![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]() إنها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. وجيجي يفكر .. لقد رسم طريق هذه الفنانة بعناية فائقة .. نفث سيجارته في عمق .. لقد كان بالفعل ينتظر فتاة مثل نانسي .. إنها جميلة إلى حد معقول .. ولها صوت جميل .. لقد وضع لها مشروعاً صغيراً في عقله .. إنه المشروع الأكثر جرأة في تاريخه الفني .. سيحول هذه الفتاة إلى أسطورة بكل الطرق الممكنة وغير المكنة .. سيضرب بكل الأعرف المتبعة في الفن .. وسيصنع شيئاً غريباً .. سيصهر شخصية هذه الفتاة ليصنع منها شيئاً آخر .. سيصنع منها أسطورة .. تحصد النجاح تلو الآخر .. لقد جلس هذا الرجل وقتاً طويلاً ليعرف ما يريده المشاهدين تماماً .. عرف الذي يكرهه الناس ورغم ذلك يحبونه .. سيقدم لهم شيئاً لم يعتادوا عليه قبلاً .. لم يعتادوه .. وسيكون اسم نانسي براقاً لامعاً .. وكلما بقي في القمة .. سيعترف العالم أن جيجي هو الذي قاد فتاة مغمورة من القاع إلى قمة المجد .. أطفأ سيجارته التي لم تنتهي بعد .. وارتدي قبعته وخرج من مكتبه .. إنه المساء .. أخذ جيجي نانسي إلى حفلة ما .. وفي السيارة قال لها : نانسي ألا تلاحظين أنك تلبسين ملابس لا تليق في الصيف .. أقصد يجب أن تهتمي بنفسك أكثر .. أريد أن تكوني فتاة عصرية .. أتركي ما تريدين أنت لبسه .. والبسي ما يريده الناس .. طالعت نانسي فيه بدون أن تفهم .. فقال لها وهو يضحك ضحكته البلهاء : لا عليك .. سنخرج غذا لنشتري العديد من الملابس .. وصلا أخيراً إلى الحفلة .. دخلت نانسي .. ولعله من المبالغة أن نقول إن المكان محاط بسحابة دخان كبير لا تجعلك ترى المكان جيداً .. إلا أن هذا الشيء صحيحي تماماً .. وضحكة لا يمكن أن تصدر من فتاة فيها شيء من الاحترام .. وقفت نانسي مدهوشة .. فهي لم تدخل يوماً مثل هذه الأماكن .. لاحظ جيجي هذا .. فهو كان يتوقعه .. فأخذها من يدها .. وقال : نانسي .. هذه هي الحياة التي لا تريدين أن تريها .. أين كنت تعيشين قبل هذا .. إن من قرأ رائعة إحسان عبدالقدوس ( شيء في صدري ) سيعرف ما الذي يريد فعله رجل مثل جيجي في فتاة مثل نانسي .. على اختلاف الدافع .. ليس مهما ً المهم أن النتيجة متقاربة جداً .. جلست نانسي على مضض .. في مكان أحست فيه أنه لا يمت لها بصلة من أي نوع .. إنها أكثر فتاة محتشمة هنا .. إلى درجة تجعل منها قديسة في مكان يمتلئ بمثل هذه الحثالة .. وتقابلت مع طبقات مختلفة من شرائح المجتمع .. منهم من لا تحس أنه تربى في مثل هذا الجو تماماً .. ومنهم من تحس أنه بأنه شخص محترم جداً شكلاً .. ولكنه سعيد جداً .. لتدرك أنه رجل في النهار رجل دين .. وفي الليل شيطان .. كان كلهم من الوسط الفني .. حتى أن نانسي قابلت أكثر من مطربة ومطرباً مشهوراً .. خرجت نانسي من الحفلة وهو كارهة لنفسها .. ودعها جيجي وهو يعلم أنها متضايقة جداً .. بل إنه قال : أكيد أنك استمتعت .. فهذه حفلة راقية جداً .. قالت نانسي في نفسها : الراقي فيها هو المكان فقط .. بتكاليفة الباهظة .. ولكن الناس فيه .!!! .. ولكنها قالت : طبعاً .. وفي اليوم التالي .. خرج جيجي مع نانسي إلى أرقى المحلات في بيروت لشراء الملابس .. ومن السخف أن نقول أن نانسي لم يكن لديها ملابس .. بل إننا ذلك كأننا نصف فلماً قديماً مستهلكاً .. لكن الأمر بكل صراحة.. أن نانسي لم يكن لديها ملابس مغرية.. لم يكن لديها ذلك النوع من الملابس التي لا تعري الجسد أكثر من أن تغطيه .. تلك الملابس التي يخاف الفتيات من لبسها أمام بعضهن .. وهذا ما كان يريده جيجي .. وأخذت نانسي كل هذه الملابس على مضض .. فهي لم تقتنع بهذا الذوق .. كان كل شيء على حساب جيجي .. لم يكن يجعل نانسي تدفع شيئاً .. بل في كل مرة يخرج فيها معها .. وبعد يومين آخرين .. اتصل جيجي بنانسي وأخبرها أنهم سيذهبون في حفلة أخرى وقال لها : نانسي .. أظن أن البرتقالي المخطط يليق بك كثيراً .. أتمنى أن ترتديه .. رغم أن هذا البرتقالي كانت نانسي أكثر ما عارضت على شراءه .. إنه ببساطة لباس فاضح .. فقالت نانسي : ولكن .. فقاطعها : نانسي .. نانسي .. كوني متعاونة يا حياتي .. تخبطت نانسي .. إنها لم تعتد أن يكلمها شخص بهذه الطريقة .. فأغلقت السماعة وهي لا تعرف ماذا تقول .. أقفلت السماعة .. ووجدت نفسها أمام ما ستلبسه .. وكأنها ترى ملابس الإعدام أمامها .. ارتدتها .. وهي غير مقتنعة .. ولما رآها أبوها .. تردد كثيراً قبل أن يقول : ألا ترين يا حبيبتي أنها ملابس غير لائقة .. ألا ترين أنه من المفترض أن تلبسي شيئاً آخر .. طالعت في نانسي بحيرة .. وعندما همت بالكلام .. كان جيجي قد وصل .. سلمت نانسي على والدها وخرجت وهي حزينة .. المشكلة أن والدا نانسي اتفقا من ومن أن يتركا نانسي تختار كل حياتها دون أن يتحكما في أي شيء في حياتها .. وأن ينصحاها هو اكثر ما يفعلانه معها .. وفيما عدا ذلك فهي حرة .. ولاشك أنهم كانوا مخطئين .. فنانسي كانت فعلاً تحتاج لمن يقول لها لا .. تحتاج لمن يخبرها أن ما تفعله خاطيء .. كانت تحتاج إلى من يقف جوارها حتى ينتشلها .. خرجت نانسي .. وذهبت إلى الحفلة .. التي لم تكن تختلف عن التي قبلها كثيراً .. كانت ترى أن كثيراً من الناس يكلدون يلتهمون جسدها شيئاً فشيئاً .. أحست أن الناس يعرونها من جسدها في طريقة بشعة .. ولما لم تستحمل نانس كل هذا خرجت ودمعتها على خدها .. وأخذت تجري .. لحق ورائها مدير الأعمال .. الأستاذ جيجي .. وركبت معه السيارة .. ظل صامتاً طوال الطريق .. وقال لها نانسي .. يجب أن نتكلم .. نظرت فيه .. فنظر هو في الطريق .. وصلا إلى كازينو .. دخلاه .. فقال لها : نانسي .. كيف تتوقعين أن تصلي إلى المجد ؟ هل تتوقعين أن هذا سيحصل ببساطة ؟ هل تتوقعين أن المجد سيأتي أمامك ويقول لك ها أنا ذا ؟! ألا تعلمين أين أنت ؟ أنت مجرد فتاة أخرجت شريطاً متواضعاً إلى الوجود .. لم تستطع نانسي أنها تسمع هذا الكلام من جيجي .. أحست أن جسدها صار بارداً .. وأحست أن سكينا كبيراً يدخل صدرها في بطء ويمزق لحم قلبها .. أحست أن الدماء يمكن أن تصعد إلى فمها من جوفها .. كان جيجي يعرف هذا كله .. ولكنه كان يتابع بلا رحمة .. قال لها : نانسي .. هؤلاء الذين ترينهم حفنة من البلهاء .. هم الذين سيوصلونك إلى المجد .. هؤلاء هم الذين يجعلوا منك الاسم الكبير الذين تحلمين به .. ملابسك التي تكرهينها .. هي سلاحك الجديد الذي خبأته .. إنك لا تعلمين ما الذي يوصلك إلى المجد . أما أنا فأعرف .. نانسي .. إن عليك الكثير من التضحيات .. فاختاري .. إما الجبن الذي أنت فيه ومبادئك التي لم تستطيعين بها أن تفوزي بقلب فتى واحد .. وهنا فتحت نانسي عيناها من الألم .. وخرجت الدموع من عينيها .. وأمسكت الطاولة بيدها .. وأحست أن الدنيا تدور بها .. ورأت جيجي يتكلم .. ولم تستطع أن تقاوم .. وقفت .. ثم سقطت على الأرض .. سقطت نانسي التي لم تتحمل كل هذا التوبيخ على عدم قدرتها على مجاراة مستنقع القذارة .. نانسي .. نانسي .. استيقظت نانسي .. فوجدت جيجي يقف أمامها .. وحولها بعض موظفي الكازينو وبعض الناس .. تطلعت بعين واهية .. كانت تتمنى أن تكون في المستشفى شأنها شأن أي فلم مصري لشادية أو فاتن حمامة .. ولكنها وجدت نفسها ما تزال في الكازينو .. فقالت : كم بقيت على هذه الحالة ؟ ابتسم جيجي وقال وهو ينظر للناس : شكراً لكم .. كل شيء على ما يرام .. ثم نظر لها وقال بحنان لم تعتده نانسي : أقلقتني عليك .. وبعدها بقليل أوصلها للمنزل .. وعندما خرجت من السيارة نادى عليها وقال : فكري يا نانسي فيما قلته لك .. فكري كيف تصلين إلى ما تريدين .. وتذكري الغاية تبرر الوسيلة .. نحن في زمن لا يرحم .. ثم تعدل في جلسته وقال : سأسافر إلى سورية يومين ... عندي بعض الأعمال .. وتحضري بعدها .. سأحضر لك مفاجأة .. ثم ذهب .. صعدت نانسي ودخلت منزلها .. حيت والديها الذين كانا ينتظرانها .. ودخلت الغرفة .. وجلست فوق سريرها تفكر .. ولم تنم تلك الليلة .. كانت عبارة جيجي تدوي في رأسها قنابلاً .. "إما الجبن الذي أنت فيه ومبادئك التي لم تستطيعين بها أن تفوزي بقلب فتى واحد" وكانت الدموع تسيل من خديها .. وأخذت تتذكر .. الغاية تبرر الوسيلة .. نحن في زمن لا يرحم .. ووصلت نانسي إلى ما يصل إليه كل الناس عادة بعد فترة من الزمن .. الصدمة القاسية .. الصدمة التي تعلن لك وبوضوح .. أن الدنيا ليست سهلة كما نتصور .. أننا فيها .. لن ينقذنا الأبطال في اللحظة الأخيرة .. أن المبادئ التي تعلمناها ما هي إلا الصورة التي يحلم الناس أن يصلوا إليها .. أما الحقيقة فهي الوجه الآخر تماماً .. أدركت نانسي .. أنها يجب أنها لن تصل إلى قمة المجد دون أن تضحي بكل ما تملك .. أدركت أن الوسيلة التقليدية لن تجدي نفعاً أبداً .. وقررت هذه المرة أن تتغير بحق .. في المرة السابقة قررت هذا .. ولكنها لم تكن تعرف ماذا تفعل .. ولكن الآن .. فمدير أعمالها اللامع جيجي يعرف كل شيء .. وسوف تتركه يتحكم في حياتها .. وستفعل كل ما يريد .. بعد يومين جاء جيجي .. وقابلها .. ولبست نانسي ذلك الجنز الأسود الجلدي .. وقميصاً ضيقاً جداً .. وعندما رآها جيجي .. صفر بإعجاب .. ونظر لها بخبث وقال .. رائع .. لقد تقدمنا كثيراً .. ثم ضحك ضحكته ذات الأنوثة .. وقال لها : جيد .. نستطيع الآن أن نعمل بشكل جيد .. لقد حضرت لك مقابلة تلفزيونية في محطة Lbs اللبنانية .. فرحت نانسي بهذا كثيراً .. وقال لها تحضري .. أخبرت نانسي والديها بهذا الخبر .. فرحا للغاية .. وبينما كانت نانسي تتحضر .. اتصل عليها جيجي وقال لها : سأمر عليك يا نانسي الليلة .. فقالت : حسناً .. هل سنذهب في سهرة ؟ ضحك كثيراً وقال: بالتأكيد يا حلوتي .. بالتأكيد .. جهزت نانسي نفسها .. وجاء جيجي وخرجا .. وبعد أن انتهيا من السهرة .. وبينما هما في طريق العودة .. قال لها : لقد تعودت أخيراً يا نانسي وأصبحت تتعاملين بشكل ممتاز .. لم أتصور أن يومين يغيران فيك هكذا .. فرحت نانسي بهذا الكلام .. ثم قال لها : والآن سأخبرك بما هو مهم .. سأخبرك بالأسئلة التي سيسألونك إياها .. وبماذا تردين .. نظرن إليه وقالت : وكيف عرفت أنت بما سيسألونني إياه .. انفجر جيجي بالضحك بشكل حقيقي هذه المرة .. وقال : نانسي .. يا حلوة .. لا تكوني صغيرة .. كل المقابلات التلفزيونية معدة مسبقاً .. كل شيء فيها تمثلية فيها بعض الواقع .. أحست نانسي أنها بالفعل لا تفهم شيئاً في هذا العالم .. تنبه جيجي لهذا فقال وهو يضع عينيه على الطريق : لا عليك .. ستتعلمين كل شيء .. وبالفعل .. كانت تمثلية بارعة أتقن جيجي حبك نصها .. وحتى إخراجها .. كان المخرج الحقيقي لهذه المقابلة .. وجاء لها بمقابلة ثانية وثالثة ورابعة .. كان يهدف ببساطة .. أن يعرف الناس اسم نانسي جيداً .. وأن يعرف الناس كيف كانت .. ليدركوا الفرق فيما ستكون عليه .. وبينما هي تتجهز للخروج إلى مقابلة .. دخلت والدتها الغرفة وقالت : نانسي والدك يريد التحدث إليك .. ذهبت نانسي إلى غرفة والديها .. وكان والدها موجود هنالك وجلست على طرف السرير .. فتحدث أبوها وقال وهو يعدل نظارته المذهبة : نانسي يا ملاكي .. أنت تعلمين أنني أنا وأمك نحبك جداً .. وتعلمين أننا أيضاً نريد مصلحتك .. توقف قليلاً .. وكانت نانسي تسمع .. فقال : نانسي .. وضعك الدراسي لا يعجبنا .. إنك تخرجين كثيراً .. ولا نكاد نراك تذاكرين شيئاً .. فقالت نانسي : ولكني يا بابا مشغولة .. فقال لها : ولكن هناك شيء أهم .. مستقبلك .. فقالت له : ولكن الفن مستقبلي .. سأكون مغنية مشهورة .. قال أبوها : يا حبيبتي .. يجب أن تحصلي على شهادة كي تعملي .. هذه الشهادة لك إنها ليست لنا .. أهم شيء الدراسة .. وأن تتخرجي .. لتدخلي الجامعة التي تحلمين بها .. فذات يوم .. وأخذ والدها يتحدث حديث الآباء المعروف .. أما نانسي فأحست أنها لا تسمع شيئاً من كل هذا الكلام .. أو أنها تسمع كلاماً لا يصل إلى عقلها .. فقد تسمع كلاماً دون أن تستطيع أن تحس به أو تفهمه .. أحست أنها ترى نفسها فوق المسرح وهي تغني .. نجمة في سماء الفن .. رأت نفسها وهي تحصد جوائزها الفنية الواحدة تلو الأخرى .. والناس من حولها يصفقون لها .. هل فهمت هذا الكلام يا نانسي ؟ انتبهت نانسي إلى هذه الجملة .. فقالت لتنهي النقاش الأزلي : حسناً أعدك .. ولكن اتركوني أذهب الآن فلقد تأخرت على موعد التصوير .. ثم خرجت نانسي .. وبعد التصوير .. رجعت إلى المنزل متعبة .. قالت لها والدتها : لقد اتصلت بك ماريا اليوم .. تكاسلت نانسي .. ولكنها أخذت الهاتف .. واتصلت .. ردت ماريا : أهلاً نانسي .. أين أنت ؟ لم أرك منذ زمن لقد اشتقت إليك فعلاً .. قالت لها نانسي .. وقد انتعشت وأحست بالفعل أن هناك من يحبها بدون أي شيء .. لا لأنها تلبس طويلاً أو قصيراً .. بل لأنها صاحبتها وفقط .. قالت لها : حتى أنا يا ماريا .. ولكنك تعلمين أني مشغولة جداً .. فقالت ماريا : طبعاً .. لك الحق .. في التصوير والمقابلات .. ابتسمت نانسي وقالت : شكراً لك يا ماريا .. لقد خدمتني خدمة العمر .. قالت ماريا : لا عليك .. ولكن لا تجعلي عملك يأخذك منا .. قالت نانسي : لا طبعاً .. بانتظار الجزء الأخير
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|