لا تتهور

ما الذي يدفع المرء إلى التهور؟
هناك أمور كثيرة تجعلنا نخرج عن السيطرة فنتهور ويصدر منا الذي لا يجب أن يصدر الا الذي نحن فيه والذي نمر به ونعيشه قد جعل منا غرباء مع أنفسنا فلا النفس تعرف نفسها ولا هي تحاول في التعرف عليها لكثرة استغرابها، نحاول دوما السيطرة على الحالات التي تصيبنا إلا أننا رغم المحاولات المستمرة المتواصلة نقف في لحظة عدم السيطرة وفقدان التوازن في التمييز واتباع الصح والمشي وراء الصحيح ويكون سوى التهور هو فعلنا وتفكيرنا وعملنا وقولنا حتى..

نعد أنفسنا قبل غيرنا بلا وجود للتهور ثانية في حياتنا وتصرفاتنا وأفكارنا والبعد كل البعد عن شبيه التهور .. ورغم كل الوعود والمحاولات نقف للمرة الثانية والرابعة والعاشرة ونرافق التهور ونناديه ونلجأ اليه في الغالب بلا ادراك منا أو لأننا فعلا فقدنا العقل والتمييز بين الذي يكون ولا يكون فيكون الذي لا يكون ونحن من قمنا به سواء رضينا أم لم نرضى فالنتيجة أن التهور هو الذي عبر عنا وفعل فعلته عن طريقنا وبالاستعانة بنا فلا انكار ولا ادعاء هنا بأننا أبرياء وأنه دخل لنا فيما حدث..

السبب وأسباب تهورنا كثيرة وعديدة قد توصلنا إليها وعرفاناها وتجنبناها مع الوقت وأسباب لم نكتشفها الى الأن فظل التهور يرافقنا ويسير معنا ويعبر الطرق معنا.. للحياة ولقسوة الحياة وصعوبتها وما نراه بالحياة وما مررنا به قد جعل منا غرباء مع أنفسنا وزاد من تهورنا لأن المغامرة بتهور أصبحت بالشيء العادي الممكن الذي هو الحل المتاح ولا بد منه ولا خوف منه ولم يعد يهم ما الذي سيكون وما ستكون النتيجة فالذي حدث قد حدث.. ما عشناه معهم وما شفناه منهم وما فعلوه معنا وصدماتنا المتتالية منهم جعلتنا نلجأ للتهور دون شعور واحساس منا فما أحسسنا به من خيبات أمل وما مررنا به معهم وألامنا المتكررة جعلتنا نرى التهور ليس بتهور وانما سوى طريق نستعمله للعبور عند الضرورة أو غير الضرورة

لا تتهور.. فللتهور نتائج صادمة
لا تتهور نهي وأمر صادر من النفس لصاحبها فمرة يستجيه ومرات قد لا يصله صوت الأمر لكثرة الفوضى والدوشة والازعاج الذي يعيشه فكر وعقل الواحد منا.. لا تتهور نصيحة نسمعها من القريب والبعيد وقد نصحنا أنفسنا بها لأول مرة ولازلنا .. لا تتهور لأنه فعلا لا تتهور فنتائج التهور لا يقدر عليها أحد ولا يتحملها حتى القوي الشجاع في جميع الأوقات والأماكن ومع الجميع.

لا تتهور فلا فائدة من التهور ولا يوجد ما يستدعي للتهور وان كان الذي نحن فيه صعب وقد فاق الصعب بمراحل فصعب التهور لا يقل صعوبة عن أي صعب وقد نقول أنه يفوق الصعب والصعوبات بكثير.. لا تتهور فمهما تكون الذي أنت فيه لا يقبل التهور وليس بحاجة اليه ولن يطلب منك أن تتهور فلا تبحث عن مبررات تافهة لا وجود لها، وتدعي أن تهورك لا يد لك فيه حقا والأمر عكس ذلك .. لا تحاول إخبارهم بكل الطرق أن التهور هو السلوك الذي سيغير الكثير ويجعل منك الأفضل والأحسن وأنت وهم تعلمون بعكس ذلك ومقتنعون..

لا تتهور لكيلا تندم
حقيقة الواقع والحياة تحتاج منا الكثير من الهدوء واللجوء الى العقل في جميع الأوقات والأماكن وتحت أي ظروف والتهور لا عقل ولا هدوء ولا اتزان فيه فمتى تهورت فأنت قد رميت العقل بعيدا وقلت للهدوء لا وجود لك معي .. فلا تتهور فلا شيء يستحق أن تتهور وتؤدي بنفسك الى التهلكة فتضرها وهي الذي تعيشه بصعوبة قادرة على تحمله.

لا تتهور لتصل الى مرادك وتكن أفضل بكثير.. لا تتهور فتضيع وتنهار فعلا .. لا تتهور فتجد نفسك مستلقيا تصارع تتألم بصمت بجهر والضرر كبير.. لا تتهور لتكمل بسلام وتصل الى ما تريد.. لا تتهور فأنت لست بحاجة الى أن تتألم أو تتأذى من نفسك .. لا تتهور فتندم الندم الشديد الذي يجعلك تتخبط للأبد فلا تتهور وابتعد عن التهور وان كنت تعاني ولا تقوى على الاستمرار فالذي أنت فيه يجعلك حرفيا لا تتهور بأي شكل كان ..فلا تتهور

المهرة ,ضامية الشوق معجبون بهذا