
بائعة الريحان
بائعة الريحان .....في قرية رابضة ...فى قمة الجبل
تعيش في امان تواجه الحياة بانتسامة الامل
وعندما تبيض ظلمة المساء بيضة السحر
وقبل ان تفتر مبسم الافق تكون قد اناخت الركاب
في قرية الغشامره مقر سوق السبت .
تبيع كل دور فيه الشيخ والريحان وربما قرن موز او قرنين .
وقبل ان يودع النهار وعند نزعه الاخير
تكون في منزلها تقق الحساب .
بائعة الريحان من ياترى بائعة الريحان
امراة تخمشها مخالب التسعين امراة عجوز فى وجهها المجعد الجبين
اشارة الى تعاقب السنين .
في وجهها متاعب الزمن وفي انحناء ظهراها حكاية قديمة جديدة .
اغنية ريفية فريدة ... بائعة الريحان
رواية لا تعرف المراء و لا تعرف التزلف المشين .
والرياء تقول ما تشاء وربما يلجمها الحياء فلتزم السكون .
وتنتهي حكاية الريحان او تموت
بائعة الريحان قذفت في مسمعها السؤال
ترنح السؤال واستطال وصال حول سمعها وجال
بائعة الريحان فى عينها شرود . في سمعها ثقل .
وربما راوده الخجل فاسدلت من صمتها حجابا .
لكنن برغم صمتها قذفت بالسؤال يتبع السؤال.
فالتفتت الي في ذهول وهمست تقول :
تريد ان احكي لك الحكايه
فقلت - في تلهف شديد نعم ....
وكيف لا اريد
بائعة الريحان .... رمت الي نظرةطويلة واردفت بآهة ثقيلة
وانطلقت تقول :
حكايتى حكاية ....اما ترى بأنني اصارع الهرم
كأنني تساؤل من عصرنا القديم.
عن كل ما اراه من جديد أو أنني علامة تخبرك بما مضى
من عيشنا الزهيد
حكايتى حكايه ...
قد عشت يا بني عالمين ولدت مرتين وربما اموت مرتين .
ما بين أمسي ايها الفتى وبين حاضري مسافة بعيدة الزمن
بدأتها وحيدة بالامس .
كانت الحياة هادئة وكانت النفوس هانئة .
واليوم كما ترى يا بني تقارب الزمن
فالنوم في وطن وقهوة الصباح في وطن
تقارب الزمان لكنني احس بالتباعد المخيف .
في انفس البشر ما عاد في القلوب نبضها القديم
وحبها العظيم .
تقارب الزمن والناس يلهثون وربما اتاهم اليقين
وهو على الطريق يلهثون .
حكايتي حكاية
في قريتي بدأت الطفوله في قريتي لعبت بالتراب والحصى
رعيت في طفولتي الغنم وفي الصبا رعيت بيتي الصغير
وأي بيت ايها الفتى
ما عرفت جدرانه الدهان وارضه لم تعرف المفارش الوثيرة
ما كان في منزلنا كنب ولم يكن في غرفتي سرير
واين غرفتي كشوكة في حلق بيتنا الصغير
ولم تكن اذا اتى الشتاء تحرمنا لذة المطر
لكن بيتنا بالرغم من مظهره الحقير لم يعرف الشقاء
وربما لانه لم يعرف الثراء
حكايتي حكاية
من بيتي الصغير كنت املك الحدود
احس أن طفلتي شريفه تقرب البعيد
ولا تسل عن رجل قصير يفاجىء من يراه بمظهره الحقير
يداه ما صافحتا نعومة الحياة
لكنه بطل فى وجهه ابتسامة الامل
منحته عنايتي وحبي الكبير
اغض طرفي ان قسا او ثار في غضب
وربما يضربني لااعرف السبب فالزم السكون
وانما السكون من ذهب
ما كان في قريتنا تلفاز ولم تكن تهمنا الاذاعة
وسكتت بائعة الريحان ولم يطل سكوتها .
بل اردفت تقول دعنى اقص هذه الحكاية العجيبة
في سفر الى ابنتي وايما سفر
في ذلك الزمان لم تعبد الطرق .
وصلت بعد رحلت طويلة الى ابنتي شريفة
دخلت بيتها .. رايت في مجلسها العجب
أرجل في بيتها غريب
هل فقدت الحياء والادب
رددت فوق وجهي الحجاب وعدت نحوها وصحت في غضب :
اغيرت طباعك المدينة وكيف .. تدخلينني على الرجل
ومن هو الرجل وهالني أني رايت زوجها يغالب الضحك
وكدت ان أثورا لكنها تلطفت وقالت : هذا هو التلفاز
تنهدت بائعة الريحان وذهبت تقول : ما كان في قريتنا تلفاز
ولم نكن نشاهد الفتاة يا بني تكاد تأكل الفتى .
ما كان في النساء هذه الوقاحة .
يا ضيعة الحياء ... احس يا بني أن سوسة الرذيلة ستاكل الفضيلة
وانكم في كاس هذه الحضارة ستشربون شديد المرارة.
وانكم كما هتفت سوف تهتفون :
يا ضيعت الحياء
وعادة بائعة الريحان حديثها الطويل
ولملمت ثيابها وانطلقت تقول :
في بيتي الصغير صرت اعرف الصدر الست تعرف الصدر
انها مزارع لزجي الحبيب في تهامه
كم صافحت ارجلنا طريقها الطويل فى اليوم مرتين .
ونحن نصعد الجبال وايما جبال
تناطح السحاب في شموخ لاتعرف الرضوخ .
في بيتي الصغير ذقت لذة الكفاح والتعب .
ومرت السنون ولا تساني كيف مرت السنون
واقبل الخريف ولا تسلنى كيف اقبل الخريف
عشية الخميس وكانت الشمس تعانق المغيب
وكنت في انتظار زوجي الحبيب
وزحفت مواكب الظلام نحونا ولم يعد.
وابتلع السكون قريتي ولم يعد .
وطال بي السهر واستاسد القلق وعربدت مخاوفي وشمر الارق .
وزجي الحبيب لم يعد واشتعلت في موقدي الظنون
وزوجي الحبيب لم يعد
عشية الخميس غامت السماء
فرعدها مخيف وبرقها يكاد يخطف البصر .
وزحف الظلام واستبد بالتلال .
وعندها خرجت والضياؤ والظلام في عراك .
وقريتي نائمة فما بها حراك .
وربما سمعت لو اصخت سمعك الرهيف ما يشبه الحفيف .
تحدثه شراشف النساء وربما سمعت تمتة وجملا منغمه .
وربما لو اصخت ثانية ... طقطقة الحطب . كانه يشكو اليك قسوة اللهب
وربما رايت لو امعنت ناظريك نساء قريتي يسبقن ضوء الفجر
عند منبع المياه ويا لهن من نساء على ظهورهن ترقص القرب
وما لهن في المجون من أرب
خرجت والسماء في وجوم والريح تزمع الهجوم
وجسدي تهزه ارتعاشة غريبة
وخطرت خاطرة رهيبة ووقف بي الطريق . او انني وقفت به
وجاءني الخبر ...... فزوجي الحبيب مات
ونال من تماسكي الدوار واسدل الستار وبعدها .
بدات رحلت العناء وصرت يابني كما ترى
بائعة الريحان بائعة الريحان
|
|
|
03-01-2009
|
#3
|

يداس حمى الاقصى
لكلِّ فؤادٍ من مُحبِّيه شاغلُ
---------فكيف تَسُرُّ الهجرَ بي وتُماطلُ
وكيف تلاشى عندك الصبرُ وانتهى
--------- وواجهني منكَ الفتى المتطاوِلُ
عَهِدتُكَ تمشي واثقَ الخَطوِ رافعاً
--------- بعزمكَ ما لا يَرفع المتخاذلُ
فكيف يراك الحزمُ من دون بابه
--------- وكيف يُذيب الصَّمتُ ما أنتَ قائلُ
ألستَ ترى في ساحة القدس ظالماً
--------- ينافح عن إرهابه ويُجادلُ
أخا الِملَّةِ الغَرَّاء، عصرك يشتكي
--------- جفافاً وفي كفَّيك تجري الجداولُ
تشرَّبت الدنيا بسُمٍّ وعَلقمٍ
--------- سقاها به في الليل وَغدٌ مُخَاتِلُ
ودوَّرَ هذا العصرُ رأسَ يقينها
--------- فطافت بها بعد النَّقاء المهازلُ
وفي عصرنا للسالكينَ معالمٌ
--------- وفيه مَفازاتُ الرَّدَى والمَجَاهِلُ
وكم عالمٍ جازَ الفضاءَ بعلمه
--------- ولكنَّه في منطق الدين جاهلُ
يصدِّقني فيما أقول تَهافُتٌ
--------- لأخلاق عصرٍ، ضلَّلته الوسائلُ
يقولون: هذا العصرُ عَصرُ حضارةٍ
--------- فما بالُه تطغى عليه الرَّذائلُ
أخا الملّةِ الغرَّاء، عينُكَ لم تزل
--------- ترى ما ترى عيني، فما أنت فاعلُ
إذا ما رأيتَ النَّخلَ فينا بَواسقاً
--------- فلا تنسَ أنَّ الأصل منها الفَسائلُ
لكَ الرَّوضةُ الغَنَّاء، والمنبعُ الذي
--------- تَجِفُّ ولا يشكو الجفافَ المناهلُ
لك المجد، والتاريخ أكبر شاهدٍ
--------- بأنَّ حصان المجد حولك صاهلُ
لك الحقُّ، والوحيُ المبين اساسُه
--------- وفي سنَّةِ الهادي عليه دَلائلُ
لديكَ البراهين التي تهتدي بها
--------- عقولٌ، تغشَّاها ضلالٌ وباطلُ
فكيف ترى منك الفضائلُ ما ترى
--------- من الَّلهو، حتى أنكرتكَ الفضائلُ
إذا عرَّض الإنسانُ للذلِّ نفسَه
--------- فلا عَجَبٌ إن هزَّ عِطفَيه خاملُ
وما كلُّ سَعيٍ يُبلغُ المرءَ غايةً
--------- فيا رُبَّ ساعٍ أوقفته النَّوازلُ
وهل تستوي الأرضُ اليَبابُ تنكَّبَت
--------- خُطى الغَيمِ عن أَجوائها، والخمائلُ
أقول لمن شَدّوا رِحالَ أحبَّتي
--------- بقلبي مضت، لا بالحبيبِ، الرَّواحلُ
مقيمٌ بقلبي أيُّها الراحلُ الذي
--------- أحبُّ وإن مدَّت خطاها القوافلُ
مقيمٌ، وإن ارضى بكَ البُعدُ نفسَه
--------- وإن حقَّقَت معنى الفراقِ الحوائلُ
مقيمٌ وإن كنتَ البعيدَ مكانُه
--------- لأنك في عيني وفي القلب نازلُ
أحبكَ حُبَّاً يشهد الحبُّ أنَّه
--------- هو الحُبُّ لا تقضي عليه الغوائلُ
أَزفُّ معاناتي إليكَ لأنَّها
--------- لديكَ، وإن جارت علينا الشواغلُ
سلِ الرَّملَ عني والرياضَ ونخلَها
--------- وزَهرَ الخُزامى حين تَهمي الهَواملُ
سلِ الشمس لما يكشف الفجرُ ثغرَها
--------- ولما تُغطُّي وجنتيها الأصائلُ
ستعلم أني حيثما كنتُ لم أزل
--------- اقاسم مَن أهوى الهوى، وأُبادِلُ
وما الشوق إلاَّ البحر، لكنَّ موجَه
--------- دَمٌ، دَفَقُه في ُلجَّةِ القلب هائلُ
نواصل مَن نهوى بما نستطيعه
--------- كذلك مَن ذاق الحنينَ يُواصلُ
وما شغلتني عنكَ إلاَّ حوادثٌ
--------- جسامٌ ومقتولٌ تخطَّاه قاتلُ
تَلوحُ ليَ الشيشانُ إعصارَ حَسُرةٍ
--------- يطاردني والأرضُ حولي مَجاهلُ
يُهتَّك فيها عِرضُ كلِّ كريمةٍ
--------- وتُجهَضُ تحت القاذفاتِ الحواملُ
وتفتح لي كشميرُ صفحةَ قلبها
--------- وفي قلبها المكسور تغلي المرَاجلُ
على أرضها تجري دماءٌ بريئةٌ
--------- ومن قسوة الهندوس فيها زَلازلُ
لماذا سؤالٌ لا جوابَ لمثله
--------- سوى الهَدمِ دلَّتنا عليه المعاولُ
وفي القدسِ بيتٌ للأسى، عند بابهِ
--------- تلاقت يَتامى أمتي والأَراملُ
عباءتُها بيعت على حين غِرَّةٍ
--------- وأثوابُها في السوق، والجسمُ ناحلُ
لها مقلتا ثَكلَى يحدِّث دمعُها
--------- حديثاً صريحاً صُمَّ عنه المُماطلُ
وفي شفتيها صرخةٌ جمَّد الأسى
--------- صَداها، ولم يُسرع إليها المُناضلُ
هي القدسُ، باتت في ذهولٍ وحَيرةٍ
--------- وكيف يذوق الأمنَ مَن هو ذَاهلُ
تسائلُنا، أين الوعود التي سرى
--------- إليَّ بها مبعوثكم والمحافلُ
تحيَّرتُ فيكم، لم أَعُد أعرف الذي
--------- ينافح عني صادقاً أو يخاتلُ
ومَن يحمل الحبَّ النقيَّ ومَن يرى
--------- برأيي، ومَن يَبغي الهوى ويغازلُ
وكيف نرى نصراً على الغاصب الذي
--------- يُشارِ بنا في دارنا ويُؤاكلُ
يُدنِّس بالمستوطنات ترابَنا
--------- وتُرسَم في القدس الشريف الهياكلُ
يغيِّر أسماء البلاد ورَسمَها
--------- ويشتَطُّ في اقواله ويعاضلُ
يُداسُ حمى الأقصى وفي رَحَباته
--------- بكى أهلُ مقتولٍ وعربد قاتلُ
شبابٌ وَأَطفالٌ تُراقُ دماؤهم
--------- وقد أُخلِيَت ممَّن تُحبُّ المنازلُ
وكيف تعيش الأمنَ دارٌ، ورَبُّها
--------- يغادرُها بالعَسفِ، واللّصُّ داخلُ
أسائلكم عني وعنكم وما درى
--------- سؤالي بأنَّ العيبَ فيمن أُسائلُ
إذا عاث في الأرض الفسادُ وأهلُه
--------- فلا عَجَبٌ إنُ زًعزَعَتها القلاقلُ
تميلون عني فانظروا أين مَيلكم
--------- فكلُّ له مَيلٌ إلى مَن يشَاكلُ
ألستم ترونَ السَّحلَ والقتلَ لم يزل
--------- دليلاً على أنَّ اليهودَ الأَراذلُ
سَلامُهم الإرهابُ، صاغت بنودَه
--------- على ساحة الأقصى الشريفِ القنابلُ
أحبَّاءَنا لا تمنحوا الأمرَ غفلةً
--------- فما نال إلاَّ خيبةَ الظنِّ غافلُ
|
|
|
03-01-2009
|
#4
|

كان يحميه جدار
اتصل بي عدد من الإخوة والأخوات بعد قراءتهم لقصيدتي رامي عن الطفل الفلسطيني الذي قتل في حضن أبيه الجريح، وأكَّدوا لي أنهم قرأوا وسمعوا اسم الطفل محمد وليس رامي ، علماً بأن وسائل الإعلام نشرت الاسم مختلفاً، فكانت هذه القصيدة :
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً مسلماً في ساحة الموتِ تمدَّد
أنَّ جنديَّاً يهودياً على الساحةِ عربَد
وتمادى وتوعَّد
ورمى الطفلَ وللقتلِ تعمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً وأباً كانا على وعدٍ من الموتِ محدَّد
مات رامي أو محمَّد
مات في حضن الأَب المسكينِ,.
والعالَمُ يشهد
مَشهدٌ أبصرَه الناسُ,.
وكم يخفى عن الأعيُنِ مشهَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ إرهابَ بني صهيونَ,.
في صورته الكبرى تجسَّد
أنَّ حسَّ العالَم المسكونِ بالوَهم تبلَّد
أنَّ شيئاً إسمُه العطفُ على الأطفالِ,.
في القدس تجمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أن لصَّاً دخل الدَّارَ وهدَّد
ورأى الطفلَ على ناصيةِ الدَّرب فسدَّد
وتعالى في نواحي الشارع المشؤومِ صوت القصفِ حيناً,.
وتردَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ جيشاً من بني صهيونَ,.
للإرهابِ يُحشَد
أنَّ نارَ الظلم والطغيانِ تُوقَد
أنَّ آلافَ الخنازير,.
على المنبع تُورَد
هذه الطفلةُ سارَه
زهرةٌ فيها رُواءٌ ونضارَه
رَسَمَ الرشّاشُ في جبهتها,.
شَكلَ مَغارَه
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشمَ أزبَد
وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهَد:
أنَّ جرحَ الأمةِ النازفَ منها لم يُضَمَّد
أنَّ دَينَ المجد مازال علينا,.
لم يُسَدَّد
أنَّ باب المجدِ مازالَ,.
عن الأمَّةِ يُوصَد
صورة المأساة تشهد:
أنَّ أشجاراً من الزيتونِ تُجتَثُّ,.
وفي موقعها يُغرَسُ غرقَد
أنَّ تمثالاً من الوهمِ,.
على تَلٍّ من الإلحادِ يُعبَد
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ ما أدَلى به التاريخُ,.
من أخبار صهيونَ مؤكَّد
أنَّ ما نعرف من أحقادِ صهيونَ تجدَّد
ما بَنُو صهيونَ إلاَّ الحقدُ,.
في صورةِ إنسانٍ يُجسَّد
أمرُهم في نَسَق الناسِ معقَّد
يا أعاصيرَ البطولاتِ احمليهم
ووراء البحر في مستنقع الذُّلِّ اقذفيهم
وعن القدسِ وطُهر القِبلة الأُولى خذيهم
قرَّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومُرشَّد
هي لُبنَى هي سُعدى وابتسامٌ وهيَ سارَه
هم بواكيرُ زهور المجد في عصر الإثارَه
هم شموخٌ في زمانٍ أعلن الذلُّ انكسارَه
هم وقود العزم والإقدامِ عنوانُ الجَسَارَه
هم جميعاً جيلنا الشامخُ,.
أطفالُ الحجارَه
لو سألناهم لقالوا:
ما الشهيدُ الحرُّ,,.
إلا جَذوَةٌ تُوقِدُ نارَ العزمِ,.
والرَّأيِ المسدَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ,.
شَمعَةٌ تطرد ليلَ اليأسِ,.
والحسِّ المجمَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ,.
رايةُ التوحيد في العصر المُعَمَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ,.
وَثبَةُ الإيمانِ في العصر المهوَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ,.
فارسٌ كبَّر للهِ ولمَّا حَضَرَ الموتُ تشهَّد
ما الشهيدُ الحُرُّ إلا,.
روح صدِّيقٍ إلى الرحمنِ تصعَد
أيُّها الباكونَ من حزنٍ علينا,.
إنما يُبكَى الذي استسلمَ للذلِّ وأخلَد
نحن لم نُقتل,.
ولكنَّا لقينا الموتَ أعلى همَّةً منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا
فافرحوا أنَّا غسلنَا عنكم الوهمَ الملبَّد
طلِّقوا أوهامكم,.
إنَّا نرى الغايةَ أبعَد
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومرشَّد
ربَّما تختلف الأسماءُ لكن
هَدَفُ التحرير للأقصى موحَّد
اتصل بي عدد من الإخوة والأخوات بعد قراءتهم لقصيدتي رامي عن الطفل الفلسطيني الذي قتل في حضن أبيه الجريح، وأكَّدوا لي أنهم قرأوا وسمعوا اسم الطفل محمد وليس رامي ، علماً بأن وسائل الإعلام نشرت الاسم مختلفاً، فكانت هذه القصيدة :
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً مسلماً في ساحة الموتِ تمدَّد
أنَّ جنديَّاً يهودياً على الساحةِ عربَد
وتمادى وتوعَّد
ورمى الطفلَ وللقتلِ تعمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ طفلاً وأباً كانا على وعدٍ من الموتِ محدَّد
مات رامي أو محمَّد
مات في حضن الأَب المسكينِ,.
والعالَمُ يشهد
مَشهدٌ أبصرَه الناسُ,.
وكم يخفى عن الأعيُنِ مشهَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ إرهابَ بني صهيونَ,.
في صورته الكبرى تجسَّد
أنَّ حسَّ العالَم المسكونِ بالوَهم تبلَّد
أنَّ شيئاً إسمُه العطفُ على الأطفالِ,.
في القدس تجمَّد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أن لصَّاً دخل الدَّارَ وهدَّد
ورأى الطفلَ على ناصيةِ الدَّرب فسدَّد
وتعالى في نواحي الشارع المشؤومِ صوت القصفِ حيناً,.
وتردَّد
صورة المأساةِ تشهد:
أنَّ جيشاً من بني صهيونَ,.
للإرهابِ يُحشَد
أنَّ نارَ الظلم والطغيانِ تُوقَد
أنَّ آلافَ الخنازير,.
على المنبع تُورَد
هذه الطفلةُ سارَه
زهرةٌ فيها رُواءٌ ونضارَه
رَسَمَ الرشّاشُ في جبهتها,.
شَكلَ مَغارَه
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشمَ أزبَد
وعلى أشلائها جمَّع أشلاءً وأوقَد
هو رامي أو محمَّد
صورة المأساةِ تشهَد:
أنَّ جرحَ الأمةِ النازفَ منها لم يُضَمَّد
أنَّ دَينَ المجد مازال علينا,.
لم يُسَدَّد
أنَّ باب المجدِ مازالَ,.
عن الأمَّةِ يُوصَد
صورة المأساة تشهد:
أنَّ أشجاراً من الزيتونِ تُجتَثُّ,.
وفي موقعها يُغرَسُ غرقَد
أنَّ تمثالاً من الوهمِ,.
على تَلٍّ من الإلحادِ يُعبَد
هو رامي أو محمَّد
صورةُ المأساةِ تشهد:
أنَّ ما أدَلى به التاريخُ,.
من أخبار صهيونَ مؤكَّد
أنَّ ما نعرف من أحقادِ صهيونَ تجدَّد
ما بَنُو صهيونَ إلاَّ الحقدُ,.
في صورةِ إنسانٍ يُجسَّد
أمرُهم في نَسَق الناسِ معقَّد
يا أعاصيرَ البطولاتِ احمليهم
ووراء البحر في مستنقع الذُّلِّ اقذفيهم
وعن القدسِ وطُهر القِبلة الأُولى خذيهم
قرَّبيهم من مخازيهم وعنَّا أبعديهم
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومُرشَّد
هي لُبنَى هي سُعدى وابتسامٌ وهيَ سارَه
هم بواكيرُ زهور المجد في عصر الإثارَه
هم شموخٌ في زمانٍ أعلن الذلُّ انكسارَه
هم وقود العزم والإقدامِ عنوانُ الجَسَارَه
هم جميعاً جيلنا الشامخُ,.
أطفالُ الحجارَه
لو سألناهم لقالوا:
ما الشهيدُ الحرُّ,,.
إلا جَذوَةٌ تُوقِدُ نارَ العزمِ,.
والرَّأيِ المسدَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ,.
شَمعَةٌ تطرد ليلَ اليأسِ,.
والحسِّ المجمَّد
ما الشهيد الحرُّ إلاَّ,.
رايةُ التوحيد في العصر المُعَمَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ,.
وَثبَةُ الإيمانِ في العصر المهوَّد
ما الشهيدُ الحرُّ إلاَّ,.
فارسٌ كبَّر للهِ ولمَّا حَضَرَ الموتُ تشهَّد
ما الشهيدُ الحُرُّ إلا,.
روح صدِّيقٍ إلى الرحمنِ تصعَد
أيُّها الباكونَ من حزنٍ علينا,.
إنما يُبكَى الذي استسلمَ للذلِّ وأخلَد
نحن لم نُقتل,.
ولكنَّا لقينا الموتَ أعلى همَّةً منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا ورضينا
فافرحوا أنَّا غسلنَا عنكم الوهمَ الملبَّد
طلِّقوا أوهامكم,.
إنَّا نرى الغايةَ أبعَد
هو رامي أو محمَّد
هو سعدٌ وسعيدٌ ورشيدٌ ومرشَّد
ربَّما تختلف الأسماءُ لكن
هَدَفُ التحرير للأقصى موحَّد
|
|
|
03-01-2009
|
#5
|

ياأبي
يا أبي
هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ ..
أدماها الضجرْ ..
هذه قريتنا تشكو ..
وهذا غصن أحلامي انكسرْ ..
يا أبي ..
وجهك معروق ..
وهذا دمع عينيك انهمرْ ..
هذه قريتنا كاسفة الخدينِ ..
صفراء الشجرْ ..
ما الذي يجري هنا يا أبتي ..
هل نفضَ الموتَ التتَرْ
يا أبي ..
هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ ..
وفي طلعته لون الأسى ..
هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى ..
غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي ..
صوتَ الأذانْ ..
عجبًا ..
صوتُ الأذانْ
منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ ..
منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ ..
تروي من حكاياتِ الزمانْ :
( كان في الماضي وكان )
منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ ..
وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ ..
ينساب على هذي التِّلالْ ..
فلماذا سكت اليومَ ..
فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ
يا أبي ..
هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ ..
هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ ..
ساحت في الطرقْ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ
يا أبي ..
كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ ..
وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ ..
وعلى التكبير نغدو ونروحُ ..
وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ ..
وبه عطر أمانينا يفوحُ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان
يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ ..
أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال ..
أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ
هذه القرية ما عادتْ لنا ..
هذه القرية كانت آمنهْ ..
هي بالأمس لنا ..
وهي اليوم لهم مستوطنَهْ ..
|
|
|
03-01-2009
|
#6
|

أزهارُ الوادي,.
تَبعَثُ عِطرَ شذاها
ورحيق الطَّلِّ,.
يُسَلسِلُ في الأغصانِ نَداها
أهدابُ الشمس,.
تُراقب خَيط رُؤاها
ورُؤاها ترسمُ وجهَ هواها
وهواها نارٌ,.
تحرق مَن خَلفِ البابِ,.
تُلَوِّحُ للشمس يَداها
وأمام البابِ عيونٌ,.
تُغمَضُ حين تَراها
قامتُها تسمع وَقع خطاها
وخطاها تسمع هَمسَ ثراها
وثراها يُنشد لحن الخِصبِ,.
ويهتف حين يراها
من سرَّبَ في عينيها النومَ,.
ومن أغمض جَفنَ الليلِ عليها,.
مَن غطاها
ولماذا قبل طلوع الفجر دَعاها
وأباح لجيش الرُّعبِ حماها
مَن أسكنَ فيها الرُّعبَ,.
ومن أغواها
ولماذا امتص رحيق براءتها,.
ووراء جدار الحسرة ألقاها
مَن أطفأ شمعة بسمتها,.
ولماذا انقلبت شفتاها
مَن مزَّق فضل عباءتها
وبثوب الاغراء كساها
من أحرق قمح بيادرها
وبحب الحنظل غذَّاها
ولماذا عكَّر منبعها
وبكأس الأوهام سقاها
ولماذا اغتال محاسنها
بالصمت وعد خطاياها
مَن تلك، وكيف تحدِّثنا
عن أنثى نجهل فحواها
ولماذا صِرتَ تلاحقنا
بحكايا نجهل مغزاها
عمن تسألنا، عن ليلى
فلماذا تبعث ذكراها
ولماذا لا تسأل قيسا
ليصور بعض سجاياها
وليقرع باب قبيلتها
بالحب ليطلب لقياها
عمن تسألنا، عن لُبنَى
أو سُعدى او مَن والاها
مهلا, فسؤالي عن أخرى
يخفق بالحب جناحاها
حيرني وصف ملامحها
والشعر بعالمها تاها
عيناها,, كيف أصورها
والأفق الحالم عيناها
ربطت بالسحر ضفائرها
وعليه تلاقى جفناها
فكأن البدر استنسخها
وكأن الحسن تبناها
أسألكم عن ذات وشاحٍ
صبحها الرعب ومساها
تشكو والليل يلاحقها
يدفن في الظلمة شكواها
وأبوها يفتل شاربه
يغمض عينيه ويتباهى
وأخوها الأكبر يتغنى
في بلد الغربة بسواها
وأخوها الأوسط يتلهى
بنوادي الليل ويغشاها
وأخوها الأصغر يتلقى
زيف القنوات وطغواها
أما أبناء عمومتها
فقلوب تطفو بهواها
أسألكم عن أجمل انثى
رُفِعَت للخالق كفاها
شجر الزيتون موائدها
والتين المثمر حلواها
تضحك للشمس مآذنها
والبدر يتوق لنجواها
اسألكم عن ذات وشاحٍ
تمسك بالجمرة يُمناها
أنتم أخلفتم موعدها
ونقضتم بالذل عُراها
اسأل عن أجمل فاتنة
صوبها الغدر وأدماها
تشهد بالجرح مآذنها
ويحدِّث عنها أقصاها
والمسرى يسمع صرختها
ويكاد إلينا ينعاها
لو كان لها عين تبكي
لاجتاحت بالدمع رباها
عاشقة أسرف عاشقها
في الهجر، فمن يتولاها
|
|
|
03-01-2009
|
#7
|

(((((((((اني عذرتك ))))))))))
------------
مالي أراك تغلّـق الأبوابا
وتكاد تُوقف نهرنا المنسابا
مالي أراك صرفت وجهك ناسياً
أن المحب يقابل الأحبابا
أنسيت أن الناس لما أغلقوا
باب المودة أصبحوا أخشابا
لا تغمض العينين إنك لن ترى
إلا الحقيقة تبهر الأهدابا
لم ينته الأمر الذي أنهيته
مازال نبض قلوبنا وثابا
خذ من يدي اليمنى المصافحة التي
لا تعرف التدليس والإرهابا
واركب معي في زورق الود الذي
مازال يمخر بي إليك عبابا
إن الكريم هو الذي لا ينزوي
عن قاصديه، ويهجر الأصحابا
يامن تُعير السمع كل محدِّث
إني أرى عجباً لديك عجابا
أتصدق الدَّعوى ولم تعرف لها
أصلاً، وتمنح سمعك المغتابا
إني عذرتك، لا لأنك جاهلٌ
لكن لأنك ما قرأت كتابا
ولأن إدراك المعاني غائب
عن ذهن من لم يعرف الإعرابا
قد يُفتح الباب الذي أغلقته
فترى النهار وتعرف الأسبابا
يامن طوى عني صفاء مشاعري
أتعبت نفسك جيئة وذهابا
قد يفقد الإنسان حكمة عقله
فيرى المدى في عينه سردابا
ويرى الرُّبا الخضراء أرضاً جدبة
ويظن طائره الجميل غرابا
في عصرنا للشائعات مكانة
يغدو بها قشر الحياة لُبابا
يامن تحاول أن تصد ركابنا
ماذا جرى حتى تصدَّ ركابا
لم نقترف ذنباً لتجعل صدّنا
عما تميل له القلوبُ عقابا
انظر إلى الأفق البعيد لكي ترى
صوراً مغردة تفيض شباباً
وترى عيوناً أفعمت بحنانها
وتألقت نظراتها ترحابا
سترى هنالك صورتين عليهما
هالات نور تسلب الألبابا
ولسوف تبصرنا هناك ولن ترى
من حولنا إلا رُباً ورحابا
لو طوَّفت بشغاف قلبك لوعة
لرأيت ماقال المحبُّ صوابا
وسعيت في جمع الشتات ولم تُقم
سداً، وتجعل في الطريق هضابا
لو كنت تعلم ما تكنّ قلوبنا
لجعلت تذليل الصعاب ثوابا
ياأيها الرجل الذي في رأسه
عقل يضيف إلى الصواب صوابا
دعني من الألقاب واسمع قصتي
أنا لست ممن يعبد الألقابا
أنا لست ممن يخفضون رؤوسهم
طمعاً، ولا ممن يذلُّ رقابا
أنا ـ لو علمت بما أكنّ ـ مولّه
يبني من الشعر الأصيل قبابا
يغذو حروف الشعر حُرّ شعوره
وبه يثير الحب والإعجابا
وبه يقدّم للأحبة باقةً
وبه يوجّه للعدو حِرابا
أشرقت بالشعر الأصيل على المدى
وبه نشرت على الربوع سحابا
وصرفت عنه مذاهب الغرب التي
جعلت ظهور شبابنا أقتابا
وبه أعدت إلى الأصالة روحها
وبه سقيت الظامئين شرابا
وسقيت أحرفه رحيق مبادئي
وصرفت عن ساحاته الأوشابا
إني لأطوي تحت ضبن أصالتي
من ليس يحسب للوفاء حسابا
يامن يسائلني سؤالاً جامداً
متحجراً، هل تقصد استجوابا
أنا لست من أطراف قومي إنّ لي
نسباً يعلّم مثلك الأنسابا
فرع أصيل من أعز أرومة
عربية ترمي إليك شهابا
لولا التزامي بالشريعة منهجاً
لفتحت نحوك للتفاخر بابا
وجعلت عقلك تائهاً في عالمي
وكسوت أجساد العراة ثيابا
وجلت قحطان العروبة خيمة
تؤوي الأصيل وتطرد الأذنابا
فأبي هو الشيخ الجليل مكانة
سل، إن أردت، الرّكن والمحرابا
واسأل دروس العلم كم أحيا بها
عقلاً وكم نادى بها وأجابا
قد كان في البيت الحرام منارة
تهدي النفوس، وترشد الألبابا
سِر حافي القدمين بين خمائلي
حتى ترى أزْد السراة غضابا
ولكي ترى «عَشماً» تمدّ ظلالها
تهديك من كرم الأصول رضابا
أستغفر الله العظيم، فإنما
فخري بديني سنة وكتابا
ألقيت دعوى الجاهلية جانباً
ورأيت أصل العالمين ترابا
إني اقتديت بسيّد الخلق الذي
ماكان لعّاناً ولا صخّابا
هذا أبولهب تردّى هالكاً
لم يعطه النسب الأصيل حجابا
وبلال بشَّره الرسول بجنة
فغدا أعز من الطغاة جنابا
إني ليربأ بي حِجاي وحكمتي
عن أن أواجه بالسّباب سبابا
ميزاني الإيمان والتقوى التي
تجلو الغبار وتمسح الأتعابا
لولا وفاء الناس فيما بينهم
لغدوا على سوء الطباع ذئابا
أرأيت هذا النحل، لولا شهده
وجلال سيرته، لكان ذبابا
يُرجى من الإنسان خير وافر
مالم يكن متلوناً كذابا
يامن يسائلني وفي عينيه ما
جعلت مهابته الجواب مهابا
لا تبعث الشكوى عليّ فإنني
لأرى حياة المدنفين عذابا
يقضي المحبون الحياة توجساً
وترقباً وتلوماً، وعتابا
إن يشربوا كأس اللقاء سعادة
فلكم سقاهم بُعدهم أكوابا
كم يفقد الإنسان طعم حياته
لمّا تصير الذكريات يبابا
لا لا تسل عني ولا عمّا جرى
فأنا الذي لا أستطيع جوابا
أنا لن أجيبك عن سؤالك قاصداً
إن الذكيَّ اليوم من يتغابى
أغلقت ذهني واختزنت مواهبي
ومضيت أسأل ربي الوهّابا
وطرقت باب الله أطلب فضله
كم طالب برضا المهيمن آبا
|
|
|
| | | | | |