من كتاب شرح البديعة
قالت في مقدمة شرح البديعة :
وبعد فهذه قصيدة صادرة عن ذات قناع ، شاهد بسلامة الطباع ، منقحة بحسن البيان ، مبينة على أساس التقوى من الله ورضوان ، سافرة عن وجوه البديع ، سامية بمدح الحبيب الشفيع ، مطلقة قيود تسمية الأنواع ، مشرقة الطوالع في أفق الإبداع ، موسومة بين القصائد النبويات ، بمقتضى الإلهام الذي هو عمدة أهل الإشارات ، بالفتح المبين ، في مدح الأمين .
ومطلع هذه القصيدة :
في حسن مطلع أقمار بذي سلم : أصبحت في زمر العشاق كالعلم
أقول والدمع جار جارحٌ مقلي : والجار جار بعدل فيه متهم
***
ومنها في الجناس :
يا سعد إن أبصرت عيناك كاظمة : وجئت سلعاً فسل عن أهلها القدم
فثم أقمار ثم تم طالعين على : سويلع حيهم وانزل بحيهم
***
ومنه في الاستخدام :
واستوطنوا السر مني فهو موضعهم : ولا أبوح به يوماً لغيرهم
***
ومنها في التفريق :
قالوا هي الغيث قلت الغيث آون : يهمي وغيث نداه لا يزال همي
***
ومنها في حسن الختام :
محت مجدك والإخلاص ملتزمي : فيه حسن امتداحي فيك مختتمي
***
وقالت في جسر الشريعة لما بناه الظاهر برقوق :
بنى سلطاننا برقوق جسراً : بأمر والأنام له مطيعة
مجاز في الحقيقة للبرايا : وأمر بالمرور على الشريعة
***
ومن نظمها في وصف دمشق :
نزه الطرف في دمشق ففيها : كل ما تشتهي وما تختار
هي في الأرض جنة فتأمل : كيف تجري من تحتها الأنهار
كم سما في ربوعها كل قصر : أشرقت من وجوهه الأقمار
وتناغيك بينها صادحات : خرست عند نطقها الأوتار
كلها روضة وماءٌ زلال : وقصور مشيدة وديار
|