الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-08-2022
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 23 ساعات (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي سورة الحجر (الآيات 67 : 72)



سورة الحجر (الآيات 67 : 72)


قول الله - تعالى ذِكْره -:

﴿ وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ * قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيفي فَلا تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ * قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ * قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الحجر: 67 - 72].



"المدينة" هي مدينة سَدُوم، وموضعها اليوم: هو البحر الميت، كما ذكر ذلك كثيرٌ من الباحثين، وقد وصف الحافظُ ابن كثير في "البداية والنهاية" مكانَها بأنَّه: "بُحَيرة منتنة ذات أمواج، لكنَّها عليهم في الحقيقة نار تأجَّج، وحر يتوهَّج، وماؤها ملح أجاج".



وقد نقل أستاذُنا السيِّد رشيد رضا (ج12، ص140) عن التوراة الفصل التَّاسع من سِفْر التكوين ما نصُّه: "24 وإذ أشرَقَت الشَّمس على الأرض دخل لُوط إلى صوغر، فأمطر الرَّبُّ على سَدُوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الربِّ من السَّماء، 25 وقلب تلك المدُنَ وكلَّ الدائرة، وجميع سُكَّان المدن وبنات الأرض، 26 ونظرت امرأتُه وراءها، فصارت عمود ملح، 27 وبكَّر إبراهيمُ في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الربِّ، 28 وتطَلَّع نحو سدوم وعمورة، ونَحْوَ كلِّ أرض الدائرة، ونظر فإذا دخانٌ يَصْعد كَدُخان الأتون".



و"الاستبشار" انبساطُ ظاهرِ بشرة الوجه؛ لِسُرور النَّفس وفرَحِها بِما يسرُّها من تَحْقيق أملٍ والوصول إلى رغبة، في الحاضر أو المستقبل.



قال ابن فارس: الباء والشين والراء: أصل واحد: هو ظهورُ الشيء مع حُسْن وجَمال، فالبشرة: ظاهرُ جلدِ الإنسان، ومنه: باشَرَ الرَّجلُ المرأة؛ وذلك إفضاؤه بِبَشرته إلى بشرتِها، وسُمِّي البشر بشرًا لظهورهم، والبشير: الحسَنُ الوجه، والبشارة: الجمال، ويُقال: بشَّرْتُ فلانًا أبشِّره، وذلك يكون بالخير، ورُبَّما حُمِل على غيره من الشرِّ، وأظنُّ ذلك جنسًا من التَّبكيت، ويُقال: أبشرَتِ الأرض: إذا أخرجَتْ نباتها.



ولقد كان قوم لوط - عليه السَّلام - مُولَعين أشدَّ الولع بعِشْق المردان، يترصَّدونَهم في كل طريق، ويُطاردونهم في كلِّ مَجلس، ويَجْرون وراءهم في كلِّ مسلك، سَكِروا بعِشْقِهم أشدَّ مِن سكر المخمور الذي لا يدوم، بل لا بدَّ أن يفيق صاحبه، ولعلَّ إفاقته أكثر من أوقات سكره، وأمَّا سكر العشق فقَلَّ أن يُفيق صاحبه إلاَّ إذا جاءت الرُّسل تطلبه على طاعة ربِّه، قال مجنون ليلى:

قَالَتْ جُنِنْتَ بِمَنْ تَهْوَى فَقُلْتُ لَهَا
اَلْعِشْقُ أَعْظَمُ مِمَّا بِالْمَجَانِينِ
اَلْعِشْقُ لاَ يَسْتَفِيقُ الدَّهْرَ صَاحِبُهُ
وَإِنَّمَا يُصْرَعُ الْمَجْنُونُ فِي الْحِينِ


فكان قوم لوط - وحالُهم كذلك: الوصولُ إلى المرادن أعظم هَمِّهم، وأكبر غايتهم ومقصودِهم - فهُم عندما جاءَتْهم امرأة لوط أو غيرها بِخَبر أولئك الضَّيْف المُكْرَمين، ووَصْفِها لهم بأنَّهم الغاية القصوى في الجمال والحُسْن، انْتَشَوا أشدَّ نَشْوة، وسرَتْ في نفوسهم حميا ما تصوَّروا من حصول هذه الفرصة، فجاؤوا ثَمِلين يُهْرَعون إلى بيت لوط - عليه السَّلام.



﴿ قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ﴾ ولفظ "الضَّيف" يُقال للواحد والاثنَيْن والجماعة، و"الفَضْح" فعل مجاز من الفاضح إلى المفضوح، والاسم منه "الفضيحة"، وهي إشهار الْمَساوئ، وكشف العيوب المستورة حتَّى تظهر للناس ويُعْرَف بها المفضوح، تقول العرب للمستغرِق في النَّوم حتَّى مَطْلع الصُّبح: "قد فضَحَك الصُّبح، فَقُم"؛ أي: قد كشَفَ عن خُمولك وكسَلِك وغفلتك، حتَّى بيَّنَك وأظهرك وشهَرَك لِمَن يراك، ويقولون: "فضح القمرُ النُّجوم" إذا غلب ضوءُه عليها فأخفاها، وأظهر للرَّائين عيبَها في قلَّة ضوئها، ويسمُّون الأبيض "الأفضح"، وقد يسمُّون خَمْر البسر "فضوحًا"؛ لأنه يُسْكِر شارِبَه، فتنكشف عيوبه ومساويه بِما قد أضاع من عقله، فانفلت لسانُه، وطاشت أفعاله.



يقول لوط - عليه السَّلام - لِهَؤلاء السَّكارى، ويؤكِّد لهم القول لِيَرتدعوا: إنَّ هؤلاء ضيفي، وحقُّ الضيف على مَن نزل بهم من المضيف وأهل الحيِّ والجيران: أن يُوَقَّرَ ويُكرَم، وكرامة الحيِّ والجيران للضيف هي من كرامتهم لِمُضِيفه.



فلا تفضحوني، وتكشفوا عن مهانتي عليكم، واحتقارِكم لي، وبُغْضِكم لِمَقامي بينكم، ومَقْتِكم إيَّاي لدعوتِي إيَّاكم إلى الْهُدى والرَّشاد، والفطرة السَّليمة، ونَهْيِي إيَّاكم عن أَفْحَش الفاحشة، وأنكر المنكر: الكفر بالله، والتَّجاهر بإِتْيان الفاحشة التي لم يَسْبِقْكم إليها أحدٌ من العالمين.



﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ﴾ [الحجر: 69] تاء التَّقوى مقلوب عن الواو مِن "وَقَى"، فأصله مِن الوقاية، وهي اتِّخاذ أسباب البُعْد والحفظ مِمَّا يُؤْذي ويضرُّ ويهلك، والله تعالى قد أعطى كلَّ إنسان من سنن الفطرة في نفسه وفيما سخَّر له في السموات والأرض، ومن النِّعم والآيات ما يكون به قويًّا على دفع ما يؤذيه، وينكد عيشه، والبعد عن كلِّ ما يُفْسد عليه حياته، ويهلكه في الدُّنيا والآخرة، ولكن أكثر الناس يظلمون أنفسهم بالتعامي والغفلة عن ذلك، فيُسيئون استعمال هذه الأسباب، ويَضَعونها في غير موضعها فيكونون من الهالكين، والقليلُ من عباد الله هم الذين يَحْتَفِظون بعقولِهم وفِطَرِهم سليمة، فيَمْشون في سبيل الحياة على هُدى من ربِّهم، وبصيرة من أمرهم، ويُحْسِنون استعمال هذه الأسباب والنِّعَم بوضْع كلِّ واحدة منها في موضعها، فيكونون بها من الرَّاشدين، ويزيدهم الله هدًى على هُداهم، وقوَّة على قوَّتِهم، أولئك هم المُتَّقون المفلحون، ولقد عَمِي قومُ لوط أشدَّ العمى عن سنن الله وآياته، فضَلُّوا أبعد ضلال عن الفطرة السليمة، وارتكسوا في أقذر حمأة، فذهبوا يطلبون اللذَّة في أبعد مكان عنها، ويسارعون إلى قتل الذُّكورة التي هدى بها العليمُ الحكيمُ الذُّكورَ إلى تَحمُّل ما لا يُمْكن تحمُّلُه من أعباء الحياة إلاَّ بها، ومِن ثَمَّ لَم ترتكس البهائم العجماءُ في هذه الهاوية السَّحيقة التي هوى إليها قوم لوط وورثتهم بإتيان الذُّكْران من الحيوان، فلا يُعرَف هذا المرضُ الوبيل في أيِّ نوع من أنواع الحيوان، ولا في القردة والخنازير.



و"الْخِزْي" شدَّة انكسار النَّفس وتصاغُرِها؛ لِمَا يَلْحَقها من إساءة الغير لها؛ بإهانَتِها وتَحْقيرها بنسبة الأمور الحقيرة السَّافلة الْمَرذولة إليها، وفي دُعاء النبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: ((اللَّهم احْشُرْنا غير خزايا ولا نَدامى))[1].



ويكون الخِزْي من النَّفس إذا حَمَلت صاحبها بالجهل والسَّفه والرُّعونة على ما يستوجب الحقارة والصَّغار، والمهانة وتنكيس الرَّأس.



يقول لوطٌ - عليه السَّلام - لأولئك الذين غمرَتْهم سكرة الشَّهوة القذرة بِطُوفانها: أفيقوا من غَفْلتِكم، وارْجِعوا إلى سنن الله فيكم وفِطْرته التي فطَرَكم عليها، إلى الصَّواب والرشد؛ لِيُنجيكم الله من هذا الهلاك الماحق الذي أحاط بِرُجولتكم، ثم سَيُحيق العذاب المستأصل بقريتكم، واعرفوا مكانَتِي التي وضعَنِي الله فيها - وهي أَسْمى مكانة وأرفعها - إذْ بعثَنِي رسولاً إليكم بالْهُدى والحقِّ الذي يُعيد إليكم كرامةَ الإنسانيَّة وعزَّتَها، وفلاحَها ورشدها، وفي الآية من سورة هود: ﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود: 78]؟ كلاَّ، والله ليس فيهم مِنْ رجلٍ رشيد، وأنَّى يكون الرشد والعقل فيمن غرَّتْهم هذه الشَّهوة القذرة، فانتكَسوا بِها على رؤوسهم، وانْحَطُّوا إلى أسفل الدَّرَكات التي لم يَنْحطَّ إليها بَهيمٌ مِن أسفل البهائم؟



وقول لوطٍ هذا، وأمْرُه إيَّاهم بتقوى الله: يدلُّ على أنَّهم كانوا - كإِخْوانِهم في كلِّ زَمنٍ من الكفَرة المُشْرِكين الفجرة - يَزْعمون أنَّهم يعرفون الله الخالق الرَّازق، الْمُحيي المُمِيت، ويَزْعمون أنَّهم يَدِينون له بِما وَرِثوا من تقاليدَ ومظاهِرَ، ورسومٍ وطقوس، وأعياد واحتفالات عن الآباء والشُّيوخ والرُّؤساء، وأنَّ فسْقَهم الشَّنيع، واستهتارهم فيه، وإعلانَهم بالفُجور القذر لا يتنافى مع ما زعموه من دينٍ موروث؛ لأنَّ الدِّين في زَعْمِهم الخاسر لا يَعْدو أن يكون تقاليدَ ومَظاهر، ليس بلازم أبدًا أن تتَّصِل بالقلوب، ولا بالأخلاق ولا بالأعمال، فإنَّه شيءٌ آخر، وهذه عقيدةُ كلِّ زائغ ضالٍّ، وكلِّ مُشْرِك مقلِّد أعمى، في كلِّ زمان، أعمَتْه هذه التقاليدُ والرُّسوم، والمظاهر الفاجرةُ عن حقيقة الدِّين الذي يوحيه الله إلى رسُلِه لِهِداية الإنسانيَّة إلى سبيل الحياة الطيِّبة، وسعادتها في الدُّنيا والآخرة، وإنَّه لن يكون دينٌ صحيح مُنجٍ في الآخرة ما لَم يُصَحّح العقيدة بإخلاص العبادة لله، وما لَم يتناول الأخلاق فيُقَوِّم عِوَجَها، ويعطي الله به المجتمع العزَّة والأمن، والسَّلامة والعافية من كلِّ ما يَشْكو الناس من عِلَلٍ وأدواء تُزَلزِلُ حياة المجتمع، وتطرد الرَّاحة عنه، ويَجْعل من أفراده إخوانًا متعاوِنين على البِرِّ والتَّقوى.



إنَّ لوطًا - عليه السَّلام - يقول لهم ذلك، ويُحَذِّرهم به، وهو يُدافعهم عن ولوج بيته للوصول إلى ضيفه المُكْرَمين؛ إذْ كانوا يُجاهدون بكلِّ قُواهم للدُّخول إلى أولئك الذين توَهَّموهم مردانًا ليقضوا منهم وطرَهم البَشِع، ويُشْبِعوا شهواتهم القذرة؛ ولذلك يقول لوط: ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾ [هود: 80].



فهو - عليه السَّلام - مرَّةً يرجو أن يكون عندهم بقيَّةٌ من إنسانيَّة، فيحاول إيقاظها بقوله: ﴿ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ ﴾ [الحجر: 68 - 69]، فحين لا يَجِد لتلك البقيَّة أثرًا عندهم، بل يجد غمرة الشَّهوة القذرة قد حطَّمَت فيهم كلَّ معاني الإنسانية والرشد، يقول: ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾ [هود: 80].



فيُجِيبونه في مطمورة هذه الغمرة بمنتهى الوَقاحة والبذاءة: ﴿ أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [الحجر: 70]؛ يَعْنُون: ألَم نُحَذِّرك مرارًا أن لا تُضَيف أحدًا كائنًا من كان من العالَمين، وأن لا تفتح بابك لأيِّ إنسان، وأن لا تُؤْوي أيَّ لاجئٍ، وألاَّ تَحْمي منَّا أيَّ صيْدٍ من المردان يفرُّ إلى بيتك، ويحتمي بك من عُدْواننا على عِرْضِه بفاحشتِنا النَّكْراء؟ فما بالُك اليوم تَحْمي هؤلاء المردان، وتَمْنعهم منَّا بكلِّ قوَّتِك، وتدفعنا عنهم بِمُنتهى وسعك، وقد سبق منَّا لك التَّحذير والإنذار، والوعيد والتهديد؟ إذًا فلتَحُلَّ بك نقمَتُنا، ولنَصُبَّ عليكَ جامَ غضَبِنا، ولْتَذُق ألوان الأذى والإهانة، حتَّى ينفتح لنا الطَّريق إلى بلوغ غايتنا، وإدراك أمنيتنا الَّتِي جئْنا نُهْرَع من أجلها فرحين مستبشرين، فما كان يخطر لنا على بالٍ أن يسعى إلينا هذا الجمال الأخَّاذُ في أولئك الفتيان، الذي تُحاول أن تَرُدَّنا عنهم على أعقابنا خائبين، وتضيع علينا هذه الفرصة التي لن تُعَوَّض، فلا بدَّ من قضاء وطَرِنا، وإلا قتَلَتْنا الحسرة، وأهلَكَتْنا الشَّهوة المغتلمة، وأحرقتنا نارُ الغرام المشتعلة، فخلِّ سبيلنا، وتنَحَّ عن طريقنا، وإلاَّ قتَلْناك أنت.



فيقول لهم لوط - عليه السَّلام - وهم في هذه الثَّوْرة العارمة، وهو في أشدِّ الوجيعة والتألُّم عليهم ومنهم، وخوفِ الفضيحة في ضيفه: ﴿ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾ [هود: 78]؟ يا سبحان الله!! وهل يُبْقي هذا الحريق المشتَعِل في أفئدة هؤلاء المُجْرمين من رشد وحِكْمة؟ ولكنْ هو حِلْم الله يُلقي منه قَطْرة على قلوب أنبيائه - عليهم الصَّلاة والسَّلام - حتَّى يَمْحُوَ كلَّ أثَرٍ لِمَعذرةِ فاجر، ويُبْطِل كلَّ أثر لِحُجَّة مُجْرِم: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ ﴾ [الحجر: 49 - 50].



قال أستاذُنا السيِّد رشيد - رَحِمه الله - في تفسير سورة هود:

قيل: أراد بناته من صُلْبِه، وأنَّه سَمَح بتزويجِهم بِهنَّ بعد امتناعٍ؛ لِصَرفهم عن أضيافه، وقيل: أراد بنات قومِه في جُمْلتهنَّ؛ لأنَّ النبِيَّ في قومه كالوالد في عشيرته، قاله ابنُ عبَّاس ومُجاهد وسعيدُ بن جبير، ويَدْخل فيه نساؤُهم المدخول بِهِنَّ وغيرُهنَّ من المُعَدَّات للزَّواج، يعني أنَّ الاستمتاع بِهنَّ بالزَّواج أطْهَرُ من التلَوُّث برِجْس اللواط؛ فإنَّه يَكْبَح جِماح الشَّهوة، مع الأمن من الفساد.



وصيغة التفضيل هنا للمبالغة في الطُّهر فلا مفهوم لها، وهذا كثيرٌ في لُغَة العرب، ويقول فيه النَّحْويُّون: إنَّ أفعل التفضيل على غير بابِه، والظَّاهر: أنه يأمرهم في هذه الحال التي هاجَتْ فيها شهوتُهم، واشتدَّ شَبَقُهم: أن يأتوا نساءهم، كما ورد في الإرشاد النبوي: ((إذا رأى أحَدُكم امرأة فأعجبَتْه، فلْيَأت أهلَه؛ فإنَّ ذاك يردُّ مِمَّا في نَفْسه))[2]، وزعم بعض المُفَسِّرين أنَّ لوطًا - عليه السَّلام - عرض على هؤلاء الفُسَّاق المجرمين بناته أن يستمعوا بِهنَّ كما يشاؤون، ومثل هذا في سِفْر التَّكوين، وفيه أنَّهما اثْنَتان، ولا يُعقل أن يقع هذا من أيِّ رجل صالِح، فضلاً عن نبِيٍّ مرسَل، ولا يصحُّ في مثله أن يُعبّر عنه بأنَّه "أطهر لَهم" فغَسْل الدَّم بالبَوْل ليس من الطَّهارة في شيء، وإن كان يعتقد أنَّهم لا يُجيبونه إلى هذا الفعل، بل الذَّنب في هذه الحال أكْبَر؛ لأنَّه أمرٌ بالمنكر، وخروجٌ عن الحكم الشَّرعي؛ إيثارًا للتَّبجيل الشَّخصي، وهو لا يتعارض مع قوله لهم بعده: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ في ضَيْفِي ﴾ [هود: 78]؛ فإن الزِّنا ليس من التَّقوى، بل هو هَدْم لها، وإنَّما معنى الأمر والنهي: فاجْمَعوا بِما أمَرْتُكم به بين تَقْوى الله باجتناب الفاحشة، وبَيْن حفظ كرامتي وعدم إذلالي وامتهاني بفضيحتي؛ اهـ.



قول الله تعالى: ﴿ قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [الحجر: 71] لَمَّا رأى إصرارهم وعنادهم، وغلبة الشَّهوة القذرة على رُؤوسِهم، فأعمتهم وأصمَّتْهم عن أن يسمعوا لقوله، أو يتفكَّروا فيما يدفعهم عنه، وما يُريد من إبعادهم عن الفاحشة النَّكْراء وإخزائه وفضيحته في ضَيْفِه، حاول أن يُلَطِّف لهيب هذه الشهوة المستَعِرة، وأن يخفِّف من ثورتها؛ لعلَّهم في وَقْت هذا التَّلطيف والهدوء يَثُوب إليهم بعْضُ رشدهم، فيمكِّنونه من التَّفاهم معهم؛ لِيُوجِّههم إلى الصِّراط السَّوي، ويرجع بهم إلى طريق الحقِّ والفطرة، فقال لهم: ﴿ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾؛ يعنِي: إن كنتم ولا بدَّ مُنْدفعين في تيَّار الشَّهوة، غير راجعين عن قضاء الوطر، فهؤلاء بناتي، هُنَّ أطهر وأنظف، وأبعد عن قذارة أدبار المردان، فإنَّها لم تُخْلَق إلاَّ لِخُروج الفضلات القذرة، أمَّا فروج النساء وما يُحيطُها فإنَّها خُلِقت مهيَّأة، بِمَا جعل فيها العليمُ الحكيم الرَّحيم مِن مغريات ومُحَسِّنات لقضاء الوطر، أراد أن يَصْرفهم عن هذه الشَّهوة العارمة بتذكيرهم بِمَوضعها الجميل، وبما يُحيط به في المرأة من جَمال وحُسْن، وفي وقْت هذا التذكُّر تلتفت نفوسهم عمَّا أثار شهوتَها وأجَّج نارها، فيُناقشهم حينئذٍ في كيفية قضاء الشَّهوة، ويعمل جاهدًا أن يسلُّ نفوسهم شيئًا فشيئًا من وسط هذه الغمرة؛ لِيَرجع بها إلى طبيعة الهدوء، فيُفْهِمهم أن أطيب شيءٍ بِقَضاء الوطرِ وأمتعَه: هو الوضع الذي هيَّأ الحكيمُ الخبير لذلك، على الوجه الذي أمر به وارتضاه لحِفْظ كرامة الإنسانيَّة، ووقايتها من كلِّ ما يضرُّها ويؤذيها، ويعطيها ما يزيد نعيمها وسرورها ومُتْعَتَها، وهو الزواج وما يُحيط به من جوِّ السَّعادة والسكينة، والمودَّة والرحمة، وما يُثْمِره من الثَّمرات الصالحة في النَّفْس والذُّرِّية، ولكنْ أنَّى لهم أن يُفِيقوا أو ينثنوا عن غايتهم القَذِرة وقد مرَدُوا عليها، وتغلْغَلَت أدواؤها الفتَّاكة في نفوسهم، وتخَلَّل وباؤُها القتَّالُ في كل ذرَّات أجسامهم، وعقولِهم وقلوبهم؟! إنَّ ذلك مِمَّن هذه حاله، وهذه مصيبتُه وأدْواؤُه لَبعيد.



ولذلك قال الله تعالى للوط - عليه السَّلام -: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ اللام في "لعمرك" لام الابتداء، والكاف خطابٌ للوط - عليه السَّلام - ولا تكون إلاَّ لِلُوط؛ لأنَّ الحديث معه، ولا معنى أبدًا لِجَعلِها لمحمَّد -صلى الله عليه وسلم- ولا وجه له في العربية؛ لأنَّه ليس معه خطاب ولا له في القصة ذِكْر، لا قبل ذلك ولا بعده، من أوَّل القصة إلى نجاة لوط - عليه السَّلام - وهلاك قومه، وكذلك الضمير في "سكرتِهم" يعود إلى قوم لوط، لا إلى قريش.



قال ابن عطيَّة: عود الضَّمير إلى قريش بعيد؛ لانقطاعه عمَّا قبله وعمَّا بعده، وقال القاضي أبو بكر بن العربِيِّ في "تفسير الأحكام" - جوابًا على قول المفسِّرين: إنه قسَمٌ بِحياة محمَّد -: "ولا أدري ما أخرجهم من ذِكْر لوط إلى ذكر محمَّد؟ وما الذي يمنع أن يُقْسِم الله بحياة لوط، ويبلغ به من التَّشريف ما شاء، فكلُّ ما يعطي الله للوط من فضل ويؤتيه من شرفٍ فلمحمد ضِعْفاه؛ لأنَّه أكرم على الله منه، أوَلا تراه قد أعطى لإبراهيم الخُلَّة، ولموسى التكليم؟ وأُعْطِيَ -صلى الله عليه وسلم- ذلك"؛ اهـ.



وقال في "لسان العرب": العَمر والعُمر: الحياة، يُقال: طال عَمره وعُمره، لغتان فصيحتان، فإذا أقسموا فقالوا: لعَمْرك - فتَحوا لا غير، والجمع أعمار، وسُمِّيَ الرجل عَمْرًا تفاؤلاً أن يبقى، والعرب تقول في القسَم: "لعَمْري ولعمْرُك"، يرفعونه بالابتداء ويُضْمِرون الخبَر، كأنه قال: لعمرك قسمي، أو يَميني، أو ما أحلف به، فصار طول الكلام بجواب القسم عوضًا عن الخبَر، وقال الجوهريُّ: معنَى لعَمْرُ الله، وعمر الله: أحلف ببقاء الله ودوامه، قال: وقول عمر بن أبي ربيعة:

أَيُّهَا الْمُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلاً
عَمْرَكَ اللهَ كَيْفَ يَلْتَقِيَانِ؟


يريد: سألت الله أنْ يُطيل عمرك؛ لأنَّه لم يُرِد القسم بذلك؛ اهـ.



وقال الرَّاغب في "الْمُفردات": العمارة نقيض الخراب، والعُمر والعَمر: اسم لمدَّة عمارة البدن بالحياة، وخُصَّ القسَمُ بالعَمر دون العُمر، وعَمْرك الله؛ أيْ: سألت الله عمرك، وخُصَّ هنا العمر لما قصد به إلى القسَم؛ اهـ.



أقول - وبالله وحده أستعين، وعليه أتوكَّل -: إذا تفهَّمْنا جيِّدًا مقصد العرب من وضعها لِهذه اللَّفظة، واستعمالها لها، وجَدْنا أنَّ معنى قوله تعالى: ﴿ لَعَمْرُكَ ﴾ أنَّ الله يريد أن يبشِّر لوطًا - عليه السَّلام - بطول بقائه، وتعميره بعد إهلاك المُجرمين من قومه بِهذا الأسلوب الذي يفيد شرف لوطٍ ورفعة قَدْرِه، لا لشخصه، ولا لِنسَبِه، ولكن لإيمانه الصَّادق بربِّه، وبرسالته التي أرسله ربُّه بها، ولِصَبْرِه الواسع على ما لقي من هذه القرية الكافرة أشنع الكفر، الفاجرةِ أبشع الفُجور، القذرةِ أنْتَن القذارة، كل ذلك لأنَّه إنما يقوم فيهم ليبلِّغ رسالة ربه، وليؤدِّي أمانته التي حَمَّلَه إيَّاها، وقد حان الوعد لتحلَّ بِهم كلمة المنتقم الجبَّار، وجاءت ساعة العذاب الأليم، فكان من أعظم لطف الله وواسع فضله ورحمته بعبده ورسوله لوطٍ - عليه السَّلام - هذا الشرف، وأن يُلْقِيَ عليه من البشارة والسكينة ما يُطمئِنُ قلبه الواجف من عذاب الله وغضبه على الأشقياء المُجرمين، فلقد جاء في الصَّحيح عن عائشة - رضي الله عنها -: أن النبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رأى آية - من ريحٍ عاصف، أو رعد قاصف، أو أشباه ذلك - يُكْثِر الخروج والدُّخول في اضطراب ووجَلٍ، فلا يزول عنه ذلك حتَّى تسكن الرِّيح، أو يَنْزل المطر، وهكذا حال عباد الله المُخْلصين.



و"السَّكرة" الحالة التي تنشأ عندما يَغْشى الإنسانَ من شراب الْمُسكر، أو من الهمِّ والخوف والفزع، أو من استيلاء العِشْق، وتَمكُّن سلطان الْهَوى والغفلة - ينشأ عن كلٍّ حالةُ السُّكر التي تسكر وتغلق مجرى العقل عن التصرُّف في صاحبه، وبالأخصِّ سكر العشق - بحيث يكون سَكْرانُ العشقِ والبهائمُ المتوحشة المفترسةُ سواءً، لا تخطر له العواقب على بالٍ ما دام في سكرته، فهو يتخبَّط مسرعًا بكل قوته البهيميَّة في ظلمات غيِّه وبَغْيِه، لا يدفعه إلا غليان الشَّهوة المشتعلة، ولا يقوده إلاَّ شيطان الفاحشة.



فكم يلقي بنفسه في متالف، وكم يَجْنِي عليها من جناياتٍ تقْشَعرُّ من هولِها الأبدَانُ وهو أعمى أصمُّ أبكم، لا يفيق حتَّى تقع به الكارثة، ويَحلَّ به وبِهم العذاب! ولذلك قال ربُّنا الحكيم سبحانه: ﴿ يَعْمَهُونَ ﴾ [البقرة: 15]، والعمَهُ: أشدُّ من العمى؛ لأنَّ العمى في البصر، والعمَهُ في البصيرة والقلب، وأعمى البصرِ يعطيه الله في بقية حواسِّه ما يخفِّف عنه مصيبة فَقْدِ البصر، ولكن أعمى القلب والبصيرة لا يفيد معه بصَرُ العينَيْن ولا بقيَّة الحواسِّ شيئًا؛ لأنَّه - والعياذ بالله - قتل الإنسانية بجميع مزاياها وخصائصها، وعمَّى عليها كلَّ المسالك، نسأل الله العافية.



وإنك حين تتلو هذه الآيات وأخواتِها في مَقابح ومَخازي قوم لوط، وتتأمَّلها حقَّ التأمُّل مفسَّرة أوضح تفسير، ومبيَّنة أظهر بيانٍ في خُلَفائهم وورثَتِهم في هذا الزمان، وفي كلِّ زمان مضى ويأتي، وإنه لم يحلَّ بهم من عذاب ربِّك ما حلَّ بِسَلَفِهم من قوم لوط، فأمعِنِ النَّظر فيهم، وحقِّقِ التأمُّلَ ترَ لعنات الله تحصيهم، وتعجِّل لهم من العذاب الأدنَى دون العذاب الأكبر؛ لعلَّهم يرجعون، فإن لم يرجعوا - وقَلَّ أن يرجعوا - فإنَّ الداء الوبيل، وذلك الانتكاس القذر يحطم كلَّ عناصر الإنسانية، بل ويحطم كلَّ عناصر الحيوانية، فلا بدَّ أن يصيبهم ما أصاب قومَ لوط في الدنيا والآخرة، ولكن أكثر الناس لا يشعرون.



والحمد لله الذي أتَمَّ علينا نعمته بالفطرة السَّليمة، والدين القيِّم، ونسأله سبحانه من فَضْلِه العظيم، وإحسانه العميم أن يُدِيم علينا وعلى إخواننا المؤمنين هذه النِّعمة، وأن يجعلها في زيادة ونُموٍّ حتى نلقاه عليها.



ربِّ اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يَهْدِي لأحسَنِها إلاَّ أنت، واصرف عنا سيِّئَها، لا يصرف عنَّا سيِّئها إلا أنت، ربِّ جنِّبْنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ربِّ تُبْ علينا، إنَّك أنت التواب الرحيم، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على صفوة أنبيائه وخاتَمِ رسُلِه محمَّدٍ عبدِ الله ورسوله، وعلى آله أجمعين[3].


[1] صحيح: أخرجه البخاريُّ في "الأدب المفرد" برقم [699]، وصحَّحه الألبانِيُّ، وأحمد برقم [15513] من حديث رفاعة الزرقيِّ قال: لَمَّا كان يوم أحُدٍ وانكفَأ المشركون، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((استَوُوا حتَّى أُثْنِيَ على ربِّي))، فصاروا خلفه صفوفًا، فقال: ((اللهم لك الحمد كلُّه، اللهم لا قابِضَ لما بسطْتَ، ولا باسط لما قبضْتَ، ولا هادي لما أضللت، ولا مضلَّ لِمَن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قرَّبْت، اللهم ابْسُط علينا من بركاتك ورحمتِك، وفضلك ورزقِك، اللهم إنِّي أسألك النَّعيم المقيم الذي لا يَحُول ولا يزول، اللهم إنِّي أسألك النَّعيم يوم العَيْلَة، والأَمْن يوم الخوف، اللهم إنِّي عائذٌ بك من شرِّ ما أعطيْتَنا، وشرِّ ما منعت، اللهم حَبِّب إلينا الإيمان، وزيِّنْه في قلوبنا، وكرِّهْ إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الرَّاشدين، اللهم توفَّنا مسلمين، وأحْيِنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتِلِ الكفرة الذين يكذِّبون رسُلَك، ويصدُّون عن سبيلك، واجعل عليهم رجْزَك وعذابَك، اللَّهم قاتِل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إِلَهَ الحقِّ))، وقال فيه شعيبٌ الأرناؤوط: رجاله ثِقَات، عبيدالله بن عبدالله الزُّرَقي إنَّما هو عبيد بن رِفَاعة، وَهِمَ في اسْمِه هنا مروانُ بن معاوية الفزاريُّ، وقد جاء عنه على الجادَّة من طرُقٍ أخرى، وُلِد في حياة النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه جَمْعٌ، ووثَّقه العجليُّ والذَّهَبي، وذكره ابن حبَّان في "الثِّقات".

وأخرجه الحاكم (1 / 506 - 507)، وقال: صحيح على شرطهما، وتعقَّبَه الذَّهَبِيُّ بقوله: الشَّيخان لم يخرجا لعبيد، وهو ثقة، والحديث مع نظافة إسناده مُنْكَر، أخاف أن يكون موضوعًا.

وقد اختلف فيه على عبدالواحد بن أيمن، فأخرجه النَّسائي في "الكبرى"، 10446 وهو في "عمل اليوم والليلة" 610 من طريق أبي نُعَيم عن عبدالواحد بن أيمن عن عبيد بن رفاعة الزرقي مرسلاً، وقد أشار الإمامُ أحمد إلى إرساله في الإسناد، فقال: وقال غيرُ الفزاريِّ: عبيد بن رفاعة الزرقي، وقد أورده الذهبيُّ مطوَّلاً في "السِّيرة النبوية"، (1 / 319 - 420)، وقال: هذا حديث غريب منكر.

[2] صحيح: أخرجه ابن حبان برقم [5572] وصحَّحه الأرناؤوط، ومسلمٌ برقم [1403]، وأحمد برقم [14577]، وصحَّحه الأرناؤوط، وصححه الألبانِيُّ في "الجامع الصغير وزيادته" برقم [3702] وانظر "صحيح الجامع" برقم [1939].

[3] "مجلة الهَدْي النبوي"، جمادى الآخرة (1369) العدد السادس.



 توقيع : كـــآدي






القلب يميل لـ من يجتهد في احتضانـه
واستيعابـه ، واحتـواءه ، يميل لمن يصارع
العالـم لأجلـه ، من يشتاقه بلا سـبب
ويأتيـه بلا سـبب ، من يبقى بجواره للأبد

رد مع اقتباس
قديم 09-08-2022   #2


الصورة الرمزية عـــودالليل

 عضويتي » 2
 جيت فيذا » Sep 2008
 آخر حضور » منذ يوم مضى (12:07 AM)
آبدآعاتي » 749,998
الاعجابات المتلقاة » 1969
الاعجابات المُرسلة » 3987
 حاليآ في » فوق الكواكب والنجوم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الادبي
آلعمر  » 28سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » اعزب
 التقييم » عـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond reputeعـــودالليل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك action
اشجع ithad
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
ياهلا باللي ينور

دنيتي صوته



كيف

لوجيتني

وش حالها الدنيا
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



قيمه جيده لمحتها من خلال هذا
الجلب المميز في
محتواه
ونال الاستحسان
والاعجاب التام والرضى

وكل هذا
دليل ذائقه راقيه جدا أدت
لظهور هذا الطرح بهذا الشكل

اتمنى تقديم المزيد والاستمرار عل
نفس المنوال


و
لك كل احترامي وتقديري
واسعدك المولى


محمد الحريري


 توقيع : عـــودالليل




مهم جدآ
قرار بخصوص احتساب المشاركات وتوضيح مفصل
بالاضافة لشروط استخدام الخاص وصندوق المحادثات

تفضلوا بالدخول

طريقة احتساب المشاركات وكيف تحصل على مشاركات اضافيه بنجاح - منتديات قصايد ليل

قوانين استخدام الشات والرسائل الخاصة - منتديات قصايد ليل


رد مع اقتباس
قديم 09-08-2022   #3


الصورة الرمزية شموخ

 عضويتي » 28080
 جيت فيذا » Jan 2015
 آخر حضور » منذ يوم مضى (09:33 AM)
آبدآعاتي » 182,840
الاعجابات المتلقاة » 726
الاعجابات المُرسلة » 1011
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 60سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » شموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond reputeشموخ has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
♔شموخ ♔
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت اناملك لروعة ذوقك
يسعدك ربي ويحقق أمانيك


 توقيع : شموخ






اللهم احفظ لي أمي حبيبتي اني أخشى عليها من ضرر يمسها فيمسني أضعافه اللهُم أني استودعك إياها في كل حين فاحفظها يارب♥


اللهم أرحم أبي وخالي رحمة تدخلهم بها جنة الفردوس بلا حساب ولا سابق عذاب واجبرنا جبراً انت وليه فالدنياء والأخره


رد مع اقتباس
قديم 09-08-2022   #4


الصورة الرمزية مجنون قصايد

 عضويتي » 27626
 جيت فيذا » Jul 2014
 آخر حضور » منذ 7 ساعات (02:49 AM)
آبدآعاتي » 265,624
الاعجابات المتلقاة » 1861
الاعجابات المُرسلة » 8778
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 51سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » مجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond reputeمجنون قصايد has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



بيض الله وجهك
طرح واختيار روعه للموضوع
لاحرمك الله رضاه

لك كل
تقديري واحترامي


مجنون قصآيد


 توقيع : مجنون قصايد






رد مع اقتباس
قديم 09-09-2022   #5


الصورة الرمزية روح الندى

 عضويتي » 29723
 جيت فيذا » Jul 2018
 آخر حضور » منذ 22 ساعات (11:07 AM)
آبدآعاتي » 91,078
الاعجابات المتلقاة » 6884
الاعجابات المُرسلة » 8225
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » روح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond reputeروح الندى has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  ابكي

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



جزاك الله خير


 توقيع : روح الندى



رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #6


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ يوم مضى (12:03 AM)
آبدآعاتي » 658,343
الاعجابات المتلقاة » 936
الاعجابات المُرسلة » 351
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت أناملك على الجلب المميز
اعذب التحايا لك


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #7


الصورة الرمزية كـــآدي

 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 23 ساعات (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #8


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ يوم مضى (12:04 AM)
آبدآعاتي » 273,717
الاعجابات المتلقاة » 2162
الاعجابات المُرسلة » 5719
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي





رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #9


الصورة الرمزية كـــآدي

 عضويتي » 28440
 جيت فيذا » Jul 2015
 آخر حضور » منذ 23 ساعات (10:37 AM)
آبدآعاتي » 379,184
الاعجابات المتلقاة » 2471
الاعجابات المُرسلة » 1007
 حاليآ في » الريــآآض ع ـــشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 29سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » كـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond reputeكـــآدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 10
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع shabab
مَزآجِي  »  سبحان الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 09-11-2022   #10


الصورة الرمزية لا أشبه احد ّ!

 عضويتي » 28327
 جيت فيذا » May 2015
 آخر حضور » 03-12-2024 (05:41 AM)
آبدآعاتي » 442,833
الاعجابات المتلقاة » 5765
الاعجابات المُرسلة » 4205
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » لا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond reputeلا أشبه احد ّ! has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  مبسوطه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



:





















أطّروَحُة غّآمُرةَ
سَلمْتمَ وِدٌمتْم كَماَ تّحبُوٍن وَتُرضّوٌنّ


 توقيع : لا أشبه احد ّ!





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سورة الحجر (الآيات 36 : 40) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 11 09-11-2022 05:40 AM
سورة الحجر (الآيات 16 : 18) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 15 08-09-2022 07:13 PM
سورة الحجر (الآيات 12 : 13) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 16 08-09-2022 07:13 PM
سورة الحجر (الآيات 10 : 11) كـــآدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 24 08-09-2022 07:13 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية