![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
الفصل الثالث عشر
أنّها الدُّنيا الفانيِة ، الدُنيا الدنيّة التِي تسلب مِنّا أُناسِ نتنفسهم كَالحياة وما أصعبهُ فراقهم و ما أمرّه صعب أن تتجسد الحسرة بِعينيك وأنتَ ترى رُوح تعيش بِالقرب منك يخنقك صوت بُكائها وتخنقُكَ رائِحتها بِرائِحتهم ، هَكذا كانت ماريا رائِحة لأمها تشمُّها أمِي كُل حين وتبكِي وتتحسّر أمّا ضيّ فلازالت تلوم ذاتها وتُردد : أنا السبب ، أنا السبب وأنتهت أيام العزاء وكُلّ الدنيا ترتدي السواد أو هكذا يُصوّر لنا حُزن فقدهم ولِلأبد وُجُود ماريا فِي بيتنا رُغم الرُّوح التِي ملأت بيتنا وصوت صُراخ طفلة غمرَ السكون بِضوضاء إلا أنّه مُربِك ، مُربِك لِلحد الذي تدخل أمِي وضي بِنوبة حُزن ودموع لاتنتهيا مِنها إلا حِين تنام صغيرتِي يالله ..! مابِي ، أنّها المرّة الثانيِة التِي أنطق بِها ، ( صغيرتِي ) كلِمَة لذيذة جِدًا وكم أسعدني الشعور بأبوة لِطفلة محرومة وليست أيّ طفلة أنها ابنة نور أختار أهل سلمان أن يكون عزاء ابنهما هُناك وأن يُدفن هُناك بِمنطقة المحمديّة فِي جِدّة ولأن ماريا صغيرة فلم يجد أهلها مانِعًا مِن أن تبقى معنا لِحين تكبُر وتُخيّر بِين هُنا وهُناك وكم أسعدَ أمِي هَذا الخبر وكذا ضيّ ولا أُخفيكُم أنا أيضًا حَياة جَديِدة ورُوتين آخر وصباح يحمل أمل آخر جديد ، وشوق يختزل الحنايا وحنين كبير لِطفلتِي أشعُره وحالما أعود أحملها بين يديّ والغريب أنّها تضحك كُلّما رأتني وكم أنا سعِيد بها ، أنّها تقف الآن قليلاً ثم تسقط وتبتسم لنا بعد سقوطها مرّ الآن شهر على وفاة نور وزوجها رحمهما المولى عزّ وجل بعد وفاة نُوُر وزوجها وبعد زِيارة بنات عمِي لنا تِلك الليلة تكرّرت زياراتهم وحسبما علمتُ مِن حديث أمِي وضي أن أسماءهما [ هُدى ، شذى ] ممم أسماء جميِلة جِدًا أعنِي لا بأس بِهَا بعد ليلة أحمد وسامر المُشرّفة ووقفتهُما معِي أصبحَ أحمد صديقِي بعد سيف ، تِلك الليلة صحيح أن سامر وصل للمستشفى بعد أن خرجنا مِن هُناك لكنّه لم يتركنِي بعد تِلك الليلة كما قد فعل عمي وأحمد وكم شعرتُ بِالإمتِنان وشكرتُ الله إذ رزق جدتِي بِعمِي عادل وإلا ماكان سيكون حالِي دونهما بعد الله وكيف كنتُ سأتصرف ، يكفيك أن تشعر أنّ هُناك من يقف بِجانبك وشعرتُ بِالأسى حِيال الكبير سامر، فسامر متزوج وللآن لم يُرزق بِإطفال وقد مضى على زواجه أربع سنوات ، ربِّ أرزقهُ الذُّريّة الصالِحة ضجيج ملأ المكان بِصوت ضي : يمّه يلا الفُطور جاهِز مِشآن هُدى بِتمرّنِي مع السايق وبِنروح موعد ماريا الآن _ يلا يايّمة ولاتنسي تمرّين السوق بعد طلعتك ترا بنت أختك ماعندها ملابس كثير كلهم صغرن عليها َ_ طيّوووب يلا ماما موجود هِنا طيّبَة ( أسم خادمتنَا ) التِي وصلت بعد أيام العزاء بِإسبوع وكم كان صاحب المكتب كريمًا فقد وصلت بِسرعة وحمدتُ الله كثيرًا فالحُزن أرهق ضي وكذا إنشِغالها بِصغيرتي أخرّها عن الكثير مِن الأعمال وبِالذات أيام العزاء تدخلتُ سريعًا : ليه ما أوديّك أنا ..! _ وشغلك ياضياء ..! _ أستأذن وبعدين البنك قرِيب مِن هنا _ لا ، يكفي ياغالي أنّك غبت أسبوع كامِل وبِالزور اللِي أنقبل عذرك ولاتنسى أن ماصار لك شئ متوظف وبعدين هُدى معي _ طيّب خل السوق عليّ بعد العشاء نطلع ومشآن مرّة وحدة نلّعب مروّي _ هقوتك..! _ أيه هقوتي _ مدري أسأل هُدى أول وأرد لك خبر _ ياسلام طاح كرتنا ياضيّ _ هههه ماعمر كرتك بيطيح _ بنشوف يابنت محمد ، ولاتنسي تردين عليّ مشآن سيف ممكن يمرّني من زمان ماقابلته _ طيب حملت ضيّ صغيرتِي بعد أن فرغنا مِن الإفطار وهمّت بِالخروج _ ضي _ هلا _ ليه ماتلبسين نِقاب أحسن لك مِن هذا _ تعوّدت ع اللِثام ياضياء ومافيني ألبس نِقاب ثم أن عيوني تعوّرني لو لبست النقاب مدري ليه _ مدري ما أحس أنّه يسترك يعني يطلّع حواجبك وشئ مِن جبينك _ ضياء ممكن نسولف بهالموضوع بعدين بنتأخر عالموعد ! _ أكيد ممكن _ سي يو _ ربي يحفظك . الفصل الرابع عشر بعد أن خرجت ضيّ فكرّت كثيرًا بِأمور كثيرة وقررت أن أفتح مع ضيّ الموضوع الليلة _ يُمّه ماكأنك تأخرت..! _ على؟ _ شغلك نظرتُ لِلساعة : تؤ يُمّه ليه توّك تنبهيني كنت شارد _ وكاني نبهتك ولاتشرد كثير _ ولايهمّك ، شئ تآمرين..! _ لا ، ربي يحفظك بِالمستشفى _ مُنى ال... ، منى ال..... _ مو كأنه أسم حرمة أخوي _ أش فيك هُدى شلون أسمها وهيّه ماهي بِغرفة إنتِظار الحريم _ ضي شوفي السستر حق أي غرفة اللي تناديها ! _ مدري بس أشوفها تدخل غرفة الدكتور سُميّة حق النساء والولادة _ وربك..؟ _ أيه ليه؟ _ ياربّ حامل يارب _ يارب ربي يسمع منك يا هُدى _ الله ، لو تحمل كان يفرح سامر وأحمد يرقص ليش أنه بيصير عم وأنا وشذّو بنذبح روحنا مشتريات وتجهيز _ ربي يعطيكم مناكم وتجيكم قمرة زي اللي عندنا ( وهززتُ ماريا بين يدي ) فضحكت _ هدايّ شوفي تضحك بعد التطعيم بس بتبكي مو..؟ _ عادي تقول شذوه حطي لها بس كمادات مكان التطعيمة وخلاص _ مابتحرّها..؟ بِسخرية : والله ماسألت أتصل أسأل ..! _ هه بايخة وربي خايفة عليها ياهُدى حسي فيني وبلاش تريقة _ تعرفي ..! _ شو..! _ شكلِي بِحرّم أطلع معك يا حظي _ مو حلو..؟ _ منو _ حظّك اللي هوه أنا _ والله كانك بتصيرين حرمة أخوي ياحظي المايل أو زي مايقولوا المصريين يابختي المايل خشيتُ أن أفقد أعصابِي بِهدوء قلتُ لها : شكلي أنا اللي بِحرّم أطلع معك ولاتجيبين لي سيرة أخوك طيب..! نظرت لِي وكأنها تبحث عن بعض مِن ملامح لِضي التِي كانت تتحدث قبل قليل غير أنّها لم ترى إلا التجهّم وبقيتْ طوال الوقت صامِتة بعد أن جاء دورنا دخلت مع ماريا التِي تقطعّتُ وهِيَ تتشبت بي وتصرُخ وبكيت معها خرجنا من المستشفى وفِي الطريق سألتُ هُدى عن السوق فأجابت بإقتِضاب : لا بروح البيت أخاف تشوتيني _ هههه عجبتني أشوتك بس لاتعيدينها _ أيه أضحكي من شوي كأنّك وحش ، مالت عليّ أنا اللي جيت معك من زينك عاد _ أسم أخوك يجيب لي الحريقة والطاعون والعصبية والنقرس والضغط والسكري والـ... _ بس ، بس أن شاء الله أخوي الميّت عليك ألحين _ مابيه يموت عليه _ صدق ضيّوه لهالدرجة تكرهينه..! _ هُدى وليه أكره ولد عمِي ، أنا بس كرهت طاري أسمه من كثر ما أبوك الله يهداه يعيد لي السالفة مليون مرّة بِالشهر _ أحمدي ربّك عاد في أحد يبيك ياهبلة _ والله ، وليه؟ _ غيرك يبي بس أحد يطالعه [ وكانت تقصد ذاتها ] هُدى فتاة ناعِمة أقرب لِلنعومة من الجمال بيضاء أنفها صغير وشِفاهها صغيرة وعينيها ناعستين شعرها طويل ناعِم وطويلة نوعًا ما وأنيِقة والأهم مِن كُل هَذا طيّبة وخلوقة ومعدن أصلي بِعكس أختها شذى الصارِخة الجمال والفرق بينها وبين هُدى كالفرق بيني وبين نور يرحمها الله شذى جمالها كجمال نور وأنا كَهُدى غير أن مِي وبعد جلسات عِدّة معهن تقول أنني أجمل و [ مَن يَشهد لِلعروسة ] ..! عمِي عادل وأمِي قالا أن نُور يرحمها الله وشذى جمالهما كَجمال جدتي يرحمها الله شذى تصغُرنِي بِعامين وهُدى بِعام شذى تدرس بكلية ِالتمريِض وهُدى علم نفس وكم أغبطهما ، آه يرحم الله نورًا التِي حتمًا سأفعل بِماقالت سَأُكمِل دراستِي فِي العام القادم وأن كان إنتِساب تذكرتُ ماريا وتألمتُ لِحالها وتساءلتُ بيني وبينِي ، كيف ستعيش هذهِ الطفلة..؟ لا أعلم لِمَ تذكرتُ تركِي وتساءلت هل سَيقبل بِها بيننا ، وبِسرعة نفضتُ رأسي فلا رغبة لِي بِالزواج وأن كان مِن الرُّوح تُركِي على الأقل الآن وضممتُ ماريا أقوى ودمعة جريئة سقطت فسارعتُ بِمسحها ألتفتُ إلى هُدى وهِيَ شارِدة : هدايّ حووه _ هلا ضي _ بشنو تفكرين..! _ مدري كثير شغلات من شئ لشئ _ وش قلتي نروح السوق الآن ؟ _ تبين الجد ..؟ _ لا أبي العم ههه _ مو وقتك ، جد والله مالي خلق رغم أن ودّي أتشرى لِهالقمرة ، أسمعِي لو رحتي الليلة روحِي زارا وتاب ألويا ومُرّي سيرجنت ميجور أحيان تطلع عنده شغلات حلوة ولاتنسين تآخذين بربتوزات مشآن تكييف الليل _ ممممم مابروح بدونك وبعدين جاء الوقت اللِي أجهّز لها غرفة ياهُدى سريري بدأ يضيق علينا أحنا الثنتين ومفكرّة أفضيّ المخزن اللي جنب غرفتي مشآنها _ حلو ، قوِلِي متّى وأجيك وأجيب معي سوماتِي ونتساعد أنا وأنتي وهيّة وطيّبة _ بكرة أش رأيك..! _ حلو ، دقي لي أول ماتصحين وأجيك وتراي بتغذى عندكم _ ليه ماتنزلين معي الآن ، عندي حماس خل نبدأ اليوم _ تشوفين كذا ؟ _ أيه يلا ، ودامك زهقانة ، دقي لِشذى وقولي لها تنزل عندنا وإلا أقول لك أنا بدق _ أوك وأنا بدق لأمي أخذتُ جوالي وأتصلت [ بِشذى الورد ] _ مرحبا _ مراحب ، هلا ضي _ حبيبي شذى هدايّه عندي والغذاء هنا ، تخاوين..! _ أيه أخاوي وليش لا _ طيب ، جيبي معك حلاوة لمروّي مِن هذاك اللي طويل دورته بِالماركت ومالقيته _ أقول ، من ألحين بتدمرين أسنانها وتو بدو يطلعون _ حبيبتي كلامك هذا بالمستشفى مو عندنا وبعدين مابي أحرمها من شئ _ لاحوول ، أمرنا لله _ بتجيبين؟ _ أكيد ، أخاف ما أدخل بيتكم لو ماجبت _ أفا عليك بس _ هههه سي يو _ سي يو أتصلت هُدى بأمّها وأعلمتها ورأيتها تتصل بِرقم آخر أيضًا وضغطت السماعة الخارجيّة _ هلا بهُدى الروح _ هلا بأحمد الروح _ شئ تآمرين..! _ أيه ، ومايآمر عليك عدو أبي تجيب سوماتِي لبيت عمي محمد _ ليه ..! _ أنا ببيت عمي بتغذى معهم وعندنا شغل أنا وضي ونحتاجها _ أنتي ومين؟ _ أنا وضي _ أحلى ، دام مع ضي أجيك طيران وهِيَ تنظر لي : ههههههه ، أوك _ أقول هُدى طوق الطهارة عندك وإلا عند شذى..؟ _ مدري ممكن أنها عندها ماشفتها أصلاً _ أسأل سوماتي عنها تقول أخت أنته يشيل ، أسألها مين ؟ تقول لي مافي معلوم بس أنا حطيتي هنا ومافي شوف _ مدري دق لِشذى شوفها _ طيّب ، يلا أخلّص أموري هنا بِالمكتب وأجي _ طيب يلا مع السلامة _ مع السلامة ضربتها على كتفها فضحكت وكأني قمتُ بِدغدغتها رنّ تلفونها وأجابت ووضعت السماعة الخارجية _ هلا بو حميد _ هلا هدايّة ، آآآ ، أقول هُدى أنا ماني معزوم عالغذاء معكم تأففتُ فأنفجرت هُدى ضاحِكة ولم أعلم ماتنوي قوله وإلا خنقتُها _ تصدق ، تو بنت عمِي تغصبنِي أدق لك مشآن تجي تتغذى عندنا ضربتها ضربة قوية ومالت ماريا على إثرها فتأوهتْ وضحكَ أحمد عليها _ مع السلامه ياهُدى وبلاش كذب ، ماهو مرغوب فيني عارف شعرتُ بِالأسى بعد كلماتهُ الأخيرة وكم وددتُ لو أفتح باب السيارة وأرمِي هُدى _ زين ألحين يوم اللي خليتيه يقول هالحكي ..؟ _ ماشاء الله خايفة على مشاعره؟ _ بلا هبال مو مسألة خايفة على مشاعره ، ما أحبّك تتصرفين من هذا [ وأشرتُ على رأسها ] المتنّك _ جزاي اللي أبي أوفق رأسين بِالحلال _ يسمونك بس _ ههههه وصلنا لِلبيت وأعطيت طيّبة ماريا وبدأنا أنا وهُدى ريثما تنتهِي أمِي مِن قِراءة القرآن ثم نُعطيها ماريا وبعد ربع ساعة جاءت رضيّة ومعها سوماتِي وفرغنا خِلال ساعة ونصف ، وقمتُ بِتوزيع أغراض المخزن مابين الحديقة ومخزن المطبخ على الرفوف وحقيقة كان يُفترض بِي منذُ زمن تفريغ الغرفة والإستِفادة منها فلا يوجد بِها الشئ الكثير وماأرهقنا سِوى الغبار أصبحت الغُرفة جاهِزة ومابقِيّ سِوى دهن الجِدار وشِراء الأثات ونقل ملابِس ماريا بعدها أعدّت طيّبة الغذاء وأنا وهُدى السلطة والحلى وجهزّنا فواكة السفرة وغيرها لا أعلم لِمَ أشعر بِالذنب حِيال كلمات أحمد الأخيرة ولازلتُ أتذكرها وأشغلنِي هذا الأحمد طوال فترة ترتيبنا لِغرفة ماريا أحمد شابّ متميّز كما أخبرنِي ضياء وشَهم ولم يُقصرّ معنا بأي شئ ، ذكِي والأدهى مِن هَذا أنّ أخواته دائمًا مايتحدثن وكأنّ هذا الشخص يُحبنِي ويرغُب بِي حقيقة كنتُ أظن أن هذهِ رغبّة عمِي فقط وأن الأمر فُرض عَلى كِلانا ولكن..! أحمد يُحبنِي ..! . الفصل الخامِس عشر أسرار مُخبئة بدأت ترى النُّوُر وحقائِق ظنّها الظن بِخيِبَة لاذعة وكم كان الواقع مُختلفًا ومُغاير بعد أن وصلت شذى أخبرتنا أن مَن أوصلها أحمد وهُو فِي طريق العودة إلى البيت الآن سحبتُ مُوبايلِي وخرجتُ مِن المطبخ وضغطتُ الأزرار [ ضياء عيوني ] _ هلا ضياء كم بقي لك وتوصل البيت..! _ ليه! _ كم بقي ، يعني الآن طلعت من الدوام..؟ _ أيه ، في شئ؟ _ ماشئ بس الصراحة ولد عمّي أحمد يسأل خواته أن كانه معزوم برضه لأنهم عندي لو تدق له تشوفه وتقول له يجي _ أحمد ولد عمي..! _ أيه ، أش فيك..؟ _ ولاشئ ، بس كاني واقف معه وألحين أجيبه معي يلا سلام شهقتُ شهقة كتمتُ آخرها وقلتُ أكلمنِي : ( يخرب بيتك ياضي ، الآن هو معه وبيحسب اني مهتمّه وأبيه يتغذى معنا ) دخلتُ المطبخ وأخبرتهُن أن أحمد قادم فنظرنّ إلى بعضهن ثم إلِيّ ثم لِبعضهن وبِبرود مُصطنع : أش فيكم..! هُدى بِدهشة : أي أحمد ، أحمد أخوي ..! _ لا أحمد ولد الجيران ضحكنا أنا وشذى على هُدى ونظرت لِي هُدى بِنظرة فهمتها وأسرعتُ فِي القول : غمضنِي يوم أنّه قال ماهو مرغوب فيه ودقيّت لضياء لما قالت شذى أنّه راجع والمصيِبة أن ضياء كان معه لما دقيت نظرن لِي مُجددًا ثم لِبعضهن وضحكن عليّ حينَ أكتسى وجهِي بِحمرة لستُ أعلم سر خجلِي ولستُ أعلم لِمَ تخيّلتُ شكل أحمد ووجههُ تعلوه أبتِسامة وتذكرتُ صوته وهو يقول : هلا بهُدى الرُّوُح [ معقول علاقته بِخواته مثل علاقتِي بِضياء ، ومعقول أحمد حنون مثل ضياء..! وليه أنا كنت أحسبه شخصيّة غير ، يوووه ألحين أنا ليه أفكرّ فيه ] وعدتُ لِواقعِي وجهزّنا الغذاء وأنتهينا مِنه وبدأنا جلسة الشاي وطوالها كنتُ أقنع شذى بِالذهاب معنا وهِيَ تقول أنّها مُتعبة ونَعِسَة وأخيرًا وافقت أخبرنِي ضياء أنّه أتفقّ مع أحمد على الخروج الليلة لِلسوق معنا وبِداخلِي : [ ماكو فكّة ] مرّ وقت العصر بِسرعة وأنا وأمِي وبنات عمِي فِي الحديقة وضياء وأحمد خرجا مِن البيت زارتنا جارتنا أم سيف وأكتملت الجلسة بِحكاويها الجميلة التِي يتخللها حكايا حدثت قبل أن نُولد ولاعبت ماريا وتحسرّتْ على شباب نور وأصبحت الجلسة مُرّة بعد ذكرها وما أربكَ الجو بكاء ماريا المُفاجئ ، حاولتُ وكثيرًا إسكاتها وهيهات أخذتها طيّبة وسوماتِي وأمِي وأخفقتا ، ثم شذى ولاسبيل مدّت هُدى يديها لها وأخذتها : بس بس حبيبي مروّي بس وأسندت رأسها على صدرها وبدأت تُغنّي لها غناوي الجدّات فهدأت ونامت إلى أن جاء وقت خُروجنا ولأنّها سَتُربِكُنا أعطيتها أمِي وأستعدّينا لِلخروج كنتُ أظنُّ أننِي وضياء فِي سيارتنا وأحمد وهُدى وشذى فِي سيارتهم ، غير أن ضياء غيّر كُلّ هَذا بِإشارة لأحمد فترّجل وتحدّثا قليلاً فِي هَذا الوقت كانت هُدى ترفع يديها تُودعنّي وبِحُضنها ماريا التِي تشبثَت بِهُدى منذُ العصر ، بعدها رأيتُ أحمد يُشير لأخواته ويتوّجه لِسيارتنا _ ضي يلا وراء أحمد جاي معنا _ ليه..! _ بدون ليه ماله داعِي سيارتين وحنا قليل وبعدين كذا كذا هو راد حتّى يآخذ سوماتِي _ لاحووووول _ شنو..! _ أقول تآمر أمر أبتسم ضياء ونزلتُ مِن مكانِي وصعدتُ خلف ضِياء وشذى بِقُربِي وهُدى خلف أحمد وأخذتُ ماريا مِن هُدى حتّى تأُخذ راحتها غير أنها عادت لِلبُكاء وأخذتها شذى وذات الحال _ ممكن لأن وراء عندكم ضِيق هاتوها هِنا _ بتزعجك يا أحمد _ أش دعوة ياضياء ، شذى أعطنيها أردتُ التدخُل وكانت شذى أسرع مِني ، أعطتهُ إيّاها ضمّها فَهدأت قليلاً ثم وضع سبابته بِراحة يدها وأمسكته بِقوة وهزة خفيفة فنامت ماالسُرّ فِي هُدى والآن أحمد ، وماريا مابِها ، هل تتألم جرّاء تطعيمة اليوم ..؟ رُغم أنني وضعتُ الكمادات لها ظهرًا وشذى فِي المساء ليت أني أعطيتها طيّبة وأمِي ، لكِن سَتبدأ بِالصُراخ كما عصر اليوم على الأقل الآن معِي هُدى قطع تفكيري صوت جوالي [ أسافر عنك وتسافر معايا ، ترافقنِي فِي حِلّي وإرتِحالي ] ضغطتُ الزر فجآني صوتها : _ هلا وبِصوت مُنخفض : هلا بك يا غلا _ هلا ضي _ هلا _ مممم آآآ ، ضي ..! _ لبيّه _ وينك فيه الآن..! _ طالعة مع بنات عمِي السوق ، ليه! _ ممممم ، طيّب أبيك بموضوع ضروري _ مِي أش فيك..! رفع ضياء بصره ينظر لِي مِن المرآة الأماميّة وعمَّ الصمت السيّارة والكُلّ يُصغِي وأزعجبنِي وُجود أحمد معنا مِمّا أضطرنِي إلى أن أُخفِض صوتِي أكثر _ مي..! بِصوت مبحوح : هلا ياضي عيني والخوف يأكلنِي بِعُنف : أش فيك ، تبكين يامي..! ، علميني أش صاير ..! _ محتاجتك موووت ياضي _ يالبّى كلِي أنتي ، كلي لك بس أحكي وش فيك ، أمرّك..! _ لا ، لا خلّصي شغلك وبكرة أنا أجيك أن شاء الله _ طيّب لاتبكين أتفقنا..! وكأنها زادت بِالبُكاء : طيّب بِصُراخ خافِت: مِي الله يرضى لِي عليك لاتحرقين أعصابِي أحكي الآن شنو فيك..! _ خلاص ياضي أنا ماعندي سالفة وبعدين أحكي لك لاتشغلين بالك يلا سلمّي لي على هُدى وشذى _ طيب ، أنتبهيلك عشاني _ طيب وأنتي . . الفصل السادس عشر أبرة الكورتزون التِي تأخُذها مِي بين فترة وأخرى هِيَ هاجسِي الوحِيد الآن..! وبُكاءها قتلنِي وبِصوت مخنوق : تسلّم عليكم مي يابنات قالت شذى : ربي يسلّمها وبِقلق سألتنِي هُدى : أش فيها مِي..! _ وربّك مدري تبكِي بكِي وتبيّن أن مابها شئ وما أعرف شنو فيها تقول بكرة ممكن تجي _ أخاف أنها محتاجتك الآن ياضي ، مرّي عليها _ تهقين ..! _ أيه ، بس الآن بعدّنا عن حي الريّان _ بس أرد أكلمها وربّك يعين تُعانِي مي مِن مرض لا يُمكننا أن نُسميّة خطير ولكن مرض يتفاقم فِيها ويعيثُ فِي جسدها وهِيَ تنحل يومًا بعد يوم هَذا المرض قد يُفقدها وعيّها فِي أي لحظة ، ياربِّ تشفِي مِي ، ياربّ وأنتبهتُ لِحركة أحمد التِي حكرتها ماريا فقُلت : ضياء لو تآخذ ماريا مِن ولد عمِي أجاب وكم تمنيّت لو أننِي لم أنطُق بِحرف : لا خليها يابنت عمِي إذا تعبت أعطيكِي هيّه نظرَ لِي ضياء مرّة أخرى عبر مرآة السيّارة ولا أعلم ماسبب نظرتُه الآن أيعلم أحدكم كيف الشعور حِين يتكوّن الفرح بِداخلكم شيئًا فشيئًا حتّى أنّهُ يسلب مِنك أناك..! هَذا أنا وِبِبساطة الآن شخصيّة لن تَتعرّفوا عليها الآن فقط أردتُ أن أخبركم بِحجم فرحِي ، فقط كانت ليلة مُرهِقَة حقًا خصوصًا مع بُكاء صغيرتِي المُتزايد والتِي أعتادت على ابنة عمِي إلا أننا فرغنا مِن شِراء حاجيات الصغيرة وأخترنا أثاث لِغرفتها التِي ستقطنها قريبًا وكم أنا سعِيد بِهذا حتّى إذا ما أرهقت ضِي بِالصُراخ ليلاً ضممتها ونمت معها فِي سريرها ممممم ، أعشق الطفولة والبراءة وأعشق فِي هَذه الجميلة رغبتها بِالحياة وإبتِسامتها العذبة شئ ما أرهقنِي غير هَذه الطفلة ، مزاج ضي بعد مُكالمة صديقتها لها يالله ، كيف أنني نسيتُ أمر التركِي ، أرغبُ حقًا بِسؤال ضي الشئ الكثير آها تذكرت ، كانتا تِلك الليلة تتكلما عن شخص رفضتهُ ضي وهُو ذاته التي سألت ضي عنه لدى مي أن كان بِخير أم لا وسمعتهما تقولان شئ ما يُشبه رفض وقتل وسؤال ضي عن اللواء بِأريحية ليلة وفاة نور وأيضًا قول مي ليلة وفاة نور أن تركي حادثها وأخبرها أن تأتي إلى هُنا حسنًا أن كان تركِي أخ لِمي من الذي تقدم ومن الذي رفض؟ ، مابي بدأتُ أسكر نُعاسًا وأُهلوس؟ لا الآن رتبّكَ ياضياء [ تركي أخو مي ويبي أختي ، وتقدم لها ورفضته ، بس شنو سبب الرفض ، لاحوول راسي بدأ يُوجعنِي وأنا مِن كثر التفكير عييّت أنام ، يلا ضياء نام ، نام ] بعد أن ودّعتُ بنات عمِي وصعدن لِسيّارة أحمد لمحتُ الأخير ينظر لِي بِتيه حتّى أنّه لم ينتبه لِهُدى التِي أقتربت مِن أُذنه وقالت : حوووه _ يلعن أبليسك ، ليه كذا..! _ من اليوم أحكي معك وأنت بعالم ثاني _ خلصتن ..؟ _ أيه بقي كيسين يرجع لهم الآن ضياء _ يلا نادي سوماتي _ طيّب كان ينتظرهن فِي السيّارة بعد أن نزلن يحملن معِي الأكياس الصغيرة ، أمّا ضياء فقد حمل العِلب الكبيرة والأكياس الملئى بِالألعاب الثقيِلة أشعرُ بِرغبة فِي الكِتابة الليلة ولا أدري ما سوف أُدوّن وقبل كُلّ هَذا سأحادث مِي التي أشغلتنِي طُوال الليلة وأخذتُ موبايلي بعد أن غيّرتُ ملابِس ماريا وغطيّتها وأشعلتُ نور غرفتي الخافِت وأتصلّت [ ردّي يامي ، ردّي ] غريِب أمركِ يامي سأتصل بِالبيت ونظرتُ لِلساعة فلم تصل لِلثانية عشرة بعد صوت الرنين المُتوالي أزعجني وخشيتُ أن لارد _ مرحبا بِحرج كبير وحياء : آآ ألو السلام عليكم _ أهلا وعليكم السلام والرحمة _ مُمكن أكلم مِي ..! _ أيه مُمكن لحظة زفرتُ بعد أن طرح الهاتف مِن يديه فأنا لا أعلم أن كان تُركِي أم حميِد ، جاءنِي صوتها بعد إنتِظار شعرتُ بِه طويلاً: هلا _ هلا بك ، مي وينه جوالك..! _ معي بس سايلنت _ ياسلام ، موقايلة لك بدق _ إلا ، بس نسيته وبيني وبينك مالي خلق أحم أحم _ طيّب يلا أحكي لي..! _ ممممم آ آ ... خير خير ، والله _ مي حولك أحد _ أي ماتحسيّن أن الليلة الجو حار _ آها فهمت عليك يلا روحي غرفتك وأحتريني عالجوال _ أوك تصبحين على خير _ دُبا لاتنامين بحكيك عالجوال _ أوك كُح كُح _ هههه مافهمتك الا توّ _ يلا باي سلمي على أمك _ هههه باي بد لحظات أتصلتُ على موبايلها وردّت بِسرعة : _ هلا مي ، يلا أحكِي بالِي مشغول مرّة مِن وقت العِشاء _ ممممم ، تفهمين عليّ وتسمعيني كويّس ياضيّ ..! _ ومن متى مافهمتك ولاسمعتك زين..! _ مو قصدي ياضي بس أبيك تفهمي وضعي وربي صعب أحكي لك بس شنو أسوّي [ وعادت لِلبُكاء ] تعبت ياضي _ لاحووول مي لاتشغلي بالي يلا أسمعك _ جِد وربِي جد ياضي مو عارفة كيف ابدأ _ ياغلا الضي كُلّي لكِ آذان صاغِية _ طيب قالت مِي مابِخاطرها وهِي تبكِي وبِدوري بكيتُ وَ دموعِي تتساقط تُباعًا . .
|
|
![]() ![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|