12-26-2024
|
|
الحديث: من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل
الحديث: من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشَقه مائل
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشَقه مائل؛ رواه أحمد والأربعة وسنده صحيح.
المفردات:
امرأتان: أي زوجتان.
فمال إلى إحداهما: أي فجار ولم يعدِل بينهما يعني في النفقة والمبيت، بل انعطف إلى واحدة منهما.
جاء يوم القيامة: أي حشر يوم البعث.
وشقه مائل: أي وجانبه ساقط، كأنه أُصيب بشللٍ نصفي.
البحث:
قال الحافظ في تلخيص الحبير: حديث أبي هريرة: إذا كانت عند الرجل امرأتان، فلم يعدل بينهما، جاء يوم القيامة وشقه مائل أو ساقط؛ أحمد والدارمي وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم واللفظ له، والباقون نحوه، وإسناده على شرط الشيخين، قاله الحاكم وابن دقيق العيد، واستغربه الترمذي مع تصحيحه، وقال عبدالحق: هو خبرٌ ثابت، لكن عليه أن همامًا تفرد به، وأن همامًا رواه عن قتادة فقال: كان يقال، وفي الباب عن أنس أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان؛ اهـ، والميل إلى إحدى الزوجات دون غيرها من الزوجات قد ورد القرآن بالنهي عنه في قوله عز وجل: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ ﴾ [النساء: 129]، والميل إما مقدور عليه كالمبيت والنفقة ونحوهما، وإما غير مقدور عليه كالحب والشهوة إليها، فالمطلوب من الرجل أن يعدل فيما هو قادرٌ عليه، أما بعض الميل الذي لا يقدر عليه الحبُّ وشهوته لها، فإنه لا حرج عليه في ذلك، ولا يجوز له إذا كان عند إحداهما واشتهاها أن يمتنع عن قضاء شهوته منها ليدَّخرها للأخرى، وقد قال البخاري: باب حب الرجل بعضَ نسائه أفضل من بعض، ثم ساق من حديث ابن عباس عن عمر رضي الله عنهم: دخل على حفصة، فقال: يا بنية، لا يغرنَّك هذه التي أعجبها حُسنها وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها - يريد عائشة - فقصصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم، وفي لفظ للبخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة اعتزال رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه في المشربة، قال عمر رضي الله عنه: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش، قد أثَّر الرمال بجنبه، متكئًا على وسادة مِن أدْم حشوها ليفٌ، فسلمت عليه ثم قلت - وأنا قائم -: يا رسول الله، أطلقت نساءك؟ فرفع إليَّ بصره، فقال: لا، فقلت: الله أكبر، ثم قلت - وأنا قائم أستأنس -: يا رسول الله، لو رأيتني وكنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قلت: لو رأيتني ودخلت على حفصة، فقلت لها: لا يغرنَّك أن كانت جارتك أوضأ منك، وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم - يريد عائشة - فتبسَّم النبي صلى الله عليه وسلم بسمة أخرى، فجلست حين رأيته تبسَّم؛ اهـ، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة أكثر من جاراتها، أمرٌ ثابت مشهور.
|