![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() ![]() ” صوتٌ عذْبٌ خشِن ذاك الذي يخدش أذنك حين تمرِّر أصابعك على خَشب الطَّاولة ! هو لا يعني شيئاً لشخصٍ ما ، مجرَّد طقطقات أصابع و خربشات على الطّاولة قتلاَ للوقت في انتظارٍ ما ، لكنَّه و بالتأكيد يعْنيني بالذَّات ! كان قَدَراً أن أرتبط لسببٍ أو لآخر بهذا الجماد الذي يقعْ وسط المطبخ ! ” هكذا فكَّرت صباح و هي تجلس على طاولة المطبخ الخشبية ، و أمُّها تتحرَّك بنشاطٍ بين أركانه تغلي ماءً هنا وتسوِّي عجيناً ، و هي تتأمَّلها تارةً و تارةً أخرى تتأمَّل خشب الطَّاولة !كانت أمُّها تتحدَّث إليها أثناء تأمُّلها و تضطر لتكرار اسمها عدة مرَّات و بصوتٍ عالٍ ، عندها تهزَّ رأسها بشدَّة كأنَّها تطرد أفكاراً من رأسها و تلتفت إليها ليعيدها السؤال لما كانت فيه مجدَّداً : ” أين سرحتِ بأفكارك ؟ ” لم تجبها ! اكتفت بابتسامة خافتة ونظرت بعدها عبر النَّافذة ، كان وقعْ أشعة الشَّمس على زجاجها المنقوش آسِراً ، وحرارتها ناعمة أليفة تحسُّها و بطريقةٍ ما قد وصلتها و اخترقتها ، و انعكست خطوط ضوئيّة متفرِّقة منها على طاولتها ، فما لبثت أنْ عادت بذهنها للوراء أكثر ولأيَّام طفولةٍ قديمة ! حين كانت صغيرة قُرابة السَّابعة ، كانت تستهويها هذه الطَّاولة لبرودتها ونعومتها الدائمة حين تلسمها ، و كثيراً ما تساءلت عن سرّ برودتها ، ربَّما كان بسبب رذاذ الماء الذي يغمرها من حينٍ لآخر ، لم تدرِ قطّ ما السّبب ! في الظهيرة حين يسكن الحيّ و بما فيه منزلهم و يغمر الجوّ كآبة و رتابةْ منتصف النهار، كانت هي تستمتع بأن تذهب إليها “مخبأها السريّ” ! و ترقد مستلقية على بطنها تتحسَّسها و تشمّ رائحة الخشب و هو مبتلّ ، يأخذها ذلك إلى الخريف و صباحاتٍ نديَّة باردة لطالما أحبَّتها ! و في ليالٍ كثيرة حين تنقطع الكهرباء و يسود الجوّ سواد و سكون ، تذهبُ إليها و تستلقي على ظهرها هذه المرّة و تنظر عبر ذات النّافذة ، لظلام ، للاشئ ! و تدندن بأغاني من الذَّاكرة ارتبطت دوماً و أبداً بطقْس انقطاع الكهرباء الأسبوعيّ . كان مجرَّد النظر إليها يُوحي إليها بأمان وحميمية و دفء منزلها و الحبّ ، و ربَّما أيضاً صنوف ووجبات طعام ستستمتع بها خلال اليوم ! عند عودتها للمنزل بعد يوم مدرسيّ طويل كانت دوماً تهرع للمطبخ ، تنظر إليها لتعيد ترتيب فوضتها و تحسّ بارتياح مسافر عاد لموطنه و بيته بعد سنواتٍ من الترحال والغربة و الوحدة . كانت الطاولة كأمِّها الروحيّة و دميتها المفضّلة التي تبادلها الحديث ما قبل النوم ، تنفرد بها و تودعها أسرارها ! و هي كمن تقضي وقتها في أحاديث مع صديقٍ هلاميّ مُتخيَّل لا يراه أحد سواها ! و مع ذلك كان ارتباطها بها يضفي عليها إحساساً بالنُّضج ، بالقدرة على الخيال ، بالتساؤل و الفضول ، و إن كانت تساؤلات طفوليّة بلهاء محْضة مصدرها مخيِّلة و عقل طفل صغير ! و بالتخيُّل و الهذيان الطفوليّ ذاته كان يتهيّأ لها طيلة الوقت أنَّ الطَّاولة لها روح تستمع إليها و تحكي لها أيضاً بلغةٍ تعيها هي فقط لا غير ، تنتظرها دائماً كلَّ يومٍ جديد ! و أنَّها بعد سنواتٍ طويلة ستذكرها دوماً طفلة و رفيقة و ستبتسم من ذكراها لها و تجد لها نحتا خالداً فيها للأبد ، ما بين نتوءاتها و سنين العمر ![]() ![]() ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
خشبيّة, طاولة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طـريقـة البحـث عند الديكـور في النـت | غربة الروح | …»●[كماليات البيت الذهبي]●«… | 6 | 02-11-2009 05:56 PM |
الطريقة لعمل بوفيه رائع | εϊз šαđέέм εϊз | …»●[كماليات البيت الذهبي]●«… | 6 | 12-03-2008 06:08 PM |
![]() |