![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
الفصـل الثامن:
ذهبت سلمى وأتت له بالماء ، وأخذت تلاطفه بالكلام حتى يتناسى همه ، وأخذ ذلك الطفل البريء يبتسم ، ويضحك ويداعب تلك المرأة التي احتوته بحنانها ، واحتضنته بالبسمة والمداعبة ، وقالت : سلمى : سأذهب لأعد العشاء لك ولأبيك . وبعد العشاء ، وعندما عاد إلى غرفته ، أخذ ينظر حواليه ، أخذ يبكي ويفتقد من كان ينام معه في الغرفة ، أخذ يتذكر خالد ، من كان يسليه ، من كان ينام معه ، من كان يلعب معه ، ما بين ليلة وضحاها يتغير حال ذلك الطفل المسكين ، وعندما استلقى على فراشه ، يذكر حبيبته ، يذكر غاليته ، يذكر والدته ، من كانت تضع عليه الغطاء ، من كانت تسكته عند البكاء ، أين هي ... وبينما هو يتذكر ويبكي ، إذ دخلت عليه خالته سلمى ، أخذ يكفف دموعه ، وأتت إليه لتنظر هل هو نائم أولا .. سلمى : لماذا أنت لم تنم ؟ ويجيبه بسؤال قد أتعبه .. سعيد : يا خالتي ... أريد أمي ؟ يا خالتي ... أريد من كانت تهتم بي ؟ يا خالتي ... أريد من كانت تغطيني ؟ يا خالتي ... أريد من كانت توقظني ؟ يا خالتي ... أريد أمي ؟ يا خالتي .... أريد أمي ؟ وعاد إلى البكاء ، وأبكى خالته ، واحتضنته وهي تقول ستعود إليها إن شاء الله ، حسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب . فكيف لهذا الطفل البريء أن ينسى أمه ، فهو ينام على ذكراها ، ويستيقظ على طيفها ، وهي لم تغب من خياله ، ولم تمح من ذاكرته ، ولن ينساها من حياته ، فهي والدته . وتمر الأيام وقبل بداية العام الدراسي الجديد ، ذهب والده ونقله من مدرسته إلى مدرسة أخرى ، وذاك الطفل يتحين بدء الدراسة لأنه يتوقع أن يرى أخيه بانتظاره عند باب المدرسة . ومع بداية الدراسة ، استيقظ سعيد وهو مستبشر بقدوم المدرسة ، وركب مع والده ، وهو في شوق أن يرى أخيه ، وإذا بوالده يتجه إلى مدرسة أخرى ، ولما وصل إلى هناك قال أبو سعيد : هذه هي مدرستك يا سعيد . سعيد : ماذا !!!!! أنت مخطئ يا أبي فمدرستي ليست بهذه . أبو سعيد : لقد نقلتك إلى هذه المدرسة . صدم سعيد من هول ما سمع ، وزادت كراهيته لأبيه . وفي ذاك اليوم من هو متحمس ومتشوق لهذا اليوم ، إنه خالد ، فهو هناك على الباب ينتظر قدوم أخيه بفارغ الصبر ، يريد أن يراه ويطمئن عليه ، هل هو بخير ، أم يشتكي من علة ما ؟ ولكن لم ير أحدا ، ذهب خالد إلى مدرسته متكدر الخاطر ، متغير الوجه ... وفي اليوم التالي يعود إلى المدرسة ، ولم ير أخيه سعيد ، وعاد خائبا . وفي اليوم الثالث كذلك يفعل مثل ما فعل في اليومين الماضيين ، ولم ير أخيه ، حينها دخل إلى المدرسة ، وسئل المدير خالد : السلام عليكم ؟ المدير : وعليكم السلام ... خالد : أن لم أر سعيد بن أحمد في اليومين الماضيين . المدير : وما علاقتك به ، ولماذا تسأل عنه ؟ خالد : إنه أخي . اندهش المدير وقال : أخوك ولا تعلم عنه شيئا . خالد : إنه قصة طويلة ولكن أين هو ؟ المدير : لقد نقله والدك إلى مدرسة أخرى . تغيرت ملامح خالد ، وأصبح حزينا مما سمع ثم قال : إلى أين نقل ؟ المدير : لا أعلم . خالد : شكرا لك يا أستاذ ، وآسف على الأخذ من وقتك . المدير : لا بأس . عاد خالد إلى المنزل حزينا مما سمع ، طرق الباب ، وفتحت له والدته المهمومة ، والدته الحزينة ، والدته الكسيرة ، وهي تقول مريم : ماذا بك ؟ لماذا لم تذهب إلى المدرسة ؟ عندها بكى خالد وقال خالد : معلمي انتقل إلى مدينة أخرى وأنا أذهب يوميا إلى مدرسة سعيد التي بجوارنا ، أذهب إلى هناك على هذا الكرسي المتحرك ، أذهب إلى هناك لكي أرى أخي وبالتالي ، وبعد هذه الأيام يتضح الأمر بأنه نقل أخي ، قلي لي لماذا يعاملنا بهذه القسوة ، لماذا يحرمنا من أخي ؟ لماذا ... لماذا يا أمي ؟ مريم : ألم تذهب إلى مدرستك ؟؟ خالد : لا ، ذهبت إلى مدرسة سعيد ولكني عدت خائبا . بكت مريم وقالت : حسبنا الله ونعم الوكيل ، إنا لله وإنا إليه راجعون . اصبر يا بني ففي يوم سيعود بإذن الله ، ولا تنس دعاء الله في كل صلاة أن يعود لنا سعيد
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|