مشاهدة النسخة كاملة : نبذة حول الأديب: أبو الفضل بن العميد ( الأول )


جنــــون
08-24-2011, 11:47 PM
اسمه : أبو الفهضل محمد بن العميد أبي عبدالله الحسن ( 300هـ- )

مولده :
ولد سنة300هـ

تعليمه :
نشا في بيت علم وفضل ، ولا يعرف شيخوه وأساتذته على الحصر ، وشب عارفاً بالفلسفة والأدب والتاريخ
. وابن اعميد ناثر شاعر ، ولكنه شهر بثره وفاق أقرانه حتى قيل : بدئت الكتابة بعبدالحميد وختمت بابن العميد ، وهو صاحب مذهب في الكنابة هو مزيج من أسلوب ابن المقفع وأسلوب الجاحظ مع التوسع في الصناعة والميل إلى التكلف . وكان يسمى الجاحظ الثاني .

ما قاله النقاد :
- كتب عنه ( أبوحيان التوحيدي ) كتاب مثالب الوزيرين : أخلاق الصاحب بن عباد وابن العميد كما ألف ( خليل مردم ) كتاب : ابن العميد .

محطات :
- في نثر ابن العميد موازنة كثيرة وسجع قليل مع التأنق والاسهاب والتضمين والأشعار والأمثال . ولكن في نثره شيء من الغموض مرده الاسهاب وإلى كثرة ما يجمعه في رسائله من فنون المعرفة والاشارات التاريخية واللغوية وإلى تداخل جمله أحياناً .

- في شعره على كل حال أقل شأناً من نثره .

وفاته :

جنــــون
08-24-2011, 11:47 PM
من كتاب ابن العميد لابن بلكا


كتابي وأنا مترجح بين طمع فيك ويأس منك ، وإقبال عليك وإعراض عنك ، فإنك تدل بسابق حرمة وسالف خدمة أيسرها يوجب رعاية ويقتضي محافظة وعناية . ثم تشفعها بحادث غُلول وخيانة ، بآنف خِلاف ومعصية ، وأدنى ذلك يحبط أعمالك ويسحق كل ما يرعى لك .
لا جرم أني وقفت بين ميل إليك وميل عليك ، أُقدم رجلاً لصدك وأُخر أخرى لقصدك ، وأبسط يداً لاصطلامك واجتياحك وأثني ثانية لاستبقائك واستصلاحك ، واتوقف عن امتثال بعض المأمور فيك ضناً بالنعمة عندك ومنافسة في الصنيعة لديك وتأميلاً لفيئتك وانصرافك ، ورجاء لمراجعة وانعطافك ، فقد يغرب العقل ثم يؤوب ، ويعزب اللب ثم يثوب ، ويذهب الحزم ثم يعود ، ويفسد العزم ثم يصلح ، ويُضاع الراي ثم يستدرك ، ويسَكَرُ المرء ثم يصحو ، ويَكدُر الماء ثم يصفو . وكل ضيقة إلى رخاء ، وكل غمرة إلى انجلاء ....

جنــــون
08-24-2011, 11:47 PM
رسالة ابن العميد إلى القاضي ابن خلاد

وصل كتابك الذي وصلت جناحه بفنون صلاتك وتفقدك ، وضروب برك وتعهدك ، فارتحت لكل ما أوليت ، وابتهجت بجميع ما أهديت وأضفت إحسانك في كل فضل نظائره التي وكلت بها ذكرى ، ووقفت عليها شكري . وتأملت النظم فملكني العجب به ، وبهرني التعجب منه . وقد رمت أن أجري على العادة في تشبيهه بمستحسن من زهر جَنَى ، وحُللٍ وحلُيٍ ، وشُذور الفوائد في نُحور الخرائد :
كالعذارى غدون في الحُللِ البيض : وقد رحن في الخطوط السود
فلم أرى لشيء عدلاً ، ولا أرضى ما عددته له مثلاً . والله يزيدك من فضله ولا يخليك من فضله ولا يخليك من إحسانه ، ويُلهمك من بر إخوانك ما تُتَمم به صنيعك لديهم ويَرُب معه إحسانك إليهم .
ولابن العميد من قصيدة اخوانية وجدانية :
قد ذبت غير حشاشة وذماء : ما بين حر الهوى وحر هواء
لا استفيق من الغرام ، ولا أدري : خلواً من الأشجان والبرحاء
وصروف أيامي أقمن قيامي : بنوى الخليط وفُرقة القُرناء
وجفاء خلً كنت أحسب أنه : عوني على السراء والضراء
أبكي ويضحكه الفراق ولن ترى : عجباً كحاضر ضحكه وبكائي
من يشف من داء بآخر مثله : أثرت جوانحه من الأدواء !
لا تغتنم إغضائتي فلعلها : كالعين تُغضيها على الأقذاء
واستبق بعض حُشاشتي فلعلني : يوماً أقيك بها من الأسواء