فضيحه(نصيحه)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أحوج الناس في هذا الأوقات
إلى كل كلمة صادقة نابعة
من قلب محب لا يبتغي منها
إلا كل أجر وخير ..

قد كثر العبث بمفاهيم " النصح "
ويتم ذلك التشويه دون أن يعلم البعض
قد تكون النية سليمه ولكن طريقة توصيل
الفكرة والاسلوب يحتاج للكثير من التمرس ..

من ذلك من " ينصح في أمر لا يعلم عنه شيء "
فقط سمع الناس تقول فقال وأرعد وأزبد يعني
بالعربي " مع الخيل ياشقرا "
وعند أول مطب مفحم له لا يعرف ماذا يقول ..

ومنهم من يمارس النصح أمام " العامه "
كأنه يريد أن تتحول النصحية لـ( فضيحة )
ويحرج صاحب القضية وربما تنعكس سلباً عليه
لهكذا قيل :
تَغمَّدْني بنُصحِك فى انفرادي ... وجَنِّبْني النصيحة فى الجماعه
فإنَّ النصْح َ بين الناس ِ نوع ... من التوبيخ لا أرضى استماعَه

ومنهم من ينصح الاخرين وينسى نفسه
حيث قال الله تعالى عن هذا النوع
(( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ )) ..

ومنهم من يرمي بالكلمات باسلوب مبطن
لتشويه الحقائق أو لفرد عضلاته بما يملكه
من ذخيره لغوية كالقنابل تدمي ولا تداوي
ونسي قول الله تعالى :
( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ..

ومن بداهة الأمور ان اختلاف البشر
يحتم ان لا يكون هنالك نصيحة بطريقة واحدة
فما يلائم هذا لا يناسب ذاك وما يحسُنُ مع هذا
لا ينفع مع غيره ..

إن المعرفة بنفسيات الناس وما يطيقون وما يحبون
ومعرفة الدخول إلى قلوبهم " فن " لا يجيده الكثيرون
فلكل شخص نوع ووسيلة ومعاملة خاصة به ..

وعلينا أن نحذر كل الحذر من التنفير ولو بكلمه
قد نحسن النصح ونختم حديثنا بمفرده تهدم كل ماقلناه
وتحدث شرخ في نفس الآخر ونفور وعناد أكبر ..

وفي الختام من لا يحسن النصح نقول له
هناك الانكار بالقلب خيرا لك من تشويه النصح
باسلوبك أو جهلك ..
فالأمر بالمعروف والنصح به له سلم تدرج فيه حتى تصل لقمته ..