منتديات قصايد ليل

منتديات قصايد ليل (http://www.gsaidlil.com/vb/index.php)
-   …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… (http://www.gsaidlil.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   طاولة خشبيّة (http://www.gsaidlil.com/vb/showthread.php?t=129034)

عازفة القيثار 11-01-2017 01:31 PM

طاولة خشبيّة
 
صوتٌ عذْبٌ خشِن ذاك الذي يخدش أذنك حين تمرِّر أصابعك على خَشب الطَّاولة ! هو لا يعني شيئاً لشخصٍ ما ، مجرَّد طقطقات أصابع و خربشات على الطّاولة قتلاَ للوقت في انتظارٍ ما ، لكنَّه و بالتأكيد يعْنيني بالذَّات ! كان قَدَراً أن أرتبط لسببٍ أو لآخر بهذا الجماد الذي يقعْ وسط المطبخ ! ” هكذا فكَّرت صباح و هي تجلس على طاولة المطبخ الخشبية ، و أمُّها تتحرَّك بنشاطٍ بين أركانه تغلي ماءً هنا وتسوِّي عجيناً ، و هي تتأمَّلها تارةً و تارةً أخرى تتأمَّل خشب الطَّاولة !كانت أمُّها تتحدَّث إليها أثناء تأمُّلها و تضطر لتكرار اسمها عدة مرَّات و بصوتٍ عالٍ ، عندها تهزَّ رأسها بشدَّة كأنَّها تطرد أفكاراً من رأسها و تلتفت إليها ليعيدها السؤال لما كانت فيه مجدَّداً :
” أين سرحتِ بأفكارك ؟ ”

لم تجبها ! اكتفت بابتسامة خافتة ونظرت بعدها عبر النَّافذة ، كان وقعْ أشعة الشَّمس على زجاجها المنقوش آسِراً ، وحرارتها ناعمة أليفة تحسُّها و بطريقةٍ ما قد وصلتها و اخترقتها ، و انعكست خطوط ضوئيّة متفرِّقة منها على طاولتها ، فما لبثت أنْ عادت بذهنها للوراء أكثر ولأيَّام طفولةٍ قديمة ! حين كانت صغيرة قُرابة السَّابعة ، كانت تستهويها هذه الطَّاولة لبرودتها ونعومتها الدائمة حين تلسمها ، و كثيراً ما تساءلت عن سرّ برودتها ، ربَّما كان بسبب رذاذ الماء الذي يغمرها من حينٍ لآخر ، لم تدرِ قطّ ما السّبب !

في الظهيرة حين يسكن الحيّ و بما فيه منزلهم و يغمر الجوّ كآبة و رتابةْ منتصف النهار، كانت هي تستمتع بأن تذهب إليها “مخبأها السريّ” ! و ترقد مستلقية على بطنها تتحسَّسها و تشمّ رائحة الخشب و هو مبتلّ ، يأخذها ذلك إلى الخريف و صباحاتٍ نديَّة باردة لطالما أحبَّتها ! و في ليالٍ كثيرة حين تنقطع الكهرباء و يسود الجوّ سواد و سكون ، تذهبُ إليها و تستلقي على ظهرها هذه المرّة و تنظر عبر ذات النّافذة ، لظلام ، للاشئ ! و تدندن بأغاني من الذَّاكرة ارتبطت دوماً و أبداً بطقْس انقطاع الكهرباء الأسبوعيّ .

كان مجرَّد النظر إليها يُوحي إليها بأمان وحميمية و دفء منزلها و الحبّ ، و ربَّما أيضاً صنوف ووجبات طعام ستستمتع بها خلال اليوم ! عند عودتها للمنزل بعد يوم مدرسيّ طويل كانت دوماً تهرع للمطبخ ، تنظر إليها لتعيد ترتيب فوضتها و تحسّ بارتياح مسافر عاد لموطنه و بيته بعد سنواتٍ من الترحال والغربة و الوحدة
.

كانت الطاولة كأمِّها الروحيّة و دميتها المفضّلة التي تبادلها الحديث ما قبل النوم ، تنفرد بها و تودعها أسرارها ! و هي كمن تقضي وقتها في أحاديث مع صديقٍ هلاميّ مُتخيَّل لا يراه أحد سواها ! و مع ذلك كان ارتباطها بها يضفي عليها إحساساً بالنُّضج ، بالقدرة على الخيال ، بالتساؤل و الفضول ، و إن كانت تساؤلات طفوليّة بلهاء محْضة مصدرها مخيِّلة و عقل طفل صغير ! و بالتخيُّل و الهذيان الطفوليّ ذاته كان يتهيّأ لها طيلة الوقت أنَّ الطَّاولة لها روح تستمع إليها و تحكي لها أيضاً بلغةٍ تعيها هي فقط لا غير ، تنتظرها دائماً كلَّ يومٍ جديد ! و أنَّها بعد سنواتٍ طويلة ستذكرها دوماً طفلة و رفيقة و ستبتسم من ذكراها لها و تجد لها نحتا خالداً فيها للأبد ، ما بين نتوءاتها و سنين العمر

ضامية الشوق 11-01-2017 01:36 PM

سلمت يمناك
طرح جميل جدا

نجم الجدي 11-01-2017 03:38 PM

شكرا على طررح الموووضوووع
واختياارك فيه ذووووق
يعطيك العااافيه على جهدك

نج نج

RioO 11-01-2017 03:50 PM

مُقتطف جمـيل جداً
وَ إطلآلهَ تُحآكينآ بـِ كُلِ يُنوع
سلمت يَ ذآتَ التألق البـآذخ
ولك شُكراً على حُسن الإنتقآء
أطيب الاماني

جنــــون 11-01-2017 04:27 PM

يعطيك العافيه

دلع 11-01-2017 04:38 PM

سلمت أنــآآملكـ ع الطرح الرائع..........

مجنون قصايد 11-01-2017 10:45 PM

ماشاء الله تبارك الرحمن
ذوق في اختيارك
وعافيه عليك وعلى الطرح الراقي
لاحرمك الله رضاه
‏لك كل
تقديري واحترامي
مجنون قصآيد

إرتواء نبض 11-02-2017 12:17 AM

طرح جـميل وراقـي .. !!
دام التألق... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك ...!!
ودي وعبق وردي ..

كـــآدي 11-02-2017 02:43 AM

طرح جميل
عوافي

ملكة الجوري 11-02-2017 02:55 AM

؛؛ تَحية طيبة ونقٌية
أقدمٌ لكـ بآقـة وردْ ومحبـة
ودوٍمآ أترٍقبٌ آلمَزٍيدْ من مواضيعكـ الراقية ،،


الساعة الآن 09:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية