![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
![]() ,
على طاولة الطعام ، تضرب بالملاعق على الصحُون عبير بتضايق : رتيل أزعجتيني رتيل : تراها زا*ــة معي وواصلة عبير : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههه عادت حليمة لعادتها القديمة .. رجعنا لألفاظ الشوارع رتيل : يارب لاتدبل كبدي على هالصبح عبير : طيب شوي وتضربيني بعد ! خلاص آسفين .. وش صاير ؟ رتيل : كِذا صحيت و أنا معصبة عبير تنظُر لشعرها الغير ملموم و على كتفِها مُتداخلة خصلاتِه وملتوية : واضح من شعرك رتيل : ها ها ها ظريفة عبير : هههههههههههههههههههههههه لا صدق وش فيك ؟ رتيل وهي تحاول ربط شعرها , متنهِدة عبير : خليك من شعرك قولي وش فيك ؟ رتيل بتملل تركت شعرها عندما أستعصى عليها ربطِه بإحدى خصلاتِه : مو صاير شي أنا كذا نفسية عبير : ترى ماهو زين تطلع لك حبوب على جبهتك بعدين رتيل : يالله يا ثقل الدم عبير : طالعيني رتيل بعفوية رفعت عينها لها عبير : كأني أشوف عبدالعزيز ههههههههههههههههههههههههه ههه رتيل : سبحان الله لايقين على بعض بثقالة الدم عبير : لايقين ؟ ليه صاير بينك وبينه شي رتيل : طبعًا لأ ، مين هو عشان يصير بيننا شي عبير : مدري عنك ! أخاف تسوينها بعد رتيل : لا حول ولا قوة الا بالله .. لاتدخلين في مخي عبير ترى صدق مانيب رايقة !! أبوي متى يرجع بس دخلت أوزدِي من الباب الداخلِي ، بيدِها ساقْ دُون بتلاتِ الزهرة وملفُوفة بشرِيط رقيق باللونْ الزهري. أوزدي بـ - تميلح خادمات - ، تغنَّجت وهي تغمزُ لرتيل : for you رتيل رفعت حواجبِها لتمايُل أوزدي : خير أنتي تحسسيني صايدة عليّ شي عبير تأخذ الساق الذي لا يحتوي على وردة : ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه أشهد أنها رومانسية سعوديين رتيل تسحبها من يد عبير : كلب عبير بجدية : لا تكلمينه ولا تفكرين حتى !! ترى من الحين نبهتِك رتيل : طبعًا لأ وش فيك بعد أنتي الثانية عبير : أذكرك إذا نسيتي .. وتوجهت للمغاسل رتيل عضت شفتها بقوَة وألتفتت لتجِد أوزدي مبتسمة صرخت عليها : أنقلعي عن وجهي ... تمتمت : ناقصني أنتِ , طيب يالكلب الثاني ... سمعت صوت سيارته هذه المرة حتى ضميرها و رادِعها الديني لم يقف أمامها ، : هيييه أنت عبدالعزيز و يقترب من سيارتِه وألتفت وعيناه تُغطيها النظارة الشمسية : ماأعرف أحد بهالإسم رتيل بسخرية : ظريف الله يسلم خفة دمك عبدالعزيز أبتسم بإستفزاز : صباح الورد رتيل : شف أنا مانسيت وش صار أمس ولا راح أنسى !! وتحسبني بسكت , لا ياعُمري أبوي راح يعرف وهددني بإللي تبي مايهمني عبدالعزيز ببرود : طيب رتيل بغيض تُريد أن ترى عيناه لتفهم شعوره أكثر : والتبن اللي جبته اليوم عبدالعزيز يرفع نظارته على شعره القصير : لآلآ كِذا تسيئين لنفسك رتيل تنظر له بإستغراب عبدالعزيز : الوردة مايعطونها وردة فقلت خلاص أعطيك بس ساقها رتيل و أشتعلت من داخلها عبدالعزيز مسَك نفسه من الضِحك : مُشكلة السيئين في الحياة مايحبون يكونون بروحهم لازم يجرُّون واحد معهم رتيل : وش تقصد عبدالعزيز : ماراح تفهمين رتيل : إيه طبعا ماراح أفهم كلام الكلاب اللي زيِّك عبدالعزيز : لأ عشان شعرك الحين ضاغط على المخ فيبطىء الإستيعاب رتيل قبضت كلتا كفوفها وهي تُغمض عينها لا تُريد أن تغضب عبدالعزيز يتأملها كيف تمتص غضبها وصخب بضحكته ليُردف : أدخلي لا تفجرك الشمس .. ماهو ناقصك أبد رتيل ولم تمسك لسانها : كلب تبن معفن *** **** و بعد خـ**** عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههه هههههه الله محيي أصلك رتيل ورمت عليه ساق الزهرة , عبدالعزيز ينحنِي ليأخذها : عاد والله تكلفت بالشريطة رتيل : سامج عبدالعزيز أبتسم وهو يدخل سيارتِه و يخرُج رتيل تنظُر إليه إلى أن أختفى عن عينها : أووووووووووووووووووووف .. دخلت للداخل عبير : ماهو من جدِّك طلعتي له بهالمنظر !! رتيل تنظر للبسها : يختي ضايقة فيني ومعصبة مافكرت عبير : ولو بس فيه حدود مين هو عشان تطلعين له بهالصورة ؟ رتيل : ياربي ياعبير الله يرحم لي والديك لا تشتغلين عليّ بعد عبير : وش قلتي له ؟ رتيل بكلمات سريعة غاضبة : كلب معفن حقارة الكون كلها تجتمع فيه عبير : ليه ؟ رتيل : هو يبغى يقهر أبوي فيني الله يقهر عدوينه .. يختي كلب بس ليه أحبه عبير ضحكت على كلمتها : والله عاد أسألي نفسك رتيل : لازم أكرهه والله لازم , في مجلِسه ، الصمتْ يُدار بينهم عبدالمحسن تنهَّد : بوبدر سلطان رفع عينه له عبدالمحسن : من جيت وأنت ساكت ، أبي أتفاهم معك بهدُوء سلطان : قلت لك من قبل الجوهرة مالها طلعة من هنا عبدالمحسن : بس هذي بنتي وماراح أرضى تكون هنا وأنت بداخلك ماتبيها سلطان بصمت يُشتت أنظاره عبدالمحسن : ماراح تجبرها تعيش عندِك !! و بناتي ماينغصبون على شي يا سلطان سلطان تنهَّد بضيق : و هذي زوجتي عبدالمحسن : زوجتك !! تضحك على مين بالضبط ؟ سلطان : تبيني أطلقها ؟ عبدالمحسن : إيه سلطان : طيب أبشر بس ماهو الحين عبدالمحسن : وليه ماهو الحين سلطان : و أنا ماتعوَّدت أحد يجبرني على شي عبدالمحسن : يا سلطان مانبي مشاكل وفضايح يكفي إلى هنا .. أنا طالبك سلطان و هذا الطلب يُحرجه عبدالمحسن : طلقها وكل شخص يشوف حاله ، لاتضحك علي وعلى نفسك , مستحيل ترضى تعيش معاها سلطان و قلبه يشتعل بمرارة عبدالمحسن : خلها ترجع معي الشرقية اليوم سلطان بصمت عبدالمحسن : لا تردني سلطان : أبشر عبدالمحسن : تبشر بالجنة سلطان : أجِّل الطلاق لبعدين ، وماراح يصير الا اللي يرضيك عبدالمحسن : طيب .. خل أحد من الخدم يناديها سلطان وتوجه للخارِج ، ورغبته قادتُه للأعلى .. مشى بخطواتٍ ثقيلة حتى وقف عند بابِها ، فتحه دُون أن يطرِقه نظر إليها وهي مُستلقية على السرير , عيناها مُحمَّرة و خصلاتُ شعرها حولها ، تلفٌّ شعرها حول إصبعها وغارقة في التفكِير. أنتبهت و كتمت أنفاسها وهي تراه ، الخوفْ و الرهبة تدبُّ في قلبها سلطان : جهزي نفسك الجوهرة تنظُر إليه بخوف مما يجرِي الآن سلطان : أبوك ينتظرك تحت الجُوهرة وعيناها مُعلقة بعينِه ، تبكِي بشدَّة وكأنها تتوسَّل إليه بالغُفران. سلطان واقِف ، ثابت ، مُتزن ، مكسُور ، مقهور ، ينظُر لعينها دُون أن يرمش الجُوهرة بلعت ريقها و الرجفْة تُسيطر على شفتيها ، ملامِحها تترجاه لا يُدار بينهُم شيء ، عيُونهم تتحدَّث. كُل هذه الدُنيـا لأجلِك أٌقدمها ، أن أراك ، أقترب مِنك ، أن ألفظُ – أحبك – ولو للمرة الأولى في حياتِي وتكُون لك ، أنتْ يا صاحِبْ الحُب الأوَّل .. كُنت أرِيدك و لكِن أنتَ نبذتنِي من قوامِيسك ، لم يُشرِّفك يومًا أن ترتبِط بمن هو شاذٌ عن شرقيتِك المُتغطرسة ، لو تمُّد يدِك إليّ و تقُول – سامحتك – لو تتنازَل قليلا عن كبريائِك. ألتفت ليُعطيها ظهره ، خرج من الغُرفة واقِفًا عند الدرج أرتفع بُكائها بمُجرد خروجه وهي تضع كفوفها على شفتيها لتصدّ شهقاتها ، يسمع لبُكائها عاقِد الحاجبيْن ، وقف دُون إتزان وهو يسنِد كفِّه على مقبض الدرج. الجُوهرة وبشدة بُكائها نزف أنفها ، تمنَّت لو عانقها ، لو فقط يُزيل بعض التعب عنها ، لم تتمنى أن يحمل عنها أحدًا مشقة ولكن أرادته هوَ أن يقُول – أنا معاك – تمنَّت أن تسمعها و تسقُط كل هذا الضيقْ مِن قلبها. أتجهت للدولاب ، لم ترغب بأن تأخِذ معها شيء وهذا لا يعني أنها تثق بالعودة هُنا ولكن تُريد أن تتركها له ولا تحتفِظ بشيئًا للذكرى ، أرتدت عبايتها ووضعتْ بعض الضروريات في حقيبة اليَد ، وقفت أمام المرآة لتمسَح دمُوعها ورفعت رأسها للسقف حتى يتوقف نزيفُ أنفها ، مازالت آثار ضربه و جروحه على ملامِحها ، تجاهلتها لا تُريد العودة للبُكاء. نزَل ليتجِه لعبدالمحسن ، عبدالمحسن رفع عينه المتلهفة للجوهرة ، وتساءل : وينها سلطان : جاية .. أخذ كأس الماء وأفرغه بفمِه عبدالمحسن : قدرك يا سلطان عارفه وسواءً كنت زوج بنتي أو لأ , قدرك في قلبي مايتغيَّر و هذا الأحسن لكم أنتم الإثنين سلطان ينظُر إليه بضياع حقيقي عبدالمحسن وبصوت المقهور : و بنفسي أنا بآخذ حقها إن كانت مظلومة و إن كانت غير كذا ماراح تفلت من عقابها سلطان و لا يرد بحرف و عيناه هي من تحكي عبدالمحسن رفع عينه لحضُورها و مرتدِية نقابها ، لا تُريد أن يراها والِدها بوجهٍ مكسُور. سلطان ألتفت عليها و شتت نظراته عنها عبدالمحسن وقف و بحنيَّة أخذها لحضنه و هو يُقبِّل رأسها الجُوهرة و هذا ماتحتاجه لتحفَر أصابعها بصدِره و تبكِي كالأطفال عبدالمحسن بصوتٍ خافت : ياروح أبوك الجُوهرة و بدأ يخرُج أنينها سلطان و ينظُر لشاشة البلازما المُغلقة التي تعكُس بسوادها منظر عناق عبدالمحسن بإبنته ، يكاد ينفجِر في داخله عكس البرود المُرتسِم على ظاهره عبدالمحسن : خلينا نمشي بهمس أجابته : بس دقيقة عبدالمحسن فهم مقصدها : أنتظرك برا .. وخرَج وقفت وصدرها يهبِط بشدة ، نبضاتها تتعالى و قلبها يصرخ كـ جنينٍ تائه في رحمِ عقيم ، بصوتٍ مبحوح يكاد لا يُسمع : سلطان صامت لا يُرد و عيناه على النافِذة الآن. الجوهرة ببكاء : ظلمتني كثير سلطان ألتفت عليها وهو جالِس وبصوتٍ لايقل عن بحتِها ، هذه بحة القهر وهي تُجاهد أن تخرج : الله معك الجوهرة ودمُوعها تتناثر : بس ؟ سلطان و عيناه مرةً أُخرى تتلصص على عينيها الجُوهرة برجفة فكوكها : تذكر لما قلت لي أحسني الظن فيني .. أحسنته كثير لين شفت خيبتي معك ، بأول موقف تخليت عنِّي ، بأول لحظة أحتجتك فيها درت ظهرك عنّي ، ليه تسيء ظنك فيني ؟ ليه ماصدقت دموعي وبكاي ؟ ليه ماحسيت فيني لما كنت أبكي مفزوعة من أحلامي ؟ ليه ماقلت أنه فيه أشياء كثيرة منعتها تقول !! ليه طعنتني كذا ! أنا لو ما .. . . . *أرتعشت من كلمتها كيف تلفُظها* أنا لو ماأشوفك زوجي ما قلت ! ماتكلمت ! لو أني راضية ما شفتني أتعذب ، الله يصدقنِي يا سلطان يوم كذَّبتني ! الله يعرفني و يعرف نيتي .. ويعرف مين ظلم الثاني .. ماأبي منك شي ، بس لا تطعن في شرفي أكثر .. لاتطعنه يا بو بدر وأنت اللي ماترضى على حلالك بالغصيبة . . . وخرجت سلطان مازال في مكانِه ، أمال الطاولة التي أمامه لتسقط دلَّة القهوة و الفناجينْ ، تناثرت على الأرَض ، لو يرى شخصًا أمامه لقطَّعه بغضبه ، في موضوعها هذا لم يغضبّ كشدة غضبه هذه و هو يرَى كيف رُوحه تشتعل و لا تُبقي خليةٍ في رأسه يُفكِّر بها. , صحَت مفزُوعة ، تنظَر لجانبيْها وكأنه حقيقة. بصوتٍ مبحوح : ناااااصر لم تجِد ردًا ، لم تسمع أحدًا ، توجهت للحمام وهي تُبلل وجهها بالماء البارد بعد أن أرتفعت حرارة جسدِها بما حدث لها في المنام ، فتحت باب غُرفتها لتجِد ولِيد أمام شاشة – اللاب توب – و غارق بالعمل. رؤى : عبدالعزيز ولِيد ألتفت عليها وبإبتسامة : صباح الخير رؤى تنظُر إليه بتشتت : وين ناصر ؟ ولِيد ترك ما بيده ليقف أمامها : ناصر !! رؤى : وينه ؟ وليد : مسافر رؤى ودمُوعها تتناثَر على خدها : لا تضحك عليّ وينه ولِيد بتشتت هو الآخر ، ينظُر لضياع عينيْها رؤى برجاء : أبي أكلمه أبي أسمع صوته ولِيد : رؤى رؤى تصرخ : أنا ماني رؤؤؤؤى لا عاد تقولي رؤؤى وليد : طيب سارا . . . رؤى : مانييي سارا بعد وليد : طيب أجلسي وأهدِي بتفاهم معك رؤى : أنتوا ليه تكذبون عليّ .. أبي ناااصر جيب لي نااصر وليد تمتم : حسبي الله ونعم الوكيل رؤى جلست على ركبتيها و ببكاء : وين ناصِر !! قولي بس وينه ولِيد يجلس على الأرض بجانبها ليُجاريها : بدق عليه وأخليه يجي ضياعٌ يُشتتها و إغماءة تُسقِطها بقاعٍ مجهُول ، شخصُ تراه و شخصُ تسمعه و شخصٌ تُحادِثه و لا شخصٍ قادِرة على عناقه. , تلتحِفْ فراشِها و تُغطِي جسدِها باكمله , لا تُريد النوم ولكن تُريد الخلاصُ منه. يُوسف : مُهرة لا ترُد عليه يُوسف : قومي معاي ننزل تحت مُهرة بحدة : ماأبغي يُوسف : تعوذي من الشيطان و قومي مُهرة : قلت ماأبغى يُوسف : لاتورطيني معك من أمس ماكليتي ! مُهرة بصوت خافت : مهتم حيل يوسف وسمعها ليقترب مِنها ويسحب الفراش مُهرة بعصبية : ماتفهم أقولك ماأبغى آآكل شي يُوسف يمسكها من ذراعها : إن شاء الله بتآكلين مُهرة تسحب يدها مِنه وبنبرة غاضبة : لا تلمسني يُوسف و الحِلم ينزل عليه لدرجة أن يصبِر على صوتها المُرتفع عليه : غيري ملابسك وأنزلي معاي مُهرة : يعني بتجبرني آآكل بعد ؟ يُوسف بحدة : إيه اجبرك مُهرة : متعوِّد على الغصب يُوسف وفهم قصدها جيدًا ، مُهرة و شعرتْ بألمٍ أسفل بطنِها ، عقدت ملامِحها بالوجع لتُردف : ماني محتاجة حرص منك على أكلي , أنا أعرف مصلحتي يُوسف تنهَّد : لا حول ولا قوة الا بالله مُهرة أسندت ظهرها على السرير وهي تضع كفوفها على بطنِها ، كتمت نفسها حتى لا تُبيِّن وجعها يُوسف خرجَ لينزِل للأسفَل ، والدته : وين مهرة ؟ يوسف : ماهي مشتهية .. وأنا بعد بروح أجلس عند أبوي والدته : أكل لك شي بسيط على الاقل يُوسف : يمه تكفين والله نفسي منسَّده .. قبَّل رأسها و توجه للمجلس هيفاء : متهاوشين وقولوا هيفاء ماقالت والدته : بلا لقافة ريم بحالمية : يعني ريان يناديني على الغداء أجلس أكابر وأقول ماني مشتهية والدته : نععم !! ريم بلعت ريقها : لآ بس أقول , الثالِثة عصرًا ، الرياض الصاخبة التي لايسقطُ بِها جفنٍ لتهدأ. يركضُ بجانبه ، هذه الساعة الثانية و هم يجرُون على الأرضِ الغير مستوية لا يُدار بينهم حديث ، يجزم بأنَّ سلطان مُتفجِّرة أعصابه و هذا واضِح جدًا الآخر لا يُفكِر بشيء ، لا شيء يهُمه ، عندما تتكاثرُ خيباتِك تفقد الشعُور ، تُصبح سهلاً جدًا بأن تبتلعِك اللامُبالاة. وقفْ عندما أنتهى الوقتْ للجري اليومي ، وعيناه تنظُر لسلطان الذي يُكمل الجرِي مرةً أُخرى. يُريد الهرب ، يحاول أن يشغل نفسه لاشك في هذا ، لمَ نحنُ عندما نفقد خياراتِنا بالحياة نهرُب ؟ حتى أقوى شخصُ بِنا و أشجعهم يهرب ! ليس الهربْ بمفهومِ البُعد عن كُل من حوله ولكن الهرَب بالتفكير. عبدالعزيز و أنفاسه المُتعبة ترتفِع و مازال يتأمل سلطان ، يمُّر بمُشكلة ؟ إن كانت تخص العمل لِمَ لا أعرفها ؟ رُبما شأن عائلي ، تنهَّد و هو يلفّ خصرِه بالحزام العريض حتى يربط الحبال بِه و يتسلَّق البُرج الأعلى بينهُم. هوَ الآخر وقفْ ، توجه لساحة الرمِي ، شغَّل الآلة التي ترمي الدوائِر البلاستيكية في الأعلى و هو يصوِّب عليها ليُصيبها قبل أن تسقِط على الأرض. يزفر غضبه بإجهاد نفسِه ، ، بعد أن سأم من تكرار إتصاله عليه ولا يرد أرسل له – عزوز بس تفضى كلمني – ينظِر للأرضِ البيضاء التي ستحوِي المسجِد ، واقِف هُنا منذ ساعات ، و كأنَّ اللقاء سيحصِل الآن ودّ لو يُسافر لباريس حتى يٌقبِّل قبرها ، أبتسم تلك الإبتسامة .. تِلك التي ترتسِم على الصالحين اللذين يودِّعُون الحياة ، في داخِله أحاديث تُنسَج ، أحاديث ميتَة تخشى الحياة أن تلفُظها غادة ؟ لم أُحببك شخصًا عاديًا ، لم أُحببك لأسبابٍ مُعتادة بين الجميع ، أحببتُك مُختلفة مُتفرده , لم أُحبك من طيش ، لم أقع في حُبك أنا مشيتُ إليه بكامل إتزانِي لأنضج بِك ، و بعد هذا ؟ لم يكُن فراقِك أيضًا عاديًا ؟ والله لم يكن سهلاً عليّ أن أقول وداعًا ، لم يكُن سهلاً أبدًا ، أفنيتُ الحياة أنتظِر تلك اللحظة التي ترتدِين بها الفستان الأبيض ، لحظة دخٌولك لحياتِي ، كُنت أعِّد الدقائق والثواني لذلك اليوم ، كنت أريد أن يشهد الجميع على حُبي ، كُنت أريد أن أحتضِنك و أُقبِّل فستانِك ، كُنت أريد أن أعيش تلك اللحظة بكامل تفاصيلها ، قضيْتُ أيام أُفكِّر ماذا أقُولك لك في ليلة زفافنا ، ماذا أُخبرك ؟ أُحبك يا من خُلقَت ليْ أو ماذا ؟ لأنَّ حُبنـا يسمُو عن الحدِيث المُعتاد ، فكرتْ ولم أصِل سوَى – أن أُقبِّل عيناك و أهمسُ لها – كفيفٌ دُونِك أرشديني و صمٌ بكمٌ لغيرِك حدثيني وأسمعيني ، مُكابِر أسقطي غروري ، كسيرِ رمميني بقُبلَة و أحبيني. كُنت أحفظ ما أقُول لكِ لكن ما لمْ أحفظه هو كيف أقول – أجرنا و أجرك – لمن يُعزيني بِك في حفلِ زفافنا ! , *سقطت دمُوعه وهو يتذكَر تِلك الليلة ، تحشرج قلبِه بأفكارِه. نزَل من السيارة ، عبر الطريق للأرضِ الخاوية و صلَّى ركعتيْن ممنِّي نفسه بأن أجر صلاتِه يُرسَل لها. , سلطان بضحكة وهو يجلس بجانبها : وأنتي تفكرين تهربين مني ؟ الجُوهرة بحرج توترت و ريحة العُود تخترق أنفها سلطان ينظر لشيءٍ خلف الجُوهرة : خربت نومي والله الجُوهرة ألتفتت ولكن هذه إحدى حيَل سلطان حتى يُقابل وجهه وجهها , باغتها بـ قُبلة عميقة أغمضت عينها تُريد أن تحيَا الحُلم ولو لمرة وكفوفها مرتخية على صدره , أول قُبلة , أول شعُور , أول عناق .. هذا من المُحال نسيانه .. رجُلِي الأول في قلبي لا يُنسى منه شيء | حتى أبسط الأشياءِ و أصغرها. أغمض عينه لأنثى وحيدة فريدة .. الحروف تتساقط من شفتيه وتعبر شفتيها بسكُون , تلتحمْ شفتيه بشفتيها , قُبلة ذات معنى عميق بداخله و داخلها. أخبرهُم أنني أراك الوطنْ و شيء تلاشى قد عاد يُدعى : أمان .. أخبرهُم أنني أخاف حُبّك .. أخبرهم أنه قلبِي يريدك لكن الحياة لا تُريديني معك و الحُب لا أناسبه ولكنني أراك بِه. أفاقتْ مع صوتِ والِدها : رايحين مكة أخرجت زفيرها مُرتاحة : صدق ! عبدالمحسن : إيه الجوهرة : الحمدلله انك هنا عبدالمحسن أبتسم لها بشحُوب وهو يكمِل طريقه مُبتعِدًا عن الرياض بعد أن مزَّق تذكِرة سفره للدمام. , نجلاء بكُره : أحسن بعد ريم : لآ حرام مسكينة شكلها تعبانة صار لها يومين ماتنزل تحت نجلاء : مررة مسكينة ، هذي الأشكال من تحت لتحت لا تغرِّك هيفاء : لآيسمعك يوسف بس نجلاء : هذا الصدق ليه تزعلون منه ؟ ريم : والله ظالمتها ! يعني هي عليها حركات وكذا بس عاد ماهي حقودة أو ممكن تضرنا نجلاء : تحسبينها مبسوطة وهي جالسة هنا وتحسب منصور قاتلها ! إلا كذابة تنافق تلقينها راعية سحور بعد هيفاء : يالله نجلا وش هالحكي ، مفلمة مررة وش سحره نجلاء : أنتم والله المساكين تنخدعون بسرعة ! بكرا تروحين الدمام وبسرعة يخربون بينك وبين ريان ! لاتصيرين طيبة بزيادة ريم بربكة : ومين بيخرب بينا ؟ هو ولدهم الوحيد نجلاء : أنا قلت لك وكيفي دخل منصُور على كلمتها الأخيرة : مساء الخير : مساء النور منصور جلس بجانب نجلاء : لايكون قطعت عليكم ؟ هيفاء دُون أن تلقي بالا بما تقول : ماقطعت علينا الا جيت بوقتك ، مرتك قامت تخرف نجلاء أشارت لها بعينها أن تسكت : بسم الله عليّ هيفاء أنتبهت وسكتت منصُور : وش عنه تسولفون هيفاء وقفت بتهرب :انا صاعدة غرفتي .. وخرجت ريم لحقتها : أنا بعد منصُور بشك ألتفت على نجلاء نجلاء : وش فيك تطالعني كذا ! كنا نسولف عن ريان زوج ريم منصور : بس ؟ نجلاء : إيه بس .. يعني عن مين بنسولف بعد منصور : مدري أسألي حالك , يأخذ لوحاته المرميَة في المُلحق الخارجِي ، وصعد بهم ، وقف أمامه : يا شقا قلبك يا ولد موضي .. أنت وش فيك ماتفهم ! يخي ريحتهم صكَّت راسي ماعاد أنام زي الناس من الريحة هو : أبعد الآخر : قلبي أرتجف من صوتك وضع اللوحات جانِبًا ليلكمه على عينه : عسى أرتجفت الحين الآخر : يا ولد اللذينا .. ويُمسكه من ياقتِه ليتخانقَا على الدرج ، بدأت الدماء تنزف من ملامِحهم من شدة ضربهم لبعض ، وكأن أحقادًا تُجرى بينهم. أبتعد عنه وهو يمسح شفتيه النازفة :أنا أعرف كيف أوقفك عند حدِّك مسوي لي فيها !! اليوم أبوك بيوصله علم بنت عبدالرحمن وساعتها شف لك صرفة هو : قوله و أنا مانيب متردد أني أقوله عن فضيحتك بعد *: تهددني ؟ هو : أنقلع عن وجهي بس .. أخذ لوحاته ولكن دفعه من الخلف ليسقِط على اللوحاتْ ، المجهول الكئيب لم يتردد لحظة بأن يكسر لوحاته على رأس من يُهدده , دخل بيته راميًا مفاتيحه جانبًا ، ينظُر للظلام الذي يحفِّه . . يكاد يختنق من الوحشَةِ ، نظر لهاتِفه وأجاب : هلا بهالصوت : هلا بالقاطع سلطان بضحكة أردف : والله أنشغلت يا عمري يالله ألاقي وقت أحك فيه راسي : الله يحفظك ويريِّحك ، قولي وش أخبارك ؟ سلطان : بخير الحمدلله أنتي وش مسوية ؟ : إن شاء الله قبل رمضان أنا عندكم سلطان : هذي الساعة المباركة : ومنها أشوف الجوهرة سلطان توتَّر : لا هي ببداية رمضان بتكون عند أهلها : حامل ؟ سلطان : مين ؟ : بعد مين ؟ قصدي الجوهرة يعني رايحة لأهلها كذا سلطان : لا مافيه شي زي كذا : علينا ؟ ترى عمتك ماتحسد سلطان : ههههههههههههههههههههههههه صدق مافيه شي عمته : مشتاقة لسوالفك ! تكلم قولي وش صار وش ماصار ولا تقولي أنك بتنام سلطان بتعب جلس بالصالة المُظلمة : لعيونك نسهر عمته : العنُود خلصت الماستر سلطان ببرود : مبروك عمته بجدية : سلطان مانبي مشاكل لا جت سلطان : وأنا وش دخلني فيها خلي بنتك تلتهي بحالها وتكفيني شرَّها عمته بعتب : هي يجي منها شر ؟ سلطان : طيب متى بترجعون ؟ عمته : الوصول بتوقيتكم 9 ونص بليل بكرا سلطان : توصلون بالسلامة عمته : الله يسلمك ، طيب سولف لي عن حياتك مع الجوهرة ؟ سلطان : تلفين وتدورين عليها عمته : ولدي وبتطمن عليه سلطان : أنتي على المشتهى مرة ولدك و مرة أخوك ومرة زوجك عمته : ههههههههههههههههههههههههه ههه لأنك كامل والكامل الله سلطان : إيه أضحكي عليّ بهالكلمتين عمته : يالله قولي بيذبحني الفضول سلطان : وش تبين تعرفين ؟ مافيه شي !! عايش والحمدلله عمته : بس للمعلومية مابقى شي وتدخل سن اليأس سلطان أنفجر ضِحكًا و رُبما هذه الضحكة غابت فترة طويلة ليردُف : سن اليأس لكم عمته : يالله عاد فرِّحنا نبي بيبي يحمل إسمك سلطان : الله كريم عمته : بسألك سلطان : سمِّي عمته : غرفة سعاد للحين موجود ؟ سلطان تنهَّد : سكري على الموضوع عمته : بتأكد بس سلطان : حصة الله يخليك سكري لنا على الموضوع عمته : عمتك حصة ماهو حصة حاف سلطان بسخرية : أبشري يا عمتي عمته : تتطنز وماتشوف نفسك , اللي بعمرك عيالهم بالجامعة سلطان : خافي الله من الكذب !! متزوجين وأعمارهم 10 سنين ! عمته : نفس أبوك الله يرحمه ماتزوج الا بعد ماطلعت روحنا وجلس 5 سنوات يقول أنا جالس أكوِّن نفسي عشان أصير أبو سلطان بضحكة : وأنا كذا عمته : الحمدلله والشكر يصير عمرك 50 وللحين تكوِّن نفسك !! , رتيل تُحادثه : لآ ولا شي والِدها : المهم أنتبهوا على نفسكم ومافيه طلعة رتيل : أبد منقبرين في البيت والِدها : هههههههههههههههههههههههه حلو : عبدالرحمـ .. لم تُكمل وهي ترى الهاتِف رتيل : أفآآ يالغالي من ورانا ههههههههههههههههههههههههه ههههههه مطيِّح مين بالضبط ؟ والِدها ويحاول يمتص غضبه من صوتِه : وش اللي من وراكم ؟ رتيل : مين هذي ؟ هههههههههههههههههه والِدها : محد رتيل : يبه ماأكذب إذني سمعتها وهي تقولك عبدالرحمن .. مين قدِّك انا قربت أصلا أنسى إسمك والِدها : آهآآ تقصدين هذي اللي تشتغل بالفندق حافظة إسمي رتيل بسخرية : وسعودية بعد ؟ ماشاء الله التوظيف هناك توب والِدها : تتطنزين !! رتيل : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه محشوم أفآآ عليك ، بس قولي ماراح أقول لأحد والدها بغضب : تستهبلين أنتِ !! أقولك عن مين رتيل : خلاص خلاص ماعاد بعرف , بس الله الله لا تضيِّع الزبدة منك *الزبدة = البنت* والِدها مسك ضحِكته ليقُول بصوتٍ حاد : رتيييل أعقلي رتيل : ههههههههههههههههههههههههه ه وش عليك مجدد الشباب بباريس والدها : كذبتي وصدقتي كذبتك رتيل : الله أعلم عاد مين صدق كذبته والدها : تكلمي معاي زين رتيل : طيب أرسلي بالواتس آب صورة المنظر اللي قدامك والدها : يعني مسوية تحجرين !! رتيل : ههههههههههههههههههههه بس أبغى أشوف والدها : أستغفر الله العلي العظيم رتيل : الحق الزبدة لا تذوب هههههههههههههههههههه ... خلاص بسكت والدها : تكرمينا والله رتيل : وش دعوى ؟ زعلت علينا !! المهم يبه لاتطوَّل ماينفع رمضان يبدأ بدونك والدها : إن شاء الله رتيل : تآمر على شي والدها : سلامتك رتيل : الله يسلمِك ، مع السلامة يا عبدالرحمن *أردفت كلمتها الأخيرة وهي تقلد الصوت التي سمعته* والدها ضحك و أغلقه ضي بتوتِّر : ماكنت أدري أنك تكلمهم عبدالرحمن : هالمرة عدَّت ضي : كنت بقولك العشاء جاهز عبدالرحمن وقف : ماجلست يومين عندِك وبغيت أنفضح عند بنتي وبنت أخوي ضي تضايقت من كلمتِه و كأنها عالة عليه ، وقفت تنظُر إليه وهو يسير بإتجاه طاولة الطعام الدائرية عبدالرحمن ألتفت عليها : وش فيك واقفة ؟ ضي جلست بمُقابله و الضيق يرتسم بين ملامِحها شعَر بوقع جملته عليها : ماكان قصدِي ضي بإبتسامة تقاوم دموعها وهي تخفض رأسها : لا عادي .. عبدالرحمن : ضي طالعيني ضي بمُجرد أن تلاقت عينها بعينه , نزلت دمُوعها عبدالرحمن وقفْ مُتجِها إليها وهو يمسَح دموعها : آسف ضي بعتبْ : صاير تتثاقل تجيني والحين حتى لما جيتني صرت تهاوشني على أتفه سبب عبدالرحمن ولأنه يدرك خطأه ، سكت ضي ببكاء : ماأبي منك شي كبير كل اللي أبيه إهتمام لو شويّ عبدالرحمن يسحبها لصدرِه ويُقبَّل رأسها : حقك عليّ تتعلق به كـ طِفلة : بدونك أضيع والله أضيع و أنت صاير مايهمك أيّ شي يتعلق فيني عبدالرحمن : ماهو مسألة مايهمني بس مضغوط من الشغل و المشاكل ماني قادر حتى أتحكم بعصبيتي ضي : سوّ اللي تبيه بس لا تكون جاف معي كِذا !! عبدالرحمن : إن شاء الله ، . . أبعدها عن حِضنه وأبتسم لها . . ماأبي أشوفك تبكين مرة ثانية , الكعبة ، أمام عيناها ، تنظُر إليها بشوق ، أخذت شهيقًا وكأنه أعاد إليها بعض من الفرَح المنسي في قلبها ، كبَّرت لتُصلِي ركعتان شُكر قبل أن يُؤذن الفجر ، في أولِ سجدةٍ لها ، أطالتها دُون أن تنطِقَ حرفًا ، بكت بشدَة لأن تشعُر بأن الله وحده من سيرمم كسرَها و متأكدة من ذلك ، رتَّلت في سجدتِها بخفُوت لايسمعُها أحدٍ سوَى الله ، تُريد أن تختلِي مع نفسِها و أن تبُوح ما بها دُون تضييق أو تقييد ، قالت " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ , رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلْظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ , رَبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ ءَامِنُوا بِرَبِّكُمْ فَاَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاَتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ , رَبَّنَا وءَاتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ " اللهم أجعلنِي منهُم ، اللهم يارب .. ياربي يا حبيبي أجعلنِي منهُم. , عبير تمسحُ رسائِله و كأنها تُريد معاقبة نفسها حتى تُجبر ذاكرتها على النسيان ، تنهَّدت و هي تحذف آخر رسالة له ، تشعُر بالضيق من خلو حياتِها منه ولكن ضميرها مُرتاح و ينام دُون أن يخشى عقاب الله أو عقاب والدها. دخلت رتيل : نايمة ؟ عبير : أنتِ وش شايفة ؟ رتيل : سوِّي لي شعري عبير : والله رايقة ! رتيل : تكفين عبير : رتيل بكرا الحين بنام رتيل تُلحِّن الكلمات : طفش ملل زهق عبير : وش تبين تسوينه ؟ رتيل : بالسراميك عبير : عز الله جلسنا لين الصبح رتيل: وش دعوى عاد لا تبالغين ! عبير : طيب جيبيه من غرفتك رتيل : وتمد كفوفها : جايبته عبير رمت هاتِفها ووقف خلف رتيل الجالسة أمام التسريحة : كأن صبغتك بدت تنزل ؟ رتيل : لآ للحين بني بس من الضوء عاكس عبير : ماألومه يعكس الأسطح الخشنة رتيل : لاكانت حاجتك عند الكلب قوله ياسيدي فعشان كذا أنا ساكتة عن السماجة عبير ضحكت و بدأت تُقسِّم خصَل رتيل لتبدأ بتنعيمه. , تقلَّبتْ كثيرًا على الفراش ، ويدِها لا تُفارق بطنها ، تكوَّرت حول نفسِها فلا طاقة لها أن تتحمل الألم أكثر. نزع الكبك من كُمِّه و مازال يُراقب إلتواءاتِها ، شعر بتأنيب ضمير لما فعله ، ولكن سرعان ماقال في نفسه " تستاهل " , أقترب منها وهو يفتح أزارير ثوبه : مهرة لم ترد عليه وهي تضغط على أسنانها حتى لا تُصدر الـ - آآه – يُوسف بتملل : وش فيك ؟ ولا رد أيضًا , دفنت وجهها في المخدة يوسف ويتنازل عن كبريائه قليلاً ليجلس بجانبها : ردِّي علي ! وش صاير لك مُهرة بصوت مخنوق : ولا شي يُوسف : وش اللي ولا شي !!! أنتي شايفة نفسِك ، قومي أوديك المستشفى مُهرة بصوت متقطع : لأ يُوسف وضع كفِّه على رأسها ولكن مُهرة أبتعدت عن يدِه يُوسف بعصبية وصبره نفذ : أستغفر الله .. مُهرة وتحاملت على وجعها لتلتفت إليه : ماأبي منك شي يُوسف : شوفي نفسك بالمراية كيف صايرة !! بكرا تموتين عندي وأتورط فيك مُهرة بقهر : أيه طبعا زي ماتورط أخوك بجثة أخوي يُوسف بغضب ضرب كفِّه على الطاولة لترتجف مُهرة من مكانها ، وبصراخ : لآ تجننيني بهالموضوع ! مية مرة أفهمك ومية مررة مخك مقفل !! أصغر عيالك أنا تجلسين تحكين على الجاية والطالعة بهالموضوع ! أحترمي نفسك لا والله أخليك تلحقين أخوك مُهرة صمتت قليلاً وهي تنظُر لغضبه كيف هطل عليها ، لترنّ في إذنها كلمته الأخيرة ، لم يُقدِّر حتى حُرمة الموت !! يُوسف أبتعد وهي يلعنُ شيطانه : حسبي الله ونعم الوكيل بس مُهرة لم تتردد بالبُكاء للحظة أمامه ، بكت من وجعِها ومن وجع كلمات يُوسف للتوّ دخل و هو ينظِر لأضواء القصِر المُغلقة ، يبدُو نائِمُون ، أتجه لبيتِه و فتح البابْ و عندما فتحه تحرَّك خيطٌ مربوط بالمقبض من جِهة و من جهة أخرى مربوط من أعلى الباب حيثٌ مُعلَّق – صحن – أنقلب الصحن الممتلىء بالتُراب ليسقُط عليه عبدالعزيز تجمًّد في مكانه مصدُوم ، كح من التراب الذي دخل فمِه ، أبتعد والتراب متناثر عليه وعلى شعره وبداخل ملابِسه وبتقرف : طيب يارتيل أنا أوريك تقدَّم قليلاً حتى أنتبه لخيط آخر : مسوية ذكية أبتعد عن الخيط ليصدِم بخيطٍ آخر أسقط عليه مياهٌ باللون الأزرق ليتبلل بعد حفلةٍ من التُراب بغضب أبتعد عن المكان و الأرضية تمتلأ بالتُراب واللون الأزرق نظر للورقة على طاولة غرفة نومه " نعميًا " بغيض تمتم : مردودة يا بنت عبدالرحمن , . . أنتهى ، ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بين بسمة ذلك الثغر ودمعة تلك العين | جنــــون | …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… | 15 | 04-26-2019 03:07 AM |
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي تروي الحكايات أن الثغر معصية / كاملة | فزولهآ | …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… | 28 | 03-17-2016 08:34 PM |
يابسمة الثغر الخجول ماظن عندك لي حلول - bb | جنــــون | …»●[قصايدليل لعالم الجوالات بجميع انواعها]●«… | 10 | 03-18-2011 04:07 PM |
بروشات 2010 ما شفتيها من قبل...... | يآزمن الأقنعهـ | …»●[غروركــ مصدرهـ روعة جمــالكــ]●«… | 8 | 11-15-2010 07:12 AM |
هل لو حصلك تروح مع هالطريق .. تروح بالفعل ..؟ | نادر الوجود | …»●[متــع ناظــريكـ بــروائــع الصــور]●«… | 6 | 05-04-2009 11:13 PM |
![]() |