10-11-2016
|
|
العجب والغرور

العجب والغرور .
فما علاقة العجب والغرور بثبات القلب ؟
العجب يغري صاحبه بالاسترخاء عن مراقبة أعدائه . . فهو سبب من أسباب الغفلة وضعف الحذر .
هل تأملت في حال الاسترخاء التي خلفها الإعجاب بالنفس في غزوة حنين : إن حال العجب هذه كانت سبباً للهزيمة في أول المعركة ؟
قال الله تعالى : { ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين "} .
فإذا كان المرء معجباً بنفسه رأيته يقول : إنه لا يتأثر بشبهة ، ولا تغلبه شهوة ، ولا تغيره مصيبة ؛ فإذا كانت هذه هي حاله فهو أبعد عن أسباب ثبات القلب ،
وكلما كان يوطن نفسه أنه عرضة للخطر في أي وقت : كلما كان أبعد عن الانحراف والزيغ ، وهذا ما يسمى بالتناسب العكسي ؛ كما يقولون .
وللعجب مظاهر فلتكن هذه المظاهر نذير خير لقلوبنا :
فمن هذه المظاهر عدم المحاسبة ،
والمحاسبة والمراجعة ـ حتى في قواميس أهل الدنيا ـ سبب من أسباب نجاح المرء في كل عمل ،
والله عز وجل عظَّم شأن النفس اللوامة حين أقسم بها في كتابه ، وهي التي تلوم نفسها على كل عمل ما أرادت به ؟
ومن المظاهر : رفض النصيحة ، وكراهية الناصحين .
ومنها : عدم الاستعانة بالصديق الصالح ، وترك المشاورة .
ومنها : التساهل في غشيان أماكن وبلدان الفتن دون اتخاذ أسباب الثبات ، ومن أعظم أسباب الثبات في تلك البلدان : رفيق الخير ؛ فقد ثبت في سنن الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعاً : " .. عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن .." الحديث .
ولخطر العجب على القلب ذكره النبي عليه السلام في الحديث الصحيح في المهلكات حين قال : "وثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه" .
وكانت سيرة الأنبياء وهدي السلف الصالح ملأى بالخوف من الزيغ والفتنة والإزراء على النفس : قال الله تعالى في ذكر حاجة نبينا محمد عليه
السلام إلى الثبات :
{ وإن كادوا ليفتنونك عن الذين أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلاً ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلاً } .
وقال تعالى : { ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك } .
وفي "الصحيحين" قال عليه السلام :
" لن ينجي أحد منكم عمله " قالوا :
ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته " .
وهذا إبراهيم عليه السلام ،
من أولي العزم ، وأول المسلمين يقول فيما ذكره الله على لسانه خائفاً من الزيغ : { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } .
وكان النبي عليه السلام يكثر من دعاء التثبيت
|
|
|
|