![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
في المدينة ..
كانت تجلس على جهازها في أمان الله , حين تفاجأت بصوته يصل إليها في حجرة ابنة خالتها . لتقف بذعر , وتقفل الجهاز . اقتربت من الباب , وقربت أذنه حتى تسمع ما يقوله . إلا أنها تفاجأت به يفتح الباب بقوة , فعادت إلى الخلف تلقائيا .. بعينين متسعتين . نظر إليها بغضب , وعينان تتقدان شرا / لا والله برافوا , صايرة تطلعين من البيت وتأخذين راحتك وتروحين من بيت لبيت من دون ما احد يدري . ازدردت نوف ريقها وهي تقول بهدوء عكس الخوف بداخلها / ليش ما احد يدري أنا علمت أمي . اقترب منها / وتشوفين اللي تسوينه عادي ؟ تروحين لبيوت فيها رجال شباب ؟ يلا الحين قدامي , البسي عبايتك وجيبي أغراضك . هزت نوف رأسها / تكفى عمر , أنا تعبت في البيت والله خلني أقعد بس كم يوم . أغمض عمر عيناه بقلة صبر / نوف ما أبي أتكلم أكثر مرة , الحين تلبسين عبايتك وتنزلين لي , مفهوم ؟ ما أبي أنتظر كثير . نظرت نوف إلى خالتها تستنجد بها , إلا أن الأخرى خيبت ظنها وجرحتها كثيرا , حين قالت وهي تدعي الإحراج / آسفة نوف حبيبتي والله بيتنا مفتوح لك دايما وودي لو تقعدين على طول مو بس كم يوم , بس تعرفين عندي أولاد ما يقدرون راحتهم وفي غريبة في بيتهم , سامحيني حبيبتي . شعرت بقلبها ينشق إلى شطرين , وهي تسمع هذا الكلام اللطيف من الخارج , والمدسوس بالسم من الداخل . لتقع عينيها على عيني عمر المحمرتين من حديث خالته أيضا . لتهز رأسها وتبتسم غصبا عنها / مو مشكلة , وآسفة يا خالتي إذا أزعجتك خلال الأربع وعشرين اللي حبست نفسي فيها بهالغرفة . هذه المرة انحرجت سعاد بشدة , لتبتسم بقهر وتغادر . التفتت نوف عن عمر سريعا , وهي تمسح دمعتها اليتيمة وتقول / بنزل الحين , اسبقني . جلس عمر على أحد الكراسي / ما راح أسبقك , أعرف سعاد ما راح تسمح لك تخرجين قبل لا ترمي عليك كلمة ثانية , عجلي . نظرت إليه تدّعي الصدمة وهي تلف وشاحها حول رأسها / غريبة خايف عليّ من لسانها , بس انتم يا أهلي ماحد فيكم راعى خاطري . نظر إليها بحدة , واكتفى بالسكوت . كيف يشرح لها ويفهمها أن الأمر ليس ما بيده ؟ وأن تلك النظرات المعاتبة التي ينظر بها إليها تصدر عن غير إرادة ؟ لم تتأخر نوف , بل لم تستغرق حتى خمس دقائق . حين وقفت أمامه تحمل حقيبة جهازها , وحقيبة كتفها الصغيرة جدا . أخذ عمر حقيبة الملابس وخرج . حين استقرت على المقعد الخلفي للسيارة , نظر إليها عمر باستغراب / تعالي قدام ماني سواقك . تظاهرت بعدم السماع , وهي تنظر إلى الخارج من خلال النافذة . التفتت إليه حين قال بحدة / نوف قلت تعالي قدام . ردت بخفوت / ما أبي عمر , تكفى . زفر بقلة صبر / بتجين قدام ولا لا . ترجلت رغما عنها , لتجلس بجانبه . حين ابتعدت السيارة عن منزل خالتهم , نظر إليها بطرف عينه . كانت يدها ترتجف من التوتر . لم يسبق لها وأن جلست في المقعد الأمامي منذ أن حصل ما حصل . حين نظر إلى وجهها , وجدها تسند رأسها خلفها على المقعد , وتغمض عينيها بقوة , ليقول لا إراديا / كان لازم تفكرين مليون مرة قبل لا تخرجين , عشان لا توصلين لهالحالة . فتحت عيناها بدهشة / يعني الحين مخليني أجلس قدام عشان تقول هالكلام ؟ تنهد عمر ولم يرد عليها . لتندفع هي نحوه بقهر , وهي تبكي / عمر تحسب اللي صار هين عليّ ؟ تحسبوني نسيت بسهولة يعني ؟ حتى أنا قاعدة أعاني , يمكن أكثر منكم , بس ماحد فيكم حاس فيني , وأنا بعد ساكتة ومتحملة نظراتكم وكلامكم لأني عارفة إني غلطانة , بس خلاص يكفي .. إلى هنا وبس يا عمر , تدرون إني مو متعمدة ليش تتعمدون انتوا انكم تجرحوني ؟ صرخ عمر بغضب أجفلها / لأنها بنتي الوحيدة , واللي جات بعد سنين من العلاج والمعاناة , والروحة والجية لأكثر من 100 مستشفى , جات أخيرا بعد 10 سنين حرمان , ما مدانا نفرح إلا وحرمتينا منها مرة ثانية , كيف ما تبينا نلومك ولا نعاتبك ؟ واحنا أساسا منعناك من الخروج ذاك اليوم بس ما سمعتِ كلام أحد . صرخت نوف من صوت صرير كفرات السيارة العالية , إثر إيقاف عمر للسيارة بقوة , مما جعلها تتقدم إلى الأمام بقوة , ويضرب رأسها بما أمامها , بما أنها لم تربط حزام الأمان . عادت إلى الخلف بذعر , وهي تضع يدها على قلبها المتسارع نبضاته . حتى توقفت دموعها عن النزول . وهي تبدأ بتذكر الحادث البائس الذي أفقدها الصغيرة , بياض الثلج ! ولكن ما جعلها تجفل حقا , هو صوت نحيب عمر العالي .. والذي قطع قلبها حقا هذه المرة , وجعلها تندم على كل حرف تفوهت به . بكت هي معه بصمت . حتى توقف بعد عدة دقائق , ومسح وجهه بمنديل . ثم قال بهدوء / لو إيش ما صار يا نوف , إحنا اهلك .. لو طلعتي من بيت أهلك اعرفي انك ما راح تبقين عزيزة في أي بيت , وأقرب دليل اللي قالته سعاد من شوي . هزت رأسها بصمت , وهي تقول بصمت / أنا آسفة . رمقها بنظرة غريبة بعينيه المحمرتين , ثم أكمل القيادة . بينما انقبض قلبها من شدة الألم والوجع . عمر صادق .. لن تبقى عزيزة خارج منزل والدها . عائلتها يمكنهم لومها وعتابها طالما كانت مخطئة ( وإن ارتكبت الخطأ عن غير عمد ) . ولكن من هم من خارج عائلتها , لا يمكنها تحمل أي كلمة غير جيدة منهم . مثلما فعلت سعاد , وقالت عنها ( غريبة ) . أو حتى نظرة غير مرغوبة , كما فعل ( عائض ) حين كانت تتأمله طوال الوقت , وسقطت عيناه بعينيها عدة مرات .. لتجده ينظر إليها بحدة . لا تعلم سببه . عادت ترتجف مرة أخرى , حين اقتربت السيارة من حيهم . وأغمضت عيناها بقوة , فتحتهما حين سأل عمر بهدوء / كل أدويتك موجودة ؟ ردت بخفوت / إيه . عادت لتشعر بتأنيب الضمير . عمر يحدثها حينا بحنية العالم , وبقسوة في حين آخر , هل يتألم إلى هذه الدرجة ؟ ليتناقض في الساعة ألف مرة ؟ يا إلهي سامحني . لست قادرة على التحمل أكثر من ذلك . توترت بشدة , وارتبكت .. حين توقفت السيارة أمام الباب . كيف ستتمكن من مواجهة هيفاء مجددا ؟ دخلت إلى المنزل , واتجهت إلى مجلس النساء .. حيث وصلها صوت والدتها التي تقرأ القرآن بصوت خاشع . ألقت السلام / السلام عليكم أمي . رفعت والدتها رأسها عن القرآن , وأغلقته .. وأدمعت عيناها لا إراديا , ثم ردت / وعليكم السلام . خلعت نوف حذائها عند الباب , ثم اقتربت منها . لتنحني وتقبل رأسها , ثم تجلس على الأرض وتعانقها / اشتقت لك يمه . مسحت والدتها على شعرها بحنان , ثم قالت / أجل لا تتركيني مرة ثانية وتروحين لخالاتك . ردت بغضة / إن شاء الله يمه . سألت بتردد / هيفاء وين ؟ والدتها / هيفاء راحت عند أهلها . تنهدت نوف براحة , ثم خلعت عباءتها ووضعتها على الأريكة . لتستلقي على الأرض , وتضع رأسها بحجر أمها / تعبانة يمه اقرأي لي قرآن . نظرت إليها والدتها بحزن , لتبدأ بالقراءة بصوتها المعروف بجماله . وهي تمسح على شعر ابنتها الصغيرة , بل الطفلة التي لن تكبر بعينها أبدا إلا أنها هذه الأيام تبدوا كإمرأة وصلت إلى أرذل العمر , بعد أن ماتت الصغيرة , حفيدتها الغالية ( رند ) . والتي كانت بمثابة الغيث على أرض أصابها الجفاف منذ سنوات طويلة , ففرحت بشدة , من فرحة ابنها . كانت متلهفة بشدة على قدوم أي مولود , ذكر أو أنثى .. ليفرح ابنها البار بها جدا ( عمر ) . إلا أن ذلك الغيث , كان قصير الأمد .. ولم يروي الأرض القاحلة كما تمنت . ولعل في الأمر خير ![]() ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
آغلط, الثالث, رواية, سوق, إليك, نبى, قلبي/البارت |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |