هدوء
04-13-2015, 03:26 AM
وراء القضبان
وراء القضبان ارتدَتْ قميصًا ورديًّا كان قد أَهداه لها حين تعاهَدا على الحلوة والمرة، ثم كسَت نفسَها بعباءتها المُرقَّعة.
حمَلت سلةً ملأى بأطعمة وفواكهَ لم تَذُقْها من قبل، ثم توجَّهَت إليه وهو قابع في السجن.
كان جالسًا في غرفة أشبه بزنزانة، وقد أضناه الانتِظار، ولما رآها وهي تهمُّ بدخول الغُرفة، قام مُسرعًا لاستقبالها.
اخترقها كنجم ضوئي، والْتهمَها كقطعة حلوى، احترقت، وتفتَّتت ضلوعها، لكن جليدها الداخلي لم يَنصهِر.
ثم جلست بجواره تُحدِّثه عن صغيرتها التي تحلم بأن تُصبِح مُمرِّضة، فأخبرها أنه قد قرر تزويجها برفيقٍ له في النِّضال والزنزانة..
أبلغته عن مُضايَقة صاحب العمل لها، العابث كل يوم بالهواء الملاصِق لعفَّتها، استنكَرَ، ثم طالبها بمالٍ من أجل سجائره..
حدَّثتْه عن صغارٍ لا يجدون ما يَقتاتون، وأصحاب ديون يترصَّدون تَحرُّكاتها، فربَّت على كتفها وهدَّأها قليلاً، ثم قال لها: إنه موسِم المشمش والخوخ وحب الملوك، وعليها أن تُحضِر له كيلوغرام من كل صنف.
أخبرته عن إهانات تتجرَّعُها كل يوم في كل مكان تذهب إليه، فوعَدها بتقطيع كل من أهانوها في غيابه حين يخرج بعد عفوٍ من انتسابه لجماعات الكرامة..
استمعَتْ لوعودِه المُعتادة، بأن يُنصِفها حين العودة، ثم لملمَت بقايا أطرافها المتناثرة فوق المرتبة، وانتشلت أشلاء مَشاعرِها المتناثرة فوق هضاب الآه والوجع، وجرَّت قدمَيها عائدة لعالَمِها وهي تأمُل أن تتلاشى قضبان سجنها يومًا ما.
وراء القضبان ارتدَتْ قميصًا ورديًّا كان قد أَهداه لها حين تعاهَدا على الحلوة والمرة، ثم كسَت نفسَها بعباءتها المُرقَّعة.
حمَلت سلةً ملأى بأطعمة وفواكهَ لم تَذُقْها من قبل، ثم توجَّهَت إليه وهو قابع في السجن.
كان جالسًا في غرفة أشبه بزنزانة، وقد أضناه الانتِظار، ولما رآها وهي تهمُّ بدخول الغُرفة، قام مُسرعًا لاستقبالها.
اخترقها كنجم ضوئي، والْتهمَها كقطعة حلوى، احترقت، وتفتَّتت ضلوعها، لكن جليدها الداخلي لم يَنصهِر.
ثم جلست بجواره تُحدِّثه عن صغيرتها التي تحلم بأن تُصبِح مُمرِّضة، فأخبرها أنه قد قرر تزويجها برفيقٍ له في النِّضال والزنزانة..
أبلغته عن مُضايَقة صاحب العمل لها، العابث كل يوم بالهواء الملاصِق لعفَّتها، استنكَرَ، ثم طالبها بمالٍ من أجل سجائره..
حدَّثتْه عن صغارٍ لا يجدون ما يَقتاتون، وأصحاب ديون يترصَّدون تَحرُّكاتها، فربَّت على كتفها وهدَّأها قليلاً، ثم قال لها: إنه موسِم المشمش والخوخ وحب الملوك، وعليها أن تُحضِر له كيلوغرام من كل صنف.
أخبرته عن إهانات تتجرَّعُها كل يوم في كل مكان تذهب إليه، فوعَدها بتقطيع كل من أهانوها في غيابه حين يخرج بعد عفوٍ من انتسابه لجماعات الكرامة..
استمعَتْ لوعودِه المُعتادة، بأن يُنصِفها حين العودة، ثم لملمَت بقايا أطرافها المتناثرة فوق المرتبة، وانتشلت أشلاء مَشاعرِها المتناثرة فوق هضاب الآه والوجع، وجرَّت قدمَيها عائدة لعالَمِها وهي تأمُل أن تتلاشى قضبان سجنها يومًا ما.