12-02-2011
|
#6
|


+ 
وبين كلّ أحاديث " وِضاح " مع " وليد " كان يكرّر طلبه بالحديث معها على الهاتف .. .
لـِ يجعلها ترّرد ما قالته له في السابق .. . ويعود هو يكرّر ذات الطلب دون الإستماع لها ،
: ( لن أتّصل ! )
( إذن لن أستطيع البقاء كلّ هذا الوقت على جهاز الكمبيوتر لست مراهق لـِ أفعل ذلك .. )
: ( حقًا ؟ )
( نعم بالطبع ، أتريدين أن أجلس أمام جهاز كمبيوتر خمس أو ست ساعات لـِ أحدّثكِ ؟
بينما كلّ الفتيات اللاتي يحبّون بـِ صدق يتبادلون الأحاديث مع من يحبّون ..
وإنظري إليكِ ؟
تخافين أن نفترق ونحن مازلنا في بداية حبّنا ! )
: ( يحبّون بصدق !!!
أتراني أكذب في حبّي لكْ ؟ )
( وِضاح !
تركتِ كلّ الكلام الذي قلته لـِ تأخذي هذه الكلمة ؟
إنسي الأمر !
سـ أخرج الآن .. . فكّري في الأمر فقط ، إلى اللقاء )
تركها دون أن ينتظر إجابة منها .. .
راحت تفكّر في كلامه .. . وكلام صديقتها " لُجين " وأسبابها الحقيقية في الرفض .. .
مزّقتها تلك الْ لماذا .. . وبعثرت أفكارها معها ، تمتمت :
( لا أريد أن أتّصل ! والسبب ؟ حسنًا ! علي ؟
لا ! ليس هذا هو السبب .. لا أريد ! فقط دون أسباب !
فلْـ ينتظر أو يرحل .. . هذا أمر يخصّه وحده .. ! )
قالت هذا الكلام لـِ نفسها فقط .. كانت أضعف من أن تصرّح به أمام أحد آخر غيرها ،
كانت تنتظر " وليد " كل الوقت دون أن يتواجد .. . أتراه حقًا سـ يفعل ما قاله لها ؟
أتراه سـ يبتعد عن الإنترنت .. كي تقرّر هي الإتصال به ؟
أهذا ما يفكر به وليد !
مرّ يومًا بـِ أكمله دون أن تجده أو تتحدّث معه .. إتّصلت بـِ صديقتها " لُجين " لـِ تخبرها عن هذا الأمر ..
: ( لُجين !
يومين دون أن يحدّثني !
ما رأيكِ في هذا ؟ )
( قلت لكِ لا عيب في أن تتحدّثي إليه ما دمتِ تريدين ذلك ..
إلاّ إذا كنتِ لا تريدين لـِ هذا الحب أن يكبر .. )
: ( لا أعرف لا أعرف !
حقًا لُجين لا أعرف كيف أتصّرف معه !
لا يريد أن ينتظر لا يريد أن يفهم ما أعنيه ! )
( وِضاح !
هذا ليس منطق !
تأتين بسرعة فـ ترحلين أسرع ممّا أتيتِ !
من قال لكِ هذا !
ألم تسمعي بالحب من النظرة الأولى ؟
ألم تشاهدي هذه المسلسلات التي تجعل البطل يعيش عمرًا مع من شاهدها لـِ مرّة واحدة
و صدفة أيضًا ! )
: ( لُجين ؟
مسلسلات ؟
إنظري كيف تفكّرين !
تبًا لكِ ليست سوى مراهقة بلا عقل ..
أنا الحمقاء التي طلبت رأيكِ في هذا الأمر ! )
ضحكت " لُجين " من كلام " وِضاح " وإنتهت المكالمة بينهم دون أن تجد " وِضاح " الحل الذي تبحث عنه !
حسنًا سـ تحدّثه ! لا عيب في ذلك !!
مسكت هاتفها .. وراحت تتصّل بالأرقام التي حفظتها ما إن كتبها لها ،
لـِ يأتي لها صوته ولكن ليس كما كانت تتوقّعه .. ... . !
+ 
تردّدت " وِضاح " كثيرًا قبل أن تنطق بـِ تلك ( الألو ) .. . ثلاثة أحرف فقط لـِ تبدأ بها معه ،
ولكنّها وجدت أنّها أصعب بـِ كثير من ذلك ، وفي المقابل كرّرها هو ثلاثة مرّات .. .
( ألو ؟ ؟؟ ألو ألو ! )
صمتت " وِضاح " لم تعرف كيف لها أن تقول ( ألو ) .. ما أصعبه من موقف !
ربّما لـِ أنّها توقّعت أن تجد صوته مشابهًا لـِ صوت " علي " الذي لـ طالما عشقته ،
كان " وليد " ذا نبرة حادّة .. . يبدو لمن يسمعه أنّه أصغر من عمره بـِ كثير .. . . ..
راحت تتذكّر صوت " علي " بينما أقفل " وليد " الهاتف .. . دون أن يجد إجابة ،
وبعد لحظات قصيرة ... . رنّ هاتفها لـِ تجده يعاود الإتّصال بها ،
تبًا للـ كاشف الذي جعله يرى رقم هاتفها .. . حسنًا يجب أن تجيب الآن !
: ( ألو )
( من أنتِ ؟ )
: ( لن أقول ! )
( لمَ كل هذااا الوقت ! وأخييييرًا إتّصلتِ ) !
ضحكت " وِضاح " .. .
( حسنًا خمس دقائق فقط وأعاود الإتصال بكِ )
: ( حسنًا أنتظرك )
إنتهت المكالمة ولم تنتهي سرعة نبضاتها شعرت أن قلبها سـ يطير من بين أضلعها .. .
وضعت هاتفها المحمول على شفتيها .. . همّت بـِ تقبيله لـِ يفاجئها بـِ رنينه ،
شهقت قبل أن تجيب .. .
: ( ألو .. )
( ألووو حبيبتي !
لمَ كل هذا الوقت ؟
ألستُ حبيبك ؟
إنظري منذ متى ونحن نتحدّث في الإنترنت .. . دون أستمع إلى صوتكِ الجميل هذا )
: ( حقًا ؟ صوتي جميل ؟ )
( بالطبببع ! ألا تعرفين ذلك ؟
قووولي لي متى أراكِ ؟
أريد أن أراكِ )
: ( لا !
لا أستطيع .. . حسنًا سـ أتركك الآن ،
هناكَ من ينادي علي )
( وسـ أنتظر إتصالاً منكِ لا تنسي ! إتّفقنا ؟ )
وأقفلت الهاتف .. . لم تكن تعرف ماهو الشعور الذي إعتراها .. في هذه اللحظة .. .
نعم .. كانت تحبّه على الإنترنت .. ولكنّها لم تشعر بهذا الحب حين إستمعت إلى صوته !
لاتعرف كيف لها أن تعبّر عمّا يعتريها الآن من مشاعر .. . كلّ ما تعرفه أنّها إشتاقت إلى " علي " ،
تمتمت .. .
: ( لم يمرّ على علاقتي بـِ وليد سوى شهر واحد وبضعة أسابيع .. .
كيف له أن يكون قد أحبّني بهذه السرعة .. . ..
أترى سـ أحبّه ؟
رغم أنّني كنت أظنّه أنّه يمتلك صوتًا كـ الذي عشقته .. .
أتراني أحببته لـِ أسدّ فراغًا تركه لي " علي " قبل أن يمضي !!
لمَ إتّصلتُ به !!!!!!! )
راحت تبحث في غرفتها عن ذلك الصندوق .. لا تعرف لمَ إشتاقت لـِ ذلك القميص ،
أهوَ شوقًا للـ قميص ؟ أم لـِ صوت صاحبه .. . أم لـِ صاحب القميص !
ضمّته وراحت تتنفّسه على وجهها .. . همست لذاتها /
: ( علي .. ليتك تعود ! )
أعادت القميص في الصندوق كما كان .. .. . لـِ تعاود الإتّصال بـِ " وليد " !!
+ 
لم تفهم " وِضاح " سبب إشتياقها لـِ " علي" بعد كلّ مكالمة لها مع " وليد " كانت تبحث عن بقاياه في ذلك القميص ،
بينما كان " وليد " في كل مكالماته يصرّ على لقائها ... . لـِ تصرّ هي على الرفض ..
( أريد أن أراكِ )
: ( وإن لم تراني ؟
ماذا سـ تفعل ؟
سـ تتوقّف عن الحديث معي على الهاتف ؟
وستبتعد في المقابل عن الحديث معي في الإنترنت ؟ )
( ما هذا الإسلوب ؟ )
: ( هذا ليس أسلوبي أنا !
هذا هو أسلوبك أنت ! )
وكان هذا آخر حديثٍ لها مع " وليد " .. إبتعدت هي عنه .. أغلقت هاتفها و حذفت بياناته في الإنترنت ..
وفي المقابل كانت كلّما فتحت جهاز هاتفها تجد رسالة إستفسار منه عن سبب إبتعادها .. لـِ تعود إلى إغلاقه ،
إلى أن إنقطعت تلك الرسائل .. وعادت لـِ تشغيل هاتفها لـِ تتصل بصديقتها " لُجين "
: ( أريد خدمة منكِ ! )
( أطلبي ما تريدين )
: ( أريد منكِ أن تأتي إلي بـِ رقم هاتف بدور أخت علي )
( كيف لي أن أجده لكِ ؟ )
: ( تصرّفي يا لُجين !
إبحثي عنه ..كنت أعرف رقم هاتف منزلهم وقد حاولت الإتصال ولكن بلا فائدة ..
أريد أن أعرف رقم هاتفها لـِ أحدّثها وأعرف أخبار علي )
( علي ؟
ولمَ الآن بالتحديد ؟
أنسيتِ وليد بهذه السرعة ؟ )
: ( لم أحبّه ولم أعلّقه على باب ذاكرتي كي تقولي أنّني نسيته !
كان مجرّد علاقة بنيت على أساس خاطئ ! )
( وما هو سبب الخطأ هذا ؟ )
: ( حاجتي للحب بعد رحيل علي .. . .. )
لم تجد " لُجين " كلمات مناسبة لـِ تناقش " وِضاح " بها عن ذلك الأمر ..
سوى :
( وضّوح ؟
وإن لم تجدي ذلك الْ علي ؟
كيف سـ تسدّين حاجتكِ تلك ؟
هل سـ تبحثين عن وليد آخر ؟ )
: ( مغفّلة !
تبًا لمن طلب منكِ أيّ أمر !
إنسي ما قلته لكِ
لا أريد أن أحدّثكِ مجدّدًا ! )
وإبتعدت عن صديقتها " لُجين " لـِ تبقى وحيدة ... . دون أذن تستمع لـِ ما تريد أن تقوله ..
فكّرت " وِضاح " في طرق كثيرة تستطيع من خلالها أن تصل إلى " علي " و أوّلها كان الذهاب إلى منزله ..
و .. . ذهبتْ إلى ذلك المنزل !
+ 
●°°
|
|
|
|