![]() |
![]() |
![]() |
|
|
|
|
||||||||
![]() |
![]() |
| …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
قيود الماضي الكاتبه ::: الملكة الام
الحياة مليئة بالقيود
والقيود تختلف كما الاشخاص وبأختلافها يختلف تصرف كل شخص تجاهها قيود قد تلتف على صاحبها فتكبله وقيود اخرى يرفضها شخص اخر وكلا الشخصين ومهما حاولا الفرار منها ستلحقهما كما صاحبنا او بطلنا هذا الذي حاول فك قيوده والذي استوحيت من قصته الحقيقة روايتي بعد أن غيرت احداثها واضفت الخيال كما افعل في كل مرة عندما تأسرني شخصية ما مع الفرق أني تفاعلت مع قصته بكل جوارحي وانزعج أهلي من حزني عليه اترككم معه ولتعذروني على أي قصور في رواية جديدة فيها بعض من التشويق والاثارة وبعض من الرومانسية اكيد... ووجب علي أن أتوجه بجزيل الشكر لأختي منى ومعهد النور في قطر متمثلة في مديرة المعهد الانسه : حياة نظر والسيد حسين الحداد لمساعدتي في فهم طبيعة حياة المكفوفين ولتزويدي بالكتب المناسبه لبحثي قيود الماضي الجزء الاول كان ناصر يمشي خلف العامل وهو يدفع عربة الحقائب وجاسم يمسك كوعه الايسر ويتوجه معه لمخرج المطار،كان يبحث عن السائق بين الاشخاص الواقفين خلف حاجز زجاجي والبعض منهم ممسك بورقة كتب عليها اسم الراكب بالانجليزية عندما لمحه أسرع نحو الباب. أكمل طريقه حتى خرج هو أيضاً ليجد السائق بانتظارهم ليأخذ منهم الحقائب ويسبقهم للسيارة وهم في أثره.. وضع ناصر يد جاسم على سقف السيارة ليساعده في دخول المرسيدس البيضاء وانتظره الى أن تلمسها والباب ايضاً ثم المقعد بظهر يده ثم جلس فأغلق الباب ودار خلفها وجلس بجانبه وخلف السائق والتفت الى جاسم وقال : استانست ؟؟؟ رجعتنا حق الحر والرطوبه... جاسم وابتسامته على وجهه: يازين حرها ورطوبتها...اسمها بلادي...جني غبت عنها سنين.. لكن تصدق حسيت بالرطوبه اول مانزلت على الدرج ...حسيت نسمي بيوقف بس ثواني وتذكر جسمي ورجع كل شي طبيعي... ناصر: لازم ...مالوم جسمك ياعوينه انصدم ...عقب الثلج والبرد ...يواجهه ذا... جاسم: شفيك صاير حنَان ... اللي يقول مولود في كندا الاخ... ناصر: لا وانت الصادق مولود في الربع الخالي.... جاسم: مشتاق لأبوي ولأمي ومحمد وعايشه والعنود وحتى لشمي .... ضحك ناصر وهو يقول: لشمي!!!!! بس ؟؟؟ وباقي الخدم ؟؟؟ وشاكر الطباخ؟؟ جاسم: لشمي غير ...بس تصدق ...لهم بعد وحشه.... ثم سأل السائق: كيف انت بابو؟؟؟ تيكا؟؟ هز رأسه بقوة وهو يقول: همدلله ...انت كويس ...انا كويس... جاسم : اكيد الحين راسك يهتز ...بسك نثرت الدهن علينا....الله ياخذك..كل هالسنين عندنا وللحين تترس راسك دهن !!! بابو وهو يضحك : بابا انا لازم oil ... راس مال انا اور... جاسم : الا قول بعدين راس مال انت مافي مخ... ضحك ناصر لجملته وقال: سندرتنا معاه... محد يسلم من لسانك انت.. مرت السيارة من خلال بوابة المواقف بعد أن سدد السائق مبلغ عن الانتظار وانطلقت في شوارع الدوحة... جاسم : تراهن؟؟ ناصر: اراهن على ايش؟؟ جاسم : أن العنود تنطرنا في الحوش... ابتسم ناصر وهو يتخيلها ترتدي شيلتها الكبيره وتجلس على أحدى كراسي الحديقة البيضاء غير مبالية بالرطوبة ولا بالحر....لطالما انتظرتهم ...او بالاحرى لطالما انتظرته...واخذ يتذكر أنها ومنذ الصغر وهي تنتظره عند باب الفيلا ليأخذها للبقالة كما عودها وعلى الرغم من معارضة امها ... كانت في الثالثة عندما رأها لأول مره ...كان في الخامسة عشر من عمره وقد وصل لبيتهم بعد رحلته الشاقة وجلس على احد المقاعد ينتظر وهو في غاية الارتباك عندما لمحها وهي تطل عليه من خلف الباب وتهرب أن رأها ...عندها سمع خبطة ثم بكاء فعرف أنها ارتطمت بشي فهرع لها ووجدها جالسة على الارض تمسك برأسها وتبكي...فأمسك برأسها يفركه وهو يقول: أسم الله عليج... عورج الباب؟؟؟ انا بطقة شوفي ...( ثم خبط الباب بيده فاستغربت وسكتت فأعاد الكره وضربه ثانية فضحكت) فقال وهو يلمس وجنتها بظهر كفه : لا تخافين ياحلوة...دام انا هنيه لا تخافين ... ومنذ تلك اللحظه وهي لا تخاف من أحد لوجوده بجانبها ولا يجروء احد على اغضابها حتى والديها.. الجميع تذمر من دلاله لها ولكنه لم يهتم ابدا ودأب على حبه لها واهتمامه الكلي بها...كان لها بمثابة الوالد وكانت له بمثابة البنت....رغم أن الفارق بين سنوات عمرهم لا يتجاوز الاثنا عشر سنة...والان صار عمرها18.. لم تكن تلك الطفلة الشقية والمتعبه بل كانت حنونه وطيبه على عكس اختها عائشة والتي كانت تقلب البيت على رؤوسهم كلما ارادت شيئا....والتي لم تكن طفولتها هادئه ابدا...وتفعل اي شي لتحقق مرادها... توقف عن تفكيره عندما احس بلمسة جاسم وهو يقول: اللي ماخذ عقلك...والا رقدت؟؟؟ ناصر: لا ...وين ارقد واحنا في السيارة... بزر قالولك ؟؟؟ جاسم : محشوم ...الا شيخ الشياب... وعاد الصمت لهم الى أن قطعه جاسم ثانية : أنا خايف.... ناصر وهو يلتفت له : وليش خايف؟؟ جاسم: كيف بدخل بيتنا وانا بهالحاله؟؟؟؟ فرق بين اخر مره طلعت منه وبين دخولي اليوم.. ناصر: تعوذ من ابليس...أنا معاك لين ما ترقد...وبَعلم الاهل كل شي علمونا اياه... ولا تنسى أن بيتي هنيه ...حذاك...تلفون واحد وانا عندك...كل شي في بدايته صعب...بس كلها ايام وتتعود على الوضع ويتعودون هم عليه بعد...المهم أنك رجعت لهم سالم... جاسم: تصدق... ساعات افكر ....يمكن الله راد لي هالشي عشان ماحس بغيبتها...ما اقدر اتخيل اي مكان في الدوحه بدونها... ناصر: اذكر ربك يا رجال...قول لا اله الا الله... جاسم: لا اله الا الله....بس... ناصر: بلا بس بلا خرابيط...احنا قربنا من البيت...لازم لي نزلت ترسم البسمه على وجهك..لو ماقدرت...مَثّل....المهم لاتخليهم يحسون باللي فيك....اللي جاهم يكفيهم...أنت مؤمن والمؤمن مبتلي....والوضع مهب دايم مثل ماقال الدكتور... صد جاسم بوجهه وهو يتنهد بقوة...كان القلق يسيطر عليه من مستقبله مع اهله... وصلت السيارة الى اطراف مدينة الريان واقتربت من بوابة كبيرة ودخلت منها الى حديقة كبيرة وحولها عدة فلل بنيت على شكل مستطيل ولفت حولها الى أن توقفت أمام اكبرها وما أن فتح ناصر بابه وخرج حتى انتبه الى العنود التي اقبلت تركض وتفتح الباب لجاسم وتميل عليه لتحضنه وتقبله وهي تصرخ : الحمدلله على السلامة حبيبي....الحمدلله على السلامة...مابغيتوا تجون...من مساعه وانا انطركم... وقف ناصر خلفها وهو يراقبها الى أن سمع حشرجة صوتها أحس أنها ستبكي فقال: وانا مالي الحمدلله على السلامة؟؟؟ اعتدلت في وقفتها وقد ارتسمت البسمة على وجهها والدموع تملأ مقلتيها ورأت وجه ناصر بابتسامته المميزه كل ما قابلها....مدت يدها لتسلم عليه فأبقى كفها الصغير في كفه بدون حتى أن يهزه وكأنه عاد في تلك اللحظه فقط...كان هذا السلام فقط هو المسموح له...مع أنه كان بوده لو حملها وضمها بقوة وقبلها على وجنتها الناعمة مثلما تعود في صغرها...لكنها للاسف لم تعد تلك الصغيرة وعليه أن يعترف بذلك... قالت بعد وهله: اصلاً توه نور بيتنا يوم انت رجعت... ناصر: انا ماقلتلج أني ماتحمل اشوف دموعج؟؟ مسحت عيناها بسرعه وانتبهت لجاسم الذي خرج بهدوء من السيارة ووقف بجانبهم يتابع حوارهم وهو يمسك بالباب وينتظر ناصر ليساعده فعرضت عليه المساعده... العنود: عطني ايديك بوصلك داخل... جاسم وهو يبتسم لها : خلي ناصر يساعدني وانتي روحي افتحي الباب لنا ونادي الخدامات خل ياخذون الشنط... تقدمتهم وهي تصرخ قائلة: ياويلكم لو ماجبتولي الاغراض اللي وصيتكم عليها... راقبها ناصر وهي ترتقي درجات المدخل الكبير ولاحظ أنها مرتدية شيلة صلاة كبيرة على رأسها لتغطية مع فستان قصير واسع ملون اسفله بنطال جينز ....مال ناصر على جاسم واخبره أنهم سيصعدون 3 درجات واخذ يصعد ويقف عند كل سلمه ليلحقه جاسم الذي اخذ يتبعه بمنتهى الحذر لئلا يسقط وهو لازال ممسكا بذراع ناصر...واخيراً وصلا للباب المفتوح والذي وقفت بجانبه العنود وهي تشير للخادمة أن تحمل الشنط للداخل ... وسألت ناصر: وينهي شنطتك؟ ناصر وبدون أن يلتفت :السودا الكبيرة ....والسودا الصغيرة لج... العنود وهي تكاد تقفز من الفرحة: يعني مانسيتني!!!! وقبل أن يرد عليها اقبل عليهم ابو جاسم وامه فأفسح لهم المجال خصوصاً عندما انضمت لهم عائشة ايضاً ووقف جانباً يراقب الكل واستقر نظره على العنود التي اشرفت على الخادمات ووزعت الحقائب عليهم وامرت بأخذ حقيبة ناصر الى بيته... كانوا واقفين في البهو الواسع ذا الارضية المكونه من انواع الرخام الايطالي المصقول مع تشكيلات من الموزاييك الملون الذي يمتد حتى نهاية الصالة وفوقهم ثريا من الكريستال النقي.. بعد أن انتهوا من الاستقبال انتبه ناصر للأب وهو يتهيأ لسحب جاسم من يده فأشار له بيده بالا يفعل واقترب ووضع يد جاسم على ذراعه وساعده ليدخل للصالة واشار للعائلة بأن يراقبوا تصرفه...ومشى بهدوء للصالة هم يتبعونه الى أن أوصله لمقعد منفرد فأمسك يد جاسم ووضعها على ظهر المقعد وتركه وجلس في المقعد المجاور له وهو ينظر لهم يراقبونه ودموعهم تتساقط .أخذ جاسم في تلمس ظهر المقعد ثم اسفل المقعد وعندما تبين حجمه جلس عليه بسهوله وسط انبهار اهله من الموقف... سأل جاسم : عيل وين محمد؟؟؟ أبوه : عليه زام ...الصبح بيخلص... عائشه : وشو يعني زام؟؟؟ جاسم: يعني شفت...وردية ليل... عايشه: اهااا كان ناصر يراقب العنود عندما وقفت خلف مقعد جاسم ثم غيرت رأيها وجلست على الارض بجانب رجله وأمسكت يده اليسرى ووضعتها على رأسها وقالت: ترى أنا قاعده عند ريولك مهب ترفسني ... ابتسم ناصر وقال جاسم:ليش قاعده على الارض؟؟؟ خلصت الكراسي؟؟؟ اخَبر الصالة كلها كراسي...ليكون امي انتهزت فرصة سفري وعطتهم الفقارى... العنود وهي تضربه على رجله : شدعوه!!! كراسينا عاد؟؟؟ جاسم: والله ان امي تسويها....كل اللي عندها للفقارى وحتى اللي عندنا بعد... أمه: اجمّع لكم الاجر...بينفعكم يوم القيامة... جاسم: جزاج الله كل خير بس لايكون تبرعتي بثيابي اللي في الكبت؟؟؟ ادري بج كل كم شهر اجي القى كبتي فاضي مافيه الا ثوبين... ابوه: الا طرشتني اخيط لك طاقة...10 ثياب .... جاسم: فديتها اللي تحاتيني...اوف ...ليش لاصقة عنود؟؟؟ العنود: كيفي...ابغي اقعد احذاك...وحشتني... ناصر: العنود...قومي اسحبي ذاك الكرسي واقعدي عليه احذا جاسم... أطاعته كعادتها ثم جلست على المقعد الذي سحبته ...لم تكن تعصى له امر مهما كان... ناصر لأم جاسم: غرفة جاسم جاهزه؟؟؟ لازم يروح يصلي ويرتاح شوي.. أمه وهي تقف : أيه جاهزة بتروح ياولدي؟؟؟ جاسم: ايه يمه..بس ناصر بيساعدني اليوم... أمه وهي ترى ناصر يتجه له: أنا بعد بوديك... أمسك ناصر يد جاسم ووضعها على ذراعه وجعله خلفه بنصف خطوة تقريباً ثم اتجه للدرج ...كانت الصالة فسيحة ومكونه من 3 جلسات كل منها ذات لون جذاب وفي الوسط كان هناك مقعد عنابي دائري كبير يمكن تفكيكة لمقاعد صغيره بدون ظهر لأضافتها الى أي جلسه...أشار عليه ناصر وهو يقول لأم جاسم: هذا لازم ينشال من هنيه...لازم نشيل الاشياء اللي مالها داعي من طريقه عشان مايطيح.. الام: أن شاء الله يمه... صعدوا لغرفة جاسم ودخل ناصر اولاً وفحصها ثم ساعد جاسم على الجلوس على سريره الذي احتل جانب كامل وفي الزاوية كان هناك جلسة امريكية بسيطة زرقاء اللون تناسب الستارة المقلمة بالازرق والاصفر ومن بعدها غرفة الملابس الواسعة والتي تؤدي الى الحمام ... سأل جاسم: وين عصاك اللي عطوك اياها؟؟ جاسم : طويتها وحطيتها في شنطة اليد اللي كانت عندك... ناصر: بجيبها لك بعد شوي بس الحين لازم تتلمس طريقك في الحجرة وتعرف طريقك عدل لين غرفة الملابس والحمام...وانتبه زين ... نزل ناصر للصالة وبقيت امه معه وانتهز الفرصة ليتحدث معهم بدون أن يكون جاسم معهم.... اتخذ مكانه في الجلسة وكانوا وكأنهم ينتظرون عودته فقد فكانوا منتبهين له عندما قال: الحين احنا لازم نحاول نساعد جاسم بس عشان يعتمد على نفسه مش عشان يتكل علينا في كل صغيره وكبيرة...اليوم وبكره راقبوني عدل وسووا مثلي...ولا تسمحون حق حد يقول قدامه مسكين...كله ولا العطف والشفقة...لازم نساعده على أن يعيش بأمان لين ربكم يرد له نظره...لما تمدون ايديكم عشان تسلمون والا عشان تعطونه شي لازم تقولون له لأنه معاد يشوفكم...والاكل لما ينحط في صحنه لازم ينحط بطريقة بسيطة ونعلمه وش فيه...مثل الساعة عشان يقدر يستوعب مكان الاكل...عشان ياكل بروحه وبشكل مريح...وبالنسبة لتحركاته عنده عصا بيضا خاصة تساعده على المشي...عطونا اياها هناك... واكمل: طبعاً انتوا كلكم لاحظتوا كيف اتصرف مع جاسم...حركات بسيطة لو تعودتو عليها بترتاحون وبيرتاح جاسم...الدكتور قال انه فقد نظره بسبب صدمه نفسية وممكن يرجع له عادي ...اما بسبب صدمة ثانية او فجأه وبصورة عادية ... قاطعهم صوت طرقات على الباب وجرت العنود لتفتحه ليدخل حسن ابن عمها ويتوجه للصالة وهو يسأل: وصل جاسم؟؟؟ لم يكن لينتظر اجابتها ولكنها تبعته مسرعة وهي تحاول أن تجيبه حين سلم على عمه وعلى ناصر وجلس على الاريكة بجانب عمه وقال: أول عليك جاسم ... عمه: الله يرحم والديك...شحالك ياولدي؟؟؟ حسن: بخير يبه..طمني عن جاسم... عمه: يسرك حاله... حسن: أنا ماقدرت اروح اشغالي الا لين جيت وتطمنت عليه.... عمه: فيك الخير ياولد اخوي... لم يزيح ناصر عيناه عن العنود التي جلست مقابل حسن تتأمله مأخوذة به...كان حسن شاباً وسيماً أنتهى من دراسته الجامعية منذ شهور ويعمل في شركة راس غاز في وظيفة مرموقه... أبو جاسم: قومي ياعنود قهوينا... حسن: خاطري في شاي.. صبت لأبيها قهوة وله شاي وناولته اياه وكادت أن تسكبه عليه من فرط ارتباكها ولكنه امسك الفنجان في اخر لحظة وهو يبتسم لها ... مالت عليها اختها لتقول لها شيء ولكنها اشارت لها بالانتظار ولم تتمالك عائشة نفسها فقالت بصوت عال وحاجبيها مرفوعة: حسن بتعشى معانا؟؟؟ حسن بامتعاض: لا مشكورة..تعشيت مع امي قبل لا اجي.... عائشة: احسن... ابو جاسم باندهاش: وشو؟؟؟ عائشة: ولا شي...كنت اقول خسارة...خاله مهب جيد... حسن: شدخل خالي الحين....!!!! يابلفيت تعرفين امثله قطرية...يالانجليزية... عائشة: اعرف غصباً عنك...يبه مهب انت كله تقول اذا جيت على الاكل ان خالي جيد؟؟ ابو جاسم: ايه...بس مهب معناه انج تقولين لولد عمج ان خاله مهب جيد...استحي يابنت... عائشة: قلت الصج...( وبصوت اوطا ) بدل مايروح يجيبهم من المطار قاعد في بيتهم وعاد انه مهتم... حسن وهو يدر وجهه عنها ويسأل عمه: عيل جاسم وينه؟ عائشة : تو الناس... تلقت ضربة على رجلها من العنود.... ابوجاسم: راح غرفته يصلي ويرتاح... نظر حسن الى ناصر ولاحظ صمته ثم الى عائشة التي كانت تزفر ثم وقف قائلاً: قولوا له أني مريت عليه...مايشوف شر... أبوجاسم: الشر مايجيك... توجه للخارج وتبعته العنود كالمنومة مغناطيسيا... لم يستطع أن يبقى جالساً بعد استيائه من تصرف حسن معه فقام واقفاً وقال : ببدل وبصلي وبرجع... عندما وصل لباب الصالة وجد العنود لازالت واقفة تشاهد حسن وهو يخرج بسيارته من بوابة الكبيرة... خرجت زفرة قوية من صدره وسألها: وين شنطتي؟؟ انتبهت لوجوده بجانبها فردت: نعم ؟؟؟ ناصر بصوت اعلى: شنتطي؟؟؟ وينها؟؟؟ أشارت على بيته وقالت: هناك...انا طرشتها لك هناك ووصيت الصبي ينطرك في الصالة عشان لي احتجت شي ...( ثم سألت ببراءة ) بس أنت ليش معصب ؟؟؟ ناصر: انتي ليش كل ماشفتيه تستوين هبله؟؟؟ وتعطينه وجه وهو ولا حتى سلم علي وانا توني راجع من السفر... العنود: اسفه والله ما انتبهت حق عمري ...بس جني شفته يسلم عليك ....والله مهب قصدي..بس انتوا متهاوشين من زمان وماتكلمون بعض...كيف تتوقع انه يكلمك الحين!!!!
|
|
|
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
ناصر: اصلاً انا ما اتنزل اكلم واحد مثله...مدري شعاجبج فيه هالحية الرقطه؟؟؟
مشى لفيلته الصغيرة المجاورة لفيلتهم ....وهي تتأمله بحزن...كان يرتدي بدلة صوف بنية اللون خلع الجاكيت وحمله في يده وبدا قميص بيج مخطط بالبني... كان جسمه رياضياً ذا صدر عريض وبنية قويه...طويل له شعر بني قصير خفيف من الامام وغزاه الشيب حتى لحيته المخففه امتلأت بالشعيرات البيضاء...لقد بدا كذلك منذ عرفته....يحدث هذا لبعض الناس...يغزوهم الشيب منذ طفولتهم وقد سمعت أنه يحدث نتيجة خوف شديد...لكنه لم يكن اشيب تماماً كانت هناك شعيرات فقط...كثرت في السنوات الاخيرة....ربما بسبب ضغوط العمل فقد كان المدير التنفيذي لشركة والدها وقد الُقي الحمل بالكامل على ظهره بعد تقاعد ابيها من الشركة...يحضر له احيانا بعض الاوراق ليوقعها في البيت.... دخل ناصر لبيته واشتم رائحة البخور فابتسم ونظر الى المرأه البرونزية الفرنسية الكبيرة في المدخل وطاولتها التي اختفت من باقة الورد التي وضعت عليها...كانت عبارة عن ورود حمراء نسقت بشكل حزمة واحدة فاتسعت ابتسامته وفكر ( لمساتها في كل مكان )...اقترب اكثر ليلمس احدها ورأى وجهه وفكر ( ليش أنا لي هالعيون الرمادية؟؟؟؟ جني قطو....جان زين فيه ليزر يغير لون عدسة العين...) كانت عيونه في غاية الجمال رموش سوداء تحيط بحدقة رمادية...لطالما كرهها لأن الشباب دأبوا على السخرية منها لندرتها لدى القطريين...لقد كانت الشيء الوحيد الذي أخذه عن ابيه ... وياليته لم يأخذها وتركها هي ايضاً....هز رأسه واستغفر ربه ودخل الى الصالة فوجد أخطر واقف ينتظره اسفل الدرج الرخامي الدائري فصعد وهو يقول: كيف حالك اخطر؟؟؟ شنطتي فوق؟؟؟ اخطر وهو يهز رأسه ويتبعه: ها بابا... ناصر : فيه ثياب وصراويل نظيفة... اخطر: ها بابا...كل شي داكل كبت مال ملابس...حتى فوطه...كولش...ماما انود قول سوي كل شي...يجي اليوم مع كدامه يسوي تنزيف ويسوي واااااجد دخون ويجيب ورد ... ناصر: انزين روح برز لي شاي كرك عشان اشربه عقب ما اتسبح... أخطر: اوكي بابا.. كان اخطر يعمل لديه منذ 10 سنين يطبخ له وجباته القليلة وينظف بيته ويغسل ثيابه...كان امين معه وناصر لم يكن يقصر معه ابداً... دخل الى غرفة واسعة وهي اكبر غرفة في المنزل احتلت نصف الدور العلوي وتوجهه الى الاريكة ورمى جاكيته عليها ...ودخل الى غرفة الملابس واخذ يخرج له فانيله وصروال وثوب نظيف وأخذ فوطته ودخل ليستحم... كان يصلي عندما دخل عليه اخطر وهو يحمل كوب كبير كان ناصر قد اشتراه من باريس في أخر مره كان هناك ...وضعه على الطاولة بجانب الاريكة وأخذ الجاكيت ليعلقه وحمل ثيابه التي خلعها ودخل للحمام ...كان يفكر بالعنود التي اعتادت على الاشراف على تنظيف بيته ووضع البخور وباقة الورد الحمراء التي يحبها... أخذ ناصر جهاز التحكم واشغل التلفاز واخذ يقلب في المحطات حتى وجد أغنية لفيروز فأطال على الصوت وجلس يرتشف الشاي وهو يمد رجله على الطاولة وسرح مع صوت فيروز الذي يعشقه وهي تغني .... وحدن بيبقو .... متل زهر البيلسان.... وحدهن بيقطفو وراق الزمان بيسكرو الغابي ..... بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي.... على بوابي يا زمان .....يا عشب داشر فوق هالحيطان .....ضويت ورد الليل عكتابي برج الحمام مسّور وعالي ....هج الحمام بقيت لحالي ....لحالي يا ناطرين التلج ....ما عاد بدكن ترجعو ...صرخ عليهن بالشتي يا ديب... بلكي بيسمعو وحدن بيبقو.... متل هالغيم العتيق ....وحدهن وجوهن و عتم الطريق عم يقطعوا الغابي ....وبإيدهن متل الشتي... يدقوا البكي وهني على بوابي يا زمان ....من عمر فيي العشب عالحيطان ....من قبل ما صار الشجر عالي ضوي قناديل ....و أنطر صحابي مرقو فلو ...بقيت عبابي لحالي يا رايحين والتلج.... ما عاد بدكن ترجعو ....صرخ عليهن بالشتي يا ديب ... بلكي بيسمعو في صباح اليوم التالي قرر ناصر أن يمر على جاسم قبل أن يذهب للمكتب أخذ يرتب غترته البيضاء على رأسه وفتح درج مقفول في غرفة ملابسه واختار له ساعة Cartier ذات سوار جلدي اسود ووضع بعض من عطر Silver Shadow Davidoff ثم فتح دولاب الاحذية واختار له نعال سوداء ذات طراز حديث وتأمل شكله في المرآه الطويلة ثم خرج وهو يتذكر عودته البارحة لجاسم فقد دخل ووجده جالساً معهم في الصالة سلم ثم جلس بجانبه وهمس له: لقيت عصاك... جاسم وهو يمد يده: وينها؟؟ اعطاه ناصر العصا البيضاء المطوية فأخذها منه وهزها فأفتحت وحركها قليلاً فلمست رجل الطاولة أمامه فسحبها وطواها ثانية...كل هذا وامه وابوه وعائشة يراقبونه فقال ناصر: هذي عصاه لازم تكون معاه دايماً ولو نسى مكانها ساعدوه..لونها ابيض عشان يميزون فيها المكفوفين...في كل مكان في العالم... يقدر يتحسس فيها الارض قدامه عشان يقدر يمشي في طريق مفتوح... دخلت عليهم العنود واقتربت من جاسم وقالت له : حبيبي سويت لك العشى اللي تحبه.... جاسم وهو يبتسم بسخرية : سويتي؟؟؟بنفسج طبختي يعني؟؟؟ ضربته برفق على رجله وهي تقول: تعرف شقصدي..قلت حق الطباخة تسوي لك مشويات... ناصر وهو يرفع حاجبه الايسر: وأنا ؟؟؟ التفتت بكل جسمها وهي توجه له ابتسامه دافئة وقالت: وهل اجروء!!!! اكيد الفتوش بدون بصل والمتبل وورق العنب موجود....وعلى فكره الفتوش سويته بأيدي هذي.... جاسم: سلمت يداك يا مولينكس... ضحك الجميع على جملته وهي التي اعتادوا على سماعها في أعلان عن اجهزة مونوليكس الفرنسية.... جلسوا جميعاً على المائدة الطويلة وجلس ناصر بجانب جاسم ومقابل العنود ووضع له اصبع كفتة وقطع ريش وكباب وقال لجاسم بصوت منخفض: الكفته الساعة 3 والريش الساعة 9 والكباب الساعة 12 ...والخبز احذا الكفته... أمسك جاسم بقطعة الخبز وقطعها واخذ له اصبع الكفتة ووضعها فيها وتناولها وسط مراقبة اهله... العنود لتلطف الجو: ناصر ترى أنا قاعده انطر... نظر لها ناصر وفهم فتناول أناء الفتوش ووضع اغلبه في صحنه وبدأ يتناوله هو يصدر صوت تنم عن أنها لذيذه فضحكت العنود لتصرفه وبدأت تاكل هي ايضاً لقد تعود أن يتعشى أطباق خفيفة لأنه يحافظ على وزنه... مال ناصر على جاسم وهمس له: لازم اقول انها اعجبتني والا بعدين اختك تختم على الجواز....قولها انت بعد... قهقه جاسم ونظرت لهم عائشة وسألت: شعلية تضحكون؟؟؟ اكيد تتطنزون على عندوه؟؟ جاسم: وانتي شلقفج؟؟؟ أبوه: بتعشون والا بتهاوشون؟؟؟ صمت الجميع وأنهوا عشائهم وتوجهوا للصالة ليشربوا القهوة والشاي بالحليب التي وضعتها الخادمة للتو على الطاولة أمامهم وصبت لهم عائشه كلاً حسب رغبته وانتظر ناصر الى أن انتهى من ارتشاف كوب الشاي وسأل جاسم: بتسهر والا بتروح ترقد؟؟ جاسم: بقعد شوي... وقف ناصر وقال: عيل أنا بروح ارقد وراي دوام بكرة...والشغل اكيد مكود... جاسم: روح أنا بدبر عمري وهلي كلهم هنيه...لا تحاتي... عائشة وهي تربت على صدرها: روح ولا تحاتي وراك رجال... ناصر: انا متأكد وانصرف مبتسما وهو متأكد انه نجح في اغاظتها... نظر ناصر الى ساعته وهو يمشي متجهاً الى بيت جاسم فوجدها السابعة والنصف ووقف أما الباب وطرقه ولم يرد عليه أحد ولم يرد عليه أحد ...طرق ثانية ولم يرد عليه أحد....أحس بأن الشمس الحارقه ستحرقه ففتح الباب ودخل....وجد أبو جاسم وأمه يترتشفون القهوة مع التمر فسلم عليهم وسألهم: قعد جاسم ؟؟ ام جاسم:لا ياولدي...ما ظني... أبو جاسم: تعال اقعد ياولدي واقدع معانا.... ناصر : متأخر على الشركة بس لازم اتطمن على جاسم قبل لا اروح... دخل عليهم محمد وخلع نظارته الشمسية وبدا متعباً في لباسه العسكري...سلم عليهم وقال لناصر: شخباركم؟؟؟ وشخبار جاسم؟؟؟ ناصر:أسأل اهلك انا متأخر ولازم اروح الحين.... محمد: الحين انت المدير....بتعطي نفسك خصم يعني ؟؟؟والا بتفصل نفسك؟؟؟ عن العيارة واقعد كلمني ... ناصر وهو يضحك: حلوة هاذي افصل نفسي...جديده ...انطرني لين جيت من الدوام... محمد وهو يراقبه يقترب من باب البيت: احسن....توني مخلص من الشفت ومدوخ ادور الفراش... ناصر مودعاً الجميع: احسن...مع السلامة ...ولو بغيتوا شي اتصلوا على جوالي... بفضل من الله انتهى الجزء الاول موعدكم مع الجزء القادم بعد اسبوع بأذن الله أنتظر أرائكم بفارغ الصبر غير ( الجزء قصير ) الجزء الثاني خرج من الباب وضغط على جهاز التحكم عن بعد الذي في يده وفتح سيارته اللكزس ذات الدفع الرباعي وركبها ثم شغل المكيف وادار مشغل السي دي فصدح صوت فيروز سنرجع يوماً الى حينا و نغرق في دافئات المنى سنرجع مهما يمر الزمان و تنأى المسافات ما بيننا فيا قلب مهلآ و لا ترتم على درب عودتنا موهنا يعز علينا غداً أن تعود رفوف الطيور و نحن هنا هنالك عند التلال تلال تنام و تصحو على عهدنا و ناس هم الحب أيامهم هدوء انتظار شجي الغنا ربوع مدى العين صفصافها على كل ماء وهى فانحنى تعب الظهيرات في ظلها عبير الهدوء و صفو الهنا سنرجع خبرني العندليب غداة التقينا على منحنى بأن البلابل لما تزل هناك تعيش بأشعارنا و مازال بين تلال الحنين و ناس الحنين مكان لنا فيا قلب كم شردتنا رياح تعال سنرجع هيا بنا كان مغرم بصوت فيروز حتى مع تدينه لم يستطع أن يمنع نفسه من سماع اغانيها رافقته دوماً في حله وترحاله في مراهقته وشبابه في غربته ودراسته في الجامعة الامريكية في لبنان وربما اختارها بسببها... تربطه علاقة غريبه بفيروز...كان في مصر عندما أعلن عن حفلة لها فحجز له ولجاسم في الصف الاول ودفع الفين جنية... كانت حفلة تحت سفح الاهرامات والاضاءة مميزة والجو في منتهى الروعة وعندما خرجت على المسرح الكبير مرتدية ثوباً بسيطا ابيض يناسب عمرها وشعرها منسدلاً على وجهها ووقفت بشموخ تعجز عنه مطربات هذه الايام المتمايلات مع الانغام....وأخذت تشدو.. تسمر ناصر في مكانه إلى أن انتهت الحفلة واضطر جاسم لسحبه للخروج من المكان ضمن الحشود لمواقف السيارات حيث ينتظرهم السائق وغادروا بعد ساعة بسبب الزحمة ... كان يتذكر وهو يخترق الشوارع الى الشركة حتى وصلها ونزل للمواقف وأوقفها في موقفه الخاص ثم استقل المصعد الى الدور الخامس حيث يقع مكتبه الذي يأخذ حيز كبير في الدور ومر وسلم على عصام مدير مكتبه الذي وقف له عندما رأه وتبعه مسرعاً الى داخل المكتب... جلس على مقعد جلدي بني خلف مكتب فرنسي الطراز بنفس اللون وشغل الكمبيوتر ونظر الى عصام الذي كان يحرك نظارته ويقول: الحمدلله على السلامة يابو فهد اليوم ماعندك مواعيد...خفت تكون تعبان من السفر فخليتهم من بكره.... ناصر: احسن ....ابغي اراجع الشغل اللي قلتلك عنه....جيب لي مشروع برج العديد.. وبلغ المهندس المسؤول أني بقابله اليوم . عصام: أن شاء الله طال عمرك... أخذ يجري بعض الاتصالات وأستغرق في العمل حتى دخل عليه عصام ينبئه بوجود المهندس شاتيلا بالخارج وانتبه الى أن فنجان الشاي بالحليب قد برد بدون أن يشربه ....أتصل بالفراش ليجلب له أخر وفنجان قهوة للمهندس... ترك الشركة بعد أن صلى الظهر وذهب ليتفقد المواقع... استيقظ جاسم من نومه وبحث بيده اليمنى على الطاولة التي بجانب سريره ووجدد ساعة يده التي اشتراها له ناصر من باريس بعد أن عرف عنها من الاخصائي النفسي الذي تم تحويلهم عليه من قبل استشاري العيون .. أمسكها وضغط على مفتاحها ثم تلمس زجاجها بحذر فوجد الحبيبات البارزه والتي تحل محل الارقام وأحس بأهتزاز متواصل فعرف أن عقرب الساعة يشير الى العاشرة واكمل تلمسه فأحس باهتزاز متقطع فعرف انها 5 دقائق .. أعادها لمكانها وجلس على سريره..وضع يديه على صدره وأخذ يتذكر يوم أمس...كانت المره الاولى له في بيته بعد أن فقد نظره ...تلمس طريقه بصعوبه في الظلام بعد أن كان يمشي مسرعاً واثقاً من خطوته وواثقاً من طريقة...سبحان الله...كم الانسان ضعيف ...لم يقدر أن يتكيف مع الظلام الذي عم حياته بعد الحادث...لأنه حينها لم يهتم...لم يهتم بنفسه اطلاقاً...كان المهم عنده أن تنجو هي منه...فقط أن تنجو منه...لم يهتم ببكاء أمه أو اخواته ...لم يكترث بحالة ابيه...كان صامتاً ينتظر أن يعود له ناصر بخبر عنها...أي خبر...وما اصعب الانتظار حينها...كان يتعلق بخيط رفيع من الامل مع أنه شاهد بأم عينه ماجرى...شاهد كل شي قبل أن يفقد وعيه...لم يحزن عندما سمع الطبيب وهو يشخص حالته بعدها... كان يحس بأن ماحصل له عقاب من الله...واقنع نفسه بأنه يستحق هذا العقاب...ورضى بواقعه ولم يبد أي تذمر مثل أي شخص في مكانه... سمع اكرة الباب تتحرك والباب يفتح بهدوء وسمع صوت اخته عائشه وهي تناديه: جاسم حبيبي أنت قعدت؟؟ جاسم بسخريه: ماتشوفيني قاعد؟؟؟ والا صرتي مثلي؟؟؟ تفاجأت اخته برده ولكنها قررت أن تتجاهله وقالت وهي تدخل الغرفه: قاعد في الظلام بفتح لك الستاره والدريشه...خل حجرتك تتهوى... جاسم بحده: لا...مشكورة...ما احتاج النور الحين...يمكن بكره... عائشه: جاسم شفيك؟؟ جاسم: وش فيني؟؟ شايفه فيني شي؟؟؟ عائشه: جنك معصب من الصبح...!!! جاسم: انتي الحين ليش جايه؟؟؟ عائشه وهي تحاول الجلوس على سريره وقد احس بها: أمي مطرشتني اتطمن عليك... جاسم وهو يلمسها من ظهرها : لا تقعدين...يلا عطيني مقفاج بروح اتسبح... عائشه: بوصلك للحمام... جاسم بغرور: مشكوره دليته خلاص من البارحه... ودفعها برجله حتى وقفت ثانية وقالت: يمه منك....نحوسي...الله ياخذ اللي عكر مزاجك... جاسم وهو يتذكر: خلاص خذاه ...ارتاحي... انصرفت عائشة وهي تفكر بتغير جاسم... جلست عائشة على اعلى الدرج واخذت تنظر للسماء من النافذه العلوية للحائط المواجه لها وهي تنتظر ...انها تعلم انه سيخرج في اي وقت ويجب أن تكون بجانبه لئلا يتعثر بشيء او يسقط مثلاً...تذكرت تحذير ناصر لهم بعدم اظهار الشفقة له وان يكونوا دوماً بالقرب منه ...سمعت صوت الباب يفتح وصوت طقطقة عصاه فوقفت والتصقت بالحائط وعندما وصل لها جاسم توقف لوهله ثم استكشف المكان بعصاه ثم تلمس درابزين الدرج الخشبي وقاس حجم اول درجة والمسافه بينها وبين التي تليها ثم تجرأ ونزل ببطء وخلفه نزلت عائشه وهي حزينه الى أن وصل للدور الارضي ...التفت اليها فجأه وسألها : تطمنتي الحين؟ عائشة وهي مندهشه: شلون عرفت؟؟؟ جاسم: عَمي ...ارادة الله...بس اسمع خطواتج واشم بعد...متسبحه بعطر برتقال وشميته فيج وانتي تقعديني ياذكيه... عائشه: مهب قصدي... تمللت وقعدت على الدرج..تدريبي احب اقعد عليه... جاسم: في هذي صدقتي...طول عمرج ما تحلى لج القعده الا على الدرج كن البيت مافيه كراسي... عائشة وهي تضع يده على مرفق ذراعها : اريح...ولي بروحي... اقتربت امه من الدرج ما أن سمعت صوته ووقفت بأنتظاره وهي تقول: صبحك الله بالخير ياولدي.. جاسم وهو يبتسم : صبحج الله بالخير...هاذي الوجيه الي نصطبح فيها مهب ذي (مشيراً الى عائشه ) عائشة : فديتني ...أصلاً مايحصلك مثل وجهي .. جاسم : يالله... تتفدى عمرها الحمد لله والشكر... عندما جلس على المقعد سمع صوت اباه فسلم : السلام عليكم .. سمع اصوات اخرى ترد السلام فعرف أنه عمه وزوجته فوقف ثانية واتجه نحو الصوت ليسلم عليهم واقترب منه اكثر ومد يده وهو يقول : الحمدلله على سلامتك ياجاسم . احس جاسم بالاحراج ...فلم يعرف كيف سيسلم على عمه لأنه لا يقدر أن يتحسس وجهه ليعرف المسافه ويقبله على انفه ..ولكن عمه جنبه الاحراج وبادر بتقبيله ودعا زوجته لتسلم عليه ...والتي بدورها مدت يدها لتسلم عليه منتظرة أن يصل لها بنفسه الى أن انتبه زوجها وسحب يدها بقوه ووضعها في يد جاسم وقال له: هذي مرت عمك تسلم عليك ياجاسم... سلمت عليه وابتسامة خبيثة على وجهها : خطاك الشر جاسم.. جاسم وهو يجلس ثانية : خطاج اللاش... يا أم حسن... ام حسن: عيل سافرتوا على الفاضي!!! ابوجاسم : شهالكلام يامره....المهم تطمنا عليه ورجع لنا بالسلامه... ام حسن: مهب قصدي ...بس يعني عشان الفلوس اللي انصرفت ... ابوجاسم: والله لي خذتها من عندج ذيك الساع تكلمي ...ما تشوف مرتك يابوحسن؟
|
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||