الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-18-2022
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 3 يوم (12:53 PM)
آبدآعاتي » 379,159
الاعجابات المتلقاة » 2470
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سورة الحجر ( الآيات 80 : 84 )



قول الله - تعالى ذِكْره -: ﴿ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ * وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ * وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ * فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الحجر: 80 - 84].



"الحِجْر" ديار ثَمود قوم صالح - عليه السَّلام - وهو اسم من "الحجر" و"التَّحجير"، وهو أنْ يُحاط المكان بحجارة تخصِّصه، وتَمْنعه من الدُّخول إليه وتَجاوُزِه إلى الخارج، إلا عند الإرادة والقصد إلى دخوله أو الخروج منه، يُقال: حجرْتُه وحجَّرتُه حجرًا وَتَحجيرًا، فهو مَحْجور ومُحجَّر، والمكان المُحاط بالحجارة يسمَّى حجرًا، وبه سُمِّيَ حجر إسماعيل بجوار الكعبة وديار ثمود؛ اهـ؛ "الراغب".



و﴿ الْمُرْسَلِينَ ﴾ جَمْع مرسَل، وهو مَن يحمل رسالةً مِن العظيم ليؤدِّيها إلى مَن أُمِر بتبليغهم إيَّاها؛ لينتفعوا بِها، ويستفيدوا منها العلم بما يأمرهم به العظيمُ لِحاجتهم وخيرهم؛ لينالوا رضاه وحُسْنَ جزائه، ما داموا حافظين الرِّسالة، ومنفِّذين أوامرها، ومستقيمين على مقتضى وصايا العظيم فيها.



ولم يكن الله سبحانه أرسل إلى ثمود إلاَّ رسولاً واحدًا، وهو صالح، ولكنَّه جَمع "المرسلين"؛ لأنَّ رسل الله - من أوَّلِهم نوحٍ، إلى خاتَمِهم محمَّد -صلى الله عليه وسلم- بُعِثوا جميعًا بِمِلَّة واحدةٍ، ودين واحد، هو الإسلام، كما صرَّح بذلك القرآن الكريم، والإسلام رسالةُ الرُّسل يقوم على ركنين:

أوَّلُهما: البَراءة من كلِّ معبود، وإفرادُ الله بالعبادة، وعنوانه "لا إله إلا الله"، ولا يُمْكِن لأحدٍ تحقيق معناها على ذلك، إلاَّ بأن يعرف ما أقام الشَّيطان من طواغيت وآلِهَة، فيكفر بِها ويحطم أنصابَها، ويُحارِب عابديها؛ لِيَستطيع أخيرًا العبادة لله وحده، هذا هو معنَى "لا إله إلا الله": "لا إله" نفيٌ وبراءة من تأليهِ وتعظيم وتقديس وعبادة مَن لا يستحقُّ ذلك من الشُّركاء الذين أوحى باتِّخاذِهم شياطينُ الجنِّ والإنس، "لا إله" تنظيفٌ لأرضِ القلب، وتزكية لَها من كلِّ ما أَلْقَى الشيطان ويُلْقِي على ألسنة حزبِه، وبذرَه في قلوب الجاهلين من الشُّيوخ والآباء والبيئة مِن كلماته الخبيثة وزَرْعِه الوثَنِيِّ الخبيث باسْم العادات والتقاليد والوراثة، و"إلا الله" إثباتٌ وتوثيق للعهد بأن تُخْلِص العبادة ذلاًّ أصدق ذُلٍّ، وحُبًّا أخلص حُب، لله ربِّك وربِّ العالمين، الذي يربِّيك ويربِّي جميع العالمين بنِعَمِه وآلائه وآياته الكونيَّة في الأنفُس والآفاق، وآياته العلمية يتنَزَّل بها الوحي من عنده على مَن يشاء من عباده، تفضُّلاً منه وإحسانًا، وهو الغنِيُّ عن العالَمين، "إلاَّ الله" غرْسٌ بِمُنتهى اليقظة والحرص والقوَّة لشجرة الإيمان الطيِّبة، وعهد أن يتعهَّدها بالسقي؛ من التفكُّر في آيات الله الكونية، والتدبُّر والتفقُّه لآياته القرآنية؛ حتَّى يتمكَّن أصلها في القلب، وتتغلغل عروقها في كلِّ نواحيه، فتُحْييه وتقوِّيه على الاستمرار والدوام على تعهُّد كلِّ ما يُلْقِيه الشيطان وتطهير القلب منه أوَّلاً بأوَّل، فتنمو الشجرة الطيِّبة وتذهب فروعُها وأغصانها سامقة في كلِّ جزء من الجسم، وكلِّ عضوٍ من الأعضاء، وفي كل شأنٍ من الشؤون، فتُؤْتِي أكُلَها كلَّ حينٍ بإذن ربِّها لِصاحبها ولكلِّ مَن حوله: علمًا نافعًا، وعملاً صالحًا، وأدبًا كريمًا، وبِرًّا بنفسه وبكلِّ ما يحيط به، وإحسانًا في كلِّ ما أنعم الله عليه، وهذا هو معنى "لا إله إلا الله"، وهو حقيقة دعوة كلِّ رسول.



قال الله: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ ﴾ [آل عمران: 18 - 19]، وقال: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، وقال: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]، وقال في إيمان إبراهيم: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الزخرف: 26 - 28]، وقال الخليل - عليه السَّلام - لقومه في تحقيق التوحيد والإسلام: ﴿ قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 75 - 77] إلى الآيات: ﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، وقال: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، واقرأ قصص الأنبياء في سور الأعراف، ويونس، وهودٍ، والأنبياء، والشعراء، والنَّمل، والعنكبوت، والصافَّات، وغيرها؛ تسمَعْ إلى دعوتهم جميعًا: ﴿ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [المؤمنون: 32].



الركن الثاني: "نوح - أو محمد: رسول الله"، حقيقةٌ معناها: لا أعبد الله إلاَّ بِما أحَبَّ وشرع على لسان رسوله؛ فإنَّ العبادة إنَّما هي سبيل الوصول إلى مغفرة الله ورضوانه، ومُحالٌ أن يُعرف ذلك إلا من قِبَل الله؛ لأنَّ الله هو الأحد ﴿ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 2 - 4]، فسبحان ربِّنا وتعالى أن يكون كالْمُلوك والرُّؤساء يعرف طريق الوصول إلى رضاهم بالحواسِّ البشرية؛ لأنَّهم مِن جنس مَن يَطْلبون رضاهم، وهم مقيمون بين أظهُرِهم في مساكنهم، وطبائعهم البشرية واحدة، وأسباب رضاهم وغضبهم هي أسباب رضا وغضب رعيَّتِهم ومرؤوسيهم سواء بسواء.



ومِن ثَمَّ يَرُوج عندهم الزُّور والرِّياء، والنفاق والْمُداهنة، وإظهارُ خلافِ ما في الصُّدور، بل لدَيْهم أرْوَجُ في الغالب، ومن أعظم أسباب رضاهم حبُّ أبنائهم وذويهم، وإشراكهم معهم في كلِّ ما يحبُّون لأنفسهم؛ لأنَّهم إنَّما يطلبون ذلك من الرَّعية والمرؤوسين لِنَفع أشخاصهم، ودفع ما يَخْشون من الضَّرر، وهم يحرصون على ذلك أيضًا لأبنائهم وذويهم، بل لعلَّهم أشَدُّ حرصًا عليه لأبنائهم؛ ليجعلوا منه ذخرًا يورثونَهم إيَّاه من بعد موتِهم، لعلَّه عندهم أنفع من ميراث المال.



لكن ربَّنا سبحانه هو: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ في الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَار * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 32 - 34].



﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الروم: 40].



﴿ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].



﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].



﴿ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103].



لذلك - ولغيره الكثير الطيِّب - كانت عبادة الله بِما يحبُّ ربُّنا ويرضى، لا بما يَسْتحسن الإنسان ويشتهي، وكانت كلُّ الطرق مسدودةً إليها، إلاَّ طريقًا واحدًا، هو صراط ربِّنا المستقيم، الذي أقام رسُلَه المصطفَيْن دُعاةً وهُداة إليه بما يُوحي إليهم وببيانِهم بأعمالهم وأقوالهم وهَدْيِهم، يقيمون على جنبتَيْها المنار والصُّوَى، ويذلِّلون لهم ما يُلْقِي شياطينُ الإنس والجنِّ فيها من العقبات، ويرفعون من بين أيديهم ما يبثُّ الشياطينُ من أشواك، ويُبَدِّدون ما ينشر أولئك الشياطين من ظلمات الآراء والأهواء، والشَّهوات والشُّبهات، ويحذِّرون الناس أشدَّ التحذير من الغفلة عن منار الصِّراط وصُوَاه، ويخوِّفوهم أشدَّ التخويف من نسيان بيِّنات الطريق وآياته، فإنَّهم إن غفلوا عن ذلك ونَسُوه، زاغت بهم الأعداء، وأضلَّتْهم عن السبيل، وذهبت بهم طريقَ المغضوب عليهم والضَّالين.



ولقد أكَّد اللهُ عليهم أن يحتفظوا بِعُيون بصائرهم مجلوَّة صافية، وأن يوجِّهوها بكلِّ قُوَاهم إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحْدَه؛ فإنَّه هو المصطفى المختار، الذي اجتباه ربُّهم واختاره لهم إمامًا، ولا يزيغون ما اتَّبعوه، ولا يضلُّون ما رَضُوا بإمامته وحْدَه، ولم يتَّخِذوا من دونه مَتْبوعين وأئمَّةً ليس لهم من العصمة ما له، وما أوتوا من العِلْم والهدى ما أوتِيَ الرَّسول المصطفى.



قال ربُّنا سبحانه: ﴿ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 87 - 90].



وقال: ﴿ وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 126].



وقال: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].



﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].



﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].



﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ في إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4].



وقد روى البخاريُّ عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحْدَثَ في ديننا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ))[1]، وعن العِرْباض بن سارية قال: وعَظَنا رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- موعظةً بليغة، وَجِلَت منها القلوب، وذرفَتْ منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنَّها موعظة مودِّع، فأوْصِنا، قال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسَّمع والطَّاعة، وإنْ تأَمَّر عليكم عبدٌ حبَشِيٌّ، وإنَّه مَن يَعِشْ منكم فسيَرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخلفاء الراشدين من بعدي، تَمَسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإيَّاكم ومُحْدَثاتِ الأمور، فإنَّ كل بدعة ضلالة))[2].



وروى الإمام أحمد عن النوَّاس بن سَمْعان قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ضرب الله مثلاً صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتَيِ الصِّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتَّحة، وعلى الأبواب سُتور مُرْخاة، وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيُّها الناس، ادخلوا الصِّراط جميعًا ولا تتعوَّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصِّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب، قال: ويْحَك لا تفتحه؛ فإنَّك إن تفتَحْه تَلِجْه، فالصِّراط: الإسلام، والسُّوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتَّحة: مَحارم الله، وذلك الداعي على رأس الصِّراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصِّراط: واعظُ الله في قلْبِ كلِّ مسلم))[3].



هذا حقُّ الله على عباده "أن يعبدوه، ولا يُشْرِكوا به شيئًا"، وهو الحقُّ الذي خلَقَهم له، وكفل لهم جميع الأرزاق من كلِّ ما يحتاجون في معاشهم إليه؛ ليتوفَّروا على القيام بِهَذا الحقِّ على الوَجْه الذي يسعدون به في الدُّنيا والآخرة، ومن أجْلِه خلق اللهُ السَّموات والأرض وسخَّرَهُما للإنسان، ومن أَجْلِه خلَق الجنَّة والنار، وهو الذي بعث رسُلَه وأنزل كتُبَه؛ لتعريف النَّاس به ودلالتهم عليهم، وتعريفهم أن ربَّهم لا يرضى عن أيِّ أحدٍ يتقدَّم في سبيل هذا الحقِّ خطوة إلاَّ بإذنه، وعلى ما يرضى هو سبحانه ويحبُّ ويشرع؛ لأنَّه حقُّه الخاصُّ به، فلا شأن لعقولِهم فيه إلاَّ الفقه والفهم، ولا مدخل لآرائهم واستحسانهم فيه مطلقًا إلاَّ الإيمان والتسليم والطاعة والاتِّباع، لا الاستدراك والاستحسان والابتداع، فإنَّ الله الحكيم الخبير الرَّحيم جعله غذاءَ قلوبِهم، وحياةَ أرواحهم، وطريقَ نَجاتهم في الآخرة، وفوزِهم فيها بالنَّعيم المقيم، ولا يعلم القلوبَ وما تتقلَّب فيه من الأهواء والشَّهوات، والوساوس والنَّزعات، ولا ما يشقيها ويُهْلِكها، ولا ما يشفيها من تلك الأمراض، ويُحْييها الحياة الطيِّبة، إلاَّ مقلِّبُ القلوب، علاَّم الغيوب، ولا يعلم سبيلَ النَّجاة والعِزَّة والفلاح في الدُّنيا والآخرة، ويملك إعطاءَ كلِّ ما يتمنَّاه الإنسانُ من السعادة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة إلا ربُّ العالَمين، الرحمنُ الرحيم، مالكُ يوم الدِّين.



فأمَّا حقُّهم في العيش بأجسامهم وبشريَّتِهم في هذه الحياة، فقد وسَّع لَهم فيه، فجعل لهم الأرض ذلولاً، ودعاهم بكلِّ الأسباب والسُّنن الكونيَّة، والشرائع المُنَزَّلة: أن يَمْشوا في مناكبها؛ لِيَأكلوا من رزقِه، وجعل لَهم كلَّ ما في الأرض حلالاً طيِّبًا بفطرته وبأصل الخِلْقة، إلا النَّزْر القليل مما فيه الفساد لصحَّة أجسامهم، أو الفساد لصحَّة وعافية قلوبِهم وأرواحهم، أو فيه فسادُ مُجْتمعهم بإيقاع العداوة والبغضاء بينهم، وسخَّر لهم ما في السَّموات والأرض جميعًا منه، وأعطاهم السَّمع والبصر والعقل؛ لِيَسمعوا ويُبْصِروا ويعقلوا ما سخَّر لَهم في الأرض ظاهرها وباطنها، وفي السَّموات شُموسها وأقمارها وكواكبها، ولِيَنتفعوا بكلِّ ذلك ويستعينوا به على السَّيْر الحثيث في صراط الحياة المستقيم، الذي دعاهم إليه بالفطرة وبالرسالات؛ للقيام بحقِّه سبحانه في عبادته وطاعته.



فحقُّه في العبادة: وقفهم ومنعهم من السَّيْر في سبيله إلاَّ بإذنٍ منه، وتشريعٍ على لسان رسُلِه، وحقُّهم في العيش في حياتهم: فتح لَهم أبوابه على مَصاريعها، وحضَّهم على السَّيْر فيه بكلِّ قوَّتِهم، لا يقفون إلاَّ عندما يوقفهم، ويقول لَهم: ﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ﴾ [المائدة: 3]، ونَحْوُها مِمَّا حرَّم الله وحظَرَ في كتابه وعلى لسان رسوله، فأبَى الظالمون لأنفسهم إلاَّ كفورًا، وذهبوا بما أوحى إليهم الشيطان يشرِّعون من الدِّين والعبادات ما لم يأذن به الله، ويخترعون من الطقوس والقربات ما لا يُمْكن أن يُحِبَّه الله ولا يرضاه، ويُخادعون أنفسهم بأنَّها بِدَعٌ مستحسنات، وأنَّها أطبقَتْ على استحسانها الجماهيرُ الغفيرة من الشُّيوخ والآباء، ووافقهم عليها رؤساءُ الحكومات، حتَّى كان دينُهم هزوًا ولعبًا، وشركًا ووثنيَّة، وفسوقًا وعصيانًا، وفي الوقت نفسه ضيَّقوا ما وسَّع الله عليهم فيما أخرج لهم من الأرض حلالاً، وما سخَّر لَهم من بَهِيمة الأنعام، فحَرَّموا ما لم يُحَرِّمه الله، وكانت النتيجة الطبيعية لذلك: أنْ خرَجَ الناسُ عن نطاق ما سَمَّوه لهم دينًا من هذه التَّشديدات، فعاد المضيقون يركبون طريقًا أخطر، وهو الاحتيال لتحليل المُحَرَّمات، فزاد الفساد، وعمَّ البلاء، وقسَتِ القلوب، وأصبح أكثرُهم فاسقون متمرِّدون على سنن الله وفطرته ودينه وشريعته، فانقلبوا على أنفسهم وحوشًا كاسرة وذئابًا ضارية، وكان عيشهم بذلك نكدًا، وحياتهم شقاءً وعذابًا أليمًا.



وربُّك الرحمن الرحيم، يتدارك العباد بِلُطْفِه ورحمته، فيَبْعث إليهم الرُّسل مبشِّرين ومنذرين، ويُمِدُّهم بأسباب القوَّة من الآيات والمعجزات في أنفسهم وفي رسالاتِهم؛ حتَّى تَنْفذ رسالتهم إلى قلوبِ مَن يريد الله لهم الهداية وسعادة الدُّنيا والآخرة، وإن الله بعبادة لرؤوفٌ رحيم.



هذه هي الحقيقة الجامعة التي تداوَلَها الرُّسل واحدًا بعد واحد، حتى كان خاتمهم عبدُ الله ورسولُه محمَّدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم وعليهم أجمعين - ومِن ثَمَّ كان الكفر بواحدٍ منهم كفرًا بِهم جميعًا، وتكذيبُ واحد منهم تكذيبًا لجميعهم.



ولذلك قال الله في شأن ثَمود: ﴿ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الحجر: 80]، وكذلك قالها ربُّنا في شأن كلِّ أُمَّة وجماعة وفردٍ كذَّب مَن بعثَه الله رسولاً لِهدايته إلى صراطِ العزيز الحميد، قال ربُّنا سبحانه: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وفي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ في الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].



ووصَف نبيَّه الخاتم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بأنه مصدِّقٌ لِما مع الأمم من رسالات المرسلين السابقين، وكذلك وصف القرآن بأنه مصدِّق لِما بين يديه من كلِّ كتاب مُنَزَّل من عند الله بالحقِّ والهدى المبين، وزاد في وصفه أنه مُهَيمن على كلِّ كتاب يؤلِّفه المؤلِّفون إلى يوم القيامة، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما معناه: ((نحن معاشِرَ الأنبياء أخوات علاَّت، دينُنا واحد))[4]، وإخوة العلاَّت: هم الأخوة لأبٍ وأُمَّهاتهم شتَّى، وقرَّر الله في كتابه المبين: أنَّ دينهم جميعًا الإسلام، وفي حديث جبريل المشهور: ((الإيمان: أن تُؤْمِن بالله وملائكته وكتُبِه ورسله، وأن تؤمن بالقدَرِ خيره وشرِّه))[5].



يقول ربُّنا - جلَّ ثناؤه - ﴿ وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴾ [الحجر: 81]؛ الآيات: جمع آية، وهي العلامة الواضحة البيِّنة على الشيء، تريد الإعلام عنه وبيانَه، و"الآيات" هنا: هي ما قرَّره الله في مواضِعَ لا تُحْصَى من كتابه الكريم: الآيات في الأَنْفُس وفي الآفاق، الواضحة الدلالة على أنَّ الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم: عليمٌ حكيم، سميع بصير، قاهر فوقَ عباده، قويٌّ عزيز، يدبِّر الأمر من السماء إلى الأرض وحْدَه، بدَأَهم بإحسانه وفضْلِه، ويُوالِي عليهم نِعَمَه وبِرَّه، خلقهم جميعًا في أحسن تقويم، عدَلَ في رزقهم، كما عدل في خلْقِهم، وهو كذلك عادلٌ العدْلَ المُطْلَق - ولا بدَّ - في حسابهم وجزائهم، خلق كلَّ شيء بالحقِّ، لا باطِلَ ولا عبث في خلقه، ولا لَعِبَ في تدبيره وحُكْمِه، ولا ظلم ولا قبيح في عطائه وفضْلِه، فلا عبث ولا باطل ولا ظلْمَ في جزائه وفَصْلِه بينهم يوم القيامة.



كلُّ ذلك من مقتضيات أسمائه الحسنَى وصفاته العُلَى، قامت عليه الآيات البينات في الأنفس وفي الآفاق، في كلِّ حركة وسكنة، وفي كل لَمْحةِ عينٍ، ونبضةِ قلب، وخفْقة رئةٍ بالتنفُّس، وفي كلِّ ما تُخْرِج الأرضُ وما يَنْزِل من السماء، وما تَجْري به الرِّياح، وتتحرَّك به الأعضاء من كلِّ إنسانٍ وحيوان، وفي كلِّ ما تصنعه فيها يَدُ الإنسان من مساكِنَ وثيابٍ وكتابة، في حربٍ وسِلْم، فما نَحتتْ فيها يد الإنسان من الجبال الرَّواسي بيوتًا، إلاَّ وتقوم آيةٌ ناطقة بأنَّ الله القوِيَّ هو الذي ذلَّل هذه الجبالَ للإنسان الضعيف، وما تُتْقِن يدُ إنسان صُنْعَ بيت ولا زخرفَتَه، ولا جَوَّدَ عقلُ إنسان استنبات زروعٍ أو ثِمار من أرض، وما امتدَّت عينُ إنسان إلى أطباق الأرض يستخرج من معادنها وكنوزها، وما تفنَّن عقلُ إنسان في تصوير تلك المعادن سابحاتٍ في البحر وفي الجوِّ، أو جارياتٍ على الأرض - ما يكون شيء من ذلك إلاَّ وفيه آياتٌ ناطقات لِمَن يعقل عن ربِّه: أنه ما علَّم الإنسان ذلك، وما أقدره على ذلك، وما كشَفَ له عن تلك الخفيَّات المخبَّآت، إلاَّ السميعُ العليم البصير، الرَّقيب الشهيد، وإنَّما [وما] أعطاه ذلك، ومكَّنه من كلِّ ذلك، إلا امتحانًا له وابتلاء: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾ [الكهف: 7]، ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ في مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 165].



فإن عرف العبْدُ ربَّه بصفاته وأسمائه، وشكر ربَّه على نعمه وآلائه، ووضعها في موضعها مِن الحقِّ، كان من المفلحين الفائزين بِحُسنى الدُّنيا والآخرة، ومَن أعرض عن تلك الآيات، فعمِيَ وتصامَّ عن دعوتها إيَّاه إلى الحذر من غضب الربِّ الكبير المتعال، استولَتْ عليه الغفلةُ والنِّسيان، فتخَبَّطَ في نِعَمِ الله مُسيئًا ظالِمًا، وما يزال به شيطانُ الإعراض والعمى حتَّى ينسى ربَّه العليم الحكيم، فيذهب بِها باغيًا على نفسه، مبدِّلاً نِعَمَ ربِّه كفرًا، ويرتدُّ إلى أسفل سافلين، ويحلُّ نفسه ومَن مالأَهُ على ذلك، وجرى معه في غيِّه وعماه - دارَ البوار والهلاكِ في الدُّنيا والآخرة، وما ربُّك بغافل عمَّا يعمل الظالمون.



وهكذا كان شأن ثمود في إعراضها عن الآيات البيِّنات في أنفسهم وفي الآفاق، وهو شأْنُ جَميع المعرضين الغافلين، وهي سُنَّة الله في الأوَّلين والآخرين.



عَمِيَت ثمود عن تجدُّد آياتِ ونِعَمِ ربِّها عليها، وتجدُّدِ بِرِّه بعباده ورأفته بهم، مع أنَّها واضحة بيِّنة في تجدُّد ليلهم ونَهارهم، وأكْلِهم وشُرْبِهم، وحركتهم وسكونهم، وتجدُّد الهواء يستنشقونه، والثياب يَلْبسونها، والبيوت يَعْمرونَها، وفي النِّعَم عليهم بكلِّ شيء ينتفعون به في معاش أجسامهم، فعَمُوا وصَمُّوا عن أنَّ مقتضى هذه الرَّحْمة: أن يبعث لَهم رَبُّهم الذي تتوالى نِعَمُه لأجسامهم أخاهم صالِحًا رسولاً مِن عنده، يوقظهم من هذه الغفلة التي أماتت قلوبَهم، وقتلَتْ إنسانيَّتَهم، فكانوا أضلَّ من أنعامهم، وأذلَّ من الحجارة التي ينحتونها ليتَّخِذوا منها الأنصاب والأوثان لآلهتهم وأوليائهم، يلتَمِسون منها البَرَكات، ويَخِرُّون لها رُكَّعًا وسجودًا، بعث الله إليهم أخاهم صالِحًا - والذي يعرفون صدْقَه ورشده وحكمته - ينتشلهم من وَهْدة هذه الحقارة، ويستخلصهم من حمأة هذه السَّفالة؛ لتعود لهم الإنسانيَّةُ التي أكرمها الله وأعلى شأنها، وسخَّر لَها ما في السموات والأرض، ولكن كانت قلوبُهم غير قابلة للبَعْث والحياة؛ لأنَّ أسباب موتِها كانت قوية شديدة؛ لأنَّها كانت قد تغلغلَتْ في كل ركْنٍ وناحية من هذه القلوب فمسخَتْها وأفسدتها.



ذلك أنَّ الله كان قد امتحنَهم بتعليمهم فنونَ الْهَندسة والمعمار ﴿ وَكَانُوا ﴾ بها ﴿ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ﴾ [الحجر: 82]، وتلك الفنون الهندسيَّة إنَّما تتهيَّأ بعملها وآثارها من التفنُّن في البيوت والقصور، والمعاقل والحصون لِمَن لَهم أسبابُها من سعة العيش وكثرة المال، وإنَّما يكون ذلك بتعلُّم فنون الزِّراعة وحسن تدبير الأرض واستغلالها بأنواع الاستغلال الذي تتَّسِع به الثَّرْوة ويكثر المال.



ولذلك وصفَهم ربُّنا في سورة الشعراء بأنَّهم كانوا: ﴿ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴾ [الشعراء: 147 - 148]، ثم قال: ﴿ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ ﴾ [الشعراء: 149]، فاجتمعَتْ لهم - في زعْمِهم - أسبابُ الأمن: فنون الزِّراعة: لا يخافون معها جوعًا ولا عريًا، ولا فقرًا ولا مرَضًا، وفنون الهندسة: أقاموا بها القُصور الفخمة، جَمَعتْ كلَّ ما يشتهون في الحياة الدُّنيا، وأحاطوها بالحصون والأسوار على مساكنِهم، تقف سَدًّا منيعًا في وجه العدوِّ، فلا يخافون معها عدوًّا من خارج، ولا يخشون عدوًّا من بينهم من سُرَّاق وسفَّاكين، ومُجْرمين؛ إذْ قد أحكموا بناء بيوتِهم، وأقاموا عليها الأبواب القويَّة الضخمة، وأغلقوها بالأغلاق الشديدة التي تَمْنع هؤلاء المعتدين، ولا يخافون من أمراض ولا أسقام؛ لأنهم زخرفوا بيوتهم من الدَّاخل بالزُّخرف الذي يفرحهم ويسرُّ أنظارهم، ويَجْلو أسباب الْهُموم والغموم عن نُفوسهم.



وكان لهم من الغنى وكثرة المال ما يُمكِّن لهم من اللَّهو وإقامة الحفلات الرَّاقصة، وعندهم مِن ثِمار النَّخيل والأعناب ما يتَّخِذون منه الخمور المتنوِّعة، يعبون منها ما يُميت عقولَهم، ويقتل حواسَّهم ومشاعِرَهم، فلا تحسُّ ألَمًا بوهْمِهم، ولا تُشْعِر بِغَمٍّ بغرورهم، فيقضون ليلهم سكارى راقصين، لا يَحْفلون بشيءٍ، ولا يفكِّرون في شيء، موتى الإحساس والشُّعور، من ليس لهم عقول تُفَكِّر، فكيف يحفل بعواقب حياة المُجون والفسوق والعصيان، وما تجرُّ إليه من اشتعال الشهوات البهيميَّة، وما تُفْضي إليه من إيقاد نيران العداوة والأحقاد في قلوب جَميع الطَّبَقات؟ كِباش يتناطحون على الشَّهوات البهيميَّة، فُقَراء تغلي صدورهم بالحِقْد على أولئك الكِباش الذين يعتصرون دماءهم في الزُّروع والْجنَّات، وفي إقامة الدُّور والقصور، وفي إعداد الحفلات لذلك التَّناطُح على تلك الشهوات البهيميَّة القذرة، وتلك الحياة الخاسرة التي هي أشبه بالنَّار فلا يُشْبِعها حطَبٌ، بل كلُّ ما أُلْقي فيها زادها اشتعالاً وسعيرًا.



كما أنَّ هذا حال ثمودٍ قومِ صالح - فيما أراه من صورةِ القرآن الكريم - وهُم بِهذا لم يُقيموا لِرِسالة أخيهم صالِحٍ وزنًا، ومَن صالِحٌ لِيُقيم له وزنًا أولئك المهندسون الذين ملَكوا ناصية الجبال فأخضعوها؟ ومَن صالح حتَّى يأْبَه له أولئك الفنَّانون الذين أتقنوا بناء السُّدود والقناطر، وجوَّدوا فنون الزِّراعة حتَّى أصبحَتْ أرضُهم جنَّاتٍ، ودورُهم قصورًا فخمة، وأبدعوا للنَّاس أيما إبداعٍ في نَحْت الصُّور والتَّماثيل يزيِّنون بها القصور، ويَبْذلون كلَّ ما وهبهم العليمُ الحكيم في تيسير كلِّ أسباب المُجون واللَّهو والرفاهية وترَفِ الحياة الدنيا وزُخْرفِها؟ لقد ازْدَروا صالِحًا وحقَّروه، وكفروا برسالته وكذَّبوه، وذهبوا يفسدون في الأرض وهم يَحْسبون أنفسهم بما توهَّموه من الفنون الهندسية والزراعية علماء مُصْلِحين.



وهكذا تجد أشباهَ هؤلاء اليومَ كثيرًا فُتِن الجاهلون بِهم، وفُتِنوا هم في أنفسهم بِما امتحنهم الله به من علومِ ظاهرِ الحياة الدُّنيا أكبَرَ فتنة، وزادَهم الجمهورُ الغافل بتعظيمِهم وخلْعِ الألقاب العلميَّة عليهم فتنةً على فتنة، حتَّى صاروا شرًّا على أنفسهم وعلى الناس، ونفَخَهم شيطانُ الغرور، فكانوا أعظم شرٍّ على المجتمع، دعَوْه وقادوه إلى الوثنيَّة القذرة، وإلى الفسوق الفاجر، وعبادة المادَّة، بل عبادة البهيميَّة، باسْم الفنون الجميلة، وباسْم العلم والمدَنِيَّة، والأمر يومئذٍ لله وحْدَه، ولو يؤاخذ اللهُ الناس بِما كسبوا ما ترك عليها من دابَّة، ولكنَّه سبحانه لا يزال يُذِيق الفاسقين عواقِبَ فسوقهم في الدُّنيا، بما يُلْبِسهم من ثياب الخِزْي والعار ما ينكِّس رؤوسَهم، ويسوِّد وجوههم، ويَشْوي نفوسَهم بِلَظَاه، وبِما يَضْرِبُهم بأسواط العذاب في الحوادث الْمُزلزلة لأركان اطمئنان الحياة وهدوئها، وبما يسلِّط بعضَهم على بعضٍ بأنواع البَغْي والقتل وانتهاب الأموال، وانتهاك الأعراض، حتَّى يَعُمَّهم الْهَرْج، وتلبسهم فِتَنٌ كقِطَعِ الليل المظلم، تدَعُ الحليمَ فيهم حيرانَ.



وما يسلِّط عليهم ربُّنا كلَّ ذلك إلا لينبِّههم من غفلتهم، ويعلمَهم أنَّهم لا يستطيعون بِحَرْبِه أن يَجِدوا في الحياة سِلْمًا، وأنَّهم بِمُحادَّته والتمرُّد على شرائعه لن ينالوا إلاَّ شقاء وعذابًا واصبًا؛ لعلَّهم يستيقظون ويَثُوبون إلى رشدهم فيَطْلبون دواء أمراض قلوبِهم وأخلاقهم، بِمِثل الطريق الذي يطلبون منه دواءَ أجسامهم، ولكن مَن مات قلبه مِن طول ما غفل يُخادِعُ نفْسَه بتناول السُّموم المخدِّرة لآلام تلك الأمراض الفتَّاكة بالمجتمع، ثم لا يَلْبث أن يعود إلى شرٍّ مِمَّا كان، وينتقل من سوءٍ إلى أسوأ، ويَنْزل من دركةٍ إلى دركة، حتَّى يبلغ أحطَّ دركاتِ الْخَسار في الدنيا والآخرة.



فما ترى أكثرهم إلاَّ زاعمًا لنفسه أنَّه إلهُ الفَنِّ، ورَبُّ الهندسة والزِّراعةِ والريِّ، وزادهم بغْيًا وكفرًا حتَّى ذهبوا يقيمون لأنفسهم ولِمُعظَّمِيهم الأصنامَ والتماثيل؛ ليحملوا العامَّة على عبادتهم وتقديسهم، وما هم - لو أَصْغَوا لآيات الله - إلاَّ عبادٌ من عباد الله، وخَلْق مِن خلق الله، وما زادوا عن غيرهم شيئًا، إلا أنَّ ابتلاءهم كان أشدَّ، وامتحانَهم كان أعظم، وما خوَّلَهم الله ما خولهم، وما علَّمَهم ما علمهم إلاَّ ليكونوا مسخَّرين به لِنَفْع أُمَّتِهم، وخادمين به لِمُجتمعِهم، لا ليكونوا أربابًا مقدَّسين وسادة مؤلَّهين، ألا أنَّهم لو عقلوا لسَمِعوا آيات الله تُناديهم، وتدعوهم إلى تقدير نِعَم الله عليهم، وفَضْلِه وإحسانه إليهم، قائلةً لهم: إنَّ الذي قَدَر أن يُعْطِيَهم هو أقدر أن يأخذهم، وأقدر أن يُذِيقَهم النَّكال، إنَّهم لو عَقِلُوا لسمعوا لِنَصحية أخيهم صالِحٍ، وكلُّها شفقة ورحمة، وكلُّها حِرْص على نَجاتهم من أمانيِّهم الكاذبة، ومُخادعتهم لأنفسهم، وخيانتهم لها بأنَّها ما دامت مُتْرَفة غارقة في اللَّهو والشهوات فهي آمنة.



إنَّهم لو عَقِلُوا لسمعوا لنصيحة أخيهم صالح، وكلُّها رغبة صادقة في سعادتهم وأَمْنِهم الحقيقي، الذي لا يكون إلاَّ بِحُسن تقدير نِعَمِ الله، وشُكْرِها بوضعها في موضِعِها في الخير والصَّلاح الذي يعود عليهم وعلى مُجْتمعهم بالرَّخاء وطِيب العيش، فيكون المُجتمع كلُّه طبقةً واحدة، شعارها البِرُّ والإحسان، وقوامُها الأخُوَّة الإنسانية، والأخوَّة الإيمانيَّة، كلُّهم كالجسم الواحد، وإذا اشتكى منه عضوٌ تألَّم له الباقي بالسَّهر والحُمَّى، والعمل على عافيته حتَّى يَبْرأ، إنَّهم لو أقبلوا على آيات الله وسُنَّتِه الحكيمة يتأمَّلونَها بعقول سليمة وقلوب يَقِظة، لاستمعوا وأصْغَوا لوصية نَبِيِّ الله صالِحٍ، فكانوا من الفائزين المفلحين.



ولكن غلبَهَم غرورُهم، وطغا عليهم ترَفُهم، وزاد في كفْرِهم وبغيهم هندستُهم وفَنُّهم، وتَمكَّن من نفوسهم سلطانُ الْهوى والشهوات، فغلبها على الخَيْر والهدى غيُّهم وكفْرُهم بربِّهم، وأوغلوا في فسوقهم وفجورهم، وضاقوا ذرعًا بصالِحٍ - عليه السَّلام - وكثر [وكثرةِ] إلحاحه عليهم في النَّصيحة والموعظة، وشدَّةِ تقريعهم وتوبيخهم بِما هم فيه من البَغْي والشِّرك والفساد، فزعَم شيطانُهم أنَّ ناقة الله التي جعَلَها آيةً لرسوله صالِحٍ، والتي حذَّرهم صالِحٌ أن يَمسُّوها بسوء - تُضايقهم في مسارِح ومَشاربِ أنعامهم، فأَوْعَزُوا إلى أشْقَاهم أن يَعْقرها، وأغروه بالثَّناء عليه والإطْرَاء لشجاعته وجرأته، ومنَّوْه بأن يُقِيموا الحفلات لتكريمه، إذا هو نَجَح في تخليصهم من هذه النَّاقة بِعَقْرِها، ولقد كانت تُمنِّيهم أنفسُهم الغرور؛ بأنَّهم لو نجحوا في قَتْل النَّاقة، فهم لا بدَّ ناجحون في قَتْل صالح، والتخلُّص من مُضايقته: ﴿ وَكَانَ في الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ في الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ * قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النمل: 48 - 51]، ولكنَّهم ما يكادون يعقرون النَّاقة، ويتهيَّؤون في مكافأة الشَّقي على فعلته بإقامة حفلات تكريمه على شنيع فَعْلتِه، حتَّى حلَّ بِهم عذابُ الله العاجل:

﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ﴾ [الحجر: 83].

عَقِب ليلةٍ صاخبة قضَوْها إلى الصَّباح في إفسادهم الأرض، واشتكَتْ إلى ربِّها المواتُ، ولعلَّ صالِحًا مكث تلك الليلة ساهرًا لَم يغْمَض له جفْن؛ يبكي على ما أصاب قوْمَه من هذا الخبال الذي يستدعون به مِن المنتقم الجبَّارِ عاجِلَ النَّكال، وسريعَ الْهَلاك والوبال، ولطالَما سَخِروا منه، ودعَوْه إلى حضور حفلاتِهم، ومشاركتهم في مُجونهم، زاعمين له أنَّه لو شهد لَعَذَر، ولو رأى لَما أنكَر، فما كان أشأم هذه اللَّيلة اللَّيلاء عليهم! جَمعوا لها كلَّ ما استحدَثَه فنَّانوهم من طرائف الموائد، وما استجادوه من أنواع الشَّراب، وما أبدعوه من ثيابٍ للنِّساء تفضح كلَّ مستور، وتَهْتك كلَّ عورة، وتُلْهِب شهوات الكِباش حتَّى تكون شعلة صوت الصَّيحة وموسيقاهم ومغنِّياتهم، وغلَب صوتُ الحقِّ صوتَ الباطل والفسوق، فمزَّق منهم القلوب، وأزهق الأرواح الشريرة الخبيثة، وأصبحوا في ديارهم جاثِمين.



﴿ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الحجر: 84].

لَم تُغْنِ عنهم فنونُهم الهندسيَّة، ولا أموالُهم ولا زرعهم وجنَّاتُهم، ولا دورُهم وقصورهم، ولا أغلاقهم ولا حصونُهم، ولا موسيقاهم ولا مَراقصهم، ولا فُجورهم ولا فسوقُهم، بل كان العذاب أنْكَى وأشدَّ؛ إذْ فجَأَهم وهم يَنْشُدون السُّرور والحبور: ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ﴾ [الطور: 7 - 8]، فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون.



ولقد قصَّ الله من قصَصِهم في سورة هود: ﴿ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ * قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ * وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ في أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فيأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا في دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ * فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا في دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ ﴾ [هود: 61 - 68].



وفي "صحيح البخاري" عن جابرٍ - رضي الله عنه - قال: "مَررْنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعْنِي في طريقهم في غزوة تبوك - على الحِجْر، فقال لنا: ((لا تدخلوا مساكِنَ الذين ظلموا أنفسهم إلاَّ أن تكونوا باكين؛ حذرًا أن يُصِيبكم مثلُ ما أصابَهم))، ثم زجَرَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- راحلتَه، فأسرع حتَّى خلفها"[6].



أيُّها النَّاس:

هذه العظات والعِبَر، طالما تلَوْتُموها، فهل من مدَّكِر؟ طالَما قرَعَكم الله بِها قرعًا عنيفًا، فهل من مستيقظ؟! ﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ في الزُّبُرِ * أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ * سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ﴾ [القمر: 43 - 46]، ﴿ وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فيه وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [الأحقاف: 26]، ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ في ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 102 - 103]، اللهم اهْدِ قومي فإنَّهم لا يعلمون.



نسألك اللَّهم أن تُوزعنا شُكْرَ نعمتك، وأن تُدِيم على قلوبنا اليقَظة والانتفاع بالتأمُّل في آياتك، والفقه والتدبُّر لكتابك، والاهتداء بِهَدي رسُلِك، وبالأخصِّ خاتَمُهم عبْدُك الكريم ورسولُك الأمين محمَّد، عليه منك أفضل الصَّلاة وأزكى التَّسليم، وعلى آله وصحبه أجْمعين[7].


[1] أخرجه البخاري برقم [2550] ومسلم برقم [1718].

[2] صحيح: أخرجه الحاكم في "المستدْرَك" برقم [329]، وأبو داود برقم [4607] وصحَّحه الألبانِيُّ، وأحمد برقم [17184] وصحَّحه الأرناؤوط.

[3] صحيح: أخرجه الحاكم في "المستدرك" برقم [245] وصحَّحه الذهبي، وصحَّحه الألباني في "الجامع الصَّغير وزيادته" برقم [7334]، وأحمد برقم [17671] وصححه الأرناؤوط.

[4] أخرجه البخاري برقم [3258] ومسلم برقم [2365] وأحمد برقم [9259] من حديث أبي هريرة أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الأنبياء إخوةٌ لعلاَّت، أُمَّهاتُهم شتَّى، ودينهم واحد، وأنا أَوْلَى الناس بعيسى ابن مريم؛ لأنَّه لم يكن بيني وبينه نبِيٌّ، وإنَّه نازِلٌ، فإذا رأيتُموه فاعْرِفوه رجلاً مربوعًا إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان مُمَصَّران، كأنَّ رأسه يقطر، وإن لم يُصِبه بلَلٌ، فيدقُّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضَعُ الجزية، ويَدْعو الناس إلى الإسلام، فيُهْلِك اللهُ في زمانِه المِلَلَ كلَّها إلاَّ الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدَّجَّال، وتقع الأَمَنة على الأرض حتى ترتع الأسُود مع الإِبل، والنِّمار مع البقر، والذِّئاب مع الغنَم، ويلعب الصِّبيان بالحيَّات لا تضرُّهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يُتَوفَّى ويُصَلِّي عليه المسلمون))؛ وقال شعيب الأرناؤوط: صحيح.

[5] أخرجه مسلم برقم [8].

[6] أخرجه البخاريُّ برقم [3201] ومسلمٌ برقم [2980].

[7] "مجلة الهَدْي النبوي"، شعبان (1369) العدد الثامن.



 توقيع : كـــآدي






القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد

رد مع اقتباس
قديم 09-19-2022   #2


الصورة الرمزية روح الندى

 عضويتي » 29723
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (09:05 AM)
آبدآعاتي » 90,910
الاعجابات المتلقاة » 6817
الاعجابات المُرسلة » 8199
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خير


 توقيع : روح الندى



رد مع اقتباس
قديم 09-19-2022   #3


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
قديم 09-20-2022   #4


الصورة الرمزية مجنون قصايد

 عضويتي » 27626
 جيت فيذا » Jul 2014
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (01:08 AM)
آبدآعاتي » 265,544
الاعجابات المتلقاة » 1854
الاعجابات المُرسلة » 8774
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 51سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » مجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد


 توقيع : مجنون قصايد






رد مع اقتباس
قديم 09-21-2022   #5


الصورة الرمزية ملكة الجوري

 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » 03-10-2024 (03:13 PM)
آبدآعاتي » 601,601
الاعجابات المتلقاة » 6636
الاعجابات المُرسلة » 6081
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خيـــر
وزادك رفعه ورزقك الجنان


 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
قديم 09-21-2022   #6


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (01:15 AM)
آبدآعاتي » 658,279
الاعجابات المتلقاة » 933
الاعجابات المُرسلة » 349
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 09-24-2022   #7


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (01:20 AM)
آبدآعاتي » 1,056,022
الاعجابات المتلقاة » 13841
الاعجابات المُرسلة » 7984
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت يمناك
طرح جميل جدا


 توقيع : ضامية الشوق




رد مع اقتباس
قديم 09-24-2022   #8


الصورة الرمزية مياسه

 عضويتي » 30111
 جيت فيذا » Jan 2022
 آخر حضور » 02-26-2024 (06:12 AM)
آبدآعاتي » 27,446
الاعجابات المتلقاة » 1139
الاعجابات المُرسلة » 4959
 حاليآ في » السعوديه - شرق
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 31سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » مياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond reputeمياسه has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

My Flickr  مُتنفسي هنا تمبلري هنا My twitter

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



طرح يستحق القراءه
يعطيك العافيه وجزاك الله خير
شكراً لك


 توقيع : مياسه



رد مع اقتباس
قديم 09-25-2022   #9


الصورة الرمزية جنــــون

 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (01:10 AM)
آبدآعاتي » 3,247,230
الاعجابات المتلقاة » 7377
الاعجابات المُرسلة » 3672
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خير


 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون



رد مع اقتباس
قديم 09-25-2022   #10


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (03:36 PM)
آبدآعاتي » 749,989
الاعجابات المتلقاة » 1969
الاعجابات المُرسلة » 3987
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



قيمه جيده لمحتها من خلال هذا
الجلب المميز في
محتواه
ونال الاستحسان
والاعجاب التام والرضى

وكل هذا
دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهور هذا الطرح بهذا الشكل

اتمنى تقديم المزيد والاستمرار عل
نفس المنوال


و
لك كل احترامي وتقديري
واسعدك المولى


محمد الحريري


 توقيع : عـــودالليل




مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سورة الحجر (الآيات 36 : 40) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 11 09-11-2022 05:40 AM
سورة الحجر (الآيات 28: 31 ) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 15 09-11-2022 05:40 AM
سورة الحجر (الآيات 32 : 35) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 18 09-11-2022 05:39 AM
سورة الحجر (الآيات 16 : 18) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 15 08-09-2022 07:13 PM
سورة الحجر (الآيات 6 : 8 ) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 24 07-01-2022 08:59 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية