07-16-2011
|
#41
|
طقوس الانتظار
القطارُ على وشكِ الوصول
و محطةُ الانتظارِ هنا
تلهثُ من فرطِ السكون
على غير عادة
الوجوهُ يكسوها وجوم
تدور مع عقاربِ الساعةْ
العيون
سوى آفة الزمنِ
لا يوجدُ حضور
هاهي ذي حشرجةُ النفير
العيون تتوقفُ عن الدوران
شرعت تعدو على السِّكة
و لاحت جبهةُ القطار
تبتلعُ خطَّ المسير
تقتربُ
اقتربت بالفعل
توقف القطار
من نافذةٍ إلى أخرى
تتقافزً العيون
هنيهة
و فُغِرتِ الأَفواه
القطارُ خالٍ
مهجورْ..
إلا من السكون
خربشته آهاتُ العيون
و بدا لها القطارُ
ساخراً
شامتاً
14-12-1999
|
|
|
07-16-2011
|
#42
|
ذاتيةكريمٌ
أنا في العزِّ ترسو مَهَابــَــتي
و عند ارتجالي تُستَطابُ مقالـَــتي
مَحَوْتُ حروفَ اليأسِ من وجهِ مُعْجَمي
وصُنتُ على الخضراءِ عرشَ مَكَانـتي
شببتُ على دحرِ الصعابِ ولم يـَزَلْ
حديثُ شَبـَابِ الحَيِّ سِرَّ براعـتي
|
|
|
07-16-2011
|
#43
|
ما بالُكِ
حَيْرى يا نفسي؟
ما بالُكِ حَيْرى يا نفسي؟
لا مرفأَ يُغريكِ فترسي؟
يا ليتكِ مدركةً أمري!
وعذابي النازفَ من حنقي
حنقي المصلوبِ على صدري
يخنقني دوماً يرهقني
ويثبطُ ثورةَ أنفاسي
ديجورُ الجهلِ يكفنُني
أين الأنوارُ تخلِّصني؟
الليلَ أفيقُ
أنامُ الظهرَ
أطاردُ صحوةَ إحساسي
وأبيعُ اليومَ بسوقِ غدٍ
ويتابعُ أمسي إفلاسي
ما بالُكِ حيرى يا نفسي؟
قاربتُ على حبٍ يوماً
فبكت بجنونٍ غيرتُها
سألت بعيونٍ غائرةٍ
أرفيقةُ عُمرِك تسلوها؟!
قد نالت مني نظرتُها
إذ قلتُ أحابيها عطفاً
وطوال اليومِ أغازِلُها
وأراقصها وأمنِّيها
وقضيتُ الليلةَ مكروبا
أستنكرُ حظي المعهودا
وقطعتُ كما اعتدتُ عهودا
لن أدنيها وأحابيها
سأعاديها وأجافيها
وقُبَيْلَ فُراقي تلقاني
تهمسُ في أذني تشجيني
فتُرَوِّضَ عُنفي الجبَّارا
فأروحُ وأحسبُني أغدو
وأكُفُّ الحيرةِ تصفعني
من فرطِ الشدةِ تقصِمُني
أبحثُ عن حُضنٍ يأويني
فأراها تفتحُ أذرُعَها
فأقولُ لنفسي:
ضميني!!
|
|
|
07-16-2011
|
#44
|
نشيد الشباب
وانفضوا يأسَ السنينـا
يا شبابَ اليـوم هُبـُّوا
يغرسُ الآمالَ فينــا
فالغــدُ الآتـي لعـزٍ
وانشدوا الإسلامَ دينـا
لا تغطُّـوا في سُبـَاتٍِ
مجدُكم أضحى يقينـا
إن فعلتم ، صدِّقــوني
* * *
ضيعوا بأسَ الشبـابِ
ليت شعري كم شبابـاً
أو شرودٍ و اضطرابِ
في نسـاءٍ أو مـلاهي
وانتسى يومُ الحسـابِ
غرَّهم سحرُ الضـرابِ
لارتجوا فضلَ الثـوابِ
لو وعوا وهنَ الكهـولِ
* * *
كي نحثَّ الخاملينــا
كم خطبنا، كم نظمنـا
في جمـوعِ الناصحينـا
عهدُنــا أنـا سنبقى
لن يموتَ النصحً فينـا
لو بُلينــا أو رُمينـا
غير أنَّـا مسلمونــا
ليس يذكي الصبرَ شيءٌ
|
|
|
07-16-2011
|
#45
|
صريع الدنيا
لا تُطِلْ في العِتابِ وارْحمْ فُؤادي
لا تَزِدْ جُرحي مَاضِيـاً في البِعادِ
أَتُشِيحُ الوِجْدانَ عن بُؤسِ حَالي
و َرَجَـائي تمجُّـهُ كالأَعَـادي
فاحتَسِبْ لي ضَعفي فإنِّي صريعٌ
بين نزفي ومِحنتي و اضطِهـادي
لا تكنْ نـِـدَّاً تَقتفي خُطُواتي
فطَـريقِي مُلَبَّــدٌ بالسَّـوادِ
و أنـَـا فيهِ مُقعَـدٌ بارتِيَاعي
و مُضاعٌ في وَحْشتي و رُقـادي
كُلُّ أيَّامي أَصْطَلي يا عَذيلي
بِصُنوفٍ مِنَ الهُمُـوم الشِّـدادِ
سَلْ بني أُمِّي عن ظُروفي يرُّدُوا
أَنَّ هذا المِسْكينَ أَشقَى العِبَـادِ
كانَ كَالطَّيرِ يَعْتلي أَيَّ عَـالٍ
أو يجوبُ الزُّهورَ في كُـلِّ وادي
كانَ رَقراقاً غارِقـاً في هَواهُ
يُنشِدُ الشِّعرَ في فُتونِ الغـوادِي
ظنَّ أنَّ الدُّنيا حِصَانٌ وديـعٌ
يمتطي مُولَعَـاً بِشَدِّ القِيَــادِ
فَمَضَى جَامِحَاً يَصِيدُ الأَماني
من أَقَاحِي الرِّيَاضِ أو في البَوَادي
فَجْأَةً زَمْجرَ الحِصَـانُ فأَوْدَى
بالفتى مِثْـلَ غَـدْرَةِ الأَوْغَـادِ
فَانْزَوَى نَجْمُهُ و جَارَت سِنُوهُ
وغَـدَا حالُـهُ حَديثَ البِـلادِ
منْ تَكُ الدُّنْيَا في يَدَيْهِ فُرَاتَـاً
يُلْفِ نَاراً غَـداً و ذَرَّ الرَّمَـادِ
فَلْتُبِـنْ للمَعْذولِ وُدًّا لِيَقْوى
فَصَريعُ الدُّنيا أَسِيفُ الفُــؤادِ
|
|
|
07-16-2011
|
#46
|
شراك
عبثاً تفتِّشُ في دمي
والشعرُ لملمَ ما تبقى
واختفى..
والبدرُ غاب..
عبثا تسائلُ حيرتي
وأنا السؤالُ عن القصيدِ
ولا جواب..
مهما طرقتِ جدارَ صمتي
لن يَرُدَّ الصخرُ بي.
فشراك يومي في عذابي
تحتفي بين الزحام..
وتزيدُ عمداً في امتهاني كلما
يعوي بأذني
بوقُ ساكنةِ الطريقِ..
وكلما نعق الشريفُ
بوجه شخصٍ لا يُطيق..
يأتي المساء على جفوني
عند بابِ البيتِ
موجوعَ الخطى يأتي
كما جسدي المعبَّدُ بالرضوض..
ألقي بأشلائي
وتلقيني..
عبثاً أُفتِّشُ عن منامي الشاردِ
فضجيجُ يومي مثلُ سُمِّ في دمي..
بوقٌ..
ونعقٌ..
وازدحام..
والكلُّ نام..
وحدي أصارعُ بطشَ ليلي
مثل جنٍّ تائهٍ
أطوي الوسادةَ فوق رأسي
تحترق..
وأرى الصباح بلون تعسي
باهتاً
فالهمُّ لاح
ودمي هنا مستنفراً
كي يستباح..
|
|
|
07-16-2011
|
#47
|
يا نفسُ يا أمّارة
نادى المؤذِّنُ للفلاح..
وفي يديَّ قصيدةٌ طورَ المخاض
والنفسُ صخرٌ في العناد..
فكأن وقراً طارئاً يغزو الجسد..
ونوافذُ الغفرانِ تُوصَدُ دونَ ذاتي في المكان.
حَجلٌ يَضِجُّ به الجسدْ..
حتى السَّلامِ، وقبلما يشدو المنادي من جديدْ
كم نازعَ الشُّعارُ جِنَّ نفوسِهم..
وَمَضَوْا وطأطأةُ الرؤوسِ تُعَنوِنُ الأشعارَ والأقدارا..
أرنو إلى حالي التي ما انفكَّ يُنهِكُها الحديثُ عن القصيدة والسياسةِ والنساء..
وأظلُّ أرفلُ في ثيابِ التائهينَ ملبداً بالهمِّ حتى عودةِ الشهر الغريب
* * *
رمضانُ يشرعُ كل عامٍ ألفَ بابٍ لليقين
وبَنُو التُّرابِ تراهُمُ افترشوا المعابدَ في حماسٍ أو شرودْ..
والنفسُ في رمضانَ تأبى أن تلينْ
فالنـزغُ أمسى كلُّه حكراً على النفسِ التي بالشرِّ تلهمُ ربَّها
والربُّ يُدْميهِ الجِهادْ
ويراعُ شِعري ها هنا
ما زال ينسُجُ في الورقْ..
والخربشاتُ تَشي بما في النفسِ من سرِّ اختلاج..
* * *
نادى المؤذِّنُ للفلاح
فتسمَّرَ النَّشِطُ اليراعُ على نواصي فكرةٍ
ماءٌ على وجهِ التعبْ..
ماءٌ على قدمِ التعبْ
وحَفيفُ خُفٍّ في اتجاهِ منارةٍ
صمتٌ
ودفءٌ
وارتجاء..
والنورُ يهمي في الحنايا والجباهْ..
|
|
|
| | | | | | |