على قارعة الطريق (خاطرة)

علاقتي بك يحدها الصمت ويقترب منها الفراق بوجهه الكئيب ليرمي بسمة ماكرة ينذر بالرحيل .. جبروت صمتك جلدني بقسوة تآكلت منه جروح كادت أن تلتئم جمودك بترها بلا تخدير .... جاري الآن مسحك تدريجيا من ذاكرتي القوية ولن يتبقى إلا آثار طيفك يغدو ويروح ... كشبح ميت اغتالته مشاعره القاسية وتركته جثة هامدة .. سأجعل قبر علاقتنا مظلما لا تنيره أحاسيسي الصادقة رسائلك ورقة خريف جافة سقطت دهستها أقدام الراحلين فتفتتت ولم يبقى منها إلا غبار غربتنا عن بعضنا .... صمتك لا شوق فيه أعزب بلا وليف ... فتحرر من عهدك البائس قبل الرحيل أما أنا سأتعرى من شوقي وأخلع ذكرياتي كحذاء بالي وأسير حافية على جسر يوصلني لبر النسيان ولكنه حتما لن يكون جسرا من ذهب ...... انبذ عنك ما كان بيننا فلقد كان مزيفا لا تحدثني عن حب مسكين أغرقته ديون الكآبة فأعلن إفلاسه وصار مشردا يبحث عن صادقين يقيم بينهم حبنا لقيط هائم يبحث عن نسب في زمن اختلطت فيه الأنساب ليست لحظة شجاعة مني حينما حزمت أمري وقررت الفراق سأرحل منك وعنك فانا لا أريد حبا يقتات على الكوابيس بعدما فرت منه أحلام وردية ...... وأبقته وحيدا مشردا على قارعة الطريق