي تعتدل بجلستها / مو أنا من حاولت أفتح الموضوع تركتني ودخلت الغرفة , خرجت سوت لها أكل ودخلت مرة ثانية . نجد / إيش قلتي لها بالضبط ؟ حسناء / قلت لها ما عندك نية ترجعين لعايض أبد لو طلب يدك . اتسعت عينا نجد / يا حمارة وش هالسؤال الغبي ؟ يعني بتقول إلا خليه يجي ؟ أنا قلت لك تسأليها إذا في شيء ثاني صار ذاك الوقت ولا إيش اللي مخليها تتغير لهالدرجة ؟ هزت كتفيها / كنت أعتقد إني أقدر أستدرجها بالكلام لين نوصل للنقطة اللي ذكرتيها . تأففت نجد / آآآخ منك يا غبية , المفروض يكون هو آخر سؤال . حسناء / والله ما الغبي غيرك , يعني لو في شيء مخبيته من خمس سنين بتجي تقوله لي باردة مبردة وبسهولة ماشاء الله . نجد بيأس / شكله أصلا ما في أمل , حاولت أفهم هالشيء لعايض وعصب عليّ , الولد مصر يرجعها والله . حسناء بلا مبالاة / الكلام لوحده مو كافي , وأنا بالنسبة لي بعد ما شفت ردود أفعال يُمنى على الموضوع , أحس تبي ترجع له . تفاجئت نجد / صدق ! والله يا ليت , محزنني هالعايض حيل وكاسر خاطري , يارب أسألك في هالوقت الفضيل إنك ترجعهم لبعض وتوفقهم وتسعدهم يارب . حسناء / آمين . أخذت نجد هاتفها حين وصلتها رسالة بشرى , لتتذمر / أخوك إنسان غريب صراحة , الحين هذي المرة الرابعة اللي يخليني فيها أسأل طيف إذا صدق موافقة ولا لا . ضحكت حسناء / لا تلوميه , الولد سامع قصص غريبة من أصحابه عن الزواج , وشاف نماذج حقيقية قدام عيونه , صار يخاف على نفسه من الصدمة . زمت نجد شفتيها , وهي تكتب لطيف / طيف يا بنت إنتي موفقة على مساعد ؟ يعني مرتاحة تماما ولا ؟ أرسلتها لتقول /بتحظرني البنت بعد شوي بتشوفين . ____ انتهى الفصل
|
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||