صفاء النوايا وشوائب الاخرين

يولد ابن ادم في براءته وصفاء قلبه فطرة من الله عز وجل ويكتمل ذاك الطهر والصفاء بما يتلقاه من دروس وتعليم اسري في محيطه الاجتماعي المصغر كأسرة او في مؤسسات تربوية تاخذ على عاتقها عملية التهذيب الروحي والنفسي للانسان يحمل الانسان في داخله ومنذ نعومة اظفاره الصفاء والطهر والبراءة كجزء اساسي من سمات التكوين التي تبرز في معالمه الحية حتى مراحل عمرية متقدمة من حياته الاجتماعية لكن احيانا يكون صدق النوايا وصفاء النفس العائق الاكبر والعامل الاساس في وقوع الانسان في العديد من المشكلات والمواقف وهذا لايمثل جانبا مما يصفه البعض بالغباء او عدم المعرفة وقلتها بالعكس فهو يمثل جانبا منيرا مشرقا في روح الشخص الذي يصطدم بكل تلك العقبات والمواقف والازمات التي تواجهه وتسبب له تلك المتاعب ليس لصفاء نيته وانما بسبب الشوائب العالقة في نفوس الاخرين والتي يظنها البعض لاوجود لها حتى تصطدم بها كما المياه الراكدة تراها لاول وهلة صافية لكن ان حركتها باصابعك امتزجت الشوائب وتغيرت الى لون اخر غير ماكانت عليه كذلك هم المحيطين بك في الوسط الاجتماعي لاتظهر منهم ردود الافعال الغريبة عنك والغير متوقعة الا بعد اصطدامك بتلك الازمات والمواقف في حياتك .
ربما يظن البعض ان لاوجود لعالما اخر من الطيبة وصفاء النية والطهر في النفوس حين يرى من بعض المقربين افعال وردود غير متوقعة فهي ترمي به الى خانة انعدام الثقة والحذر الشديد في التعامل مستقبلا مع الاخرين لدرجة الانطوائية ولكن هذا ليس حلا فالله سبحانه وتعالى انعم على الانسان بالعقل قبل القلب وميزه عن الكثير مما خلق بعقله وبه هداه السبيل اما شاكرا واما كفورا كذلك هنا يجب عليك ان وضعت في تلك المواقف التي لاتناسب ماانت عليه من البراءة والطيبة والصفاء فصدمت بما رايته من الاخرين فلا تكن ساذجا مستقبلا ولا انطوائيا في التعامل بل تعامل بعقل في محيطك الاجتماعي لدرجة تمنح فيها النفس والعقل ان يجريا الاختبار قبل ان تعطي الحكم على ماتراه او تريد مشاركته فالبعض يفسر طيبتك غباء والبعض يفسرها مصدر للضعف عليه استغلالها اذن علينا ان لانسمح لتلك الشوائب التي ترسبت في نفوس الاخرين ان تظهر في مياهنا النقية حتى لاتتلون بها النفس الى لون اخر لم نعتد عليه .

منقول