http://dc02.arabsh.com/i/00233/fl26ta1ytbko.jpg
ما زلتُ كمَا أنــا ،
الطفلة غريبة الأطوار ، التي يُـغريها هدوء العــتَـبات ، و رزانَـة " الدَّكات"
ولا يُـلفتها تجمُّع الصَّـغيرات حول لعبةٍ جديدة ..
ما زلتُ كما أنَـا ،
أحنُّ للحلويات التي كنتُ أتناولها بطريقةٍ لطالما أثارتْ ضجرَ أمِّـي..
حلوى " الكِـيت كات " وجهاز الكتروني دافئ , وَ ملعقة الشاي كل ما احتَـجتهُ للبحث عن مَذاقٍ غنيّ بالأحلام ..
أدقُّـها بقَبضتي الصغيرة ، أضعُــها لدقائق على " الريسِـيفر"
وبالملعقَــة أغرُف من طِـفولتي مايكفي لتدُوم طويلاً بنفسِ ذاك المذاق الذي لا يُــنسَى..
ما زلتُ كما أنــا :
أكرهُ الأضواء وضَجيج المسارح كما كنتُ أكره طَــابور الإذاعة الصَّـباحي ،
حينَ كانَ من غير الممكِـن تجاوزي صباحياً لِـقرآءة القرآن بصوتٍ مُرتَـعبّ..
مازلتُ أنَــا أنَــا ،
أحتَــمي بالصَّـمت من كل شيء :
مِن كلام الصَّـغيرات عن شَـعري المتطَــاير معَ نسمَات الـرّيْح ،
من ضحكهنْ على وقُــوفي الطويل أمام المعلمة بانتِـظار إجابة لن يَجُدْنَ بها حسداً ،
من مقالبهِـنّ السَّـخيفة بعد كل حِـصة صلاةٍ أخرجُ فيها من المُصلَّـى فيُــفزعني غيابَ أحذِيتي ..!
مازلـتُ حتى الآن :
أستَـمتع بقَضمِ حَـلوى النِّــعناع سريعاً قبل أن تأخُـذ وقتها لتذوبَ في فمي ،
وَ أُصلّي خِــفية ،
و أُغني بصَوتٍ مُـزعج أثناء تحضير وَجبةٍ سريعة ،
وَ أعشق الحليب المركَّـز ، بل و أُخفِــيه في أبـعَـد نقطةٍ في الخِـــزانة ،
و أبكِـي عندما أفتَـقد أشيائي الخاصَّـة جداً ، الأشيَــاء المتعلِّــقة بالزمَـن ,
و بأشخَــاصٍ لن يَجِــدُّوا في البَـحث عني ولن يتكلَّـفوا عنَــاء تَــذكُّري .
http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_138992888314.gif
صَــباحٌ بنكهَــة الحُب ,
صباحُ بغُــنج الطفُولة ,
وَ صباحٌ يتَـنـفَّس كُلّ الـتَّــفاصيل الجَـميْــلة .
http://im33.gulfup.com/CJJKs.gif
|
|