![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
الفصل السابع
____ لم يكف عايض عن الضحك منذ الأمس . ينشغل قليلا , ثم ما إن يتذكر ما حصل ليلة الأمس , يعاود الضحك . يشعر بروحه ترفرف من شدة السعادة . كيف لا , وهو قد رآها بالأمس ولو لعدة دقائق قليلة . وسمع صوتها . يشعر أنه أسعد إنسان في الكون . دخل إلى الاستديو بعد أن فتح الباب بمفتاحه , شغّل الأنوار وجلس على المقعد . فتح جهاز الحاسب , يبحث عن أبيات تليق بيُمنى , ليلحنها ويغنيها لها . بالأمس وقبل أن ينتهي تماما من تركيب الطاولة , واستمر بالغناء . أتاه صوت صراخ يُمنى من الداخل وهي تقول بغضب ( بنام يا ببغاء اسكت ) . انفجر ضاحكا هو ونجد وحتى حسناء اللاتي وصل صوتها إليهن . رفع هو صوته ( ابشري خلاص ما عاد بغني , بعتزل الغناء ) . أتاه ردها ( أحسن , تريح البشر وكل الكائنات الحية من صوتك الخايس ) . رفع رأسه حين دخل طراد ونظر إليه بإستغراب / مع مين تضحك . عايض بابتسامة / الناس تسلم أول . طراد / مو أنا كنت بسلم أصلا , انفجعت من شفتك تضحك لوحدك . وقف عايض واقترب منه وهو يضحك ويعانقه / حبيبي يا طراد , عندنا تسجيل بس شيء خاص مو طلب . أبعده طراد بقوة / لا والله انقلع , انت حتى من فلوس الطلبات يا الله يا الله تعطيني حقي . أمسك بكفه / تكفى يا طراد يا صديقي الحنون والله بعطيك أكثر من حق الطلبات , بس سجل . استغرب طراد أكثر , ليرفع كفه ويلمس جبين عايض / انت بخير ؟ اليوم مزاجك عال العال ما شاء الله , غير طول الأسبوع كنت كأنك عانس . عايض بابتسامة / أف لا تقول , صار اللي نساني كل الهموم , يلا عاد سجل لا تخيليني أترجاك كأنك انت مديري وأنا موظف عندك . طراد بمكر / تعلمني إيش صار وخلاك مبسوط لهالدرجة ؟ أسجل لك ببلاش . ضربه عايض بحنق / من متى ياخي صاير كذا ؟ خلاص ما أبي . طراد / أنا صديقك ليش تخبي عني ؟ ولا خايف أحسدك . عايض بغيظ / خلاص بعلمك , شفت حبيبتي أمس بالصدفة . ضحك طراد / ههههههههه وهذا اللي مطيرك من الفرح ؟ طبعا مو أبوك يبي يزوجك بالغصب عشانها ؟ خلاص بسجل . اقترب من الكرسي ليجلس , إلا أنه عاد والتفت مرة أخرى / لحظة تحب وحدة ثانية غير طليقتك ؟ ضربه عايض على كتفه مرة أخرى / ياخي بلاه هالتسجيل لو يخليني أقول لك أسراري كلها , لا يا ملقوف ما عندي وحدة ثانية , هي نفسها . عقد طراد حاجبيه / ومتأكد إنها بترجع لك مثلا ؟ عشان تقعد تحبها إلى الآن ؟ تغير مزاج عايض تماما , واسودّ وجهه عند هذا السؤال . هل ستقبل بالعودة ؟ تنهد بضيق / ما أدري , بس خليني أنبسط بهاللحظة على الأقل , وما راح يصير غير اللي كاتبه ربي . _____ خلف كتاب الرياضيات , تكتب هنا وهناك وبلا توقف . منذ أن دخلت المعلمة . لم تتمكن من التركيز معها أبدا . بل ذهنها شارد تماما . يوم الأمس بطوله كان مختلفا تماما , عن أي يوم آخر . في بدايته بعثرت حسناء كيانها بسؤالها , ثم إلقاء الخبر الصادم عليها . في نهايته شعرت بالحياة فجأة , حين أبصرت عيناها عايض دون سابق إنذار , ثم سماع صوته العذب وهو يغني لها . ضحكت فجأة وهي تتذكر الموقف , وخروجها إليه بمظهرها المضحك . لتبصر بطرف عينها رداء أحمر , تركت القلم وأقفلت الكتاب سريعا بارتباك وهي ترفع عيناها إلى المعلمة . التي نظرت إليها بحدة , ثم سحبت منها الكتاب رغم محاولات يُمنى في ألّا تستطيع أخذه . لتجلس أخيرا باستسلام ودقات قلبها تتسارع بارتباك . رفعت المعلمة صوتها بحدة / ماشاء الله إنتي جاية تدرسين ولا تلعبين ؟ أنا هنا قاعدة أشرح وانتي ماشاء الله تكتبين غراميات وعايض ومدري وشو ؟ وضعت الكتاب على الطاولة بقوة حتى انتفضت يُمنى عائدة إلى الخلف / أصلا من زمان وأنا عارفة إنه مكانك غلط في المدرسة , ولازم تدرسين منازل , لكن الحمد لله الحين لقيت لي حجة أحتج بها في الإدارة , يلا قدامي . ازدردت يُمنى ريقها بارتباك / ليش ؟ تكتفت المعلمة وصوتها يعلوا أكثر / ليش ؟ وتسأل ليش كمان ماشاء الله , يلا . وقفت يُمنى وعيناها على الأرض , تسير خلف المعلمة . حتى خرجتا وتوجهتا إلى مكتب المديرة , هناك أطلقت المعلمة لسانها , وأخبرتها بكل شيء . لتهز المديرة رأسها بإيجاب وتأمرها بالعودة إلى الصف . بينما تقف يُمنى بالقرب من الباب , تنظر إلى الأسفل . تفرك يديها بتوتر . تدعوا الله أن لا تفتح المديرة الكتاب , فتُفضَح أمامها أيضا . نظرت إلى المديرة حين قالت / تعالي يا يُمنى اجلسي . أومأت بإيجاب وهي تسير نحوها ببطء وتجلس على الكرسي أمامها . استغربت حين ابتسمت المديرة وهي تقرأ إسمها / إنتي صديقة لميا صح ؟ هزت يُمنى رأسها دون أن تجيب . لتكمل المديرة / لمياء بنتي , اللي ما عندها سالفة في البيت غير يُمنى , يُمنى سوّت ويُمنى قالت ويُمنى لبست . يُمنى بذهول / صدق ؟ لمياء بنتك ؟ ما قالت لي إنه المديرة أمها . ضحكت المديرة / هي حتى أنا منعتني وقالت لي لا أعلّم أحد , تقول تخاف أحد يعتقد إني أميزها عن غيرها من الطالبات . ابتسمت يُمنى / الله يحفظها لك يارب . المديرة / وانتي كمان تقربين لعايض بن راشد الــ ….. على ما أعتقد . نظرت إليها متفاجئة , وخفق قلبها بشكل مختلف بمجرد سماعها إسمه / كيف تعرفينه ؟ المديرة / عايض معروف , والصراحة ولدي يشتغل عند في الاستوديو , ولد طيب ومحبوب ماشاء الله . احمرت وجنتي يُمنى بلا سبب , واكتفت بإبتسامة . لتكمل المديرة بإرتباك / وو بخصوص شكوى المدرّسة , صراحة يا يُمنى .. ما كانت الأولى . نظرت إليها يُمنى بضيق . ولم تنفِ ما قالته , هي أكثر من يعرف نفسها بالتأكيد . تعلم جيدا أنها تكون شاردة كثيرا , وفي أغلب الحصص . تجدها جميعها مملة . كونها تعلمت هذه الأشياء سابقا على يد مساعد . لا تشدها سوى المواد الدينية . التي مهما درستها من قبل وحفظتها , إلا أنها تنتبه إليها بكل حواسها . خاصة وأن معلمة المواد الدينية جيدة جدا . المديرة / في أكثر من مدرّسة اشتكت لي , قالوا لي إنك ما تكوني منتبهة معاهم في شيء شاغل بالك يا بنتي ؟ هزت يُمنى رأسها نفيا بصمت . المديرة / أو مثل ما توقعت , موعاجبك الوضع صحيح ؟ وانتي تدرسين مع بنات أصغر منك بكثير ؟ تنهدت يُمنى بضيق / بالضبط , حاولت أتقبل الموضوع كثير وأرضى بالواقع , بس أبد ما ني قادرة يا أستاذة . هزت المديرة رأسها بتفهم / طيب ليش ما تدرسين منازل , هالشيء اللي المفروض تسوينه من البداية . يُمنى / فكرت , بس أحس ما يصير , أبي أدرس وأتعب وأنجح مثلي مثل باقي الطالبات , لو درست منازل بكون نايمة طول السنة , وآخر الترم أجي أختبر بس ؟ والواجبات اليومية والمشاريع والملفات , ليش هم يسوونها وأنا لا . ابتسمت المديرة / يا يُمنى ترى بنات المنازل مو بس يختبرون , يسوون كل شيء تسويه الطالبة المنتظمة عندنا , بس أقل منها أكيد بما إنه مدة دوامها أقل من أنه يسمح لها تسوي كل شيء . سكتت يُمنى بحيرة . المديرة بهدوء / أنا ما راح أضغط عليك أبد ولا راح أجبرك تسوين شيء ما يعجبك , عندك الوقت فكري وقرري وسوي اللي يريحك , إنتي من حقك تدرسين وتكملين تعليم بالطريقة اللي تبينها , لكن إذا قررتي تكملين منتظمة , إنتي واجب عليك تكوني مركزة مع الكل , حتى لو الوضع مو عاجبك , وإذا قررتي تدرسين منازل , أبد كلنا بنساعدك يا يُمنى . ابتسمت يُمنى بامتنان / شكرا , بفكر وأرد عليك . خرجت بخاطر ضائق وقلب مهموم . لقد أرادت الهروب , من واقعها المؤلم بعد أن غُيّبت عن الوعي خمس سنوات . وصارت الذكرى تؤلمها في كل حين . قررت أن تفعل شيئا يسمح لها بالنسيان قليلا . ولكن هيهات .. صار ذهنها أكثر إنشغالا عن السابق , بما إنها في المدينة , تقطن بجانب عايض . على بعدة عدة أحياء . جلست على عتبة أحد السلالم , وأسندت رأسها على الحاجز الحديدي . ابتسمت حين رأت بضع قطرات من المطر تسقط وتستقر على الأرض أمامها . مدت يدها لتسقط عليها المطر , وهي تتذكر ذلك الموقف . بعد أن غابت عن أعين عايض 3 سنوات كاملات . لا تدري كيف أطاعها قلبها في فعل ذلك . وكيف تمكنت طوال هذا الوقت من عدم الظهور أمامه . بلغت حينها الرابعة عشر من عمرها , العام الذي اشتد به مرض والدها بسبب الكبر . كان ذلك في الإجازة ما بين الفصلين , بعد الإختبارات النهائية . حيث قرر جميع إخوتها الإتيان , لزيارة والدهم . استيقظت باكرا , هي ووالدتها وبُشرى وسمية , ليبدأوا بالتجهيز . هطل المطر فجأة , لتترك ما بيدها من أعمال . وتركض إلى الساحة الخلفية للمنزل . وضعت وشاحها جانبا , وفتحت شعرها الطويل . لتقف تحت المطر الغزير وهي تضحك وتركض هنا وهناك . بما أنها المرة التي ينزل بها المطر بعد شهور طويلة من الأجواء الحارة والشمس الحارقة . كان هناك عايض , الذي يقف جانبا . ينظر إليها بذهول وإعجاب . كعادته فور إتيانه إلى المدينة , بعد أن يسلم على والديه وإخوته . يسير إلى منازل أعمامه واحدا تلو الآخر , يبدأ بمنزل والد يُمنى بالتأكيد . فهو أكبرهم , ثم إنه ربما يبصرها بالصدفة . الآن وقد تخرج من الجامعة , ومرت ثلاث سنوات . كانت لهفته أشد من قبل . وشوقه لها فاق كل الحدود . الجو الجميل منذ الصباح , جعله يشعر أن شيئا ما ( جميلا ) سيحدث بالتأكيد . كان ظنه صحيحا , لأنه ما إن دخل إلى المنزل , سمع صرخاتها الآتية من خلف المنزل . سأل مساعد الذي استقبله بالقرب من الباب , وأراد أن يدخله إلى الداخل بسرعة حتى لا يبلله المطر / في أحد ورى البيت ؟ مساعد , مثله مثل غيره .. لا يعرف شيئا عن خلافه هو ويُمنى . ولا يعرف أنها تتوارى عن أنظاره منذ ثلاث سنوات / لا بس يُمنى اللي انجنت من نزل المطر . ابتسم عايض / طيب بروح هناك أول . مساعد / وين ياخي راح تتبلل . تجاهله عايض ليركض حيث يُمنى . التي أغمضت عيناها , وفتحت يديها تدور حول نفسها . يدور حولها فستانها الوردي القصير , والذي وصل إلى نصف ساقها . بتصميم كلاسيكي راقي , وأكمام قصيرة إلى الكوع . وشعرها الطويل أيضا , يدور حولها . سرعان ما تبلل الفستان , والشعر . وبدت يُمنى غاية في الجمال . حتى أنه لم يشعر بنفسها وهو يقترب منها , وتطرب أسماعه بضحكاتها . كلما اقترب كلما ذُهِل أكثر من جمالها . بدت أكثر نضجا , أكثر جمالا , أكثر أنوثة . نطق وهو شبه مغيّب عما حوله / يُمنى . صرخت يُمنى بفزع متفاجئة من الصوت الذي أتى فجأة بعد سكون المكان سوى من صوت المطر , والتوى كاحلها حين توقفت عن الدوران فجأة . ليصيبها الدوار وهي تسقط على الأرض . اتسعت عينا عايض وهو يجلس على ركبتيه ينظر إليها / بسم الله عليك صار لك شيء ؟ تعورتي ؟ أخفضت يُمنى رأسها حتى غطى شعرها المبلل وجهها من الجانبين , تمسك بكاحلها بقوة , بيد مرتجفة .. وقلبها يخفق بشدة . تسارعت دقات قلبه هو الآخر , حين مدّ يده , ليزيح شعرها عن وجهها . حتى بان له جانب وجهها المحمرّ من الإحراج . وضع كفها تحت ذقنها , ليرفع وجهها إليه . فتنظر هي إليه بعينين دامعتين . لم يتمكن من التركيز جيدا , ولم يعرف هل هي دموع فعلا . أم ماء المطر ! عضّ شفته بقلة حيلة , وهو يرى هذه الملامح الفاتنة تحت المطر , والضيق المرتسم عليها آلم قلبه بشدة . ليبعد شعرها كله , ويحاوط وجهها الصغير بالنسبة لكفيه الضخمتين , ويقبل جبينها . ثم يضمها إليه . تحت ذهولها وصدمتها , وعدم إستيعابها للأمر . تأكد من أن ما كان بعينيها دموع , حين تأوهت وشهقت وهي تبكي . ليبعدها عن حضنه بلطف , وينظر إليها بخوف . حينها نظرت هي إلى رجلها / تعورني . ابتعد قليلا لينظر إلى رجلها / عورتك يوم طحتي . أومأت برأسها بإيجاب / إيه التوت , تعورني حيل . قبل أن يقول هو شيء آخر , أتاهم صوت والدة يُمنى / يُمنى يا بنت خلاص ادخلي بتمرضين . ارتفع صوت بكاءها الطفولي أكثر / يمه . وقف عايض ويده على خصره , ينظر إليها بحيرة . حتى وقفت والدة يُمنى بالقرب من الباب / إيش فيك ليش تبكين ؟ عايض من متى جيت ؟ عمك يدور عليك . عايض بارتباك / توني جاي , بروح البيت أبدل ثم أرجع له . التفت إلى يُمنى التي لا زالت تبكي / يُمنى كيف حاسة بالضبط ؟ أوديك المستشفى ؟ هزت رأسها نفيا وهي تغطي وجهها بكفيها . سألت والدتها بخوف / وش صار لها يا عايض ليش تبكي ؟ عايض بارتباك / طاحت والتوَت رجلها . شهقت والدتها / تعالي يا يُمنى ادخلي خليني أشوفها . حاولت يُمنى أن تقف بمساعدة عايض , إلا أنها لم تتمكن . خاصة وأن المطر لا زال يهطل , وصار أقوى من قبل . لم يتردد عايض لحظة واحدة قبل أن ينحني ويحملها بين يديه . ثم يدخل ويضعها على أقرب أريكة في الصالة . أسرعت والدة يُمنى إلى الداخل , لتعود ومعها دهان رجل . تصرخ بمساعد , الذي أتاها مهرولا . ليندهش من هذا المنظر . عايض يقف على جانب الصالة , مبلل بالكامل . ويُمنى مستلقية على الأريكة , هي الأخرى مبللة من أقصاها إلى أخمص قدميها . تغطي وجهها بكفيها وتبكي / بسم الله وش صاير ؟ أمرته جدته بإحضار غطاء ومنشفة . ليحضرها بأقصى سرعة . غطت جسد يُمنى بالبطانية جيدا , ورأسها بالمنشفة . ثم أخذت رجلها , لتضع عليها بعض الدهان وتمسدها بقوة . فتعلوا صرخات يُمنى وتأوهاتها . ويعض عايض شفته بحيرة وقلة حيلة . لم يبرح مكانه من منزل عمه , إلا بعد أن انتهت زوجة عمه من تطبيب رجل يُمنى التي أساسا لم يصبها شيء سوى التواء بسيط غير مضر . وبعد أن نامت هي في مكانها وهي تبكي . عادت يُمنى إلى واقعها حين سمعت صوت جرس إنتهاء الحصة . لتقف وهي تبتسم على واحدة من أجمل ذكرياتها . ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |