مشاهدة النسخة كاملة : نبذة حول الأديب: ابن دريد


جنــــون
01-18-2012, 05:43 PM
مصنف من اللغويين وله من الشعر المقصورة ,ذكر بأدب على أنه شاعر " ولمولانا ما يرى وعلينا السمع والطاعة )

اسمه : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ( 223_ 321 هـ)

مولدة :
ولد بالبصرة في سكة صالح في خلافة المعتصم سنة 223 هـ. =838 م وكان والده من ذوي اليسار.

تعليمه :
وفي البصرة تلقى علومه ، وقرأ على علمائها وأخذ عن مشايخها ، وتتلمذ لأساتيذها .. فقد قرأ على عمّه ، كما أخذ عن عددٍ من العلماء وروى عنهم ، وقد ذكرت المصادر قصصاً طريفة عن سرعة حفظ ابن دريد وقوّة ذاكرته .

و تأدب وعلّم اللغة وأشعار العرب ، وقرأ على علماء البصرة ، ثم صار إلى عُمان فأقام بها مدّة ، ثم صار إلـى جزيرة ابن عمر ، ثم صار إلى فارس فسكنها مدة ، ثم قدم بغداد فأقام بها إلى أن مات.

من الثابت أن ابن دريد لبىّ طلب عبد الله بن محمد بن ميكال الذي ولاّه الخليفة المقتدر أبو الفضل جعفر أعمال كور الأهواز ، فلحق به لتأديب ابنه أبي العباس إسماعيل ، وهناك قدّم له كتابه العظيم " جمهرة اللغة " سنة 297 هـ ، وتقلّد ابن دريد آنذاك ديوان فارس ، فكانت كتب " فارس " لا تصدر إلا عن رأيه ، ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه ، وقد أقام هناك نحواً من ست سنين .

محطات :
علم الخليفة المقتدر به وبمكانته من العلم فأجرى عليه خمسين ديناراً في كل شهر كفته مؤنة السعي ، فانقطع إلى العلم والأدب ، وعكف على التأليف .

ما قاله النقاد :
ابن دريد اسم لامع في مجال التراث اللغوي عند العرب ، فهو مصنف كتاب الاشتقاق وكتاب الجمهرة وحسبك بهما شهرة وعلوّ مكانة . أثنى كثير من العلماء على ابن دريد ، قال (أبو الطيب اللغوي ) :في " مراتب النحويين " 84 : فهو – أي ابن دريد – الذي انتهى إليه علم لغة البصريين وكان أحفظ الناس وأوسعهم علماً وأقدرهم على شعر ، وما ازدحم العلم والشعر في صدر أحدٍ ازدحامهما في صدر خلف الأحمر وأبي بكر بن دريد .

قال عنه ( أحمد حسن الزيات ): لقد نبغ ابن دريد في اللغة والأدب والأنساب وقام في ذلك مقام الخليل بن أحمد . وبرع في الشعر حتى قيل فيه إنه أفقه الشعراء وأشهر الفقاء . وقد وضع للعرب أربعمائة حديث سلك فيها مسلك الرواية والحكاية . ويظن أنها الملهم الأول لابتداع فن المقامات ، وله نظم جزل رقيق يدل على ملكة قوية وقريحة سخية ، خيره مقصورته ، وهي تسع وعشرون ومائتا بيت جمعت كثيراً من أخبار العرب وأمثالهم وحكمهم : وقد شرحها كثير من العلماء وعارضها غير واحد من الشعراء .

مؤلفاته:
ألّف ابن دريد نحواً من ثلاثين كتاباً كثير منها ليس لدينا إلا عنوانه وقد طبع من كتبه "

- كتاب الاشتقاق
- كتاب " جمهرة اللغة
- ديوان ابن دريد
- رسالة السرج واللجام - كتاب المجتنى
-مقصورة ابن دريد
- كتاب الملاحن
- كتاب وصف المطر والسحاب وما نعتته العرب الرواد من البقاع
- كتاب الخيل الكبير
- كتاب الخيل الصغير
- كتاب السلاح
- كتاب الأنواء
- المقصور والممدود
- ذخائر الحكمة
- السحاب والغيث
- تقويم اللسان
- أدب الكاتب
- الوشاح
- زوار العرب
- اللغات

وفاته:
أصيب بالفالج ومات ببغداد سنة 321 هـ = 932م

جنــــون
01-18-2012, 05:43 PM
باب من كلام الحكماء
قال بعضهم :من لا يعرف شر من يولي خير ما يبلي .
قال بعضهم :من الظفر تعجيل اليأس من الحاجة إذا أخطأك قضاؤها فإن الطلب وإن قل أعظم من الحاجة وإن كثرت ، فالمطل من غير عسر آفة الجود .
قال رجل لرجل :بلغني عنك أمر قبيح فلا تفعل فإن صحبة الأشرار ربما أورثت سوء الظن بالأخيار .
قال الأحنف : الملول ليس له وفاء ، والكذاب ليس له حياء ، والحسود ليست له راحة ، والبخيل ليست له مروءة ، ولا يسود سيء الخلق .
وقال بزرجمهر :
ثمرة القناعة الراحة ، وثمرة التواضع المحبة .
وقال :وعد رجل رجلاً حاجة فأبطأت عليه عدته فقال له : صرت بعدي كذابا ، فقال : نصرة الصدق أفضت بي إلى الكذب ، الحريص الجاهد والقانع الزاهد كلاهما مستوف رزقه غير منتقص منه شيئاً ، فعلام التهافت على النار ، إن الكريم للكريم محل ، إذا عثر الكريم لم ينعش إلا بكريم .
- الموت في قوة وعز خير من الحياة في ذل وعجز
-من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه مالا يعلمون .
-إغباب الزيادة أمان من الملالة
- المال يسود غير السيد ويقوي غير الأيد
- أصلح المال لجفوة السلطان ونبوة الزمان
-عز الشريف أدبه
- الظلم أدعى شيء إلى تغير النعمة وتعجيل النقمة
- من انتجعك مؤملاً لك فقد أسلفك حسن الظن بك
-كن من احتيال عدوك عليك أشد خوفاً من مصادمته لك -
- الحسود سريع الوثبة بطيء العطفة
- لا زوال للنعمة مع الشكر ولا بقاء لها مع الكفر
-شفيع المذنب اقراره وتوبته اعتذاره
- من لم يفد بالعلم مالاً اكتسب به جمالاً
- من بذل من عنايته لك فابذل جميع شكرك له
- داو المودة بكثرة التعهد .

باب

لا تسأل غير نفسك عن أمرك ، ولا تسمع منها إلا ما يزكيه علمك وتحققه عندك بالفعل فإنك بك أعلم ، فإن رضيت خفيات أمورك المستورة فلا تدخلنك الشبهة في صحة ذلك عند الجميع وتبجيلهم لك .
قال رجل لخالد بن عبداله القسري : إنك لتبذل ما جلّ ، وتجبر ما اعتل ، وتكثر ما قل ، ولبكن بذلك أكثر من أطماعك يعظم قدر ما تفيد فإن الرجاء إذا اتسع استغرق ما دون تقديره .

اصطحب الملوك بالهيبة وإن طال أنسك بهم ، تتم موادتهم لك فإنهم إنما احتجبوا عن العامة لتبقى هيبتهم عندهم فلا تدع تفقد ذلك من نفسك لمن اتصلت به منهم ، ولا تيأس من الزمان وإن مطل أملك وإن جميع من تغبطه بما أوتي فبعد تعذر عليه أتاه ، مع كل منظر حسن رقيب ينغص بهجته ويؤذن بزواله مع عوارض الآفات فيه ما يشوبه من التغيص خفي محجوب وشجا للقلوب مستور ، من ضاق خلقه بمعزل عن الخفض وإن أتحفه الدهر بما سال وأعطاه ما تمنى ، وكمال الفضل في الدعة حسن الخلق ، وقيمة الخلق الصالح أكثر من قدر النيا وما منه عوض ولو صحب المرء الدنيا سليماً من الآفات آمناً من البوائق .
قال آخر :الذي لم بأت كا الذي فات ، وكل زائل في الدنيا كحلم نائم .
زقال آخر :
إذا زل سرك عن عذبة لسانك فالاذاعة مستولية عليه وإن أوعيته سمع ناصح أو قلب محب ، واحتمال مؤنة الكتمان على قلبك أسهل عليك من التملل بتمليك سرك غيرك .
ولأخر : الإنسان ملول لما ظفر به ومستطرف لما منع منه ، وكل ما استحدثت النفس هوى اخلقت فيه البدن وبعثت له العناية ، وتولع به الإشفاق عليه ، وذلك امتهان المروءة وليس كل من حنت عليه النفس يستحق هذه المودة ولا يؤتمن على المؤانسة فالبسوا للناس الحشمة في الباطن وعاشروهم بالبشر في الظاهر يختبرهم المحن ، وتلقوا الرغائب منهم فيكم بالقبول ، واكتموهم الانقباض فإنه جرى مع هواه طلقاً جعل للائمة والعذل عليه طرقا ، ومن سعى بدليل من التدبير لم يقعد به الدرك إلا سابق قضاء لا يملك .