دوموزي وعشتار .. بقلمي من وحي التاريخ

كان الفتى مستهاما لا يعلم مع عشقه وخجله بين يدي أينان مايفعل حتى كان يقول الشعر: أينان كم من عشق عرفته قبلك وكأني ماعرفت غير عشقك ياأيتها الفراشه وعلى قدر محبته كانت أينان له عاشقه : دوموزي كنت فراشة أتبع النور حتى حططت على قلبك فنسيت كل قلب وكنت موطئ شهوتي ورغباتي أنتفض الفتى وقد أرتفعت حرارة جسده فصار يتلعثم لا يدري باأي حديث يحدثها حتى تجرأ : هل صار جسدك ملك يدي ؟ فااقتحم كل ثغوره وأقتطف كل زهوره أراقصك وأرتوي من شفتيك وفي ظل تلك الجرأة صرخت أينان به مستنكرة منه الحديث ربما دلالا او دهاء فقالت : أيها الراعي البليد هل ذكرت جسدي يامحموم فسارعت بالأقتطاف وظلت اينان في دلع وغنج وتمنع على الفتى حتى تشرطت عليه أن يمنحها كل يوما خروفا وكان لها مذعنا لا يهمه سوى رضاها وكانت هي تقوم بذبح الخراف وتوزيعها على الفقراء والشيوخ والأطفال حتى ضجت بابل بحبها ومع تلك التضحيات التي كان يقوم بها دوموزي خسر أخر خرافه ولم يعد الفتى يمتلك شي تعود على رضاها حين منحته وتعودت على ابتسام أهل مدينتها ورضاهم عنها دوموزي : لم يتبق من الماشية شي أينانا : وكيف العمل قد عودت اهل مدينتنا على العطاء ولن أقطع عادتي وهو أشتراطي عليك ومع تعنتها لم يكن الفتى يستطيع صبرا على محبتها حتى خالف خلقه وامتدت يده لقطعان القوم ويوما بعد يوم بدا اهل المدينه يكتشفون جرم دوموزي فترصدوه جماعة حتى قتلوه تناهى الخبر لأينانا وكشتن حتى ضجتا حزنا ولم تمتلك أخته إلا التقريع ولوم أينانا التي كادت تقتل نفسها واعتزلت الحياة طالبة من ارشي أختها مساعدتها للتكفير من ذنبها وهي سبب موت دوموزي وتحت الألحاح أرشي : سوف أساعدك على حزنك والتكفير عما أقترفتي أينان : لن أجد راحتي سوى بالموت ياراشي سلبت أرشي كل زينة اختها من أقراط وأساور وقلائد وخلعت عنها ثيابها الحسنه وألبستها الكتان والخشن المعتم من الثياب وأودعتها سرداب القصر ولم تكن تتقوت سوى بالقليل من الخبز والماء حزن أينانا أحرق قلب ننكال وارشي وأخيها ووالدها وكل من في المدينه حتى كادوا على باب سردابها يقفون أصطفافا وبقيت تصارع الموت حتى استنقذوها وعادت للمدينه باكية مضحية تبحث عن الخير والتكفير عن ذنوبها فغدت رمزاللناس وفي التاريخ تمت بحمد الله