عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2019   #2


الصورة الرمزية ضامية الشوق

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28589
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : منذ 11 ساعات (12:45 AM)
 المشاركات : 1,101,187 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Oman
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل : White
افتراضي



التوتر لازمها طوال اليوم , منذ إستيقاظها في الصباح الباكر .
حين أخبرتها والدتها أن هيفاء ستعود ..!
وأنها استغربت حين أخبرها عمر بذلك , وهو بنفسه استغرب .
لا يعرفون سبب تغيير قرارها فجأة .
هي بمفردها , أو هي وهيفاء فقط من تعلمان السبب .
بعد أن أرسلت لها رسالة تقول أنها موافقة على شرطها .
المهم أن تعود إلى عمر !
قرأت بعض الأذكار ونفثت على نفسها , علّها تخفف من توترها وارتباكها .
كأنها ستقابل هيفاء للمرة الأولى منذ زمن طويل .
نعم مضت فترة ليست بسيطة على عدم رؤيتها , ولكنها متوترة أكثر من اللازم .
خرجت من حجرتها , ونزلت إلى الأسفل .
وهي تسمع ترحيب والدتها الحار بهيفاء , بعباراتها المعتادة ( نور البيت – قرة عيون عمر – بنتي الغالية ) .. وعبارات أخرى من لسان أمها الجميل .
شعرت بقلبها تتسارع دقاته , وهي تجلس في منتصف السلم , تغالب دمعتها , وتشعر بكرامتها تُهدَر .
ولكنها تستحق , تستحق أكثر من هذا .
لم تكن رند الصغيرة تستحق مثل هذه الموتة الشنيعة .
نعم ما حصل كان قضاء وقدر , ولكنها السبب .
لولا تهورها لما حصل ما حصل .
سابقا كانت تتضايق بشدة إن رأت نظراتهم اللائمة تجاهها , وكانت تظن أو تؤكد لنفسها أنهم لا يملكون الحق في لومها أبدا .
ولكن كلما مرّ يوم , وكلما كبر فيها شعور فقد رند .
كلما شعرت أكثر بالذنب .
وكلما رأت عمر وملامحه , وحزنه الذي صار يحاول إخفائه منذ خروجها من منزلهم , كلما شعرت أنها بالفعل قاتلة .
مسحت دمعتها اليتيمة , لتنهض من السلم .
وتكمل النزول .
لتتجه إلى غرفة والدتها .
المكان المفضل للجميع .
خطت خطواتها نحوها بتردد , حتى وقفت بالقرب من الباب .
وألقت السلام بصوت منخفض .
لتتجه الأنظار إليها .
وتسقط عيناها هي إلى هيفاء .
ظلّت واقفة في مكانها , تنظر إليها بصمت .
حتى وقفت الأخرى واقتربت منها ببشاشة / نوف يا حبيبتي اشتقت لك .
ارتجفت أطرافها من الإرتباك , وهي تبتسم .. وتتسع عيناها حين عانقتها هيفاء / شخبارك ؟ وكيف رجلك الحين ؟
ردت باقتضاب / أحسن الحمدلله .
همست لها هيفاء / لا تكوني مصدومة كذا عشان لا يحسون إنه في شيء غريب يا نوف , هذا مو أكثر من تمثيل .
أومأت بإيجاب .
وجلست بجانب أمها , وهي تسمع ما يقوله عمر بابتسامة واسعة / خلاص هيفاء رجعت الحين يا نوف , أبيكم ترجعون نفس قبل , مثل الأخوات وأكثر .
ابتسمت نوف وهي ترى ملامح عمر الناطقة بسعادته .
والتي تغيرت 180 درجة عن الأمس !
هزت رأسها بإيجاب وهي تضحك تلقائيا / أكيد , إن شاء الله .


بعد نصف ساعة من الأحاديث التي دارت بين الثلاثة , والدتها وعمر وهيفاء .
وكانت هي تستمع إليهم بصمت , تشارك ببعض التعليقات القصيرة .
وهي تراقب وتتأمل هيفاء .
اتجهتا الإثنتان إلى المطبخ , لتسألها هيفاء بعفوية / ليش ما بدايتي تداومين ؟
نوف بهدوء / ما راح أدرس هالترم , رجلي الصناعية لسه ما ثبتت وما أقدر أمشي مسافات طويلة .
مررت هيفاء أنظارها عليها بشيء من الضيق , ثم تنهدت وهي تلتفت عنها وتقول / لا تعتقدي إنه مجرد الكلام بينفع يا نوف , أبيك من الحين تتصرفين , قدامك سنة وحدة بس , سنة ونص بالكثير , بعدها صدقيني ما بقعد دقيقة وحدة في هالبيت .
عضت نوف شفتها بضيق , وهي تقترب من هيفاء وتقول / أنا كنت صادقة بكلامي يا هيفاء وبنفذ اللي قلتيه صدقيني ما راح أتهرب , بس الموضوع مو بهالسهولة , ما أقدر أسوي هالشيء بنفسي تمام ؟ بس يصير صدقيني راح أوفي بوعدي , يعني لا تحطين مدة معينة .
نظرت إليها هيفاء بحدة / يعني إلى متى تبين قلبي يحترق على بنتي يا نوف ؟
بعد صمت قصير / ما أظن في شيء راح يطفي هالنار اللي بصدرك مثل ما تقولين .
تركت هيفاء ما بيدها بقوة / بالضبط , عشان كذا حددت الوقت يا نوف , وأنا مالي شغل ولا لي دخل باللي راح تضطري تسوينه عشان توفين بوعدك .
نظرت نوف إلى عينيها / يعني عمر ما عاد له خاطر عندك ؟ ما يصير تقعدين عشانه ؟
ضحكت هيفاء بسخرية ووجهها يحمر من الغيظ / لو ما حبيت عمر ما صبرت على علته عشر سنين , لكن الحين حتى هو حس إن السالفة طولت , وهو بنفسه اقترح الإنفصال عشان أشوف حياتي مع غيره وأصير أم .
ارتجفت شفتي نوف , واغرورقت عيناها بالدموع .
ثم هزت رأسها بإيجاب / تمام , بشوف إيش أقدر أسوي .
أمسكت هيفاء بعضدها بقوة / ما أبي أسمع مثل هالكلام يا نوف , بشوف ! معناته ما عندك نية تسوينها في وقت قريب صحيح ؟
هزت نوف رأسها نفيا , لتكمل هيفاء بحدة / أنا كنت عارفة إني بس أرجع راح تكوني متطمنة وترتاحين من الهم , عشان كذا فكرت أساعدك .
نوف بدهشة / إيش قصدك ؟
تركت هيفاء يدها / خليك متجهزة بكرة وكاشخة , بتعرفين إيش قصدي .
قبل أن ترد نوف بشيء , أتاهم صوت عمر / إيش تسوون ؟
مسحت نوف دموعها بسرعة وتظاهرت بالإنشغال بما أمامها .
لتلتفت هيفاء إلى عمر بإبتسامة واسعة / ولا شيء حبيبي , قاعدين نجهز العشا .
ابتسم لها عمر وغادر المطبخ , وهو يشعر أن هناك شيء غريب يحصل بين زوجته وأخته .
تغيير هيفاء رأيها فجأة , ثم استعجالها للعودة إلى منزلها بعد رفضها الصريح , ثم الآن تغيير معاملتها مع نوف !
حتى قبل أن تموت رند , لم تبتسم هيفاء بهذه الطريقة لنوف .
حقا .. هناك شيء غريب بالتأكيد .

__________

في غرفة شقيقتيها ..

تجلس بالقرب من النافذة , على الأريكة الصوفية الكبيرة .
رجليها على الطاولة الصغيرة أمامها .
وفي يدها قلم رصاص , وكراسة رسم .
تضع السماعات على أذنيها .
بينما لينا تجلس على الأرض بالقرب من خزانتها الخاصة .
أمامها جهازها الحاسوب , وكومة من الأوراق والكتب الجامعية .
فهي مجدّة ومجتهدة جدا , ونادرا ما تنقص القليل فقط من الدرجات التي تصيبها بالإنهيار .
تحلم أن تصبح طبيبة .
عكس نجد التي لم تهتم كثيرا بدراستها .
لذا درست اللغة الإنجليزية , ثم جلست - ترتاح - في المنزل لأكثر من أربع سنوات .
تحب أن تصمم الأزياء , لذا صممت الكثير خلال سنوات حياتها .
وأملأت خزائنها بالكراسات التي رسمت فيها تصاميم بسيطة في البدايات , ثم تطورت وأصبحت تصمم أزياء غاية في الروعة .
غير أنها لم تفكر يوما في عرضها على الناس .
ولا يعرف أحد سبب ذلك .
أما ضحى ..
فكانت كالعادة , تجلس على سريرها بكل راحة .
وبحضنها جهازها الآيباد .
تتفرج على مسلسل ( أنمي ) .
تستيقظ وتبدأ بالمشاهدة , تنام وهي تشاهد , تتنفس الأنمي .. تعيش مع الأنمي .
هذه حياتها بإختصار .


قاطع تركيز نجد على رسمها صوت رنين الهاتف , لتنزل السماعات وتجيب / هلا بشرى … لا والله , سألتها أمس وما ردت إلى الآن , شكلها طفشت وانتي مساعد طفشك … حاضر بحاول أكلمها , بس ياخي أخاف تزعل ما صارت كل شوي أسألها , يعني كفاية أبوها رد عليكم وقال إنها موافقة , إيش فيه مساعد ليش موسوس كذا ؟
تنهدت وهي تقول / طيب طيب ما يصير خاطره إلا طيب , لو ماردت بروح لها البيت , يلا مع السلامة .
أقفلت وهي تتذمر / هذا إيش فيه ؟ إذا ما يثق ببنت الناس قد كذا ليش يبي يتزوج ؟
لينا / والله ما ألومه صراحة , بعدين طيف أنا ما أحبها .
عقدت نجد حاجبيها / ليش ؟
هزت لينا كتفيها بلا مبالاة / مدري , ما ارتحت لها يوم جات عندنا , يعني مجرد إحساس يمكن يكون غلط , يجوز مساعد بعد ما ارتاح ولا ما أزعجك لهالدرجة .
سكتت نجد بحيرة .
ما الذي جلعها لا ترتاح لطيف ؟
تعرفت عليها في آخر سنة جامعية لها .
كانت جيدة , ولو أنها لم تكن قريبة منها أبدا .
بل كانت مجرد زميلة , ظلت على تواصل معاها حتى الآن .
تلفت النظر بجمالها , وأناقتها .
وما إن سمعت بأن مساعد ينوي الزواج , أتت في عقلها هذه الفتاة .
فمساعد يستحق فتاة جملة وأنيقة مثلها , غير أنها سألت عنها من زميلاتها , فلم تسمع شيئا سيئا .
ولكن من يدري عما في الصدور سوى الله !
تنهدت بحيرة وهي تأخذ أغراضها وتنهض , لتخرج من غرفة شقيقتيها وتعود إلى غرفتها .
وقفت بالقرب من النافذة , أزاحت الستارة قليلا .
تتأمل منظر الغروب , والهاتف بأذنها .
تحاول الإتصال بطيف .
مرة , مرتين , ثلاث !
لا رد .
عضت شفتها بحيرة , ما بالها هذه الفتاة ؟
هل غضبت ؟
أم مالذي يحصل معها لكي تتجاهلها هكذا ؟


اتجهت أنظارها إلى الأسفل , أمام منزلهم .
لتجد سيارة مساعد !
كما يقولون ( الطيب عند ذكره ) .
يقف أمام السيارة , بجانبه عايض .
يتحدثان ويضحكان .
لم ترَ يوما أجمل من صداقة هذين الإثنين .
بالرغم من أن عايض قاطعه هو الآخر خمس سنوات , إلا أنه من إن ذهب إلى الديرة , حتى عادا مثلما كانا سابقا , بل أفضل ربما .
ظلّت تنظر إلى مساعد وتتأمله دون أن تشعر , حتى انتبهت على صوت آذان المغرب , لينتهي هذا التأمل بآهة صادرة من أعماق قلبها .
ثم استغفرت وهي تبتعد عن النافذة وتمسح وجهها , قبل أن تردد مع المؤذن .
صلّت فرضها , وتجهزت على وجه السرعة .
ارتدت عبائتها ونزلت إلى الأسفل .
لتقابل عاطف في طريقها / جابك الله يا عاطف , تعال وصلني بيت صديقتي .
عاطف العائد من الخارج للتو / مو وقتك يا نجد , والله تعبان وأبي أرتاح , تراني برة من الصباح .
زمت شفتيها بعدم رضى / عايض موجود ولا راح .
عاطف / عايض عنده ضيف , روحي مع السواق .
أومأت بإيجاب , لتركض إلى الأعلى مرة أخرى .
وتدخل إلى غرفة البنات .
كانتا تصليان , انتظرت حتى انتهت ضحى / ضحى تجين معي ؟
خلعت رداء الصلاة وارتدت عبائتها في غضون دقيقة واحدة .
ونجد تنظر إليها بذهول .
لتقف ضحى أمامها وهي تضع الحقيبة على كتفها / يلا .
نجد بدهشة / على وين ؟
ضحى بدهشة أكبر / ما أدري , إنتي قلتي لي أروح معك .
نجد / إيه بس ما سألتيني حتى وين بروح , المهم يلا مشينا .
قبل أن يخرجا من الغرفة , أوقفتهما لينا بعد أن سلمت من صلاتها / لحظة وين بتروحون خذوني معاكم .
ضحى / شوفوا اللي خلصت صلاتها بسرعة عشان تجي .
نجد / مو زيك غمضت عيوني وفتحتها لقيتك واقفة قدامي بعبايتك .
لينا / نجد خذيني تكفين .
نجد / ادرسي أحسن لك , بكرة بتنقصين نص من درجة وتجيني تبكين تقولين انتي السبب .
لينا برجاء / لا ما بقول تكفين انخنقت .
ترددت نجد , كيف تأخذ جميع اخواتها وهي ذاهبة للتحدث مع طيف في حديث مهم هكذا ؟
حسنا لا توجد مشكلة , جميعهم يعرفون ما تعرفه هي .
نجد / يلا طيب بسرعة .


خلال نصف ساعة , كانت السيارة تقف أمام منزل طيف .
توترت نجد فجأة , ولكنها تجاهلت شعورها وهي تنزل وتتجه نحو الباب .
وشقيقاتها ينتظرون بداخل السيارة .
قائلين أنهم لم يضعوا شيئا من المكياج على وجوههم !
ولم يتأنقن .
ترجلت من السيارة بإرتباك , لم تأتِ إليها أبدا قبل هذه المرة .
ولم تزرها قط , حتى الآن لم تخبرها بأمر مجيئها .
رفعت يدها بتوتر , لتضغط على الجرس .
فتح لها شاب , يبدوا أنه شقيق طيف .
كان منظره غريبا , بشعره الطويل والغير مرتب .
ولباسه الذي تعجبت منه , بنطال مشقوق من عدة جوانب , وقميص واسع , ضاع بداخله ..!
يضع على عنقه عدة سلاسل , بيده علبة مشروب غازي , تكتف على جانب الباب , ليمرر أنظاره عليها بطريقة مقززة / مين الحلوة ؟
عقدت حاجبها بصدمة , وقلبها يخفق من التوتر والخوف / طيف موجودة ؟
ظل صامتا يتأمل عيناها , قبل أن يقول / إيه موجودة , ادخلي .
هزت رأسها بسرعة / لا لا بس بقول لها كم كلمة وأمشي , لو تعلمها إني هنا وتجيني هي .
أومأ بإيجاب / حاضر .
اختفى من أمامها لتتنهد براحة وهي تضع يدها على قلبها , كادت تصاب بالإغماء من شدة الخوف .
لم يسبق وأن وقفت بمفردها أمام شاب غريب ومخيف مثل هذا !
هل يعقل أن يكون شقيق طيف ؟
انتظرت لعدة دقائق قبل أن تخرج إليها طيف وهي ترتدي عبائتها وتتلثم بطرحتها , سألتها بإستغراب / نجد ؟ وش جابك هنا ؟
نجد / أنا كم صار لي أدق عليك وأرسل لك ليش ما تردين ؟
طيف / تعالي ادخلي نتكلم جوة .
نجد / لا تكفين أنا مستعجلة بمشي , بس جاية أسألك ليش ما تردين خفت والله يكون صاير فيك شيء .
تكتفت طيف بغيظ / اسمعي نجد أنا صراحة استغربت , ليش تسألين أكثر من مرة ؟ ليش مو مصدقة إني موافقة ؟
حركت نجد كتفيها / هو العريس يبي يتأكد ما لي دخل .
تنهدت طيف بغيظ / لو مرة ثانية أرسلتي أو سألتي هالسؤال صدقيني راح تندمين , قلت موافقة خلاص .
استغربت نجد من نبرتها الغير مبالية , وسألتها بشك وهي تمسك بذراعها / طيب ليش عصبتي ؟ وانتي صدق موافقة ؟
صرخت طيف / إيه يا نجد وش قاعد يصير ؟ إذا ما تبوني قولوها بصراحة , يعني ما في بالدنيا غير مساعد مثلا وبموت إذا ما أخذني ؟ والله مو مصدقة إنك قاطعة كل هالمشوار عشان تسألين هالسؤال السخيف يا نجد .
سحبت ذراعها من نجد بغضب , ودخلت لتغلق الباب بقوة .
حتى أن نجد خافت من صوته .

عادت إلى السيارة مذهولة , سألتها لينا / بسم الله وش صار صوت صراخها وصل لهنا .
نجد / مدري والله , أنا انصدمت منها .. بس حسيت في شيء غريب تصدقين ؟
ضحى / شيء غريب مثل إيش ؟
هزت نجد رأسها تنفض الأفكار من رأسها / مدري مدري , يلا نمشي يا حسين .
حرك السائق السيارة , ليتجه إلى المطعم الذي أخبرته نجد بإسمه .وظلت طوال الوقت شاردة الذهن .
تفكر في طيف , ومساعد .
لا تشعر بالراحة مطلقا .


 
 توقيع : ضامية الشوق





رد مع اقتباس