![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]()
خطبة بر الوالدين (2)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه الغُرِّ الميامين، وعلى من أحبَّهم واتَّبع هَدْيَهم إلى يوم الدين. أما بعد عباد الله: فاتقوا الله؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين: ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا﴾ [النساء: 131]، وحق وصية الله العملُ بها وامتثالها، اللهم ارزقنا تقواك، واجعلنا نخشاك كأننا نراك. جُبِلت النفوس على محبة من أحسن إليها، وتعلَّقت القلوب بمن كان له فضل عليها، وليس أعظم إحسانًا ولا أكثر فضلًا بعد الله سبحانه وتعالى من الوالدين. فإن إحسان الوالدين عظيمٌ، وفضلهما سابق، فالأم حملت ولدها تسعة أشهر في أحشائها وهنًا على وهن، فحملته كرهًا، ووضعته كرهًا، ولا يزيد نموُّ ولدها عليها إلا ثقلًا وضعفًا، وعند الوضع تجد الموت بين عينيها، ويهز أركانها، فإذا أبصرتك كَفْكَفَتْ دمعها، وامتزجت دمعتها بضحكتها سرورًا بك، فضمَّتك واحتضنتك، لتبدأ مرحلة جديدة معك، فغذاؤك يأكل من صحتها، ومنامك حِجْرُها، ومَركبك يداها وصدرها، تُحيطك وترعاك، تجوع لشبعِك، وتسهر لنومك، بك رحيمة، وعليك شفيقة، إذا غابت عنك دعوتَها، وإذا أعرضت عنك ناجيتَها، وإن أصابك مكروهٌ، استغثتَ بها، تحسب كل الخير عندها، وتظن أن الشر لا يصل إليك إذا كنت معها. وأما أبوك، فأنت له مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ، يكُدُّ ويسعى، ويدفع عنك صنوف الأذى، يتنقل في الأسفار ويجوب الفيافي والقِفار؛ بحثًا عن لقمة العيش، يفرح لمقدمك، ويحِنُّ لسماع صوتك والجلوس معك، إذا أقبلتَ عليه فكأن الدنيا أشرقت في وجهه، أنت عنده أجمل منظرًا من القمر يرقُب كِبَرَ سنِّك، ويتمنى التوفيق لك، فأسعِدْهما كما أسعداك، واسعَ لرضاهما كما أرضياك، وأضْحِكْهما فلطالما أضحكاك، ولا تُقدِّم عليهما أحدًا، فلطالما قدَّماك، فإن فعلتَ كنتَ لأمر الله ورسوله ممتثلًا، وبالبر والإحسان قائمًا، واعلم أنك مهما فعلت، فلن تجزيهما، فاعترف بتقصيرك في حقهما، وإن وُفِّقت لرضاهما فاحمَدِ الله، وإن أغضبتهما فلا تهنأ بعيشٍ، إلا إذا أرضيتَهما؛ فهما باب السعادة والرضا والتوفيق في الدنيا، ولزوم قدمهما بابٌ لجنَّةِ ربِّنا. ولعظيم حقهما؛ فلقد وردت النصوص في الكتاب والسنة للحث عليهما بطرائق متعددة: أولًا: قرن الله حقَّهما بحقه، وشكرهما بشكره، وأوصى بهما إحسانًا بعد الأمر بعبادته؛ يقول حبر الأمة وتَرْجُمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "ثلاث آيات مقرونات بثلاث، لا تُقبَل واحدة بغير قريناتها: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ [المائدة: 92]، فمن أطاع الله ولم يُطِعِ الرسول لم يُقبَل منه، ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 43]، فمن صلَّ ولم يُزكِّ، لم يُقبَلْ منه، و﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14]، فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه، لم يُقبل منه". فرضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله من سخط الوالدين، فاخْتَرْ لنفسك كما ثبت بذلك الحديث. ثانيًا: من عظمة البر أن البرَّ واجب وإن اختلف دِينُ الأبوين، بل وإن اجتهدا في إضلالك وإغوائك، فالزم برهما والإحسان إليهما، وعدم طاعتهما في معصية الله؛ قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]. ثالثًا: أخبر النبي عليه السلام أن برَّ الوالدين من أفضل الأعمال؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أيٌّ؟ قال: برُّ الوالدين، قال: ثم أيٌّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله)). رابعًا: جَعَلَ من شرط الجهاد إن كان فرض كفاية إذنَ الوالدين؛ فلقد جاء رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد فسأله المصطفى عليه الصلاة والسلام: ((أحيَّةٌ أُمُّك، فقال: نعم، قال: ارجع فبَرَّها، فكرر على النبي عليه السلام والنبي يكرر الجواب، فقال: ويحك الزم؛ فثَمَّ الجنة)). خامسًا: جَعَلَ رسول الله ضد البر وهو عقوق الوالدين من كبائر الذنوب؛ ففي الحديث الذي صححه الألباني: ((لا يدخل الجنة عاقٌّ ولا منَّان، ولا مُدمِنُ خمرٍ)). بل قد دعا رسول الله بالخسارة على رجل وجد أبويه أو أحدهما حيًّا، فلم يُدخلاه الجنة؛ كما في حديث أبي هريرة: ((... ورغِم أنفُ رجلٍ عنده أبواه في الكِبَرِ، فلم يُدخِلاه الجنة)). سادسًا: ومن الطرائق في وجوب بر الوالدين أن جعله الله سببًا لتفريج الكربات، فأصحاب الغار الثلاثة كان منهم بارًّا، ففرَّج الله عنه ما هو فيه. سابعًا: بل من عجيب أمر البر أن رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول للفاروق عمر، وهو من هو، عمر في فضله وسبقه في الإسلام، أنه إذا رأى أويس بن عامر القرني أن يأمره ليستغفر له، وهو من التابعين، والسبب أنه كان بارًّا بأمِّه. فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن خير التابعين رجلٌ يُقال له: أُوَيسٌ، له والدة وكان به بياض، فمُرُوه فليستغفر لكم)). ومن فضيلة البر أن الله وصف بها أنبياء كعيسى ويحيى، ولا تَسَل عن بر إبراهيم لأبيه وملاطفته، وهل تأملت في إسماعيل وأي بر فعله حين قال: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾ [الصافات: 102]، فقد جَعَلَ الله عبادة البر مستمرة طوال الحياة، حتى ولو بعد وفاة الوالدين؛ فعن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال: ((بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقِيَ من برِّ أبويَّ شيء أبرُّهما به بعد موتهما؟ قال: نعم؛ الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا تُوصَل إلا بهما، وإكرام صديقهما)). فيا من فقد والديه أو أحدهما، لئن فقدت غاليًا فاصبر على فقده، واعلم أنك قد دخلت مرحلة بر عظيمة، ربما هذا هو البر الحقيقي الذي يكون فيه البر خالصًا متمحِّضًا، فأنت لا ترجو به لا ثناءً ولا دعاءً، فإياك ثم إياك أن تفرِّط فيما يجب عليك، واستشعر أن من فقدت مِن والديك بحاجة لدعوات ترفعها إليه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل لَتُرفع درجته في الجنة، فيقول: أنى هذا؟ فيُقال: باستغفار ولدك لك))، واستحضر أن أباك بعد مفارقة الحياة حُجِبَ عنه العمل، وبقِيتَ أنت نافذة العمل له، فإذا استطعت ألَّا تفتُرَ عن استغفار له وترحُّم، فافعل، فتُكتب أنت من البارين، ويسعَد من في القبر بدعوات صالحات مرفوعات، واعلم أن من بَرَّ والديه بَرَّه أولاده، فجزاء الإحسان إلا الإحسان. عباد الله: إن مما يُعين على البر: أ- استحضار فضله، وطلب أجره، وطلب رضا الرب تبارك وتعالى. ب- استذكار الأيام الجميلة الخالية، وذكر فضل الوالدين مُعين على البر، واستحضار حاجتك أنت إلى البر، وليس حاجتهم، ولتعلم أن ما وصلت إليه من نجاحات في هذه الحياة بعد توفيق الله سببُه الأبوان، عليهم رحمة الله. ت- القراءة في سير الصالحين، فأبو هريرة تناديه أمه فيناديها: لبيكِ، فيرتفع صوته على صوتها، فيستغفر الله العظيم، ويشتري عبدين فيُعتقهما تكفيرًا لذنبه. وهذا حيوة بن شريح أحد جهابذة العلماء، وإمام من أئمة المسلمين يجلس في حلقته يعلم الناس، ويأتيه الطلاب من فِجاج الدنيا ليسمعوا منه، فتقول أمُّه وهو بين طلابه، والأمُّ أمٌّ: قُمْ يا حيوة فاعلف الدجاج، ألقِ الشعير للدجاج، فيقوم رحمه الله من بين طلابه ويترك التعليم. ويقول محمد بن المنكدر: بات أخي عمر يصلي، وبتُّ أغمز قدمَ أمي، وما أُحبُّ أن ليلتي بليلته. وهذا ابن مسعود استسقته أمُّه ماءً، فأقبل إليها بالماء فوجدها قد نامت، فظل طوال الليل عند رأسها؛ خشية أن تستيقظ فلا تجد الماء، فظل كذلك إلى الفجر. ولنتأمل في وصية الله لنا جميعًا: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23]. الخطبة الثانية عباد الله: إن بر الوالدين أمرٌ عظيم؛ فابذُلِ المعروف والإحسان لهما، مستشعرًا فضلهم السابق واللاحق عليك، فابذل لهم قولًا لينًا، وفعلًا طيبًا ومالًا عن طيب نفس، أطِلِ البشاشة في وجوههم، وأضْحِكْهم، وأدخل السرور عليهم، واذكر فضلهم، وتتبَّع رغباتهم، واعلم أن من البر أن تتلمس حاجات والديك، فاطلبها منهم قبل أن يطلبوها منك، كن لمَّاحًا مراعيًا لهما، لا سيما في الكِبَرِ، لا تجعل لسانك يفتر من ذكر محاسنهم والدعاء لهم. يا أخي، إنْ أكْثَرَ والداك عليك الطلبَ، فاعلم أن هذا محض فضل من الله أن حبَّب حاجة والديك إليك، فاغتنم الفرصة، وابذل الوسع؛ فهو باب عظيم من البر. ![]() ![]() |
![]() |
#2 |
![]() |
![]()
سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك |
![]() ![]() ![]() اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥ اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره ![]() ![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]()
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي |
![]() ![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() |
![]()
لَآعِدَمَنِآ هـَ الَعَطَآءْ وَلَآَ هَـ الَمْجَهُودَ الَرَائَعْ
كُْلَ مَآتَجَلَبَهْ أًنَآَمِلكْ بًأًذخْ بَاَلَجَّمَآلْ مُتًرّفْ بَ تمًّيِزْ وُدِيِّ ![]() |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
#9 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حق الوالدين (خطبة) | ضامية الشوق | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 27 | 02-09-2025 01:39 PM |
خطبة: الوصية ببر الوالدين | ضامية الشوق | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 14 | 11-19-2023 01:17 PM |
بر الوالدين خطبة رائعة للشيخ سعد العتيق إشحن قلبك 🤲🌸👋😌🗝✨ | ضامية الشوق | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 22 | 05-24-2022 01:19 PM |
بر الوالدين... | ضامية الشوق | …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… | 11 | 02-18-2021 12:45 AM |
ترك خطبة بنت عمته وأصر على خطبة فتاة أحبها فاعترض أهله | ضامية الشوق | ( قصايد ليل للفتاوى ) | 18 | 01-14-2019 09:40 PM |
![]() |