![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() عظمة القرآن تدل على عظمة الرحمن
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام:1]، ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل:93]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريك لهُ، ﴿ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون ﴾ [غافر:68]، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، وصفيهُ وخليله، إمامُ المرسلين، وخاتمُ النبيين، وقائدُ الغرِّ المحجلينِ، وسيِّدِ ولدِ آدم أجمعين.. اللهم صلِّ على محمدٍ في الأولين، وصلِّ عليه في الآخرين، وصلِّ عليه إلى يوم الدين، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين. أما بعد: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ.. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:70].. معاشر المؤمنين الكرام: في زمنٍ طغى فيه تعظيمُ الماديات، وبُهِرَ الناسُ بما وصلوا إليه من اختراعاتٍ ومُنجزات.. فضعُف في المقابل في نفوسهم تعظيمُ خالقِ الأرضِ والسموات.. تلك العبادةُ الجليلة، والمقامُ الرفيع، الذي هو أصلٌ من أصولِ الإيمان، وعملٌ من أشرفِ أعمالِ القلوب، يجبُ ترسيخُها والتربي عليها، لا سيّما وقد تفشّت مظاهرُ التهاونِ والاستخفافِ بمسلمات الدين وثوابته، والتهكم بشرائع الله ومحرماته.. كيف وقد قال الله تعالى موبخًا من لم يعظمه: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ ﴾ [الزمر:67]، وقال سبحانه: ﴿ مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح:13]. ثم اعلموا يا عباد الله: أنّ الإيمانَ باللهِ ليس مجردَ معرفةٍ ثقافية، وإنما هو منزلةٌ عاليةٌ، تقومُ على مبدئِ الإجلالِ والتعظيمِ، تأمّل ما يقولهُ اللهُ تعالى عن أهل النار: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوه * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوه * إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيم ﴾ [الحاقة:30 ].. فهو وإن كانَ يؤمنُ بوجود الله، فإنه كانَ لا يؤمنُ بعظمة الله، وعليه فلا يصِحُ إيمانٌ بلا تعظيم، ولا يتحقّقُ تَعظيمٌ بلا معرفة، والعبدُ كلّما ازدادَ معرفةً بالله، ازدادَ لهُ تعظيمًا وإجلالا.. قال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾ [محمد:19].. وما أجملَ أن يرتقِيَ المؤمنُ بإيمانِهِ من دائرة العلمِ والمعرفة، إلى عالم الاستئناسِ والمعايشة.. وحينها فقط يتذوّقُ العبدُ حلاوةَ الإيمان. فمن هو الإلهُ يا عباد الله، الإله! ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُون * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾ [الحشر:22]. هو الأولُ فليسَ قبلهُ شيء، والآخرُ فليسَ بعدهُ شيء، والظاهرُ فليسَ فوقهُ شيء، والباطنُ فليسَ دونهُ شيء، ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء:44].. ﴿ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال ﴾ [الرعد:13].. ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُون ﴾ [غافر:62]. الله.. مَنْ لا يغيبُ عن عِلمِهِ غائِبْة.. ولا يَعْزُبُ عن نظره مثقالُ ذرّة.. ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبّكَ مِن مّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِين ﴾ [يونس:61].. الله ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُور ﴾ [سبأ:2].. الله ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور ﴾ [غافر:19].. الله ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ﴾ [الحديد:2].. الله ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلاَق * يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار ﴾ [غافر:15].. الله ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير ﴾ [الشورى:11].. ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِير ﴾ [الأنعام:18].. أيها الأحبة في الله: من أرادَ أن يعيشَ العظمةَ في أوج تصوّرها، وأوضحِ صورها فليفتح قلبهُ للقرآن العظيم، وليتدبّر ما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم.. فالقرآنُ كلّهُ توحيدٌ وتعظيم.. القرآنُ هو المنهجُ الأقوى والأقوم، فلنتعلّم منه كيف نُعظِّمُ ربَّنا ونُسلِم، ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُور ﴾ [الشورى:52].. ﴿ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [الواقعة:74].. ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ﴾ [الأعلى:1].. القرآنُ العظيم: كتابٌ مُذهلٌ: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود:1].. كتابٌ عجيب: أبهر الحكماء وأذهل البلغاء، كتابٌ غزيرُ المعاني، بليغُ الأسلوبِ والمضمون، متينُ الحبكِ والتركيبِ، قويُّ الوقعِ والتأثير، سهلُ الفهمِ والاستيعاب، ميسورُ الحفظِ والتّذكر، جميلُ النغمةِ والجرْسِ، ترتاحُ النفوسُ لسماعةِ، وتنشرحُ الصدورُ بتلاوته، وتطمئنُ القلوبُ بترديده.. ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر:23].. كتابٌ مُبهر: له سطوةٌ ظاهرة، وقوةُ تأثيرٍ على النفوس مُذهِلة، يقولُ الامامُ الأصفهاني رحمه الله: إنّ من إعجاز القرآنِ صِنيعهُ بالقلوب، وتأثيرهُ في النفوس، فإنك لا تسمعُ كلامًا غير القرآنِ منظومًا ولا منثورًا، إذا قرعَ السمعَ ووصلَ إلى القلب، كان له من اللذةِ والحلاوةِ من جهة، والروعةِ والمهابةِ من جهةٍ أخرى، حتى تقشعرُّ منه الجلود، وتوجَلَ له القلوب، وتفيضُ منه العيون.. ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر:21].. وليست هذه فقط هي أوجهُ عظمةِ القرآنِ الكريم.. فأوجه عظمةِ القرآنِ كثيرة، منها: سبقُهُ لذكرِ عددٍ كبيرٍ من الحقائقِ الكونيةِ، والتي كان من المستحيلُ التعرفُ عليها بدون أجهزةٍ تقنيةٍ مُتقدمة، وهو ما لم يكن متوفرًا وقتَ نزولِ القرآن.. والآياتُ التي تتحدثُ عن الظواهرِ الكونيةِ في القرآن الكريمِ تزيدُ عن الألف آيةٍ، وكل ما تمّ الكَشَفُ عنه علميًا، وثبت صِحته، فقد وجِدَ أنه يتطابقُ تمامًا مع ما ذكره القرآن.. مِصداقًا لقوله تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت:53].. ومن أوجهِ عظمةِ القرآنِ الكريم اشتمالهُ على تشريعٍ ربانيٍّ مُذهل، بلغَ الغايةَ في الدقة والكمال، وفي الصّلاح والإصّلاح، وفي الجودةِ والإتقان، نظامٌ تشريعيٌ أخلاقيٌ تربويٌ مُتكامل، يُعرِّفُ النَّاسَ بخالِقهم، ويرتقي بسلوكهم وأخلاقِهم، وينظّمُ سائِرَ شؤونِ حياتهِم.. منهجٌ صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ ومجتمع.. سَهلُ الفَهمِ، ميسُورُ التكاليفِ، يُوازِنُ بين المثالِيةِ والواقِعِية، ويتلاءَمُ مع الفِطرةِ السَّويةِ، ويَدعو إلى كُلِّ فضِيلةٍ، ويَنهى عن كُلِّ رذِيلة.. ومن ظنَّ أنَّ في الأمر مُبالغةً أو تجاوزًا للمعقول، فهاهم أهلُ الذكاءِ المتخصصين في القانون (أفرادًا ومؤسسات) كانوا وما زالوا يجتهدونَ منذُ أمدٍ بعيد، بحثًا عن دستورٍ مثاليٍّ يَحكُمُ حياةَ النّاسَ ويضبطُ أمورهم، وتنصلِحُ به أحوالهم، ولكنهم عجزوا جميعًا عن ذلك، وفشلوا فشلًا ذريعًا، فلا يُرقّعونَ جانبًا إلا انفتقَ عليهم جانبٌ آخر، ولا يُصلحونَ طرفًا إلا فسد الطرف الآخر، وهذا واقعهم المتخبِطُ اقتصاديًا، والمتفككُ اجتماعيًا، والمتهلهلُ أمنيًا، والمضطربُ نفسيًا يشهدُ بذلك.. بينما تاريخُ الإسلامِ بطوله، وتنوعِ دوله، واختلافِ بيئاته، يشهدُ على عظمة التشريعِ الرباني، وصلاحهِ لكلِّ جيلٍ وبيئة، وصدقَ الله: ﴿ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير ﴾ [الملك:14].. إلى غير ذلك من أوجه العظمة في القرآن وما أكثرها.. والتي سيطول بنا الأمرُ جدًا لو ذهبنا نتتبعها.. فأيُّ عظمةٍ هذه؟.. وأيُّ كتابٍ هذا الذي نزل قبل أربعة عشر قرنًا ولا يزال غضًّا طريًّا، جديدًا نديًا كأنما أُنزل البارحة.. كتابٌ مُنير، وصراطٌ مُستقيم، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلقُ عن كثرة الرد، ولا يشبعُ منه العلماء.. فهو - واللهِ - أعظمُ شاهدٍ على عظمة مُنزلِه، وكمالِ حِكمته، وعظيمِ رحمته.. ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون ﴾ [العنكبوت:51]. والله لو اجتمعت كلماتُ الأدباء، وأبياتُ الشعراء، وأقوالُ البلغاء والحكماء لَما استطاعت أن تصفَ معشارَ عظمةِ هذا الكتاب.. ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء:88].. والله ما قرأت العيونُ، ولا سمعت الآذانُ شيئًا مثلُ القرآن، ولا خاطبَ القلوبَ والعقولَ شيءٌ مثلُ القرآن.. ووالله ما في الدنيا شيءٌ يُشبهُ القرآن، فلقد بارت أجملُ القصائدِ وأحلاها، وفَقدت رونقها وذهبَ بهائُها، أمَّا القرآنُ فلا.. هُجرت أروعُ القَصصِ والروايات ونُسيت أقوى الكتبِ والمؤلفات.. أمَّا القرآنُ.. فقد بقيَ كما هو غضًّا طريًّا، جديدًا نديًّا، كأنما أُنْزِلَ البارحةَ: ﴿ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [الزمر:23].. بقيَ القرآنُ وسيبقى: ﴿ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة:16].. بقيَ القرآنُ وسيبقى: كتابٌ عزيز: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت:42].. فالحمد لله الذي جعله شفاءً لما في الصدور، وهدايةً ورحمةً وبشرى للمؤمنين، ونسأله تعالى أن يشرفنا بتعلمه وتعليمه وخدمته، وأن يجعلنا من أهله وخاصته.. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء:9].. أقول ما تسمعون.... ![]() ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]()
لجهودك باقات من الشكر والتقدير
على روعة الطرح ![]()
|
|
![]() ![]()
|