![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]()
في العيادة ..
كانت غاضبة حقا , طوال اليوم . لم يمر عليها مريض إلا وتحدثت إليه بحدة . كانت متوترة وخائفة , أن يفوتها الموعد مثل الأمس .. فلا تتمكن من الذهاب إلى الديرة . ولا تتمكن من اللحاق بالاجتماع الأخير في هذه العطلة . بعد أن يخرج المريض , تجلس في مكانها وتحدث نفسها بغضب ( أصلا إيش اللي يستاهل هالعصبية يا حمارة ؟ يعني الديرة بتطير ؟ ولا بموت إذا ما شفت البزر هديل هي وبطنها الكبير ؟ ولا إذا ما شفت بُشرى مالت عليها ؟ ) . فتضطر الممرضة المساعدة لكتم ضحكتها . حتى لا يطول غضب حسناء ويصلها هي إن ضحكت .. انتهت من العمل أخيرا , لترتدي عباءتها .. وتخرج من العيادة مسرعة . قبل أن يصيدها طبيب أحمق غير ناصر , ويجعلها تعالج مريضا آخر . بعد ساعتين .. كانت قد وصلت إلى الديرة أخيرا , بعد أن أظلمت الدنيا تماما . لتترجل من السيارة والسعادة تملؤها . استقبلها والدها بالقرب من الباب , والذي ظل يراقبها من برنامج الموقع طوال الوقت , خوفا عليها من الضياع أو ما شابه . تقدمت منه بمرح , حتى وقفت أمامه وقبلت جبينه بحب .. وتعانقه / اشتقت لك يا عجوزي . ضحك سعود وهو يربت على ظهرها / أفاا يا حسناء الحين أنا صرت عجوز ؟ حسناء بمكر / لو مانت عجوز كنا شفنا بزارين بشرى مالين بيتك . ضحك سعود / قولي الله يرزقها . مثلت حسناء الحزن / ودي أقول يا يبه بس حرام يعني بنتك الصغيرة بتجيب بيبي مو حلو انت بعد تجيب . ضربها سعود على كتفها وهو يصطنع الغضب / صدق انك ما تستحين . ضحكت حسناء وهي تقبل كفه / أمزح يا يبه إن شاء الله يرزق بشرى الذرية الصالحة ويفرح قلبها . سعود / آمين يارب , وانتِ مو ناوية ترجعين البيت ؟ حسناء وهي تهز رأسها بالنفي / آسفة يبه بس صدقني عمري ما راح أتفق مع بشرى إذا قعدنا بنفس البيت , احنا كذا حلوين . تنهد سعود بقلة حيلة , ثم ابتسم / يلا ادخلي أكيد تعبتِ من الطريق . حسناء بضجر / آآه يا يبه مو من الطريق , من الشغل والله , عن اذنك حبيبي . دخلت إلى الداخل , لتجد الجميع يجلسون في الصالة . وأصواتهم عالية جدا . حتى أنهم بالكاد سمعوها حين رفعت صوتها عاليا وألقت السلام / سلام عليكم يا قوم , أنا جيت . صرخن بعض الفتيات متفاجئات من قدومها الغيرمتوقع , ووقفن ليتجهن نحوها يسلمن عليها بمرح مثلما تفعل هي . كانت حسناء محبوبة الجميع , كبيرهم وصغيرهم . أكثر من يضحكهم , وهي أيضا من تضيف جو المرح كل مرة بالفعاليات التي لا أحد يدري من أين تأتي بها . حين اقتربت أخيرا من بشرى , وقفت الأخيرة ببطء .. وسلمت عليها بهدوء . بينما حسناء ضغطت على كفها .. وأخذت تسلم على خديها بقوة , تقول من بين اسنانها / اشتقت لك يا مرت أبوي . بادلتها بشرى الضغط والسلام بقوة / وأنا أكثر يا بنت زوجي . دفعتها حسناء بخفة حتى جلست على الأريكة , ثم رفعت صوتها / وين أختي الخبلة وينها اللي بتصير أم بعد كم يوم . بشرى بابتسامة / بديتي تغارين يا حسناء ؟ التفتت إليها حسناء بنظرات نارية , وهي تغصب نفسها على الإبتسام / والله ما أدري من اللي يغار الحين أنا ولا انتِ ؟ على الأقل أنا اخترت إني اشتغل بدال لا أتزوج شخص ما يناسبني ثم أنتظر طفل . نظرت إليها بشرى بصدمة , لم تتوقع منها هذا الهجوم , إلا أنها تظاهرت بالهدوء , بما أن أعين الجميع أصبحت عليهما / الأرزاق بيد الله يا حسناء ما يصير تعايريني بهالشيء . صمتت حسناء ولم ترد عليها , حين شعرت من لمعة عيني بشرى أنها تجاوزت حدودها , وقالت ما لا ينبغي عليها قوله . وأنقذتها هديل حين أتت وعانقتها من خلفها / وحشتيني حسون . التفتت إليها حسناء وأخذت تتأملها وقامتها القصيرة , وجسدها النحيل الذي بالكاد يتحمل الطفل بداخلها صاحب الــ7 أشهر / آآه يا هدول مدري إيش اللي خلاك تشقين نفسك وانتِ بهالعمر , طمنيني عليك كيف صحتك ؟ ابتسمت هديل وهي تقبلها / أنا بخير , حسناء ترى ما يصير تغيبين عنا بالشهور وكأننا مو أهلك . حسناء / الحين انتِ عندك زوج زيادة عن أبوي ومساعد , ليش ما تجيني انتِ ؟ هديل بإحراج / والله متعبني الحمل صراحة , وبالقوة جيت أشوف يمنى . حسناء / إيه على طاري يُمنى , وينها ؟ هديل / جالسة مع مساعد عند باب المطبخ الخلفي , تقولين ما عاد في مكان داخل .. إيه صحيح مساعد يبيك . خرجت إليهما حسناء بعد أن خلعت عباءتها وأعطتها لهديل . جلست برفقتهما عدة دقائق , قبل أن تصيح مستنكرة / لا والله هذا الناقص . ابتسمت يُمنى بإحراج وهي تنظر إلى مساعد , الذي قال / ليش وش فيها يعني ؟ انسانة زي النملة بتزعجك يعني ؟ اتسعت عينا يُمنى من هذا التشبيه الغريب , لتقرص يده / إيه أنا نملة .. نملة . تأوه مساعد , ثم ضحك لينظر إلى حسناء / هااه ؟ حسناء / هذي النملة تربية بشرى , وأنا ما طلعت من مكان فيه بشرى عشان تجيني بنتها . ضربها مساعد على كتفها / وش فيها بشرى عشان تقولين مثل هالكلام عنها ؟ عمرها ضرتك أو آذتك ؟ صمتت حسناء ولم تقل شيء , ولكنها تفاجأت حين رأت ملامح يُمنى المتجهمة . والتي التفتت إلى مساعد لتقول بهدوء / خلاص مساعد مافي داعي , تقدر تدبر لي سواق , وأروح وأجي مع سمية كل يوم , ما أبي أكون ثقيلة على أحد . بالرغم من محاولتها في ادعاء القوة وهي تقول هذه العبارة , إلا أن الرجفة بصوتها كانت واضحة جدا . لينظر مساعد إلى اخته بلوم . حسناء بابتسامة / شوفي يُمنى أنا مو اني ما ودي انك تجين , بس أنا انسانة جدا مزعجة وما أحب أحد يشاركني السكن , هذا كل اللي في الموضوع , ما في داعي تزعلين . ابتسمت يُمنى / عادي ما زعلت , بيتك وانتِ حرة . حسناء بعد تفكير قصير / طيب ليش ما تاخذين لك شقة صغيرة ؟ اتسعت عيناها بخوف , وكأنه واقع وليس مجرد اقتراح . لتهز رأسها نفيا عدة مرات . نظرت إليها حسناء بحدة / يُمنى إلى متى بتتركين هالعقدة تتحكم فيك ؟ ليش ما تعطين لنفسك فرصة عشان تتغيرين ؟ ليش ما تصيرين أقوى ؟ ترى خلاص مر على السالفة دهر . مساعد بنبرة معاتبة وهو يرى ملامح يُمنى التي تتغير / حسناء . رفعت كفها لتوقفه / أصص يا مساعد , حركاتكم هذي ومراعاتكم الزايدة عن حدها هي اللي خلتها ضعيفة لهالدرجة , الواحد لما يطيح يقوم ويكمل حياته , مو زيها .. من 10 سنين وهي مثل ماهي , وتسألني إيش فيها تربية بشرى ؟ هذي هي ؟ هذي تربية بشرى اللي خلتها تقعد في مكانها ولا تتحرك , كل ما بكت طبطبت عليها وقالت معليش , لين ثبتتها على مكان واحد طول عشر سنين , عاجبكم هالشيء ؟ عاجبكم إنها مو قادرة توقف على رجولها من جديد ؟ ولا قادرة تتقدم في حياتها ؟ صمتت تلهث من التعب , ثم أكملت / طالع في وجهها , هذي الندبة لو انها عالجتها من بدري ما كانت بتختفي ؟ ياخي حتى التجميل تركته ورضت تبقى مشوهة طول العمر . عمّ الهدوء أرجاء المكان أخيرا , لتمسح حسناء دمعة خرجت من عينها رغما عنها . وهي ترى بكاء يُمنى الصامت . وقفت حسناء , لتمسك بذراع يُمنى بقوة وتوقفها / باخذها معي يا مساعد , وبربيها من جديد عشان تعرف تتصرف صح , ولا تظل جبانة طول عمرها . فتحت باب المطبخ بقوة , لتتأوه من كانت تقف خلفه . تفاجأت وهي ترى الجمع . نساء وفتيات , صرخت بهن بغضب / لا لو جبتوا كاميرا عشان تصورون وتفضحونا مو أحسن ؟ تالله العظيم . دخلت إلى الداخل بخطوات واسعة , وهي تسحب يُمنى خلفها . تحت أنظار الجميع المندهشة من تصرفها الغريب . حتى استقرت بداخل حجرة يُمنى , وأقفلت الباب خلفها . لتسحب يُمنى كفها , وتقول بقهر / تحسبين اللي صار فيني هين ؟ ولا أنا راضية بشخصيتي الضعيفة هذي ؟ انتِ ما تدرين شيء , ما تعرفين شيء , لا تقولين بشرى السبب .. لو ما كانت جنبي طول الوقت كنت انتحرت وانتهيت من الدنيا . وقفت حسناء أمامها وضغطت على كتفيها / لأني عارفة إنه اللي صار مو هين يا يُمنى , ولأني عارفة إنك مو راضية عن نفسك .. أبيك تصحين وتشوفين الدنيا , أبي أشوفك تتقدمين بحياتك ولا توقفين على أسوأ نقطة مريتِ فيها , إنتِ لسه صغيرة يا عمتي , وانتِ تستحقين الأفضل . عضت يُمنى شفتها السفلية بقلة حيلة , وهزت رأسها بيأس . لتجلس على طرف السرير وتكمل بكاءها الحزين . تكتفت حسناء ونظرت إليها بقلة صبر , ثم اتجهت نحو الخزانة , لتقف على أطراف أصابعها وتنزل حقيبة الملابس الكبيرة , ولم يصعب عليها الأمر , بما أن قامتها طويلة / هذي آخر مرة أشوفك تبكين فيها مفهوم ؟ ما أسمح للأطفال يدخلون بيتي . رفعت يُمنى رأسها وصرخت / ماني رايحة معك . حسناء بصوتٍ أعلى / بتروحين . يُمنى / مو رايحة . حسناء / بتجين وغصبا عنك . يُمنى / مو جاية . حسناء / قلت بتجين . وظلتا على هذا الحال دقيقة كاملة , لتقاطعهما طرقات الباب العالية . أجفلت حسناء , واتجهت نحو الباب بخطوات غاضبة بعد أن وضعت الحقيبة على الأرض , تضرب الأرض برجلها متذمرة / مين اللي تجرأ وخوفني , مين اللي ما عنده ذوق عشان يدق الباب بهالطريقة , بذبحك .. صدقيني بموتك . فتحت الباب لتجد نجد , تنظر إليها بعينين واسعتين من ملامحها الغاضبة والمخيفة / بسم الله . أمسكت حسناء بشعرها وجذبتها إلى الداخل , لتقفل الباب مرة أخرى / اللي ما تخاف ربها , في أحد يدق الباب بهالطريقة ؟ تأوهت نجد وهي تسحب شعرها بلطف من يد حسناء / آآي اتركيني يا حمارة , خفت تبطشين بالمسكينة , خوفني صوتك العالي تقولين غوريلا . صاحت يُمنى فجأة / أنا ماني مسكينة , وانتم الثنتين اخرجوا من غرفتي الحين , يلا . نظرتا إلى بعضهما بغير تصديق , لتمسك نجد بكف حسناء وتضعها على جبينها / شوفي حرارتي مرتفعة ولا لا . حسناء / شكله حتى حرارتي مرتفعة . أخذت يُمنى مخدة صغيرة من سريرها , لترميها عليهما / يا السامجات , يلا برة . اتجهت حسناء ناحية حقيبة يُمنى / بتروحين معي يا يُمنى وأص ما أبي أسمع أي كلمة , بمشي بعد صلاة الفجر على طول عشان كذا نامي بدري , من الحين لو تبين . نظرت إليهما نجد بفضول / وين بتوديها ؟ حسناء / بتسكن معي . جلست يُمنى على الأرض باستسلام / تكفين حسناء والله ترى مو غصب . اقتربت نجد من حسناء بحماس / الله وأخيرا بتسكن معك وحدة ثانية عشان يمدينا نجي نسهر عندك , يعني لو تنامين من بدري زي الدجاج نسهر مع يُمنى . ضربتها حسناء على قدمها بقوة / كأني بفتح لكم الباب يعني . ضحكت نجد وهي تساعدها في توضيب أغراض يُمنى المهمة . وهما يتحدثان ويضحكان بصوتٍ عالِ . ويُمنى تراقبها بصمت . ثم وقفت لتتجه نحو النافذة , تقف عنده تنظر إلى الخارج بحزن . وقد أثر بها حديث حسناء بقوة . حقا , حتى متى عليها أن تتوقف عند أسوأ نقطة مرت بها في حياتها ..! حتى لو كان الأمر صعبا , يجب عليها أن تتحمل قليلا . وتنسى أو تتناسى , لتعيش . على الأقل لتصبح ناجحة مثل حسناء . لن تصبح مثلها أبدا , إلا أنها عليها أن تتحلى بالقوة لمواجهة ما سيأتيها مستقبلا . لفتها اسم عايض , الذي يتحدثون عنه .. حين ردت نجد بخفوت , إجابة على سؤال حسناء /الحين عايض مو ناوي يكمل حياته هو الثاني ؟ نجد بصوت منخفض / والله مدري , هالولد مو قادر يتجاوز يُمنى .. ادعي له ينساها أو يجمعهم ببعض مرة ثانية . نغزها قلبها بقوة وهي تسمع الخيار الأول ( ينساها ) إلا أنها لم تتمكن من التأمين على الثانية ( يجمعهم ببعض ) . اتسعت عينا حسناء بصدمة / قصدك إنه ما نساها إلى الآن ؟ هزت نجد رأسها نفيا . لتقول حسناء بحسرة / والله من قاطعنا ولا عاد جانا حسبته خلاص بينساها , طيب شوفوا له وحدة مناسبة تنسيه يُمنى وطوايفها , هذي يبي لها دهر على ما تصير انسانة مناسبة لعايض مرة ثانية يا حليله . عقدت يُمنى حاجبيها بغيظ , ولكنها لم تتمكن من فعل شيء .. بما أنها تتظاهر بعدم سماعهما منذ البداية . إلا أن نجد خافت من أن تسمعهما , لتضرب برجلها فخذ حسناء تنبهها . رفعت حسناء صوتها / خليه يتزوجني وش زيني والله وعندي وظيفة حلوة , يعني مال وجمال وين بيلقى أحسن مني , وأنا وين بلقى أحسن من عايض , وسيم وطيب وما يتفوت والله . لم تتمكن يُمنى من التحكم بنفسها هذه المرة , لتقول بغضب / تخسين تقربين منه شبر يا العجوز . اتعست عيناها بغير تصديق , وهي تلتفت إليها ببطء .. وتنظر إليها فاغرة فمها بذهول . بينما يُمنى أخذت تضحك من المفاجأة والسعادة , هذا يعني أنه ربما يوجد بعض الأمل ..! أخرجت هاتفها من جيبها سريعا , لتدخل إلى المحادثة بينها وبين مساعد , وتسجل ملاحظة صوتية ( عايض اسمع يُمنى وش تقول , شكله في أمل يا عايض ) . أرسلتها سريعا بعد أن فشلت في إكمال التسجيل . رغم محاولات يُمنى القوية في أن لا تفعل . لتصرخ وهي توشك على البكاء , ثم تجلس وتبدأ بضرب نجد بكل ما أوتيت من قوة / راح أذبحك , والله بذبحك يا نجدو ما بتطلعين من تحت يدي سالمة . تشجعها حسناء من الخلف وتصفق , ونجد تضحك بقوة وهي مستلقية على ظهرها وكأن يُمنى تدغدغها وليست تضربها . نجد / ضرباتك رقيقة ما تعور . حاولت يُمنى بعد ذلك أخذ الهاتف , حتى تمكنت .. لتتسع عيناها بصدمة حين وجدته متصلا , وقد استقبل الملاحظة الصوتية الحمقاء لنجد . ربما يستمع إلى ما أرسلته نجد للتو . رمت الهاتف جانبا وهي تهوي على نجد مرة أخرى بنبرة باكية وتضربها / ما أسامحك يا السامجة ما راح أسامحك .
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|