|
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
أخلاق القرآن مفتاح سعادة الإنسان
لأن القرآن الكريم كتاب هداية ورحمة؛ إلى جانب كونه مصدراً للتشريع وتنظيم الحياة وفق ما رسم الخالق سبحانه.. فقد تضمن كتاب الله الخالد كل الصور الأخلاقية والقيم السلوكية الفاضلة التي تبنى شخصية المسلم على ما يحقق له القبول لدى الآخرين، وما ينظم العلاقة بينه وبينهم وبذلك يحظى الإنسان برضا خالقه، وثقة كل المتعاملين معه، فتستقيم حياته، ويؤدي رسالته، ويسهم بفاعلية في بناء مجتمعه، ويواجه بقوة وصلابة كل التجاوزات الأخلاقية عملاً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول د. عبدالحي عزب، الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر: القرآن الكريم جاء بكل ما هو راقٍ ومتحضر، وسما بسلوك أتباعه، ورسم لهم حياة راقية تغلفها كل القيم الإنسانية الرفيعة، ولا شك أن كل من يحرص على القيم والأخلاق التي حث عليها القرآن سيعيش إنساناً سويّاً متحضراً، قادراً على التعايش والتعاون مع كل المحيطين به، مترفعاً عن الصغائر، متجنباً للرذائل، مجسداً صورة حضارية لدينه، ملتزماً في سلوكه وأخلاقه وتعاملاته مع الناس جميعاً بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قالت عنه السيدة عائشة رضى الله عنها: «كان خلقه القرآن». تواضع الصفوة ويضيف د. عزب: لقد جاء كتاب الله بكل ما يهذب سلوك الإنسان ويضبطه ضبطاً حكيماً يساعده على أن يعيش حياته في مودة وتراحم وتعاون مع الآخرين. وأول ما يضبط سلوك الإنسان ويساعده على أن يتواصل مع الآخرين قيمة تربوية عظيمة هي «التواضع»، فالمسلم الحق شخص ودود يتعامل مع كل خلق الله برحمة ولين، ويحترم الضعفاء والبسطاء ويساعدهم بكل ما يستطيع، ويوقر الكبير، ويحنو على الصغير، فهو يستمد أخلاقه من أخلاق القرآن الراسخة، ولا يقع في شراك رذيلة التكبر والتعالي على خلق الله.. ويوضح د. عزب أن التواضع ليس مجرد فضيلة تجلب لصاحبها رضا الناس وحبهم وتقديرهم بعد رضا الله عز وجل، بل هو قيمة إيجابية تحسن العلاقة بين الناس وتنشر المحبة والمودة بينهم، وتربط بينهم برباط إنساني متين. والتواضع ليس علامة ضعف، بل هو خلق عظيم يدل على مكارم الأخلاق، في كل من يتحلى به، فهو سمة المؤمنين المخلصين، وعلامة واضحة للصفوة من عباد الرحمن الذين أضافهم رب العزة إليه، وذكر أول أخلاقهم وعلاماتهم في قوله تعالى: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً»، وهنا ينقل لنا الحق سبحانه بعضاً من صفات عباده المخلصين الذين رضي عنهم وأرضاهم، ومن صفاتهم أنهم يمشون على الأرض مشياً ليناً رقيقاً لا تكلف فيه ولا خيلاء، ولا تصنّع فيه ولا ضعف، وإنما مشيتهم تكسوها القوة والجد والوقار والسكينة. ويوضح الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، أن القرآن الكريم يستهدف من غرس قيم الأدب والذوق والاحترام في نفوس الكبار والصغار، أن يتربى الجميع على مكارم الأخلاق، وتسود بينهم الفضائل، وينتشر بينهم الخير، وتختفي من نفوسهم ومن مجتمعاتهم كل صور الرذائل، وهذا يؤكد أن قاعدة التربية الإسلامية تقوم على نشر القيم الفاضلة، ولذلك أوصى لقمان ابنه بالالتزام بالتواضع بعد الإيمان بالله، وإقامة الصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الشدائد، فقال له: «.. ولا تصعّر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور. واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير». فالقرآن ينهى- على لسان لقمان- عن التكبر والغرور والتعالي على الناس فيقول: «ولا تصعر خدك للناس» والصعر في الأصل: مرض يصيب البعير فيجعله معوج العنق والمراد به هنا التكبر واحتقار الناس. الغاية العظمى ومن التواضع إلى الرحمة.. تلك العاطفة الرقيقة والخلق العظيم الذي نشره القرآن واستهدف به الارتقاء بالسلوك الإنساني في التعامل بين البشر بعضهم البعض، وبين البشر والكائنات الأخرى التي تشاركهم الحياة في هذا الكون. يقول د. عزب: الرحمة قيمة عظيمة رفيعة القدر بالغة الأهمية، وهي تتصدر المنظومة الأخلاقية التي جاء بها القرآن، ولذلك كانت الهدف الأسمى والغاية العظمى للرسالة الإسلامية، كما جاء ذلك في القرآن الكريم في قول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». وكلمة «رحمة» تكررت في القرآن الكريم 79 مرة توزعت في معظم السور منها قوله تعالى: «أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة»، وقوله تعالى: «وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة»، وتدور معانيها حول رحمة الله بعباده وذلك بإنزال النعم عليهم في الدنيا والآخرة، وفي مقدمتها إرسال الله سبحانه لرسوله الخاتم «محمد» صلى الله عليه وسلم لهم بالهدى والرحمة. «..وحملها الإنسان» وقد حرص القرآن الكريم على غرس قيمة من أعظم القيم والأخلاق الفاضلة وهي قيمة «الأمانة» التي تضبط سلوك الإنسان وتضاعف الثقة به، وتزيد من فرص التعاون والتلاقي وتحقيق المصالح المشتركة بينه وبين الآخرين، لتتحقق في النهاية مصلحة المجتمع كله. والأمانة - كما يقول د. محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر- ضدها الخيانة وعدم الاطمئنان.. والمسلم الحق الذي يتخلق بأخلاق القرآن أمين أولاً على أداء ما كلفه الله به من تكاليف شرعية، ثم هو أمين على من هم تحت ولايته ورعايته من زوجة وأبناء، وهو بعد ذلك أمين في كل تعاملاته وعلاقاته مع الآخرين، وأمين على ما أودع عنده من أمانات كالوديعة، فكل وديعة أمانة، وتدخل الأمانة في العقد كما في الإجارة، والمضاربة، والوكالة، والشركة، والرهن، أو كانت بدون عقد أصلاً كاللقطة كما إذا ألقت الريح في دار أحدٍ، مال جاره، وذلك ما يسمى بالأمانات الشرعية. وقد تأتي الأمانة بمعنى حرية الاختيار والاستعداد لتحمل المسؤولية، وهو ما أشار إليه القرآن في قوله عز وجل: «إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً».. فهي هنا تعني قبول الإنسان لحرية الاختيار مقابل تحمل المسؤولية عن نتائج أعماله وما يترتب عليها من ثواب أو عقاب، بينما أبت السموات والأرض والجبال ذلك، وقبلت «التسخير» إشفاقاً من تبعات حمل الأمانة. صور الأمانة وقد حدد بعض العلماء صور الأمانة في أربع دوائر: - أمانة فردية تتعلق بالفرد ذاته فيما بينه وبين نفسه. - أمانة اجتماعية تتعلق بصلة الإنسان بالآخرين قريبين كانوا أم بعيدين. - أمانة دينية تتعلق بصلة الإنسان بالله. - أمانة عامة تتعلق بصلة الإنسان بالكون الذي يعيش فيه، وبما فيه من كائنات حية أو غير حية.. وكل هذه الأمانات تتكامل مع بعضها ولا تتعارض. ومن أبرز النصوص القرآنية التي جاءت لتأمر المسلمين جميعاً بالتخلق بخلق الأمانة قول الحق سبحانه: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل» والأمانة التي أمرنا الله سبحانه بأدائها هنا عامة وتشتمل على كل ما يؤتمن عليه الإنسان، فالله عز وجل يأمرنا في هذا النص القرآني بالتخلق بخلق الأمانة، وأن نؤدي ما اؤتمنا عليه من حقوق، سواء أكانت هذه الحقوق لله تعالى أم للعباد، وسواء أكانت فعلية أم قولية أم اعتقادية. ومعنى أداء الأمانة إلى أهلها توصيلها إلى أصحابها كما هي، من غير بخس أو تطفيف أو تحريف أو غير ذلك، مما يتنافى مع أدائها بالطريقة التي ترضي الله تعالى.. ولذلك كانت الأمانة سمة دائمة وعلامة واضحة لعباد الله المخلصين الذين كفل لهم سبحانه دخول جنته في قوله تعالى: «والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم بشهاداتهم قائمون والذين هم على صلاتهم يحافظون أولئك في جنات مكرمون». صفة الخالق وأنبيائه وترتبط الأمانة بخلق آخر اعتبره علماء الأخلاق من أفضل الصفات الإنسانية على الإطلاق وهو «الصدق»، الذي عرفه علماء الأخلاق بأنه: «مطابقة ما ينطق به اللسان مع ما هو مستقر في القلب والوجدان«فمن نقل لسانه ما بداخله كان صادقاً، ومن حرص على نقل الحقائق كاملة للناس من دون تشويه وتزوير كان صادقاً، ومن خالف مكنون نفسه ما نطق به لسانه وشوه الحقائق وحذف وأضاف فهو «الكاذب المنافق». ومن هنا كانت عناية القرآن بفضيلة الصدق، باعتبارها أهم الدعائم التي تستقيم بها حياة الفرد، وتقوى بها الروابط الإنسانية بين الناس جميعاً، فالصدق يجلب لصاحبه رضا الخالق سبحانه وتعالى، كما يجلب له ثقة كل من يتعامل معه من الناس، ومكاسب الصدق لا تحصى، ولذا حث عليه القرآن، وجعله صفة للخالق عز وجل، وصفة لأنبياء الله ورسله، وقد ورد مدح الصادقين في القرآن الكريم أكثر من خمسين مرة منها قوله تعالى: «ليجزي الله الصادقين بصدقهم». ويقول القرآن الكريم عن صدق الخالق عز وجل في سورة النساء:«ومن أصدق من الله قيلاً». |
10-29-2018 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
تسلم الأيادي الذهبيه على الطرح الرآئع
تحية عطرة لِ روحكَ النقيه شكراً لكَ من القلب على هذآ العطاء لكَ ارقى الود و أجزلْ الشكرْ دمت بِحفظ الله ورعآيتـه
|
|
|