![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]()
التوتر لازمها طوال اليوم , منذ إستيقاظها في الصباح الباكر .
حين أخبرتها والدتها أن هيفاء ستعود ..! وأنها استغربت حين أخبرها عمر بذلك , وهو بنفسه استغرب . لا يعرفون سبب تغيير قرارها فجأة . هي بمفردها , أو هي وهيفاء فقط من تعلمان السبب . بعد أن أرسلت لها رسالة تقول أنها موافقة على شرطها . المهم أن تعود إلى عمر ! قرأت بعض الأذكار ونفثت على نفسها , علّها تخفف من توترها وارتباكها . كأنها ستقابل هيفاء للمرة الأولى منذ زمن طويل . نعم مضت فترة ليست بسيطة على عدم رؤيتها , ولكنها متوترة أكثر من اللازم . خرجت من حجرتها , ونزلت إلى الأسفل . وهي تسمع ترحيب والدتها الحار بهيفاء , بعباراتها المعتادة ( نور البيت – قرة عيون عمر – بنتي الغالية ) .. وعبارات أخرى من لسان أمها الجميل . شعرت بقلبها تتسارع دقاته , وهي تجلس في منتصف السلم , تغالب دمعتها , وتشعر بكرامتها تُهدَر . ولكنها تستحق , تستحق أكثر من هذا . لم تكن رند الصغيرة تستحق مثل هذه الموتة الشنيعة . نعم ما حصل كان قضاء وقدر , ولكنها السبب . لولا تهورها لما حصل ما حصل . سابقا كانت تتضايق بشدة إن رأت نظراتهم اللائمة تجاهها , وكانت تظن أو تؤكد لنفسها أنهم لا يملكون الحق في لومها أبدا . ولكن كلما مرّ يوم , وكلما كبر فيها شعور فقد رند . كلما شعرت أكثر بالذنب . وكلما رأت عمر وملامحه , وحزنه الذي صار يحاول إخفائه منذ خروجها من منزلهم , كلما شعرت أنها بالفعل قاتلة . مسحت دمعتها اليتيمة , لتنهض من السلم . وتكمل النزول . لتتجه إلى غرفة والدتها . المكان المفضل للجميع . خطت خطواتها نحوها بتردد , حتى وقفت بالقرب من الباب . وألقت السلام بصوت منخفض . لتتجه الأنظار إليها . وتسقط عيناها هي إلى هيفاء . ظلّت واقفة في مكانها , تنظر إليها بصمت . حتى وقفت الأخرى واقتربت منها ببشاشة / نوف يا حبيبتي اشتقت لك . ارتجفت أطرافها من الإرتباك , وهي تبتسم .. وتتسع عيناها حين عانقتها هيفاء / شخبارك ؟ وكيف رجلك الحين ؟ ردت باقتضاب / أحسن الحمدلله . همست لها هيفاء / لا تكوني مصدومة كذا عشان لا يحسون إنه في شيء غريب يا نوف , هذا مو أكثر من تمثيل . أومأت بإيجاب . وجلست بجانب أمها , وهي تسمع ما يقوله عمر بابتسامة واسعة / خلاص هيفاء رجعت الحين يا نوف , أبيكم ترجعون نفس قبل , مثل الأخوات وأكثر . ابتسمت نوف وهي ترى ملامح عمر الناطقة بسعادته . والتي تغيرت 180 درجة عن الأمس ! هزت رأسها بإيجاب وهي تضحك تلقائيا / أكيد , إن شاء الله . بعد نصف ساعة من الأحاديث التي دارت بين الثلاثة , والدتها وعمر وهيفاء . وكانت هي تستمع إليهم بصمت , تشارك ببعض التعليقات القصيرة . وهي تراقب وتتأمل هيفاء . اتجهتا الإثنتان إلى المطبخ , لتسألها هيفاء بعفوية / ليش ما بدايتي تداومين ؟ نوف بهدوء / ما راح أدرس هالترم , رجلي الصناعية لسه ما ثبتت وما أقدر أمشي مسافات طويلة . مررت هيفاء أنظارها عليها بشيء من الضيق , ثم تنهدت وهي تلتفت عنها وتقول / لا تعتقدي إنه مجرد الكلام بينفع يا نوف , أبيك من الحين تتصرفين , قدامك سنة وحدة بس , سنة ونص بالكثير , بعدها صدقيني ما بقعد دقيقة وحدة في هالبيت . عضت نوف شفتها بضيق , وهي تقترب من هيفاء وتقول / أنا كنت صادقة بكلامي يا هيفاء وبنفذ اللي قلتيه صدقيني ما راح أتهرب , بس الموضوع مو بهالسهولة , ما أقدر أسوي هالشيء بنفسي تمام ؟ بس يصير صدقيني راح أوفي بوعدي , يعني لا تحطين مدة معينة . نظرت إليها هيفاء بحدة / يعني إلى متى تبين قلبي يحترق على بنتي يا نوف ؟ بعد صمت قصير / ما أظن في شيء راح يطفي هالنار اللي بصدرك مثل ما تقولين . تركت هيفاء ما بيدها بقوة / بالضبط , عشان كذا حددت الوقت يا نوف , وأنا مالي شغل ولا لي دخل باللي راح تضطري تسوينه عشان توفين بوعدك . نظرت نوف إلى عينيها / يعني عمر ما عاد له خاطر عندك ؟ ما يصير تقعدين عشانه ؟ ضحكت هيفاء بسخرية ووجهها يحمر من الغيظ / لو ما حبيت عمر ما صبرت على علته عشر سنين , لكن الحين حتى هو حس إن السالفة طولت , وهو بنفسه اقترح الإنفصال عشان أشوف حياتي مع غيره وأصير أم . ارتجفت شفتي نوف , واغرورقت عيناها بالدموع . ثم هزت رأسها بإيجاب / تمام , بشوف إيش أقدر أسوي . أمسكت هيفاء بعضدها بقوة / ما أبي أسمع مثل هالكلام يا نوف , بشوف ! معناته ما عندك نية تسوينها في وقت قريب صحيح ؟ هزت نوف رأسها نفيا , لتكمل هيفاء بحدة / أنا كنت عارفة إني بس أرجع راح تكوني متطمنة وترتاحين من الهم , عشان كذا فكرت أساعدك . نوف بدهشة / إيش قصدك ؟ تركت هيفاء يدها / خليك متجهزة بكرة وكاشخة , بتعرفين إيش قصدي . قبل أن ترد نوف بشيء , أتاهم صوت عمر / إيش تسوون ؟ مسحت نوف دموعها بسرعة وتظاهرت بالإنشغال بما أمامها . لتلتفت هيفاء إلى عمر بإبتسامة واسعة / ولا شيء حبيبي , قاعدين نجهز العشا . ابتسم لها عمر وغادر المطبخ , وهو يشعر أن هناك شيء غريب يحصل بين زوجته وأخته . تغيير هيفاء رأيها فجأة , ثم استعجالها للعودة إلى منزلها بعد رفضها الصريح , ثم الآن تغيير معاملتها مع نوف ! حتى قبل أن تموت رند , لم تبتسم هيفاء بهذه الطريقة لنوف . حقا .. هناك شيء غريب بالتأكيد . __________ في غرفة شقيقتيها .. تجلس بالقرب من النافذة , على الأريكة الصوفية الكبيرة . رجليها على الطاولة الصغيرة أمامها . وفي يدها قلم رصاص , وكراسة رسم . تضع السماعات على أذنيها . بينما لينا تجلس على الأرض بالقرب من خزانتها الخاصة . أمامها جهازها الحاسوب , وكومة من الأوراق والكتب الجامعية . فهي مجدّة ومجتهدة جدا , ونادرا ما تنقص القليل فقط من الدرجات التي تصيبها بالإنهيار . تحلم أن تصبح طبيبة . عكس نجد التي لم تهتم كثيرا بدراستها . لذا درست اللغة الإنجليزية , ثم جلست - ترتاح - في المنزل لأكثر من أربع سنوات . تحب أن تصمم الأزياء , لذا صممت الكثير خلال سنوات حياتها . وأملأت خزائنها بالكراسات التي رسمت فيها تصاميم بسيطة في البدايات , ثم تطورت وأصبحت تصمم أزياء غاية في الروعة . غير أنها لم تفكر يوما في عرضها على الناس . ولا يعرف أحد سبب ذلك . أما ضحى .. فكانت كالعادة , تجلس على سريرها بكل راحة . وبحضنها جهازها الآيباد . تتفرج على مسلسل ( أنمي ) . تستيقظ وتبدأ بالمشاهدة , تنام وهي تشاهد , تتنفس الأنمي .. تعيش مع الأنمي . هذه حياتها بإختصار . قاطع تركيز نجد على رسمها صوت رنين الهاتف , لتنزل السماعات وتجيب / هلا بشرى … لا والله , سألتها أمس وما ردت إلى الآن , شكلها طفشت وانتي مساعد طفشك … حاضر بحاول أكلمها , بس ياخي أخاف تزعل ما صارت كل شوي أسألها , يعني كفاية أبوها رد عليكم وقال إنها موافقة , إيش فيه مساعد ليش موسوس كذا ؟ تنهدت وهي تقول / طيب طيب ما يصير خاطره إلا طيب , لو ماردت بروح لها البيت , يلا مع السلامة . أقفلت وهي تتذمر / هذا إيش فيه ؟ إذا ما يثق ببنت الناس قد كذا ليش يبي يتزوج ؟ لينا / والله ما ألومه صراحة , بعدين طيف أنا ما أحبها . عقدت نجد حاجبيها / ليش ؟ هزت لينا كتفيها بلا مبالاة / مدري , ما ارتحت لها يوم جات عندنا , يعني مجرد إحساس يمكن يكون غلط , يجوز مساعد بعد ما ارتاح ولا ما أزعجك لهالدرجة . سكتت نجد بحيرة . ما الذي جلعها لا ترتاح لطيف ؟ تعرفت عليها في آخر سنة جامعية لها . كانت جيدة , ولو أنها لم تكن قريبة منها أبدا . بل كانت مجرد زميلة , ظلت على تواصل معاها حتى الآن . تلفت النظر بجمالها , وأناقتها . وما إن سمعت بأن مساعد ينوي الزواج , أتت في عقلها هذه الفتاة . فمساعد يستحق فتاة جملة وأنيقة مثلها , غير أنها سألت عنها من زميلاتها , فلم تسمع شيئا سيئا . ولكن من يدري عما في الصدور سوى الله ! تنهدت بحيرة وهي تأخذ أغراضها وتنهض , لتخرج من غرفة شقيقتيها وتعود إلى غرفتها . وقفت بالقرب من النافذة , أزاحت الستارة قليلا . تتأمل منظر الغروب , والهاتف بأذنها . تحاول الإتصال بطيف . مرة , مرتين , ثلاث ! لا رد . عضت شفتها بحيرة , ما بالها هذه الفتاة ؟ هل غضبت ؟ أم مالذي يحصل معها لكي تتجاهلها هكذا ؟ اتجهت أنظارها إلى الأسفل , أمام منزلهم . لتجد سيارة مساعد ! كما يقولون ( الطيب عند ذكره ) . يقف أمام السيارة , بجانبه عايض . يتحدثان ويضحكان . لم ترَ يوما أجمل من صداقة هذين الإثنين . بالرغم من أن عايض قاطعه هو الآخر خمس سنوات , إلا أنه من إن ذهب إلى الديرة , حتى عادا مثلما كانا سابقا , بل أفضل ربما . ظلّت تنظر إلى مساعد وتتأمله دون أن تشعر , حتى انتبهت على صوت آذان المغرب , لينتهي هذا التأمل بآهة صادرة من أعماق قلبها . ثم استغفرت وهي تبتعد عن النافذة وتمسح وجهها , قبل أن تردد مع المؤذن . صلّت فرضها , وتجهزت على وجه السرعة . ارتدت عبائتها ونزلت إلى الأسفل . لتقابل عاطف في طريقها / جابك الله يا عاطف , تعال وصلني بيت صديقتي . عاطف العائد من الخارج للتو / مو وقتك يا نجد , والله تعبان وأبي أرتاح , تراني برة من الصباح . زمت شفتيها بعدم رضى / عايض موجود ولا راح . عاطف / عايض عنده ضيف , روحي مع السواق . أومأت بإيجاب , لتركض إلى الأعلى مرة أخرى . وتدخل إلى غرفة البنات . كانتا تصليان , انتظرت حتى انتهت ضحى / ضحى تجين معي ؟ خلعت رداء الصلاة وارتدت عبائتها في غضون دقيقة واحدة . ونجد تنظر إليها بذهول . لتقف ضحى أمامها وهي تضع الحقيبة على كتفها / يلا . نجد بدهشة / على وين ؟ ضحى بدهشة أكبر / ما أدري , إنتي قلتي لي أروح معك . نجد / إيه بس ما سألتيني حتى وين بروح , المهم يلا مشينا . قبل أن يخرجا من الغرفة , أوقفتهما لينا بعد أن سلمت من صلاتها / لحظة وين بتروحون خذوني معاكم . ضحى / شوفوا اللي خلصت صلاتها بسرعة عشان تجي . نجد / مو زيك غمضت عيوني وفتحتها لقيتك واقفة قدامي بعبايتك . لينا / نجد خذيني تكفين . نجد / ادرسي أحسن لك , بكرة بتنقصين نص من درجة وتجيني تبكين تقولين انتي السبب . لينا برجاء / لا ما بقول تكفين انخنقت . ترددت نجد , كيف تأخذ جميع اخواتها وهي ذاهبة للتحدث مع طيف في حديث مهم هكذا ؟ حسنا لا توجد مشكلة , جميعهم يعرفون ما تعرفه هي . نجد / يلا طيب بسرعة . خلال نصف ساعة , كانت السيارة تقف أمام منزل طيف . توترت نجد فجأة , ولكنها تجاهلت شعورها وهي تنزل وتتجه نحو الباب . وشقيقاتها ينتظرون بداخل السيارة . قائلين أنهم لم يضعوا شيئا من المكياج على وجوههم ! ولم يتأنقن . ترجلت من السيارة بإرتباك , لم تأتِ إليها أبدا قبل هذه المرة . ولم تزرها قط , حتى الآن لم تخبرها بأمر مجيئها . رفعت يدها بتوتر , لتضغط على الجرس . فتح لها شاب , يبدوا أنه شقيق طيف . كان منظره غريبا , بشعره الطويل والغير مرتب . ولباسه الذي تعجبت منه , بنطال مشقوق من عدة جوانب , وقميص واسع , ضاع بداخله ..! يضع على عنقه عدة سلاسل , بيده علبة مشروب غازي , تكتف على جانب الباب , ليمرر أنظاره عليها بطريقة مقززة / مين الحلوة ؟ عقدت حاجبها بصدمة , وقلبها يخفق من التوتر والخوف / طيف موجودة ؟ ظل صامتا يتأمل عيناها , قبل أن يقول / إيه موجودة , ادخلي . هزت رأسها بسرعة / لا لا بس بقول لها كم كلمة وأمشي , لو تعلمها إني هنا وتجيني هي . أومأ بإيجاب / حاضر . اختفى من أمامها لتتنهد براحة وهي تضع يدها على قلبها , كادت تصاب بالإغماء من شدة الخوف . لم يسبق وأن وقفت بمفردها أمام شاب غريب ومخيف مثل هذا ! هل يعقل أن يكون شقيق طيف ؟ انتظرت لعدة دقائق قبل أن تخرج إليها طيف وهي ترتدي عبائتها وتتلثم بطرحتها , سألتها بإستغراب / نجد ؟ وش جابك هنا ؟ نجد / أنا كم صار لي أدق عليك وأرسل لك ليش ما تردين ؟ طيف / تعالي ادخلي نتكلم جوة . نجد / لا تكفين أنا مستعجلة بمشي , بس جاية أسألك ليش ما تردين خفت والله يكون صاير فيك شيء . تكتفت طيف بغيظ / اسمعي نجد أنا صراحة استغربت , ليش تسألين أكثر من مرة ؟ ليش مو مصدقة إني موافقة ؟ حركت نجد كتفيها / هو العريس يبي يتأكد ما لي دخل . تنهدت طيف بغيظ / لو مرة ثانية أرسلتي أو سألتي هالسؤال صدقيني راح تندمين , قلت موافقة خلاص . استغربت نجد من نبرتها الغير مبالية , وسألتها بشك وهي تمسك بذراعها / طيب ليش عصبتي ؟ وانتي صدق موافقة ؟ صرخت طيف / إيه يا نجد وش قاعد يصير ؟ إذا ما تبوني قولوها بصراحة , يعني ما في بالدنيا غير مساعد مثلا وبموت إذا ما أخذني ؟ والله مو مصدقة إنك قاطعة كل هالمشوار عشان تسألين هالسؤال السخيف يا نجد . سحبت ذراعها من نجد بغضب , ودخلت لتغلق الباب بقوة . حتى أن نجد خافت من صوته . عادت إلى السيارة مذهولة , سألتها لينا / بسم الله وش صار صوت صراخها وصل لهنا . نجد / مدري والله , أنا انصدمت منها .. بس حسيت في شيء غريب تصدقين ؟ ضحى / شيء غريب مثل إيش ؟ هزت نجد رأسها تنفض الأفكار من رأسها / مدري مدري , يلا نمشي يا حسين . حرك السائق السيارة , ليتجه إلى المطعم الذي أخبرته نجد بإسمه .وظلت طوال الوقت شاردة الذهن . تفكر في طيف , ومساعد . لا تشعر بالراحة مطلقا .
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|