![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
الفصل الثالث
____ لم تغب الشمس بعد .. الجميع مستمتع بالهواء فوق الجبل . إلا يُمنى التي زادت ارتعاشتها , حتى آلمت ذراع بشرى من شدة ضغطها وغرس أظافرها الطويلة عليه . دفنت وجهها بصدر بشرى , تقول بصوت مرتجف / أبي أرجع البيت , تكفين أبي أرجع . ربتت بشرى على ظهرها / طيب حبيبتي الحين بنرجع , بس انتي اهدأي . آلمها قلبها على الصغيرة يُمنى .. وتذكرت ما سمعته قبل 10 سنوات . حين كانت في كنف أبيها وأمها ذلك الوقت , وكانت تبلغ السادسة والعشرون من عمرها . وما إن سمعت بالأمر حتى هرولت إلى منزل خالتها والدة يُمنى , بما إنها كانت أيام العطلة الصيفية , فلك تكن منشغلة بالتدريس مثلا . لتجد الأمور في فوضى تامة . انصدمت .. بل صُعِقت وهي ترى ما يحصل أمامها . كانت خالتها تخرج من المطبخ , بوجه مبلل بالدموع .. وتحمل بيدها سكين , متحولة إلى الأسود . أسرعت نحوها ووقفت أمامها بدهشة / خالتي وش قاعدة تسوين ؟ أبعدتها خالتها ودفعتها جانبا , لتصعد إلى حجرة يُمنى بخطوات سريعة . وتركض هي خلفها وقلبها يخفق خلف ضلوعها بعنف . حين اقتربت من حجرة يُمنى , كانت صوت شهقاتها العالية تصل إليها . تبكي بصوتها العالي , بكاء يقطع أنياط القلب . وحين دخلت خالتها , صرخت يُمنى بقوة .. حتى ظنت أن البيت سيُهدم عليهم من قوة صرختها . كان زوج خالتها في الداخل , يقف بجانب يُمنى , يحاول تهدئتها . ولكن من أين لها ذلك ؟ وقد رأت هذه السكين على يد أمها ؟ ليصبح وجهها شاحبا كالأموات , وتسكن شهقاتها وتتسع عيناها تماما , وهي تضم ركبتيها إلى صدرها , وتحشر نفسها في الركن أكثر وأكثر . شهقت بشرى حين رأت خالتها تقترب من ابنتها أكثر , لتقف أمامها / خالتي اصحي وش ناوية تسوين ؟ صرخت بها بغضب / بعدي عني بشرى ولا بحرق وجهك انتي . فغرت فمها بذهول , وهي لا تصدق ما تسمع . هل تنوي حرق وجه ابنتها ؟ تفاجأت بنفسها على الأرض , حين دفعتها خالتها مرة أخرى حتى سقطت . تعالت صرخات يُمنى مرة أخرى , بل وصرخات بشرى أيضا , وهي تحاول إيقاف خالتها بقوة . إلا أنها كانت كالمغيبة عن الوعي تماما . ولا تستوعب ما حولها , وهي تصرخ بقهر / قلت لك ما تطلعين من البيت لوحدك , ولا تبعدين عنه , بس ما سمعتي كلامك لين صار اللي صار , لو ما لحقك ولد عمك إيش كان بيصير . يُمنى بنبرة تستنجد بها أمها وترجوها أن لا تفعل ما تنوي فعله / آخر مرة والله آخر مرة , خلاص ما عاد بخرج من البيت , ولا بروح أي مكان , حتى بين عمي راشد ما بروح له , تكفين لا تسوينها الله يخليك يمه لا تسوينها أبوس رجولك . كل رجاءاتها صار في مهب الريح , ووالدتها تحاول إبعاد كفيها عن وجه يمنى الذي غطته . وبشرى تصرخ من خلفها , وانصدمت وهي ترى زوج خالتها ساكن الجسد ولا يفعل شيئا . لتقترب هي منه دون شعور , وتمسك بذراعه وهي تترجاه وتبكي / خالي سو شيء , وقفها تكفى لا تموت البنت . أبعد ذراعها بلطف , وهو يهز رأسها بأسى .. ليزداد نحيبها , وتركض نحو سعود الذي دخل للتو / سعود تكفى سو شيء وقفها , بتحرق وجه يمنى .. تكفى . أسرع سعود نحو والدته / يمه تكفين لا ……….. اختفت باقي الأحرف داخل فمه , مع علو صوت صراخ يُمنى العالي جدا , والذي آلم آذانهم من قوتها . توقفت دموع بشرى عن النزول من الصدمة . وسعود توقف في المنتصف من شدة دهشته وذهوله , حتى مساعد , سقط جالسا على ركبتيه . وهو يرى يُمنى تتلوى من الألم . وجدته تبتعد , لتضع السكين على المنضدة , وتأخذ السكين من عليها . أما جده فولاهم جانبه , وهو يمسح دموعه . استوعبت بشرى من صدمتها , وهي ترى خالتها تقترب من يمنى مرة أخرى بالسكين , وتمسك بشعرها الطويل . ركضت حوها مرة أخرى وأمسكت بكفيها برجاء / خلاص يا خالتي تكفين , كذا كافي والله كافي , الرجال ما قدر يعتدي عليها ولا قدر يغتصبها , ليش مكبرة الموضوع لها الدرجة , بتعقدين الصغيرة يكفي . أبعدتها خالتها وهي تبكي بحرقة / مو أول مرة يا بشرى مو أول مرة , لو ما لحق عليها سلمان كان بيسويها , بنتي كانت بتضيع مني , أكثر من واحد كان بيغتصبها يا بشرى وكل مرة تسلم بفضل ربي , ما أبي هالشيء يتكرر . بشرى برجاء / ما راح يتكرر خالتي أوعدك ما راح يتكرر , أساسا هي قربت تتغطى لا تعقديها تكفين , لو صار شيء مرة ثانية أنا بتحمل المسؤولية , بس خلاص يكفي . تركت خالتها المقص , ليسقط على الأرض . ثم غادرت وهي تبكي من القهر على ابنتها . فعلا , يُمنى كانت طفلة فاتنة منذ الصغر . كيف وقد بلغت الثانية عشر من عمرها , وبدأت علامات النضوج تظهر على جسدها . حيث لم تسلم من التحرشات اللفظية أو الجسدية على حد سواء . قبل فترة قصيرة , تحرش بها سائق يُمنى الذي كان يوصلها إلى مدرستها , بما أن جميع اخوتها في أماكن بعيدة , غير سعود المنشغل بالتأكيد بأبنائه , خاصة بعد وفاة زوجته قبل سنة . واضطر والد يُمنى أن يجلب لها سائق خاص , لينصدما ذات يوم بيمنى تدخل وهي تبكي , قائلة أن السائق تحرش بها . حينها بلغ والدها عنه إلى الشرطة , وعاد سعود يقلها ويذهب بها إلى مدرستها . خرج الجميع من الحجرة كما طلبت بشرى , لتخلع حجابها الذي كتمها أخيرا . وجلست أمام يُمنى , وجذبتها إليها . لتبكي الصغيرة بقدر ما تريد . ثم أبعدتها بلطف , لتشهق شهقة مريعة . وهي ترى وجه يُمنى مشوه تماما . ندبة على شكل السكين , من تحت عينها حتى فكها . تحول الجلد من الأبيض الصافي , إلى البني المحمر . نزلت دموعها حزنا على الصغيرة . خاصة حين قالت يُمنى بصوت مبحوح / يحرق مرة يا بشرى والله مرة يحرق . لتمسح بشرى على شعرها , ثم تقف / لحظة بخليهم يجيبون ثلج . وقفت بالقرب من الباب , وفتحته قليلا وهي تصرخ بمساعد . الذي كان يذرع الصالة أمام حجرة يُمنى جيئة وذهابا , قلقا عليها . وما إن فتحت بشرى الباب حتى هرع إليها / نعم . بشرى / انزل وجيب لي ثلج , وروح مع ابوك جيبوا مرهم حرق من الصيدلية , بسرعة قبل لا ينكمش جلدها أكثر ويتشوه وجهها . مساعد / أبوي راح يجيب المرهم , الحين بجيب لك الثلج . وخلال نصف ساعة , كانت يُمنى تنام بعد نوبة بكاء عنيف . وبعد أن ساعدتها بشرى وجعلتها تستحم بماء دافيء . ثم جففت شعرها , وظفرته لها . ووصل سعود في الوقت المناسب , لتضع لها المرهم بعد أن استلقت وغطتها جيدا . ثم نامت معها , وبقيت معاها أياما طويلة . كانت يُمنى تخاف من أمها , وغضبها الناري . لذا تعلقت ببشرى تماما , ولم تسمح لها بالمغادرة . _______ الآن .. رفعت بشرى صوتها عاليا , منادية بإسم مساعد . الذي أتى إليها مستغربا . واصابته الدهشة وهو يرى يُمنى في حضنها / خير عسى ما شر . أشارت بشرى بعينيها تجاه المنزل , ثم إلى يُمنى / خلينا ننزل . نظر مساعد ناحية المنزل , لتتسع حدقتيه بصدمة . كيف سمح لها بالمجيء وهو يعرف تأثير ذكريات الماضي عليها . ازدرد ريقه وهو ينحني , ويمسك بذراع يُمنى بلطف / يلا حبيبتي ننزل ؟ وقفت بمساعدته هو وبشرى . نزل قليلا , وهو يسند جسد يُمنى الصغير عليه . ثم التفت حين ناداه عاطف / مساعد على وين , لسه بدري تونا جايين . مساعد / أنا بسبقكم , وانتوا بعد لا تطولون , انزلوا قبل تظلم الدنيا . قالها وأكملوا طريقهم إلى الأسفل بحذر . بشرى تساندها من اليمين , ومساعد من اليسار . بينما الجميع بالأعلى مشغولون , إما بالتصوير أو بالحديث مع الآخرين . إلا عائض .. الذي يراقبهم بقلق , منذ أن نادت بشرى باسم مساعد , شعر بشيء من القلق على يُمنى . خاف أن يكون بها شيئا . وتأكد من شعوره حين رآى مساعد يساعدها على الوقوف , ثم ينزلون ويُمنى مستندة على الاثنين . ظل يراقبهم , حتى اختفوا عن ناظريه . ليقف ويكتب رسالة سريعة لنجد / نجد أول ما نرجع روحي شوفي يُمنى وش فيها , وليش نزلت قبل الكل . ![]() ![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]()
في المدينة ..
كانت تجلس على جهازها في أمان الله , حين تفاجأت بصوته يصل إليها في حجرة ابنة خالتها . لتقف بذعر , وتقفل الجهاز . اقتربت من الباب , وقربت أذنه حتى تسمع ما يقوله . إلا أنها تفاجأت به يفتح الباب بقوة , فعادت إلى الخلف تلقائيا .. بعينين متسعتين . نظر إليها بغضب , وعينان تتقدان شرا / لا والله برافوا , صايرة تطلعين من البيت وتأخذين راحتك وتروحين من بيت لبيت من دون ما احد يدري . ازدردت نوف ريقها وهي تقول بهدوء عكس الخوف بداخلها / ليش ما احد يدري أنا علمت أمي . اقترب منها / وتشوفين اللي تسوينه عادي ؟ تروحين لبيوت فيها رجال شباب ؟ يلا الحين قدامي , البسي عبايتك وجيبي أغراضك . هزت نوف رأسها / تكفى عمر , أنا تعبت في البيت والله خلني أقعد بس كم يوم . أغمض عمر عيناه بقلة صبر / نوف ما أبي أتكلم أكثر مرة , الحين تلبسين عبايتك وتنزلين لي , مفهوم ؟ ما أبي أنتظر كثير . نظرت نوف إلى خالتها تستنجد بها , إلا أن الأخرى خيبت ظنها وجرحتها كثيرا , حين قالت وهي تدعي الإحراج / آسفة نوف حبيبتي والله بيتنا مفتوح لك دايما وودي لو تقعدين على طول مو بس كم يوم , بس تعرفين عندي أولاد ما يقدرون راحتهم وفي غريبة في بيتهم , سامحيني حبيبتي . شعرت بقلبها ينشق إلى شطرين , وهي تسمع هذا الكلام اللطيف من الخارج , والمدسوس بالسم من الداخل . لتقع عينيها على عيني عمر المحمرتين من حديث خالته أيضا . لتهز رأسها وتبتسم غصبا عنها / مو مشكلة , وآسفة يا خالتي إذا أزعجتك خلال الأربع وعشرين اللي حبست نفسي فيها بهالغرفة . هذه المرة انحرجت سعاد بشدة , لتبتسم بقهر وتغادر . التفتت نوف عن عمر سريعا , وهي تمسح دمعتها اليتيمة وتقول / بنزل الحين , اسبقني . جلس عمر على أحد الكراسي / ما راح أسبقك , أعرف سعاد ما راح تسمح لك تخرجين قبل لا ترمي عليك كلمة ثانية , عجلي . نظرت إليه تدّعي الصدمة وهي تلف وشاحها حول رأسها / غريبة خايف عليّ من لسانها , بس انتم يا أهلي ماحد فيكم راعى خاطري . نظر إليها بحدة , واكتفى بالسكوت . كيف يشرح لها ويفهمها أن الأمر ليس ما بيده ؟ وأن تلك النظرات المعاتبة التي ينظر بها إليها تصدر عن غير إرادة ؟ لم تتأخر نوف , بل لم تستغرق حتى خمس دقائق . حين وقفت أمامه تحمل حقيبة جهازها , وحقيبة كتفها الصغيرة جدا . أخذ عمر حقيبة الملابس وخرج . حين استقرت على المقعد الخلفي للسيارة , نظر إليها عمر باستغراب / تعالي قدام ماني سواقك . تظاهرت بعدم السماع , وهي تنظر إلى الخارج من خلال النافذة . التفتت إليه حين قال بحدة / نوف قلت تعالي قدام . ردت بخفوت / ما أبي عمر , تكفى . زفر بقلة صبر / بتجين قدام ولا لا . ترجلت رغما عنها , لتجلس بجانبه . حين ابتعدت السيارة عن منزل خالتهم , نظر إليها بطرف عينه . كانت يدها ترتجف من التوتر . لم يسبق لها وأن جلست في المقعد الأمامي منذ أن حصل ما حصل . حين نظر إلى وجهها , وجدها تسند رأسها خلفها على المقعد , وتغمض عينيها بقوة , ليقول لا إراديا / كان لازم تفكرين مليون مرة قبل لا تخرجين , عشان لا توصلين لهالحالة . فتحت عيناها بدهشة / يعني الحين مخليني أجلس قدام عشان تقول هالكلام ؟ تنهد عمر ولم يرد عليها . لتندفع هي نحوه بقهر , وهي تبكي / عمر تحسب اللي صار هين عليّ ؟ تحسبوني نسيت بسهولة يعني ؟ حتى أنا قاعدة أعاني , يمكن أكثر منكم , بس ماحد فيكم حاس فيني , وأنا بعد ساكتة ومتحملة نظراتكم وكلامكم لأني عارفة إني غلطانة , بس خلاص يكفي .. إلى هنا وبس يا عمر , تدرون إني مو متعمدة ليش تتعمدون انتوا انكم تجرحوني ؟ صرخ عمر بغضب أجفلها / لأنها بنتي الوحيدة , واللي جات بعد سنين من العلاج والمعاناة , والروحة والجية لأكثر من 100 مستشفى , جات أخيرا بعد 10 سنين حرمان , ما مدانا نفرح إلا وحرمتينا منها مرة ثانية , كيف ما تبينا نلومك ولا نعاتبك ؟ واحنا أساسا منعناك من الخروج ذاك اليوم بس ما سمعتِ كلام أحد . صرخت نوف من صوت صرير كفرات السيارة العالية , إثر إيقاف عمر للسيارة بقوة , مما جعلها تتقدم إلى الأمام بقوة , ويضرب رأسها بما أمامها , بما أنها لم تربط حزام الأمان . عادت إلى الخلف بذعر , وهي تضع يدها على قلبها المتسارع نبضاته . حتى توقفت دموعها عن النزول . وهي تبدأ بتذكر الحادث البائس الذي أفقدها الصغيرة , بياض الثلج ! ولكن ما جعلها تجفل حقا , هو صوت نحيب عمر العالي .. والذي قطع قلبها حقا هذه المرة , وجعلها تندم على كل حرف تفوهت به . بكت هي معه بصمت . حتى توقف بعد عدة دقائق , ومسح وجهه بمنديل . ثم قال بهدوء / لو إيش ما صار يا نوف , إحنا اهلك .. لو طلعتي من بيت أهلك اعرفي انك ما راح تبقين عزيزة في أي بيت , وأقرب دليل اللي قالته سعاد من شوي . هزت رأسها بصمت , وهي تقول بصمت / أنا آسفة . رمقها بنظرة غريبة بعينيه المحمرتين , ثم أكمل القيادة . بينما انقبض قلبها من شدة الألم والوجع . عمر صادق .. لن تبقى عزيزة خارج منزل والدها . عائلتها يمكنهم لومها وعتابها طالما كانت مخطئة ( وإن ارتكبت الخطأ عن غير عمد ) . ولكن من هم من خارج عائلتها , لا يمكنها تحمل أي كلمة غير جيدة منهم . مثلما فعلت سعاد , وقالت عنها ( غريبة ) . أو حتى نظرة غير مرغوبة , كما فعل ( عائض ) حين كانت تتأمله طوال الوقت , وسقطت عيناه بعينيها عدة مرات .. لتجده ينظر إليها بحدة . لا تعلم سببه . عادت ترتجف مرة أخرى , حين اقتربت السيارة من حيهم . وأغمضت عيناها بقوة , فتحتهما حين سأل عمر بهدوء / كل أدويتك موجودة ؟ ردت بخفوت / إيه . عادت لتشعر بتأنيب الضمير . عمر يحدثها حينا بحنية العالم , وبقسوة في حين آخر , هل يتألم إلى هذه الدرجة ؟ ليتناقض في الساعة ألف مرة ؟ يا إلهي سامحني . لست قادرة على التحمل أكثر من ذلك . توترت بشدة , وارتبكت .. حين توقفت السيارة أمام الباب . كيف ستتمكن من مواجهة هيفاء مجددا ؟ دخلت إلى المنزل , واتجهت إلى مجلس النساء .. حيث وصلها صوت والدتها التي تقرأ القرآن بصوت خاشع . ألقت السلام / السلام عليكم أمي . رفعت والدتها رأسها عن القرآن , وأغلقته .. وأدمعت عيناها لا إراديا , ثم ردت / وعليكم السلام . خلعت نوف حذائها عند الباب , ثم اقتربت منها . لتنحني وتقبل رأسها , ثم تجلس على الأرض وتعانقها / اشتقت لك يمه . مسحت والدتها على شعرها بحنان , ثم قالت / أجل لا تتركيني مرة ثانية وتروحين لخالاتك . ردت بغضة / إن شاء الله يمه . سألت بتردد / هيفاء وين ؟ والدتها / هيفاء راحت عند أهلها . تنهدت نوف براحة , ثم خلعت عباءتها ووضعتها على الأريكة . لتستلقي على الأرض , وتضع رأسها بحجر أمها / تعبانة يمه اقرأي لي قرآن . نظرت إليها والدتها بحزن , لتبدأ بالقراءة بصوتها المعروف بجماله . وهي تمسح على شعر ابنتها الصغيرة , بل الطفلة التي لن تكبر بعينها أبدا إلا أنها هذه الأيام تبدوا كإمرأة وصلت إلى أرذل العمر , بعد أن ماتت الصغيرة , حفيدتها الغالية ( رند ) . والتي كانت بمثابة الغيث على أرض أصابها الجفاف منذ سنوات طويلة , ففرحت بشدة , من فرحة ابنها . كانت متلهفة بشدة على قدوم أي مولود , ذكر أو أنثى .. ليفرح ابنها البار بها جدا ( عمر ) . إلا أن ذلك الغيث , كان قصير الأمد .. ولم يروي الأرض القاحلة كما تمنت . ولعل في الأمر خير
|
|
![]()
|