هآآآآم لسكآآآآن جده ....

بعد وصول معلومات "مؤكّدة" عن الوضع المطمئن للبحيرة
هدوء نسبي في محيط بحيرة المسك بجدة بعد تحذيرات من فيضانها

المدارس في موعدها





جدة - محمد يحيى

علمت "العربية.نت" من مصادرها أن السلطات السعودية تقوم بعمليات احترازية واسعة بعد توقعات وتقارير من الأرصاد وجهات عديدة عن فيضان متوقع من بحيرة المسك، حيث يتم إخلاء المناطق المتوقعة في شرق جدة التي من الممكن أن يصلها الفيضان، خاصة القويزة والصواعدة والأجواد والمساعد وغيرها، كما تم إخلاء العديد من المستشفيات ومنها مستشفى العزيزية للأطفال وتم نقل المرضى إلى مستشفيات أخرى خارج النطاق الخطر.

ورصدت "العربية.نت" محاولات الدفاع المدني في وقت متأخر من عصر الإثنين إقناع أهالي بعض المواقع الخطرة لمغادرتها ووقعت مشادات خفيفة نتيجة عن عدم استعداد بعض الأهالي للخروج بشكل مفاجئ والتجاوب للإخلاء، ولكن ومع مرور الوقت أوقف الدفاع المدني محاولات الاقناع بعد وصول معلومات عن إشارات مؤكدة بأن وضع بحيرة المسك مطمئن رغم وصول منسوب المياه فوق 10 أمتار.

وتم مشاهدة وجود معظم مسؤولي الدفاع المدني وأمانة جدة في مواقع ميدانية مختلفة للإشراف على عمليات الدعم والانقاذ وتنفيذ الاجراءات الاحترازية، حيث يأتي ذلك بعد الجولة الني قام بها اليوم أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل للمواقع المتضررة، وأكد في حديث تلفزيوني أن ما حدث قد يحدث في أي بلد وهو جاء بشكل مفاجئ، ووعد باتخاذ الاجراءات المناسبة وتعهد الدولة ووفقاً لتوجيهات من الملك عبدالله وولي عهده بالتعامل المناسب وتسخير كل الامكانيات.

يُذكر أن العمليات الاحترازية التي تشرف عليها مديرية الدفاع المدني عبر عدة قطاعات تابعة لها وأخرى مساندة، فيما تشير آخر الاحصاءات التي أكدت وبحسب المتحدث الاعلامي النقيب عبدالله العمري أن إجمالي المتوفين حتى الساعة وصل إلى 106 حالات، وتم إيواء 2451 شخصاً في شقق مفروشة.

وتم تشغيل نفق الملك عبدالله الذي غمرته المياه بالكامل بعد الانتهاء من أعمال شفط المياه التي تجمعت به نتيجة الأمطار التي شهدتها المحافظة يوم الأربعاء الماضي، فيما تواصل أجهزة الدفاع المدني أعمال الصيانة اللازمة وصيانة الطريق وأعمال النظافة.

يُذكر أن البحيرة تقع شرق الخط السريع، بمحاذاة طريق هدي الشام، الممتد من كوبري بريمان باتجاه مكة المكرمة، وتبعد عن كوبري بريمان بنحو 17 كيلومتراً وقريبة جداً من أحياء السامر، الربيع، الأجواد. والبحيرة لا يوجد بها سوى سدود ترابية وليست خرسانية وأبعاد السد الترابي القائم بالبحيرة هي 1300م طولاً و18م عرضاً وبارتفاع 10 أمتار.

ويبلغ عدد السيارات القادمة للتفريغ فيها يومياً أكثر من 1200 ناقلة، ما بين وايت إلى تريلا على مدار 24 ساعة يومياً، وكذلك حجم المياه اليومية المفرغة بها أكثر من 50 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي. ويقدّر ارتفاع البحيرة فوق سطح البحر حسب تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بنحو 125م فوق سطح البحر عام 2005.

وتقدر كذلك كمية المياه الملوثة والمحتجزة بالبحيرة حتى نهاية عام 2005 بنحو 17 مليون متر مكعب حسب تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ووصلت لنحو 30 مليون متر مكعب حالياً. وتمتد البحيرة على مد البصر في بطن تجمع عدة أودية بين الجبال وبطول يمتد الى أكثر من 4 كيلومترات وعرض أكثر من 1.7 كيلومتر.

المدارس في موعدها

من ناحية أخرى أكدت مصادر في التربية والتعليم لـ"العربية.نت" في اتصال هاتفي ما ذكره مدير التربية والتعليم للبنين، عبدالله الثقفي، الذي نفى أن تكون هناك اجازة للمعلمين، مؤكداً أن العودة الى المدارس وأن الدراسة ستبدأ في موعدها المحدد حسب التنظيم المعد لذلك، مبيناً أن توجيهات صدرت من وزارة التربية والتعليم تتضمن صلاحيات مطلقة مالية وإدارية بشكل عاجل لتأهيل المدارس.

وعلى الفور بدأت إدارة المباني المدرسية في تعميد المقاولين للتأهيل في ما يخص تنظيف المدارس والكشف عن سلامتها، وفي ما يخص المعلمين فهناك تنظيم مناسب لهم من خلال مكتب التربية والتعليم للدوام في المدارس المجاورة لمنازلهم، أما الطلاب فسيباشرون الدراسة في المدارس المجاورة لهم.

وقال مدير عام التربية والتعليم للبنات، عبدالكريم الحقيل، إن الإجازة ستمتد أسبوعاً حتى إشعار آخر في المدارس المتضررة الى حين الانتهاء من اعمال الصيانة والكشف عن الاضرار في المباني للطالبات فقط، مشيراً الى أن المعلمات سوف يباشرن أعمالهن من خلال التنسيق مع مكتب اشراف جنوب شرق في الموعد المحدد للعودة الى المدارس، وتوزيعهن على المدارس ذات الكثافة العالية.


وفي سياق آخر، تواصل قرابة 25 لجنة مختلفة جهودها في رصد الأضرار وإسكان المتضررين وتنفيذ الاجراءات الأخرى المتعلقة بها، فيما ظهرت، بحسب صحيفة "المدينة" السعودية بوادر ظهور إشكاليات كبيرة بين شركات التأمين والمتضررين المتعاملين معها، حيث أعلنت تلك الشركات أنها تفاجأت بحجم الكارثة والخسائر المتوقعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الشركات بدأت تتهرب بطرق مختلفة بعد أن وضعتها كارثة أمطار جدة أمام اختبار صعب سيظهر مدى قوتها وصمودها تجاه الأزمة ووفائها بالتزاماتها، فيما تتوقع مصادر ذات صلة أن تثبت مشكلة "فيضانات جدة" مدى قدرة شركات التأمين الجديدة على تجاوز الأزمة، سواء على المدى المتوسط أو المدى الطويل، بعد أن تكبدت مصانع ومستودعات خسائر كبيرة بسبب السيول خلال اليومين الماضيين.




المصدر .....
http://www.alarabiya.net/articles/2009/11/30/92788.html