الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-02-2013
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (10:55 PM)
آبدآعاتي » 658,770
الاعجابات المتلقاة » 956
الاعجابات المُرسلة » 357
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله
بيانات اضافيه [ + ]
ســـــــــــاره اليتيمه



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كيفكم ان شالله بخير !!

اتمنى تعجبكم الروايه انا اخوي كاتبها
ووده انه يشوف تشجيعكم له

لا تحرموه منها

ما احلل ابدا نقل الروايه الا بذكر اسم الكاتب الي هو

احمد ابراهيم البكر



الروايه واقعيه


اتمنى جد تفاعلكم



( اليـــــــــــــتيـــمهـ )








.. مـــــــــــــــــــــن اكـــــــــــــون ..


كانت سارة مستلقية على السرير.. تفكر بأبنائها تارة.. و بأحفادها تارة أخرى.. وبينما هي على هذا الحال .. قطع تفكيرها صوت طرق الباب فهتفت: من؟

رد أصغر أحفادها خالد البالغ من العمر أربعة عشر عام: أنا يا جدتي.

جلست الجدة على طرف السرير وقالت: تفضل يا بني.
دخل خالد وقبل رأس جدته ثم جلس على الكرسي المجاور لسرير جدته... نظرت إليه ثم ابتسمت و تنهدت تنهيدة طويلة..

أمسك خالد بيد جدته وقال: ما بالك يا جدتي..هل أنت بخير.. ماسبب هذه التنهيدة؟

قالت وهي تبتسم: لا تشغل بالك .. فقط ذكرت الماضي يا بني فتألمت قليلا..لا أدري إن كنت تعرف ماذا حصل لي في الماضي..

أجاب حفيدها: طبعا يا جدتي وهل يوجد أحد من عائلتنا لا يعرف قصتك؟!.. من منا لا يعرف قصة تلك المرأة العظيمة التي ضحت بشبابها في سبيل تربية أبنائها .

تنهدت الجدة ثم قالت: آه يا ولدي لو تعلم كم ضحيت من اجل أبنائي وعشت معاناة صعبة من أجلهم .. حياتي يا ولدي تصلح لأن تكون رواية بطلها شخص مظلوم .

جلس خالد بجانب جدته وكأنه يقول لها أريد سماع قصتك منك.. لكن الجدة أبعدت عينها عن عينه وكأنها تقول لا أريد أن أذكرها ..لذلك غيرت محور الحديث.. نظرت إليه ثم قالت: صحيح سمعت أنك أصبحت كاتب .

ابتسم خالد ابتسامة تملأها السعادة: نعم.. لكنني ما زلت مبتدئا..من أخبرك يا جدتي؟

ضحكت وقالت: والدك أخبرني .. كنت أعلم أنك ستكون أديب منذ صغرك..كنت لا تمل من القراءة حفظك الله وزادك علما..ولكن قل لي ما جديدك؟

فتبسم ضاحكا : سيكون بإذن الله الإعداد الجديد شيق وناجح بإذن الواحد الأحد ..سوف تدور أحداث قصتي حول محور حياتك يا جدتي وتضحيتك من أجل تربية أبنائك وحرصك بأن لا يستسلموا للظلم والفقر .

ضحكت الجدة وقالت: يا بني هذه القصة قديمة مرت عليها سنين طوال.. أرجوك يا بني لا تجعلني أتذكرها .

قال بلهفه: أريد سماعها من البداية..أريد أن أسمع قصة تلك المرأة التي تحدت الجبل في شموخه و البحر في وسعه وعظمته..

ضحكت الجدة: كفى أنت تبالغ يا بني..لا أعتقد أن قصتي تصلح أن تكون...

وقبل أن تكمل قاطعها قائلا: أرجوك يا جدتي فانا لم اطلب منك أي طلب من قبل أرجوك يا جدتي

ابتسمت الجدة وقالت: سأحكي لك الحكاية من البداية إلى النهاية بشرط أن لا تقاطعني هل هذا مفهوم ؟

وضع خالد يده على فمه وقال : لك ذلك وان قاطعتك لا تكملي القصة .

نظرت الجدة إلى نافذة غرفتها وكأنها ترسم لوح الماضي على سطحها .. أغمضت عينها ثم قالت لنبدأ











...بـــيت العائلهـ ....

لقد فتحت عيني على هذه الدنيا ورأيت نفسي أعيش في بيت كبير رغم قدمه..

كان لي ثلاثة أخوان وأخت, الأخ الأكبر عبد اللطيف ويليه سند ثم فاطمة وأخيرا ناصر وأنا كنت أصغرهم

كانت حياتنا بسيطة ..والدي كان يملك متجر صغير يبيع فيه المشالح التي تخاط باليد ..و كان لديه عدد من العمال المهنيين الذين يتولون الخياطة ومن ثم يعرضها والدي للبيع.

كانت أختي فاطمة البالغة من العمرأحدى عشر عاما بمثابة أمي رغم صغر سنها حيث كانت تقوم بكل مهام المنزل من طبخ ونحوه بعد وفاة والدتي رحمها الله حتى أنستني أني يتيمة.. لقد توفت رحمها الله وأنا صغيرة لا أفقه في هذه الدنيا شيئا..

وفي ليلة من الليالي وبينما أختي كانت تغسل الأطباق في المطبخ وأنا واقفه عند الباب ابتسم في شرود..قطع شرودي صوت أبي ينادي: فاطمة..سارة أين أنتم يا أولاد..اسمعوني جيدا سأتزوج قريبا من ابنة جارنا عبدالرحمن.

جاء الخبر على رأسي مثل الصاعقة..بهذه السرعة كيف ومتى تم الاتفاق ..

كان أخي عبد اللطيف يربط حصاته في حبل ليصطاد به الحمام وحينما سمع ما قاله أبي ترك مابيده وقال: وهل تتزوج وأنت بهذا العمر يا أبي وأنت في ذمتك خمس أطفال

قال في غضب وهو يشير بسبباته باتجاه عبداللطيف : أنا لن أتزوج من شابة صغيرة لا على العكس بل سأتزوج أرملة عاقلة سعت لتربي ابنتها الصغيرة..وستتسلين معها يا سارة لأنها في مثل عمرك

اقترب أبي من عبداللطيف أكثر وقال:وأنت يا أناني ألم يحن قلبك على أختك فاطمة وهي تجهد نفسها في أمور المنزل لوحدها.. أنا لم أفكر في الزواج منها إلا لترعاكم .

ابتسم أخي سند الذي كان دائما يوافق أبي سواء كان على حق أو لم يكن وقال بهدوء: افعل ما تراه صوابا يا أبي..وإن كنت ترى أنها سترعانا وستكون لنا أمنا التي لم تلدنا فتوكل على الله.

ضحك والدي فهذا ما كان يريد سماعه ثم قال: عين العقل..أنت العاقل بينهم بالفعل هذا الشبل من ذاك الأسد إذا على بركة الله غدا .بإذن الله سنذهب إلى أبي عبد الرحمن و نخطبها هل هذا مفهوم يا عبد اللطيف؟

فأجابه بامتعاض : مفهوم.

وتوجه كل واحد منا إلى غرفته وفي ذهن كل واحد منا العديد من الأسئلة محتواها واحد هو ماذا سيحصل بعد ذلك؟.

دخلت غرفتي مع أختي فاطمة ثم لحقنا عبداللطيف و ناصر .. جلسنا بصمت للحظة ثم تحدث عبداللطيف : هل سمعتم ما قاله أبي.

قالت فاطمة وهي ترتب فراشها : زواجه كان شيئا متوقعا.. لكنني لم أكن أتوقع أنه سيحصل بهذه السرعة.

وضع ناصر يده على رأسه وقال: آمل أن لا تكون قاسية كأبي.

ضحك عبداللطيف وقال: قاسية كأبي؟!.. بالطبع ستكون أشد قسوة ..

قال فاطمة معاتبة : سامحك الله لماذا تحكم على المرأة قبل أن تراها.

فقال ضاحكا : إذا كان أبي يقسو علينا ونحن من لحمه ودمه فماذا سيفعل بنا الغريب .. لا تنسي أن أبناء ضرتها.

وقفت فاطمة ثم فتحت الباب وقالت : اخرج قبل أن يسمعك فيقتلك .. لا تفكر في الغد ما سيحصل سيحصل.
خرج عبداللطيف وناصر وأنا بقيت صامتة أفكر ماذا سيحصل يا فاطمة.




..نحـــــــــن وزوجهـ ابي ...

بمجرد ما أن ظهر نورالشمس حتى توجه والدي بصحبة أخوتي عبد اللطيف وسند للذهاب لخطبة حصة ابنة جارنا .. بالطبع يا ولدي كما تعلم زماننا يختلف عن زمانكم..في زماننا كل شيء يتم بكل بساطة وسرعة..فبعد أن تقدم والدي لخطبتها تم تحديد موعد الزواج كان بعد الخطبة بأسبوع ..هل تصدق يا بني أن والدي لم يقم فرحا لها ولم يعترض أهلها حيث أن جل همهم هو تزويج ابنتهم فحسب ..هذا هو غاية تفكير الناس في زماننا ..

وبعد ليلة من زواج والدي وبينما أنا غارقة في النوم فاجأني صوت شخص يضرب الباب بقوة ..يا ترى من يكون هذا الطارق المتعجرف ..فتحت الباب فإذا هي زوجة أبي كانت واقفة ويدها على خصرها وقد قطبت حاجبيها..كان من الواضح أنها تريد أن تفرض شخصيتها علينا منذ اليوم الأول ..فهذه نصيحة والدتها

نظرت إلى عينيها المتقدتين بالحقد وقلت بخوف :ماذا هناك يا عمتي

نظرت إلي بغضب واستهزاء ثم قالت :ماذا هناك؟!!.. هيا استيقظي ثم اتبعيني .

تبعتها ثم توقفت في منتصف الطريق وقلت : إلى أين ؟
نظرت إلي بطرف بصرها ثم قالت:ستساعدين أختك في أعمال المنزل.. ومن اليوم فصاعدا ستتولين غسيل الملابس ..وفاطمة ستتولى الطبخ هل هذا مفهوم ..

فأجبت والعبرة تخنقني : ماذا.. ولكن ماذا ستفعل الخادمة هذا عملها وليس عملنا ..ثم أنا لا أعرف...

وقبل أن اكمل قاطعتني بقولها : لا أريد سماع كلمة لكن منك هل هذا مفهوم..الخادمة أعطيتها مرتبها وتركتها ترحل ثم ما الحاجة إليها وأنت وأختك في البيت .. المرتب الذي نصرفه لها والدك أولى به .. والان تحركي ستجدين الملابس المتسخة فوق السطح.

نظرت إليها بتعجب ثم قلت: الآن

صرخت: اجل الآن ..ألا تسمعين هيا تحركي.

اتجهت إلى السطح ووجدت الملابس المتسخة قد ملأت السطح..قلت بصوت مخنوق: هذا ليس عملي ..البنات في عمري يلعبون بعرائسهم وأنا أغسل الملابس ..يارب ساعدني.

كانت الأوضاع صعبة في بادئ الأمر ثم اعتدت على ذلك..اعتدت عليها حتى نسيت أنني طفلة..كنت أتألم كل ليلة لكنني سرعان ما أنسى الألم حينما أستسلم للنوم في حضن أختي الحنون التي لطالما قبلت جبيني وهمست لي : سلمت يداك يا أختي .. لاتحزني فأنا هنا فالغد سيكون أجمل.
أجل أنا لم أعد يتيمة فأختي فاطمة بجانبي وترعاني كما لو كنت ابنتها..لكن الأيام ليست على وتيرة واحدة ففي ليلة من الليالي وبينما أختي فاطمة تداعبني كعادتها فاجأنا أبي بخبر خطبتها ..لقد تصلبت وأنا أسمع هذا الخبر ثم تشبثت بأختي أكثر وقلت في نفسي :كلا لا أريد أن أرجع يتيمة من جديد..لكن ماذا نفعل هذا هو القدر وهذه سنة الحياة.

خبر خطبة أختي لم يفاجئني أنا فقط بل فاجأ الجميع حتى زوجة والدي التي اشتاظت غيضا بعد أن سمعت الخبر ليس لحبها لأختي وإنما لأنني لا أجيد الطبخ أما فاطمة فإنها تجيد الطبخ بجميع أنواعه بمعنى أصح لقد غضبت لأنها لا تريد أن تخسر الخادمة التي تطبخ لها .لكنها لم تعلق على الموضوع لأنها لا تستطيع إنكار رغبتها في التخلص منا واحدا تلو الأخر.

وفي يوم من الأيام استقيظت من فراشي لأشرب الماء في المطبخ ..وبينما أنا أشرب الماء..سمعت نقاش حاد في غرفة والدي.. كان فضولي أقوى من خوفي لذلك مشيت ببطء وحذر..ثم جلست تحت نافذة غرفة والدي وسمعت نقاشهم..

كان والدي يصرخ: ألا تفهمين يا امرأة.. أنه غني جدا وسينفعنا كثيرا.
صرخت : والمهر؟ ..هل ستتركه لها.. المهر لابد أن يكون لك فأنت والدها.
ابتسم ضاحكا: نعم وهل تتوقعين بأني سأترك المال لهذه الطفلة ..سأحفظه لها لأنها لا تعرف التصرف به.

ابتسمت ثم قالت بامتعاظ :ستحفظه لها؟!!.. حسنا أنا كذلك أريد أن أحفظه لها أيضا..لكن هنالك شيء أخر يشغل ذهني ..ماذا عن أمور المنزل؟

أردف والدي: بسيطة لن يتغير شيء .. إما أن نحضر خادمة أو تتقاسم سارة وابنتك أمل العمل..ستقوم سارة بالغسيل كعادتها وابنتك ستحل محل فاطمة .

قالت بغضب: كلا لا أريد خادمة لماذا التبذير .. أنا لا أحب الخدم ... أما ابنتي فلا تفكر أنها ستساعد سارة.. فهي لا تجيد الطبخ و لا تزال صغيرة عليه.. لماذا لا تجعل سارة تقوم بأعمال المنزل لوحدها.. من المؤكد بأنها ستكون طباخة بالفطرة..والدتي كانت كثيرا ما تقول أنها ورثت من جدتي فن الطبخ ..لا تنظر إلي فأنا وابنتي لم نرث ذلك الفن .. كل مقصدي أن سارة قد تكون قد ورثت فن الطبخ من أختها.

ضحك لقولها ثم قال: يا لك من امرأة.. لكن سارة مازالت صغيرة على الطبخ أنها لا تستطيع أن تفرق حتى بين السكر والملح.

ابتسمت بخبث وقالت: تتعلم .. لا يوجد شخص خرج من بطن أمه وهو يعرف كل شيء .. اسمعني يارجل .. فاطمة ستتزوج بعد ثلاث أيام فما رأيك أن نجعلها في هذه الأيام الثلاث تعلم سارة الطيخ منذ شروق الشمس وحتى غروبها.. لا تقلق سارة نبيهة وستتعلم كل شيء بسرعة.

سكت والدي ثم قال: حسنا.. وإذا لم تفلح ف...

قاطعته : ستفلح يا رجل .. لا تكن متشاءم

ضحك من قولها وقال: وإن تزوجت سارة ماذا ستفعلين؟

أجابت وهي تضحك : لكل حادث حديث يا أبا عبداللطيف.

قال لها مازحا : إن كنت مصرة على قولك بأنك لا تريدين خادمة.. فلدي حل سيريحك من شقاء العمل والتنظيف..

سألته : وماهو الحل يا عبقري...

وقف وهو يضحك ثم قال : أن أتزوج بامرأة أخرى حتى...

قاطعته : افعل وسترى ماذا سيحصل لك .. إن تزوجت سارة لا أريد خادمة بل أريد مئات الخدم ولا تتزوج علي أيها العجوز المراهق.

ضحك من قولها وقال: صحيح أن النساء ناقصات عقل ودين.. سأذهب لأتوضأ وأتركك مع خيالك الواسع..

خرج والدي دون أن يلاحظ أنني تحت نافذة غرفته .. لفظت أنفاسي لأنه لو رآني لكان عقابي شديد ..بعدها سمعت صوت زوجة أبي تغني ثم ضحكت وقالت : رحلت خادمة وتبقت لي خادمة .. سأستغلها أحسن استغلال.

نهايه البارت

اتمنى اشوف تفاعلكم وردودكم




 توقيع : نظرة الحب



رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013   #2


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (10:55 PM)
آبدآعاتي » 658,770
الاعجابات المتلقاة » 956
الاعجابات المُرسلة » 357
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



انــــــــــــــــــــــــــت يـــا ناصـــــــــــــر


جلست للحظات تحت نافذة غرفتهم..كنت مصدومة أيعقل أن تقسو قلوب الناس هكذا..أيعقل أن أتجرد من طفولتي لأخدم زوجة أبي..ملايين الأسئلة المؤلمة شلت تفكيري للحظات..وقفت بهدوء ثم توجهت بسرعة إلى
غرفتي قبل أن يراني أبي.. وضعت رأسي على الوسادة وانخرطت في بكاء شديد .. استيقظت أختي فاطمة وقالت : ما بك يا سارة هل أنت بخير..

أجبتها والعبرات تخنقني : لا شيء.. أنا فقط حزينة على فراقك يا أختي.

ابتسمت ثم حضنتني وقالت : لا داعي للبكاء .. اعلمي أنه مهما حدث ستبقين في قلبي وعقلي.

بادلتها الابتسام وأنا أقول في نفسي : ليتك يا أختي تعرفين ماذا سيحصل لي من بعدك..

قبلت رأسي ثم قالت : والآن كفي عن البكاء ونامي يا صغيرتي..سأغطيك حتى ترتاحي.

أرتاح أي راحة تنتظرني ..وفي الصباح أتت زوجة أبي إلى غرفتنا و أخبرت فاطمة عن عملها الجديد وهو تعليمي الطبخ في ثلاثة أيام..تفاجأت أختي فاطمة مما قالت : هل جننت ..سارة ما زالت صغيرة ..الأطفال في سنها يلعبون في كل مكان ..وهي المسكينة تخدمك أنت وابنتك ..أية قسوة تحملينها لنا .

صرخت زوجة أبي: كيف لا أحمل الضغينة عليكم وأنتم أولاد ضرتي.. أنتم كالمسمار الذي يضغط على رجلي ويعيق حركتي .... المهم الآن كفي عن التضجر وابدئي بتعليمها الطبخ قبل أن ترحلي ونتخلص منك ..لا تنظري إلي هكذا افعلي ما أقول وإلا سأخبر والدك بأنك رفعت صوتك علي و...

قاطعتها فاطمة: لا تكملي سأفعل ما تريدين..هيا يا سارة إلى المطبخ ...حسبنا الله ونعم الوكيل.

بدأت فاطمة تعلمني بعض أمور الطبخ إلى أن أصبحت أجيد أهم الأطباق في وقت قصير .

بعد أن مضت الأيام الثلاث رحلت أختي فاطمة إلى بيت زوجها كان الكل سعيد حتى زوجة أبي فكيف لا تفرح وقد وعدها أبي بأنه سيعطيها جزءا من مهر فاطمة .. وبالطبع هي ستعطي هذا المال لابنتها المدللة أمل التي باتت هي الشخصية الأولى في البيت التي طلباتها أوامر.. فهي تأمر ونحن ننفذ..

بعد أن رحلت فاطمة بأيام قليلة وبينما أنا في المطبخ كعادتي أغسل الأطباق..سمعت صراخا مدويا..التفت حولي ..كان الصوت من الشارع..تركت ما بيدي وركضت إلى خارج المنزل.. لم أكن أنا وحدي من سمع تلك الصرخة ..كل من في البيت والجيران كذلك سمعوها ..توجهنا بسرعة إلى الباب ..ويا ويلي ماذا رأينا..وجدنا أمل ابنة زوجة أبي المدللة.. ممددة في الشارع والدم يسيل من جميع جسدها فصرخت زوجة والدي : ياويلتاه بنيتي..أجيبيني...

صرخت وصرخت بل وتقطع قلبها من كثر البكاء..كان من الواضح أن هناك من دهسها بعربته ورحل ليتركها جثة هامدة.. تلك الدماء كانت تشير إلى ذلك ..لم أصدق ما رأت عيني ..كان منظرها مؤلم ومفجع..لا يمكن لي أن أنساه.

وبعد ان كان الناس يزروننا لإلقاء التهاني والتبريكات لزواج فاطمة أصبحوا يزوروننا للتعزية وانقلب ذلك الفرح إلى عزاء ..
كانت زوجة أبي حصة مصدومة و تردد : كانت في حضني وفي مرأى عيني تلهو وتلعب والآن رحلت إلى السماء ..أعيدوا إلي ابنتي.

هذه هي كلماتها التي لطالما رددتها..حاول والدي أن ينسيها ما حصل بالهدايا والدلال لكنه لم يفلح إلا بعد جهد جهيد.
مضى على تلك الحادثة أيام وشهور ..الكل نسى ما حصل إلا أخي ناصر..لم يتبسم ولم يضحك منذ ذلك اليوم ..ساورني الفضول ..ما الرابط بينها وبين أخي ناصر.. وماسبب حزنه الذي تجاوز الحد المعقول..لا بد أن أعرف السبب ... وفي يوم من الأيام استجمعت قواي وتوجهت إلى غرفة ناصر وطرقت الباب فأجاب: تفضل

فتحت الباب..وجدته منطوي على نفسه ويحدق في السقف ..اقتربت منه ووضعت يدي على رأسه وقلت :ما الذي حصل لك يا أخي لا تبدو على طبيعتك..لا يمكن لك الإنكار..منذ أن توفت أمل تغير حالك..ماذا حصل

حدق في عيني وقال بصوت منخفض :أنت لا تعلمي كيف ماتت امل .

أجبت باستغراب: بالطبع اعلم ماتت وهي تركض باتجاه الشارع ولم ترى العربة فصدمتها.. هذا ما حصل أم لديك رواية أخرى..

التفت يمنة ويسرة ثم قال بصوت خافت: لم يكن موتها صدفة يا أختي..

فتحت عيني بقوة وقلت بصوت خافت: ماذا تقول..إذا ماذا حصل..هيا تحدث يا أخي سرك في بئر.

تنهد أخي ثم قال والدمع قد ملأ عينيه :أمل لم تمت صدفة كما تتوقعون بل هنالك من كان له يد بالموضوع.



أمسكت بيده ثم قلت: هل تقصد بأن هناك من...

قاطعني: أجل وهل تعلمين من هو المتورط الأول ..أنا

أردفت بسرعة : أنت ؟!..لماذا وكيف حصل ذلك تكلم بسرعة..ثم لماذا لم تخبر والدي..

أمسك بيدي ليهدئني ثم قال: على مهلك يا أختي.. دعيني أشرح لك ما حصل..كنت ألعب أمام باب منزلنا وفجأة خرجت أمل ثم طلبت مني بأن أحلمها وأرميها..فعلت ما أرادت وفي كل مرة كنت أحملها.. كانت تضحك وتقول هيا ارمي بي أبعد أكثرأريد أن أطير..ضحكت وقلت لك هذا فرميتها بكل ما أملك من قوة ولم أنتبه بأنه هنالك عربة تسير باتجاه منزلنا وكان صاحبها يصير بسرعة عالية..
وحدث ما حدث .

سكت للحظة ثم قلت: ولماذا لم يتوقف صاحب العربة ؟

أجاب : لأنه كان يسير بسرعة عالية ولم يتوقع بأن يقطع طريقه أحد .. لكن أرجوك يا أختي لا تخبري أحدا..

وضعت يدي على كتفه ثم قلت: اطمئن لن أخبر أحدا.

نظرت إلى الباب كان هنالك شخص واقف خلف الباب..كان يتنصت علينا ...وضعت يدي على قلبي وقلت: يارب رحمتك..




..لمــــــــــــــــــــــــــاذا يا ابــــــي ..


أمسكت بيد ناصر ثم أشرت إلى الباب وقلت بصوت خافت: هناك من يسمعنا...لنغير محور..

وقبل أن أكمل انفتح الباب..ويا لتعاسة حظنا إنها حصة زوجة أبي ..التي اتجهت مباشرة إلى أخي وأمسكت ثوبه بقوة ثم قالت في غضب : أنت أيها الخسيس لم أكن اتوقع أنك السبب في وفاة بنتي .. أنت من قتلها ..وأنا الغبية التي كنت أظنك تبكي حزنا لوفاة أمل وأنت في الواقع تبكي على جريمتك التي ارتكبتها في حق ابنتي..

رفع أخي اصبعه وهو يحاول أن يفلت من قبضتها بيده الأخرى ثم قال: دعيني أشرح لك... أقسم بالله..

صرخت في وجهه بقوة: أصمت أنت آخر شخص يتكلم

ثم نادت بأعلى صوتها : أبو عبد اللطيف يا أبو عبد اللطيف أين أنت

أتى والدي مسرعا وقال: ماذا تريدين مني يا امرأة؟
دخل أبي الغرفة وهي ماتزال ممسكة بثوب أخي ثم قالت بصوت حازم تخنقه الدموع : طلقني

تفاجئ والدي من هذا الخبر وقال : هل جننت يا امرأة لماذا

صرخت : بل سأكون مجنونة إن لم أجعلك تطلقني وهذا الخسيس ابنك

نظر أبي إلى ناصر وقال: ما بك يا ولد ..ماذا فعلت ؟

فأجاب أخي خائفا : أنا السبب في موت أمل يا أبي.

رد عليه أبي قائلا : قتلتها كيف ذلك ..الكل يعلم أن أمل قد دهستها العربة حينما كانت تلعب

نظرت إليه زوجة أبي وقصت له ما حصل ثم قالت : والآن إما أنت تطلقني أو أن تعاقبه عقاب لا ينساه طيلة حياته

فقال والدي: حسنا سأريك ما سأفعل به..أتوني بالحبل والسوط .

صعقنا من طلب والدي وأحضرنا له ما طلبه بدون نقاش فقد كان في قمة غضبه ..أخذ الحبل ثم ربط ناصر على النخلة وأمسك بالسوط وهرع في جلده بلا رحمة حتى سالت دماءه ..ولم تكتفي زوجة أبي بهذا بل أمرت والدي بأن لا يحل رباطه إلى صباح اليوم التالي ونفذ رغبتها كالمسحور ..وظل أخي يتألم تحت أشعة الشمس الحارقة بدون طعام.. إلى أن شفق والدي عليه فأحل وثاقه دون أن تعلم زوجته وطلب مني أن أعد له قليل من الطعام ليقوي جسده وفي اليوم التالي اسيقظت زوجة أبي وهي متشوقة


لتشمت بناصر على الضرب الذي تلقاه من والدي..اتجهت بسرعة للفناء حيث النخلة التي ربط بها والدي ناصر..وتفاجئت بأن والدي كان يمسح على رأسه برفق .. رمقته زوجة أبي بنظرة عتاب فهمها والدي فابتسم وقال : المسكين لم يأكل شيء منذ البارحة و..

وقبل أن يكمل قاطعته زوجة والدي : مسكين؟! .. قتل ابنتي وتقول عنه مسكين أكيد تدافع عنه فهو ابنك.

اقترب منها والدي وقال: لقد نال جزاءه وأكثر..ضربي له لن يعيد لك ابنتك يا عزيزتي وإن كنت تريدين أن تشفي غليلك فلقد حققت مرادك ليلة البارحة.. ألم تسمعي صوت صراخه وهو يتألم ويستنجد بأخوته.. يكفي ما حصل له ليلة البارحة .. يكفي لن أعاقبه أكثر..

كنت أنظر مبتسمة ليما يحصل من نافذة المطبخ لأول مرة أشعر بأن أبي يملك قلبا يحن كباقي الأباء..وبينما أنا أتأمل ما يحصل فجأة سمعت باب بيتنا يطرق ..نظرت إلى زوجة أبي فوجدتها تنظر إلي فقلت بصوت مرتجف: هل أفتح الباب؟

صرخت: وتسألين؟!ماذا تنتظرين بسرعة تحركي يا غبية.

هرولت بسرعة واتجهت إلى الباب وفتحته ..وجدت شيخا طويل القامة ..بمجرد ما أن رأيت ثيابه حتى أدركت أنه تاجر غني.. لكن ما الذي يفعله تاجر كهذا في منزل متهالك كمنزلنا.. ابتسم لي وقال : هل والدك موجود؟
ابتسمت وقلت : أجل ..من أن أقول له؟

مسح على رأسي وقال: قولي له أنا أبو هاجر.

أشرت إليه أن ينتظر ثم ذهبت إلى أبي وهمست في أذنه : هناك رجل يقول أنه أبو هاجر.

انفرجت أسارير والدي وقال : سارة اهتفي إلى أخيك عبداللطيف ليستقبل ضيفنا في المجلس ..وأنت يا حصة أريد أن أتحدث معك للحظة وبعدها سأذهب إلى الضيف.

وقبل أن أنادي أخي استوقفني أبي وقال: سارة لا تنسي أن تجهزي الشاي والقهوة لضيفنا .

استقبل أخي عبداللطيف الضيف ،وتوجهت أنا للمطبخ لأجهز ما طلبه والدي وبينما أنا كذلك ..وقف أخي ناصر عند باب المطبخ وقال متحيرا: ماذا يريد كبير تجار الأرز من والدي؟

ضحكت وقلت : لقد عرفت أنه تاجر غني.

قال ناصر وهو يضع يديه على جراحه التي تؤلمه وقال: وكيف عرفتي؟


ابتسمت وقلت بصوت خافت: ألم تنظر إلى ثيابه الأنيقة.. أنا واثقة بأنه لا يمكن لوالدي أن يرتدي مثل هذه الثياب حتى في يوم العيد.
جهزت الشاي والقهوة واتجهت بخفة إلى المجلس..وقبل أن أطرق الباب سمعت الضيف يقول: كيف حالك يا أبا عبداللطيف..لم تزرنا منذ وقت طويل ..أم أنك وجدت تاجر غيري لتشتري منه الرز.

ضحك والدي وقال: وهل يوجد في السوق من يجرؤ على مضاهاتك ..لكن كما تعلم أحوالي المادية ليست..

قاطعه الضيف: أنا فقط أمازحك يا رجل وإن احتجت إلى شيء لا تسألني فقط تعال إلي وخذ حاجتك.

ابتسم والدي في خجل وقال: أسأل الله أن يديم عليك الصحة والعافية..

سكت الضيف للحظة ثم قال: لنتحدث في المهم.. أخبرني كيف حال زوجتي فاطمة؟

تفاجأ والدي مما سمع وقال: ف..ف..فاطمة لقد زوجتها ..

وقف الضيف وقال بغضب: زوجتها ؟!..ألم تعدني أن تزوجني إياها مقابل أن أعطيك ما تحتاجه من الأرز والقمح دون مقابل.. هل كنت تخدعني يا رجل ...

أمسك والدي بيده وقال : انتظر يا أبي هاجر..صحيح أني زوجت فاطمة لكن ما زال لدي ابنة أخرى سأزوجك إياها صحيح أنها صغيرة لكن والحق يقال أن عقلها يسبق سنها

سكت علي(أبي هاجر) للحظة ثم جلس وقال :وكم عمرها.. لا تقل لي تلك الطفلة التي فتحت الباب لي..

ابتسم والدي وقال: أجل هي بعينها .. سارة عمرها أربعة عشر عاما .. لكنها بالفعل امرأة ناضجة ستدللك وترعاك.. ومتى ما أردتها فهي لك حتى لو أردت أن تتزوجها الليلة زوجتك إياها.


ابتسم علي وقال :حسنا أنا موافق..لكن قبل أن نكمل حديثنا أين الشاي والقهوة..أم أن حالتك المادية لا تسمح لك.

وقف أبي وقال: ليس إلى هذه الدرجة دقيقة وستكون عندك.

كنت أنصت مصدومة.. أي نوع من القلوب يملك أبي.. ماهذا البيت الذي كل شيء فيه يحصل فجأة ..وبينما أنا شاردة فتح أبي الباب وقال: أنت هنا والضيف ينتظر القهوة ..أعطني إياها واذهبي إلى المطبخ بسرعة.

ذهبت وقلت في نفسي: إلى متى ستظلمني يا أبي لتزوجني من شخص ليس حتى في عمر والدي بل بعمر جدي

.. هـــل انا رخيصـــــــــــهـ !!..


حاولت ان أتصرف على طبيعتي وكأنني لم أسمع شيئا ..أخذت أحدى الأطباق وقبل ان أغسله انهرت وأجهشت بالبكاء.

سمع ناصر بكاءي ثم أمسك بكتفي وقال : ما بك يا أختاه لماذا تبكين؟

نظرت إليه وقلت وأنا أبكي : أندب حظي يا أخي..يا ليتني كنت ذكرا لماذا يظلم هذا المجتمع المرأة بأبشع صورة..هل تصدق يا أخي أن أبي سندي في هذا الدنيا سيرخص بي وسيزوجني من شيخ عجوز في عمري جدي.

مسح ناصر على رأسي وقال :لا تثقلي على نفسك يا أختي ..قد تكونين معه أسعد مما أنت عليه الآن ..قد يجعلك...

وقبل أن يكمل جاءنا صراخ أبي : سارة أين أنتِ؟

مسحت دموعي ثم ذهبت إلى أبي وقلت: هل رحل الضيف؟

ابتسم وقال: لن يصبح ضيفا بعد الآن..من الآن فصاعدا سيصبح كبير تجار الأرز نسيبي و زوجك يا سعيدة الحظ وبالطبع ستوافقين حينما يسألك الشيخ مفهوم؟!

أومات برأسي: مفهوم ولكنه أكبر مني بكثير ...
قاطعني :اصمتي منذ متى يتحدث النساء في هذه الأمور ..أنا صاحب الشأن وأنت عليك فقط اتباع ما أقوله لكي .

نظرعبد اللطيف إلى أبي وقال بتلعثم : أحقا ستزوجها اليوم يا أبي ..أقصد بما أنه كبير التجار لماذا لا يقيم لها فرحا ثم ألا يحق لعروسه أن تستعد لعرسها كباقي النسوة؟

ضحك أبي وقال: لا داعي لهذه الشكليات..ماذا تريد أكثر من أن يتزوجها رجل كعلي.. هذا وحده كفاية وأنا راضي..ثم أي استعداد تتحدث عنه ومن تكون هي ليعد لها عرسا..ابنة صائغ الذهب ؟!..هي مجرد طفلة ستزف لكبير تجار الأرز.

لا أعلم من أين أتتني الجرأة لكنني وقفت في وجه أبي وقلت: طفلة؟!..ما دمت طفلة فلما تزوجني ..لأبيض لك ذهبا ولتأخذ مهري كما أخذت مهر أختي.

تفاجأ أبي مما سمع ثم لطمني على وجهي بقوة : منذ متى ترفعين صوتك في وجهي يا سارة..افعلي ما أقوله وإلا ستندمين..هل سمعتي.

وضعت يدي على مكان الصفعة ثم أنزلت رأسي وسقطت دمعة بللت ثوبي ثم قلت :أنا آسفة يا أبي.

أمسكت حصة بي ثم قالت: أنت طفلة؟!..حينما كنت في عمرك كنت حامل بأمل والآن هيا لنجهزك .




انتظروني


بأنتظار رايكم




رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013   #3


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (10:55 PM)
آبدآعاتي » 658,770
الاعجابات المتلقاة » 956
الاعجابات المُرسلة » 357
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي




مـــــــــــــــــــــن تعــــــــــــــب الـــــــــــى تــــــــــعب


جاء علي بعد صلاة العشاء مباشرة ومعه الشيخ الذي سيتولى عقد القران واثنين من أصدقاءه التجار ليشهدوا على الزواج ..استقبلهم أخوتي في المجلس وقاموا بتضييفهم على أكمل وجه..وماهي إلا دقائق حتى أصبحت زوجته.
بعد عقد القران مباشرة أتى والدي وهو في قمة الفرح وبيده ظرف مملتئ بالنقود..علمت أنه مهري ..ثم ضرب بيده على الظرف وابتسم لزوجته ثم اقترب منها ووضع الظرف في يدها ثم قال بصوت خافت : لي النصف ولك النصف.

ضحكت ثم نظرت إلي..كنت أحدق بها بحنق فقالت لتغير محور الحديث: هل أنت مستعدة يا سارة .. آه يا لسعادة حظك.

ابتسمت بكل مرارة وقلت : نعم كم أنا سعيدة الحظ لتحلي أنت مكان أمي وليكون ذلك العجوز زوجي.

لم يعلق أبي على ما قلت ..فقط خرج من الغرفة وقال: هيا ارتدي عباءتك زوجك ينتظرك.

ارتديت عباءتي وأنا أرتجف ..أول ليلة أنام فيها بعيدة عن بيتي وعن أخوتي .. يا ترى ماذا ستخبئ لي أيها الغد.

بعد أن انتقلت إلى بيت زوجي علي ..كنت أتوقع أنني
تخلصت من التعب ومن زوجة والدي ..خيل لي بأنه سيكون لي مجموعة من الخدم يعلمون على خدمتي. لكنني تفاجئت إذ أن بعد ليلة من زفافي استيقظت على صوت صراخ عالي..التفت حولي لأسأل زوجي عن هذه الجلبة لكنني لم أجده..اقتربت من باب غرفتي ووضعت أذني على الباب لأسمع ما يدور في الخارج .. لقد كان الصراخ صراخ
ضرتي مريم..كانت تصرخ على علي وتقول: تزوجت علي بعد هذا العمر يا علي..اسمعني جيدا إما أن تطلقني أو أن تطرد هذه المرأة من بيتي

صرخ علي: اصمتي يا امرأة وتحدثي بصوت منخفض حتى لا تسمعنا فهي لا زالت عروس.

فقالت باستهزاء وسخرية :عروس هذه الطفلة عروس ؟!..لا تجعلني أزداد غضبا .. ألم تنظر إلى شعرك الأبيض في المرآة يا عريس.

ضغط على يدها بقوة وقال: كفاك سخرية يا امرأة.. حكمي عقلك أنها فتاة صغيرة حتى أنها اصغر من هاجر..فكوني رحيمة معها و أعطفي عليها.

وضعت عينيها في عيني علي وقالت :مادمت تعلم أيها العجوز بأنها أصغر من بناتك فلما تزوجتها..هل تزوجتها لتربيها..
نظر علي إليها بغضب وأشار بيده إليها وقال: لقد تجاوزت حدودك يا امرأه..هل نسيتي من أنا..أنا علي كبير التجار.
تأففت ثم أدارت ظهرها له وقالت : حسنا أنا موافقة ولكن بشرط .

وضع علي يده على خصره وقال: وما هو؟

فقالت : كما تعرف أنا كبرت بالسن ولم أعد أقوى على القيام بأمور المنزل ..فما دامت زوجتك فلتقم هي بأمور المنزل من الغد بدلا مني .

تعجب علي وقال: يا لك من امرأه..حسنا لك ذلك لكن ليس الآن اصبري على الأقل شهر فهي لازالت عروس .

صرخت : كلا بل تبدأ من الغد .. ثم أن هناك الخدم سيساعدونها .. أنا لم طلبا تعجيزيا كل ما طلبته أن تعمل بالمنزل حالها حال أي امرأه فما رأيك أيها الشيخ المتشبب.

سكت للحظة وقال: حسنا.. لك ذلك .

ودون أن تستأذن اتجهت إلى غرفتي وقالت :اذا سأخبرها بنفسي.

كنت واقفة خلف الباب فتحت الباب ووجدتني خلفه فقالت باستهزاء: أووه أنت هنا يا صغيرتي ... ألم تتعلمي في بيت أهلك أن التنصت على الناس من العادات السيئة.

نظرت إليها وقلت : أعتقد أن صراخك العالي الذي وصل لبيت الجيران من السهل أن يصل لغرفتي ..لا داعي بأن تعيدي ما قلتيه فلقد سمعت .

نظرت إلي وقالت: أجل لا داعي لأن أن أعيد ما قلت يا منيرة .

ابتسمت وقلت: اسمي سارة.
ضحكت بسخرية وقالت : اعذريني يا ابنتي لكنك تشبهين خادمتنا منيرة.

ابتسمت ابتسامة ثابته وقلت : لا داعي للاعتذار كلنا أبناء آدم يا جدتي..أوه عذرا فأنت تشبهين جدتي.

ابتسم علي ثم رحل..أما هي فنظرت إلي بغضب وقالت: جدتك؟!..أقسم بالله بأنني سأجعلك تندمين أيتها الطفلة .

أدارت ظهرها ثم سارت بغضب .. وقبل أن أدخل غرفتي..وجدت امرأة تبتسم في وجهي .. كانت منيرة عرفتها دون أن تعرف عن نفسها فثيابها ورائحة الطبخ كانت كفيلة أن تثبت من هي .. بادلتها الابتسامة وقلت : أنت منيرة أليس كذلك؟

ابتسمت وقالت: أجل أنا منيرة من المؤكد أنك تعرفتي علي من رائحة ملا...

وقبل أن تكمل سعلت سعال حاد وقالت : اللعنه على هذا السعال .. لقد تعبت منه مضت أشهر وأنا على هذا الحال.. السعال مزق شرايين صدري.

اقتربت منها ووضعت يدي على كتفها وقلت : هل انت مريضة؟

ابتسمت وهي تضع يدها على صدرها متألمة : لا تقلقي يا سيدتي ....أنا بخير اطمئني ولا تشغلي بالك يا عروس سأتولى أنا أمور المنزل لا داعي لأن تجهدي نفسك فقط تفرجي علي وأنا أطبخ .. لا تقلقي لن تكتشف السيدة مريم ذلك فهي امرأة كبيرة وبالكاد تخرج من غرفتها..

ابتسمت وقلت : شكرا لك يا منيرة.

دخلت غرفتي وحملت القمامة ثم قالت : لا داعي للشكر فانت سيدة هذا المنزل تماما مثل....

ثم عادت للسعال من جديد .. أمسكت بكتفها وقلت : اهدئي هل أحضر لك كأس من الماء؟.. ويلي لماذا لم يعرضوك على الطبيب حتى يحل مشكتلك.

ضحكت وقالت: الطبيب..أنا مجرد خادمة يا سيدتي ولا أحد يهتم بأمري الكل يعتقد أنني أتهرب من العمل ..

قلت في غضب : أشهر وأنت على هذه الحال ويقولون أنك تتهربين من العمل .. كان الله في عونك.

ابتسمت وهي ترتب فراشي : ماذا أفعل يا سيدتي ..فكما تعلمين أنا محتاجه للمال.

أخذت الفراش من يدها وقلت : دعي ما بيدك أنا سأرتبه.

أمسكت بيدي بقوة وقالت: كلا لن تفعلي ..هذا عمل...

سعلت بعدها سعال حاد ممزوج بالدم .. ارتجفت حينما رأيت الدم وقلت: هذا دم أليس كذلك .. يا إلهي يجب أن يراك طبيب.

ابتسمت لي ثم أخذت الوسادة وبدأت تنفضها.. أخذت الوسادة من يدها وقلت : هل جننت .. ألا تعلمين أن الغبار سيزيد حالتك سوءا.

لم تتوقف منيرة بل تابعت تنظيف وقالت: أرجوك يا سيدتي لو رأتك السيدة مريم لاستهزأت بي وقالت هل صدقتي هذه المتحايلة.

قلت في غضب : تحايل .. تسعلين دما وتقول تحايل.

ضحكت وقالت: المشكلة أنني حينما أسعل أمامها .. لا يظهر الدم.. يبدو أن حتى دمي يخشاها .


احـــــــــــــــداث متتـــــــــــــــــــــــــــاليهـ


استقيظت في الصباح الباكر وأنا نشيطة..تحممت وارتديت ملابسي ثم نزلت إلى المطبخ ..فتحت باب المطبخ فوجدت منيرة.. كان وجهها شاحبا رغم محاولتها إخفاء شحوبه ابتسمت لي وقالت: صباح الخير ..لقد جهزت الفطور ..هل لك أن تضعينه على طاولة الطعام يا سيدتي؟

أخذت الفطور وقلت : يكفي أن تناديني سارة..

خرجت والفطور بيدي وضعته على الطاولة ثم طرقت باب غرفة مريم وقلت الفطور جاهز ..التفت خلفي فوجدت علي الذي ابتسم لي وقال: سلمت يداك.

وقبل أن أرد عليه .. خرجت مريم من الغرفة وقالت : الذي يسمعك يقول أنها أعدت لنا وليمة العيد..كل ما فعلته هو أنها أعدت الفطور.

اقتربت مريم من الطاولة ثم صرخت : أين الخبز أيتها الغبية.. هل يفطر الناس بدون خبز..

أتت منيرة تهرول وبيدها الخبز ثم قالت : آسفة يا سيدتي لقد نسيت ...

ثم بدأت بالسعال من جديد ..وبدل من أن تشكرها ضربتها على كتفها وقالت: هذه أنت لم تتغيري مجرد أن تخطأي أوتتكاسلي عن العمل بدأتي بالسعال أيتها المحتالة.. ثم ألا تعرفين الذوق كيف تسعلين على الخبز..

أنزلت رأسها وقالت: آسفة يا سيدتي.

صرخت عليها : هي حقا مريضة .. أيعقل أن يكون كل هذا السعال احتيال؟

نظرت إلي وقالت : وهل صدقتها..سأريك أنه مجرد احتيال.. وأستطيع إثبات ذلك.. منيرة ستغسلين المنزل وستنشرين الملابس وستقومي بجميع أمور المنزل قبل غروب الشمس لوحدك

نظرت إليها وقالت : ولكنني مريضة يا سيدتي..

قاطعتها مريم : منذ متى تعارضيني ..هيا افعلي ما قلت.

أمسكت بيد علي وقلت: ستموت لو فعلت ذلك ..أرجوك يا علي تدخل.

جلس علي على الطاولة ببرود وقال: لا تقلقي أنها قادرة على ذلك ثم ليس من عادتي أن أتدخل في مثل هذه الأمور ومريم أعلم مني بأمور المنزل.

انطلقت إلى غرفتي وأنا أقول بصوت عال: روح هذه المسكينة في رقبتكم.

ولم أصدق عيناي فلقد أتمت منيرة ما قالته مريم حرفيا على أتم وجه قبل غروب الشمس لكن روحها كانت الثمن فبعد يوم واحد تدهورت حالتها تدهور شديد لا يمكن تجاهله.. هنا أدركت مريم بأنه مرضها لم يكن تحايل وأعفتها عن العمل لكنها تأخرت كثيرا.. فبعد أيام من مرضها تفاجأ بيت علي بوفاة تلك الخادمة المسكينة التي وقعت ضحية قسوة مريم .

وبعد وفاة منيرة أصبحت أنا من يقوم بأمور المنزل كما كنت من قبل في بيت أبي ولكن الفرق أن بيت زوجي أكبر بكثير من بيت أبي لذلك قررت التحدث مع علي بخصوص خادمة جديدة حتى تعاونني في أمور المنزل .. دخلت عليه في مجلسه وهو يسمتع إلى الراديو وحينما رآني أطفأ الراديو وقال : سارة !.ماذا هناك ؟

جلست بجانبه وقلت : كما تعلم بعد وفاة منيرة أصبحت أنا من يدبر أمور المنزل و أنا لااستطيع القيام بشؤون وأعمال المنزل لوحدي .. لابد ان يكون هناك من يساعدني .

نظر إلي ببرود وقال: ولكن مريم تقول أنك لست بحاجة إلى مساعدة..وانك قادرة على تولي زمام الأمور لوحدك.

فقلت في غضب : لماذا في كل صغيرة وكبيرة تدخل مريم في صلب الموضوع .. ثم هي ما أدراها .. هل تعلم كم أتعب وأنا أرتب وأنظف.. لماذا تسمع كل ما تقوله كالمسحور..

ابتسم وقال: هل تغارين..حسنا سأخبرك لأنها الزوجة الأولى وأم ابنتي هاجر وهي أكثر شخص يعلم بكل صغيرة وكبيرة في هذا المنزل.

وقفت ثم قلت في غضب : واضح والدليل أنها لم تمسح حتى نافذة غرفتها.. حسنا سأعتمد على نفسي وكان الله في العون

وقف هو كذلك ومسح على رأسي وقال : لا تغضبي يا سارة فأنت قوية و الآن هيا لننام وفي الغد لكل حادث حديث.
أبعدت يده وقلت وأنا أسير متجه إلى غرفتي : كل ما حولي يجعلني أغضب ويقول لي لا تغضبي.

وفي اليوم التالي استقيظت كعادتي لكن حصل لي شيء غريب.. أحسست بصداع وغثيان فقلت: علي ...أشعر بصداع حاد وغثيان .

فزع علي من فراشه ..لقد كان حنون جدا علي..اقترب مني
وقال :غثيان؟!..هل أكلت شيء غريب في ليلة البارحة ؟

قلت : لم أكل شيء سوا البيض و...

وقبل أن أكمل انطلقت بسرعة إلى دورة المياه واستفرغت ..صرخ علي : مريم أريد منك الجلوس قرب سارة حتى آتي بالطبيب..هل فهمت؟

فقالت بسخرية : هل صدقتها يا علي ..لا تشغل بالك أنها تتهرب من العمل و...

صرخ علي وجهها بغضب: مريم.. يكفي ما حصل لمنيرة بسبب استهزائك.

فأجابت من غير نفس: أمرك يا أبا هاجر .. لا تغضب

جلست بجانبي ثم نظرت إلي وفي ذهنها ملايين الأسئلة..سألتني : منذ متى وأنت تشعرين بالصداع والغثيان؟

أجبت: منذ ليلة البارحة .

فكرت قليلا ثم نادت: هاجر..أحضري لسارة الفطور.

تعجبت هاجر من طلب أمها وقالت: أعيدي ماقلت يا أماه.

صرخت : الا تسمعين أعدي لسارة الفطور ..

قالت بتضجر : وماذا أعد للأميرة سارة.

نظرت إلى ابنتها وقالت وذهنها مشغول : بيض .. هيا تحركي.

وماهي إلا لحظات حتى أتت هاجر بالبيض وبمجرد ما إن أدخلته الغرفة حتى صرخت : أوه ما هذه الرائحة الكريهة ..أوه سأتقيا.. ماذا وضعت بالبيض؟

نظرت مريم إلى ابنتها وقالت : إذا توقعي صحيح.. أنها حامل.

نظرت هاجر إلي باحتقار وقالت: ماذا حامل..أنا سيكون لدي أخوه من هذه المرأة..كلا مستحيل..

تفاجأت مما قالت أو حقا سأكون أم ..وقبل أن أسرح في بحر خيالي ..طرق علي الباب وقال : يا نساء البيت..استروا أنفسكم سيدخل الطبيب.

جلست مريم على الكرسي المجاور لغرفتي وهي واضعة يدها على رأسها وتقول في نفسها : أرجوك أيها الطبيب قل أي شيء لكن لا تقول أنها حامل.

وحصل ما لم تكن مريم تتمناه ..خرج الطبيب وهو يبتسم وقال : علي مبروك..ستصبح أب ..زوجتك حامل.

أمسك علي بيد الطبيب وهو يضحك وقال: هل أنت متأكد يا دكتور.

ضغط الطبيب على يد علي وقال: أنا متأكد..مبروك يا علي.

حضن علي الطبيب وقال: شكرا لك .. أخيرا لن ينقطع نسلي ..أحمدك يا رب.

اصفر وجه مريم مما سمعت ومنذ ذلك اليوم وهي لا تأكل ولاتشرب خصوصا بعد أن أصبح علي يدللني ويسأل عن حاجاتي ولا يكف عن الحديث عن ابنه القادم .. كل ذلك كان كفيل أن يهز كيان مريم ويجعلها تشيخ أكثر.. حتى كرهها علي واشتد حزنها ومرضها إلى أن توفاها الله قبل ألد بأشهر قليلة .

وفي يوم العزاء كانت هاجر تغرق بدموعها.. ويحق لها ذلك فلقد رحلت والدتها..كانت تبكي في منتصف المجلس والنساء حولها يحاولون تهدئتها .. اقتربت منها وقلت: لا تبكي يا هاجر..ادعي لها بالرحمة فهي بحاجة إلى دعائك.

دفعتني بيدها وقالت :أخرسي ألم يكفيك ما فعلت بنا سحرتي والدي وأنت السبب في وفاة أمي ..ماذا تريدين أن تفعلي أكثر.. أخرجي من بيتنا أخرجي ودعينا نرتاح.

فقلت بكل كبرياء: هذا بيت زوجي ولايحق لأحد أن يطردني منه سواه ثم لا تنسي أنني صبرت و تعبت في هذا البيت..كنت أعمل طوال الليل والنهار من أجل راحة والدتك.

صرخت في وجهي: أصمتي .

أمسكت بيدها وقلت :بل اصمتي أنت.. لو لم يكن اليوم يوم عزاء أمك لكان لي تصرف أخر معك..واعلمي جيدا أن هذا هذا البيت ليس بيت لوحدك.. هذا بيتي أنا وطفلي أيضا.. لقد خدمت والدتك دون تذمر .. حتى حينما طلبت مساعدة في أمور البيت وقفت في وجهي رغم أنها لم تكن لتخسر شيء لو ساعدني أحد.. رغم ذلك كله سامحتها ووكلت أمري لله..

كلامي أحرجها ولم تعرف أن ترد علي .. فقط نظرت إلي هاجر بحقد وقالت بصوت منخفض : حديثنا لم يتنهي بعد يا سارة.

لم أرد عليها ثم جلست مع باقي النسوة وقلت : لاحول ولا قوة إلا بالله حسبي ونعم الوكيل.















زيـــــــــــــــــــــــــــــــــاره غير متوقعـــــــــــــــــــهـ

وبعد شهر من وفاة مريم وبينما أنا أسرح شعري في غرفتي سمعت صوت شجار في الفناء.. كان صوت زوجي علي وصوت أخر لم أميزه ..عرفت فيما بعد أنه صوت عبدالعزيز ابن أخ زوجي ..لكن ماسبب الشجار..اقتربت من نافذ غرفتي وفتحتها لأسمع .. سمعت صوت علي يصرخ :أنا صاحب الحلال ..هذا المال من تعبي وشقاي وليس لكم حق عندي .

قال عبد العزيز بنبرة حادة : أنا أريد حقي وحق أخوتي..

قاطعه علي :هل نسيت ألم أعطيكم حقكم ..وأن أردت أن أحضر الشهادة التي تؤكد صحة ما أقول سأحضرها.

فرد عبد العزيز :حسنا يا عمي سأريك ماذا سأفعل..سأجعلك تندم.

صرخ علي: اخرج من بيتي..ألا تخجل من نفسك تهددني وأنا عمك وأنت في بيتي.

وحينما خرج فتحت باب غرفتي وأنا أضع يدي على بطني ..نظر إلي علي ثم قام وتوجه إلى غرفتي ..دخل الغرفة ثم جلس على السرير وقال : يريدون أن يأخذوا مالي بكل بساطة.. يريدون أن يرثوني حيا.

نظرت إليه وقلت : لقد أعطيته حقه أليس كذلك ؟
نظر إلي بغضب وقال: بالطبع اعطيتهم .. لكنهم مازالوا يريدون أكثر.. يريدون حقي أنا أيضا.. أي طمع وجشع يحملونه في نفوسهم .. وبكل وقاحة في آخر حديثه يقول أريد أن أتقدم لطلب يدك ابنتك هاجر.. بعد كل ما فعله يخطب ابنتي.

ابتسمت وقلت: أوحقا طلب هاجر للزواج؟

نظر إلي بغضب وقال: ولماذا أنت سعيدة.. أجل خطبها ..

قلت بتلعثم: كلا.. كلا لست سعيدة.. فقط تفاجئت كيف يخطب ابنتك ويهددك في نفس الوقت.

ضرب يده على فخذه وقال: لا أعلم ماذا يخطط هذا الماكر.. أخ لو عرفت لأمنت شره.

أمسكت بكتفه وقلت: اهدأ يا علي .. الله وحده يعلم نواياه.

فكر قليلا ثم نظر إلي وقال:هل تعتقدين أنه قد يأتي يوم يطردني فيه عبدالعزيز من بيتي ومن المحل..

أجبت بكل ثقة: طبعا لن يستطيع هذا هو بيتك وذلك محلك..لا يستطيع أحد طردك منه .. أونسيت نفسك.. أنت علي كبير تجار الأرز لا يستطيع أحد خداعك.

أسند ظهره على الوسادة ثم قال : لكنني كبرت يا سارة .. أخشى أن يستغل كبر سني و...
قاطعته: كفى يا علي.. لا ترهق عقلك يا عزيزي..مهما حصل ستبقى أنت شيخ وكبير التجار.

ابتسم لقولي وقال : آه يا سارة .. التفكير سيصيبني بالشلل.

أمسكت بيده وقلت : بسم الله عليك.. قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا .. سأجهز لك العشاء يا عزيزي.

ابتسم لي وقال : ولكنني لست جائع.

وقفت ثم أدرت ظهري وأنا أقول : بل أنت كذلك .. لم تأكل شيء منذ الصباح .. شئت أم أبيت سأجهزه.

ابتسم وقال: يا لك من امرأة عنيدة .. حسنا جهزيه وأنا سأغسل يدي.

وضعت العشاء على السفرة .. جلسنا للحظات أمام الطعام دون أن يمد أحدنا يده ليأكل.. كان كلانا يفكر بما حصل اليوم .. لكني قطعت الصمت وقلت : علي.. هيا سميّ بالله مالك يا رجل هل تجمدت..

ابتسم دون أن يعقب .. وابتدأ يأكل وعقله ليس معه .. نظرت إليه وقلت: فيما تفكر يا علي؟

قال في شرود : أفكر كيف أكسب عبدالعزيز وأجعله تحت عيني..

ترددت كثيرا في الكلام .. خشيت من عواقب كلامي .. لكنني استجمعت قواي وقلت بصوت هادئ : لماذا لا تقربه منك حتى يصبح تحت عينك وتخلص من شره.

ابتسم لي وقال: ماذا تقصدين..هل تقصدين أن أزوجه من هاجر وبذلك سيكون نسيبي وتحت عيني.

نظرت إليه بتعجب وقلت : لم يكن هذا قصدي ..كان قصدي أن تجعله يعمل عندك في الدكان فبذلك سيخاف على لقمة عيشه ولن يعصيك.

ابتسم وكأنه وجد شيئا كان قد فقده ثم قال : سأجعله يعمل معي في الدكان وسأزوجه ابنتي فبذلك لن يستطيع خداعي لأنها ستخبرني على الفور .. أنا أعرف ابنتي جيدا.

فكرت ثم قلت: ما الذي يجعلك تعتقد أنه لن يستطيع خداعك لو تزوجها .. قد يخدعك دون علمها

فأجاب وهو يبتسم : لأنه خطبها مني ..وسيفرح ويخجل من نفسه لو وافقت هذا هو الحل ثم ألا تريدين أن تعيشي لوحدك في البيت وترتاحي من شجاراتك مع ابنتي هاجر..

رفعت يداي في حيرة وقلت :بالتأكيد أريد أن أرتاح لكن آمل أن تكون فعلت الصواب.. هذه ابنتك وأنت أعلم بمصلحتها



انتظروني في البارات الجاي


توقعاتكم لاحداث الروايه كيف ستجري الاموور!!






رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013   #4


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (10:55 PM)
آبدآعاتي » 658,770
الاعجابات المتلقاة » 956
الاعجابات المُرسلة » 357
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



.. زياره غير متوقعه ِ..

وبعد شهر من وفاة مريم وبينما أنا أسرح شعري في غرفتي سمعت صوت شجار في الفناء.. كان صوت زوجي علي وصوت أخر لم أميزه ..عرفت فيما بعد أنه صوت عبدالعزيز ابن أخ زوجي ..لكن ماسبب الشجار..اقتربت من نافذ غرفتي وفتحتها لأسمع .. سمعت صوت علي يصرخ :أنا صاحب الحلال ..هذا المال من تعبي وشقاي وليس لكم حق عندي .

قال عبد العزيز بنبرة حادة : أنا أريد حقي وحق أخوتي..

قاطعه علي :هل نسيت ألم أعطيكم حقكم ..وأن أردت أن أحضر الشهادة التي تؤكد صحة ما أقول سأحضرها.

فرد عبد العزيز :حسنا يا عمي سأريك ماذا سأفعل..سأجعلك تندم.

صرخ علي: اخرج من بيتي..ألا تخجل من نفسك تهددني وأنا عمك وأنت في بيتي.

وحينما خرج فتحت باب غرفتي وأنا أضع يدي على بطني ..نظر إلي علي ثم قام وتوجه إلى غرفتي ..دخل الغرفة ثم جلس على السرير وقال : يريدون أن يأخذوا مالي بكل بساطة.. يريدون أن يرثوني حيا.

نظرت إليه وقلت : لقد أعطيته حقه أليس كذلك ؟
نظر إلي بغضب وقال: بالطبع اعطيتهم .. لكنهم مازالوا يريدون أكثر.. يريدون حقي أنا أيضا.. أي طمع وجشع يحملونه في نفوسهم .. وبكل وقاحة في آخر حديثه يقول أريد أن أتقدم لطلب يدك ابنتك هاجر.. بعد كل ما فعله يخطب ابنتي.

ابتسمت وقلت: أوحقا طلب هاجر للزواج؟

نظر إلي بغضب وقال: ولماذا أنت سعيدة.. أجل خطبها ..

قلت بتلعثم: كلا.. كلا لست سعيدة.. فقط تفاجئت كيف يخطب ابنتك ويهددك في نفس الوقت.

ضرب يده على فخذه وقال: لا أعلم ماذا يخطط هذا الماكر.. أخ لو عرفت لأمنت شره.

أمسكت بكتفه وقلت: اهدأ يا علي .. الله وحده يعلم نواياه.

فكر قليلا ثم نظر إلي وقال:هل تعتقدين أنه قد يأتي يوم يطردني فيه عبدالعزيز من بيتي ومن المحل..

أجبت بكل ثقة: طبعا لن يستطيع هذا هو بيتك وذلك محلك..لا يستطيع أحد طردك منه .. أونسيت نفسك.. أنت علي كبير تجار الأرز لا يستطيع أحد خداعك.

أسند ظهره على الوسادة ثم قال : لكنني كبرت يا سارة .. أخشى أن يستغل كبر سني و...
قاطعته: كفى يا علي.. لا ترهق عقلك يا عزيزي..مهما حصل ستبقى أنت شيخ وكبير التجار.

ابتسم لقولي وقال : آه يا سارة .. التفكير سيصيبني بالشلل.

أمسكت بيده وقلت : بسم الله عليك.. قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا .. سأجهز لك العشاء يا عزيزي.

ابتسم لي وقال : ولكنني لست جائع.

وقفت ثم أدرت ظهري وأنا أقول : بل أنت كذلك .. لم تأكل شيء منذ الصباح .. شئت أم أبيت سأجهزه.

ابتسم وقال: يا لك من امرأة عنيدة .. حسنا جهزيه وأنا سأغسل يدي.

وضعت العشاء على السفرة .. جلسنا للحظات أمام الطعام دون أن يمد أحدنا يده ليأكل.. كان كلانا يفكر بما حصل اليوم .. لكني قطعت الصمت وقلت : علي.. هيا سميّ بالله مالك يا رجل هل تجمدت..

ابتسم دون أن يعقب .. وابتدأ يأكل وعقله ليس معه .. نظرت إليه وقلت: فيما تفكر يا علي؟

قال في شرود : أفكر كيف أكسب عبدالعزيز وأجعله تحت عيني..

ترددت كثيرا في الكلام .. خشيت من عواقب كلامي .. لكنني استجمعت قواي وقلت بصوت هادئ : لماذا لا تقربه منك حتى يصبح تحت عينك وتخلص من شره.

ابتسم لي وقال: ماذا تقصدين..هل تقصدين أن أزوجه من هاجر وبذلك سيكون نسيبي وتحت عيني.

نظرت إليه بتعجب وقلت : لم يكن هذا قصدي ..كان قصدي أن تجعله يعمل عندك في الدكان فبذلك سيخاف على لقمة عيشه ولن يعصيك.

ابتسم وكأنه وجد شيئا كان قد فقده ثم قال : سأجعله يعمل معي في الدكان وسأزوجه ابنتي فبذلك لن يستطيع خداعي لأنها ستخبرني على الفور .. أنا أعرف ابنتي جيدا.

فكرت ثم قلت: ما الذي يجعلك تعتقد أنه لن يستطيع خداعك لو تزوجها .. قد يخدعك دون علمها

فأجاب وهو يبتسم : لأنه خطبها مني ..وسيفرح ويخجل من نفسه لو وافقت هذا هو الحل ثم ألا تريدين أن تعيشي لوحدك في البيت وترتاحي من شجاراتك مع ابنتي هاجر..

رفعت يداي في حيرة وقلت :بالتأكيد أريد أن أرتاح لكن آمل أن تكون فعلت الصواب.. هذه ابنتك وأنت أعلم بمصلحتها.


.. مـــــــــــــــــــــــــرض زوجي ..

تزوجت هاجر من ابن عمها عبدالعزيز ورحلت معه لتترك لي البيت أخيرا..فبعد أن كنت أصبح كل يوم على صراخها أصبحت لا أراها إلا في الأعياد والمناسبات .. كانت تردنا أخبارها من بين فترة لفترة .. وكانت أخبارها تسر الخاطر ..فلقد بدا عبدالعزيز أمينا في عمله وهذا ما جعل زوجي يثق به.. أما أنا فلقد وضعت ذكرا ابني صالح كانت فرحتي به تعادل الدنيا بمن فيه ولم يمضي وقت طويل حتى أنجبت ابني إبراهيم ثم مساعد وأخيرا بندر.. كانت فرحتي لا توصف وأنا أرى أطفالي حولي .. وعدت نفسي أن أعطيهم روحي وعمري كله فداء لهم .. كنت أنا وعلي سعداء بأطفالنا.. لكن في تلك الايام مرض زوجي.. كان يشكو من علة في كبده كانت كفيلة بأن تجعله أسير فراشه .. وناب عنه في الدكان ابن اخيه عبد العزيز .

وفي يوم من الأيام طمع عبدالعزيز بمال عمه رغم أن عمه كان سخي معه لكن حب المال أعماه وأنساه صاحب النعمة الذي مد يده له.. دخل عبدالعزيز المنزل ثم أشار إلى زوجته هاجر أن تلحقها إلى الغرفة ليعرض عليها صفقة ليست بعادله ..دخلت هاجر الغرفة ثم قالت : ماذا هناك ؟

ابتسم بخبث وقال : خير إن شاء الله .. كيف حال عمي؟

قالت بحزن: المسكين في كل ليلة ينازع الموت.. كان الله في عونه.
اقترب منها وقال: وماذا سيحصل بعد موته؟

صرخت هاجر: عبدالعزيز .. ماهذا الكلام ؟

وضع يده على كتفها وقال: اهدئي..ولنفكر بعقل ..بعد أن يأخذ الله أمانة عمي بعد عمر طويل إن شاء الله لمن سيذهب هذا الخير كله؟

أجابت : لي.

ضحك بخبث وقال: أنت مخطئة .. قصدك لكم ..لكي ولأخوتك الأربعة ولزوجة أبيك ولا تنسي بأن أخوتك أربعة لكل واحد منهم مثل حظك مرتين .. سيصبحوا أغنى منك وسيكونوا أسيادك يا عزيزتي.

وقفت ثم قالت بغضب: لا يمكن لذلك أن يحصل؟

وقف بجانبها وقال: ولكنه سيحدث يا عزيزتي.. عاجلا أم أجلا سيحدث.

نظرت إليه وقالت : عبدالعزيز أرجوك.. ابحث لنا عن حل .. كيف نتصرف .. أشر علي يا ابن عمي .

ابتسم وقال: الآن أصبحت تفكرين بعقل يا عزيزتي والآن هيا اسمعي خطتي الجهنمية.


وجاء يوم تنفيذ الخطة..أتى عبدالعزيز وبيده أوراق طرق علينا باب البيت في ساعة متأخرة..فتحت الباب وأنا أقول: خير إن شاء الله.. من يطرق بابنا في هذا الوقت.

أجابت هاجر: أنا هاجر يا زوجة أبي ومعي زوجي.

وضعت غطاءي على رأسي ثم فتحت الباب وقلت : تفضلوا.

رأيت الأوراق في يد عبدالعزيز وقلت : ما هذا؟

قال على عجلة: أين عمي ..هذه أوراق مهمة ويجب أن يوقع عليها وأنت كذلك.

قلت في تعجب: عمك نائم الآن .. ثم أنني أمية فكيف تريدني أن أوقع وما حاجتكم إلى توقيعي.

فقال: هناك بضاعة قادمة من الهند ..كان عمي قد أوصاني عليها وأبلغني بضرورة عقد هذه الصفقة بأسرع وقت ممكن فلذلك أريد بصمته .. أما بصمتك فأريدها لأنك زوجته وأنت من يحل مكانه في هذا الوقت.

كان كلاما مفبركا وركيك كذلك .. لكن وقت مجيئهم في هذا الوقت المتأخر ..جعلني أفعل ما يريدون دون تفكير.. نظرت إليهم وقلت : سأوقظ عمك ليبصم على الأوراق.

ابتسم وقال: لا داعي بأن توقظيه.. فبصمتك تكفي.. وأنا سأرحل الآن لأكمل الصفقة.. هيا يا هاجر.

تعجبت وقلت في نفسي : بصمتي تكفي .. ومالفائدة لو عرفوا بأنني من يحل محله .. الله يستر من مكركم.. هل أخبر علي أم لا .. كلا لن أخبره فهو شيخ مريض يكفيه مرضه ولا داعي أن شغله بمثل هذه الأمور.

كانت الأوراق التي بصمت عليها وثيقة تنازل عن حقي وحق أولادي في الأرث لهاجر وزوجها ..ولم تمض أشهر قليلة على تلك الليلة حتى رحل أبي ولحقه علي إلى الرفيق الأعلى ليتركانني أصارع الحياة من جديد.. لقد عشت يتيمة وها أنا ذا أربي أيتام ..كان الله في العون.. أي مصير ينتظرني أنا وأولادي بعدما سُرقنا من قبل هاجر وزوجها.

بعد أن تم دفن زوجي وابتدأ العزاء.. أشارت إلي هاجر بأن أتي إلى الغرفة ..قمت في تعجب ودخلت معها الغرفة .. كان بيدها تلك الأوراق التي بصمت عليها وقالت : هل تذكرين هذه الأوراق.

أومأت برأسي إيجابا فأكملت: هذه وثيقة تنازل عن حقك وحق أولادك عن كل أملاك أبي .. لذلك بمجرد ما أن تنتهي العدة ستأخذين أولادك وتبحثي عن مكان آخر لتعيشي فيه .. لأنه من الآن فصاعدا هذا البيت لي ولزوجي هل فهمت؟

صرخت صرخة مظلوم طعن في ظهره : ألهذه الدرجة وصل بكم المكر.. لكن سترين سيكبر أبناءي وسيأخذون حقي .. حسبي الله ونعم الوكيل.. يا رب أسألك أن لا تبارك لهم في الأموال التي سرقوها منا .. يا رب أني مظلومة فانتصر.


.. انــا وابنائـــــــــــــي ..

مضت أيام العدة سريعا.. كنت أتشبث في كل يوم طالبة منه ألا يرحل وأن يتمهل قليلا حتى أفكر ماذا سأفعل وأنا بلا مال وبلا بيت وفي حضني أربعة أطفال من سيرعاهم.. من سيهتم بهم .. من سيصرف عليهم.. أسئلة كانت كالوابيس تزورني في كل ليلة إلى أن أنهيت العدة.. ومع نهاية اليوم الأخير كان هنالك أخي عبداللطيف ينتظرني عند الباب ومعه زوجته منى.. خرجت وأنا أودع البيت الذي اعتقدت في يوم من الأيام أنه بيت العمر وأنا أحمل في حضني أطفالي .. ركبت العربة بصمت .. نظرت إلي زوجة أخي وقالت بسخرية: كيف حالك يا سارة.. هل ودعتي بيت العز.. من الآن فصاعدا لن تكوني سيدته لأنك أضعته بغباءك ..كيف تبصمين على أوراق دون أن تعرفي ماذا تحتوي..آه يا سارة كم أنت قليلة حظ لم تفرحي بيوم واحد في حياتك..

قلت بهدوء: بل فرحت حينما رزقني الله بهؤلاء الأربعة.

ضحكت وقالت : سنرى إن كنت ستفرحين بتربيتهم الآن أم لا بعد أن رحل المال.. كان الله في عونك من سيقوم بأمورك الآن وماذا سيعمل أولادك لو كبروا..

قلت بحزم: سيكونوا أعلام يشار لها بالبنان وسأفخر أنني والدتهم وسترين.

نظرت منى إلى زوجها بسخرية وقالت :سنرى.

صرخ عبداللطيف : كفى يا امرأة .. ألم تملي من الكلام.

رمقت منى زوجها بنظرة ثم سكتت..سكتنا جمعيا للحظات فجأة قطع صمتنا ابني صالح بقوله : خالي أنا جائع ..مضى يومان ولم آكل إلا فتات الخبز.

التفتت منى إلى أبني صالح وقالت: اسمع خالك لن يصرف عليك هل فهمت؟..هو بالكاد يصرف علينا..عليك أن تعتمد على نفسك.

صرخ عبد اللطيف :اصمتي يا امرأة .. سنتحدث في هذه الأمور فيما بعد .

لم أجب عليها لأنني أعلم أنني مضطرة على تحملهم حتى أعيش مع أولادي .. وحينما وصلنا المنزل..لم يكونوا فرحين بقدومي .. فوجودي أنا وأطفالي يعني الزيادة في الأكل والصرف .. فتح عبداللطيف الباب وحينما دخلت وجدت أخي سند يشرب الماء ..نظر إلي ثم أكمل شربه.. اقتربت منه ثم ابتسمت وقلت: ألست سعيد برؤيتي؟

وضع سند جرة الماء في غضب وقال: هل أنت حمقاء.. سعيد؟!.. وما السعادة في الموضوع رحلت لوحدك والآن عدت مع أربعة ..كيف أكون سعيد وأنا من سيصرف عليهم ..هل تعلمين أننا بالكاد نكد أنفسنا فكيف سنصرف على أولادك.. هل تريديننا أن نصرف على أبنائك ونترك اولادنا.

نظرت إليه في تعجب وقلت : ماهذا الكلام يا أخي؟

أدار ظهره وقال: وأنا كنت أظن أننا سنصبح أغنياء بعد وفاة زوجك ..كنت مخطئا لقد زدت فقرنا فقرا..

أنزلت رأسي وسقطت دمعتي على خدي ..بعدها جاء ناصر وزوجته ..كان الشخص الوحيد الذي فرح بمجيئي.. وبمجرد ما أن رآني حتى ضحك وقال: أختي سارة عندنا.. أهلا بك.. آه كم أنا حزين على ما حصل لك يا أختاه.

مسحت دمعتي وقلت : أهلا .
ثم نظرت إلى زوجته وضحى وقلت : كيف حالك يا زوجة أخي؟

لم ترد علي بل نظرت إلى ناصر وقالت : ماذا تفعل هذه عندنا ..هل ستعيش معنا ..والله هذا ما كان ينقصنا ..ألا يكفي أخوتك وأولادهم والآن بدل من أن ننقص نزيد.. كان الله في عوننا.

جلست على الأرض ..نظرت إلى وجوه أطفالي البريئة وكأنهم يتساءلون ماذا سيحل بنا يا أمي .. فكرت وفكرت قلت في نفسي لن نكون عبء عليهم سنساعدهم.. سأجعل ابني صالح يعمل مع أخي عبداللطيف ومن المال الذي سيجنيه من العمل سأصرفه على أولادي.

ومن صباح اليوم التالي انطلقت مسرعة إلى غرفة أخي عبداللطيف وقبل أن أطرق الباب فتحه هو فوجدني أمامه..نظر إلي وقال: ماذا هناك؟

ابتسمت وقلت : أخي..أريد أن أتحدث معك قليلا على انفراد

كانت زوجته خلفه نظر إليها وقال : لما لا تساعدين وضحى في الطبخ..

اقتربت منه وقالت بصوت خافت: ستخبرني بكل شيء..

رد عليها بصوت خافت: حسنا ..اذهبي الآن.

خرجت بعد أن رمقتني بنظرات مريبة ثم ذهبت إلى المطبخ..فتح أخي لي الباب ثم قال: تفضلي .

دخلنا الغرفة ثم نظر إلي وقال: ما عندك يا سارة..

سكت قليلا ثم قلت: لقد فكرت بما قالته زوجتك ونحن في العربة.. لا بد أن نساعدكم .. سأجعل أبني صالح يعمل معك وبالمال سنصرف به على أنفسنا..

قاطعني : مهلا بما أنك فتحت الموضوع هنالك شيء أريد أن أقوله لك وعليك أن تتفهمي موقفي يا أختي .. نحن فقراء يا أختي لا نملك سوى هذا البيت ودكان والدي العتيق رحمه الله الذي خسائره أكثر من ربحه.. وفي رقبة كل واحد منا زوجة وأولاد وبنات ..يا أختي أنا لا أكذب عليك نحن بالكاد نصرف على أنفسنا .. ما نربحه من عملنا بالكاد يسد حاجتنا فكيف لنا أن نصرف على خمسة أخرين والله أنه ليس بمقدورنا أن نفعل ذلك.

نظرت إليه وقلت : أنا أعلم حالكم يا أخي ..لكن ماذا أفعل لقد طردني أهل زوجي من بيتي وسرقوا أمواله ..إلى من كنت تريدني أن ألجأ حتى حينما حاول أحد التجار مساعدتنا ببيت يسد حاجتنا تدخلوا وأخذوه بحجة أني امرأة ولا يوجد رجل بالبيت ..ماذا تريدني أن أفعل يا أخي.

رد علي : ولكنهم يبقوا أهل أولادك .. أنا أقترح أن نجعل ابنك صالح يسكن معهم وإبراهيم في بيت أختك فاطمة وأما مساعد وبندر فنظرا لصغر سنهم سأجعلهم يبقون معك ما رأيك؟

صرخت في وجهه : هل تريدني أن أقسم روحي يا أخي.

ابتسم وقال: إما أن تقبلي عرضي وإما أن تتركي هذا البيت وتبحثي عن مسكن لك ولأولادك وكما تعلمين لن يكون الأمر سهلا ماذا قلت ؟

فكرت قليلا ثم صرخت: حسبي الله ونعم الوكيل.. حسنا قبلت بعرضك.







.. اسالـــــــــــــــــيب الـــذل والاهانه ..

مرت سنة وخلال هذه السنة تعرضت لجميع أساليب الذل الإهانة.. لم أكن أتناول طعامي إلا بعد أن ينتهي أخوتي وأبناءهم من تناول طعامهم أحيانا لا يبقى لنا سوى قليل من الرز والعظم .. كنت أراهم يضربون أولادي بسبب وبدون سبب بحجة أنهم يربونهم .. أما أنا ففي كل يوم أطعن ألف طعنة من كلمات زوجات أخي الجارحة لكن حينما أرى أطفالي لصغار حولي أقول من أجلكم سأتحمل وأنا متأكدة أنكم ستردون لي حقي حينما أكبر .

أما ابني صالح المسكين فكان يأن في كل ليلة من ظلم هاجر له .. كانت قاسية جدا معه لدرجة لايمكن لطفل أن يتحملها ..كان قلبي يتقطع عليه حينما أسمع أخباره .. كنت قلقة جدا عليه وأدعو الله في كل ليلة أن ينير بصيرته ويصبره على شقاءه وظلم هاجر له...

أما أبني إبراهيم كنت شبه مطمئنة عليه لأن زوج أختي سليمان كان منشغلا في عمله طوال اليوم ولا يأتي إلا في ساعة متأخرة وقد أنهكه التعب فلا يكون بوسعه أن يفعل شيئا سوى أن يتناول طعامه وينام ليريح جسده.. كما أن أختي فاطمة كان أولادها في مثل عمر ابني ابراهيم فكان يلعب معهم .


لكن في ليلة من الليالي كان أبني إبراهيم يأكل مع أبناء أختي ..كان يجلس في مكان سليمان زوج أختي دون أن يقصد ..فدخل عليهم وحينما رأى إبراهيم في مكانه ..غضب وقال: إلى متى سيظل ابن أختك في بيتنا .. لا وقد احتل مكاني أيضا.

وقف ابراهيم مرتعبا وقال: أنا آسف يا عمي.

وضعت أختي فاطمة يدها على كتف إبراهيم وقالت: أنه لا يعلم أنه مكانك .. وكما تعلم حال أختي الضعيفة لذلك سيبقى إبراهيم معنا.

صرخ وقال: لكنك قلت أنه سيبقى في بيتنا بضعا من الأيام حتى تأتي أمه وتأخذه.

قال في تلعثم : أجل قلت ذلك ..لكن الوضع تغير الآن.. أرجوك يا سليمان دعه يبقى .. ارفق بحال هذا اليتيم...

وقبل أن تكمل أمسك بثوب إبراهيم ورفعه بيديه وهو يصرخ: كلا لن يبقى هذا الولد في بيتي .. لست مسؤول عنه.

صرخت فاطمة : إلى أين ستأخذه يا رجل؟

أجاب وهو يفتح الباب الخارجي لبيته : لن أخذه إلى أي مكان ..بل سأعيده إلى المكان الذي أتى منه.. إلى الشارع

أغلقت أختي الباب وقالت: لن تطرده يا سليمان.

دفعها عن طريقه ثم فتح الباب ورمى إبراهيم في الشارع وقال: أن فتحتي الباب ستكون هذه الليلة أخر ليلة لك هنا وسأجعلك تلحقين أختك في بيت أهلك.

وضعت أختي يدها على رأسها وقالت: حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسنا لن أفتح الباب.. سامحني يا إبراهيم.

وقف إبراهيم للحظات أمام الباب المغلق منتظرا من خالته أن تفتح له الباب في أي لحظة لكنها لم تفعل .. بعدها هرب إبراهيم باكيا إلى بيت أهلي وطرق الباب .. سمعت صوت بكاءه وأنا في البيت فانطلقت مسرعة إلى الباب وفتحته وبمجرد ما إن رأيته حتى أخذته في حضني ..كان يريد أن يتكلم لكنه لم يستطع .. كان منظره يقطع القلب .. كل ما قاله طردوني .. طردوني..كنت أحضنه بقوة وأمسح على رأسه واقول: اهدأ يا روحي.

كان أخوتي ينظرون إلينا بحزن شديد حتى أنني حملته على كتفي ودخلت الغرفة دون أن يعلق أحد على الموضوع .. أدخلته الغرفة وفرح برؤية أخوته ثم وضعت أطفالي الثلاثة في حضني ثم همست : هيا لننام.

كنت فرحة بوجودهم حولي ..لم يكن ينقصنا سوى صالح..

مضت الأيام وأقبل شهر الغفران رمضان.. وفي ليلة الخامس عشر من رمضان .. وكعادة الأطفال في كل سنة أن يحيوا مناسبة تراثية تقام في كل سنة في هذا الوقت للأطفال أنها القرقيعان.. وهذه المناسبة شاعت بين أهل الخليج..
حيث يخرج ألأطفال ويطرقون أبواب المنازل .. مرددين أهازيج تراثية مثل قرع قرع قرقيعان قرقيعان
فيبادر أهل الدار بإعطاء الأطفال بعض الحلويات والمكسرات ثم يعودون إلى منازلهم فرحين.

وفي تلك الليلة خرج أبنائي ورافقهم أخوهم صالح ..كانوا سعداء لاجتماعهم .. فعلا أنه شهر يجمع الأهل .. انطلقوا مع بقية أطفال الفريج إلى أبواب المنازل وهم ينشدون أنشودة القرقيعان بكل براءة فوقع ابني إبراهيم على الأرض واتسخ ثوبه.. ولم يشأ أن يكمل اليوم وثوبه متسخ فأتى إلي وقال : أمي الأطفال يضحكون علي ويقولون إبراهيم ثوبه متسخ.

ابتسمت وقلت : حسنا سأغسله لك.

غسلت ثوبه لكن يكن هنالك مكواة لكي الثوب .. لكن كانت لدي واحدة في بيت زوجي ..أمسكت بالثوب وأعطيته لإبراهيم وقلت : قل لأختك هاجر أن تكوي ثوبك.

انطلق ابراهيم مسرعا إلى بيت هاجر وطرق الباب .. فتحت هاجر الباب وبيدها صحن من الحلوى.. كانت تعتقد بأنهم الأطفال أتوا ليأخذو الحلوى وحينما وجدت إبراهيم أخفت صحن الحلوى خلف ظهرها وقالت: ماذا تريد؟

أعطاها إبراهيم الثوب وقال: ثوبي بحاجه إلى كي فهلا قمتي بذلك يا أختي.

أخذت هاجر الثوب ثم فركته بيدها ورمته بالشارع وقال: تفضل يا عزيزي.
ثم أغلقت الباب..شاهد هذا المنظر شيخ عجوز ..اقترب من إبراهيم وقال: لا تقلق أنا أملك مكواة سأجعل زوجي تعمل على كيه في دقائق حتى تلحق الأطفال .
لبس إبراهيم الثوب بعدما ساعده الشيخ العجوز على كيه ثم أكمل الاحتفال مع الأطفال..

وحينما عادوا من الاحتفال وفي يد كل واحده منهم كيس مليء بالحلويات.. نظرت إلى إبراهيم وقلت : هل شكرت أختك .. لم أتوقع أنها ستعمل على كي ثوبك.
ضحك إبراهيم وحكى لها القصة .. تألمت حينما سمعتها .. أمسك صالح بيدي وقال: أمي أرجوك لنرحل ونترك هذه البلد.. لا أحد يحبنا هنا.. أختي هاجر تعذبني يا أمي.

اقترب مني مساعد وقال: أنه محق يا أمي لنرحل نحن الأربعة سويا .. لسنا بحاجة إليهم يا أمي سنعتمد على أنفسنا.. انظري إليهم كيف يتعاملون معنا وكأننا عبيدا لهم.

كانت فكرة ترك الديار والرحيل من هذه البلده تدور في خاطري لكنني ترددت من أجل أطفالي ..لكن حينما رأيت حماسهم للرحيل .. استجمعت قواي وقلت لهم : حسنا يا أولادي .. قريبا سنرحل .



.. الاستقرار بالخبر .

وبعد أيام قليلة من فكرة الرحيل.. دخل أبني صالح وهو سعيد ومبتسم فسألته منى : سبحان الله ..أول مرة أراك سعيد ..ماذا هناك؟

فأجاب بتلهف وشوق: أريد أمي أين هي؟

فقالت ببرود: أين ستكون بالله عليك.. أمك في المطبخ

فركض متوجها نحو المطبخ وهو يقول: اليوم يوم سعدنا.

ابتسمت وقلت : أسأل الله أن يجعل أيامك كلها سعيدة .. ماذا هناك.

قال بكل حماس: هناك رجل يعمل في مدينة الخبر..في شركة الكهرباء ..عرض لي علي العمل هناك .

انفرجت أساريري وقلت: ممتاز .. وكم ستأخذ ؟

فنظر يمينا وشمالا ثم قال بصوت خافت : ثلاثمائة ريال

فقلت بحزن: وكيف سنعيش بثلاثمائة ريال فقط

فقال : سنعيش.. وسيكون حالنا أفضل بألف مرة مما نحن عليه الآن.

أردفت : معك حق يا بني .. لكن كيف سنرحل.. نحن لا نعرف أحدا هناك.

ابتسم وقال : ألم تسمعي أن عمي سليمان زوج خالتي فاطمة انتقل مع أسرته للعيش في الخبر..لن نكون لوحدنا.. ستكونين بجانب خالتي يا أمي.. ثم انظري حولك يا أمي نحن نصرخ في كل ليلة من جبروت من حولنا .. لنرحل يا أمي.. ونترك هذه الديار التي جرحتنا.

تألمت كثيرا مما قال لقد تعذب أطفالي هنا وسعدت أكثر حينما رأيت طفلي يتحدث كرجل بالغ مسئول عن أسرته وأهله.. اقتربت منه ووضعت يدي على كتفه ثم نظرت إلى عينيه ورسمت ابتسامة على وجهي وقلت :أنا موافقة

حضنني بقوة ثم قال: ومتى ستفاتحينهم بالموضوع ؟

قلت بحزم: بعد أن يرجع خالك عبداللطيف من صلاة الظهر وقبل أن يتناول طعامه سأخبره يا بني.

انفرجت أساريره وقال: مرحى .. سنرحل.

وحينما عاد أخي عبداللطيف ..دخل المجلس كعادته.. ينتظر غداءه.. دخلت عليه المجلس .. نظر إلي وقال: سارة؟!.. ماذا تريدين..

جلست يجانبه ثم دخل أخي سند وبعده ناصر.. نظرت إليهم وقلت: أريد أن انتقل أنا وأبنائي إلى الخبر .

نظر إلي سند وقال : لا طبعا لن نسمح لك بالذهاب إلى هناك لوحدك مع أبنائك الصغار .

فقلت : مهلا يا أخي .. ابني صالح وجد فرصة عمل في الخبر في شركة الكهرباء ولا أريد أفوت عليه هذه الفرصة الذهبية.

فقال عبد اللطيف : أن وافقنا.. متى ستذهبين؟

قلت : إن وافقتم سنذهب من الغد.

فقال سند بغضب: مستحيل.. لن تستطيعي تدبير نفسك بهذه السرعة ثم ...

قاطعه عبداللطيف وقال: مهلا يا سند.. لنكمل غداءنا وبعدها سنتحدث لوحدنا في أمر سارة.. هيا قولوا بسم الله.

وبعد أن تناولو الغداء.. جلست مع أخوتي فبدأ عبداللطيف في الكلام وقال : كما تعلمون البيت صغير وبالكاد يسد حاجتنا فإذا كانت سارة تريد الخروج من دون إجبار فلندعها ترحل وتجرب حظها ونحن سنتسع في بيتنا وسيقل صرفنا.. وسأوصي على عربة توصلهم إلى الخبر .. وسأكلم معارفي حتى يوفر لهم مسكن.
سكت سند للحظات ثم قال: لم تترك لنا يا مجال .. حسنا أنا موافق .. لكن انتبهي على نفسك جيدا يا أختي.

وبعدها وافق أخي ناصر .. وفي الصباح الباكر حزمنا أمتعتنا استعدادا للحيل.. كان هنالك عربة في انتظارنا كما أوصى أخي عبداللطيف ..وحينما وصلنا الخبر وجدنا المسكن الذي تحدث عنه أخي كان عبارة عن بيت صغير من الطراز القديم .. فتحت الباب الخشبي العتيق وتفاجئت كان البيت مليء بالنفايات والأوساخ .. وكانت غرفه ضيقه جدا..نظر إلي بندر وقال: أمي نحن سنسكن هنا ؟

أومأت برأسي إيجابا وقلت: أجل ..لا تقلق سيتغر شكله بعد أن أنظفه وأرتبه .. وأنت يا إبراهيم عليك أن تبحث عن عمل من الغد ..عليك أن تساعد صالح لكن لاتهمل دروسك
هل هذا مفهوم ؟

ابتسم إبراهيم : مفهوم .. سأبحث من الآن .. أعدك أن لا أعود إلا وقد وجدت عملا يا أمي.

رحل بسرعة فصرخت : لا تتأخر يا بني.. إن لم تجد عملا قبل آذان المغرب فعد .. لا تجعلني أقلق.

وبعد أن انطلق إبراهيم قمنا أنا وأطفالي بترتيب البيت وتنظيفه.. لقد استهلك منا وقت طويل .. لكننا انتهينا أخيرا ومع انتهاءنا أتى إبراهيم فرحا وقال : أمي لقد وجدت عملا في مركز التسويق المجاور لبيتنا.. سأرصد المبيعات والمشتريات يا أمي.
ابتسمت وقلت : جميل وكم ستكون أجرتك.

ضحك وقال: سأعمل بدون أجرة يا أمي.

صرخت عليه: ماذا هل جنننت .. إذا ما الفائدة من عملك؟

ابتسم وقال: سيسمح لنا صاحب المحل بأن نأخذ ما نحتاجه من مركز التسويق دون مقابل ما رأيك؟

ابتسمت وقلت: أحسنت يا بني سنوفر كثيرا بهذه الطريقة.. لكن متى ستدرس؟

أردف : لا تقلقي يا أمي ..سنذهب إلى المدرسة في النهار أما في وقت العصر والليل سنعمل .. وبعد الانتهاء من العمل سأدرس.

قلت :حسنا .. لكن إن لاحظت أي تأثير على دراستكم فلن تعملوا.

ابتسم صالح وقال : اتفقنا.

وظل أبنائي يعملون ويدرسون في نفس الوقت.. ومن شدة حرصهم على الدراسة كانوا يدرسون في الليل تحت أضواء مصابيح الشارع العامة.. آه يا أولادي كم أنا فخورة بكم وسأظل كذلك يا أحبتي .





توقعاتكم يا حلوووووووووووووووووووووووووووووووووين





رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013   #5


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (10:55 PM)
آبدآعاتي » 658,770
الاعجابات المتلقاة » 956
الاعجابات المُرسلة » 357
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





.. جـــنى الثمار ..

كان قرار انتقالي إلى الخبر أفضل قرار اتخذته في حياتي.. فبانتقالي إلى الخبر فتحت الأبواب في وجه أولادي ..فبعد أن كان كل واحد منهم ينام في مكان بعيد عن الآخر ودمعته على خده لا يعلم ماذا سيحصل له في الغد.. أصبحوا ينامون سويا قريري العين ولكل واحد منهم هدف يحلم في تحقيقه في الغد سعيا وراء مستقبل مشرق.. كانوا في كل يوم يفاجئوني بنباهتهم وطموحهم .. كنت أشجعهم وأضع يدي على يدهم .. كنت أريدهم أن يأخذوا حقي ويعوضوني عما فقدته في الماضي .. كانوا في كل عمل يقومون به يشفون جروحي .. وأنا تفرغت لهم لم أتزوج رغم صغر سني خشية من أن يظلمون مرة أخرى .. قررت أن أربيهم لوحدي .. الكل قال لي لا أستطيع لكني استطعت بعد توفيق من الله ثم همة ونشاط أولادي .. كنت أراهم في كل يوم يكبرون أمامي رغم ذلك ظللت أنظر إليهم كأطفال .. لم أصدق ان السنين ستنطوي سريعا هكذا .. مضت عشر سنوات على انتقالنا.. وكأنني بالأمس أتيت إلى الخبر وأنا لا أملك قرشا واحد .. مضت عشر سنوات ونحن نكافح ونصارع الحياة لنعيش حياة كريمة..الآن طفلي صالح لم يعد طفل بل أصبح الآن موظف محترم في قسم الجوازات.. أما طفلي إبراهيم الذي أتاني بالأمس يبكي لأنه ثوبه اتسخ ليلة القرقيعان أصبح اليوم رجل يخدم الوطن .. لقد دخل كلية العسكرية وسيتخرج قريبا.. أما مساعد طفلي الصغير الذي كان ينام في حضني لخوفه من النوم لوحده .. أتاني ذات يوم بعد أن تخرج من الثانوية بمعدل عالي ليقول لي: سأدخل الهندسة الكيميائية يا أمي ما رأيك؟

صرخت عليه لجهالتي وقلت: الهندسة الكيمائية قسم جديد لم أسمع به من قبل .. انظر حولك ..انظر إلى أبناء خالتك وأصدقاءك معظمهم اختاروا الهندسة المعمارية فلما لا تكون مثلهم.. لماذا أنت مختلف؟

ابتسم وعينه تشع بالطموح وقال: ألم تسمعي يا أمي أنه تم اكتشاف النفط في أراضينا.. هذا يعني أن الدولة بحاجة إلى مهندسين كيميائين في المستقبل سأختار هذا المجال لأنه فريد من نوعه وجديد وغدا ستحتاج إلي الدولة سأكون متميز يا أمي لو اخترت هذا المجال .. ادعي لي يا أمي.

ودعيت له دعوة أم قلبها على ولدها.. لم أستوعب ما قاله لكنني واثقة أنه يرى ما لا أرى .. لقد اختار هو طريقه ولن أقف في وجهه .. أما صغيري المدلل بندر كان متعلقا بي .. كان لا ينام إلا في حضني وإذا عاد من المدرسة ارتمى في حضني وجلس بجانبي .. كنت أراه دائما طفلي الصغير الذي يحتاجني في كل شيء .. حتى حينما كبر وأصبح أطول مني مازلت أراه ابني بندر المدلل .. كان مميز من بين أخوته .. كان بارعا في الكتابة ويملك القدرة على التعبير.. عمل في مجال الصحافة وبالتحديد القسم الرياضي الذي يعشقه حتى برع فيه ومع الوقت أصبح معلق رياضي يعلق في المبارايات الداخلية والدولية .. كما دخل كلية التجارة وأصبح تاجر معروف يشار له بالبنان .. نعم هؤلاء هم أبنائي .. كنت أعلم بأني سأفخر بهم في كل يوم أكثر من اليوم الذي يسبقه ..

والآن حان الوقت لأفرح بأولادي وأزوجهم .. هذا هو حلم كل أم والآن حان الوقت لأحقق حلمي..فزوجت ابني صالح من عبير .. كانت فتاة جميلة وقد أعجب بها ولدي .. أما إبراهيم فزوجته زينب ابنة أخي سند .. كانت صغيرة لكنها طيبة .. فلقد تركت أهلها وقبلت بأن تغترب وتنتقل للعيش في جدة مع ابني إبراهيم توافقا مع ظروف عمله .

أما مساعد فتزوج من نور تلك السيدة العاقلة المثقفة .. كانت أخت صديقه وكانت نعم المرأة ونعم النسب.. تزوجها بعد تخرجه وسافر معها إلى أمريكا ليكمل دراسته.

وبقيت أنا مع بندر ولدي المدلل.. لقد تعلقت به كثيرا لدرجة أنني أصبحت أخشى أن يتزوج فيسافر كما سافر أخوته قبله... لكنه لم يكن يفكر في الزواج في ذلك الوقت.. حتى أنني فاتحته ذات يوم مازحه : بندر.. لم يبقى إلا أنا وأنت في هذا المنزل يا بني .. متى سأفرح بك.

فقال في توتر: أمي .. أرجوك هذا ليس الوقت المناسب.. أنا لا أفكر في الزواج الآن.. مازالت لدي خطط ومشاريع علي أن أقوم بها قبل أن أتزوج.

ضحكت وقلت : والمانع لو تزوجت وأكملت خططك ومشاريعك ؟

قال بنبرة حادة : كلا .. كلا لو تزوجت سألهى عن خططي يا أمي.. ثم ما بك يا أمي هل مللتي مني؟

ابتسمت وقلت : وهل تمل الأم من أبنائها .. كل ما في الأمر أنني أريد أن أفرح بك.

ضحك وقال : ألن تفرحي بي حينما أحقق مشاريعي يا أمي.. أم الزواج هو الطريقة الوحيدة التي تجعلك تفرحين بي.

أجبته بسرعة : بالطبع أفرح بك حينما تحقق أحلامك .. لكن فرحتي بزواجك تعادل الدنيا بمن فيها وفرحتي ستكون أكبر لو رأيت أولادك.

ضحك من قولي وقال : الله أكبر وتريدين رؤية أولادي.. ما زال الوقت مبكرا يا أمي.

قلت بعتاب : لا أعلم متى يحين الوقت المناسب.. حينما أموت.

صرخ بندر: لا أمي.. لا تتحدثي هكذا.. أطال الله في عمرك.. قريبا سأتزوج وسترين أولادي وستريبنهم وسيتعلقون بك حتى أكثر من أمهم.

رفعت يدي وقلت : اللهم بلغني هذا اليوم .. يارب.


لــــــــــــــــــــــــــــقاء الاحـــــــــــــبه



بينما أنا أطبخ الغداء دخل علي بندر وقال: أهلا يا أمي.. هل الغداء جاهز؟

ابتسمت وقلت : أجل.. هيا بدل ملابسك وستجده أمامك.

جلست أنتظره على السفرة إلى أن أتى وبينما نحن نأكل رن الهاتف فقلت لبندر: لا تقم سأقوم أنا.. أنت متعب من العمل.

رفعت السماعة كان ابني صالح قلت له معاتبة : أهلا يا ولدي.. ألم تشتاق إلي كما اشتقت لك..

ضحك وقال : أجل اشتقت إليك وأريد أن أراك .. ما رأيك أن تتناولي عشاءك معنا وأخبري بندر بأن يأتي معك.

ابتسمت وقلت : دعوة على العشاء؟!.. أشعر بأنك تخفي شيئا أنت ابني وأنا أعرفك.. أشعر أنك تخفي شيئا.

ضحك وقال: حسنا أنت محقة .. لكن لن أخبرك بشيء إلى أن أراك.

قلت بلهفة : أخبرني الآن ..

قاطعني : أنها مفاجأة يا أمي .. سأراك في المساء ... إلى اللقاء.

أغلقت الخط وأنا أفكر.. قطع تفكيري صوت بندر: ماذا هناك؟

فأجبت : تجهز سنذهب اليوم إلى بيت أخيك صالح لنتاول العشاء معهم.

ابتسم وقال: غريبة.. وماهي المناسبة؟

ضحكت وقلت:لا أدري صالح يقول أنها مفاجأة والله أعلم.

وقف بندر بهدوء وقال: وما الذي يشغل بالك سنعرف كل شيء بالليل.

قلت بغضب: يا لبرودك يا بندر .. ألست متشوق لمعرفة المفاجأة .

قال وهو يسير إلى غرفته: لعله نال ترقية وأراد أن يدعونا لنحتفل معه.

قلت : لا مستحيل .. أنا أعرف ابني أنه يخفي شيئا .. انتظر يا بندر إلى أين ستذهب .. فكر معي

ضحك بندر وقال: لا تشغلي بالك يا أمي.. أنا سأنام .. سأتركك لتفكري لوحدك.


وفي المساء كنا في بيت صالح.. التفت يمنة ويسرة فقال صالح: مابك يا أمي.. من المؤكد أنك تبحثين عن حفيداتك نورة وريم.. أنهما تلعبان في غرفتهما.

ابتسمت وقلت: آه صحيح كيف حالهن..

اقترب مني صالح وقال: لم تكن نورة من تبحثين عنه أليس كذلك يا أمي؟

أمسكت بيده وقلت : ماذا تخفي يا بني؟

أخرج خاتمه من جيبه وقال: أنت محقة .. أنا أخفي هذا الخاتم السحري يا أمي.

صرخت عليه: أو تستخف بعقلي يا ولد .. أخبرني الحقيقة.

ضحك وقال: لا أستخف بعقلك يا أمي وإن لم تصدقيني تمني أمنية وسيحققها الخاتم السحري.

قلت بسخرية : هل أصبحت ساحر يا صالح .. أمنيتي تعرفها جيدا ولن يتمكن خاتمك من تحقيقها أمنيتي أن أغمض عيني ثم أفتحها فأجد أخوتك حولي.

وقف وسار باتجاه الباب ثم فتحه وقال: أمنيتك تحققت..

كانت المفاجأة خلف الباب كان يقف إبراهيم ومساعد وزوجاتهم قالوا بصوت واحد : ما رأيك بالمفاجأة؟
لم أتمالك نفسي بالكاد وقفت وأنا أصرخ فرحة ثم أخذتهم في حضني وأنا أقول : أخيرا عاد أبنائي إلى حضني..

كان ألذ عشاء تناولته في حياتي .. لا أعلم هل وجود أبناء حولي جعلوا له نكهة خاصة بالطبع وجودهم جعله ألذ.. ابتسمت من قلبي .. كنت أنظر إلى وجوههم وأقول : يا رب اجمع قلوب أبنائي على طاعتك.

بعد أن تناولنا العشاء قال صالح : لقد كبرت عائلتنا يا أمي وستصبحي جدة من جديد فعبير زوجتي حامل.

فرحت وقبل أن أعبر عن فرحتي قال إبراهيم : معك حق لقد كبرت عائلتنا .. أنا زوجتي كذلك حامل.

وقفت وصفقت من الفرحة أنه بالفعل أسعد يوم في حياتي ربنا ولك الحمد.










..ذهــــــــــــــــــــابي الى جـده..


قضى مساعد و إبراهيم شهرين في بيتي ومن ثم عادوا إلى أعمالهم وماهي إلا أشهر حتى رزق إبراهيم بطفل وسماه علي لكنه كان مريض .. اتصل إبراهيم علي ذات يوم وصوته مخنوق .. فرحت بصوته وقلت :كيف حالك يا بني وكيف حال ابنك علي؟

قال بصوت مخنوق : أمي علي مريض جدا .. لا أعلم كيف نتصرف معه أشعر بأنني سأفقده...

قاطعته: ماهذا الكلام يا إبراهيم .. لا تتحدث هكذا.. لا تقلق يا بني سأطلب من صالح أن يأخذني إليك .

قال وهو يكاد يبكي: أمي علي مريض .. لو رأيته وهو يتنفس لتقطع قلبك و زينب لا تعرف التصرف فهو بكرها.

قلت له : حسنا لا تقلق يا بني .. خلال يومين سأكون عندك.

لكنني لم أتمكن من اللحاق بهم فقد توفى ابنه قبل أسافر .. فقال لي صالح : لقد أخذ الله أمانة ابن إبراهيم فهل ما زلت تريدين الذهاب.

أجبت : أجل فهو بحاجة إلي و زوجته كذلك .. المسكينة فقدت فلذة كبدها وبحاجة لمن يواسيها .. سأسافر.

قال بتعجب: ولما لا تسافر والدتها؟

أجبت : والدتها مريضة ولا تقوى على السفر .. سأسافر بدلا منها...

وبالفعل سافرت .. استقبلني إبراهيم في المطار.. كانت زوجته معه .. مجرد ما إن رأتني وكأنها لم تصدق أن تجد من يواسيها حتى حضتني وبكت حضتنها وقلت : لا تبكي إن شاء الله سيشفع لك يوم القيامة .. وأنت ما زلت صغيرة سيرزقك الله بأولاد وبنات سيملؤن عليك البيت.

نظرت إلي وقالت : أمين يا رب.

كانت زينب سعيدة بي.. أدخلتني البيت وقالت : كل شيء موجود يا أمي لا تتعبي نفسك .. دعيني أحمل حقيبتك.

حينما دخلت البيت تعجبت.. معظم الأثاث غير موجود فسألت ابني إبراهيم عنه فقال بحزن: لقد بعت معظم ممتلكاتنا حتى يصبح عندي مال لأعالج ابني في الخارج قبل أن يأخذ الله أمانته.

تألمت لما سمعت .. فعلا جزاء الوالدين الجنة .. أمسكت بيده وقلت : كل شيء سيتعوض وستتحسن حالتك وسترى.

ابتسمت زينب وقالت: آمل ذلك يا أمي.. الحمد لله أنك أتيتي فكما تعلمين إبراهيم مشغول بعمله وأنا أبقى وحيدة في المنزل.

لم تكن تناديني عمتي .. كانت تناديني أمي .. الحمد لله جميع زوجات أبنائي ينادونني أمي .. ابتسمت مما قالته زينب وقلت : سأكون معك يا ابنتي .. لكن قبل كل شيء أنا جائعة .. هل هناك ما يؤكل.

ضحكت زينب وهي تتجه إلى المطبخ وقالت: بالطبع هنالك يا أمي .. لقد جهزت الغداء قبل أن نذهب إلى المطار.. استريحي قليلا وسأحضره لك.

جلست بجانب ابني إبراهيم منتظرة الغداء وقلت :أرجوك يا بني لا تثقل على نفسك فربما موت علي كان أفضل له من حياته ربك وحده أعلم ..الحياة أمامك يا بني أنا متأكدة أنك سترزق بأبناء وستفخر بهم كما أفخر أنا بكم الآن ..

نظر إلي إبراهيم وقال: معك حق إن لله وإن إليه راجعون.

وضعت يدي على كتفه وقلت :أنار الله بصيرتك يا بني.

وماهي إلا لحظات حتى أتت زينب وقالت: تفضلوا الغداء جاهز.. آمل أن يعجبك.

ابتسمت وقلت : من المؤكد أنه سيعجبني.


.. حنيـــــــــــن الــى الديــــــــــــار..

مضت سنة على وجودي في جدة .. اشتقت كثيرا إلى بندر وإلى الديار .. اشتقت لصالح ولأحفادي.. اتصلت ذات يوم بالبيت رد علي بندر: أمي .. أين أنت لقد اشتقت إليك..

أجبته : وأنا كذلك يا نور عيني .. كيف حالك؟

رد علي: الحمد لله .. كنت سأتصل بك يا أمي .. هناك موضوع أريد أن أقوله لك.

أردفت مسرعة : ماذا هناك.. هل أنت بخير.. صالح وأولاده بخير أجب يا بندر.

ضحك وقال: اهدئي يا أمي .. في الحقيقة بعد أن رحلتي بقيت أنا لوحدي في المنزل بلا أنيس ونظرت حولي فوجدت نفسي وحيدا بلا زوجة ولا ولد .. أريد أن أتزوج وكما تعلمين لا أستطيع أن أخطب لنفسي ولا أريد أن أتزوج وأنت بعيدة .. ألم تستقر أوضاع إبراهيم بعد.. مضت سنة وأنت هناك..

ضحكت وقلت : هذا أسعد يوم في حياتي .. ابني حبيبي يريد أن يتزوج .. حسنا يا بني سأعود .. الحمد لله أوضاع إبراهيم مستقرة الآن .. سأطلب منه أن يحجز أول رحلة إلى الدمام.

أغلقت الخط ثم أخبرت إبراهيم بكل ما دار بيننا .. قبل يدي وقال : لقد أتعبناك يا أمي .. أطال الله في عمرك.

ابتسمت له وقلت : عمري؟!.. عمري كله فداء لكم يا أولادي .. إن لم أتعب لراحتكم لن أرتاح يا بني .

وعدت إلى الديار .. استقبلوني أبنائي جميعهم .. ما أحلى مرآهم .. وحينما ركبنا السيارة فاجئني صالح بخبر جميل .. مساعد سيكون في السعودية خلال أيام .. لقد أكمل دراسته وعاد ليرفع رأسي عاليا.. نعم أنا سارة .. الفتاة اليتيمة الضعيفة التي دهس على يدها أهلها وأهل زوجها .. أنا سارة التي لطالما سخر الكل من أبنائي وقالوا عنهم فاشلين ..نعم أنا سارة التي كنت أنام في كل ليلة مكسورة بعد أن أرى أحد أبنائي يظلم ويضرب بلا وجه حق فقط لأنه مجرد يتيم ليس لديه أب يدافع عنه .. إلى كل من طعنني في الماضي انظروا إلى أبنائي .. انظروا لمن سيعوضني ويأخذ حقي.. الآن لن يدهس على يدي أحد لأن أبنائي لن يسمحوا بذلك .. الصغار الذين ربيتهم بين ذراعيَ أصبحوا رجالا أستند على أكتافهم لأقف.. أين أنت يا علي لترى أبنائك.. لو كنت حيا لفخرت بهم كما أنا أفخر بهم الآن..

وبالفعل زوجت ابني بندر بعد عناء طويل فلقد كان دقيق في اختيار زوجته .. لقد زوجته سيدة قمة في الأدب والأخلاق.






اعتقدت أن قصتي انتهت بعد أن زوجت أولادي ورأيت أحفادي حولي .. في كل سنة أبارك لأحد أولادي بقدوم مولوده الجديد .. اعتقدت أن دوري انتهى واصبح ثانوي فأبنائي الصغار أصبحوا رجال لكل منهم عائلة .. اعتقدت أنني أوشكت على التقاعد من دور التربية .. اعتقدت أن أيامي أصبحت متشابهة .. لكنني كنت مخطئة.. فلقد حصل مالا في البال ولا في الحسبان .. لقد ابتدأ دوري من جديد.



توقعاتكم !!




رد مع اقتباس
قديم 05-02-2013   #6


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (10:55 PM)
آبدآعاتي » 658,770
الاعجابات المتلقاة » 956
الاعجابات المُرسلة » 357
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي







استيقظت ذات يوم على صوت حفيدتي أمل أكبر بنات ابني بندر البالغة من العمر خمس سنوات : جدتي .. جدتي .. أين رشا .. هل اختبأت في غرفتك.

قلت لها : الله يهديك يا ابنتي .. ألا ترين أني نائمة بالله عليك أين ستختبئ أختك في غرفة صغيرة كهذه ؟

ضحكت وقال: لعلها اختبأت في صندوقك هذا.

وقفت وأنا أضحك : وهل هي فأر حتى تختبئ في صندوق كهذا الصندوق.

فأتى صوت ضحك من الصندوق.. كانت صوت رشا البالغة من العمر أربع سنوات .. وبسرعة فتحت الصندوق وقلت: بسم الله ماذا تفعلين أيتها الشقية.. متى وكيف دخلتي دون أن أشعر.

فقالت بكل شقاوة: أنت لا تشعرين بمن حولك حينما تنامين..

فقلت لها : سأريك أيتها الشقية ؟

ركضت باتجاه الباب وقالت: إن ضربتني لن أقول لك أين مها.

قلت : مها أيضا مختبئة في غرفتي .. أين تحت السرير.

فقالت أمل: جدتي ستلعب معنا لعبة الاختباء.

صرخت : كلا لن ألعب .. هيا أخبريني أين مها.

خرجت مها من خلف الستارة وقالت: مها هنا..

حملت مها البالغة من العمر سنتين وقلت : أيها الأشقياء أين أمكم؟

حملتهم على كتفي وقلت : أحلام أين أنت .. هل رأيت ماذا فعل بناتك الأشقياء.

فتحت أحلام الباب .. كانت بالكاد تسير فقد كانت حامل بالشهر التاسع .. كان شعرها مبلل .. نظرت إليهم وقالت: لماذا تزعجون جدتكم يا بنات.. هيا تعالوا إلى هنا.

نظرت إليها وقلت: أحلام .. لما لم تجففي شعرك.. الجو بارد يا ابنتي ستمرضين وأنت حامل.

ضحكت وقالت : لا تقلقي .. لا أشعر بالبرد .. الجو حار.

قلت لها معاتبة : لا تنسي يا ابنتي أنك حامل والحامل من السهل أن تمرض ومن الصعب أن تشفى ...

ضحكت وقالت : لا تقلقي هذه عادتي طوال فترة حملي أن أخرج وشعري مبلل لقد كسبت مناعة يا أمي.

قلت لها بغضب : يا لك من امرأة عنيدة .. ستمرضين وسترين.

ولقد حصل ما قلته فلقد أصيبت اليوم التالي بانفلونزا .. قلقت عليها كثيرا لأنها حامل والحامل تتعب بسرعة .. نقلها ابني إلى المستشفى وقرر الطبيب بضرورة بقائها في المستشفى حفاظا على حياتها وعلى حياة الجنين لكننا لم ندرك أن المستشفى هي السبب في هلاكها وهلاك طفلها إلا بعد فوات الأوان.

لم تكن تعاني من شيء سوى الانفلونزا .. لقد زرتها بعد يوم من إدخالها وعاتبتها : أولم أحذرك من الهواء البارد.. انظري إلى ماذا وصلت.

ضحكت وقالت: أنا لست متعبة .. لا أعلم لماذا أحضرني بندر إلى مستشفى خاص .. الانفلونزا لا تستدعي التنويم .. فالأدوية وحدها تكفي ثم من سيعتني بأطفالي.

قلت لها معاتبة : من سيعتني بأطفالك؟!.. وأنا أين ذهبت سأضعهم في عيني .. ثم هل نسيتي أنك حامل والحامل عليها أن لا تستخدم الأدوية بقدر المستطاع .

قالت متأففة : أمي.. انظري إلي هل يبدو الموضوع مريعا.. آه أين أنت يا بندر أريد أن أخرج.

أمسكت بيدها وقلت : هداك الله يا ابنتي .. أنا أعلم أن الأمر ليس بخطير لكن لما كل هذا الكبرياء .. أنت مريضة وعليك أن ترتاحي.

وفي هذه اللحظة طرق الباب كانت زوجة إبراهيم وبرفقتها زوجة صالح ومساعد تحمدوا لها السلام ثم انطلقوا يتحدثون في مواضيع كثيرة عن كل شيء.. كنت أنظر إليها كانت تتحدث بكل نشاط وحيوية لدرجة أن من يراها لا يصدق أنها مريضة .. انتهى وقت الزيارة وأنا نضحك ومعها وفي أخر حديثنا قالت : أراكم في الغد.

لكن أي غد كان ينتظرها.. ففي صباح اليوم التالي أتى طبيب من من جنسية أخرى وحقنها ابرة في الوريد .. قال بأنها ستذهب عنها المرض لكنها لم تكن المرض بل كانت الموت .. أتينا في وقت الزيارة لم نجدها في سريرها .. سألنا الممرضة عنها فأجابت : لقد تدهورت حالتها هذا الصباح لذلك نقلناها إلى العناية الفائقة.

كادت قلوبنا أن تقف وكادت قدمى ابني بندر أن تشل .. وارتفعت أيادينا إلى السماء طالبين من الرب إغاثتنا.. انتكست حالتها وتدهورت تدهور شديد لقد سممت الابرة دمها وقتلت طفلها فلقد ولدت طفل ميت أما هي فبقيت ساعات تصارع الموت لم يقوى بندر على المكوث أكثر وذهب إلى البيت ليحضن بناته الثلاث منتظرا اتصالنا لنقول له أن الأمور مضت عل خير لكن ذلك لم يحصل .. ففي منتصف الليل .. كنا جميعا هناك إلا بندر ننتظر الفرج وفجأة توقف قلبها وأتى الأطباء من كل مكان في المستشفى هلعين وحاولوا انعاشها .. صرخت وصرخت هل ماتت هل ماتت لا تقولوا أنها ماتت أرجوكم ساعدوها.. وفجأة أفاقت من الإنعاش وصرخت صرخة من سمعها لا يصدق أنه صرخة محتضر لقد صرخت وقالت: بناتي .. صالح .. إبراهيم .. مساعد .. بندر .. أمي .. بناتي.. بناتي....

بعدها فارقت الحياة.. اتصلنا على بندر .. كان جالسا أمام الهاتف متأملا منا أن نقول أي شيء سوى ما سمعه لكننا قلناه وانهار بالكامل..

بعد وفاة أحلام لم يكن هنالك من يربي بنات ابني الأيتام سواي .. يا لهذا الزمن جعلتني أعيش يتيمة وأربي أيتام وها أنا اليوم أربي بنات ابني الأيتام الذين فقدوا أمهم .. هنا ابتدأ دوري من جديد في التربية والسهر والعناية والاهتمام.. ربيتهم على الأدب والأخلاق .. حاولت بكل ما استطعت من قوة أن لا اجعلهم يشعرون برحيل أمهم بقدر ما أستطيع .. لم أبالي بكبر سني .. قررت أن أربيهم بكل ما ملكت من قوة .. سأحميهم حتى من ظلهم .. تماما كما حميت والدهم ..
اليوم جنيت ثمار جهدي حينما أراهم في كل صباح يقبلون جبيني حتى أرضى عنهم وأنا راضية عنهم.






سألتني زينب زوجة إبراهيم إن كنت أرغب في مرافقتها إلى الأحساء لزيارة الأهل .. وافقت على الفور فرغم كل شيء يبقون أهلي .. وحينما وصلنا طلبت من إبراهيم أن يذهب بي إلى بيوت أخوتي لأزورهم .. كانت بيوتهم متشابهة الأبواب قديمة وقد نقش الصدأ ما استطاع من نقوش على تلك الأبواب الحديدية العتيقة .. دخلت بيوتهم الأثاث بالي وبالكاد يفي بالغرض .. الأثاث هو نفسه لم يتغير منذ عشرات السنين .. لقد لعب القدر لعبته .. لقد قلب الآية .. لقد أصبحت أمامهم ملكة بعد أن كان الخدم يرثون لحالي ..

دخلت بيت أخي ناصر ورحب بي هو مع أبناءه كانوا لطفاء معي لأبعد الحدود حتى زوجته كذلك وبعدها أتت زوجة عبداللطيف وسند.. اقتربت مني زوجة أخي عبداللطيف وقالت: سارة كم اشتقنا إليك .. آه لو تعلمين كم نحبك.

ابتسمت لها.. نعم أعلم كم تحبوني علمت ذلك منذ قديم الأزل.. نظرت إليها وقلت ببرود : وأنا كذلك.

أشارت لابنها أن يقبل رأسي وقالت : هذا ابني علي هل رأيتي كم كبر يا سارة .. لكن المسكين قليل الحظ .. لم يحصل على معدل يؤهله لدخول الجامعة .. لذلك فكرنا في أن نجعله يدخل الكلية العسكرية ...

انتظرتها لتكمل لكنها تكمل وكأنها تقول أنت تعرفين البقية.. لكنني لم أنبس بكلمة .. كنت أريدها أن تطلب مني ما تريده حرفيا لأشفي جروحي .. حينما رأت سكوتي احمر وجهها وقالت بصوت منخفض : هل لك أن تسألي ابنك إبراهيم إن كان بإمكانه مساعدة ابني ليدخل الكلية العسكرية ..

ابتسمت وقلت : سأساله لك وإن شاء الله سيساعده.

رفعت يدها وقالت : أسأل الله أن يطيل عمرك وعمره..

نظرت إلى يدها.. تلك اليد التي لطالما رفعت لتصفع ابني إبراهيم على ظهره هي الآن تترفع لتدعو له.. هذه المرأة التي كنت أترجاها لتبقي لأبنائي قليل من اللحم حتى لا يقهرهم الجوع هي الآن تترجاني لأنقذ ابنها من عالم البطالة .. كنت أعلم بأن الآية ستنقلب .. أخيرا جنيت ثمار تعبي..

سألتهم عن دورة المياه وفور خروجي وجدت زوجة أخي ناصر .. اقتربت مني وقالت : أختي سارة هل لي أن أتحدث معك على انفراد..

ابتسمت وقلت : طبعا.

أمسكت بيدي وقالت بصوت منخفض : ابني منصور لقد تخرج من كلية التقنية ولم يجد عملا إلا في الرياض وبراتب ضعيف فهل لك أن تتحدثين مع ابنك مساعد ليجعله يعمل في شركته أو في إحدى شركات النفط ليكون قريبا مني .. كما انني سمعت أن الأشخاص الذين يعملون هناك يقبضون أجورا باهضة.

أومأت برأسي وقلت : حسنا سأسأله.

أمسكت بيدي بقوة وقالت : أرجوك يا سارة لا تنسيه فهو بحاجة للوظيفة حتى يتزوج وأنا أعلم أن ابنك قادر على مساعدته فهو من أهم الشخصيات في الجبيل كما يقول زوج ابنتي.

ابتسمت وقلت: أعلم ذلك.. اطمئني ستجدين ما يسرك ويسر ابنك.

قبلت رأسي ثم حضنتني وقالت: لن أنسى هذا المعروف.

ذكرت ذلك اليوم حينما كان مساعد يلعب مع ابنها لعبة الأباء وهي بأن يتخيل كل واحد منهم أنه رجل ويضع له وظيفة .. سأل مساعد ابنها : ماذا تريد أن تكون.

كنت أراقبهما من نافذة المطبخ وكانت زوجة أخي ناصر تصب الماء في الجرة أجاب ابنها : أريد أن أكون أكبر تجار المواشي حتى أكل اللحم إلى أن أشبع وأنت ماذا تريد أن تكون؟

أجاب وهو يبتسم : أريد أن أصبح مدير شركة هذا بعد أن أكون قد أكملت دراستي بالخارج .

قالت زوجة ناصر بسخرية : لن تكون أكثر من عامل يساعد ابني في بيع المواشي .. أيها الفاشل يا لطموحك لا تريد أن تعمل في شركة بل تريد أن تصبح مديرها.. يا فالح هذه الوظيفة المحترمة لابد أن يكون صاحبها غني وليس فقير لا يملك سوى الثوب الذي يلبسه وقلم رصاص مكسور .. هههههه.

نظر إلي بأسى .. اقتربت منه وحضنته وقلت : ستكون كذلك يا بني وسيأتي يوم وسيطلبون مساعدتك.. عدني أن تكون كذلك.

نظر إلي بعزيمة وقال: أعدك يا أمي.

أخيرا حقق ابني حلمي وحلمه .. لم أكن أعتقد أن أحلامنا ستتحقق بل كنت متأكدة فمن عاش مثل حياتنا وتألم كألمنا سيحقق أحلامه حتى لو كان الثمن حياته.

جلست في المجلس من جديد.. ورأيت بنات أخوتي يقرأون الجريدة بكل اهتمام .. نظرت إليهم وقلت : ماذا يشغلكم يا بنات.

أجابت فاطمة حفيدة أخي ناصر : نقرأ المقال الذي كتبه ابنك بندر.. أنه كاتب رائع يا عمتي .

أخذت أختها الجريدة وقالت : وهو رئيس القسم الرياضي كذلك..

أكملت الآخرى : آه صحيح وسمعنا أنه برع كذلك في التجارة .. تقول لي صديقتي التي تسكن في الخبر أن المطاعم التي يملكها ابنك تعتبر من أفضل وأرقى المطاعم في الخبر.

ابتسمت وقلت : ويعمل كذلك في البلدية .. أنه رجل نشيط لا يعرف الكسل وأحلامه لا تنتهي.

نظرت إلى زوجة أخي عبداللطيف وأنا ابتسم فلطالما نعتته بالبليد وعديم الفائدة ولطالما قالت أنه لا يصلح لشيء لقد كذبت الأيام ما قالته..لقد عجز أبناءها أن يصلوا لربع ما وصل إليه ابني..

وماهي إلا لحظات حتى أتت زوجة أخي ناصر ودعتني على الغداء .. وقف الآطفال ليتناولوا الغداء.. فصرخت زوجة أخي عبداللطيف : عيب عليكم يا أطفال .. الضيوف أولا..

ابتسمت وقلت : بل نحن سويا .. أليس كذلك يا أولاد هيا بنا..

لقد علمتني الدنيا أن لا أفرق بين الصغير والكبير .. بين القوي والضعيف .. بين الغني والفقير.. الكل بحاجة إلى الطعام.. تناولت الطعام وتحدثت معهم في مواضيع مختلفة .. بعدها أتاني اتصال من ابني إبراهيم يخبرني أنه ينتظرني في الخارج.. ارتديت عباءتي وودعت أهلي بعد أن غسلت كل أحقاد الماضي فما أريده قد حصل .. أجل سامحتهم ورميت الماضي خلفي .. لايهم ماذا حصل في ذلك الوقت المهم ما رأيته يحصل أمامي اليوم.
ركبت السيارة وسلمت على ابني وزوجته .. سألني ابني إبراهيم : هل تريدين شيء قبل الذهاب إلى الخبر؟

نظرت إليه وقلت : أجل .. هنالك شيء أريده قبل الذهاب إلى الخبر.

التفت إلي وقال : وماهو يا أماه .. أوه صحيح لابد أنك لم تتناولي الغداء .. حسنا سأمر على أفضل المطاعم...

قاطعته : لقد تناولت غدائي يا بني .. ما أريده هو زيارة أختك.

قال بتعجب: أختي؟!..

قلت بحزم: أجل أختك هاجر.. أريد أن أزورها وأعرف ماذا حل بها بعد هذا الوقت الطويل.

قال بسخرية: أنها بخير يا أمي.. أنا واثق أنها لن تستقبلنا تماما كالماضي.

قلت بكل ثقة : بل ستستقبلنا .. هاجر لم تعد شابة كالسابق أنها جدة الآن وبالكاد تقف على رجليها .. أنا واثقة أنها ستفرح بقدومنا.

ضحك إبراهيم وقال : يا لثقتك .. أمري لله سنزورها.

وصح ما قلته فلقد استقبلتنا هاجر مع ابنتها وحفيداتها.. كان بيتها هادئ وصغير..نظرت حولي ولم أصدق .. لقد كانت ثرية في ذلك الوقت بعد أن سرقت هي و زوجها ما أملك فما الذي حصل .. نظرت إلى ثيابها لم تكن هاجر الذي عرفتها منذ سنين لقد تغيرت كثيرا وكبرت أكثر وثقل سمعها حتى أصبح على من يحدثها أن يصرخ حتى تسمع ما يقول .. يا إلهي أين ذهبت تلك الأموال التي سرقوها .. كيف ذهبت في مهب الريح .. بالطبع الجواب الحقيقي هو مال الحرام لا يدوم .. لقد قهروا في يوم من الأيام يتيم ونهروني حينما سألتهم أن يعطوني ولا أذكر أنهم في يوم شكروا الرب على هذا الخير لأنهم أخذوه بالحيله .. نظرت إلى هاجر وقلت : ماذا فعلت بك الأيام يا هاجر .. ماذا حصل؟

تحدثت والدموع تملأ عينها : الأيام وقفت ضدنا يا زوجة أبي.. كلما دخلنا في مشروع خسرنا .. وكلما عقدنا صفقة خسرنا .. كانت الخسارة ترافقنا حتى في أحلامنا لقد خسرنا إلى حد أننا اكتفينا بما تبقى لنا من الأموال وتركنا التجارة .. أصبح دخلنا الوحيد هو المال الذي نقبضه من تأجير دكاكين أبي الصغيرة التي كتبها باسمي قبل أن يموت .. لم يحتمل عبدالعزيز الصدمة وظل في المنزل لا يفارقه إلى أن أخذ الله أمانته .. بالمناسبة كيف حال أخي صالح .. ماذا حصل له بعد أن ترك دراسته ليصرف عليكم .

ابتسمت وقلت : لقد عمل في الجوزات لسنين ثم تركها وعمل في شركة كبيرة بالخبر وهو الآن يعتبر من أهم الموظفين هناك.

ابتسمت وأنا أرى الألم في عينيها وقالت : ما شاء الله .. اللهم بارك له.. لقد ظلمته كثيرا.. كنت أمزق كتبه حينما أراه يدرس أتمنى أن يسامحني وأتمنى أن تسامحيني على ما فعلته بك يا زوجة أبي.

وضعت يدي على يدها وقلت : أنا اليوم لا أفكر بالماضي فالماضي مجرد ذكرى مريرة وانتهت .. اليوم أنا لا أفكر في شيء سوى في أولادي وأحفادهم ..

ابتسمت وقالت : كم أنت طيبة وقوية يا سارة.. كنت أعتقد أنك أتيتي لتشمتي بي.

قلت وأنا أشرب الشاي : أنا لا أشمت في أحد .. لكنني أردت أن ألقي نظرة على الماضي .. فقط لا غير لأقدر عظمة الرب وجزيل نعمه التي أنعمها علي ... كنت أعلم ومتأكدة أنه سيعطيني حتى أرضى في كل مرة أقرأ الآية ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) كانت تزيدني هذه الآية صبرا وأملا وإيمانا.

خرجت من عند هاجر وقد أغلقت قصتي القديمة ورميتها خلفي لأنني وجدت الحاضر أجمل .. صحيح أنني تعبت لكن نهاية قصتي أعجبتني فبوجود أبناءي وأحفادهم حولي أعيش بسعادة إلى الأبد ..



الجدة: آمل أن تكون قصتي أعجبتك يا بني .. لا أدري إن كانت تصلح أن تكتبها قصة يا خالد.

ضحك خالد وقال: لا تصلح؟!.. أنها أروع قصة سمعتها في حياتي .. أنها قصة حقيقة تنتهي بالعدل الالهي .

ابتسمت الجدة وقالت: وهل تعتقد أن الناس سيصدقون أنها قصة حقيقية؟

اقترب خالد من الجدة وقال : لا يهم إن صدقوني أم لم يصدقوني .. المهم أنني استمتعت في سماعها وأنا متأكد بأن هنالك من سيستمتع في قراءتها يا جدتي.

نظرت الجدة إلى خالد وقالت: لكن قصتي ليست أروع قصة كتبتها..

قاطعها خالد: لا يهم يكفي أنها في نظري الأروع .. لأنها ليست من نسج الخيال بل حقيقة والآن يا جدتي هل تسمحي لي بنشرها.

ابتسمت وقال : أجل .. وفقك الله .. آمل أن تعجب قرائك يا بني .


النهايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــهـ




رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013   #7


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (09:56 AM)
آبدآعاتي » 750,115
الاعجابات المتلقاة » 1983
الاعجابات المُرسلة » 3993
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



400




 توقيع : عـــودالليل





مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013   #8


الصورة الرمزية the angel

 عضويتي » 212
 جيت فيذا » Mar 2009
 آخر حضور » 01-30-2016 (12:20 AM)
آبدآعاتي » 92,765
الاعجابات المتلقاة » 1
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في » مسقط
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » the angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond reputethe angel has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

мч ѕмѕ ~

أنَآ لستُ كَبآقي إلنسـَآء
أنَآ بِدآخلي رُوح مختَلفة
وقَلبـِي لآيشبهـ أيَ قلـبْ !
عفواً فَتيآت آلعَـآلم !
[ لستُـم مثلي]
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



تسلمين يا قلبي
لج مني كل ود
واحلى ورد


 توقيع : the angel



رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013   #9


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (10:55 PM)
آبدآعاتي » 658,770
الاعجابات المتلقاة » 956
الاعجابات المُرسلة » 357
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



شاكره مروركم العطر




رد مع اقتباس
قديم 05-25-2013   #10


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 10 ساعات (10:59 AM)
آبدآعاتي » 3,247,800
الاعجابات المتلقاة » 7410
الاعجابات المُرسلة » 3682
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي





 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اليتيمه, ســـــــــــاره


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يومين لكل عضو.. نعبر فيه عن حبنا له" وأتمنى أن تتفاعلوا مع الموضوع البرق النجدي …»●[الاختلاف في الرأي لايفسدللود قضيه]●«… 28 03-10-2009 01:18 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية