خاطرتك أيها المرهف ليست مجرد سطور مكتوبة،
بل هي أنفاس عاشق تتناثر بين الورق
كأنها اعتراف لا يحتمل الكتمان.
لقد سكبت فيها حرارة الشوق،
وأشعلت بين كلماتها وهج الحنين،
حتى جعلتنا نعيش تفاصيل غياب الحبيب وكأننا نشاركك الوجع لحظة بلحظة.
أجمل ما فيها أنك جعلت الحضور حياةً كاملة،
والغياب موتًا بطيئًا،
فقلت “أنت نبض ينعشني كل يوم”،
لتعلن أن الحب عندك ليس نزوة عابرة،
بل هو قَدَر يسري في دمك كما يسري النبض في العروق.
ثم يأتي المساء بغياب المحبوب فيتحول من سكون وراحة إلى صخب ووجع، فيرسم الليل صورة قاتمة لا يخففها إلا ذكرى ذلك الحضور.
وما أدهشني أكثر هو تصويرك حين جعلت الأسرة والجهات الأربع تفتقده،
وكأن كل تفاصيل المكان تأنس به وتبكي لفقده.
هذه اللمسة الوجدانية دليل على عمق حبك،
إذ لم يعد الحبيب جزءًا من حياتك فقط، بل صار جزءًا من وجودك بأسره، حتى الجماد استمد حياته من دفء حضوره.
أما تشبيهك له بالشمع الذي يذوب بين أضلعك، فهو صورة بليغة لحرارة العاطفة وذوبان الروح في وهج الشوق. ومع ذلك، لم تنسَ أن تُظهر رهافة مشاعرك وحرصك على الطرف الآخر، حين قلت إنك تخشى أن ترتكب المحظور في لحظة ضعف، وكأنك تضع ميزان القلب والروح في كفّتين: كفة الحب الجارف، وكفة الخشية من الضياع. وهنا تكمن قوة خاطرتك، لأنها لم تقتصر على العاطفة المشتعلة،
بل حملت وعيًا أخلاقيًا يُجمّل النص ويُضفي عليه عمقًا إنسانيًا.
وجدت في نصك لوحةً كاملة: فيها الشوق المشتعل،
والغياب الموجع، والحنان المرهف،
والصراع الإنساني بين الرغبة والضمير.
لقد كتبت ما يشبه الاعتراف الأخير لعاشق صادق،
يُصارع نفسه كما يصارع غياب حبيبه.
رااامز
انت هنا عاشق يترجم وجعه إلى حروف،
وفنان يرسم مشاعره على الورق بمداد القلب لا بالحبر