-ليس لنا ان نحلم ...فمدن الاحلام شوارعها كازقة ضيقة تسكنها اطياف الراحلين ومقاعدها خالية تلفح وجهها رياح العابرين فتسلبها بعضا من ملامحها وتبقيها في حالة موت...بيوتها تسكنها الوحدة والصمت جليسها تشاغبها اعاصير الذاكرة فتعصف بها ليبقى منها ما يبقى ولتترك البقية حطاما...
لنعش الواقع ونتقبله كيفما كان حتى لا تاتي لحظة الحقيقة وتزهق روح الحلم وتبقينا جثة هامدة.....

-للابجدية حكايات نجهلها ربما اكتملت فصولها...وربما بقيت ضمن قائمة المنتظرين الى ان يحين موعدها مع النهاية وتكتب الفصل الاخير فتظهر هويتها الحقيقية...
فالالف تهمز بحكايات لبدايات لم تعرف النهاية
اما الصاد والضاد فهي متوشحة بغطاء الغياب واحواضها غارقة بالدموع والذكريات متعلقة على اطرافها
ويصبح الكلام همسا عندما يتنقل على اسنان السين والشين ليرتمي في احضانها
ويصبح للهمس صدى
اما الراء والزاي ربما تكون الف نالت منها الظروف فانحنت او انها نون تقطعت اوصالها وانكفات على ذاتها... وما ابقت سوى جزء يشير الى نفسه بنقطة سوداء
والتاء التانيث تتمدد لغوي الناظر اليها والباء ربما تكون تاء اسقطت عن كاهلها عبرتين ..لتسقط عبرة ولتبقي الاخيرة عبرة
والعين والغين تمثل في جسد الابجدية حاسة النظر فللكلام حواس خمس...
كل البدايات تتجمع في عمق الياء..بانتظار الحكم والنهاية...اما سجن مؤبد واما اطلاق حريتها

-اخبروني ذات يوم ان وطني هو وطن الحريات..وطن العيش المشترك...تحت سقف الطائفية..
وانه بامكانك ان تكون حرا بلا حساب او عقاب بسبب قناعة او عقيدة او حتى فكر مغاير لافكار الاخرين..اخبرونا ان الحرية حرة ومستقلة!!
لكنها الحرية مقيدة باحزمة ناسفة...
فالديموقراطيات في بلادنا منذ نشأتها تتلبس ثوب العدالة وتخفي عورات الديكاتورية بكل اشكالها...
اصبحت الحرية بحاجة الى ثورة لتسقط عنها الانظمة..وتسقط معها الظلم وتسقط كل الاقنعة