الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-11-2020
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 رقم العضوية : 752
 تاريخ التسجيل : Feb 2010
 فترة الأقامة : 5549 يوم
 أخر زيارة : منذ 4 ساعات (01:47 PM)
 الإقامة : فيً حضٌنٍ سًح‘ـآبة . . !
 المشاركات : 3,303,263 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية فُتاتُ القمر/ الفصل الثامن



" ليسْطَع النُّور في أَعماقك يجِـب أن يحتَـرق شيء فِيك "
- جلال الدين الرومي



(8)



مع أنغام موسيقى الطبيعة الخلابة والسماء الزرقاء الصافية والطيور المختلفة التي تحلق في الأفق مع زقزقة العصافير ونسمات الهواء العليلة التي تدخل إلى النفس فتبهجها وتنشر فيها السعادة..
ومع صوت خرير الماء الذي يتدفق عبر النهر عابراً ودياناً وهضاباً وسهولاً وعلى إحدى ضفافه التي امتلأت بالعشب الأخضر الجميل ممتلئ بقطراتٍ من الندى حيث انعكس ضوء الشمس عليها ليجعلها براقة كتلك الفتاة التي تجلس وقد تجملت وجنتيها بحمرة خفيفة تماثل حمرة الأزهار في الأرجاء وتطايرت خصلات شعرها مع كل نسمة هواء باردة ممسكة بكوب القهوة المثلجة تنظر تارة إلى ذلك الذي يجلس مقابلها يمتلأ فيه سحر الجمال بأكمله وحنان الدنيا وجاذبية الأرض وتصوب نظرها تارة أخرى على القوارب الخشبية الممتلئة بالركاب الصغار منهم والكبار ...
ابتسمت بسعادة وهي تستنشق الهواء براحة ثم نظرت بعدها إلى رائد ... الذي ظل يراقب المكان بعيون تائهة تبحث عن طريق صحيح حتى تمشي به من دون خوف وعجز...
كان اشبه بطفل صغير قد وقع في مصيدة الخوف .. فقد أبدت عينيه بريقاً من خوف لمستقبل مجهول الهوية.

رشفت قليلاً من كوب القهوة ثم اخرجت من بعد ذلك هاتفها من الحقيبة بعد أن اعتلى صوته رنيناً، فأجابت بكل لهفة " أهلا يا أجمل جدة في هذا الكون.."

وهنا انتبه رائد انه كان يغوص في مستقبل مجهول وخوف تراءى له في هذه اللحظة من عمل على وشك البدء به يطفو على ضفافه خوفا من الأعماق... وتلقائيا تبدد ذلك الخوف عندما سمع ريم تحادث جدتها بمرح وسعادة كبيرة فابتسم وهو يفكر بذلك الحظ الذي تناله ريم بوجود جدة مثل جدتها ،، وكأنها بحر قد شعر المبحر فيه بامتلائه على مزيج من الحنان والحب والعطف تخلى عنه باقي المجتمع الراقي.. فبسببها هي قد تولى منصباً في إدارة إحدى فروع مؤسسة خيرية تعود اليها بصفته مساعداً لمدير أحد الأقسام وبسببها هي ستبتسم الحياة له !! و قد يتبدل حالهم ليتمرد على ذلك الفقر الذي ما زال قابعا فيه يأبى الفراق... تنهد براحة وهو يستمع إلى ريم وهي تحدث جدتها عن مسير عملهم اليوم وكيف وماذا حصل بالتحديد في المؤسسة !!!
انه حقا يشعر بالامتنان و بالشكر الكبير لتلك الفتاة التي يحبها ويعشقها والذي لا يستطيع ان يبعد عيونه عنها والتي وحدها احتلت قلبه وروحه وجسده ،، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ منه لا يستطيع التخلي عنه... ولن ينسى جدتها طبعا فهي التي جعلته ينجو من تلك الحياة المزرية التي يعيشها ولو لحياة أفضل قليلا فهو راضٍ بذلك !! ولن تكفي كلمات الشكر وحدها للتعبير عن امتنانه للجدة....
بينما تنهدت ريم بضيق وهي تغلق الهاتف وقد قوست فمها كطفلة صغيرة حرمت من تلك الدمية التي تود شراءها من متجر الدمى الكبير فتساءل رائد " ماذا بها الثرثارة !!"
نظرت إليه مطولاً وقالت وهي تقرب رأسها وتمد أصابع يدها الرفيعة ،، وأخذت تقول وهي تغلق قبضة يدها باستثناء إصبع الإبهام " أولا لست ثرثارة !!" ثم فردت إصبع السبابة " وثانيا لا تصفني بهذه الصفة لأنني لو كنت ثرثارة لكنت تحدثت معك كثيراً ومطولاً ولن نخرج من هناا الا بعد منتصف الليل بعد أن يطردنا ذلك العامل الوسيم... وأيضا ( وهناا فردت أصبعاً ثالثاً وأكملت بسرعة) ثم إنني كنت أحدث جدتي عن ماذا فعلنا وماذا اتفقت مع المدير ،، وهذا لا يعتبر ثرثرة إنما يعتبر تصريحاً مطولاً ( هنا أومأ رائد رأسه بسخرية بينما قالت بغضب بسبب حركته تلك) وهذا من المفترض أن تشكرني وليس أن تقول إنني ثرثارة.. "
عقد ساعديه الى صدره وقال بهدوء ممتزج ببعض السخرية " عذراً أيتها الأميرة المدللة "
وكتم ضحكته عندما أشاحت وجهها بغضب وقالت بنبرة طفولية " لن أحادثك طيلة النهار هياا اشرب لكي نغادر.."
" ريم أيتها المجنونة كفاكِ حزنا،، حقا أنا لا استطيع التفريط بك.."
نظرت اليه مطولاً وقالت بحزن مصطنع " حقا ،، لو كان يهمك ذلك لما لقبتني بتلك الألقاب.." ثم أكملت بهمس " برغم أنها تصفني تماماً.."
" حسنا أعتذر،، ثم إنني اهتم بك جداً وأنتي تعلمين ذلك " رائد وهو ينظر إليها بحنان لتبتسم بخجل وتقول بحماس " لم أخبرك ماذا قالت جدتي!!"
تنهد ثم قال "عدناا للثرثرة من جديد "
صرخت بوجهه معترضة " رائد.."
" حسنا حسنا،، هياا اخبريني.."

ثم اخذت تسرد له حكاية تتلوها حكاية وضحكة تتلوها ضحكة و ابتسامة تتلوها ابتسامة ومشاعر شتى قد تناثرت على تلك المائدة لتعكس للناظرين أن من يجلس عليها تعدت علاقتهم علاقة الصداقة لتتحول تلك الصداقة الى حب عميق.. علاقه ستحفرها الأيام في قلب وعقل تلك الثرثارة وذلك الذي يتمرد على الفقر...
و بعد ضحكة طويلة صدرت منهما هما الاثنان لتبدأ بالتلاشي تدريجيا وتتحول الى تلك الابتسامة التي تزينت بها وجوههم البيضاء واصبح الواصل بينهم هو سيل النظرات تلك والتي اخترقت قلب ذلك الشاب لتحتجز تلك الفتاة فيه وتصبح له وحده،، مأسورة في ذلك القلب الذي يرفض خروجها منه،، وكأن بسيل النظرات تلك قد نثر على قلب ريم موجة ثلجية عاصفة ليجعله يهتز ارتجافاً وينتفض بقوة من تلك المشاعر التي تناثرت عليه كما يتناثر الثلج الأبيض على بقاع الأرض....
وبعد صمت طويل دام لمدة عشر دقائق قد عبرت فيه العيون عن كل المشاعر ،، و ارسلت كلاماً وعبارات و اعترافات حب مخفية لكلا الطرفين انتشلت ريم نفسها بصعوبة من تلك المشاعر التي جرفتها نحو رائد والذي ما زال يحملق بها بعيون ملؤها الحب والعشق....
ذلك الحب الذي جعله يتألم أكثر من مرة بمجرد تفكير صغير أنها ستكون لغيره،، تعيش مع غيره ،، مع شخص اخر ،، تبتسم له وتبحر في اعماق بحر عشقه ،، وهو سيكون ينظر الى تلك القطعة من قلبه وهو ينزف خضاباً أحمر...... ولكن بما أن الدنيا قد بدأت على وشك فتح باب جديد ينتصر فيه على الفقر المرير ،، ولكن حتى وان اصبح يعمل فهو لن يتغلب بسرعة كبيرة على الفقر ولن يستطيع الحصول على ما يريد بسرعة كبيرة ،، فقط سيحاول جاهداً تأمين حياة جيدة لأسرته،، وريم !!! هل من الممكن أن تكون لي يوماً من الأيام ؟؟ هل سأستيقظ يوماً من الأيام على صوت تلك الثرثارة ذات العقل الصغير وهي تتجادل مع ابننا الصغير على قطعةٍ من الحلوى !! هل في يوم من الأيام سأعود للمنزل فأراها قد حضرت لي طعاماً شهياً!! هل سنذهب سويا لشراء مستلزمات البيت والعائلة؟؟
أم ستبقى هذه مجرد احلام تحلم بها يا رائد؟!

قاطعت ريم تفكيره وهي تراه مقطب الجبين شارد الذهن "رائد هل أنت بخير.."
اخرج نفسه من تلك التخيلات الأليمة وكومة الآهات والتساؤلات التي يعرف اجابتها القدر وابتسم ابتسامة باهتة ثم قال " اجل بخير ولكن افكر قليلاً "
"بماذا.. هل بمنصبك الجديد..؟!"
اومأ رأسه بهدوء مبعداً تلك الافكار السوداء عن عقله ثم ارتشف من كوب الماء لتقول ريم بضجر " منذ الصباح وانت على هذا الحال ،، لماذا كل هذا الخوف !!"
" لا لشيء ،، لأن الحياة ليست سهلة كما تظنين "
نظرت اليه بعدم فهم فقال " هل الحياة التي اعيشها سهلة برأيك..( هزت رأسها نفياً فأكمل ) اخشى ان لا اخرج منها ابداً.. "
" ولكن هذه هي الفرصة التي ستخرجك منها قد أتتك،، ان عملت بجد وكنت محل الثقة والكفاءة والجدارة سيتم ترفيعك لمنصب أكبر..."
" هل القيام بذلك سهل !!"
" لنقل انه كذلك ان كانت لك عزيمة قوية ،، فان كنت تريد عمل أي شيء فعزيمتك واصرارك هما من سيتحكمان بالأمر " ريم بابتسامة مشجعة
تنهد رائد وأخذت اصابعه تتخلل خصلات شعره فقالت ريم وهي تمسك بكف يده " انت جيد جداً بالعمل ،، مثابر بكل شيء ،، تعمل واجبك على أكمل وجه.. ثم وانك عملت في اعمال كثيرة وكانت تجربة لك وخبرة في الوقت ذاته.. ( وبابتسامة) حتى انك اصبحت قدوة لي.. ثم ان هذا العمل مهما لحياتك اولاً والدتك المريضة وحتى شقيقتك .. وأيضا.."
قاطعها وهو يحتضن كفها برقة " ولأحلامي كذلك.." واكمل في سره " من أجلنا أيضاً ومن اجل احلامي معك.."
صمتت قليلاً امام نظراته التي لم تكشف معناها الى الآن.. وقد شعرت بشيء جميل لا تريده ان ينتهي.. تريده ان يستمر الى الأبد وتريد خدمة صغيرة من القدر.. هي ان يزيح تلك العثرات من طريقهم لتجعل تلك اليد ملازمة ليدها ملتصقة بها دائماً... ثم قالت بخجل وهي تبعد يدها " ألن نذهب ليس هناك متس.."
قاطعها وهو يعاود اجتذاب يدها " قليلاً بعد "
نظرت اليه بعدم استيعاب وهي تشعر بحرارة جسدها وارتجافة اوصالها وسيل من التيار الكهربائي الذي أخذ ينشر الكتروناته التي تسير بحرية في جميع خلايا جسدها... فقالت بارتباك وهي تزدرد لعابها " لقد.. انت تعلم .. اننا مدعوون.."
اومأ برأسه وهو يبتسم " أعلم ذلك.. ثم دعينا نمضي وقتا أخر قبل عودتي.."
قالت بصدمة " هل ستعود الليلة!! لماذا لم نمضي وقتا كافياً.. ثم انك لم تستمتع بجمال هذه المنطقة مع العلم ( وهناا تغيرت نبرتها واكملت بحزن وهي تحول بنظرها وتعبث بقلادتها) انك ستعمل كثيرا في الفترة المقبلة ولن تجد متسعاً لي في وقتك.."
" لا استطيع ترك والدتي اكثر من ذلك.. انتِ تعلمين ذلك.. "

صمت قليلاً وكأنه يشعر بالحرج الشديد،، " الشكر لجدتك لمساندتها لي واعطائها فرصة كهذه لشاب مثلي..."
" مثابر ومجتهد وذو اخلاق نبيلة وتستطيع حل المعضلات بعقل سليم وأيضا أظن ان جدتي محقة في اعطائك منصب من المؤسسة ( وهنا أكملت بثقة) فكما تعلم نحن لا نعطي ثقتنا لأي كاان ،، هذا شعار جدتي واظن انها قالته لك.."
اومأ رأسه ثم قال بسخرية وهو ينهض ممسكاً بيدها ليحثها على النهوض " لا أعلم كيف يتحملك الجميع،، ثرثارة ومغرورة ايضاً.. ثم انني سأقوم ( وهنا وقف مقابلها وهو يفكر) ممم.. أجل ،، سأحاول ان اقدم معروفاً للعالم اجمع بأن..."
قالت بتحدٍ ممزوج بخجل وهي تقترب منه وتشعر بنبضات قلبها التي تسارعت " ومااذا ستفعل!!"
همس في اذنها قبل ان يبتعد " ربما سأخلص العالم منك.. فتاة ثرثارة وحمقااء مثلك لا استطيع تخيل زوج يتحملها.. لذلك سأتحمل انا عناء حماقتها.."
وقفت للحظة لتستوعب ما قاله للتو!! هل قال سيتزوجها !! ام انه كعادته يحب المزاح !! اظن ذلك !! ولكن كان صادقاً برغم انه فتح الموضوع على شكل مزاح!! لا..لا يعقل ؟؟!
تساؤلات عصفت وجدان ريم وهي ما تزال تقف مكانها .. موردة الوجنتين ،، شاردة الذهن ،، مرتبكة متلبكة،، تشعر بشيء من السعادة تمتزج في قالب من الحيرة يملأه كلام رائد والذي خرج من فمه منذ قليل... ولم تنتبه الى على صوت رائد والذي انتشلها من احلامها الوردية ليذكرها بأن هناك على أرض الواقع شاباً جميلاً ينتظرها.....
********
بعيداً عنهما وتحديداً عند قمر
التي راحت تنتقل في هذه الحديقة الكبيرة وتحديداً عندما وصلت حيث هذا البناء الخشبي فابتسمت وهي تتذكر ذلك الخيل الأبيض والذي يشبه في بروده وجموده مالكه الرجل الحديدي.. وهمت بالدخول ولكنها توقفت وفغرت فاها مع التزامن في فتح عيناها العسليتين على اتساعهما و حاولت جاهدا ان تتمالك نفسها...
كان ذلك الشيء الذي سمعته جعل شيئاً قد أحدث طعنات مختلفة في اجزاء غير محددة في قلبها وكأن خنجراً حاداً قد أُدخل في قلبها عدة مرات وتم اخراجه لمرات عدة وجعله ينزف ويحدث جروحاً كبيرة... لم تكن تظن يوماً انها ستكون عبئاً على أحد وأنها ستسبب فراقاً بين افراد العائلة... أغلقت عيناها بألم شديد لتمنع هطول أمطاراً وشلالات من دموع حارقة ستسيل وتسبب فيضانات ستغرقها بالتأكيد،، فقط ستكون قوية.. أجل قوية..!!،، ولكن كيف ستكون قوية وهي تشعر بشوك ينغرس في جسدها .. وصرخات باطنية صدرت من أوردتها وخلاياها... كيف ولماذا الألم يلاحقها؟ وضعت يدها على صدرها وهي تعتصر من الألم محاولة بعث القوة الى نفسها ولكنها شعرت بقليل من الدوار وكأن أعصاب رأسها تضغط عليه بشدة، تحاملت على نفسها وحاولت الصمود أكثر حتى تصل إلى المنزل وكادت أن تمشي إلا أن قدماها خانتاها فسقطت أرضاً متزامنةً مع اغلاق عينيها بشحوب شديد،
وبعد مرور من الوقت لا تدرك كم مضى عليه فتحت عيونها لتجد انها بين أحضان معذبها وحبها الوحيد.. بين أحضان أجمل البشر بهذا الكون.. بين أحضانه هو.... ولكن برغم تلك المشاعر التي عصفت بداخلها وأشعلت نيراناً تحترق بلهيب حبها ،، وبرغم ارتجاف قلبها الذي ينزف بألم بسببه هو.. وبرغم كل شيء جميل قد تشعر به ان كانت في وضع يسمح لذلك.. هي ستقاوم كل ذلك الضعف الذي سيسطر عليها ان بقيت هكذا وهو ينظر اليها وستقاوم تلك المشاعر التي ستجرفها الى شاطئ يملأه الحزن،، سترتدي قناع القوة ولكن هل ستستطيع!!!
وفي وسط ضالتها تلك بين مشاعرها وعواطفها المشتتة التي تشدها الى الرجل الحديدي.. وبين تمردها وارتدائها قناعاً تستمد منه القوة سألها بنبرة خائفة وهو ينظر اليها نظرة ملؤها الحزن الشديد ممتزج بخوف وقلق "قمر.. هل أنتِ بخير!!"
نظرت اليه بتمعن ثم قالت وهي تنتشل نفسها منه " أجل.."
"حسنا.. دعيني اساا..." قال ذلك ولكنه توقف عندما ابتعدت عنه بقسوة وهي تدفع يداه التي امتدت على مرفقيها... فتساءل بينه وبين نفسه وهو ينظر اليها " هل من الممكن أن سمعت شيئاً مما قلته.."
وبعد ان نفضت عن ملابسها بعض الأتربة والأعشاب التي علقت.. ابتسمت ابتسامة شاحبة وقالت " انا بخير.. لا داعي لشفقتك المزعومة تلك.."
نظر اليها بعد استيعاب ثم قال وكأنه فهم مقصدها " هل تظنين أن ما افعله بدافع الشفقة!!"
هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت وهي تنظر مباشرة اليه " لا يهم،، ثم انني..."
قاطعها قائلاً وهو يمسك بيدها " هل تظنين ذلك حقاً..؟!"
سحبت يدها بسرعة وارتدت للخلف جراء تلك اللمسة الصاعقة وهي تقول بحدة وتحذير "انتبه لتصرفاتك..." ثم طأطأت رأسها وهي تحتس موقع يدها وتشعر بشيء مختلف...
ابتسم لخوفها منه وقال وهو يدخل يديه الى جيب بنطاله " حسنا،، انا متأسف ،، ( ثم نظر اليها وما زالت الأبتسامة على وجهه..) ثم إنني فقط حزنت لأنك تعتقدين ان سؤالي مجرد شفقة.."
رفعت رأسها بقوة اليه وعلامات الصدمة والدهشة بادية على وجهها.. من المؤكد أنه يطلق نكتة ما.. لا أظن انه يهتم للأمر أبداً!! ولا استطيع التصديق أن ذلك الحديدي البارد والذي يشبه صخرة ما في اركان الطبيعة.. أو تلك التحف التي تزين المنازل!! أو كجبل شامخ لا يهدمه سوى زلزال قوي!! هل حقا يحزن؟؟!
وأمام دهشتها تلك لمح جدته تخرج نحو الفناء الخارجي وتبدو عليها الربكة فقال وهو يعيد أنظاره الى قمر والتي ما زالت تنظر اليه بدهشة " صدقيني أنني أفرح اذا سامحتني،، وان ابطلتِ تلك المعتقدات التي في رأسك عني..."
أكملت عنه بحزن وغصة تملأ حلقها وأن شيء ما قد ضغط على صدرها ليجعلها تختنق حزناً.." قبل أن يفوت الأوان.."
اردف بهمس وهو يقترب منها بعد أن لاحظ علامات وجهها " ابتسمي فان قمراً مثلك لا يليق به الحزن... ثم تناولي افطارك كي لا تقعي مغشياً عليكِ مجدداً.."

قال ذلك ثم مضى في طريقه حيث الجدة وهي تلقي عليه بنظرات خاطفة حزينة،، اذا حقا سيغادر !! سيتركني هناا ويمضي !! ستذهب اسباب التعاسة والسعادة معاً في الوقت ذاته!! ازدردت لعابها بصعوبة وهي تشيح بوجهها حيث الاسطبل وبعد ان كانت ستدلف اليه مبتسمة ستدخل اليه حزينة حاملة على ظهرها آلام و أوجاع سنين عديدة ،، كل تلك الآلام والأوجاع سببها الفراق،، فراق اهل منذ الصغر !! وفراق أحبة !! هل بسببها هي حقاً،، هل هي السبب بكل تلك الآلام التي تحصل لها... دمعت عيونها وهي تتذكر ما قال " بسببها هي سأغادر ،،.... بسبب ابنة عمي سأعود حيث كنت ... الوداع يا خيلي..."
ومن بين دموعها التي تجمعت في عيونها نظرت الى خيله " هل حقاً انا السبب،، هل أنا السبب في موت والدتي.. وفي زواج والدي من امرأة تكرهني.. وانا السبب في رميي في مأوى الأيتام.. ( شهقت بقوة وأكملت بنبرة باكية يتفطر لها القلب) لماذا جميع ابواب السعادة تقفل في وجهي ،، لماذا يجب ان اعاني انا وحدي... لماذا من احبهم واتعلق بهم يذهبون ولا يهتمون بي... لماذا انا السبب في كل شيء.. " وانهارت على الأرض في بكاء مرير وهي تضرب الأرض واجهشت في البكاء واعتلت شهقاتها وراحت دموعها تهطل من غيوم عيونها بشكل غزير......
إلى أن شعرت نفسها تغفو بصدر أحدهم يهمس في اذنها " لا تبكي يا قمري، أرجوكِ.."
اعتلى نحيبها أكثر وتعلقت به مثل طفلة صغيرة وشدت قبضتيها على قميصه ثم همست من بين شهقاتها " اذا لا تذهب أنت ايضاً.."


###########

تململت في ذلك الكرسي الخشبي وعدلت تلك الوسادة التي وضعتها خلف ظهرها ثم نظرت ناحية تلك الملاك المستلقية في سريرها بتعب واضح.. ارجعت خصلات شعرها خلف اذنها وانحنت بيدها على جبهة ذلك الملاك فاطلقت زفيرا ينم عن الراحة الشديدة لانخفاض درجة حراتها بشكل كبير.. ابتسمت وهي تقبل وجنتيها الناعمتين واخذت كمادات الماء وخرجت مغلقة باب الغرفة ثم تتجه بعدها حيث المطبخ ولكن استوقفها ذلك الصوت الرجولي من خلفها لتلتفت اليه وكلها اذعان وانصات لأوامره.. فرب المنزل سيغادر مسافراً تاركاً طفلته بأمانتها.. تاركاً وراءه منزل مليء بالحراس وفتاتين... كانت كل كلمة تخرج منه آمرة لها فتهز رأسها ايجاباً بمعنى نعم.. و انتهت اوامره اخيراً وغادر المنزل بوجه متهجم غاضب.. وخطوات كبيرة سريعة.... ومن خلف ذلك الباب عاودت تلك الفتاة مسيرها نحو المطبخ
أخذت كوباً من الماء وجلست على احدى الكراسي، أذعنت الصمت لأفكارها ثم همست بخفوت " يبدو أن هنالك أمر آخر من وجوده هنا وليس العمل؟ ثم لماذا يسألني عن المأوى باستمرار.."
رشفت قليلاً من الماء وأسندت رأسها على يدها " السيد ماجد يبحث عن احد ما هنا، فما الذي يستدعي سفره الآن؟؟ وترك ملاك هنا ؟"


*****************

وفي تمام الساعة السادسة مساء اغلقت ابواب السيارات الثلاث وانطلقت لتسير في طريقها الذي يبعد نصف ساعة عن منزلهم الجبلي.. عابراً طريقاً ساحلياً مليئاً بالأعشاب والاشجار الصغيرة.....
تساءلت ريم بصوت خافت وهي ترى معالم وجه قمر: قمر ماذا هناك؟!
التفت قمر وبابتسامة شاحبة وهل تلقي نظرات جانبية على المرآة: " لا شيء.."
نظرت اليها بشك ثم حولت نظرها حيث ذلك الشخص الذي يقود السيارة ثم قالت : " مجد اشعل بعض الموسيقى.."
ليقول وهو يبتسم : " ما رأيك ان اغني انا!؟"
اجابته بسخرية: " اذا سأغلق اذنيّ من الآن.."
تساءل بعبوس: " وهل صوتي قبيح الى هذه الدرجة؟!"
هزت كتفيها بلا ادري وتحدثت وهي تمد يدها - على انها عبارة عن ميكروفون - الى قمر شاردة الذهن " لنسمع رأي الجمهور!؟"
تساءلت قمر باستغراب وهي تنظر ناحية ريم متعمدة خشية من رجفان قلبها الذي سيؤدي بها الى الهاوية : " بماذا!؟ ماذا هناك!!"
قال مجد وهو ينظر اليها مباشرة من خلال المرأة :" هل صوتي قبيح!؟"
لكزتها ريم حتى قالت قمر وهي تشيح بوجهها نحو النافذة بهدوء " لا ادري.."
لوت ريم شفتيها بضيق وهي تشعر ان شيئا ما ألم بقمر وهو بسبب ذلك الغبي الذي يدعى شقيقها ثم نظرت ناحيته بوعيد ولكنه كان مقطب الجبين عابس الوجه يضغط بيديه على مقود السيارة ينظر نظرات جانبية بين الحين والاخر الى قمر الى ان لمح شيئاً متلألأً ينساب بخفة على وجنتيها.. ليعض على شفتيه ويشعر بضيق كبيرة يختلج صدره...

وكانت ريم ابعد ما يكون عن تلك المشاعر المخيفة التي احاطت بها.. ترسل رسائل نصية بشكل متكرر.. وتنتظر بضجر الاجابة الى ان اضاءت شاشة هاتفها بوصول رسالة لتفتحها بتلهف وتقرأها بكل حب وسعادة * أظن ان هاتفك قد تعطل من هول الرسائل التي وصلتني *
لتكتب له * كنت فقط اريد الاطمئنان عليك.. أفي هذا خطأ أيضاً؟! *
ليجيبها بعد قليل * حسناً امي.. لقد وصلت وانا الان بالمنزل.. هل شعرتِ بالاطمئنان *
* اجل ايها الولد المهذب كن مطيعاً هكذا دائماً.. *
ضمت هاتفها الى صدرها واخرجت تنهيدة طويلة... وانتبهت الى مجد الذي التفت ناحيتهم ويقول بمكر : "هيا انسة ريم لقد وصلنا.." فتفتح عيونها بارتباك وخجل وتخرج بسرعة غير مدركة لتركها قمر بسبب ارتباكها بينما ابتسم مجد على شقيقته الخرقاء ونظر ناحية قمر ليجدها في عالم اخر تنظر للفراغ بعيونها الخزينة.. واستغل هذه اللحظة لينظر اليها بتمعن.. واخذ يتأمل ملامحها بكل حب وضيق.. فشعرها الاسود والذي ملسته ورفعته على هيئة ذيل حصان يحاكي ظلمة الليل وتملكته الرغبة بأن يأخذها بين اضلاعه مجدداً يسرق منها احزانها يضمها و ينثر شعرها دافناً وجهه فيه ويشتم عبيره الفواح... و لاحت على شفتيه ابتسامة ذابلة وهو يتأمل جمال وجنتيها المحمرتين بسبب بكائها طوال الطريق والتي تشبهان في احمرارهما زهرة حمراء اينعت بتلاتها في اول الربيع .. وعيونها العسلية كالماسة المتلألئة لانعكاس مصابيح المنزل المطلة على الشارع والتي انحرفت ناحيته عندما خرجت من عالمها الحزين بعد ادراكها بأن السيارة قد توقفت لتنظر اليه بكل حزن وعيونها التي عاودت التلألؤ وخرجت شهقة منها بلا ارادة جعلته يستفيق على نفسه لينظر اليها ويقول بخوف : " قمر!؟"
اشاحت بوجهها وضعفها امامه وبدأت بباطن يدها تمسح دموعها بسرعة...
فالتفت حيث جيب سترته ليخرج منديله واتجه به ناحية وجنة قمر حيث امتلأت بالكحل الأسود و ادار وجهها ليمسحه بكل خفة خوفاً من ان يخدش بشرتها الناعمة من دون دراية.. امام عيونها المندهشة وقلبها الذي اعلن ثورته بسرعة وارتجاف اوصالها وفوران وجنتيها كبركان اطلق حممه....
نظر اليها بكل حب واخذ وجهها بين كفيه وقال ببريق امتزج به الخوف والحنان اللذان ملآ بؤبؤيه : " هل انتِ افضل الآن؟!"
وقبل ان تنطق قمر شعرت بنبضات قلبها تخرج كموسيقى صاخبة وتطن الاذان التفت مجد الى ذلك الشخص الذي اخذ ينقر زجاج السيارة الامامي.. فتنفست الصعداء وتلونت وجنتيها بحمرة خفيفة وهي تستذكر لمسته الرقيقة الناعمة...
التفت اليها وهي في خوض معركة لحل السلام بينها وبين براكين حبها وعواصف قلبها وقال بابتسامته الجذابة : * هيا انهم بانتظارنا.. ولكن ابتسمي فإن الحزن لا يليق بقمر مثلك.. "

ومن الطرف الآخر من المدينة وبعد مرور بعض من الوقت تنهد بتعب وهو يحصي ما بقي معه من مالٍ قد وفره مقابل عمله المتواصل في الليل والنهار... ابتسم برضى حيث انه لم ينفق كثيراً من المال واستند بظهره على الاريكة ثم اغلق عينيه بتعب وراح بذهنه الى ريم مجدداً كعادته كل يوم... واتسعت ابتسامته الساحرة اكثر فأكثر عندما لاح ذلك الطيف امام مرآه.. طيف فتاته التي استقبلته ذلك اليوم بفستان اشبه بفساتين الاميرات وشعرها الذي تطاير وهي تهرول باتجاهه بيوم ميلادها في حديقة منزلهم الخشبي... ولكن تقطب جبينه وفتح عينيه بغضب بسبب ذلك المخلوق المزعج الذي اقترب منه وقال بسخرية " رائد ألم يسأم عقلك من صورة ريم..؟!"
ليعتدل في جلسته ويقول وهو يتناول كوباً من الشاي " دعي سخريتك لشخص آخر يا جيداء،، اخبريني الآن كيف وضع والدتي!"
وبعد ان جلست بجانبه " بخير،، افضل حالاً"
اومأ برأسه ايجاباً واخذ يرشف كوبه بصمت لتبادله جيداء بذات الصمت لمدة عشرة دقائق... وبعدها وضعت الكوب جانباً: " اخبرني الآن ،، كيف جرت المقابلة!"
"بخير.."
جيداء بعدم استيعاب " فقط بخير ؟!"
لاذ بالصمت و عاد لشرود ذهنه من جديد.. لتقول جيداء بضجر " حسناً.. متى ستبدأ بالعمل!!"
" بعد الغد " رائد ببرود
صمتت قليلاً ثم " كما اخبرتني ريم انك ستقوم بإجراءات نقل خالتي للمشفى"
اومأ رأسه بهدوء مع نظرة غير راضية عليها، تأففت بحزن ثم قالت " أنا أفعل ما بوسعي من أجلك،.."
" ولكنني لم أكن اريد أي شيء منه.."
" حالتها تزداد سوءاً.."
تنهد رائد بألم ثم أردفت جيداء " انه من حقك، وكل ما املكه من حقك.."
قاطعها رائد بلوم " لا تقولي هكذا.."
وقفت امامه وانهيار بادٍ على وجهها " صدقني يا رائد هذا اقل ما يمكنني فعله لك ولوالدتك.."
نظر اليها بامتنان " أعلم.. ولكن لا اريد أي شيء منه"
" مني يا رائد، اعتبره من جيداء وليس من عمك.. من اجل والدتك.."
مسح على وجهه بتعب " لقد قبلت، حسنا لا داعي لهذا الحديث الان.. من اجلك فقط قبلت.."
ابتسمت وقالت بشقاوة " اعلم اعلم، لي سحر خاص ولا احد يستطيع رفض طلباتي.."
ضحك بخفة ثم قال بعدم تصديق " ريم النسخة الاخرى.. "
ضحكت جيداء لتعقيبه ثم تساءلت بخبث بعد صمت دام قليلاً " أجل وعيد الميلاد،، ( ثم بحماس) اخبرني اخبرني ما حدث ارجووك "
ابتسم قليلاً ورفع حاجبيه بمعنى لا ونهض من مكانه وابتسامة تلوح على وجهه العريض لتشعر جيداء بخيبة أمل ثم تقوم بترتيب المكان.. واما رائد كحالته المعتادة يذهب الى ريم بذهنه وقلبه وعيونه بل بكامل جسده ايضاً.. راحة شديدة تسيطر عليه وهو يفكر بها ،، فكيف وهو بجانبها !!؟
لنعود بتفكيره الى احد الايام الماضية حيث مشهد قصير في هذه الرواية.. حين رفع علبة حمراء مربعة الشكل وقدمها لريم وهو يقول " أتمنى أن تعجبك "
ابتسمت بحياء وهي تلتقطها من بين يديه لتلامس اصابعها الرقيقة جزءاً من يده وتشعر بإلكترونات حرة تسري في جسدها فازدردت لعابها بصعوبة وشرعت بفتح العلبة بلهفة وحب لتبتسم أخيراً وهي ترى عقداً بسيطاً يتوسطه فراشة صغيرة لتعاود انظارها الى رائد وتقول بامتنان "شكراً جزيلا حقا انه جميل "
بادلها بابتسامه " لا شكر على واجب.. برغم انه شيء بسيط.."
قاطعته ريم وهي توجه العقد له " هيا البسني اياه.."
قال باضطراب " ماذا؟!"
ريم بالحاح "هيا يا رائد"
امسك رائد العقد بارتباك ثم اعطته ريم ظهرها ورفعت خصلات شعرها ليفكه ويتجه بيديه المهتزتين امام وجهها ليأخذ الطرف الاخر من العقد ويشبكه بارتباك شديد حول عنقها النحيله... وفي ذات الوقت تكون ريم تتخلص من خجلها وارتباكها بكلامها الذي وجهته وهي تقول " ان جدتي تقول الهديه ليست بثمنها بل بقيمتها.. وتكون قيمتها بنفس المقام الشخص الذي اهداك اياها في قلبك.."
ابتسمت وهي تعاود الالتفات اليه " انه جميل جدا شكرا لك.."
" لقد لاق بكِ كثيراً" رائد بحب
" وعدي لك لن اخله من عنقي ابداً"
تساءل باستغراب وسعادة كبيره " وعد؟!"
اومأت رأسها " وعد..."
وعود بسيطة ولكنها جميله في لحظات تلمس بها اوتاراً حساسة في القلوب نقولها لمن لهم مكانه عظيمه في قلوبنا... فوعد ريم بعدم خلها ذلك العقد .. وعدا بسيطا ولكن يحمل في ثناياه حبا كبيرا لا تريد فقدانه....
وبعد تفكيره الطويل ذاك وشعوره بذلك الشيء الجميل الذي لا يستطيع تفسيره.. وتلك الراحة الكبيرة اغلق عينيه بهدوء ثم راح في سبات عميق....

************
يتبع،...



 توقيع : جنــــون




مواضيع : جنــــون


قديم 03-11-2020   #2


الصورة الرمزية جنــــون

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 752
 تاريخ التسجيل :  Feb 2010
 أخر زيارة : منذ 4 ساعات (01:47 PM)
 المشاركات : 3,303,263 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل : Azure
افتراضي




بعيدا عن هذا الليل الموحش دعونا نقلب صفحه من صفحات حكايتنا لنستقر في التاليه ونذهب الى اليوم التالي حيث اطلقت الشمس اشعتها الذهبيه والتي اخترقت بقاع العالم اجمع وعلى مائدة مستطيله الشكل حيث امتلأت بالفطائر وبعض الالبان والاجبان..
تنهد الجد ووضع كوبا من الشاي جانبا ليتساءل بصوته الوقور " اذا يا قمر اخبرينا ماذا قررتِ بشأن العمل"
اتجهت الانظار جميعها الى قمر فرفعت رأسها باتجاه جدها ثم قالت وهي تهز كتفيها " لا ادري ما رأيك انت ؟"
"برأيي انه عمل ممتاز..."
قالت ريم بحماس " ثم انك موهوبه جدا تأخذين بعضاا من الدروس احتياطا"
قالت قمر بهدوء " لا ادري"
وضع رامي قطعة الخبز ثم قال "اسمعيني جيدا يا قمر ( وهنا وجهت نظرها الى رامي ولسوء الحظ التقت عيونها بعيون رجلها الحديدي فشعرت بغصه كبيره.. ولكنها اذعنت لكلام رامي تحاول جاهدة ابعاد عيونها عنه ) العمل في شركه مثل شركه العم وليد امر جميل.. ويكسبك بعض الخبره.. وكما قالت ريم فانت تتحلين بموهبه ثم انهم اصداقئنا منذ زمن هذا يعني لا داعي للخوف.. وكما قال البارحة انهم يبحثون عن الموهبة لا حاملي الشهادات.."
اكملت ريم "كوني على ثقه من ذلك ان العم وليد طيب جدا..لولا ذلك البغيض ابنه ..."
قاطعتها الجده " لا تشوشوا تفكيرها انه قرارها هي... تستطيعين التفكير يا عزيزتي قمر لأي مده تريدين"
ابتسمت قمر ابتسامه شاحبه ثم عادت تعبث في محتويات وعائها من جديد شارده الذهن تفكر بعرض العمل الذي عرضه عليها العم وليد الرجل الذين ذهبو اليه البارحه لاقامة الشواء في منزله.. صاحب شركه لانتاج الاحذيه والحقائب.... فبعد معرفة ابنه المدعو كمال بانها تمتلك قدرات بالرسم.. وبما انه هو المسئول عن فرع الشركة الموجود هنا التي تم افتتاحه قبل سنين لا تتجاوز الست.. وبصفته احد المسئولين عن قسم التصميم.. فقد اراد انضمام قمر الى فريق العمل.. مع قليل من التدرب.. ووضعها تحت المراقبه..
هل تقبل ام تراها ترفض ؟؟ لقد حلمت بمستقبل باهر تنتج به اعمالها الخاصه.. وذلك المستقبل الذي حلمت به سيتحقق ولكنه ناقص..من عائله تشد من ازرها... اب يقف معها ويوجهها نحو الطريق الصحيح وام يتيسر طريقها بدعوات صادره من قلبها الطيب.. تنهدت بعمق وازاحت نظرها عن وعائها لتلتقي عيونها الحائره بعيونه.. لم تستطع حينها التنبؤ بمعنى تلك النظره الثاقبه كانت ابعد ما يكون لتفسير عيونه اليوم تريد التفكير بمعجزه ظهرت لها...فاعادت نظرها بهدوء الى ريم التي تأففت ممسكه هاتفها تنظر الى شيء ما...
تساءل مجد ليجلب انتباه محبوبته له ولكن فشل بذلك" ما بها فتاتنا الخرقاء؟"
وضعت ريم هاتفها جانبا واجابت " لقد رأيت شيئا ما"
" ام تراه حبيبها الجميل لا يكترث بها " رامي بسخريه
تجاهلته ريم واكملت تناول طعامها بهدوء..
اقتربت قمر منها وقالت " انها امل.. اليس كذلك؟"
مجد باستغراب " ماذا هناك؟؟ ما بها امل"
" لا شيء" ريم بلا مبالاة
" ياا للعجب تحدثت اليها البارحه و......"
مهما كانت قمر تحاول تجاهل وجوده.. الا ان الغيره كان دافعا قويا للنظر اليه وعيونها تشن حربا قاسيا عليه.. عيونها التي لمست وترا حساسا في قلبه.. بل كانت عيونها العسليه الموجهة نحوه هي نقطة ضعفه.. لذلك فضل الصمت وهو يحاول ان يخمن سر تلك النظرات..
وفي هذه الأثناء حيث انشغل مجد في تحليل سبب تلك النظرات العدوانيه التي وجهت نحوه.. وقد كان البقيه كل بتفكيره وطعامه.. اقترب رامي من جدته وقال لها بصوت هامس " انظري الى حفيدك ذاك.. تصرفاته غريبه في الاونه الاخيره لقد ازال قناعه القاسي"
رفعت رأسها اليه وقالت " سيغادر غداً..."
اومأ رأسه بتفهم ونظر نظره خاطفه نحو قمر محدثا نفسه " ان الحزن بادي على وجهك كثيراً..." ثم اكمل حديثه مع جدته "ألن تمنعيه.."
وفي هذه اللحظه حيث اجابته الجده كان مجد يحاول الخروج من سجن عيونها الذي وقع فيها اسيرا... اذعن لصوته الداخلي بعد ان امره بالهروب فالتفت حيث رامي الذي كان يتحدث الى الجده بتمتمات فتساءل " بماذا تتحدثان ؟"
فتح رامي عيونه حينها ب تفاجؤ بينما عادت الجده الى وضعيتها الهادئه وبقيت الاجابه على رامي فحك رأسه واجابه بتلعثم وهو يحاول تلفيق اي شيء " كنا نتحدث.. بما انه اخر يوم نقضيه هنا.."
مجد بشك " اذا ؟؟"
قالت الجده " نزهة .. "
ابتسم رامي ببلاهة " اجل نزهة جميلة..ما رأيكم يا فتيات؟"
لم تعترض ريم فكانت تعابير وجهها تدل على الموافقه وهي تهز رأسها بمعنى لا اعتراض ممسكه هاتفها تعبث بأزراره... في حين أيدت قمر الفكره بحماس لعل عقلها الباطني يصل الى نهاية الطريق الصحيح وتستطيع اخراج وتشتيت تلك الطاقه السلبيه التي علقت في عقلها وقلبها...


وبعد مرور الوقت كانت السيارة الحمراء مكشوفه السقف قد انطلقت في طريقها العشبي الطويل الذي تخلله مزيج من الضحكات تارة والأحاديث تارة اخرى....
بينما قمر كانت من الفريق الذي لا يشارك الا بالشيء القليل تستمتع بصمت ونسمات الهواء الدافئة تداعب وجنتيها طوال الطريق وتخاطب شعرها المجعد الذي يحلق بكل حريه وهي شارده الذهن باسمه المحيا وبريق الاعجاب في عينيها الناعستين جاهله الكم الهائل من الابتسامات والنظرات الخاطفة التي وجهت اليها...
الا أن..
...............
...........
.......
.....
...
.



توقفت السياره


" واخيرا وصلتم.."
صدر ذلك الصوت عندما ترجل جميعهم من السيارة وبدأت ريم بالسير برفقه رامي بينما كانت قمر تتناول من مجد غطاء احمر بأنامل مرتجفة.. وما كان من ريم الا ان عبست وجهها وتأففت وقالت بضيق كبير: "من الذي دعا ذلك البغيض الى هنا.."
ثم بسرعه فتحت عيونها بغير تصديق واتجهت بنظرها حيث رامي متوعده، الذي ارتسمت على وجهه البراءة وتحدث كاتما ضحكته من شكل ريم الحانق " لست انا.."
لتمضي في طريقها غاضبه كرياح هوجاء عاصفه.. وفي نفس الوقت تكون قمر قد رفعت رأسها وهي تزدرد لعابها من التوتر وتبدأ بالسير ليأتي من خلفها مجد مرتدياً بنطاله الاسود وقميص بنفس اللون.. وكاد ان يتعداها لولا تلك النظره الجانبيه التي القاها عليها و....
قطبت جبينها باستغراب وهي ترى رامي يتحدث الى ذلك الغريب الذي اعاطاها اياه ظهره.. ابتسمت مجامله عندما تعرفت الى ذلك الغريب الذي استدار وبادلهم الابتسامه وقذف في قلب ذلك المجد غضب كبير ليجعله يقترب منها ويتحدث بنبره قاسيه (تجعل الحجر يتكسر فكيف بقلب تلك القمر) كاظما غضبه "خبئي تلك الابتسامة اللعينة.. "
ومضى في طريقه تاركا اياها تحاول استيعاب تلك الكلمات التي خرجت من فمه كسموم قاتله.. تقف هي بحيره تحاول ان تهضم كلماته بدون حدوث الم ولكن دون جدوى!!
وهو الا يستمتع الا بقذف حممه البركانية الحارقة عليها؟؟! ألا يكتمل يومه الا بمس الضرر في قلبها وشن حروبه الدامية !! ألن يمر يومها بسلام أبدا خاليا من كلامه الجارح.. نظراته الثاقبة.. !!!
أخذت نفساً عميقا ورفعت رأسها للسماء الزرقاء الصافية وهي تشد بقبضتيها على الغطاء الذي تمسكه ثم اخرجته وهي تعود برأسها الى وضعيته السابقة... لتلتقي عيونها الناعسة بعيونه الرصاصية الهادئة التي انعكست اشعه الشمس عليها لتبدو اكثر جمالا وسحرا.. وكأنها موجات مغناطيسيه تأسرها وتجذبها نحوه....
ألم يخطأ نيوتن عندما اعتبر اتجاه الجاذبية نحو مركز الارض وليس هو ؟؟!
**********

وبالعوده الى المكان الذي انطلقت منه السيارة وفي شرفه تطل على بحيره صغيره يسبح بها بعض اسراب البط وضعت كوبها ببطء وهي تستمع الى زوجها الذي قال بهدوء "افكر في ان انقل فرع الشركه الذي يوجد في فرنسا الى هنا.."
قطبت جبينها وتساءلت باستغراب "لماذا؟!"
"وجود ذلك الفرع هناك لا يحل علينا بالفائده.. بل يأتينا بالمشاكل.. (صمت قليلا وهو ينظر الى الفراغ ثم اردف ) حفيدك مجد ليس على ما يرام في الاونه الاخيره.. انه لا يجلس معنا كما في سابق الزمان.. نراه شارد الذهن ودائما متعب يشغل نفسه بالعمل مع انه هنا للاجازه.." تنهد ثم اكمل " ثم ذلك الامر .. انه المشكله الاكبر.."
قالت الجده بحزن " انه حاليا خارج البلاد و..."
قاطعها بحده " قلت لك ان تكفي عن مراقبته... ( ثم بنبره تحذير) انا لا اريد لاي احد ان يتأذى وانت تعلمين ما اقصد تماما فلذلك علينا العوده بسرعه الى المدينه قبل ان يحل شيء سيء.. ثم و وانه بعد طول هذه السنين لن يتجرأ بمواجهتنا.."
نظرت اليه بقله حيله وهو يمضي للداخل ثم وضعت يدها ناحيه قلبها عندما شعرت بوخز خفيف و اخذت تدعو بداخلها ان يحل كل الخير للعائله وان لا يمس احدهم اي ضرر...

*****


المكان مليء بالأشجار الخضراء الباسقة.. الأزهار الملونة.. وذلك الجدول الصغير يلهو بمياهه الأطفال ويتراشقون بمياهه الباردة المنعشة.. و الفتيات اللاتي تلعبن بالحبل يقفزن بسعادة كبيره فتتطاير خصلات شعرهم بكل حريه في الهواء الطلق... وفي زاويه اخرى بائع غزل البنات الذي يصرخ فيتهادى عليه الصغار والكبار...

وفي زاوية صغيره من هذه الحديقة الكبيرة جلس ابطال حكايتنا من جديد منضماً اليهم بطلاً جديداً .. لم تكشف هويته حتى الان.. يبدو شاباً في بداية الثلاثين من عمره.. ذو وجه بشوش ولحية خفيفة.. جلس متكئاً على يده اليمنى ويبدو انه قد شعر بالملل وهو يقول "هل سنبقى ننظر لما حولنا بغباء.."
نظرت اليه ريم وأجابته ببرود قاتل "ان لم يعجبك ذلك.. فيمكنك ان تذهب.." قالت ذلك وهي تشير بيدها بمعنى ان ترحل.. ابتسم ابتسامه خفيفة فالتفتت عنه بامتعاض... ثم لفت نظره قمر وهي تتوجه الى بائع الغزل.. هي لا تشبه ريم ابدا.. فهي هادئة وتبدو غامضه بعض الشيء انطوائية على نفسها... وربما ذلك لأنها عاشت بعيدا لوحدها... فيها روح طفله برغم. انها في التاسعة عشر من عمرها.... تذكر ليله امس في منزلهم حيث تفاجئ بتلك الفتاة فهمس له والده انها حفيدتهم التي كانت تعيش في الميتم.. وكيف بدت هادئة وحاول التحدث اليها وكانت اجاباتها مقتضبه ابتسم عندما اخبرهم رامي عامدا عن موهبتها في الرسم واكدت ذلك ريم المشاكسة.. فما كان منه ومن والده الا ان عرض عليها العمل معهم.. بحكم انهم يملكون فرعا صغيرا لشركه انتاج ضخمه في البلد تكون بادئ الامر تحت مراقبه المصممين المحترفين بالمكتب..
خرج من ذكريات الامس واقترب من رامي حينها ليقول له "تلك ابنة عمك.. ممم قمر ,, ماذا قررت بشأن العمل؟؟!"
نظرت اليه ريم وهي تناول رامي الشطيرة والذي اخذها وهو يقول "ليس بعد...."
"ربما لم يعجبها عرض العمل ذاك.." ريم باستخفاف..
هز رامي رأسه بمعنى لا و " لا اظن ذلك لأنه.."
تسائلت بسخريه "هه ولماذا؟!"
وقبل ان يهم ذلك الشخص المجهول بالإجابة.. انطلق صوت رنين هاتف ريم الذي أضاءت شاشته باسم جيداء.. فقفزت من مكانها بسرعه وسعادة كبيرتين.. فيما اكتفى رامي بالرد على رسائله الإلكترونية بعد ان ابتسم على شقاوة ريم.. واكتفى ذلك الغريب وقد لمعت عيونه الخضراء الداكنة ببريق الاعجاب بعد ان جال بنظره وارتكزت عيونه على احدى الفتيات.....


وعلى بعد عده مترات.. وبعد ان اشترت غزل البنات والتفت لتعود بكل سعادة حيث يجلس الجميع تنهدت وهي تنظر بحزن.. وتساءلت بينها وبين نفسها اين اختفى ذلك الجليدي.. زفرت بحراره وهي تطرد شبحه الجميل عنها.. ولكن قبل ان تمضي في طريقها عائده.. التفت حيث صوت البكاء فأخذت تنظر ببراءة وحنان الى تلك الفتاة الصغيرة التي كورت نفسها فتقدمت اليها عده خطوات وتساءلت " لماذا تبكين ايتها الجميلة..؟!"
رفعت تلك الفتاه الصغيرة رأسها وقالت من بين دموعها "اردت بعض الحلويات.. ولك.. لكن سوزان اختفت.."
نزلت قمر الى مستواها واخذت تمسح على رأسها ثم مدت لها غزل البنات بابتسامه حانيه "خذي هذه.."
انفجرت اسارير الفتاه ومسحت دموعها بسرعه "شكرا لك.."
وسرعان ما امتدت يدها الصغيرتين امام انظار قمر.. تنظر الى هذه الصغيرة وهي تتذكر طفولتها في زوايا الميتم.. حيث كانت تلعب مع الفتيات اشباهها لعبه الاختفاء.. وقفز الخبل.. وباللعب المصنوعة من القماش وغيرها...
وعندما كانت قمر تعود بذكراها الى الم الماضي.. كانت الصغيرة تنظر باهتمام الى ذلك الرجل الضخم الذي وقف بقامته العريضة.. مشكلا ظلا يحجب اشعه الشمس عنهما... ثم ازدردت لعابها بخوف.. ونظرت الى قمر برعب وقالت وهي تمد يدها الى الاعلى.. "هذا..ال..." وتوقفت عن الكلام عندما رأته يهبط ناحيتهما فارتدت بسرعه حيث الشجرة.. بينما هو شعر بنظراتها المذعورة فمسح على شعرها الذهبي بحنان والتفت حيث قمر التي تجمعت تلك الدموع في عيونها.. خفق قلبه من شده الخوف.. فأخد بوجهها الصغير بين كفيه وسألها بخوف.. " قمري هل انت بخير.؟؟!"
ارتخت يداها على قدميه من دون اي شعور منها.. فقد كان كل شيء فيها قد ذهب بعيدا.. حيث المكان الصغير الذي عاشت به.. حيث آلامها وآهاتها.. وحدتها وضعفها.. تذكرت كل ذلك .. فهي رأت نفسها في هذه الفتاه... تذكرت طفولتها الأليمة وشعرت بالحنين الى ذلك الالم الصغير الذي كبر ونما معها.. مع كل عام يتجدد في وحدتها...
وقد شعر هو بالخوف الشديد عندما كانت متجمدة امامه.. تنظر الى الفراغ ودموعها متجمدة بين جفونها.. تحتاج قوه كبيره لاخراجها حتى ترمي من داخلها تلك الهموم... ولم ينبه الا وهي ترمي نفسها على صدره القاسي.. الذي اخذ يرتفع ويهبط بخوف.. واخذ قلبه ينبض بسرعه... ثم اغلق عينيه بألم... وبعد عده دقائق شعر بوجهها يتحرك ففتح عيونه وكانت مازالت تنظر الى الطفلة... ثم همست له وهي ترفع رأسها " هلا اخذتني من هنا.."
امسك يدها وساعدها على النهوض حيث كانت الصغيرة تشاهد ما يحصل امامها باستغراب وخوف.... وسرعان ما نهضت بحماس عندما لمحت مربيتها تتخبط في البحث عنها بالأرجاء تاركه غزل البنات الذي اشتهته على الأرضية العشبية لتستقبلها المربية بخوف .. ثم قالت وهي تلهث "اين كنت يا ملاك.. ابحث عنك.."
اجابتها ملاك: "كنت اريد غزل البنات.. واعطتني اياه فتاة كبيرة مثلك.. شعرها طويل وجميل يشبه.."
قاطعتها: " حسنا.. لا تبتعدي عني.. ماذا سيقول والدك ان حصل بك مكروه.."
امالت الطفلة رأسها وقالت " لا يقول شيئا.. ادافع عنك.. اقول له سوزان لم تفعل شيئا.."
ابتسمت سوزان لبراءة الطفلة ثم نظرت عائده لخلفهم وهي تستغرب الامر بل الشخص الذي رأته.... هزت رأسها و سارت وهي تفكر....

وعلى ضفة النهر حيث افلتت منها ضحكه ثم قالت وهي تتحدث عبر الهاتف "حسناً حسناً.. لا تقلقي .... ابلغي سلامي... الى اللقاء عند عودتي.."
ثم انهت مكالمتها وهي تدخل هاتفها في جيب سترتها.. وهي في قمه شرودها.. ومع ابتسامتها الحالمة اذ بصوت هامس من خلفها جعلها تنتفض بخوف.. فترتد للخلف لتصطدم به مع ضحكاته التي تعالت " هل تعلمين انك جميله عندما تخافين؟!"
ابتعدت عنه وهي تضع يدها على صدرها ثم قالت وهي تقلده " هل تعلم انك بشع.."
قاطعها بسخريه " حقاً؟؟!"
اردفت بقهر " ألن تتغير ابداً.. اقصد عاداتك هذه.."
ابتسم ثم " وهل سمعت بأن كمال وليد ..حفيد السيد غالب.. صاحب اكبر شركات.."
قاطعته بملل "ولم يتغير غرورك ايضاً.."

وقبل ان نكمل هذا الحديث.. دعوني اكشف لكم هذا الشخص الجديد ´´ كمال´´..اذا اسمه كمال.. ذلك الشخص الذي استقبلهم على بوابه الحديقه.. والذي اظهر ملله بالجلوس.. وكما قال فهو الحفيد للسيد غالب.. صديق جد ابطال حكايتنا.. صاحب اكبر شركات لانتاج الحقائب والاحذيه.. والتي استلمها من بعده وليد والد ذلك ال (كمال) ...عريض المنكبين يملك من الطول ما يجعلك ترفع رأسك للنظر الى عيونه الخضراء الداكنة.. ولحيته الخفيفة التي زادت من جاذبيته.. يقف واضعاً يديه في جيبي بنطاله بابتسامه اظهرت تلك الغمازة على خده الايسر...

والان لنعود بشريط حكايتنا عندما قالت له بملل " ولم يتغير غرورك ايضاً!!"
ابتسم ليقف بمحاذتها ويقول " انا لا اتغير بسهوله على اصدقائي.." صمت قليلا و تنبهت الى كلامه الذي يلمح به شيئا.. ثم اردف متسائلا " لماذا يا ريم ؟؟!"
نظرت اليه ببرود ثم قال. وهو يمسك كتفيها ويديرها ناحيته " كنت صديقه طفولتي وما زلت كذلك.. قبل اقل من شهر كنا نتحادث كثيرا بعدها انقطعت تلك العلاقة.. لا اريد ان اخسر صداقتي معك ابدا.."
تنهدت بضيق " ولا انا.. ولكن.." صمتت وهي تطرق برأسها عندما سمعت زفيره القوي.. و
"هل كل هذه المعاملة السيئة من اجل ما تحدثنا به..."
"هلا صمت.." ريم بحده..
اومأ رأسه " حسنا.. ولكن اريدك ان تعلمي لقد قلقت لأجلك.. ربما لم يكن كلاما صائبا حينها وربما تدخلي بالأمر ليس من شأني ولكن من خوفي وقلقي.." صمت قليلا ثم قال برجاء " من اجل خاطر ايامنا السابقة.. عودي كما عهدتك الصديقة والرفيقة.." صمت قليلا ثم امسك يدها وقال بندم " حقا اعتذر لسوء تصرفي.."
سحبت يدها من بين يديه و نظرت اليه بتردد وهي تحوم فوقها سحابه من الافكار.. واكتفى هو بأن بادلها بالابتسامة قبل ان يذهب... و التفت عائداً تنظر اليه بجمود حينما كان يمضي في طريقه ثم عادت بعيونها الحائرة المترددة الى البحيرة...


وسارت عقارب ساعه حكايتنا لهذا اليوم بسرعه كبيره لتبقى احداثه.. مخفيه عالقة في الذكرى.. فإما ان تكون ذكرى جميله او قبيحة..؟؟!

وكانت الشمس قد شارفت رحلتها على الانتهاء ليحل محل نورها.. نور اخف يرافقنا كل ليله ويشهد احزاننا.. فرحنا.. وتعبنا.. وبعض الاحلام التي ننتظر تحققها....
وبدأت السماء بارتداء ثوبها الاسود يتجمل بنقاط بيضاء صغيره اشبه بالنجوم.. يتوسطه القمر المضيء....
وكان ابطال حكايتنا قد حطت اقدامهم عتبات المنزل.. ولكن قبل ان تستقر اجسادهم داخله.. اقبلت الخادمه وقالت " سيد مجد.. السيد مازن يريدك حالاً.."

اومأ مجد برأسه وقبل ان تجره قدماه حيث الفناء الخارجي القى نظره خاطفه عليها.. وعندما وصل حيث جديه.. رآهما يجلسان حول مائده خشبيه مستديره.. فيتقدم نحوهما ويجلس وبابتسامه" يا تراه ما الامر المهم الذي استدعياني من اجله السيد مازن والسيدة زينب؟!"
حاول الجد ان يكون ذو نبره حازمه "أليس عيبا ان تلفظ أسماءنا فقط.."
ضحك مجد ثم قال " ماذا افعل ان كنتما مقربان الي جدا.."
ابتسم الجد ثم اشار الى الجدة ان تتكلم و....
و على عتبات السلم الداخلي..تساءل رامي بغرابه وهو يفكر " ماذا تراه الامر الطارئ.."
اجابته ريم بتعب " ربما سفره المفاجئ..؟!"
"هل تظنين انه سيمنعه..؟!"
لوت شفتيها بسخريه " مجد!! قل لي حقا من يستطيع اقناع عقله الصخري؟؟و ان رضخ لهما يوم !! يومان!! ثم يذهب "
ومضى كل منهما في طريقه اما قمر!!!
توقفت وقد انسكب على وجهها الماء البارد ليجعلها تتصلب في مكانها تشعر بانفجار ضخم قد حدث في قلبها لتتناثر اجزاءه.. قطعا صغيره,,, وتنشب نيراناً حارقه وتثور براكين داخلها... يجعلها تتذكر ذلك الموقف عند الاسطبل.. سيترك بلاده.. عائلته.. منزله.. بسببها هي.. هل حقا هي السبب!! ام انها تتوهم؟! ولكنها سمعته وهو يحدث خيله...
كان كل شيء فيها يسير ببطء.. حتى هي,, كان سيرها هادئا مخيفا.. وكأنها قطعه من الصخر ثقيلة.. تجر نفسها بصعوبة وهدوء كبير ومشاعر شتى تداخلت في بعضها...
جلست على سريرها وعيونها ما زالت مركزه على امام.. خلعت سترتها القطنية ووضعتها جانبا.. ووضعها المريب ذاك يجعل النفس تحزن على حالها.. فقد انتباها صمت عميق وشرود.. واخذ الحزن يزداد شيئا فشيئا... وقد تحجرت الدموع في مقلتيها وكان حزنها يمتص قلبها امتصاصا.. فيسلبها كل القوه المخزونة التي بداخلها ليجعلها تأوي الى فراشها تبكي بصمت دون ان تخرج دمعه واحده...



وفي الغرفة المجاورة وبعد مرور نصف ساعه.. كانت ريم قد اخذت حماما ساخنا بعد تعب هذا اليوم....
خرجت من دوره المياه وهي تجفف شعرها القصير الذي بلون الشوكولا بمنشفتها الحمراء.. اخذت مشطها ثم جلست لتبدأ تمسك خصلات شعرها و...
" كمال.. كان يبدو صادقا بكلامه اليوم.. انه صديقي منذ زمن طويل.." تنهدت وهي تمسك خصله اخرى وتبدأ بتمشيطها " حسنا.. انه صديقي.. ربما تسرع مثلما قال.. ولكن..." اغلقت عيونها بتعب. ثم اكملت " لا يمكنني التخلص منه بسرعه والابتعاد عنه.. بسبب موقف سخيف.. لقد حاول جاهدا اصلاح صداقتنا ولكن انا من كنت امتنع.."

نظرت الى هاتفها المحمول الذي ظهرت صورته عبر المرآه لتلتفت الى سريرها.. و كان بوضع الهزاز وقد اعلنت شاشته عن وصول رساله.. نهضت من ذلك الكرسي وتوجهت حيث سريرها..
" هل سامحتِ فقير الحظ؟؟!"
ابتسمت ثم اخذت تنقر ازرار هاتفها و تحدثت وهي تجلس بعد ان وضعت هاتفها على اذنها " هل الالحاح عاده جديده ؟؟!"
جاءها صوته خاملا " هذا ليس اجابه على سؤالي..؟!"
" ماذا تريد اذا؟!" رفعت حاجبها وكأنها تحادثه وجها لوجه
" ممم لا ادري.. ما رأيك؟!"
"حسنا.."
" حسنا.. ماذا؟!" والاستغراب طاغيا على نبرته
وقبل ان تنطق جاءها صوته مع ارتطام شيء بالأرض " حقا.. سامحتني.."
ضحكت ثم " لم لا ايها الاخرق.."
تنهد براحه " كم هذا جميل.. ايتها الخرقاء.. حسنا تصبحين على خير ايتها الجميلة.."

وبعد ان اغلقت تساءلت بصوت عالٍ " ألم أتسرع..؟!"

" هل شقيقتي الحمقاء تتحدث الى نفسها كالمجنونة..؟!"
شهقت بقوه ثم التفتت اليه " ألم يعلمك احد ان تطرق الباب..!!"
حك جبهته ثم توجه الى السرير وهز رأسها نفياً.. ثم اردفت بثقه " وشقيقتك يا عزيزي لم تكن تتحدث الى نفسها.. (وقفت وهي تسير بثقه واكملت) كنت احدث كمال؟!"
تكتف فأكملت " هل تظن ان كمال جيد ؟!"
نظر اليها بتمعن ثم وهو يغمز لها " هل تخليتِ عن رائد وذهبتِ لكمال"
ضربته بالوسادة التي كانت بجانبها ليتصداها ويردها اليها وهي تقول بحده " انت مجنون.. هل يمكن ان اتخلى عنه.. ( ثم بحب) انه حبي الاول"
ابتسم وقال بألم " ربما يأتي اكثر من حب ولكن... "
قاطعت ألمه " لا.. لا يمكن ان اتخلى عن حبه.." ثم نظرت اليه نظره ذات مغزى " لماذا أتيت الى هنا؟!"
مجد بعدم فهم " ها.. ماذا؟!"
اقتربت منه " اخبرني هيا.."
صمت قليلاً.. ثم اخذ قلبه يتحدث بالنيابة عنه... وفي نهاية الحديث قالت ريم وهي تتوجه نحو المرآه لتضع مرطبا لوجهها " حسنا لا تقلق.. سأفعل كما طلبت.."
مجد بتأكيد " احتاجها قبل ان نغادر من هنا.. لذلك.."
قاطعته ريم بحزن " لك ما تريد.. ولكن ألم يستطع جدي منعك.."
اشار اليها بمعنى لا.. ثم نهض من مكانه " سأذهب رغما عن الجميع.. تصبحين على خير يا شقيقتي.."
نظرت اليه وهو يخرج ثم تنهدت وهي تعاود استخدام المرطب الخاص بها..


ظلت قمر على حالها حتى وقت متأخر من الليل.. وكانت قد اخرجت كل شيء بداخلها وهي تحتضن عقد والدتها المكسور وتتحدث اليه...

شعرت بألم الحاجه للماء.. والصداع الذي لازمها لبرهه من الوقت عندما اعتدلت في جلستها بشكل مفاجئ.. نظرت الى الساعة وكانت تشير عقاربها الى الثانية بعد منتصف الليل.. بالتأكيد ان الجميع قد خلد الى النوم منذ زمن وأنهم في سباتهم العميق.. فمن الممكن ان تذهب لشرب الماء.. ولكن عليها اولا ان تغسل وجهها وتعدل شعرها الذي تناثر بعشوائية عندما نهضت جالسة.. وفعلا اول ما قامت به هو ان نهضت من على سريرها وتوجهت بعدها الى دوره المياه بخمول شديد.. غسلت وجهها عده مرات بالماء البارد لعل وعسى ان يذهب اثر البكاء.. ولكن لا جدوى فالحزن قد صبغ الوانه فكانت عيناها مطفأتين ذابلتين...
خرجت من غرفتها ولم تأبه بشيء.. بدأت بنزول عتبات السلم على رؤوس أصابعها بخفه وهدوء.. وعندما حطت اقدامها الطابق الارضي وبدأت بالتوجه الى الركن الذي يقبع به المطبخ.. توقفت واستولى عليها الخوف الشديد عندما سمعت ذلك الدوي القادم من المطبخ.. والارتطام القوي بالأرض جعل قدماها تسيران بسرعه وارتجافه كبيرتين.. شعرت قلبها يدق بطبوله بسرعه كبيره وبشده تجاوز المعدل الطبيعي لعدد نبضاته في الدقيقة....


كان الزجاج قد تناثر على الأرضية وقطرات الدم الحمراء قد شنت غزوها لتشكل بحيره صغيره عليها.. يقف معطيا للباب ظهره و انفاسه تتلاحق.. وبرقم ضعف الإضاءة في المكان الا انا استطاعت رؤيه الدماء تلوث الأرضية...وباندفاع تقدمت نحوه بسرعه ليجعله يستدير باستغراب عندما سمع صوت تلك الاقدام الخافتة... وهنا كانت الصاعقة....
حيث توقفت امامه شديده الاضطراب.. الخوف.. الذعر.. الحزن.. وفجأة دون شعور منها غرقت اجفانها بالدموع...
تحدث ذلك الجسد الصخري الذي ينزف الدماء,, ذو الانفاس المتلاحقة.. الوجه المشدود.. العيون الغاضبة " لا داعي للخوف.. انه شيء بسيط.."
لا تعلم لم زادتها تلك الكلمات بكاءً.. ولكنها قالت من بين دموعها " اين عده الاسعاف..؟!"
اشار اليها بيده الى احدى الزوايا...لتذهب هي حيث يشير.. ويجلس هو بتهالك وانهاك ويداه تقطر دما.. ثم تعود وقد رفعت شعرها وثبتته على هيئه كعكه - كما نسميها - بإحدى اقلام الرسم التي تركتها مساء الامس في المطبخ.. حامله معها المعقم والقطن وبعض المستلزمات الاخرى...
جلست على الكرسي المجاور له وبدأت العمل اللازم القيام به... وبدأ هو بمراسم وداعه بأن ينظر الى انفها المحمر.. شعرها الذي يعشقه.. تفاصيلها الجميلة بكل حب.. حزن.. عشق.... فراق.. ثم. " لماذا؟!" سألته وهي توجه نظرها مباشره اليه فوجدته يتأملها بنظرات غريبه ازدردت لعابها.. وارتجفت يدها...
" متى تعلمت الاسعاف الاولي؟!" لم تهمها نبره السخرية التي اعتادت عليها.. فكل همها هو معرفه سبب ما قام به.. " لاا اظن ان سؤالك اجابه على سؤالي!!"
اجابها بسخريه "وهل تظنين مني ان اجيبك واطلعك على اسراري؟!"
نظرت اليه بمعنى لا يهم وعادت لجرحه.. ولكن توقفت عندما سألها " اذا اعلميني كيف تعلمت هذا؟!"
" الميتم.."...
اخرج زفيرً قوياً ثم قال " لم يسمحا لي بالسفر!!"
" ماذا؟!" قمر بعدم فهم..
طرق على رأسها " اجابه سؤالك ايتها الغبيه.."
اطرقت رأسها. بحزن " كل هذا لأجل عدم موافقتهم على سفرك"

ويبقى الصمت حليفاً له وصديقه الوفي الذي يلازمه معظم اوقاته... لتكمل قمر عملها بتعقيم جرحه بألم شديد... تنفست الصعداء عندما لم يكن الجرح عميقا جدا وتستطيع حل امره... عضت على شفتيها وشعرت بشوكه حاده تنغرس في قلبها وتخرج عده مرات عندما اطلق اهة خفيفه منه تعبر عن ألمه.. فتساءلت بقلق ممزوج بحزن مطرقه رأسها للاسفل " هل يؤلمك كثيراً؟!"
" داخلي يؤلمني اكثر" بعد ان خرجت منه تنهيده طويله.. فترفع رأسها والدموع تتساقط من عينيها تعكس بريقها الجميل.. جعله يكمل كلامه بكل صعوبه " ان هذه الجروح بسيطه مقابل الآلام التي تحرقنا من الداخل.." وبيده الاخرى يقوم بمسح دمعه قد انحدرت على وجنتها.. ثم يرجع خصله من شعرها المجعد الى الوراء ثم يقول موجها لها رساله " ولكن علينا ان نقف على اقدامنا ونكون اقوياء.. لذلك عليك ان لا تظهري عيونك الباكيه هذه لاحد.."
قبّل جبينها لتشعر بحراره انفاسه وحراره جسدها من التوتر.. و قبل ان ينهض من مكانه وبابتسامه شاحبه وهو يتحسس موقع الاصابه " شكرا لكِ"
وأخذ يسير بهدوء حيث بوابه المطبخ تاركا خلفه تلك الفتاه التي احمرت وجنتيها المخمليتين وشعرت بتوتر وارتجافه اوصالها وعطره الذي اسرها.. وعيونها التي اخرجت ما بداخلها من البلورات الثمينه ولكن....
ابت ذاكرته الا ان تتذكر ما قاله رامي و اخذ صدى الكلمات يتردد في طرقات عقله المليء بقمر..
" قمر تعاني من اضطراب نفسي جراء ما حصل لها، كانت قد تحسنت بعض الشيء ولكن، أنت..."
ثم همسَ بكلمات مبهمة وشد على قبضته

قبل أن يختفي،...






 
مواضيع : جنــــون



قديم 03-11-2020   #3


الصورة الرمزية مجنون قصايد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27626
 تاريخ التسجيل :  Jul 2014
 أخر زيارة : منذ 19 دقيقة (06:03 PM)
 المشاركات : 326,327 [ + ]
 التقييم :  2089095625
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Tan
افتراضي



ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد


 
 توقيع : مجنون قصايد









قديم 03-11-2020   #4


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 3 ساعات (03:02 PM)
 المشاركات : 1,101,079 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 
 توقيع : ضامية الشوق





قديم 03-11-2020   #5


الصورة الرمزية نبضها حربي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28286
 تاريخ التسجيل :  Apr 2015
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (10:44 PM)
 المشاركات : 68,361 [ + ]
 التقييم :  1397481073
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طرح رائع


 
 توقيع : نبضها حربي



قديم 03-11-2020   #6


الصورة الرمزية الغنــــــد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28230
 تاريخ التسجيل :  Mar 2015
 أخر زيارة : 10-28-2020 (01:39 PM)
 المشاركات : 152,131 [ + ]
 التقييم :  198494
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



طرح. جميل
سلمت الأنااامل

يعطيك العااافيه


 

قديم 03-11-2020   #7


الصورة الرمزية جنــــون

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 752
 تاريخ التسجيل :  Feb 2010
 أخر زيارة : منذ 4 ساعات (01:47 PM)
 المشاركات : 3,303,263 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل : Azure
افتراضي



يسلمو ع المرور


 
مواضيع : جنــــون



قديم 03-12-2020   #8


الصورة الرمزية روح الندى

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29723
 تاريخ التسجيل :  Jul 2018
 أخر زيارة : منذ 2 يوم (05:20 AM)
 المشاركات : 136,131 [ + ]
 التقييم :  382154
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : #Cadetblue
افتراضي



دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله


 
 توقيع : روح الندى










قديم 03-13-2020   #9


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28327
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (12:23 PM)
 المشاركات : 442,833 [ + ]
 التقييم :  2347158
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Pink
افتراضي








آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك


 
 توقيع : لا أشبه احد ّ!





قديم 03-13-2020   #10
http://www.tra-sh.com/up/uploads/1648853127783.gif


الصورة الرمزية ملكة الجوري

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29073
 تاريخ التسجيل :  Sep 2016
 أخر زيارة : 02-27-2025 (04:14 PM)
 المشاركات : 637,607 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


لوني المفضل : Darkkhaki
افتراضي



سلمت الايادي لـ إختيارك الراقي
أعطر التّحايا وأطيب المنى وكلّ الاحترام


 
 توقيع : ملكة الجوري







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[[جميع ترددات قنوات الرياضه بالعالم]] فصول الحب …»●[الروح الرياضيــهـ والتنافس الشريــف ]●«… 9 07-02-2011 08:12 PM
معــلومـاتــ شاملهـ عنــ ـالفشلــ ــالكلويــ !! ـرسم ـالخ ـيالـ …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 16 02-18-2009 09:32 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية