|
…»●[ خ ـــيـر الخـلــق ]●«… { .. لنصره حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
شرح حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه.. من الأربعين النووية
شرح حديث: إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه..
من الأربعين النووية عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا - نطفة [1] - ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: بكَتْبِ رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيدٌ، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها))؛ رواه البخاري ومسلم. ترجمة الراوي: أبو عبدالرحمن عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، حليف بني زهرة، أسلم بمكة قديمًا، ويقال: إنه سادس ستة في الإسلام، وسبب إسلامه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط فقال له: ((يا غلام، هل عندك من لبن تسقينا؟)) قال: نعم، ولكني مؤتمن، قال: ((هل عندك من جذعة لم ينزُ عليها الفحل؟))، قال: نعم، فأتاه بها، فمسح صلى الله عليه وسلم ضرعها ودعا، فامتلأ ضرعها باللبن، فحلب في إناء أتاه به أبو بكر، وشرب وسقى أبا بكر رضي الله عنه ثم قال للضرع: ((اقلص)) فقلص؛ أي: رجع كما كان لا لبن فيه، فلما رأى ذلك أسلم رضي الله عنه، وعن عبدالرحمن بن يزيد - كما عند البخاري -: سألنا حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه، فقال: ما أعرف أحدًا أقرب سمتًا وهديًا ودلًّا من النبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد، وعند ابن أبي شيبة: أقبل عبدالله ذات يوم وعمر جالس فقال: كُنَيِّفٌ ملئ فقهًا، وهاجر الهجرتين، إلى الحبشة والمدينة، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، توفي في المدينة سنة اثنتين وثلاثين[2]. منزلة الحديث: ◙ هذا حديث عظيم جامع لأحوال الإنسان من مبدأ خلقه ومجيئه إلى هذه الحياة الدنيا إلى آخر أحواله من الخلود في دار السعادة أو الشقاء، بما كان منه في الحياة الدنيا من كسب وعمل وفق ما سبق في علم الله وقدره وقضائه[3]. ◙ قال ابن الملقن - رحمه الله -: لو أمعن الأئمة النظر في هذا الحديث كله من أوله إلى آخره، لوجدوه متضمنًا لعلوم الشريعة كلها ظاهرها وباطنها[4]. ◙ قال ابن حجر الهيتمي - رحمه الله -: هو حديث عظيم جليل، يتعلق بمبدأ الخلق ونهايته، وأحكام القدر في المبدأ والمعاد[5]. ◙ قال الجرداني - رحمه الله -: هذا الحديث حديث عظيم جامع لجميع أحوال الشخص؛ إذ فيه بيان حال مبدئه وهو خلقه، وحال معاده وهو السعادة أو الشقاء، وما بينهما وهو الأجل، وما يتصرف فيه وهو الرزق[6]. غريب الحديث: ◙ الصادق: في جميع ما يقوله، والحق المطابق للواقع. ◙ المصدوق: فيما أوحي إليه؛ لأن جبريل يأتيه بالصدق. ◙ يجمع: يضم ويحفظ، وقيل: يقدر ويجمع. ◙ خلقه: أي الماء الذي يخلق منه. ◙ في بطن أمه: أي في رحمها. ◙ نطفة: الماء الصافي: هو المني. ◙ علقة: قطعة من دم، وسميت علقة؛ لعلوقها بيد الممسك بها، أو لعلوقها بالرحم. ◙ مضغة: قطعة لحم بقدر ما يمضغ. ◙ فيسبق عليه الكتاب: الذي سبق في علم الله تعالى، أو اللوح المحفوظ. شرح الحديث: ((قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق)) في جميع ما يقوله، حتى قبل النبوة، والصدق: الخبر المطابق للواقع. ((المصدوق)) فيما أوحي إليه، والذي يصدقه الله تعالى في دعواه الرسالةَ بإظهار المعجزات على يديه، ويصدقه الخلق فيما يقول. ((أحدكم))؛ أي: معشر بني آدم ((يجمع خلقه)) يحتمل أن يراد بأنه يجمع بين ماء الرجل والمرأة فيخلق منهما الولد؛ كما قال تعالى: ﴿ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ﴾ [الطارق: 6، 7]. ((في بطن))؛ أي: رحم ((أمه))، وهو من قبيل ذكر الكل وإرادة البعض، والله سبحانه وتعالى يجعل ماء الرجل والمرأة جميعًا ((أربعين يومًا)) حتى يتهيأ للخلق وهو فيها ((نطفة))، والنطفة المني، وأصلها الماء القليل، وجمعها: نطاف - قاله النووي - ((ثم)) عقب تلك الأربعين ((يكون))؛ أي: يصير ((علقةً)) وهو الدم الغليظ المتجمد ((مثل ذلك))؛ أي: مقدار ذلك الزمن الذي مر، وهو أربعون يومًا، ((ثم)) عقب الأربعين الثانية ((يكون مضغةً))؛ أي: قطعة لحم صغير بقدر ما يمضغ، {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} [الحج: 5] قال ابن عباس: مخلقة؛ أي: تامة، وغير مخلقة؛ أي: غير تامة، بل ناقصة الخلق، وقال مجاهد: مصورة وغير مصورة، يعني السقط. ((مثل ذلك)) وهو الزمن المذكور، وهو أربعون يومًا، وهي الأربعون الثالثة، ((ثم)) إذا تمت وصار ابن مائة وعشرين يومًا ((يرسَل إليه الملَك))، والمرسِل هو الله تعالى، كما صرح به مسلم في رواية[7]، وهذا هو الملك الموكل بالرحم بأن ((ينفخ فيه الروح)). ((ويؤمر))؛ أي: يأمر الله الملك ((بأربع كلماتٍ))؛ أي: يكتبها؛ ولذلك بينها صلى الله عليه وسلم؛ ((بكَتْبِ)) ما هو لاقٍ بين عينيه، ((رزقه)) قليلًا أو كثيرًا. ((وأجله))؛ أي: مدة حياته، ((وعمله)) صالحًا أو فاسدًا، ((وشقي أو سعيدٌ)) شقي في الآخرة أو سعيد فيها. ((فوالذي لا إله غيره)) إذا كان كل من الشقاوة والسعادة مكتوبًا، فأقسم بالله الذي لا معبود بحق غيره ((إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة))؛ أي: بأن يأتي بالطاعات ويترك المنهيات ((حتى ما يكون))؛ أي: لا يوجد ((بينه وبينها))؛ أي: الجنة ((إلا ذراعٌ))، وهي كناية عن شدة القرب، ((فيسبق))؛ أي: يغلِب ((عليه الكتاب)) الذي كتب له في بطن أمه ((فيعمل بعمل أهل النار)) من المعاصي، كفرًا كانت أو كبيرة، بإرادته واختياره، ((فيدخلها))؛ أي: النار يوم القيامة، ((وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)) بأن يتوب من ذنبه، إما بالإسلام إن كان كافرًا، وإما بالإقلاع والندامة ورد المظالم إن كان مسلمًا. الفوائد من الحديث: 1- كيفية تكوين الإنسان وتنقله من مرحلة إلى مرحلة. 2- الدعاء بالثبات على هذا الدين. 3- الاستعاذة من سوء الخاتمة. 4- أن الأعمال سبب دخول الجنة والنار. 5- أن الشقاء والسعادة لا يعلمهما أحد إلا الله عز وجل. 6- فيه تنبيه على أن البعث حق؛ لأن مَن قدَر على خلق الإنسان من ماء مهين قادر على إعادته. 7- فيه إثبات الأصل السادس من أصول الإيمان، وهو الإيمان بالقضاء والقدر؛ كما جاء في الحديث الثاني |
05-20-2023 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع حضوري شكر وتقدير لك ولاهتمامك في مواضيعك اخوك نجم الجدي
|
|
|