09-16-2023
|
#551
|
10-09-2023
|
#552
|
ها نحنُ نشربُ قهوتَنا بهدوءِ أميرينِ
لا يملكان الطواويس، انتِ أميرةُ نفسِك
سلطانةُ البر والبحر، من أخمص القدمين
الى حيرةِ الريحِ في خصلة الشعر.
في ضوء يأسكِ من عودة الأمسِ
تستنطقين حياةً بديهيةً. وبلا حرسٍ
تحرسين ممالكَ سريَّةً. وأنا، في
ضيافةِ هذا النهار، اميرٌ على حصَّتي
من رصيفِ الخريفِ. وأنسى مَن المُتّكلِّمُ
فينا لفرطِ التشابه بين الغيابِ وبين
الإيابِ اذا اجتمعا في نواحي الكمنجات
لا أتذكّر قلبي الا اذا شقَّهُ الحبُّ
نصفين، او جفَّ من عطش الحب،
او تركتني على ضفة النهر احدى صفاتك
— محمود درويش
|
|
|
10-14-2023
|
#553
|
ولا تعرف إن كنت تسكن الخريف أم هو الذي يسكنك، حتى لو تذكرت أنك الآن في خريف العمر، حيث يتقنُ العقلُ والقلب الإنصات إلى الزمن بتناغمِ التواطؤ بين المتعة والحكمة. إيقاع نبيل يرفع الجسد إلى مرتبة الانتباه لما ينقص، فيزداد امتلاء بما يفد إليه من جماليات الصحو والغيم. ويستعدُّ، كمرصدٍ جويّ، لرصد المناخ المناسب لحوار عابر: هذا النهار جميل، أليس كذلك؟
إذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نحتسي القهوة معاً ؟
لرائحة القهوة أبواب تفضي إلى سفر
آخر: إلى صداقة، أو حب، أو إلى ضياع لا يؤلم...
— محمود درويش
|
|
|
10-15-2023
|
#554
|
لاعُمْرَ يكفي كي أَشُدَّ نهايتي لبدايتي
أَخَذَ الرُّعَاةُ حكايتي وتَوَغَّلُوا في العشب فوق مفاتن
الأنقاض ، وانتصروا على النسيان بالأَبواق والسَّجَع
المشاع ، وأَورثوني بُحَّةَ الذكرى على حَجَرِ الوداع ، ولم يعودوا ….
— محمود درويش
|
|
|
10-22-2023
|
#555
|
أنمشي نحن في الزَّمَنِ
أم انّه الماشي
ونحن فيه وقوفُ!
أين أولهُ؟
وأين آخرُه؟
هل مرَّ أطوَلهُ،
أم مرَّ أقصره الممتدُّ في الشَّجَنِ؟
- السيّاب
|
|
|
10-29-2023
|
#556
|
ذكّرينا يا بقايا الأمسِ فينا آه ما أقسى الحَنينَ زادَنا الشوقُ أنينا
حدِّثينا ما لَها الجُدْرَانُ خَرْسا هل تُرى تَجْفو وتَنسى غُرْبَةُ الأرواحِ أقسى
أرجعينا لِنَرى عَذْبَ السِّنينَ نَذكُرُ الماضي الثمينَ حَيَّنا والسَّاكِنينَ
خبّرينا عن حكاياتِ الطُّفولة والبداياتِ الخَجولة كيف زارَتْنا عَجُولة
لَمْلِمينا مِن شَتاتٍ يَحتوِينا واسأَلي البيتَ الحزينَ هل لَقِيتَ كمَا لَقِينا
واسألينا كيفَ ثارَ الشوقُ لمَّا أذَّنَ الشيخُ وأَمَّ فسَكَبْتُ الدَّمْعَ مِمَّا
جاوبينا أخبري القلبَ المُعنَّى هل مضَى الآباءُ عنَّا كلُّ ما في الحيِّ حَنَّ
ذكِّرينا مَنزِلاً مِنَّا وفينا قد سكنَّاهُ سِنينا بسَلامٍ آمِنينا.
قبس..
|
|
|
01-31-2024
|
#557
|
لي حُرِّية القولِ
وللكاهن حَقُّ القتل
لي حقُّ العصافير
وللقاضي حُدُودُ الأُّفق الوارفِ
لي شرعيَّةُ الحُلْمِ
وللجلاَّدِ أن يسمعني أو يفتح الباب لكي تهرب أحلامي
ولي حُرَّيتي حريتي أن أكتب الحاء كما شئتَ
وأن أقفز من حرف إلى حرفٍ
وأن أقطع كفّي كي أُسمِّي زمني
لا موتَ في الموت الذي يتبعني كالظلِّ,
أو ينزلقُ الآن على جسمي كأنثى حرمتني لذّة الحرمانِ,
لاَ يَخْرُجُ مِني حُلُمٌ إلاّ لكي يُضْحِكَني
أو يُضْحِكَ الناس علَى شخص يَجُرُّ الحُلْمَ كالنَّاقَةِ في سوق الغواني ليس هذا الموت موتاً لا ولا أَعرفُ شيئاً عن بداياتي لهذا أتمني أن أُحاذي النهر حتى أصبحَ النهرَ ولا لا أستطيعُ الموت في الموتِ الذي لا موت فيهِ
حَجَرٌ روحي ,
وأُنثايَ وَحُلْمي حَجَرٌ
لا أشتهي أن اشتهيهِ
حَجَرٌ لا لونَ فِيه
حَجَرٌ ليلي ,
وظلِّي حَجَرٌ يندسُّ ما بيني وبيني
حَجَرٌ خبزي
نبيذي حَجَرٌ
لا أستطيعُ الموتَ في الموت الذي
لا موت فيه الآن....
— محمود درويش
|
|
|
| | | | | | |