...

" تدبر قوله تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ
أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) البقرة 109،تجده دليلا واضحا على أن حرمان التوفيق
أقعدهم عن الإيمان ، فإنهم لم يحسدوا غيرهم عليه ، إلا بعد أن تبينت لهم حقيقته إذ محال أن
يحسدوا غيرهم على ما هو باطل عندهم ، وفى أيديهم ما يزعمون أنه خير منه .
الإمام القصاب / نكت القران 1 / 132
...
"فى قوله تعالى : ( وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ
هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) البقرة 111 ، دليل على أن كل مدع دعوى محتاج إلى تثبيتها ،
وإقامة البرهان عليها ، وإذا كان المدعى عن شىء لله : لم يقبل ذلك البرهان إلا عن الله تعالى ؛
لقوله فى الأيه التى قبل هذه ( قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا ) ؟ البقرة 80 .
القصاب / نكت القران 1 /136
...
" إذا ذكر أهل الكتاب فى القران بصيغة ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) البقرة 121، فهذا
لا يذكر الله إلا فى معرض المدح ، وإذا ذكروا بصيغة ( أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتابِ ) ال عمران 23 ،
فلا تكون إلا فى معرض الذم ، وإن قيل فيهم : ( أوتوا الكتاب ) فقد يتناول الفريقين ؛
لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط ، وإذا جاءت ( أهل الكتاب ) عمت الفريقين كليهما . "
ابن القيم / مفتاح دار السعاده 1 / 104
....
( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ) البقرة 126،
تأمل التلازم الوثيق بين الامن والرزق ، وبين الخوف والجوع تجده مطردا فى القران كله ،
مما يؤكد أهمية ووجوب المحافظة على الأمن ؛ لما يترتب على ذلك من أثار كبرى فى حياة
الناس وعباداتهم واستقرارهم البدنى والنفسى ، وأى طعم للحياة والعبادة إذا حل الخوف ؟
بل تتعثر مشاريع الدين والدنيا ، وتدبر سورة قريش تجد ذلك جليا . أ . د . ناصر العمر
...

( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) البقرة 74
فائدة تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن فى الموجودات ما هو أشد صلابة منها :
هى أن الحديد والرصاص إذا أذيب فى النار ذاب ، بخلاف الحجارة . ابن سعدى / تفسيره ص 55
.....
" خص الله اليهود بتحريف كلامه فى مواضع كثيرة ، وهاهم اليوم يجددون هذا المسلك بما
أعلنت عنه وزارة خارجية إسرائيل من إطلاق مشروع عالمى لتفسير القران بعنوان : " قرآنت "
ليكون ـ بزعمها وسيلة تربوية ، فعلى المسلمين أن يحذروا من الوقوع فى هذا الفخ ، وليتأملوا جيدا
قول الذى خلقهم وكشف أستارهم :
( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ الله ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة 75.
....
"إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم ، فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى ،
كقوله تعالى : (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )البقرة 106
وقوله : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ ) النساء 130 وفى هذا المعنى أيات كثيرة "ابن السعدى "
فحاول وفقك الله أن تقيد بعض نظائر هذا المعنى الذى نبه إليه الشيخ رحمه الله .
القواعد الحسان فى تفسير القران ص 103
..