ديوان الشاعر أبو العلاء حرز

لاتسألنى


ُسئلت عن الشعر قلت أجهله ...... بيتى شواش خيل وزغب النياق

تواترت بالنـفس يابـس سنبله ...... تشـفٍ عليـلاً جاء سائلا الترياق

فكم من ملوك جُلدوا بسياطه ...... ودهماء منه رفعـوا على الاعناق

وكم مـن أنام تـفنـد حـرفه ...... هذا مرفـوع وذاك مكسور الساق

فـلا تسألن وهـم أعلــم به ...... حرفى غريب الدار بيته الاشواق

سـل كيف والفـؤاد يحملـه ...... نبضاً و ودمـاً وعهـداً وميثــاق

هو خليـلى وأهـدابى تحرسه ...... صـباً و ُسهـداً ًوعشقـاً واعتنــاق

ألملم الضوء غـزلاً من أنامله ...... والماء براحتيه ِِفيض فى اعماقي

سراجـاً بالدجـى يضـئ ليله ...... وخِدْر العـذارى والبيد والآسواق

أنيـس العشـق والوجد يُشعلهُ ...... وسيف فى الرحى يشتـاق العناق

يُجرى المداد والأوراق تطلبه ...... والقلب ينسـخ والآيـــدى تنسـاق

والعيـن تدمع حيـن تـرمقـه ...... والنفـس تصدح شوقاً واشتـياق

سقيـت الفـؤاد من ماء مشربه ...... فمازال يهـذىْ مـن أثرِ السيـاقْ

حثيث الخطـى يمشـى بِخُفـهِ ...... نوراً باليـم يسرى ! دونما اتفاق

يهيم بالبـوادى والـدروب كأنه ...... جن يمهـد الآلباب لغمار السباق

سَمـْت بـه الاعـراب ونـوره ...... مـن بطـون الصخر ينبثـق انبثاق

فلا تسلـنى وسـل مـن يدركه ...... ممسـكاً فـؤاده لا يسـطره نفــاق

ولا تخشى من يستجدى وجـده ...... بين الصحاف يموت شنقا واختناق