الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«…
 

…»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… { .. لنصره حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 01-18-2020
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 رقم العضوية : 752
 تاريخ التسجيل : Feb 2010
 فترة الأقامة : 5550 يوم
 أخر زيارة : منذ 12 ساعات (01:16 PM)
 الإقامة : فيً حضٌنٍ سًح‘ـآبة . . !
 المشاركات : 3,303,265 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم / توبوا إلى الله



من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم / أمرنا رسول الله بسبع ونهانا عن سبع
توبوا إلى الله (2)
والناس في التوبة على أربعة أقسام:

الأول: توبة أصحاب النفوس المطمئنة، وهم الذين يتوبون إلى الله توبة نصوحاً ويستقيمون عليها إلى آخر العمر، ويتداركون ما فرطوا فيه، ولا يحدثون أنفسهم بالعودة إلى الذنوب، ولا إلى الذلات التي لا ينفك عنها البشر في العادات.



وأولئك هم السابقون في الخيرات – جعلنا الله منهم.



يناديهم ربهم عند موتهم بقوله – جل شأنه - : { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } (سورة الفجر:27-30).



ويناديهم بذلك أيضاً يوم القيامة بلا صوت ولا حرف يسمعونه، بلا كيف ولا مثل، ولا نسأل كيف يسمعونه فذلك أمر لا نعلمه، ولو علمناه لا نقدر على فقهه واستيعابه، ولكن من ذاق عرف – كما يقولون - .



وهؤلاء يختلفون فيما بينهم، فمنهم من سكتت شهوته تحت قهر المعرفة ففتر نزاعها، ومنهم من تنازعه نفسه فهو مشغول بمجاهدتها.



الثاني: توبة أصحاب النفوس اللوامة، وهم الذين تابوا إلى الله توبة نصوحاً، وسلكوا الطريق المستقيم في أمهات الطاعات، وتركوا الكبائر، ولم يقعوا في الصغائر عن عمد، وكلمت أتوا شيئاً منها لاموا أنفسهم، وندموا وعزموا على الاحتراز من أسبابها، ولم يستخفوا بها، ولم يصروا عليها ساعة من نهار، وأخذوا بالقول الذي تقدم ذكره: "لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار"، ووضعوا أنفسهم موضع الاختيار فحاسبوها أولاً بأول، فأولئك هم أصحاب اليمين.



وهؤلاء لهم من الله حسن الجزاء، وإن قل عن درجة السابقين.



الثالث من أقسام: أصحاب النفوس المسولة، التي تغلب صاحبها كثيراً فيكبح جماحها تارة ويعجز عن ذلك تارة أخرى.



وهؤلاء يتوبون إلى الله توبة نصوحاً، ثم تغلبهم شهواتهم فيقترفون بعض الذنوب، وقد تكون من الكبائر، إلا أنهم مع ذلك يواظبون على تأدية الواجبات، فيصلون ويصومون ويزكون ويحجون، ويجاهدون في سبيل الله، ويبرون آباءهم وأمهاتهم، ويكرمون الضيف، ويحسنون إلى الجار، وما إلى ذلك من الواجبات والسنن والمستحبات.



وهؤلاء قد خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً فعسى الله أن يتوب عليهم توبة السابقين، أو توبة أصحاب اليمين.



فأمر هؤلاء إلى الله فإن شاء عفا عنهم وإن شاء عاقبهم، وهم إلى العفو أقرب – إن شاء الله – كما يدل عليه قوله تعالى: { وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة التوبة: 102).



وعسى في جانب الله تفيد تحقيق الوقوع، فالله عند ظن عبده به إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما.



وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه-: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"، وقد تقدم هذا الحديث فراجعه إن شئت.



الرابع من الأقسام: أصحاب النفوس الأمارة، وهؤلاء يتوبون من ذنوبهم توبة لا يصحبها عزم على ترك الذنب، ولا عزم على تدارك ما فات، ثم ينهمكون في الذنوب ولا الذنوب ولا يحدثون أنفسهم بعد ذلك بتوبة.



فهؤلاء من المصرين على الذنوب، لا تقبل توبتهم إلا إذا تركوا الإصرار، وأكثروا من الاستغفار مع الندم على ما فات، والعزم على عدم العود، وبذل الجهد في العمل الصالح.



ويخشى على هؤلاء من سوء الخاتمة: { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة يوسف: 53).



وإن مات واحد من هؤلاء على التوحيد يرجى له الخلاص من النار، ولو بعد حين.

* * *



وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "وَبَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا"، فهو بتحصيل برهان صحة التوبة؛ لأن التوبة النصوح مقرونة بالعمل الصالح، وذلك في جميع آي القرآن التي تتحدث عن التوبة والتائبين، وقد مرت بك بعض الآيات الدالة على ذلك، فلا توبة بلا عمل، فالتوبة كالسفينة والتائب ربانها، والعمل كالماء بالنسبة لها، فكيف ترجو أن تنجو من عذاب الله من غير عمل.

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تجري على اليبس



يقول الله – عز وجل – في سورة طه: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } (آية: 82) أي ثم لازم الهدى إلى نهاية عمره.



وقد يعتري التائب ظرف يشغله عن العمل، أو يعوقه عن الوفاء به، فعليه أن يغتنم شبابه قبل هرمه، وغناه قبل فقره، وصحته قبل مر ضه، وفراغه قبل شغله وحياته قبل موته، كما جاء في الحديث سبق شرحه.



فالشواغل كثيرة، والعزائم قد يصيبها الوهن في بعض الأحيان، فما على المسلم إلا أن يقسم أوقاته، فيجعل وقتاً لربه، ووقتا لنفسه، ووقتاً لأهله، وليؤثر ما يبقى على يفنى، وليتزود من الدنيا بزاد ينفعه للآخرة.



{ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ } (سورة البقرة: 197).

والتقوى: هي طلب الوقاية من عذاب الله تعالى بفعل الطاعات واجتناب المحرمات.



والعاقل حقاً من زهد في الدنيا ورغب في الآخرة، ولم يدخر وسعاً في تحرير نفسه من عبودية الشهوات والملذات الفانية، واتجه بقلبه إلى خالقه ومولاه ووهب أنفاسه لله.



{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } سورة الأنعام: 162-163).



والأمر في هذه الآية للرسول صلى الله عليه وسلم بالأصالة ولأمته بالتبعية، إلا أن المسلم لا يقول: وأنا أول المسلمين؛ فذاك هو محمد عليه الصلاة والسلام – ولكن يقول/ وأنا من المسلمين.



والقول لا يكون باللسان وحدخ ولكن يكون بالقلب واللسان معاً، والعمل بصدق ذلك أو يكذبه.



نسأل الله أن يجعلنا من الصادقين في أقوالنا وأفعالنا.

* * *

وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا". فهو بيان لمواطن البر ومصارفها، وتنبيه على أفضل الأعمال التي تصل العبد بربه، وتجعله سعيداً في دنياه وآخرته.



أما ذكر الله: فهو الروح والريحان، وهو الأمن والإيمان، وهو نعيم الدنيا والآخرة.



قال رجل من الصالحين: عجبت لقوم خرجوا من الدنيا ولم يستمتعوا بنعيمها!! قيل: أو في الدنيا نعيم يا رجل؟!، قال: نعم فيها نعيم يعدل نعيم الجنة، قالوا: وما هو؟، قال: ذكر الله.



إنه الصلة الوثيقة بين العبد وربه حقاً؛ إذ يبادله ذكراً بذكر وحباً بحب.



يقول الله – عز وجل – في الحديث القدسي: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَإِنْ تَقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِنْ تَقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقْتَرَبْتُ مِنه بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".



وهذا الحديث تفسير لقوله تعالى: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } (سورة البقرة: 152).

وبيان لفحوي قوله تعالى في سورة العنكبوت: { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } (آية: 45). أي: ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.



والذكر لا يقتصر أمره على التسبيح، والتحميد، والتهليل والتكبير، وقراءة القرآن، ولكن يكون أيضاً بتدبر القرآن والتفكر في مخلوقات الله – عز وجل – بل إن التدبر في الآيات القرآنية، والتفكير في الآيات الكونية هو المعول عليه في الذكر، فلا يكون لبيباً من لم يأخذ من كتاب ربه العظة والعبرة, ويأخذ البرهان الساطه على التوحيد الخالص من نفسه أولاً ومن الكون الذي هو ذرة منه ثانياً.



يقول الله عز وجل: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (سورة آل عمران: 190-191).



ويقول جل شأنه: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } (سورة فصلت: 53).



فالذكر والتفكر قرينان متلازمان، والمؤمن لا يذكر الله بلسانه فحسب ولكن يذكره بعقله وقلبه ذكراً يهتز له كيانه كله.



وقد أمر الله المؤمنين بالإكثار من ذكره، ووعدهم على ذلك أجراً عظيماً، فقال في سورة الأحزاب: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا } (سورة الأحزاب: 41-44).



ومعنى: { اذْكُرُوا اللَّهَ } في الآية: تفكروا في مخلوقاته وفي آلائه، واشكروه على وافر نعمه.



ومعنى قوله: { وَسَبِّحُوهُ }: نزهوه عن كل ما لا يليق بذاته بألسنتكم وقلوبكم، واشهدوا له بالوحدانية كما شهدت به جميع الكائنات، فما من شيء في هذا الوجود إلا وهو يوحده ويسبح بحمده.



ومعنى قوله: { يُصَلِّي عَلَيْكُمْ }: يرحمكم، ويبارك لكم فيما وهبكم، ويعفو عنكم إذا ما ذكرتموه ذكراً كثيراً وسبحتموه بكرة وأصيلاً.

والصلاة من الملائكة دعاء واستغفار.



ولا شك أن ذكر الله يشرح الصدر وينيره، ويرقق القلب ويثبته على الإيمان الكامل واليقين الصادق.



قال تعالى: { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } (سورة الزمر: 22).



أي أفمن وسع الله صدره وأناره بالعلم والذكر كمن تركه ضيقاً حرجاً، وهذا كقوله تعالى: { فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } (سورة الأنعام: 125).



وأعظم ما ينشرح به الصدر تلاوة القرآن، فقد قال الله - عز وجل – بعد قوله { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ }: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } (سورة الزمر: 23).



والتلاوة التي يتأتى منها ذلك هي التي يصحبها التدبر الأمثل المبني على الفقه الدقيق لمعاني الألفاظ ومراميها.



يقول الله - عز وجل - { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } (سورة ص: 29).



أما القراءة وحدها فإنها ذكر يؤجر المرء عليه، ولكن لا يكون الأجر أتم وأكمل، ولا يكون النفع أعظم وأجل إلا مع التدبر.



وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ".

* * *

وأما الإيصاء بكثرة الصدقة في السر والعلانية بعد الإيصاء بالتوبة والذكر فلأنه من لوازمهما.



فالصدقة تطفئ غضب الرب – تبارك وتعالى – كما يطفئ الماء النار.



وما سميت صدقة إلا لأنها تترجم عن صدق صاحبها، وتعبر عن إخلاصه وشكره لخالقه ومولاه.



وقد جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم: "والصدقة برهان". أي برهان على صحة الإيمان.



والإنسان يحب المال بطبعه، فإذا زعم أنه يحب الله فليبرهن على ذلكربإخراج شيء مما يحب من أجل من يحب، فإن فعل فهو صادق في حبه وإلا فلا، فالبر كل البر في الإنفاق بعد تحصيل الإيمان.





قال تعالى: { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } (سورة البقرة: 177).



ومنع الزكاة والبخل بالصدقات يكاد يكون كفراً بالله وكفراً بأنعمه.



قال جل شأنه في وصف المشركين: { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } (سورة فصلت:6-7).



وليس هناك تجارة مع الله بعد الإيمان به أعظم من تلاوة كتابه والإنفاق في سبيله.



قال جل شأنه: { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } (سورة فاطر: 29-30).



ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل تصدق صدقة فأخفاها حتى تعلم شماله ما أنفقت يمينه.



وبالإنفاق ينشرح الصدر، ويعظم الأجر، ونفوز بالنصر، ويتسع علينا الرزق، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في هذا الحديث.



قال تعالى في جزاء المحسنين: { أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } (سورة آل عمران: 136).



وقال جل شأنه: { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } (سورة سبأ: 39).



وقال عز من قائل: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الصف: 10-13).



نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلنا منهم.







 توقيع : جنــــون




مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس
قديم 01-18-2020   #2


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (12:45 AM)
 المشاركات : 1,101,187 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 
 توقيع : ضامية الشوق





رد مع اقتباس
قديم 01-18-2020   #3


الصورة الرمزية كـــآدي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28440
 تاريخ التسجيل :  Jul 2015
 أخر زيارة : منذ 3 أسابيع (04:40 AM)
 المشاركات : 379,380 [ + ]
 التقييم :  214754188
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



طرحك جميل
يعطيك العافيه


 
 توقيع : كـــآدي






القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد


رد مع اقتباس
قديم 01-19-2020   #4


الصورة الرمزية مجنون قصايد

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27626
 تاريخ التسجيل :  Jul 2014
 أخر زيارة : منذ 11 ساعات (02:43 PM)
 المشاركات : 326,331 [ + ]
 التقييم :  2089095625
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Tan
افتراضي



ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد


 
 توقيع : مجنون قصايد









رد مع اقتباس
قديم 01-19-2020   #5


الصورة الرمزية نبضها حربي

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28286
 تاريخ التسجيل :  Apr 2015
 أخر زيارة : منذ أسبوع واحد (10:44 PM)
 المشاركات : 68,361 [ + ]
 التقييم :  1397481073
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



طرح رائع
يعطيك العافيه


 
 توقيع : نبضها حربي



رد مع اقتباس
قديم 01-19-2020   #6


الصورة الرمزية غزلان

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28539
 تاريخ التسجيل :  Sep 2015
 أخر زيارة : 02-07-2025 (04:41 AM)
 المشاركات : 124,647 [ + ]
 التقييم :  214748601
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ي قول انتي غاليه عندي ومحد يامر عليك
ذي روح طاهره لايمسها مخلوق روح طفله
لوني المفضل : Peru
افتراضي



الله يعطيك العافية


 
 توقيع : غزلان



ٳل̨هي جملني بحلتين قلب رحيم وعقل حكيم ...






رد مع اقتباس
قديم 01-19-2020   #7


الصورة الرمزية البرنسيسه فاتنة

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28643
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 02-10-2021 (07:44 PM)
 المشاركات : 281,584 [ + ]
 التقييم :  214751375
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : #Cadetblue
افتراضي



جعله الله في ميزان أعمالك يوم القيامه
بارك الله فيك


 
 توقيع : البرنسيسه فاتنة






رد مع اقتباس
قديم 01-20-2020   #8


الصورة الرمزية عازفة القيثار

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27946
 تاريخ التسجيل :  Nov 2014
 أخر زيارة : 03-07-2025 (01:37 AM)
 المشاركات : 1,021,419 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أبكي عليها كثر ماشالتني..وكثر الحنين اللي أختلط بغناها..
أبكي عليها من القهر يادنيا..من لي أنا..من لي عقب فرقاها..
لوني المفضل : Silver
افتراضي



جِزًآكًٍ آللهُ خيرًٍ آلجزًٍآءُ
وُجَعَلَ حياتگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحور


 
 توقيع : عازفة القيثار





رد مع اقتباس
قديم 01-20-2020   #9


الصورة الرمزية إرتواء نبض

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 27920
 تاريخ التسجيل :  Oct 2014
 أخر زيارة : منذ دقيقة واحدة (01:47 AM)
 المشاركات : 1,384,760 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل : Aliceblue
افتراضي



سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ ,, رفيع بشآنه
مودتي


 
 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس
قديم 01-21-2020   #10


الصورة الرمزية عـــودالليل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Sep 2008
 أخر زيارة : منذ 11 ساعات (02:23 PM)
 المشاركات : 776,738 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
لوني المفضل : Beige
افتراضي



جمال الاختيار
خلفه ذآئقة جميله جدا

تعرف ماذا تقدم

محتوى الطرح اكثر من راقي

من الاعماق
اقدم لك شكري واحترامي




ليل المواجع
محمد الحريري


 
 توقيع : عـــودالليل


مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ااسماء الله الحسنى ضحكة خجوله …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 8 01-22-2009 08:13 PM
موسوعه قصايد ليل المعلوماتيه ...؟ البرق النجدي …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 12 01-12-2009 08:18 PM
ღღسلـــــةفواكـــــــه والخضـــرواتღღ نادر الوجود …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 6 12-13-2008 01:43 AM
هكذا كان محمد صلى الله عليه وسلم النصر العالمي …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 2 12-05-2008 12:15 AM
القصة التي ابكت حبيبنا محمد عليه صلوات الله وسلامه عليه.. زخــآت مطر~ …»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… 7 12-04-2008 10:38 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية