ليلة زفاف

انها قادمه من البر بعد ان جمعت الحطب اللازم لاعداد العشاء لي الليله..و جه ابيها القاسي..يصرخ بها بصوته الاجش..لماذا تاخرت؟؟.. منذ فتره وانا بانتظارك…ردت " سم يبه"..رمقها بعينه.. و قال هيا تجهزي..الليله ستنتقلين الاى منزل جديد"..منزل جديد..أي منزل..هل اشتريت لنا بيت في القريه؟؟..صرخ في وجهها..لماذا النقاش؟؟..قلت لك استعدي..نفذي بدون اسئلة..
جاءت امها من الغرفة المجاورة…. اخذة بيدها…صارت تتحدث مع نفسها اه يا امي انها مسالمة..لا تستطيع الكلام..لقد بلعت لسانها منذ فنرة طويله..اعتقد انها ولدة بون لسان، ولكني اراه يتحرك في فمها عندما تاكل..اذا لماذا هي لا تنطق اية كلمة بحضور ابي امي تحضر ثوبها المزكش الذي طالما خبئته.." هاه يابنيتي وش رايك بها الثوب؟؟..لقد عدلته ليناسب مقاسك.." و لكن لماذا يا امي؟؟..لطالما احببت هذا الثوب و حافظت عليه..لماذا تتخلين عنه اليوم..ردت عليها بصوت اثار فزعها.."انه يوم زفافك.."..وقع الخبر عليها كالصاعقة..كيف؟..و ممن ساتزوج!!…لماذا هذه القسوة..لما التجبر..لما تخطف امالي من بين يدي..؟؟…زفوها و معها احلامها الميته..انها تسعى الى المجهول.. تعبر الطريق..تمر بخطواتها..و كل خطوة معها دقات قلبها المرتجف…ماذا عساه يكتب لها القدر..؟؟؟. جلست في الغرفة بانتظاره..خوف ..توجس..انه قادم من بعيد..تحس بانفاسها..رائحته تسبقه…ازداد خوفها…و حيائها..لم تستطع ان ترفع بصرها اليه…اقترب منه..وضع يده على ذقنها …لينظر في و جهها..و ما كادت ان تنظر في و جهه ..حتى صرخت..ان شكله يثير الاشمزاز..هل هذا هو قدرها ان تعيش عمرها ..تصبح و تمسي على وجه يثير الغثيان؟؟..اسنانه البارزة..عيونه الجاحظة كالجرذان..انه الجرذان بعينه.. ابتعدة عنه..ارادت ان تصرخ في و جهه ابتعد عني ايه الدميم..، لم يخطر في بالها ولا حتى في الاحلام ان تتزوج بكائن دميم مثله…هي التي كانت مضرب المثل في الجمال ..الشجاعه…تتزوج من قرد!!..
حاولت ان تهز راسها علها تستيقظ ظنت انها تحلم..انه كابوس مريع…اوقضها من غفلتها بقبضة على ذراعها.. حاول ان يقترب منها اكثر…ثار فزعها..انتفضت كعصفور بلله المطر..حاولت ان تهرب..ولكن قوته كانت اكبر من مقاومتها…امضت الليل في الم يعتصرها..يالها من و حشية..قسوة..اسلوب همجي…
صحت من سكونها …تلفتت حولها..شاهدة النافذة..كانت نصف مغلقة… قفزت الفرحة امامها..تصارعت الافكار في راسها واذا بها تاخذها لتقذفها خارج البيت….استمرت بالجري..اصوات الذئاب في الجوار تعوي…اصوات سعف النخل وهي تقوم النسمات..و صوت خطواته تلحق بها..صوته الكريه يناديها…اختلطت الاصوات ….استمرت بالجري..و اخيرا تسلقت احد النخلات..كتمت انفاسها…صارت تنظر اليه..و هو يدور في حركة مرتبكة.. ويرتجف مع صوت الذئاب..ياله من جبان ..مقيت..تمنت لو ان بيدها حجرا ضخم ..فتلقيه على راسه..و ترديه قتيلا…لترتاح من رائحته النتنه…اغمضت عيناها و استسلمت للنوم….
استيقظت على صوت العصافير تزقزق.. و هي تغسل اجنحتها بعد ليلة حافلة….نزلت من على النخلة…و هي في طريقها الى منزل اهلها… كانت تتصور منظر والدها الغاضب…يصرخ…يزمجر… ويهوي بالعقال على جسدها..ضل يجلدها بالعقال .وهي تصرخ…حتى تجمد لسانها..ما عاد قادر على الحركة..الان عرفت الاجابه على سؤالها…لماذا امها بكماء …لماذا لاتسمع صوت امها عندما يكون ابيها حاضرا.