![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… { .. المجتمع احواله كل مايدور حولنا .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
![]() لَا تُغْضِب غَالِيَا.. ثـم تُؤَجَّل إِرْضَاءَه إِلَى الْغَد!!
بِدَايَة أَبْدَأ بِقِصَّة مُمَيَّزَة فِي هَذَا الْجَانِب : يَقُوْل أَحـدُهـم : أَبُو فَهـد زَمِيْل عَمَل يَبُلـغ مِن الْعُمُر نَحْو 50 عَامّا .. فِي لَيْلَة وَبِمُنَاسَبَة سَكَنِه فِي مَنْزِل جَدِيْد أَقَام مَأْدُبـَة عَشَاء لّلزُمَلَاء لَبَّيْت الْدَّعـوَّة وَيَالَيْتَنِي لَم أَلَبـّها .. يَعْلَم الْلَّه أَنِّي نَدِمْت عَلَى ذَهَابِي .. خِلـوَكَم مُتَابِعَيْن وَبِقَوَلَكُم لّيّش نَدَمـت .. تَجَمّع الْزُّمَلاء وَذَهَبْنَا لَه فِي مَنْزِلِه .. بَيْنَنَا الْشُّيُوخ الْمُسِنَّوْن وَالْشَّبَاب .. لَفِيْف مِن الْزُّمَلاء أكْتظ بِهِم مَجْلِسِه .. ثَلَاثة مِن أَطْفَالِه .. أَخَذُوْا مَّكَانَا فِي طَرَف الْمَجْلِس .. ..[ مُحَمَّد و أُنْس و مُعَاذ ].. .. كَان أَبُو فَهـد يُصَب الْقَهْوَه بَشَوْشَا ضَاحِكَا فَرِحَا أَتَت الْلَّحْظَة الْحَاسِمَة وَالَّتِي قَلَّبْت فِيْهَا كَيَانِه .. قَلَّبْت فَرَحَه لِحُزْن .. وَأَبْكَيْتُه دُوْن أَن أَعْلَم مَا يُخْفِي هَذَا الْخَمْسَيْنِي .. لَم يَرُق لِي صَب ( أَبُو فَهِد ) لِلْقَهْوَة .. كَبِيْر فِي الْسِّن وَيُصَب الْقَهْوَة لَنَا نَحــن الْشَبَاب لَم أَتَعُودُهَا فِي مُحَيَّطِي وَقُمْت وَأَلْحَحْت عَلَيْه كَي أَصُبـهَا .. .. لَكِنَّه حَلَف وَأَجْبُرْنِي عَلَى الْجُلُوْس .. قُلْت لَه مُمْتَعِضا أَيْن : فَهــد ؟؟ لِيِه مَا يَجِي يُقَابِل الْرِّجَال وُيُسَاعِد أَبُوْه .. لَم أَكُن أَعْرِف عَن فَهـد إِلَا أَنَّه الْإِبْن الْأَكــبِر وَلِهَذَا تَمَّت تَسْمِيَتِه أَبُو فَهـد .. كُنْت مُنْتَقِلا حَدِيْثا لِلْإِدَارَة الَّتِي يُعْمَل بِهــا أَبُو فَهــد وَلَم أَعْرِف أَسْرَار الْزُّمَلاء وَلَا أَي أَمْر خَاص بِهـم كَانُوْا بِالْنِّسْبَة لِي صَنَادِيْق مُغْلَقَه .. لَا أَعْرِف عَن حَيَاتِهِم الْخَاصَّة أَي شَيْء .. عِنَدَمّا سَأَلْت عَن فَهـد .. صَمَت الْمَجْلِس عَن بِكْرَة أَبِيْه .. وَتَغَيَّرَت مَلَامِح أَبُو فَهـد .. اخْتَفَت الابْتِسَامَة .. وَلَجَمَت الْأَلْسُن .. عَلَّمْت أَنِّي أَخُطــأَت بَســؤَالَي وَسَكَتَت .. لَاح بِوَجْهِه الَّذِي تَغــيَّرَت مَلَامِحــه بَعْد أَن وَضَع الْدَّلـة عَلَى الْطَّاوِلَة وَخَرَج مِن الْمَجِلس وَتَبِعَه أَطْفَالَه الْثَّلاثَة الْتَفَت إِلـى زَّمِيْلِي الَّذِي يَجْلِس إِلَى جِوَارِي .. وَقُلْت لَه : مَاذَا حَصــل لِأَبـو فَهــد ؟؟ قَال: فَهِد مَيِّت .. وَأَنْت جُبْت الْعِيْد وَنُبِشَت جــرُوْحــه .. قُلْت مَتَى ؟؟ .. قَال مَن 10 سَنَوَات .. ياااااااه عَشْر سَنَوَات وَلَا زَال يَذْكُرَه .. ..[ يَا لِرقتُك يَا أَبَا فَهـد ].. عَاد أَبُو فَهـد بَعُد أَن أَفْرِغ مَا بِه وَأَثَار الْبُكَاء بِادْيَة عَلَى وَجْهِه .. وبْعَدَتَنَاوّل الْعُشـاء .. أَصْرَرْت أَن أَبْقَى حَتَّى رَحِيِل آَخَر الْضُّيُوْف وَأَقَدِّم لَه الْعُذْر .. بِالْفِعْل عِنْدَمَا رَحَل آَخَر الْزُّمَلاء اقْتَرَبَت مِنْه وَقُلْت: أَنَا آَسِف لَم أَعْلَم أَن فَهـد مَيِّت .. هَذَا قَدْرِه .. وَهُو طَرِيْق سَيَمْشِيه الْجَمِيْع .. الْتَفَت عَلِي وَقَال.. حَصَل خَيْر.. لَا تَعْتَذِر فَذَكَرَاه لَا تَغِيَب .. قُلْت: وَلَكِن يَا أَبَا فَهـد عُشْر سَنَوَات .. وَأَنْت تَبْكِيْه .. أَيْن الإِيْمَان بِالْقَدَر ؟؟ قَال: أَنَا مُؤْمِن بِالْقَدَر .. حــزُنِي .. لَم يَكُن لِلوَفَاه !!! فَقَد فَقَدْت مَعَه طَفْلَة أُخْرَى فِي حَادِث وَقَع لَنَا وَنَحْن عَائِدُوْن لِلْرِّيَاض قَادِمِيْن مِن أَبْهَا فِي إِحْدَى الْإِجَازَات الْصَّيْفِيَّة وَلَم أَبِكَهَا كَمَا بَكَيْتُه .. مَات وَهُو يَبْكِي .. مَات بَعْد أَن أَغْضَبْتُه .. مَات بَعْد أَن ضَرَبْتُه .. لَم يُسْعِفـنِي الْقَدَر لِضَمِّه .. لَم يُسْعِفـنِي الْقَدَر لِّتَطْيِيْب خَاطِرَه وَارْضــائُه .. لَم يُسْعِفـنِي الْقَدَر لِمَسْح دُمُوْعُه .. كَان أَبُو فَهــد قَادِمَا مِن أَبْهَا بِصُحْبَة عَائِلَتِه .. كَان فَهـد عُمَرُه عَشْر سَنَوَات .. وَكَان فِي الْمِقْعَد الْخَلْفِي لَاهِيَا وَمُسَبَّبَا وَإِزِعَاجّا لِوَالِدِه .. لَم يَحْتَمِل أَبُو فَهـد الْأَمْر.. وَأَنْزَل الْعِقَال مِّن عَلَى رَأْســه وَضَرَبَه ضَرْبا مُبَرِّحا .. بَكَى فَهــد.. وَتَأَلــم وَالِدِه .. تَأَلــم وَمَع ذَلِك قَال فِي نَفْسِه .. سَأَرَاضِيْه فِي الْرِّيَاض !! .. وَقَع الْحَادِث وَفِّهـد يَجْهَش بِالْبُكَاء .. مَات فَهــد وَطِفْلَة رَضْيَعَة .. وَأُصِيْبَت بَقِيَّة الْعَائِلَة بِإِصَابَات مُخْتَلِفــة وَتَم نَقْلـهُم لِلْرِّيَاض عَلَى طَائِرَة إِخْلَاء طِبِّي .. يَقُوْل أَبُو فَهــد : لَيْتَه يَعُوْد لَو لَسَّاعَة .. مَات وَالْحَسْرَة فِي صَدْرِي … فَقَط أُرِيـد أَن أَضـمِّه وَأَمْسَح دُمُوْعُه .. أَنَا مُؤْمِن بِالْقَضَاء وَالْقَدَر .. وَلَكِن مَا زَالَت الْحَسْرَة فِي قَلْبِي .. مَات وَهُو غَاضِب .. مَات وَهُو يَبْكــي .. .. مَات دُوْن أَن اضـمُّه عَلَى صَدْرِي وَأَطَيَّب خَاطِرَه .. لَيْت الْلَّيَالِي تَعُوْد.. : : : * : : :* : :: * : : : نَقْسُو عَلَى مَن نـحَب .. وَنُرَدِّد الْأَيـام كَفِّيْلَة بِإرِضَائِهُم .. وَلَا نَعْلَم أَن الْقــدُر رُبـمَا يَكُوْن أَقــرَّب مَن لَمـح الْبــصــر .. شَخــص مَاتَت وَالِدَتِه وَهِي غَاضِبَة عَلَيْه .. مَاتَت وَهُو يُسَوِّف وَيَقُوْل غَدَا أُطَيِّب خَاطَرْهَا .. مَاتَت قَبْل أَن يَأْتِي مُوَعـد ارْضــائُهـا !! وَبَقِيَت الْحَسْرَة فِي صَدْرِه مُنْذ مَوْتِهَا وَلَن تَتْرُكَه الْحَسْرَة إِلَا بِرَحِيْلِه * : :* : : * : : * زَوْجَة . . تَرَكَهَا زَوْجـهَا بَيْن جُدْرَان بَيْتِهَا تَمُوْت كَمــدَا وَظُلْمَا . . خَرَج . . وَعِنَادَه يَؤُزُّه أَلَا يُطَيِّب خَاطَرْهَا وَهُو عِنْد عَتَبَة الْبَاب . . كَان يُخَبِّئ لَهَا ( وَرْدَة مِخْمَلِيَّة ) وَهُو عَائِد إِلَيْهَا . . لَكِنـه . . دَخَل فَوَجَدَهَا مُسَجَّاة عَلَى فِرَاش الْمَوْت !! ابْن عَاق . . يُغــلَق بَاب الْمـنُزْل بِقُوَّة وَمِن خَلْفِه عِجــوَز تَبْكِي أَو شَيـخَا يَنْدُب حَظــه وَيْبَكــي حُرِّقــة وَحــسُرَّة . . ! لـهَاثَه وَرَاء رَغَبَاتِه الْقَبِيْحــة وَتَعَلُّقـه بِأَصَحــاب وَرِفْقـاء الْســوَء . . جَعَلَه يُؤَجِّل أَن يَنْطَرِح عِنْد قَدَمَيْهِمَا يـقَبَّلَهُمَا إِرْضَاء وَاعْتِذَارّا . . أَغْلَق الْبَاب وَهُو يُحَدِّث نَفْسَه .. حِيْنَمَا أَعُوْد . . أرْضِيْهُما !! لَم يَعُد .. إِلَا بِصَوْت هَاتِف يــهَاتَفِه ( أَعْظَم الْلَّه أَجْرَك ) فِيْهِمَا !! * لِي . . وَلَك . . وَلِكُل إِنْسَان يَحْمِل بَيْن جَنْبَيْه قَلْب ( إِنْسَان ) !! تَذَكـر دَائِمَا . . . لَا تُغْضِب غَالِيَا .. ثُم تـؤَجّل إِرْضَاءَه إِلَى غَد !! ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |