الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-26-2021
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (02:19 AM)
آبدآعاتي » 1,056,176
الاعجابات المتلقاة » 13859
الاعجابات المُرسلة » 8050
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية كيف أخفي أنك بت تسكنني والعين مبدية والقلب معترف /البارت الأول



الجزء الأول ..

يوم الخميس .. 3:30 مساءً

بكل هدوء فتحت الباب ، تمشي على أطرافها حتى لا تُحدث صوتًا يجعل أختها تشعر بوجودها ، تسللت بنجاح لغرفتها وأقفلت الباب جيدًا ..
رفعت تلك الورقة المطوية أمام عينيها وهي تقرأها بقلق ، لا تعلم من ذا الذي يضع هذه الأوراق في مقبض سيارتها ولكن الأمر يُقلقها ، تتوتر كثيرًا .. تعلم بأنه إذا تمالإمساك بها من قِبل أختها الكُبرى ، لن تستطيع رؤية أشعة الشمس بعد ذلك اليوم ..
القت بجسدها المُتعب على السرير ، أرهقتها الجامعة اليوم .. ضحكت بسخرية وألم .. تبلغ من العُمر ٢٥ عامًا ، الذين بعمرها قد تخرجوا ولكن هي ! أخرجت زفيرًا منصدرها بعدما حبسته وهي تردد ( الحمدلله على كل حال ) ..
فتحت تلك الورقة المطوية لتقرأ ما فيها .. لا تنكر بأن صاحب الأوراق لديه خطٌ جميلٌ جدًا ، وكلماته رقيقة تصل لقلبها ولكن هي لا تعلم من يكون ويرعبها ذلك ..
شهقت وهي تسمع شجارات أختيها اللاتي يصغرنها عمرًا ، ابتسمت .. تعودوا على هذه الشجارات فهن الآن يتشاجرن على تنورة أو جينز أو بلوزة قامت إحداهنباستعارتها من الأخرى دون استأذان ..
خرجت لتصرخ : كفايه خلاااص أنتِ وهي
تخصرت الصُغرى : كلمي هذه
التفتت لها لتسأل : إسراء ايش صاير ؟
زفرت المدعوة إسراء : يعني ما تعرفي مروة ؟ تسوي من الحبة قبة ، كلها عشان كيس إندومي
حركت رأسها يُمنةً ثم يُسرى : خلاص مروة اشتري لك كارتون مو كيس ، تكفون برتاح بسكم عاد
مدت مروة شفتيها ، لم يعجبها كلامي .. مروة مُدللة والداي ، ذهبت ناحيتها ، احتضنتها ثم تركت أثرًا من أحمر شفاهي على خدوها
مسحته بملل : دااااااانة روجاتك تخرب بشرتي
قرصتُ خدها بخفه : هذا جزاي
ضحكت مروة وهي تقترب مني لتطبع أثرًا هي الأخرى على خدي ، ابعدتها مازحة : يع
تمسكت بي وهي تدفعني لداخل غرفتي : انقلعي نامي
ضحكت وأنا أحاول لف جسمي لها ولكن مروة أقوى من جسدي النحيل هذذا : مرمر ويت لحظة وين نوار ودينا ؟
رفعت إسراء الصامته عينيها لتقول بحزن : كل وحده بدارها
فهمت من نبرتها الحزينة حالهن : الله يعين
جلست مروة على إحدى الكنبات في صالتنا الدائرية في الطابق العلوي التي تحاوطها غُرفنا الـ خمس وجناح والداي .
رفعت رأسها لتقول بنبرة حزينة : مافي أخبار عن ماما وبابا ؟
كيف أنطقها تلك الكلمة التي تحوي حرفين ! كيف أخبر صغيرتنا هذه أنه منذ إختفاءهما قبل٣ سنوات ونحن لا نعلم في أي أرضٍ هوت بهم تلك الطائرة ، مسحت علىظهرها وأنا أُتمتم : الله كريم ، إن شاء الله نعرف عنهم قريب .
اقتربت إسراء لتضع رأسها على كتفي ، تمتمت بفرنسية مُتقنه : اذهبي وتحدثي مع نوار ، لقد رأت ابنة عمنا اليوم ..
آآآهه .. إنني متعبة جدًا ، جدًا .. لا يستطيع عقلي تحمل هذا بل وقلبي أيضًا .. التقت عينانا أنا وإسراء ، تمتمت هي بفرنسية حتى لا تستطيع مروة فهم ما نتحدث به ، فـفرنسية مروة ركيكة جدًا ، ستعلمون قريبًا كيف لنا ذلك ..
.
.
.
.
نواري !
همست بها وأنا أقف عند عتبة بابها ، كانت قد ولّت الباب ظهرها .. نوّار أختنا الكبرى ذات الـ ٢٩ ربيعًا ، نعم أختنا لم تتزوج لهذا اليوم وهي شديدة الجمال ، عيناهاناعستان بلونها البنيُّ الفاتح .. عيناها تكفي لتشد أي كائن حيّ يمر بجانبها ولكن أختي وقدوتنـا .. لم تفعل ذلك قط ، ولكن قصتها كالآتي .. أتى شاب يعمل معها بنفسقطاعها لخطبتها من عمي الموقر وذلك لأن أبي ليس بالجوار ، قام عمي بتزويجه من ابنته التي لاقت نوار اليوم .. الجديرُ بالذكر كان الشاب المدعو بـ هَاني ، قد اعترفلنوار بحبه الشديد لها وهي بدورها طلبت منه أن يطرق الباب حتى تستطيع هي مُبادلته ذلك الحب العفيف بما يليق بها ، ولكن ما حصل أرهقها وجرح قلبها ..
اقتربت منها وجلست على طرف السرير وأنا أضع يدي على كتفها : النوري
التفتت لي وهي مُبتسمة : عيوني
مسحتُ على شعرها برقة ، ابعدته عن وجهها لاستطيع التمتع بالنظر إلى عينيها الفاتنتين ، أنا أختها ويحق لي تأملها : ايش فيك ؟
أطلقت آه صغيرة من قلبها ، وأعلم أنها لا شيء أمام ما تشعر به لتقول : اليوم مروة سألتني عن أمي وأبوي
أومأت برأسي لأقول : سألتني بعد
الصقت كفيها ببعضهما البعض لتكمل وهي تبعد عينيها عني: دينا ...
قاطعتها وأنا أدير وجهها لتواجهني بعينيها : ايش قالت لك الحرباء ؟
ضحكت أختي الجميلة للفظي ذاك ، قد اسميناها أنا وإسراء بالحرباء، ابعدت شعرها الحريري الذي سقط على وجهها .. كانت دمعه متعلقة برمشها وكأنها انسكبت منقلبي ، منعتها من جرح خديّ نوار الناعمين .. لتخدش اصبعي أما وجنتيها الوردية ؟ فلا .. همست لها : نوّاري
احتضنتني ، سحبت جسدي الصغير النحيل لناحيتها وتمسكت بي .. كنت اسمع شهقاتها بقرب أذني ، فبكاء نوار صامت .. وضعت يدي بمنتصف ظهرها .. سمعتهاتهمس لي : تقول إن أنا السبب في إن هاني طلقها وأخذ بنتها منها بعد ما سماها باسمي .
أتعلمون ؟ أمي قد هذبتنا ذات يوم وأعطتنا قائمة ممنوعات ، إحدى هذه الممنوعات ( الشماتة ) ولأننا في تربيتنا تلقينا عقاب الضرب ذات مرة بسبب الشماتة ، لن اشمتأمامكم في الحرباء ولكن .. هي أخذت ما تستحق فبعد ١١ شهرًا بالتمام جلبها هاني لبيت والدها لأنه لم يستطع تحملها ، وبعدما وضعت ابنتها طلقها ، وعندما أتمت نوارالصغيرة نصف سنة أخذها والدها لتعيش معه ، لا أخفيكم بأن فعلته أوجعتني في تلك الصغيرة التي حرمت من والدتها ولكن لا سأن لي بهم.. دق هاني بابنا ذات يومطالبًا نوار مرة أخرى ولكن عزيزتنـا نوار ولحسن تربية والدتي لها رفضت أن تكون جرحًا في قلب الحرباء ..
مسحت على ظهرها مرارًا وأنا أقول : ما عليك منها الآن ترمي سواد وجهها عليك هي اللي جابته لنفسها ، الواضح إن الرجال لاعت كبده منها ومن سخافتها وطلقها ومنحقه ياخذ منها بنته ، لو تربت على ايدها بيستحي بعد ٢٠ سنة إن ينذكر اسمه وراء اسمها من فعايل أمها
ضربتني تلك العزيزة بخفه على ظهري ، ألم أقل لكم بإن الشماتة من الممنوعات ! نعم ، نوار أخذت دور أمي الآن بعد غيابها .. ولكن شقاوتي كانت أكبر ، فمددت لسانيلها : ترا ضربتك ما تعور
رفعت يدها وهي تقول بتهديد : ترا قرصتي تعور !
فززت هاربة ، نعم فقرصتها تلك تترك ندوبًا : لاااااا أروح عند دينا أبرك
ضحكت جملتي نوار وكان هذا هدفي الأول عندما دخلت غرفتها ، لأتركها مع بقايا الآهات التي في قلبها .. لتتخلص منها بسهولة مع نفسها ، فنوار لا تستطيع المكوث هنالفترة طويلة عليها الإعتناء بعشاءنا وجلستنا بعد المغرب ..
.
.
.
.
غرفة مُظلمة ، باردة، لا حِس فيها ، صوت نفسها فقط .. لا وأيضًا عبدالرحمن السديس يتلوا سورة يوسف .. حبيبة القلب دينا ، كلما زارها الضيق نامت على صوت إحدىالقراء وهو يتلوا ما تيسر من هذه السورة التي تشرح صدورنا جميعًا
اقتربت منها لأرى دموعها خطت شوارعًا كثيرة على وجنتيها السمرا المُحمرة .. وضعت يدي لأمسح دمعتها .. أعلم إنها شعرت بوجودي الآن
همست لي : دانة ، وليد صحى
شهقت بحزن ودموعي لم تستأذنني بالهطول ، همست لها : متى ؟
أنهى السديس الآيات ، اوقفت صوته .. وهمست بحزن : اليوم ، كلمتني رغد
أومأت برأسي ، لا أعلم ماذا أقول لها ولكن لأشرح لكم مأساة دينا والسبب لا يختلف عن نوار ، فهو ذاك العم المتغطرس.. جاء وليد لوالدي قبل اختفاءه ، طلب منه دينازوجة .. وافق والدي بعدما علم من والدتي بأن دينا لم ترفض ، كيف لها ترفض وليد ! حُب طفولتها .. جارنا منذ زمنٍ بعيد ' ولكن ما حصل لوليد كان مأساويًا ، قام عميبدهسه قبل عقد قرانهم بيوم .. دهسه وهو يمتطي دراجته النارية ، دهسه بقلب بارد ، دهسه ليسقط هاويًا ويرتطم رأسه بالشارع ، نام لسنواتٍ طوال ، ٥ سنوات رُبما ! عندما علم والداه قاما بإلغاء الزواج ، أبعدى أختي رقيقة القلب عمن سكن قلبها الرقيق .. لم تستطع قط زيارته ، والداه يرافقانه ٢٤ ساعه ، لو ازدات ساعه في اليوملرافقاه فيها .. فقط رغد من استطاعت أن تطمأن قلب دينا ..
احتضنتها ، وضعت رأسها على صدري ويداي ترتفعان وتهبطان على ظهرها : خلاص انسيه دينا ، الحمدلله إنه صحى ورجع لأهله والله يعوض قلبك ويرزقك شخصيخليك ما تذكرين حرف الواو من اسم وليد
أطلقت آآه ، لم استطع منع دموعي مع الـ آآهه التي خرجت منها .. قلت لأجعلها تشتت تفكيرها : دينوه اسمعي
همست بـ همممم .. تحثني بها أن أكمل حديثي ، همست لها : عيد ميلاد نوار قريب
قطبت حاجبيها لتقول بسخرية : كم بيصير عمرها ؟ سبعين !
ضربتها بقوة ، لا أرضى بأن يسخر أحد من عزيزة قلبي نوار : أنتِ السبعين أما نواري ٢٩
مسحت دينا على كتفها وهي تضحك : حشششششى المرأة الحديدية مو دانه
مددت يدي لأبعثر شعري باعتزاز : عشان لا تغلطين مره ثانية على أخواتي
حملت جسدها واعتدلت لتجلس قبالي على السرير : لاااااه ووشهو البارتي ؟
اعتدلت أنا وبكل حماس : ثيم باريسي وش رأيك
ضربت كفها بكفي : تممممم
طبعت قُبلة على خدها وأنا أقفز من سريرها : اوووررااااايييييتتت نتفق بالليل
كانت سوف تُتَمتم بـ تم ولكن مروة داهمتنا وهي تقول بسرعة : جدتي تحت الحقوا بسرعه
ركضت دينا بسرعه أما أنا جلست على سريرها ، لا أستطيع فقد أُرهقت ..
لأخبركم القليل عن عائلة والدي المعتوهه قبل أن أصل للأسفل ..
عمي يفعل كل ذلك ، يريدنا أن نتزوج من أبناءه الفشلة طمعًا بإرث والدتي الذي ورثته من والدها واستثمره لها والدي لنحظى به نحن الـ ٥ ، فأبي ليس له ابنٌ بين بناتهالخمس ..
عائلته لديها قاعدتان إحداهما أكثر تخلفًا ورجعية من الأخرى
الأولى ؛ ابنةُ العم لابن عمها .. والثانية ؛ الفتاة عندما تبلغ الثامنة عشر عليها بالزواج ، لا يوحد لدينا فتاة جامعية ..
ماذا فعل سُلطان بن ناصر ؟ عُذرًا نسيت أن أخبركم بأن صاحب الاسم المذكور ، هو أعظم رجلٍ قابلته على الإطلاق ، هو والدي ومعلمي وصديقي الأفضل ..
لنعود ، قام والدي بكسر هذه القواعد ، فلقد تزوج أمي الغريبة بل والأجنبية فرنسية الأصل .. المُتعلمة والحاصلة على شهادة دكتوراه في الفلسفة والآداب وعلوم أخرىتفقهها والدتي .. وكلٌ منا التحق بالجامعة ..
فـ نوّار تخرجت بشهادة ماجستير في الهندسة المدنية وتعمل في إحدى الشركات العالمية وهذا ما يثير جنون عمي وأبناءه
دينا حاصلة على شهادة بكالوريوس في العلوم المالية والمصرفية وتعمل في إحدى البنوك والتحقت بإحدى الكورسات لتحصل على شهادة الماجستير علمًا بأن دينا تكبرنيبعامٍ واحد
أنا هههههههههههههه ويا لسخرية القدر ما زلت اتخبط في الجامعه لأحصل على شهادة البكالوريوس في علوم الأرض والبيئة ولكن سأشرح لكم لاحقًا سبب تخبطيوستعذروني بل وتبكون على ما حصل لي
إسراء تصغرني بخمسة أعوام أيّ عُمرها ٢٠ ربيعًا ، هذه المتمردة تدرس الفنون التشكيلية لتصبح رسامة ، سترسم لوحة كالموناليزا لجدتي وابنها وحفيدتها الحرباءهههههههههههههه
صغيرتنا المُدللة مروة ، ابنة الـ ١٦ عامًا ما زالت تدون ذكرياتها في مدرسة الثانوي .. ولكن تلك المدللة تطمح لأن تصبح دكتورة ، ونسعى جميعًا للتمرد على عمنا لنحققحلمها ..
كُلنا نجيد التحدث بالفرنسية بطلاقة عدا مروة ، لا أعلم لماذا ولكن أظن أن الفرنسية أصبحت من الممنوعات في الآونة الأخيرة ولم تلحق مروة تعلمها من والدتي التي كانتتخصص أوقاتًا لتزودنا بمعلومات في الفلسفة والاتكيت وتدريسنا الفرنسية، ولكن لا تقلقوا سأقوم بتدريسها حتى تستطيع أن تفضفض بلغة لا يفهمها أحد في منزل جدي..
.
.
.
.
نزلت لأسمع جدتي تلقي خطابًا على أخوتي ، وتصفعني صفعة كلامية لتجعلني اشهق بقوة ، شعرت أن حنجرتي جُرحت من شهقتي .. اتعي ما تقول ؟ تريدني أنا أنأتزوج من حفيدها المعتوه المدعو بـ وافي ! هزُلت
قلت بتمرد كبير : آخر عمري أتزوج وافي ، هذا حتى شهادة ثانوي ما عنده
قالت عمتي أسماء بهدوء ، كم أحب هذه العمة : وهي الصادقة يمه وش تبي فيه ؟ وفوق كل هذا سكير ، يضيع البنت معاه
غضبت جدتي ، أستطيع التخمين بأنها جلبت عمتي أسماء لتقف بصفها ولكنها خذلتها ، قالت بتغطرس يشبه تغطرس ابنها : حاصل لها بنت الفرنسية يتزوجها وليدي ،وبعدين هذا هو سُلطان تزوج أمها وهو ما يدري ...
لم تستطع أكمال جملتها لأن ٥ أصوات متفرقة الجمتها عندما قالت : حدك عن أمي/ماما/أمنا ..
اختلفنا في نطقها نعم ولكننا اجتمعنا في الدفاع ، اتعلمون بكيت وقتها عندما نظرت لأخوتي، شعرت بالفخر والاعتزاز .. شعرت وكأنني أمي وددت باحتضانهن في تلكاللحظة ، شعرت وكأنني أريد أن أتفوه بشيء ، لحظة ولكني تفوهت بكل فرح وغرور : عزوتي والله فديتكن فخورة للموت
أطلقن دينا وإسراء ضحكاتهن ومروة المدللة احفظت رأسها لتخفي ابتسامتها ، مروة دائمًا تخفي رهبتها من التعبير هكذا فجدتي ترهبها ولا ألومها أبدًا فوالدة والدي تشبهزوجة أب سندريلا .. أما نوار فتكتفت وهي ترفع حاجبيها وعيناها الناعستين لم تبتعد عن جدتي ، نسيت ذكر ابتسامتها الساخرة ..
إن نوار أكثرنا تمردًا ولكنها مُجبرة في بعض المواقف التظاهر بعكس ذلك حتى لا تجعلنا نحن الأخريات نُقلل أدبنا ولكن .. لا تفوتوا كلمة لكن ..
لأشرح لكم ، أبي خبأ في كلٍ منا سُلطان متمرد صغير ، لذلك أقول لكن .. لا تستطيع نوار بتصرفاتها الحسنة أن تكبح رغبتنا في التمرد ، فذلك السُلطان الصغير دائمًايحثنا على تحقيق رغباتنا طالما ليست حرامًا ..
إن التواقح على جدتي من الممنوعات وإن كانت الفاتنة روز هُنا لكان عقابنا حرمانًا من حضنها وحضن والدي ..
أوه لم أذكر لكم روز ! حسنًا لا بأس ..
تلك الـ روز هي ذاتها التي أسرت سلطان بعينيها الناعستين ، التي شبهتها نوار فيها .. التي جعلت سُلطان يكسر الحواجز كلها من أجلها .. صاحبة العينين العسليتينالتي ورثتها دينا ، وشعرها الكستنائي الذي ورثته أنا وجسدُ عارضة فرنسية ورثته إسراء .. لا تقلقوا فمروة أخذت طول أمي وحياءها المُبالغ .. نعم فعندما يناديها سُلطانهابحبيبتي .. تحمرُ خجلًا تلك الروز ..
أما سُلطاننا .. فقد ورثنا منه أيضًا لا تقلقوا ، جميع صفاته الجيدة والسيئة غرسها فينا ، السيئة ! نعم فالتمرد عادة والدي المُفضلة وتوارثناها فيما بيننا بل وطورناهابشكل سيئ أيضًا ، لا أفتخر لا تقلقوا فأنا بعد تمردي ، انفرد بنفسي لأوبخها وأبكي على فعلي ، لا تنسوا ف روز لديها قائمة ممنوعات ولكل ممنوع عقاب .. فكما علمناسُلطان على التمرد ، علمتنا روز على الانضباط
لكن أين هي روز وأين سُلطان ! لا أحد منا يعلم ولكن ما نعلمه ، نحن بحاجتهما للتخلص من الكابوس المدعو بجدتي وعمي '
.
.
.
.
.
الرابعة والنصف يوم الجمعة ..

تقف لتسرح شعرها بكل ملل وعقلها شارد في مكان بعييد جدًا .. سمعت صوت يستفزها من خلفها : يا الغزال الشارد
لفت وجهها الذي لم يكن يحمل في طياته أيُّ تعبير ، اقتربت منها لتقول بمزح : يوه تخوفين كذا سروي شفيك
نطقت إسراء : تدرين مروة ! ما ودي نروح لعزومة جدي ، بس الله يسامح دانة لو قالت لنوار ما نبي كان ما رحنا
ضحكت مروة وهي تتخطى إسراء لتفتح درج تسريحتها وتستخرج مجوهراتها لتختار منها : هههههههههههههه والله عاد ما فرقت معي ، عادي تعودنا على الكلام الليينقال لو ما تبين تروحين بسبب الكلام
جلست إسراء على سريرها وهي تراقب تنسيق مروة وذوقها الرفيع في اختيار ما يناسب فستانها الكحلي الخالي من أي نقوش : تدرين عاد ؟ ما يوصلني الكلام كلش بسيجرح نوار مرّة ، خصوصًا هالحرباء وأمها ، وعاد عمي وعياله يوووووه
أعلم ، دانة لم توضح ذلك .. عمّي المتغطرس ليس ذاته والد الحرباء ، لدينا من الأعمام ٤ ، والثرثارة دانة لم توضح ذلك .. اثنان فقط يتمنون محونا من الدنيا لأخذ مااستثمره والدنا ، توقفوا لا تعتقدوا بأن الآخرين مختلفين ! لا بل هم متخلفين أيضًا ، الآخرين .. أو دعوني لا استبق الأحداث ولكن لتعلموا .. نحن نعيش وسط عائلة متفككة، الكُل فيها يسعى وراء أطماعه ..
دارت مروة أمامي على نفسها وهي تقول بدلع : حلوه ؟
حبيبتي مروة ، أنتِ جميلة بكل أحوالك ، هكذا رددتها بفرنسية متقنة لأغيض مروة .. أتعلمون ؟ أحب مروة عندما تعقد حاجبيها وتمد شفتاها للأمام ، أي أحب إغضابها ،تزداد جمالًا وفتنة .. لا عليكم ، نحن مُغرمات بجمال بعضنا يحق لنا فوالدتنا روز ..
لم تستطع مروة توبيخي لأن زلزالًا أحدثه صوت نوار جعلنا نركض للأسفل ونحن نحتضن عباءاتنا ..
كانت تقف متخصرة وهي تقول : سنة لين تنزلن ؟
لم اتجرأ بالتفوهه بكلمة حتى المدللة مروة التي كانت تحتمي بي وتقف خلفي مباشرةً ، ولكن المتمردة دانة تحدثت ببرود وهي تتمايل بمشيتها : يوه نوار خلينا على راحتنا ،مو كفايه رايحين مجبورين ؟
اتعلمون لما شهقت نوار ؟ ليس لما قالته هذه المجنونة ولكن بسبب ما ترتديه ، رسميًا المعتوهه دانه ارتدت فستانًا لا نرتديه الا في حفلات الزفاف ..
كتمنا ضحكتنا على حركاتها الاستفزازية ولكن دينا أطلقت قهقهات قوية وهي تقول : يا بنت تعوذي من ابليس وارجعي البسي شيء سنع
لم تهتم دانه لما قالته دينا ولكن زلزال نوار امسك بها من معصمها .. لا لا يا نوار ، اسرعت ناحيتها وابعدت يدها ، لطالما نست نوار ما حدث بذلك المعصم ..
نظرات العتاب توجهت من دانه المتألمة لنوار مع القليل من الدمعات المتساقطه من عينيها بسبب الألم ..
دانة بدلي لبسك تكفين، تلك همساتي لدانه التي احنت رأسها وصعدت لتبدل الفستان وترتدي جلابية بطابع مغربي ، اتدرون ! جسدها النحيل وخصرها المليئ .. دائمًايليق بالجلابيات المغربية ، لطالما ارتدتها بثقة .
اقتربت منها نوار لتحتضنها وتهمس لها بصوت وصل مسامعنا : سوري ، تألمك ؟
هزّت المجنونة رأسها بلا واحتضنتها .. أتعلمون ؟ نحن تربينا هكذا ، في ذات الدقيقة نُصبح أعداء ثم تعود أخوتنا
ركبنا جميعًا سيارة دانة المجنونة ، بجانبها نوار وبالخلف أنا ثم مروة وبالنهاية دينا ، التي كانت تتحكم بالـ dj في السيارة ..

وصلنا لبيت جدي الذي كاان يقيم احتفالًا بحفيده القادم من استراليا بشهادة الماجستير ، ضحكت دانه بسخرية لتقول : والله اخواتي جابن هالشهادات ما أشوف احتفلوابهن
قالت نوار بابتسامه : يكفينا احتفال وفخر سُلطان ، وبلا مشاكل يا دانة
سقطت عينها بعيني ، غمزت لها وفهمت هي مقصدي .. ضحكنا ثم هبطنا .. صدقوني لم أغمز لأقول لها لنفعل ولكن غمزت لأقول لها لا تجعليهم يشمتون بوالدتنا ..
لأعطيكم معلومة ! أنا ودانة نتحرك معًا ، أعلم أنها متهورة وتتصرف بجنون وتفعل الكثير من الأشياء الخاطئة وأعلم ذلك ولكني لا أتركها ، نحن معًا في السراء والضراء ،ولن أتركها تخطئ بمفردها ، والعكس صحح ..
.
.
.
.
استقبلتنا عمتي أسماء ، أخذتنا بالأحضان واحدة تلو الأخرى وهي ترحب بنا ، تتبادر في أذهانكم بأنها الوحيدة من تحبنا ؟ لا هناك شخص آخر
هتف بكل حب : يا هلا ببنات سلطان يا هلا بالغاليات ارحبن أبوي
تسابقنا من تصل أولًا لأحضان جدي ، ذاك ناصر الذي أحبنا كحب والدنا لنا بل قد يكون أكثر ، أكثر بقليل ولكن لا يُغرينا حب أحد فسلطان هو حبيبنا الأبدي
كان حضنه كافيًا لجميعنا ..
سمعنا سُخرية أحدهم التفتنا ، أتعلمون ؟ كان ابن عمتي أسماء .. شعرت بأحدهم يلكز معصمي .. همست لها : أنتِ حمارة
ضحكت بخفة وهي تقول لي : حسسسسك يا بنت ترا ما بتكملي دراستك
ضحكت بسخرية : يوووه ما تدرين ما همتني الدراسه أهم شيء اتزوج حسامي
ضربتني بخفة : وعععع يا ويلك إن ما قلت لنوار ودانة ما أكون مروة
شعرت برهبة حقيقية : لا لا تكفين تعرفيني أمزح وحسام المتخلف آخر همي
نعم .. المدعو حسام ، في عامي الـ ١٨ أرسل لي يهنئني ويتمنى لي التوفيق وصرّح لي بمشاعره ، لم أهتم في ذلك الوقت ولم أعطيه ردًا بل حظرته أتعلمون لماذا ؟ لأنه منالممنوعات ، نعم ؛ الحديث مع أبناء أعمامنا عبر الواتس أب أو أي موقع تواصل اجتماعي كان من الممنوعات .. وعندما تساءلنا قالت روز بفرنسيتها الساخرة ( إن أشقاءأبيكم يبحثون عن زلاتكم ، فلا تسمحوا لهم بأن يجدوا ) ، وكل الممنوعات تنفذ بدون نقاش ، لذلك قمت بحظره .. لا أخفي عنكم بأن اعترافه بالحب قد جعلني انجرفبمشاعري ولكن من لديه أخت فضيحة كمروة لا يستطيع وقد أكون ممتنة لها ..
ضربتني دينا بخفة وهي تقول بحدة : أشوفك سرحتي
بررت برهبه : لالا لا تفكري كذا والله أنا هنا بس كنت أفكر في
انتظرتني أكمل ، رفعت حاجبها .. زادت رهبتي ، دينا لديها عينان حادتان كوالدتي .. ألم تذكر دانه بأن عيناها ناعستان ؟ نعم ناعستان وحادتان ، تربك الناظر لها .. وتأسره
أكملت وهي ترفع حاجبها أكثر : في ! يا ويلك لو قلتي هالخمّة حسام
لم أستطع الإنكار ، وقعت في مصيدة دينا .. أنزلت عيناي مستسلمة للتوبيخ ولكن أتعلمون ؟ دينا حنونة جدًا لا تستطيع توبيخي ، احتضنتني لتهمس : ما يناسبك ياإسراء ولا تنجرفي ، هذه مشاعر تافهه بس عشان قال يحبك لو جلستي معاه بتنصدمي من سطحيته
همست بخجل : ولا يهمك ..
لم أخجل من مشاعري ، سأوضح لما خجلت ! لأنني ارهقت أخواتي في نصحي مرارًا لنفس الموضوع ، إن حسام يسعى خلفي منذ زمن وهن من يقمن بردعه دون علم أمي، عند إختفاءها تجرأ ليصل إليّ وهو لا يعلم بأن جدارًا قويًا اسمه الأخوات يحميني من السقوط في حفرته ..
كنا جالسات متجاورات بجانب جدي الذي يستمع لنوار بكل انصات ، سمعنا أحدهم يتحمحم .. وصلني همس دانه وهي تقول : وع
اتظنون انه وافي ؟ خاطئون ، إن دانة لا تكره وافي ، مُطلقًا بل تحبه محبه أخويه .. مازن ذاك السكير ، لديه أخلاق جميلة أفضل من المُتحمحم هذا ، لا يُصدق صحيح ! بلصدقوا .. وافي من غير مشروب ، غير وافي المخمور
دخل الشخص الذي اتفقنا جميعًا بأنه أكثر مخلوقات الله كُرهًا على وجه الأرض ، إنه رعد .. زوج عمتنا الصُغرى ..
سمعت دينا تقول ساخرة : وصل المغازلجي رعد
لتضحك مروة ودانة وأنا بخفوت بينما نوار تربكنا بنظراتها الصارمة .. أووه إن نوار روز صغيرة على وجه الأرض ' لسنا بحاجتك يا روز التقليد .. نُريد روز الأصلية ، لاإنني أمزح فـ نوار عزيزتنا لا غِنى عنها ..
.
.
.
.
تقدم رعد لجدي وهو يلقي التحية بلسانه وعيناه ترافقنا ، وترافق أجسادنا .. أتذكرون قبل خروجنا ؟ فستان دانه ؟ هههههههههههههه خُيّـل لي بأنها ترتديه الآن ويراها هذاالمعتوه ! واللهِ من شدة غيرتي على أختى لكنت مزقته ، حمدًا لله أنها ارتدته لتلعب بأعصاب نوار ، انتبهت لنظرات الجميلة نوار .. كانت تقول لننسحب .. وقفنا ومشيناواحدة تلو الأخرى ، متوجهين للصالة الداخلية يرافقنا تعليق جدي الجميل الذي لطالما أحببته ( بطّات سُلطان ) وكان يلقب أمي بـ أم البطات وذلك بسبب مشينا الدائم خلفبعضنا بالترتيب ..
أتعلمون أن فعلتنا هذه أغضبت رعد ؟ نعم ، كيف يستطيع الآن ( يقز ) أجسادنا الفرنسية ! إن رعد قذر جدًا .. قد قالها ذات مرة لدينا وبكل شفافية ( ودي أشوف ايش فيتحت هالجلابية ، أكيد خاشّه جمال الدنيا ) ، لا أنسى كيف مزّقت دينا تلك الجلابية التي أحببتها أنا ، ولم تكتفي بالجلابية بل وبملابسها الداخلية التي كانت ترتديها .. لاأنسى كيف وصفت شعورها بكلمة ( حسيت إني رخيصة ) ، لا عليك يا رقيقة .. هذه عائلة متخلفة ننتمي نحن وبكل أسف إليها ..
.
.
.
.
وصل نجم الحفل بعد ساعتين من الانتظار ، اعتذر على تأخره .. لا أنا ولا أحد أخواتي أهتم لأعتذاره ولا لذلك الاحتفال التافهه ولكن لأوضح لكم ، والدته أي عمتي الكُبرىهي من قامت بإعداد هذا الحفل لابنها في بيت جدي ، وذلك حتى تجعلنا ننقهر بأن جدي يحتفل بأبنائهم ولم يحتفل بأختاي .. وكأن عقولنا صغيره ، يجب أن تسمع نوارعندما قالت أن ذاك لا يهمنا يكفينا احتفال سُلطاننا بنا .. لا عليكم ، نحن لسنا بقليلات أصل كما نعتتنا عمتنا عندما لم نسلمها هدية لابنها ، وقفت نوار بكل احتراموتوجهت لـ عبدالله ، ابن عمتنا الموقرة ، أعطته كيسًا من مونت بلانك ، جعلت الجميع يندهش
قال عبدالله بكل احترام : أفتحها ؟ لا يكون تمقلبيني وحاطه فيه كيس مروة مال الإندومي ؟
ضحكنا ، لا يوجد من لا يعلم بحب مروة للإندومي ، حمدًا لله لم تجعله أمي من الممنوعات
قالت نوار بنبرة جهلت تفسيرها ولكنها تعتز بنفسها هذا ما شعرت به : هههههههههههههه افتحها عشان تتأكد
أخرج العلبة ليجد ساعه فخمة تليق ببنات سُلطان ، لن أقول عبدالله لأني لا استلطفه كما تفعل أخواتي ، أشعر بأنه متكبر .. سأقول تليق بنا أي هذا مستوانا في إهداءالهدايا ، عفوًا يحق لي الغرور فوالدتي روز الفرنسية ..
.
.
لنأخذ لفة على بنات عائلتنا .. كانت عينان تنظران لنوار بحقد ، ليست الحرباء يا جميلاتي بل تلك المُتيمة بعبدالله المغرور .. إنها بلقيس أخت الحرباء ، أراهن أن عبدالله لنيتزوجها لأنه لا يرى أنها تليق به .. ويرى أن دينا تليق له أكثر لأنها ( متعلمة ) بل يطمع بوظيفتها ومالها ، لأن دينا ( تقبض ) راتبًا ومصروفًا وبلقيس تلعق كفها ..
انتظروا ، أنا أرى اثنتان يتهامسن وعيناهما لا تبتعد عن الجميلة ، اتريدونني أن أكسر فكيكما ؟ ريوف ورفيف ، التوأم المعتوه ابنتا عمنا الثالث .. هههههههههههههههه ،المُضحك المُبكي أن كلتاهما تطمعان في عبدالله ..
سمعتهم ذات مرة يتناقشن .. لأسرد لكم ..
عندما كانا والداي هنا ( يا رب ترجعهم قريب ) ذهبنا ذات عطلة شتاء إلى مزرعة جدي ، والمغرور كان هُناك أيضًا .. سقطت المجنونة دانة بقرب البئر الموجود في المزرعة ،التوت قدمها وساعدها عبدالله على المشي حتى وصلت لأحضان والدتي التي وبختها قبل أن تعالجها ، هههههههههههههه نعم إنها روز العصبية الحنونة .. لأكمل ، سمعتهمسات التوأم وهن يغتبن دانة المجنونة
ريوف حاقده : عبالها بتصرفها بتغويه
رفيف بغيرة : ما عليك ما بيشوفها هذه أصلًا عمتي ما بتزوجه بنت الفرنسية
هنا ازداد غضبي ، ما بالهم يتسصغرون بها ؟ وأنا التي أتفاخر في المدرسة بقولي أن والدتي فرنسيه الأصل !
قلت لهن بغرور : استريحي أنتِ وهي بنت الفرنسية على قولك ما تتنزل تتزوج عبدالله ولد عمتكم ، اشبعوا فيه
ومشيت عنهن ، فرحت عندما عبست وجوههن ، نعم الا أمي وأخواتي .. لم أذهب بعيدًا وقفت بالقرب للتنصت ، أعلم أنه سلوك خاطئ وللعلم هو من الممنوعات ولكن رغبتيفي الضحك شديدة ، فقد استطعت أن أعلم بسر خطير ، التوأم مُغرم بشخص واحد..
سمعت ريوف تقول : ايش رأيك نخطط عليه واللي يجيها تاخذه ؟ أنا أو أنتِ ما تفرق أهم شيء مو دانة ولا بلقيس
رفيف بغيره وحب تملك : لا نخطط يكون لي لا دانة ولا بلقيس ولا أنتِ ، لي أنا .. رفيف وبس
ضحكت بسخرية وبصوت تعمدت أن يصل لمسامعهن ، لو علمت أمي لعاقبتني لأن الضحك بصوت عالٍ من الممنوعات أيضًا ، فبالنسبة لها الأنثى ضحكتها لا تكون كذلك ،ولكن لا عليكم .. كانت ضحكة استفزاز ..
.
.
.
.
انتبهت لدانة التي ترمقني وابتسامة سخرية تعتلي وجهها ، علمت بأن الداهية تفكر فيما أفكر وضحكنا معًا بصوتٍ خافت شاركتنا دينا أما مروة فقالت من بين أسنانها : بتذبحنا نوار اسكتن
حاولنا كتم ضحكتنا ، همست دانة لتقول : اللهم لا شماته اللهم لا شماته يا رب لا تبلاني
قاطعتها دينا بسرعه : اخلصي قولي بيأذن الفجر وأنتِ تقولي المقدمة
ضحكت دانة : هذه وش مهلقه بلبسها
التفتُ أنا كالمجنونة : من ؟ وين !
خبطتني دينا بخفة : يا خبلة اهجدي
مسحت دانه على أنفها : الساعه ١٠
التفتنا واحده تلو الأخرى لنرى لمياء ابنة عمنا أخت التوأم الغريب ، ترتدي ريشًا ملونًا في وسط أيام الصيف
همست مروة ببراءة : تماشي الموضة بس في الصيف ؟
ضحكنا جميعًا ، حتى نوار شاركتنا الضحك
قالت مروة : اخخخخ بس لو ماما موجودة كان حرمتكم العشا الليلة
صمتنا بسرعة ، أتدركون أن جملتها أوجعتنا ، لا علينا بل عليها .. مروة بحاجة لها ولكن ليس بوسعنا شيء .. نحن ننتظر كل يوم أمام التلفاز خبرًا عن تلك الطائرة المشؤومةالتي حملت روحين نحن قطع منهم وهوت بهم في مكانٍ مجهول .. دائمًا ما كانت تردد ( أنا حاسة إنهم عايشين ) تأملنا بذلك الشعور والإحساس ولكن ! لا خبر ..
.
.
.
.
.
رنّ ذاك الهاتف المزعج برسالة من رقم مجهول ، توتر قلبي .. هذا المجهول إن لم يترك لي ورقة مطوية على باب السيارة ، يترك لي رسالة واتس أب .. حظرته ألف مره ويأتيبأرقام متعدده ، عينان ترافقني من مكانٍ ما هنا أعلم ولكن لا أدري أين تلك العينان ولمن ! إن قلبي يؤلمني لا أستطيع تحمل هذا ولا أستطيع إخبار أخواتي سيذبحنني .. هذا المعتوه لم تفارقني رسائله منذ سنتين ، آآه وكلامه معسول أيضًا يستدرجني ويستدرج مشاعري الغبية .. لطالما وبخت إسراء من الانجراف بمشاعرها نحو حسامالمتعجرف ولكنني لم أقوى على منع مشاعري نحو شخص مجهول ، وكأنما نسيت تربية سلطان لي ! إنني بحاجة إلى صفعة توقضني .. لم أقرأ ذلك النص وقمت بمسحهعلى الفور ، سعيدة جدًا على ما فعلت فذكرى سُلطان شجعتني .. إنها فكرة سديدة ! لكي أمزق أوراقه المطوية على باب سيارتي عليّ تذكر وجه والدي فقط وسأقوى علىمشاعري .. ابتسمت لنفسي وأنا احتضن قلادتي التي ألبسني اياها والدي بيداه الحنونة ولم تفارق عنقي مذ تلك اللحظة ..
.
.
.
.
.
التفتُ لهن ، جميعهن عقولهن مشغولة بشيء ، أعلم .. دينا تفكر في وليد وكيف تستطيع الوصول اليه والاطمئنان ، إسراء تراقب الجميع وتخمن ما يجري في عقولهم ، مروةصغيرتي قلبها وعقلها في والدايّ المختفيان أما دانة .. هذه المجنونة الغامضة لا اعلم فيما تفكر ولكن أشعر بأنها تخفي سرًا كبيرًا .. آآه إنها تقترب لتصبح التاسعة ، عليناالرجوع للمنزل لنرى الأخبار ، ربما هناك خبرًا عن الطائرة تلك
وقفت ليقفن من بعدي ، بطّات سلطان .. ابتسمت على لقبنـا الذي نحبه جميعًا .. توجهت لجدي لأخبره بأننا ذاهبات
قال بصوته الحنون : تبون أجي وياكن ؟
دانة بلطافتها المعتادة : يا ريت جدي
قرص خدها بلطف : من عيوني ، قولي لمارين تجيب الشنطة
إسراء تخصرت لتمازحه : جاهز نصور هاا
ضحك جدي في وجهها : ايه ناوي وخالص إني ما أخليكن لحالكن
ساعدته على الوقوف : طيب جدي أمشي معاي ودينا ودانة يجيبن شنطتك
اعترضت إسراء: أنا ودانة بنجيبها روحوا أنتوا
لم أستطع التحرك .. يأجوج ومأجوج سيأتين بالشنطة ؟ لااا وقطعًا لا ، هناك معركة ستحدث هنا ، سحبتها من طرف بلوزتها : تمشين معي أنتِ ودينا تجيب الشنط يلااا
ضحكت دانة بخفوت وذاك أكد لي بأن الاثنتين قد نوتا على شر ، وشرٍ كبير أيضًا .. آآهه لأعترف .. ترويض هاتين الاثنتين أشبه بترويض جملٍ عنيد ، ترويضهن صعبجدًا لا أدري كيف لنظره من روز تجعلهن يبدين كحملٍ وديع وهن كأنهن لبوات وجدن فريستهن ..
مشيت وأنا أجر إسراء معي ، وكانت تنطق بكلمات جعلتني أضحك بشدة ،، لا أغتر بنفسي ولكن وجهي يزداد جمالًا حينما أضحك .. اختفت ضحكتي وأنا أرى هانييدخل بيت جدي بيده نوارته .. اسماها باسمي وأضاف تاء بنهايته ليصبح اسمها نوارة هاني .. لست خاصته صدقوني ولا أتلذذ بذلك ، فقط اشفق على الحرباء بل لأقولثريا ..
وقف هاني المتلهف لرؤيتي لأني اتجاهله بمقر عملنا بل وطلبت بأن يتم نقلي لفرعٍ آخر ، قال بلهفة وضحت على صوته : هلا نوار
خجلت .. القى تحيته بجانب جدي وعمّار ابن عمي المتغطرس كما اتفقن أخواتي .. شعرت وكأن عمار وجد ثغره لعيايرني بها ليقول ابنة الفرنسية فعلت ..
رد جدي الذي انقذني : أهلين هاني طليقتك داخل وأبوها موجود كان ودك تحط بنتك ، وادخل يضيفوك العيال بس ادخل المجلس على طول لأن بنياتي بيطلعن ..
طبعت قُبلة على رأس ناصر هذا ، لأنه ألجم عمار وهاني .. كان عمار على استعداد للسخرية مني ولكن كلمات جدي الطويلة جعلته يصمت ، أما هاني فقد شعر بالحياءأعلم ذلك قد وضح على ملامحه .. قد أكون في الماضي معجبةٌ بأخلاق هاني واسعدني أن أكون شريكة حياته ولكن بعد الأحداث المفعمة بالدراما ، غابت رغبتي تلك ، فأناأيضًا ابنة روز التي كانت احدى قواعدها ( الوقوع بالحب مع رجلٍ متزوج ممنوع ) وطبعًا الممنوعات لها عواقب وعاقبة هذا الممنوع هو وصول الخبر لسلطان .. ومن مناترغب بمواجهة سلطان ؟ لا أحد
مشيت ويدا إسراء تحتضنني ، إسراء بارعة جدًا في امتصاص الغضب والحزن مني ، لا أعلم ماذا ثرثرت أو كيف واستني ولكن أشعر الآن وكأنني لم التقِ هاني ولم يمربجانبي
أخذت مقعد السائق هذه المره وجدي بجانبي لتجلس دانة بالخلف بينهم ، فأنا أكثر منها وزنًا ولا نستطيع الجلوس أنا وهن بالمرتبة الخلفية بينما دانة تستطيع .. وصلناللبيت برفقة جدي ، كلنا متحمسات للجلسة معه ، فحكايات قديم الزمان لجدي ممتعه جدًا
طبعًا أخبار التاسعه كالعادة لم تطمئنا بل زادت حزن مدللتي مروة ، مروة التي فقدت والداي وهي في عمر الـ ١١ ..
سافر كلاهما لتلقي والدتي للعلاج ، نجح علاجها واستغرق سنة كاملة ، وعند رجوعهم سقطت الطائرة ومنذ ذاك اليوم ليومكم هذا ونحن بانتظار أن يدق أحدهم البابلنفتحه ونجد والدانا أمامنا ..
لأسترجع معكم أحداث يومٍ ماطر حزين !
كان المطر شديد جدًا وكنا في وحده خائفين ، لم يستطع ناصر الحبيب القدوم إلينا بسبب قوة المطر ولكن وعدنا بأنه آتٍ .. سمعنا دقًا قويًا ، الجرس رن ورفض السكوت ، لاأعلم لما هتفت مروة بسعادة : أكيد ماما وبابا
نحن دائمًا نصدق احساس مروة ، ستعلمون لاحقًا لما .. ركضنا بلهفة لذلك الباب وفتحناه ، لم يكن هناك أحد ، بكينا مع تساقط المطر بكاءً شديدًا ، السبب في الرنالمتواصل للجرس كان عطل ، أصلحه لنا جارنا ولكن نمنا على خيبة أمل في ذاك اليوم .. نمنا على سرير والدانا الذي كان يحمل رائحتهم
.
.
.
نواري !
رفعت رأسي لها ، اصبعها الحنون تسلل لعيني ليمسح دمعتي المتمردة ، جلست أمامي .. المجنونة المفعمة بالحب والحنان .. همست برقة تناسب ملامحها لا تصرفاتها : ايش فيك ؟
ولأول مرة أصارح أحدى أخواتي : محتاجة أمي وأبوي يا دانة
احتضنتني بجسمها النحيل .. لا أدري يا دانة ، من منا يحتوي الآخر .. بقيت في حضنها الدافئ لفترة من الوقت لأبتعد بعدها وابعد شعرها الغجري
همست لها وأنا ارتب شعرها على اكتافها : متى موعدك ؟
عبست وجهها : بعد بكرة
مسحت على وجنتيها : والجامعه ؟
همست بغيض وهي تشيح بوجهها : طز فيها
لطالما أحبت دانة جامعتها وتخصصها الذي أصرت بل وعاندت لتدرسه ولكن ما حصل معها ، جعلها هكذا .. وضعت يداي على كتفاها ، أوقفتها وجعلتها تجلس بجانبي ،فاتنتي المجنونة ، رفعت رأسها وأنا أضع سبابتي أسفل ذقنها : يا الخبلة .. عشان حادث من شخص ما أقدر أوصفه بأشبع الكلمات لأنها ما توفيه حقه تفقدين شغفك
قالت بنبرة أقرب للبكاء : خسرت سنتين من عمري ، رجلي أعرج بها وأيدي هذا حالها
احتضنتها ، صدقوني هي لم تيأس ولكن يحدث للإنسان يتعب من المُثابرة ويستسلم ، هذا ما وصلت له ولكن هل أجعلها تستسلم وأنا متكتفة ؟ أبدًا .. سمحت لها بالبكاء ،واسيتها كثيرًا بمسحي على ظهرها ولم أنطق بحرف ..
رفعت جسدها الصغير عني وابتسمت بوجهي ، أخذت امسح بقايا دموعها عن وجهها وهمست لها : أوعديني تكملي علاجك وتنتبهي لدراستك
قالت بتحدي : بوعدك بعد ما توعديني إن ما عاد تفكري في التافهه هاني
ضحكت لها بشدة ، دانة كانت من الذين فرحوا بعدم ارتباطي بهاني وكانت تقول ( ما يناسبك ) ، وكذلك أمي .. كانت من المعارضين وكانت تقول بأن اسمه لا يعجبها ،بذكري أمي .. كنت قد حدثتها ذات ليلة بأنه يعجبني وكان عقابي بأنها لم تحدثني لمده أسبوع بعد أن نهرتني قائلة ( ما أرسلتك تشتغلي عشان تصيعي يا الكبيرة ياالعاقل ) ، ومن يومها كبحت اعجابي بهاني ، فأمي أهم من ارتباطي به
فقت من سرحاني على صوت ( طقطقة أصابع دانة ) قلت وأنا ارفع حاجباي للأعلى : خير أختي وش تقولي ؟
قالت دانة بروقان فاجئني وبصوتها العذب بعد ان اطلقت تنهيدة : أهواك يا ناعس الطرفين وغيرك من الناس مالي به
فتحت عيناي بوسعهما و : هههههههههههههه اااخخخ يا دانة
رمت نفسها باحضاني وقالت بحالمية شديدة : والله ودي اتزوج واحد عيونه ناعسه وكذا له نظره تخليني اتأتأ اذا طالعني
داهمتها دينا وهي تشدها من طرف قميصها : أقول توكلي نامي يلا يلا .. التفتت لي لتقول برفعة حاجب : أنتِ بعد يلا
ضحكت وأنا أرى بأن الصالة السُفلية أصبحت مظلمة ، الساعة تشير إلى الـ حادية عشر والنصف .. في نظام روز ؛ في هذا الوقت الجميع يتسلل لغرفة نومه .. ونظام روزقائم حتى وهي غائبة
.
.
.
.
.
التفتت لي وهي ترتدي قميص بجامتها : بسم الله ايش تبغي ؟
أغلقت الباب : طلب بسيييييييط
رمت بجسدها على السرير وهي تشير لي بالجلوس أمامها : خير أخت دينا
ضربتها على رأسها بخفة ، أسلوبها وترني : بروح معاك موعدك
رفعت حاجبها وتكتفت ، يا إلهي هذه الشيطانة فهمتني .. كشفت نواياي ..
سمعتها تقول بنبرة حادة ورثتها من والدي ، يتحدث بها عندما يعطينا أوامر بعد غضبه من أفعالنا .. دانة بحدة : إذا بتروحي عشان تشوفي وليد أو تطلي عليه لا
قلت برجاء : دانة بلييييييز
جلست بجانبي وهي تحتضن كفي : أنتِ اللي بليز واحترمي مشاعرك تكفين لا عاد تهينيها ، ارحمي نفسك وعزي شأنك .. أمه ما تبيك لولدها ليش تنزلي نفسك لمستوى مومستواك ، ليش تصيرين ذليلة دينا ليش ! ليش ؟ خليه يولي يبقى بحضن أمه .. سكتت لتكمل وتجرح قلبي : بسألك سؤال ، صار له من صحى أسبوع ، قد في يوم كلمتيرغد وقالت لك سأل عنك ؟ جاوبيني تكفين !
لم أستطع إعطائها إجابة ، فخلال حديثي مع رغد لم تذكر لي قط أنه ذكر اسمي ، ربما فقد ذاكرته لحظيًا ! وكأنها المشعوذة قرأت أفكاري لتنقرني على رأسي وتقول : عشتي معاه طفولتك يعني لو فقد ذاكرته جزئيًا بيتذكرك بيتذكرنا كلنا ، بس ما ذكرك وهو ذاكر أهله، دينا خلك واقعيه وعقلانيه العاطفة ما تفيدك أبد ..
أنا أفهمها هذه الأخت ، إنها تردد كلامًا هي بحاجته ، رمقتها بنظره جعلتها تتوتر وتشيح بنظرها .. قلت لها بخبث : حبيبي !
رفستني بقدمها المعاقة ( فقط أمزح ولا أعني ذلك إطلاقًا فهي أختي المجنونة الحنونة المشعوذة المتمردة جامعة كل الصفات ) ضربتها في قدمها السليمة لأقول : غردي يانظر عيني
ضحكت لتحتضنني ونسقط سويًا على وسائدها الكثير .. تحدثت وهي متوترة بشدة : في شخص صار له سنتين يرسل لي ويحط لي رسائل ورقية في باب السيارة ، وكلهاغزل
ضربت صدري وأنا أشهق : واخزياه !
رمقتني بسخرية ، غالبًا ما تقول أنني أصبح عجوز في مثل هذه المواقف ، تجاهلت نظرتها لأقول : ومن هذا قليل الخاتمة !
أطلقت ضحكه صداها تردد في غرفتها : ديينا اطلقي العنان للشابة اللي داخلك وقفلي على العجوز
عندما قالت عجوز تذكرت شيئًا، أقسمت أن أشاركها به ، وضعت كلتا يدي تحت رأسي لأقول بنبرة هادئة : طنشيه هذا وركزي معاي .. تدرين وش سمعت اليوم ؟
جلست ،، طوت ذراعيها بحذر أسفلها ، أطلت النظر لها وأنا أراقب حركتها ، أجزم بأنها إن أكملت علاجها الفيزيائي ستستطيع التحرك بقدمها بحرية ، لم أعلق وأكملتحديثي بعدما لاحظت الاهتمام للاستماع إليّ ظاهرًا في عينيها .. أردفت وأنا بنفس وضعيتي : سمعت حريم أعمامي يتكلمن عن سيطرتهن على عقل جدتي .. أم الحرباءقالت أحس إن قلبها يحن عليهن ، وأم قليلين الخاتمه قالت إن هي بتضغط عليها عشان موضوع خطبتك لوافي وبرفضك راح تكرهنا زيادة .. يعني تحسي إن جدتي تحبناوبسببهن هن حاقده علينا وعلى أمي ؟
كان صمتها موترًا لي ، لطالما سكوت المجانين مثيرًا للتوتر .. رفعت عينيها لتلتقي بعيناي .. لأصف لكم عيناها بكلمه واحدة ! كالغزال .. هي من تغنوا بعينيها قائلين ( جمعت حلو المحاسن فيك القمر والغزال ) فوجهها كالبدر وعيناها كالغزال .. ألم تقل إسراء ؟ يحق لنا الغزل في بعضنا ! نعم فذلك صحيح ..
سمعتها تقول : شوفي للآن مو فاهمه شيء.. هم اللي حثّوا بابا يتزوج بعد زواجه الأول ويختار وحده من خارج العائلة ..
قاطعتها بضحكة ، هذا موضوع مضحك ، لأحدثكم قليلًا عن تمرد والدي .. كان يُحب والدتي التي ألتقى بها وهو سائح في فرنسا ، أحبها ولكن قواعد عائلته الغبية جعلتهلا يصرح بما في قلبه عاد أدراجه ليتفاجئ بأن عقده سيكون بعد أسبوعين من ابنة عمه ، وياللصدفة تكون خالة الحرباء .. اجبر نفسه على القبول ولكن في يوم الملكة رفضالحضور ، ما فعله تنطبق عليه كلمة ( فضيحة ) لأنها ابنة عمه ولكن جدي تدارك الوضع وأصبحت هي زوجة أخيه ( أم قليلين الخاتمة ) أما سُلطاننا العاشق فكان يبحثعن روز في باريس إلى أن التقاها وتزوجها هناك وأتى بها ليصدم أهله بعد سنة من زواجه وبطنها يكاد يصل أنفها وهي حامل ببطتها الأولى ( نوار ) ، بالتأكيد جدي قبلبها لأنها حامل بحفيدته بل لأنه يُحب ابنه سلطان كثيرًا .. كمعلومه ، جدي مغرمٌ بالبنات ، أكثر من حاملي اسمه .. ويُقال بأن جدتي تقبلت وجود والدتي قليلًا ولكن بناتأعمام والدي كالأفاعي .. لا داعي للإكمال ' فـ أفعالهن تتحدث



يوم الأحد .. السادسة والنصف

استيقضت صباحًا على صوت إزعاج دينا ، آههه نبرتها المزعجة تطن في رأسي ، لا أريد الاستيقاظ للذهاب للمدرسة .. ارتديت لباس المدرسة ، وقفت لأمشط شعري الذيوسوست لي الشيطان أن أقصه ، تعلمون من هي الشيطان صحيح ! نعم هي بذاتها دانة ، ولكنه يعجبني .. قد أعطاني هاله طفلة ، بعكس الشعر الطويل ، لا عليكم أكرهالمدرسة لأنني بنفس المدرسة التي بها زوجات أعمامي مُدرسات .. ينعتنني ببنت الفرنسية ، يشرفني ذلك ويسعدني ف الفرنسية تلك ، أجمل وأرقى وأفضل مُعيدة فيالجامعة ، ولكنهن يحرجنني بكلمات جارحة أمام زميلاتهن ، وذلك يجعلني أرغب بشتمهن .. ما يردعني عن ذلك هو أن الشتم من الممنوعات والأهم من ذلك أعلم بأن ريةوسكينة سيلزقن ذلك بوالدتي التي أهدرت عمرًا في تربيتنا أنا وأخواتي ..
تحركت بسرعه عندما انعكس وجه دينا الغاضب على مرآتي .. مشيت ناحيتها وأنا أهمس : آسفة جايه
احتضنتني تلك الرقيقة دينا صاحبة العينين الجاحظتين .. تشبه جحوظ عينا والدي ، أحب تأملهما لأنها تذكرني بوالدي .. جلست بالمقعد بجانبها وأنا آخذ قطعة الخبز منيدها وكأس الحليب من يد نوار .. سألتها بصوت خافت : دينا ، أوصفي بابا
أشعر وكأن سؤالي فاجئها ، قلت بخجل وحزن حاولت أخفاؤه : أحس إني نسيت وجهه
احتضنتني أختي الرقيقة ، حاولت إخفاء دموعي ولكني لم استطع ، شعرت بأنني بللت قميصها بدموعي .. وهي أيضًا ، شعرت بانسكاب دموعها على عنقي ، إن اللهيختبر صبرنا بإخفاء والدينا عنا لمدة ٣ سنوات .. ونحن نسري في سنتنا الرابعة الآن .. شعرت بقدوم نوار ، يكفيها حمل مآسينا ابتعدت بسرعه وانا أمسح دمعاتي ،لوجهي خاصية مميزة .. لا يُظهر أنني قد بكيت لمجرد مسحي لدموعي .. ولكن قمت برفع يدي وضربت عين دينا كخدعه وغمزت لها ، مُضحكٌ جدًا بأنها شكرتني وجلستتتوعدني .. لحسن الحظ لم تلاحظ نوار ذلك ، أستطيع أن أجزم أنها لاحظت ولكنها تتظاهر بعدم ذلك
سمعت دينا تتساءل : نوار ، بتروحي مع دانة ؟
أومأت رأسها بلا : لازم أروح أنقل للفرع الجديد
قالت لها دينا بلهفة : أروح معاها ؟
شعرت وكأن دينا حزنت عندما قالت نوار : لا بتروح معاها عهد ومن هناك بيروحن للجامعة سوا
أنا ودينا لا نحب عهد تلك ، إنها صديقة دانة التي خرجت فجأة لا نعلم من أين ، قلت بانزعاج ولكن باحترام : وليش تروح هي ؟ ليش إسراء ما تغيب عن الجامعه وتروحمعاها ؟
نوار رفعت عينيها لي ، أدرت رأسي خجلًا من المناقشة .. لا أعلم لماذا أشعر بتوتر كبير عندما أناقشها ، هل لأن عيناها تشابه والدتي ؟ الآن ألاحظ بأن الاثنتين قد ورثتاعينان والدي ووالدتي ..
سمعتها تقول بهدوء : ليش ما تحبينها مرّوش ؟
رفعت عيناي لها لا يوجد سبب لذلك ولكنه إحساسي يا أختي وتذكري ذلك جيدًا.. رفعت كتفايّ للأعلى ثم أهبطتهم ..
انقذتني نوار من التساؤلات لتقف وتقول : يلا أمشي لا تتأخري
وقفت خلفها متوجهه للمغاسل ، نظرت لنفسي في المرآة.. ااااهه كم أُحبني .. ضحكت بخفوت لنرجسيتي العالية ، انتبهت لنظرات السخرية من عينا دينا ، أرسلت لها قُبلةوأنا أضحك .. سمعتها تضحك وهي تقول لي: الحقيني بسرعه لا اسحب عليك وتنكتبي غياب
قبل أن أجيبها سمعت ناصرًا يقول مازحًا : تخسين تهددي بنيتي مروة وأنا موجود
بفرحة احتضنته وقبلت خده وقلت بدلع : معليه جدي ديون غاليه وتمون
ضربني بخفه بعصاته : مو كفو
ضحكت دينا وهي تسحبني من جدي : يوه عاد جدي إلا مروشتنا ما تنضرب
وقف ليقول لها مازحًا : والله ما عرفنالكن يا بنات سُلطان كل ما فزعت لوحده دافعت عن الثانيه
احتضنته نوار لتقول له : جدي حنّا انخلقنا كذا
نعم يا جدي ، خُلقنا هكذا لأجل بعضنا ، لنكمل بعض ونتكاتف لأيام صعابٍ كهذه ، جلست بالمقعد بجانب دينا بعدما وضعت حزام الأمان سألتها سؤالًا آخر يصدمها : تبي تروحي مع دانة عشان تشوفي وليد ؟
رفعت نظرها لي .. أردفت لأقول : ترا وليد ما يستاهلك مثل ما هاني ما يستاهل نوار والله أبعدهم عنكم
فتحت عينها وهي تقول ببطء : مروة !
أشحت نظري عنها بتوتر .. رفعت أكتافي لأقول لها وأنا أهبطهن : أحس كذا ..
لاحظت أنها ابتسمت لي ، تؤمن بإحساسي أعلم ذلك ، لا أستطيع أن أقول لها بأن وليد مغازلجي .. قبل نومه الطويل كان يأتي لمدرستي ليُغازل فتياتٍ بعمري ، قاصراتفي ذاك الزمان وإلى الآن .. دينا أنتِ أختي الرقيقة ، لا يحق لوليد أن يكسركِ ، يستحقك من هو أفضل من وليد ، يستحقك من يُداري رقّة قلبك يا حبيبة القلب ..
توقفت أمام المدرسة ، كان بيننا حديث جميل شيق ، تحدثنا في مختلف المواضيع ونحن نناقش أيضًا بعض مما سمعناه في الراديو .. تمسكت بي قبل النزول لتسألني : معاك فلوس ؟
رددت بهدوء : أيوه
همست لي لتعزز ثقتي : لا تنسي أنتِ بنت الفرنسية اللي هي الآن مُعيدة بجامعة أوك ؟
ابتسمت بوجهها .. أكلمت لتزيد من ثقتي : أنتِ أكبر من إن كلام رية وسكينة يأثر فيك تمام ! الفرنسية أشرف منهن ومو من مستوى بناتها يردن عليهن بنفس كلامهن أوك
ابتسمت ، إذًا دينا تعلم بما يدور هنا ! حسنًا هذا يكفيني .. قبّلت خدي قبلة طويلة ، ابتعدتها وأنا منزعجة : شفطتي خدي
قالت مازحة مزحة ثقيلة : لا تحاتي لين تزوجتي في حق زوجك
أحمر خداي وهبطت بسرعه : وسخه
أطلقت ضحكتها المجنونة وذهبت .. استودعتها الله وأنا أدخل باب المدرسة واستودعت كل أخواتي ورجوت الله أن يبعد عهد عن أختي المجنونة تلك ، فإحساسي لا يخيب
.
.
.
.
.
خرجت من الطبيب ، اسعدتني كلمات المعالجة الفيزيائية وهي تخبره بأن قدمي في تحسن ، وأن يدي بدأت تلتأم بعد عملية الأعصاب التي لجأت لها قبل فترة .. صادفتفي وجهي رغد التي احتضنتني بلهفه ، همست لي : لا تخلي أمي تشوفك
آلمني قلبي بشدة ، كُنا جيرانًا .. لعبنا معًا ، رغد كانت أختًا سادسة لنا ووليد ! يا له من وليد ، كان مغرمًا وبشدة بدينا .. لا ننسى بعد إنهاءه لدراسته ركض مسرعًا لأبيليخبره أنه انتهى وأنه على استعدادٍ تام بالزواج من دينا ليضحك أبي ويخبره بأنه عليه الحصول على وظيفة أولًا ، لا أنسى عندما قام عمّي المتغطرس بخطبة دينا لابنهالمغفل الأمير وليام ( على غفلة ) ، عندما علم وليد إنهار ولكن كلمات أبي أمام وليد اسعدته .. لا أنسى صوته الجهوري الذي وصل لمسامعي وإسراء عندما كنا نتنصت منخلف الباب وهو يقول ( أنا أعطيت بنتي لوليد يا أبو عمّار ) فرح وليد ذاك اليوم وتلقيت إسراء وأنا عقابًا من روز لاختراقنا إحدى قوانينها وهو التنصت الذي كان ممنوعًاعلينا .. ولكن مروة ، نعم مروة أخبرتني عن ( مغازلاته ) للقاصرات ، رأيته يومًا ولكن لم أصدق عيناي فوليد مُغرمٌ حد الثمالة بدينا كيف يفعل ذلك ؟ اسميتها ( مراهقة ) ،وبأنه سيعقل ولكن لم أكن أريد لأختي أن تبدو كالمغفلة ، سعدت جدًا بعدما رفضت والدته تزويجه لأختي ، لذلك أسعى بأن أجعلها تخرج من حزنها لأن ما رأته مروةتجعلني أتفق معها تمامًا بأن قلبها الرقيق يستحقه من هو أفضل بكثير من المعازلجي وليد .. مشيت بعدما جرحتني كلمات رغد حيث أنها لا تريد من والدتها أن تراني .. رأيتُ المدعو وليد في إحدى غُرف العلاج الفيزيائي، وقفت .. كانت الغرفة زجاجية أستطيع أن أرى ما يحدث .. كان المغوار يتودد للممرضة الأجنبية أمام عيناي ، رفعتهاتفي وقمت بتوثيق ما رأيت ، قد يجرح قلبك يا رقيقة ولكن سيفتح عيناكِ ، بعض الآلام مفيدة .. نحن بجانب بعضنا وسأعالج جرح قلبك
سمعت عهد تهتف بعدما جاءت من دورات المياه ( مُكرمين ) : نمشي !
همست لها : يلا
أرسلت ما شاهدته لنوار ، لأستشيرها قبل أن أدع دينا ترا ما رأيت .. لقيت توبيخًا يكفيني لمئة عام .. بأن التجسس والتلصص ممنوع ، نسيت أن نوار ، روز صغيرة ..
لم أعر توبيخها أي اهتمام وقمت بارسال الفيديو لإسراء التي كان ردها دعاوي شر للمدعو وليد ومن بينها ( عساه ما يشفى ) ، ضحكت قليلًا وبعدها استغفرت ربي .. وجهتها ، لكم أن تتخيلوا بأن الشيطان يوجه الناس للطريق الصحيح ، طلبت مشورتها تلك التي لا عقل لها ، لتقول لي( وريه لدينا خليها تفتح عيونها ) ، إسراء واقعية .. مثلي بالضبط فنحن الاثنتان بعيدتان عن العاطفة .. وما يحدث مع الرسائل التي نتلقاها يثبت ذلك ( إنها سخرية ) ..
رفعت رأسي لأرى أني وعهد ندخل منزلًا لا الجامعه : وين الجامعه ؟
ضحكت عهد وهي تقول : حسيت إني جوعانه فقلت نجي البيت نتغدى ومنها أعرفك على أمي
لم يعجبني ذلك : لو إنك شاورتيني
هتفت : كنتِ مشغولة بتلفونك ، ما راح نتأخر صدقيني وبنروح للجامعه
زفرت بضيق ، لم أكن أريد ذلك .. محاضراتي لهذا اليوم برفقة إحدى صديقات روز ، متأكدة بأنها ستخبر نوار بذلك وكيف لي أن أُبرر ! انقذت نفسي وقمت بارسال تقريرلنوار عما حدث .. حمدًا لله لم اتلقى خطابًا تأديبيًا فقد كانت لطيفة لتقول ( الله يحفظك ، طمنيني عنك ) ، أحبها أُمنا الصغيرة ..
ترجلت من سيارة عهد ببطء فآثار العلاج لا زالت .. انتبهت بأن عهد تسكن في قصر ، ليس فيلا كالتي أعيش فيها أنا ، لا تقلقوا فتلك الفيلا تكفيني لأعيش بأمان ، لو كانمكان سكني فقط حضن سُلطان الدافئ لكفاني ذلك ، نعم قنوعه يكفيني أن أكون مع والداي وشقيقاتي الأربع ..
دخلت خلفها وأنا أشعر بتوتر وخجل ، القيت السلام البارد على والدتها التي لم تلقنا بال واستأذنت بخروجها لإحدى الاجتماعات ، فوالدتها رائدة أعمال
قالت قبل خروجها : عهد ، عادل في البيت نبهيه ..
قالت عهد وهي تلف لوالدتها : وعبدالعزيز ؟
رفعت يدها بلا مبالاه : في شغله هذا يعبد الشغل
ضحكت عهد ومشت أمامي لتقول : يلا نجلس هنا
كانت تشير لجلسة جميلة بالخارج .. قالت لي : خذي راحتك دندون
شددت على حجابي : لا ماله داعي أخوك هنا ، يلا نخلص ونطلع
استأذنت مني لتذهب وترى الغداء ، كانت دقات قلبي متسارعه ، خائفة ومتوترة .. لا أعلم لما .. تأخرت عهد ، مرّت ربع ساعه .. تليها الثلث وبعدها النصف ، سمعت صوتسيارة تدخل لمواقف السيارات ، توترت لربما أخيها المدعو ب عبدالعزيز ، كثيرًا ما تذمه عهد أمامها وتصفه بالـ جاد ، وتقول بأنه يهجر المنزل لأسابيع وشهور ولكنه يأتِ بينالحين والآخر ..
دخلت للداخل باحثه عن عهد ، وتفاجأت بأحدهم يسد طريقها ، ذئب بشري .. توترت وكان ذلك يتضح جدًا على وجهي ، دقات قلبي تتسارع ، همست بتردد : وين عهد ؟
اقترب مني ، احتضن خصري .. قرّبني له حتى اصطدم صدري بصدره ، إحدى يداي لا تسعفني ماذا أفعل ؟ حاولت ابعاده وهو بدأ يوزع قُبلاته بشكل عشوائي علىوجهي ، حاولت ابعاده ولكنه أقوى مني وكما ذكرت مُسبقًا .. إحدى يداي لا تسعفانني ، صرخت مرارًا وأنا أنادي عهد ..
كانت يتلفظ بكلماتٍ قذرة ، أستطعت أسمع من بينها بأنني ابنة الفرنسية ، وأن ما يحدث الآن يجب أن أكون معتادةٌ عليه ! رفعت يدي السليمة ، وتركت أثرًا جميلًا في وجهه، أتت قوتي من وجه أبي الذي رأيته هنا ، خياله وطيفه معي ولو كان بعيدًا ، كانت حقيبتي معي ، رفعتها وضربته على وجهه مره أخرى ومشيت سريعًا بعرجٍ واضح ، كانيتبعني مسرعًا .. وعيناي معه حتى أقيس المسافة بيننا حتى اصدمت بشخص أمسكني بشدة ، رفعت رأسي له ..
كانت نظرته حائرة ، ودعت حياتي في تلك اللحظة .. مرت أيامي الجميلة مع أخواتي أمام عيناي ، هنا أنا بين ذئبين بشريين .. ولكن بأمل متجدد همست مُتعبه : تكفى لاتسوي لي شيء
كُنت مجهدة ، شفتاي تنزف دمًا بسبب ذلك الذئب البشري الذي لم يرحمها ، لأقول .. إن خرجت من هنا بخير فأنا أكره دانة التي لم تستطع الدفاع عن نفسها وحمايتها ..
سألني الذي أنا بين يديه : ايش تسوي هنا ؟
كدت أسقط ولكنه تمسك بي جيدًا ، همست : أنا صديقة عهد
همس : اخخخ من عهد
التفتت لأرى الذئب البشري يقول بضحكة : عزوز زين مسكتها ، وش رأيك نتقاسمها فيما بيننا ؟
رفعت نظري لعزوز ذاك ، رأيت بعينيه ذات النظرة للذئب الذي حررت نفسي منه .. هل الاثنان لهما نفس الطباع ؟ هل هم ذئاب ! لماذا شعرت بأنه محترم ؟ شعرت بيدهتتحسس جسدي ، ألم أقل ! أنا أكره دانه المستسلمة ، يتم التحرش بها علنًا من قِبل رجلين وهي مستسلمة !
رفعت قدمي وركلته ، من أين أتتني القوة ؟ ليس طيف والدي ولم تزرني روز .. بل نوار الواقفة خلف عزوز مباشرةً
سقط لتلقفني نوار والآخر هرب خائفًا أن أركله كما فعلت بأخيه ، يبدو إن ضحية أخرى تنتظره ..
لم أستطع مساعدة نوار على حملي ، فلقد أصبحت الدنيا سوداء أمامي وأنا أهوي بين يديها ، سمعتها تنادي اسمي ولكنني لم استطع الرد عليها ..
.
.
.
.
.
كانت الصرخات تتردد بكثرة ، إسراء مزعجة تهدد بأنها ستقتلع رأس عهد من مكانه وأنا لا شعور لدي ، أشكر ضُحى تلك .. التي كانت تُعرفني على الفرع الجديد، تلقيترسالة دانة وأنا أردد بهمس ( الله يهديك يا دانة ) سمعتني ضحى وضحكت بخفوت وهي تعرفني على المكان حتى وصلنا بقرب مكتب المدير ليخرج منه المدعو عبدالعزيز،سحبتني ضُحى جانبًا لتهمس : شايفه هذا ؟ تحذري منه ألف مره
عقدت حاجباي باستغراب : ليش ؟
سحبتني مُجددًا لنخرج ونكمل جولتنا وهي تتحدث : هذا عبدالعزيز موظف هنا وهو يد المدير اليمنى ، من ناحية مجتهد مجتهد ويشتغل بضمير بس .. صمتت
أدرت عيناي لها ، أحثها على الإكمال ، همست وهي تقول : أنا ما أحب أتكلم في عرض الناس بس عشان أحذرك والله ، لا تغرك هيبته وشكله المحترم تراه من جنبها ..
استطعت أفهم المعلومة التي تريد ايصالها لي ، أكملت والحمدلله أنها أكلمت : عنده أخت الله يهديها تصادق البنات وتبين محترمة وتعزمهن لبيتهم وينقضوا عليهن الأخوين
شهقت : ما تخاف بكره تدور فيها الدنيا ؟
لتضحك ضحى قائلة : مين ؟ عهد ؟ تخاف ! اااهه شقول لك حتى أمهم مشتركة وياهم
دق قلبي وأنا أتذكر احساس مروة ، واسم عهد الآن ورسالة دانة وهي تقول بأنها في بيت عهد ! نظرت لها بقلق : ايش اسمهم بالكامل
قالت ضحى وهي تحتسي الماء بعدما صبته لنفسها من الثلاجة المجاورة : امممم اتوقع اسمه عبدالعزيز الـ ****
شهقت بقوة وأنا ارتجف : أخخختتتيييي ، دانة .. دانة
تمسكت بي ضُحى واجلستني بعيدًا عن الأعين لأن صوتي كان عاليًا .. سألتني بقلق : نوار حبيبتي ايش فيك ؟
بكيت بجانبها وأنا أخبرها بأن دانة ضحية هذا اليوم ، أسرعت للغرفة لتجلب حقائبنا وساعدتني على الوقوف ، خرجنا معًا وقادتني لهناك حتى أنقذ أختي من الذئاب ..
سقطت على يدي وهي تهمس : نوار أنا أكره دانة اللي جوَا
والآن ! دانة مستلقية هنا وإسراء تُهدد ، بانتظار دينا ومروة ، ضحى ! ضُحى هنا لم تتركني ..
جلست بجانبها : مشكورة
لاحظتها تمسح دمعتها : أفا عليك
وضعت يدي على كفها ، أنزلت رأسها لتقول : نوار أنا ضحية عبدالعزيز ما ودي أحد غيري بعد ، الله يستر على الجميع ويحفظ لكم أختكم
لا أعلم كيف أواسيها ، ولكن حمدًا لله الذي أرسلها لي لتكون سببًا للحفاظ على دانة التي لا أعلم إن كانت دانة الشيطانة أم ستتحول لدانة أخرى بعد كلماتها تلك ..
.
.
.
.
.
الأستاذ قاسم طالبك بمكتبه
كانت تلك كلمات سكرتير مدير فرع البنك الذي أعمل به ، نطق بها بعدما سمحت له بالدخول ، مشيت خلفه وأنا متوجهه لمكتب المدير .. وعيون الموظفين المنتشرين ترافقنيباستحقار ؛ لأنني ابنة الفرنسية التي يطلبها المدير بكثره ولكم أن تتخيلوا ماذا يجول في عقولهم ، لا أستطيع أن أذكر أفكارهم المنحطة أخلاقيًا ..
دخلت بعدما أذن لي وفي وجهي ابتسامة جميلة لذلك الرجل الكبير الجالس على كرسيه باحترام ووقار ، فالأستاذ قاسم ونِعم الرجل ، مليئٌ بالاحترام ويعاملني وكأننيطفلته التي لم ينجبها ، يعاملني وكأنني ابنة خرجت من صلبه ، فربه لم يرزقه بأطفال وقال لي ذات يوم ( أنتِ يا بنتي تحسسيني بمشاعر الأبوه دائمًا ) وعرفت بعدها بأنهلم ينجب ..
طلب مني الجلوس أمام الشاب اليافع ليقول : دينا يا بنتي الشاب الناجح هذا عنده مشروع ومحتاج موظف يساعده ، وأنا اخترتك أنتِ ، منها تجربة تنضاف لملفك ومنهابتحكمين عليه حكم صادق وبتنفعيه بعد ، خصوصي وإنك صبورة وش رأيك ؟
ابتسمت ، أطرى عليّ العمّ قاسم الآن اطراء رائع ، وفعلًا هنا تجربة ناجحة تُضاف لملفي الوظيفي.. ولكن هذا آخر ترم لي في دراستي هل سأستطيع ، التفتت له : شكرًاأستاذ قاسم بس أنت عارف أنا هذا آخر فصل لي وعندي ارتباط ب ٣ مواد
هزّ رأسه ليقول لي : لو وافقتي تساعديه أقدر أسوي لك تأجيل وكل شيء يمشي زين
التفتت للشاب لأسئلة : ممكن تشرح لي بالتفصيل ؟
أعتدل بجلسته ليشرح لي تفاصيل مشروعه ، لم أستطع رفض طلبه .. قررت تحدي نفسي بأن أأودي وظيفتي وأهتم بموادي الثلاث ومساعدة الطالب الذكي الذي يجلسأمامي ، ابتسمت بوجهه المدير : خلاص تمام أستاذ قاسم ، موضوعه عندي وإن شاء الله نستفيد من بعض
قال بابتسامه وراحة : كنت عارف ما راح تخذليني ، أأجل لك اختباراتك ؟
ابتسمت بوجهه : لا يا أستاذ إن شاء الله الموضوع سهل .. التفتت للذي أمامي : ما قلت لي بأي كورس أنت ؟ تفاصيلك يعني
تحدث إليّ باحترام ، لأقسم بأنه أول شاب يتحدث لي بهذا الاحترام : خليني أبدأ من اسمي ، أنا أُسامة ، وهذا آخر كورس لي .. والمشروع اللي اشتغل عليه مشروعتخرجي وغير كذا عندي مواد عشان أخلصها ، عادي اسألك انتِ وش تدرسي ؟
زاد أعجابي بهذا الشاب الصغير الذي أمامي : ما شاء الله ، الله يوفقك .. أنا ادرس كورس acca
رفع حاجبيه ليقول : مخلصه بكالوريوس يعني
قلت له بضحكة : ايوووا من ٣ سنوات أو ٤
قال باحراج وهو يخفي ضحكته : يوه شكلك صغير
ضحكت وضحك معي الأستاذ قاسم .. وقفت لأقول له : لا يا أخوي مو للدرجة هذه .. بعدها أردفت بجدية : ممكن تعطيني ملفك عشان أشوف شغلك وأرتب لك جدول ؟وتقول لي جدولك الجامعي !
وقف معي ليقول معتذرًا : الأوراق أحتاجها بطلع انسخهم لك
قاطعته معتذرة : المعذرة معليش انسخهم عندي .. تعال معاي
أتدرون ما الذي زاد أعجابي بتربيته ؟ مشى أمامي ، فتح الباب لي ثم قال : بمشي قدامك ودليني مكتبك ..
أتعلمون قصة سيدنا موسى مع بناتيّ سيدنا شعيب ! حصلت لي مع الشاب الصغير أُسامة .. لم يرفع عينيه ليتفحصني بعبائتي الفصفاضه كما يفعل زملاء عملي، أناجدًا مُعجبك بتربية تلك الأم لهذا الشاب ..
أخذت أوراقه وجدول جامعته لأرتب جدول له معي ، همس ليقول : كيف توصليه لي ؟ الجدول أقصد
رفعت إحدى البطاقات : هذا رقم الواتس اب لمكتبي ، ارسل لي الآن وأنا بسجل رقمك فيه ونتواصل بإذن الله
رفع رأسه لي ليقول : طيب مشكورة أستاذة دينا
ابتسمت في وجهه لأقول له : بس دينا
رفع كتفيه واهبطهمها بابتسامه عذبة : حاضر ، مع السلامة
قلت له مودعه في ذات الوقت الذي رن فيه هاتفي : الله يحفظك ..
خرج لألتقط هاتفي وأرد في آخر لحظة : هلا بنواري
جائني صوتها المُتعب : هلا دينا ، بشغلك ؟
لم أستطع الإجابة على سؤالها لأطرح سؤالي بقلق : ايش فيك ؟ ليش صوتك كذا قلبي ؟
قالت بإرهاق: دانة تعبت جبتها المستشفى ، تعالي تكفين
لم أستطع أن اسمع ما تبقى ، فـ دانة قلبي مُتعبة .. خرجت مسرعه لأطلب إذنًا من العم قاسم الذي أذن لي وطلب من السائق أن يوصله من خلفي ليطمئن علي فلحق بي ،فأنا ابنته كما يقول .. ركضت لأخواتي مُتناسيه مروة التي ستنتظرني بعد نص ساعة ..
رأيت إسراء الغاضبة : سروي وين دانة ؟
اندفعت لتروي لي ما حصل بكل غضب واندفاع وعيناها مليئة بدموع تكبحها ، لم أستطع استيعاب ما حصل لحبيبة قلبي الشيطانة المتمردة ، دانة ! تعيش هذا الحدثالصعب !
جلست بقربها ، سمعت صوته الحنون فوق رأسي : دينا أبوي
رفعت رأسي له ، لا أعلم ما أقول ، هل أوبخه على ما يفعلونه بني جنسه ! أم أبقى صامته ولا أعيره أي اهتمام ! فمشاعري الان لا تسمح لي بالرد عليه باحترام .. اعلم بانهذا العم لا ذنب له ولكنها مشاعري لا استطيع التحكم بها
رفعت رأسي لإسراء : يا بنت نسينا مروة
وقفت إسراء ، كانت أكثرنا تماسكًا : بروح أجيبها
لفت لها نوار التي تحدثت أخيرًا : انتبهي وعلى طول هنا
تذكرت أحدهم لأسأل نوار بعدما غابت إسراء : جدي بالبيت ؟
أجابت نوار باختصار شديد : رجعته لبيته قبل أروح لدوامي
التفتُ للعم قاسم ، وجدته جالسًا على إحدى كراسي الانتظار برفقتي ، وبعد دقائق رأيتُ امرأةً ترافقه وكانا يتهامسا حتى اقتربت الإمرأة ناحيتي ، لم تستطع الحديثمعي لأن دكتورة دانة قد خرجت من الغرفة لتقول : أنتوا قرايبها صح ؟
اقتربت بشكل اسرع من نوار لأتحدث بلهفه : ايه شلونها هي !
قالت الدكتورة بعدما تنهدت : عندها إنهيار عصبي عطيناها ابرة منومة ، هي منهارة مره ، حاولت أكثر من مره تقاوم لأنها تفوق من إغمائها ، الحمدلله ما عندها جروح ولافيها شيء ، يعني تقدروا تخرجوها اليوم بعد ما يخلص المغذي .. الله يعطيها القوة
نوار همست : امين
قد ضايقني أمرًا إلى أن عادت الدكتورة لتقول : يكون في علمكم طلبت شرطة المشفى للتحقيق لأن اللي صاير لها تحرش
ابتسمت بفرحة : مشكورة زين سويتي وأكيد بنشتكي
ابتسمت الدكتورة لتذهب ، لاحظت ذبول نوار لأسرع واجلسها على الكرسي ، اقتربت الإمرأة لتمد كأسًا وتقول : اعطي الماء لأختك
ثم صوت آخر : هي مو ماكله شيء ، خليها تاكل
أخذت من أيديهم وأجبرت العزيزة نوار الأكل والشرب .. رافقني العم قاسم وزوجته إلى أن أخرجنا دانة الصامته التي كانت تحتضنها مروة بقلق كبير .. وتلك المدعوةضُحى سارت معنا إلى المنزل ، حاولت إجبارها بالبقاء ولكنها رفضت خجلى .. أما زوجة عمّي العزيز قاسم ، وعدتني بعودتها وأعتذرت منها ومن العم قاسم على وقاحتي.. وقد عذراني ، لم أنسى أسامة ، كان عليّ ترتيب جدوله
عُدت لمقر عملي ، جلست لمدة ساعتين أرتب له جدولًا لأرسله له .. الشاب لا أريد اضاعة وقته ، أعتذرت منه بأني لا استطيع العمل معه من الغد لنبدأ اليوم الذي يليه وعبر عنفرحته بذلك لأنه لن يستطيع القدوم غدًا ، إذًا الاتفاق كان سهل ..
.
.
.
.
.
التفتُ لهن ، جميعهن عقولهن مشغولة بشيء ، أعلم .. دينا تفكر في وليد وكيف تستطيع الوصول اليه والاطمئنان ، إسراء تراقب الجميع وتخمن ما يجري في عقولهم ، مروةصغيرتي قلبها وعقلها في والدايّ المختفيان أما دانة .. هذه المجنونة الغامضة لا اعلم فيما تفكر ولكن أشعر بأنها تخفي سرًا كبيرًا .. آآه إنها تقترب لتصبح التاسعة ، عليناالرجوع للمنزل لنرى الأخبار ، ربما هناك خبرًا عن الطائرة تلك
وقفت ليقفن من بعدي ، بطّات سلطان .. ابتسمت على لقبنـا الذي نحبه جميعًا .. توجهت لجدي لأخبره بأننا ذاهبات
قال بصوته الحنون : تبون أجي وياكن ؟
دانة بلطافتها المعتادة : يا ريت جدي
قرص خدها بلطف : من عيوني ، قولي لمارين تجيب الشنطة
إسراء تخصرت لتمازحه : جاهز نصور هاا
ضحك جدي في وجهها : ايه ناوي وخالص إني ما أخليكن لحالكن
ساعدته على الوقوف : طيب جدي أمشي معاي ودينا ودانة يجيبن شنطتك
اعترضت إسراء: أنا ودانة بنجيبها روحوا أنتوا
لم أستطع التحرك .. يأجوج ومأجوج سيأتين بالشنطة ؟ لااا وقطعًا لا ، هناك معركة ستحدث هنا ، سحبتها من طرف بلوزتها : تمشين معي أنتِ ودينا تجيب الشنط يلااا
ضحكت دانة بخفوت وذاك أكد لي بأن الاثنتين قد نوتا على شر ، وشرٍ كبير أيضًا .. آآهه لأعترف .. ترويض هاتين الاثنتين أشبه بترويض جملٍ عنيد ، ترويضهن صعبجدًا لا أدري كيف لنظره من روز تجعلهن يبدين كحملٍ وديع وهن كأنهن لبوات وجدن فريستهن ..
مشيت وأنا أجر إسراء معي ، وكانت تنطق بكلمات جعلتني أضحك بشدة ،، لا أغتر بنفسي ولكن وجهي يزداد جمالًا حينما أضحك .. اختفت ضحكتي وأنا أرى هانييدخل بيت جدي بيده نوارته .. اسماها باسمي وأضاف تاء بنهايته ليصبح اسمها نوارة هاني .. لست خاصته صدقوني ولا أتلذذ بذلك ، فقط اشفق على الحرباء بل لأقولثريا ..
وقف هاني المتلهف لرؤيتي لأني اتجاهله بمقر عملنا بل وطلبت بأن يتم نقلي لفرعٍ آخر ، قال بلهفة وضحت على صوته : هلا نوار
خجلت .. القى تحيته بجانب جدي وعمّار ابن عمي المتغطرس كما اتفقن أخواتي .. شعرت وكأن عمار وجد ثغره لعيايرني بها ليقول ابنة الفرنسية فعلت ..
رد جدي الذي انقذني : أهلين هاني طليقتك داخل وأبوها موجود كان ودك تحط بنتك ، وادخل يضيفوك العيال بس ادخل المجلس على طول لأن بنياتي بيطلعن ..
طبعت قُبلة على رأس ناصر هذا ، لأنه ألجم عمار وهاني .. كان عمار على استعداد للسخرية مني ولكن كلمات جدي الطويلة جعلته يصمت ، أما هاني فقد شعر بالحياءأعلم ذلك قد وضح على ملامحه .. قد أكون في الماضي معجبةٌ بأخلاق هاني واسعدني أن أكون شريكة حياته ولكن بعد الأحداث المفعمة بالدراما ، غابت رغبتي تلك ، فأناأيضًا ابنة روز التي كانت احدى قواعدها ( الوقوع بالحب مع رجلٍ متزوج ممنوع ) وطبعًا الممنوعات لها عواقب وعاقبة هذا الممنوع هو وصول الخبر لسلطان .. ومن مناترغب بمواجهة سلطان ؟ لا أحد
مشيت ويدا إسراء تحتضنني ، إسراء بارعة جدًا في امتصاص الغضب والحزن مني ، لا أعلم ماذا ثرثرت أو كيف واستني ولكن أشعر الآن وكأنني لم التقِ هاني ولم يمربجانبي
أخذت مقعد السائق هذه المره وجدي بجانبي لتجلس دانة بالخلف بينهم ، فأنا أكثر منها وزنًا ولا نستطيع الجلوس أنا وهن بالمرتبة الخلفية بينما دانة تستطيع .. وصلناللبيت برفقة جدي ، كلنا متحمسات للجلسة معه ، فحكايات قديم الزمان لجدي ممتعه جدًا
طبعًا أخبار التاسعه كالعادة لم تطمئنا بل زادت حزن مدللتي مروة ، مروة التي فقدت والداي وهي في عمر الـ ١١ ..
سافر كلاهما لتلقي والدتي للعلاج ، نجح علاجها واستغرق سنة كاملة ، وعند رجوعهم سقطت الطائرة ومنذ ذاك اليوم ليومكم هذا ونحن بانتظار أن يدق أحدهم البابلنفتحه ونجد والدانا أمامنا ..
لأسترجع معكم أحداث يومٍ ماطر حزين !
كان المطر شديد جدًا وكنا في وحده خائفين ، لم يستطع ناصر الحبيب القدوم إلينا بسبب قوة المطر ولكن وعدنا بأنه آتٍ .. سمعنا دقًا قويًا ، الجرس رن ورفض السكوت ، لاأعلم لما هتفت مروة بسعادة : أكيد ماما وبابا
نحن دائمًا نصدق احساس مروة ، ستعلمون لاحقًا لما .. ركضنا بلهفة لذلك الباب وفتحناه ، لم يكن هناك أحد ، بكينا مع تساقط المطر بكاءً شديدًا ، السبب في الرنالمتواصل للجرس كان عطل ، أصلحه لنا جارنا ولكن نمنا على خيبة أمل في ذاك اليوم .. نمنا على سرير والدانا الذي كان يحمل رائحتهم
.
.
.
نواري !
رفعت رأسي لها ، اصبعها الحنون تسلل لعيني ليمسح دمعتي المتمردة ، جلست أمامي .. المجنونة المفعمة بالحب والحنان .. همست برقة تناسب ملامحها لا تصرفاتها : ايش فيك ؟
ولأول مرة أصارح أحدى أخواتي : محتاجة أمي وأبوي يا دانة
احتضنتني بجسمها النحيل .. لا أدري يا دانة ، من منا يحتوي الآخر .. بقيت في حضنها الدافئ لفترة من الوقت لأبتعد بعدها وابعد شعرها الغجري
همست لها وأنا ارتب شعرها على اكتافها : متى موعدك ؟
عبست وجهها : بعد بكرة
مسحت على وجنتيها : والجامعه ؟
همست بغيض وهي تشيح بوجهها : طز فيها
لطالما أحبت دانة جامعتها وتخصصها الذي أصرت بل وعاندت لتدرسه ولكن ما حصل معها ، جعلها هكذا .. وضعت يداي على كتفاها ، أوقفتها وجعلتها تجلس بجانبي ،فاتنتي المجنونة ، رفعت رأسها وأنا أضع سبابتي أسفل ذقنها : يا الخبلة .. عشان حادث من شخص ما أقدر أوصفه بأشبع الكلمات لأنها ما توفيه حقه تفقدين شغفك
قالت بنبرة أقرب للبكاء : خسرت سنتين من عمري ، رجلي أعرج بها وأيدي هذا حالها
احتضنتها ، صدقوني هي لم تيأس ولكن يحدث للإنسان يتعب من المُثابرة ويستسلم ، هذا ما وصلت له ولكن هل أجعلها تستسلم وأنا متكتفة ؟ أبدًا .. سمحت لها بالبكاء ،واسيتها كثيرًا بمسحي على ظهرها ولم أنطق بحرف ..
رفعت جسدها الصغير عني وابتسمت بوجهي ، أخذت امسح بقايا دموعها عن وجهها وهمست لها : أوعديني تكملي علاجك وتنتبهي لدراستك
قالت بتحدي : بوعدك بعد ما توعديني إن ما عاد تفكري في التافهه هاني
ضحكت لها بشدة ، دانة كانت من الذين فرحوا بعدم ارتباطي بهاني وكانت تقول ( ما يناسبك ) ، وكذلك أمي .. كانت من المعارضين وكانت تقول بأن اسمه لا يعجبها ،بذكري أمي .. كنت قد حدثتها ذات ليلة بأنه يعجبني وكان عقابي بأنها لم تحدثني لمده أسبوع بعد أن نهرتني قائلة ( ما أرسلتك تشتغلي عشان تصيعي يا الكبيرة ياالعاقل ) ، ومن يومها كبحت اعجابي بهاني ، فأمي أهم من ارتباطي به
فقت من سرحاني على صوت ( طقطقة أصابع دانة ) قلت وأنا ارفع حاجباي للأعلى : خير أختي وش تقولي ؟
قالت دانة بروقان فاجئني وبصوتها العذب بعد ان اطلقت تنهيدة : أهواك يا ناعس الطرفين وغيرك من الناس مالي به
فتحت عيناي بوسعهما و : هههههههههههههه اااخخخ يا دانة
رمت نفسها باحضاني وقالت بحالمية شديدة : والله ودي اتزوج واحد عيونه ناعسه وكذا له نظره تخليني اتأتأ اذا طالعني
داهمتها دينا وهي تشدها من طرف قميصها : أقول توكلي نامي يلا يلا .. التفتت لي لتقول برفعة حاجب : أنتِ بعد يلا
ضحكت وأنا أرى بأن الصالة السُفلية أصبحت مظلمة ، الساعة تشير إلى الـ حادية عشر والنصف .. في نظام روز ؛ في هذا الوقت الجميع يتسلل لغرفة نومه .. ونظام روزقائم حتى وهي غائبة
.
.
.
.
.
التفتت لي وهي ترتدي قميص بجامتها : بسم الله ايش تبغي ؟
أغلقت الباب : طلب بسيييييييط
رمت بجسدها على السرير وهي تشير لي بالجلوس أمامها : خير أخت دينا
ضربتها على رأسها بخفة ، أسلوبها وترني : بروح معاك موعدك
رفعت حاجبها وتكتفت ، يا إلهي هذه الشيطانة فهمتني .. كشفت نواياي ..
سمعتها تقول بنبرة حادة ورثتها من والدي ، يتحدث بها عندما يعطينا أوامر بعد غضبه من أفعالنا .. دانة بحدة : إذا بتروحي عشان تشوفي وليد أو تطلي عليه لا
قلت برجاء : دانة بلييييييز
جلست بجانبي وهي تحتضن كفي : أنتِ اللي بليز واحترمي مشاعرك تكفين لا عاد تهينيها ، ارحمي نفسك وعزي شأنك .. أمه ما تبيك لولدها ليش تنزلي نفسك لمستوى مومستواك ، ليش تصيرين ذليلة دينا ليش ! ليش ؟ خليه يولي يبقى بحضن أمه .. سكتت لتكمل وتجرح قلبي : بسألك سؤال ، صار له من صحى أسبوع ، قد في يوم كلمتيرغد وقالت لك سأل عنك ؟ جاوبيني تكفين !
لم أستطع إعطائها إجابة ، فخلال حديثي مع رغد لم تذكر لي قط أنه ذكر اسمي ، ربما فقد ذاكرته لحظيًا ! وكأنها المشعوذة قرأت أفكاري لتنقرني على رأسي وتقول : عشتي معاه طفولتك يعني لو فقد ذاكرته جزئيًا بيتذكرك بيتذكرنا كلنا ، بس ما ذكرك وهو ذاكر أهله، دينا خلك واقعيه وعقلانيه العاطفة ما تفيدك أبد ..
أنا أفهمها هذه الأخت ، إنها تردد كلامًا هي بحاجته ، رمقتها بنظره جعلتها تتوتر وتشيح بنظرها .. قلت لها بخبث : حبيبي !
رفستني بقدمها المعاقة ( فقط أمزح ولا أعني ذلك إطلاقًا فهي أختي المجنونة الحنونة المشعوذة المتمردة جامعة كل الصفات ) ضربتها في قدمها السليمة لأقول : غردي يانظر عيني
ضحكت لتحتضنني ونسقط سويًا على وسائدها الكثير .. تحدثت وهي متوترة بشدة : في شخص صار له سنتين يرسل لي ويحط لي رسائل ورقية في باب السيارة ، وكلهاغزل
ضربت صدري وأنا أشهق : واخزياه !
رمقتني بسخرية ، غالبًا ما تقول أنني أصبح عجوز في مثل هذه المواقف ، تجاهلت نظرتها لأقول : ومن هذا قليل الخاتمة !
أطلقت ضحكه صداها تردد في غرفتها : ديينا اطلقي العنان للشابة اللي داخلك وقفلي على العجوز
عندما قالت عجوز تذكرت شيئًا، أقسمت أن أشاركها به ، وضعت كلتا يدي تحت رأسي لأقول بنبرة هادئة : طنشيه هذا وركزي معاي .. تدرين وش سمعت اليوم ؟
جلست ،، طوت ذراعيها بحذر أسفلها ، أطلت النظر لها وأنا أراقب حركتها ، أجزم بأنها إن أكملت علاجها الفيزيائي ستستطيع التحرك بقدمها بحرية ، لم أعلق وأكملتحديثي بعدما لاحظت الاهتمام للاستماع إليّ ظاهرًا في عينيها .. أردفت وأنا بنفس وضعيتي : سمعت حريم أعمامي يتكلمن عن سيطرتهن على عقل جدتي .. أم الحرباءقالت أحس إن قلبها يحن عليهن ، وأم قليلين الخاتمه قالت إن هي بتضغط عليها عشان موضوع خطبتك لوافي وبرفضك راح تكرهنا زيادة .. يعني تحسي إن جدتي تحبناوبسببهن هن حاقده علينا وعلى أمي ؟
كان صمتها موترًا لي ، لطالما سكوت المجانين مثيرًا للتوتر .. رفعت عينيها لتلتقي بعيناي .. لأصف لكم عيناها بكلمه واحدة ! كالغزال .. هي من تغنوا بعينيها قائلين ( جمعت حلو المحاسن فيك القمر والغزال ) فوجهها كالبدر وعيناها كالغزال .. ألم تقل إسراء ؟ يحق لنا الغزل في بعضنا ! نعم فذلك صحيح ..
سمعتها تقول : شوفي للآن مو فاهمه شيء.. هم اللي حثّوا بابا يتزوج بعد زواجه الأول ويختار وحده من خارج العائلة ..
قاطعتها بضحكة ، هذا موضوع مضحك ، لأحدثكم قليلًا عن تمرد والدي .. كان يُحب والدتي التي ألتقى بها وهو سائح في فرنسا ، أحبها ولكن قواعد عائلته الغبية جعلتهلا يصرح بما في قلبه عاد أدراجه ليتفاجئ بأن عقده سيكون بعد أسبوعين من ابنة عمه ، وياللصدفة تكون خالة الحرباء .. اجبر نفسه على القبول ولكن في يوم الملكة رفضالحضور ، ما فعله تنطبق عليه كلمة ( فضيحة ) لأنها ابنة عمه ولكن جدي تدارك الوضع وأصبحت هي زوجة أخيه ( أم قليلين الخاتمة ) أما سُلطاننا العاشق فكان يبحثعن روز في باريس إلى أن التقاها وتزوجها هناك وأتى بها ليصدم أهله بعد سنة من زواجه وبطنها يكاد يصل أنفها وهي حامل ببطتها الأولى ( نوار ) ، بالتأكيد جدي قبلبها لأنها حامل بحفيدته بل لأنه يُحب ابنه سلطان كثيرًا .. كمعلومه ، جدي مغرمٌ بالبنات ، أكثر من حاملي اسمه .. ويُقال بأن جدتي تقبلت وجود والدتي قليلًا ولكن بناتأعمام والدي كالأفاعي .. لا داعي للإكمال ' فـ أفعالهن تتحدث



يوم الأحد .. السادسة والنصف

استيقضت صباحًا على صوت إزعاج دينا ، آههه نبرتها المزعجة تطن في رأسي ، لا أريد الاستيقاظ للذهاب للمدرسة .. ارتديت لباس المدرسة ، وقفت لأمشط شعري الذيوسوست لي الشيطان أن أقصه ، تعلمون من هي الشيطان صحيح ! نعم هي بذاتها دانة ، ولكنه يعجبني .. قد أعطاني هاله طفلة ، بعكس الشعر الطويل ، لا عليكم أكرهالمدرسة لأنني بنفس المدرسة التي بها زوجات أعمامي مُدرسات .. ينعتنني ببنت الفرنسية ، يشرفني ذلك ويسعدني ف الفرنسية تلك ، أجمل وأرقى وأفضل مُعيدة فيالجامعة ، ولكنهن يحرجنني بكلمات جارحة أمام زميلاتهن ، وذلك يجعلني أرغب بشتمهن .. ما يردعني عن ذلك هو أن الشتم من الممنوعات والأهم من ذلك أعلم بأن ريةوسكينة سيلزقن ذلك بوالدتي التي أهدرت عمرًا في تربيتنا أنا وأخواتي ..
تحركت بسرعه عندما انعكس وجه دينا الغاضب على مرآتي .. مشيت ناحيتها وأنا أهمس : آسفة جايه
احتضنتني تلك الرقيقة دينا صاحبة العينين الجاحظتين .. تشبه جحوظ عينا والدي ، أحب تأملهما لأنها تذكرني بوالدي .. جلست بالمقعد بجانبها وأنا آخذ قطعة الخبز منيدها وكأس الحليب من يد نوار .. سألتها بصوت خافت : دينا ، أوصفي بابا
أشعر وكأن سؤالي فاجئها ، قلت بخجل وحزن حاولت أخفاؤه : أحس إني نسيت وجهه
احتضنتني أختي الرقيقة ، حاولت إخفاء دموعي ولكني لم استطع ، شعرت بأنني بللت قميصها بدموعي .. وهي أيضًا ، شعرت بانسكاب دموعها على عنقي ، إن اللهيختبر صبرنا بإخفاء والدينا عنا لمدة ٣ سنوات .. ونحن نسري في سنتنا الرابعة الآن .. شعرت بقدوم نوار ، يكفيها حمل مآسينا ابتعدت بسرعه وانا أمسح دمعاتي ،لوجهي خاصية مميزة .. لا يُظهر أنني قد بكيت لمجرد مسحي لدموعي .. ولكن قمت برفع يدي وضربت عين دينا كخدعه وغمزت لها ، مُضحكٌ جدًا بأنها شكرتني وجلستتتوعدني .. لحسن الحظ لم تلاحظ نوار ذلك ، أستطيع أن أجزم أنها لاحظت ولكنها تتظاهر بعدم ذلك
سمعت دينا تتساءل : نوار ، بتروحي مع دانة ؟
أومأت رأسها بلا : لازم أروح أنقل للفرع الجديد
قالت لها دينا بلهفة : أروح معاها ؟
شعرت وكأن دينا حزنت عندما قالت نوار : لا بتروح معاها عهد ومن هناك بيروحن للجامعة سوا
أنا ودينا لا نحب عهد تلك ، إنها صديقة دانة التي خرجت فجأة لا نعلم من أين ، قلت بانزعاج ولكن باحترام : وليش تروح هي ؟ ليش إسراء ما تغيب عن الجامعه وتروحمعاها ؟
نوار رفعت عينيها لي ، أدرت رأسي خجلًا من المناقشة .. لا أعلم لماذا أشعر بتوتر كبير عندما أناقشها ، هل لأن عيناها تشابه والدتي ؟ الآن ألاحظ بأن الاثنتين قد ورثتاعينان والدي ووالدتي ..
سمعتها تقول بهدوء : ليش ما تحبينها مرّوش ؟
رفعت عيناي لها لا يوجد سبب لذلك ولكنه إحساسي يا أختي وتذكري ذلك جيدًا.. رفعت كتفايّ للأعلى ثم أهبطتهم ..
انقذتني نوار من التساؤلات لتقف وتقول : يلا أمشي لا تتأخري
وقفت خلفها متوجهه للمغاسل ، نظرت لنفسي في المرآة.. ااااهه كم أُحبني .. ضحكت بخفوت لنرجسيتي العالية ، انتبهت لنظرات السخرية من عينا دينا ، أرسلت لها قُبلةوأنا أضحك .. سمعتها تضحك وهي تقول لي: الحقيني بسرعه لا اسحب عليك وتنكتبي غياب
قبل أن أجيبها سمعت ناصرًا يقول مازحًا : تخسين تهددي بنيتي مروة وأنا موجود
بفرحة احتضنته وقبلت خده وقلت بدلع : معليه جدي ديون غاليه وتمون
ضربني بخفه بعصاته : مو كفو
ضحكت دينا وهي تسحبني من جدي : يوه عاد جدي إلا مروشتنا ما تنضرب
وقف ليقول لها مازحًا : والله ما عرفنالكن يا بنات سُلطان كل ما فزعت لوحده دافعت عن الثانيه
احتضنته نوار لتقول له : جدي حنّا انخلقنا كذا
نعم يا جدي ، خُلقنا هكذا لأجل بعضنا ، لنكمل بعض ونتكاتف لأيام صعابٍ كهذه ، جلست بالمقعد بجانب دينا بعدما وضعت حزام الأمان سألتها سؤالًا آخر يصدمها : تبي تروحي مع دانة عشان تشوفي وليد ؟
رفعت نظرها لي .. أردفت لأقول : ترا وليد ما يستاهلك مثل ما هاني ما يستاهل نوار والله أبعدهم عنكم
فتحت عينها وهي تقول ببطء : مروة !
أشحت نظري عنها بتوتر .. رفعت أكتافي لأقول لها وأنا أهبطهن : أحس كذا ..
لاحظت أنها ابتسمت لي ، تؤمن بإحساسي أعلم ذلك ، لا أستطيع أن أقول لها بأن وليد مغازلجي .. قبل نومه الطويل كان يأتي لمدرستي ليُغازل فتياتٍ بعمري ، قاصراتفي ذاك الزمان وإلى الآن .. دينا أنتِ أختي الرقيقة ، لا يحق لوليد أن يكسركِ ، يستحقك من هو أفضل من وليد ، يستحقك من يُداري رقّة قلبك يا حبيبة القلب ..
توقفت أمام المدرسة ، كان بيننا حديث جميل شيق ، تحدثنا في مختلف المواضيع ونحن نناقش أيضًا بعض مما سمعناه في الراديو .. تمسكت بي قبل النزول لتسألني : معاك فلوس ؟
رددت بهدوء : أيوه
همست لي لتعزز ثقتي : لا تنسي أنتِ بنت الفرنسية اللي هي الآن مُعيدة بجامعة أوك ؟
ابتسمت بوجهها .. أكلمت لتزيد من ثقتي : أنتِ أكبر من إن كلام رية وسكينة يأثر فيك تمام ! الفرنسية أشرف منهن ومو من مستوى بناتها يردن عليهن بنفس كلامهن أوك
ابتسمت ، إذًا دينا تعلم بما يدور هنا ! حسنًا هذا يكفيني .. قبّلت خدي قبلة طويلة ، ابتعدتها وأنا منزعجة : شفطتي خدي
قالت مازحة مزحة ثقيلة : لا تحاتي لين تزوجتي في حق زوجك
أحمر خداي وهبطت بسرعه : وسخه
أطلقت ضحكتها المجنونة وذهبت .. استودعتها الله وأنا أدخل باب المدرسة واستودعت كل أخواتي ورجوت الله أن يبعد عهد عن أختي المجنونة تلك ، فإحساسي لا يخيب
.
.
.
.
.
خرجت من الطبيب ، اسعدتني كلمات المعالجة الفيزيائية وهي تخبره بأن قدمي في تحسن ، وأن يدي بدأت تلتأم بعد عملية الأعصاب التي لجأت لها قبل فترة .. صادفتفي وجهي رغد التي احتضنتني بلهفه ، همست لي : لا تخلي أمي تشوفك
آلمني قلبي بشدة ، كُنا جيرانًا .. لعبنا معًا ، رغد كانت أختًا سادسة لنا ووليد ! يا له من وليد ، كان مغرمًا وبشدة بدينا .. لا ننسى بعد إنهاءه لدراسته ركض مسرعًا لأبيليخبره أنه انتهى وأنه على استعدادٍ تام بالزواج من دينا ليضحك أبي ويخبره بأنه عليه الحصول على وظيفة أولًا ، لا أنسى عندما قام عمّي المتغطرس بخطبة دينا لابنهالمغفل الأمير وليام ( على غفلة ) ، عندما علم وليد إنهار ولكن كلمات أبي أمام وليد اسعدته .. لا أنسى صوته الجهوري الذي وصل لمسامعي وإسراء عندما كنا نتنصت منخلف الباب وهو يقول ( أنا أعطيت بنتي لوليد يا أبو عمّار ) فرح وليد ذاك اليوم وتلقيت إسراء وأنا عقابًا من روز لاختراقنا إحدى قوانينها وهو التنصت الذي كان ممنوعًاعلينا .. ولكن مروة ، نعم مروة أخبرتني عن ( مغازلاته ) للقاصرات ، رأيته يومًا ولكن لم أصدق عيناي فوليد مُغرمٌ حد الثمالة بدينا كيف يفعل ذلك ؟ اسميتها ( مراهقة ) ،وبأنه سيعقل ولكن لم أكن أريد لأختي أن تبدو كالمغفلة ، سعدت جدًا بعدما رفضت والدته تزويجه لأختي ، لذلك أسعى بأن أجعلها تخرج من حزنها لأن ما رأته مروةتجعلني أتفق معها تمامًا بأن قلبها الرقيق يستحقه من هو أفضل بكثير من المعازلجي وليد .. مشيت بعدما جرحتني كلمات رغد حيث أنها لا تريد من والدتها أن تراني .. رأيتُ المدعو وليد في إحدى غُرف العلاج الفيزيائي، وقفت .. كانت الغرفة زجاجية أستطيع أن أرى ما يحدث .. كان المغوار يتودد للممرضة الأجنبية أمام عيناي ، رفعتهاتفي وقمت بتوثيق ما رأيت ، قد يجرح قلبك يا رقيقة ولكن سيفتح عيناكِ ، بعض الآلام مفيدة .. نحن بجانب بعضنا وسأعالج جرح قلبك
سمعت عهد تهتف بعدما جاءت من دورات المياه ( مُكرمين ) : نمشي !
همست لها : يلا
أرسلت ما شاهدته لنوار ، لأستشيرها قبل أن أدع دينا ترا ما رأيت .. لقيت توبيخًا يكفيني لمئة عام .. بأن التجسس والتلصص ممنوع ، نسيت أن نوار ، روز صغيرة ..
لم أعر توبيخها أي اهتمام وقمت بارسال الفيديو لإسراء التي كان ردها دعاوي شر للمدعو وليد ومن بينها ( عساه ما يشفى ) ، ضحكت قليلًا وبعدها استغفرت ربي .. وجهتها ، لكم أن تتخيلوا بأن الشيطان يوجه الناس للطريق الصحيح ، طلبت مشورتها تلك التي لا عقل لها ، لتقول لي( وريه لدينا خليها تفتح عيونها ) ، إسراء واقعية .. مثلي بالضبط فنحن الاثنتان بعيدتان عن العاطفة .. وما يحدث مع الرسائل التي نتلقاها يثبت ذلك ( إنها سخرية ) ..
رفعت رأسي لأرى أني وعهد ندخل منزلًا لا الجامعه : وين الجامعه ؟
ضحكت عهد وهي تقول : حسيت إني جوعانه فقلت نجي البيت نتغدى ومنها أعرفك على أمي
لم يعجبني ذلك : لو إنك شاورتيني
هتفت : كنتِ مشغولة بتلفونك ، ما راح نتأخر صدقيني وبنروح للجامعه
زفرت بضيق ، لم أكن أريد ذلك .. محاضراتي لهذا اليوم برفقة إحدى صديقات روز ، متأكدة بأنها ستخبر نوار بذلك وكيف لي أن أُبرر ! انقذت نفسي وقمت بارسال تقريرلنوار عما حدث .. حمدًا لله لم اتلقى خطابًا تأديبيًا فقد كانت لطيفة لتقول ( الله يحفظك ، طمنيني عنك ) ، أحبها أُمنا الصغيرة ..
ترجلت من سيارة عهد ببطء فآثار العلاج لا زالت .. انتبهت بأن عهد تسكن في قصر ، ليس فيلا كالتي أعيش فيها أنا ، لا تقلقوا فتلك الفيلا تكفيني لأعيش بأمان ، لو كانمكان سكني فقط حضن سُلطان الدافئ لكفاني ذلك ، نعم قنوعه يكفيني أن أكون مع والداي وشقيقاتي الأربع ..
دخلت خلفها وأنا أشعر بتوتر وخجل ، القيت السلام البارد على والدتها التي لم تلقنا بال واستأذنت بخروجها لإحدى الاجتماعات ، فوالدتها رائدة أعمال
قالت قبل خروجها : عهد ، عادل في البيت نبهيه ..
قالت عهد وهي تلف لوالدتها : وعبدالعزيز ؟
رفعت يدها بلا مبالاه : في شغله هذا يعبد الشغل
ضحكت عهد ومشت أمامي لتقول : يلا نجلس هنا
كانت تشير لجلسة جميلة بالخارج .. قالت لي : خذي راحتك دندون
شددت على حجابي : لا ماله داعي أخوك هنا ، يلا نخلص ونطلع
استأذنت مني لتذهب وترى الغداء ، كانت دقات قلبي متسارعه ، خائفة ومتوترة .. لا أعلم لما .. تأخرت عهد ، مرّت ربع ساعه .. تليها الثلث وبعدها النصف ، سمعت صوتسيارة تدخل لمواقف السيارات ، توترت لربما أخيها المدعو ب عبدالعزيز ، كثيرًا ما تذمه عهد أمامها وتصفه بالـ جاد ، وتقول بأنه يهجر المنزل لأسابيع وشهور ولكنه يأتِ بينالحين والآخر ..
دخلت للداخل باحثه عن عهد ، وتفاجأت بأحدهم يسد طريقها ، ذئب بشري .. توترت وكان ذلك يتضح جدًا على وجهي ، دقات قلبي تتسارع ، همست بتردد : وين عهد ؟
اقترب مني ، احتضن خصري .. قرّبني له حتى اصطدم صدري بصدره ، إحدى يداي لا تسعفني ماذا أفعل ؟ حاولت ابعاده وهو بدأ يوزع قُبلاته بشكل عشوائي علىوجهي ، حاولت ابعاده ولكنه أقوى مني وكما ذكرت مُسبقًا .. إحدى يداي لا تسعفانني ، صرخت مرارًا وأنا أنادي عهد ..
كانت يتلفظ بكلماتٍ قذرة ، أستطعت أسمع من بينها بأنني ابنة الفرنسية ، وأن ما يحدث الآن يجب أن أكون معتادةٌ عليه ! رفعت يدي السليمة ، وتركت أثرًا جميلًا في وجهه، أتت قوتي من وجه أبي الذي رأيته هنا ، خياله وطيفه معي ولو كان بعيدًا ، كانت حقيبتي معي ، رفعتها وضربته على وجهه مره أخرى ومشيت سريعًا بعرجٍ واضح ، كانيتبعني مسرعًا .. وعيناي معه حتى أقيس المسافة بيننا حتى اصدمت بشخص أمسكني بشدة ، رفعت رأسي له ..
كانت نظرته حائرة ، ودعت حياتي في تلك اللحظة .. مرت أيامي الجميلة مع أخواتي أمام عيناي ، هنا أنا بين ذئبين بشريين .. ولكن بأمل متجدد همست مُتعبه : تكفى لاتسوي لي شيء
كُنت مجهدة ، شفتاي تنزف دمًا بسبب ذلك الذئب البشري الذي لم يرحمها ، لأقول .. إن خرجت من هنا بخير فأنا أكره دانة التي لم تستطع الدفاع عن نفسها وحمايتها ..
سألني الذي أنا بين يديه : ايش تسوي هنا ؟
كدت أسقط ولكنه تمسك بي جيدًا ، همست : أنا صديقة عهد
همس : اخخخ من عهد
التفتت لأرى الذئب البشري يقول بضحكة : عزوز زين مسكتها ، وش رأيك نتقاسمها فيما بيننا ؟
رفعت نظري لعزوز ذاك ، رأيت بعينيه ذات النظرة للذئب الذي حررت نفسي منه .. هل الاثنان لهما نفس الطباع ؟ هل هم ذئاب ! لماذا شعرت بأنه محترم ؟ شعرت بيدهتتحسس جسدي ، ألم أقل ! أنا أكره دانه المستسلمة ، يتم التحرش بها علنًا من قِبل رجلين وهي مستسلمة !
رفعت قدمي وركلته ، من أين أتتني القوة ؟ ليس طيف والدي ولم تزرني روز .. بل نوار الواقفة خلف عزوز مباشرةً
سقط لتلقفني نوار والآخر هرب خائفًا أن أركله كما فعلت بأخيه ، يبدو إن ضحية أخرى تنتظره ..
لم أستطع مساعدة نوار على حملي ، فلقد أصبحت الدنيا سوداء أمامي وأنا أهوي بين يديها ، سمعتها تنادي اسمي ولكنني لم استطع الرد عليها ..
.
.
.
.
.
كانت الصرخات تتردد بكثرة ، إسراء مزعجة تهدد بأنها ستقتلع رأس عهد من مكانه وأنا لا شعور لدي ، أشكر ضُحى تلك .. التي كانت تُعرفني على الفرع الجديد، تلقيترسالة دانة وأنا أردد بهمس ( الله يهديك يا دانة ) سمعتني ضحى وضحكت بخفوت وهي تعرفني على المكان حتى وصلنا بقرب مكتب المدير ليخرج منه المدعو عبدالعزيز،سحبتني ضُحى جانبًا لتهمس : شايفه هذا ؟ تحذري منه ألف مره
عقدت حاجباي باستغراب : ليش ؟
سحبتني مُجددًا لنخرج ونكمل جولتنا وهي تتحدث : هذا عبدالعزيز موظف هنا وهو يد المدير اليمنى ، من ناحية مجتهد مجتهد ويشتغل بضمير بس .. صمتت
أدرت عيناي لها ، أحثها على الإكمال ، همست وهي تقول : أنا ما أحب أتكلم في عرض الناس بس عشان أحذرك والله ، لا تغرك هيبته وشكله المحترم تراه من جنبها ..
استطعت أفهم المعلومة التي تريد ايصالها لي ، أكملت والحمدلله أنها أكلمت : عنده أخت الله يهديها تصادق البنات وتبين محترمة وتعزمهن لبيتهم وينقضوا عليهن الأخوين
شهقت : ما تخاف بكره تدور فيها الدنيا ؟
لتضحك ضحى قائلة : مين ؟ عهد ؟ تخاف ! اااهه شقول لك حتى أمهم مشتركة وياهم
دق قلبي وأنا أتذكر احساس مروة ، واسم عهد الآن ورسالة دانة وهي تقول بأنها في بيت عهد ! نظرت لها بقلق : ايش اسمهم بالكامل
قالت ضحى وهي تحتسي الماء بعدما صبته لنفسها من الثلاجة المجاورة : امممم اتوقع اسمه عبدالعزيز الـ ****
شهقت بقوة وأنا ارتجف : أخخختتتيييي ، دانة .. دانة
تمسكت بي ضُحى واجلستني بعيدًا عن الأعين لأن صوتي كان عاليًا .. سألتني بقلق : نوار حبيبتي ايش فيك ؟
بكيت بجانبها وأنا أخبرها بأن دانة ضحية هذا اليوم ، أسرعت للغرفة لتجلب حقائبنا وساعدتني على الوقوف ، خرجنا معًا وقادتني لهناك حتى أنقذ أختي من الذئاب ..
سقطت على يدي وهي تهمس : نوار أنا أكره دانة اللي جوَا
والآن ! دانة مستلقية هنا وإسراء تُهدد ، بانتظار دينا ومروة ، ضحى ! ضُحى هنا لم تتركني ..
جلست بجانبها : مشكورة
لاحظتها تمسح دمعتها : أفا عليك
وضعت يدي على كفها ، أنزلت رأسها لتقول : نوار أنا ضحية عبدالعزيز ما ودي أحد غيري بعد ، الله يستر على الجميع ويحفظ لكم أختكم
لا أعلم كيف أواسيها ، ولكن حمدًا لله الذي أرسلها لي لتكون سببًا للحفاظ على دانة التي لا أعلم إن كانت دانة الشيطانة أم ستتحول لدانة أخرى بعد كلماتها تلك ..
.
.
.
.
.
الأستاذ قاسم طالبك بمكتبه
كانت تلك كلمات سكرتير مدير فرع البنك الذي أعمل به ، نطق بها بعدما سمحت له بالدخول ، مشيت خلفه وأنا متوجهه لمكتب المدير .. وعيون الموظفين المنتشرين ترافقنيباستحقار ؛ لأنني ابنة الفرنسية التي يطلبها المدير بكثره ولكم أن تتخيلوا ماذا يجول في عقولهم ، لا أستطيع أن أذكر أفكارهم المنحطة أخلاقيًا ..
دخلت بعدما أذن لي وفي وجهي ابتسامة جميلة لذلك الرجل الكبير الجالس على كرسيه باحترام ووقار ، فالأستاذ قاسم ونِعم الرجل ، مليئٌ بالاحترام ويعاملني وكأننيطفلته التي لم ينجبها ، يعاملني وكأنني ابنة خرجت من صلبه ، فربه لم يرزقه بأطفال وقال لي ذات يوم ( أنتِ يا بنتي تحسسيني بمشاعر الأبوه دائمًا ) وعرفت بعدها بأنهلم ينجب ..
طلب مني الجلوس أمام الشاب اليافع ليقول : دينا يا بنتي الشاب الناجح هذا عنده مشروع ومحتاج موظف يساعده ، وأنا اخترتك أنتِ ، منها تجربة تنضاف لملفك ومنهابتحكمين عليه حكم صادق وبتنفعيه بعد ، خصوصي وإنك صبورة وش رأيك ؟
ابتسمت ، أطرى عليّ العمّ قاسم الآن اطراء رائع ، وفعلًا هنا تجربة ناجحة تُضاف لملفي الوظيفي.. ولكن هذا آخر ترم لي في دراستي هل سأستطيع ، التفتت له : شكرًاأستاذ قاسم بس أنت عارف أنا هذا آخر فصل لي وعندي ارتباط ب ٣ مواد
هزّ رأسه ليقول لي : لو وافقتي تساعديه أقدر أسوي لك تأجيل وكل شيء يمشي زين
التفتت للشاب لأسئلة : ممكن تشرح لي بالتفصيل ؟
أعتدل بجلسته ليشرح لي تفاصيل مشروعه ، لم أستطع رفض طلبه .. قررت تحدي نفسي بأن أأودي وظيفتي وأهتم بموادي الثلاث ومساعدة الطالب الذكي الذي يجلسأمامي ، ابتسمت بوجهه المدير : خلاص تمام أستاذ قاسم ، موضوعه عندي وإن شاء الله نستفيد من بعض
قال بابتسامه وراحة : كنت عارف ما راح تخذليني ، أأجل لك اختباراتك ؟
ابتسمت بوجهه : لا يا أستاذ إن شاء الله الموضوع سهل .. التفتت للذي أمامي : ما قلت لي بأي كورس أنت ؟ تفاصيلك يعني
تحدث إليّ باحترام ، لأقسم بأنه أول شاب يتحدث لي بهذا الاحترام : خليني أبدأ من اسمي ، أنا أُسامة ، وهذا آخر كورس لي .. والمشروع اللي اشتغل عليه مشروعتخرجي وغير كذا عندي مواد عشان أخلصها ، عادي اسألك انتِ وش تدرسي ؟
زاد أعجابي بهذا الشاب الصغير الذي أمامي : ما شاء الله ، الله يوفقك .. أنا ادرس كورس acca
رفع حاجبيه ليقول : مخلصه بكالوريوس يعني
قلت له بضحكة : ايوووا من ٣ سنوات أو ٤
قال باحراج وهو يخفي ضحكته : يوه شكلك صغير
ضحكت وضحك معي الأستاذ قاسم .. وقفت لأقول له : لا يا أخوي مو للدرجة هذه .. بعدها أردفت بجدية : ممكن تعطيني ملفك عشان أشوف شغلك وأرتب لك جدول ؟وتقول لي جدولك الجامعي !
وقف معي ليقول معتذرًا : الأوراق أحتاجها بطلع انسخهم لك
قاطعته معتذرة : المعذرة معليش انسخهم عندي .. تعال معاي
أتدرون ما الذي زاد أعجابي بتربيته ؟ مشى أمامي ، فتح الباب لي ثم قال : بمشي قدامك ودليني مكتبك ..
أتعلمون قصة سيدنا موسى مع بناتيّ سيدنا شعيب ! حصلت لي مع الشاب الصغير أُسامة .. لم يرفع عينيه ليتفحصني بعبائتي الفصفاضه كما يفعل زملاء عملي، أناجدًا مُعجبك بتربية تلك الأم لهذا الشاب ..
أخذت أوراقه وجدول جامعته لأرتب جدول له معي ، همس ليقول : كيف توصليه لي ؟ الجدول أقصد
رفعت إحدى البطاقات : هذا رقم الواتس اب لمكتبي ، ارسل لي الآن وأنا بسجل رقمك فيه ونتواصل بإذن الله
رفع رأسه لي ليقول : طيب مشكورة أستاذة دينا
ابتسمت في وجهه لأقول له : بس دينا
رفع كتفيه واهبطهمها بابتسامه عذبة : حاضر ، مع السلامة
قلت له مودعه في ذات الوقت الذي رن فيه هاتفي : الله يحفظك ..
خرج لألتقط هاتفي وأرد في آخر لحظة : هلا بنواري
جائني صوتها المُتعب : هلا دينا ، بشغلك ؟
لم أستطع الإجابة على سؤالها لأطرح سؤالي بقلق : ايش فيك ؟ ليش صوتك كذا قلبي ؟
قالت بإرهاق: دانة تعبت جبتها المستشفى ، تعالي تكفين
لم أستطع أن اسمع ما تبقى ، فـ دانة قلبي مُتعبة .. خرجت مسرعه لأطلب إذنًا من العم قاسم الذي أذن لي وطلب من السائق أن يوصله من خلفي ليطمئن علي فلحق بي ،فأنا ابنته كما يقول .. ركضت لأخواتي مُتناسيه مروة التي ستنتظرني بعد نص ساعة ..
رأيت إسراء الغاضبة : سروي وين دانة ؟
اندفعت لتروي لي ما حصل بكل غضب واندفاع وعيناها مليئة بدموع تكبحها ، لم أستطع استيعاب ما حصل لحبيبة قلبي الشيطانة المتمردة ، دانة ! تعيش هذا الحدثالصعب !
جلست بقربها ، سمعت صوته الحنون فوق رأسي : دينا أبوي
رفعت رأسي له ، لا أعلم ما أقول ، هل أوبخه على ما يفعلونه بني جنسه ! أم أبقى صامته ولا أعيره أي اهتمام ! فمشاعري الان لا تسمح لي بالرد عليه باحترام .. اعلم بانهذا العم لا ذنب له ولكنها مشاعري لا استطيع التحكم بها
رفعت رأسي لإسراء : يا بنت نسينا مروة
وقفت إسراء ، كانت أكثرنا تماسكًا : بروح أجيبها
لفت لها نوار التي تحدثت أخيرًا : انتبهي وعلى طول هنا
تذكرت أحدهم لأسأل نوار بعدما غابت إسراء : جدي بالبيت ؟
أجابت نوار باختصار شديد : رجعته لبيته قبل أروح لدوامي
التفتُ للعم قاسم ، وجدته جالسًا على إحدى كراسي الانتظار برفقتي ، وبعد دقائق رأيتُ امرأةً ترافقه وكانا يتهامسا حتى اقتربت الإمرأة ناحيتي ، لم تستطع الحديثمعي لأن دكتورة دانة قد خرجت من الغرفة لتقول : أنتوا قرايبها صح ؟
اقتربت بشكل اسرع من نوار لأتحدث بلهفه : ايه شلونها هي !
قالت الدكتورة بعدما تنهدت : عندها إنهيار عصبي عطيناها ابرة منومة ، هي منهارة مره ، حاولت أكثر من مره تقاوم لأنها تفوق من إغمائها ، الحمدلله ما عندها جروح ولافيها شيء ، يعني تقدروا تخرجوها اليوم بعد ما يخلص المغذي .. الله يعطيها القوة
نوار همست : امين
قد ضايقني أمرًا إلى أن عادت الدكتورة لتقول : يكون في علمكم طلبت شرطة المشفى للتحقيق لأن اللي صاير لها تحرش
ابتسمت بفرحة : مشكورة زين سويتي وأكيد بنشتكي
ابتسمت الدكتورة لتذهب ، لاحظت ذبول نوار لأسرع واجلسها على الكرسي ، اقتربت الإمرأة لتمد كأسًا وتقول : اعطي الماء لأختك
ثم صوت آخر : هي مو ماكله شيء ، خليها تاكل
أخذت من أيديهم وأجبرت العزيزة نوار الأكل والشرب .. رافقني العم قاسم وزوجته إلى أن أخرجنا دانة الصامته التي كانت تحتضنها مروة بقلق كبير .. وتلك المدعوةضُحى سارت معنا إلى المنزل ، حاولت إجبارها بالبقاء ولكنها رفضت خجلى .. أما زوجة عمّي العزيز قاسم ، وعدتني بعودتها وأعتذرت منها ومن العم قاسم على وقاحتي.. وقد عذراني ، لم أنسى أسامة ، كان عليّ ترتيب جدوله
عُدت لمقر عملي ، جلست لمدة ساعتين أرتب له جدولًا لأرسله له .. الشاب لا أريد اضاعة وقته ، أعتذرت منه بأني لا استطيع العمل معه من الغد لنبدأ اليوم الذي يليه وعبر عنفرحته بذلك لأنه لن يستطيع القدوم غدًا ، إذًا الاتفاق كان سهل ..



.
.
.
.
كنت صامته ، لم استطع قول شيء ، قلتُ مسبقًا .. إن خرجت سليمه فأنا أكره دانة هذه .. عليها إن تكون مختلفة ، لا تستسلم .. التفت لأخواتي المنتشرات في غرفتي .. رفعت جسدي من الفراش ليركضن كلهن حولي .. سألتني نوار : ايش فيك تكلمي !
بودي ذلك يا نوار ، بودي لو باستطاعتي أن أتحدث ، بودي لو أقول لك ما يحدث بي ولكن صوتي لا يخرج يا نوار .. نوار هل سوف أُأجل فصلًا آخر بسبب حالي هذا ؟أقسم يا أختي سوف أفعل ما بوسعي حتى اتناسى كل ما عشته اليوم ولكن لا أريد التأخر في دراستي أكثر ..
كنت انظر لها واتحدث ما اتحدث به في قلبي ولكن لساني يأبى النطق ، لا أستطيع النطق يا أخواتي ، شُلّ لساني يا نوار .. لساني عاجزٌ عن النطق دينا .. لن أوبخك يامروة بعد اليوم على صراخك وأنا نائمة ، لن أثرثر فوق رأسك وأغني يا إسراء في وقت دراستك ..
بكيت بدموع صامته ، احتضنتني دينا وهي قد فهمت بأنني تحت تأثير الصدمة ، لا استطيع الحديث .. قد أبقى بكماء للأبد وقد انطق ذات يوم ولكن الآن ، وفي الوقتالحالي .. أنا دانة الصامتة ..
انتبهت لخروج نوار من داري، أعلم أنها تبكيني الآن .. أريد أن أعرف ليخبرني أحد ما حدث للعائلة السيئة تلك ! ماذا فعلت الشرطه لعائلة الـ *** ، متأكدة أن لا شيءأصابهم ولكن إسراء التي نطقت بجملة اراحتني وافرحتني .. قالت أختي التي أفخر بها : والله إن الشرطي اللي جاء كفو ، ما همه انهم عيال الـ *** قال كلنا ناس واللييجرم يتحاسب ، كان ودي أبوس رأسه
قالت مروة : هههههههههههه والله أنا اللي كنت بقول له روح عسى الله يفتحها بوجهك وتترقى بوظيفتك
دينا : هههههههههههههه ايييه وبعد ايش غردن !
ابتسمت لهن وهن يصفن شعورهن بالفرح، دعيت لذلك الشرطي النبيل وتمنيت لو باستطاعتي رؤيتهم يتحاسبون على ما فعلوه بي..
.
.
.
.
.
مرّ أسبوع بأكمله على ما حدث بدانة، ولقاءاتي اللطيفة بأسامة البالغ من العُمر ٢٢ عامًا.. أنا مُعجبة جدًا بتفكير هذا الشاب الصغير ، أهنئ من رباه بالطريقة السليمة والصحية أيضًا ، لأخبركم قصة أسامة الحزينة ، عرفت منه بأنه وُلِد إثر علاقة عابرة بين رجل وسكرتيرته التي تزوجها مسيار ليمارس شهواته ، وعندما وُلد رمته والدته أمام منزل والده ملفوف بقماش ومعه فحص الـ dna ليثبت أنه ابن صاحب المنزل ليلتقطه أخاه الذي يكبره ب ١٠ سنوات ، ويأخذه لأمه التي بدورها قرأت نتائج الفحص ، لم ينكر والده علاقته العابرة تلك ، ما فعلته والدة شقيقه الشجاعة العطوف هو أنها خلعت زوجها وأخذت الطفلين ، ربتهما وكبرتهما .. رفض أخاه رفضًا قطعيًا بأن يتكره عندما عرف حقيقة الأمر، قال لي (بدر بغى يذبحني لما درى إني بترك بيت أمه وأدور أمي ، قال لي هذه أمي وأمك ) ونعم البدر ، عندما سألته متطفله (ليش تدورها وهي اللي رمتك وهربت ! ) ، قال لي بحزن يدفنه ( أبغى أعرف جواب السؤال اللي طرحتيه لي ) .. لو أنه حلالًا لكنت احتضنت الشاب اللطيف هذا وامتصصت حزنه، وأهديته السعادة والفرح، ولكن ما أعلمه إن من يقف وراءه بدرٌ ينير حياته .. فأنا والعم قاسم مُمتنين لبدر ووالدته لأنهم وهبونا مُوهوبًا كـ أسامة .. فـ أسامة تلقى عرضًا وظيفيًا من العم قاسم بتوصية مني ، ويا لفرحتي بفضلٍ من الله وتوفيقه ووجود أسامة الذي مدحنيي تمت ترقيتي .. سيأخذ أسامة وظيفتي وسأكون أنا مديرته .. عندما قلت له مازحة ( بكرفك كرف يطلع عيونك ) قال بإمتنان ( عشان اللي سويتيه لي بأسبوع مستعد أخدمك عمري كله بدون ملل ) .. لا يستطيع أيُّ كائن ملامتي على إعجابي بتربية هذا الشاب اللطيف، ليرزقه الله من أوسع أبوابه..
.
.
.
.
.
.
كنت أمشي لوحدي كعادتي في الممرات متوجه لصفي ، لا حول لي ولا قوة لمواجهة زوجات أعمامي .. كفاني منهن ' صادفت إحدى الفتيات التي يُقال عنهن بنات عمتي .. كُلنا في المدرسة المشؤومة هذه ، فنحن حفيدات ناصر الـ *** يجدر بنا الدراسة في مدارس ذات تعليم خاص ، زفرت بضيق كبير
وقلت بصوت هادئ : لو سمحتي لُطف صدقيني مالي خلق أبدًا ، إذا عندك كلام عن الفرنسية وبناتها قوليه بسرعه وخليني امشي بطريقي .
كان جواب لُطف هو الصمت ، رفعت عيني لها .. كانت تتفحصني بشدة ، لم أفهم نظراتها أبدًا .. ما بها هذه الغريبة .. همست لتقول بهدوء : ممكن تجين معاي شويّا ؟
قلت بحدة : طبعًا لا ، فكوني من شركم مو ناقصتكم
لم تعرني لُطف اهتمامًا وجرتني معها ، جلسنا في مكانٍ هادئ جدًا .. لفت لي لتقول : مروة أنتوا ليش كله بعيدين عننا ؟
ضحكت بسخرية ، ماذا تقول هذه ؟ رفعت حاجبي وقلت بغرور كبير : لأننا بنات روز مو مستوانا نقعد مع أي أحد
ضحكت لُطف لتقول : ترا روز من البشر ماهي بملاك نازل من السما
قلت لها وأنا أقف متخصرة : بنظرك هي بشر وبنظري أحلى ملاك
مدّت لُطف يدها لتجبرني على الجلوس بقربها ، ابعدتُ يدي عنها لأقول : لُطف خليني في حالي ، الآن يشوفنك بنات خالاتك ولا حريم خوالك ويقولون لأمك وبعدها بتكوني مسحورة من روز وبناتها مثلك مثل عمتي أسماء
ضحكت لُطف لتقول : ما يهمني صدقيني أجلسي بقول لك ، ترا عبدالله بيتزوج قريب
أطلقت ضحكة ساخرة : الله يتمم له عاد منهي ؟ بلقيس ، ريوف ولا رفيف
قالت لُطف بضحكة : قال دينا
أطلقت ضحكة ساخرة صاخبة : واثق أخوك إن دينا بتشوفه ؟
أصبح وجهها بلا تعبير : وش قصدك ؟
سكتت للحظة ثم قلت بهدوء : ولا وحده من أخواتي ممكن توافق على شاب من شباب هالعائلة تمام ! يلا تشاو
مشيت مُسرعة لأدخل صفي ، دينا عليها أن تعلم بذلك ، مُضحك أمر عبدالله الطماع ، قد وصلت لمسامعه نجاحات دينا ! يريد مالها ونجاحاتها وكل ما تملك ، هل عقله الصغير يستطيع التفكير إن دينا سوف تعطيه ما تريد ؟ إنها تجني ثمار جهدها لتبشر والدها بها ، لا لتهديها طفل البارحة ..
رفعت رأسي لإحداهن .. ابتسمت بوجهي لأبادلها الابتسامةً، وهذه أشعر بأن ما خلفها بلوى لي.. ولكن لن أسمح لكِ يا سيدة المشاكل بلمسي ، فأنا أختُ دانة القوية ، لم ولن تعرفيني قط ..
.
.
.
.
.
كُنت أنتظر إسراء ، منذ ذاك اليوم وأنا لا استطيع الجلوس خلف المقود .. بعد حادثي الأليم استطعت قيادة سيارتي ولكن الآن ! لا أستطيع وضع يدي حول المقود .. رأيتهاتجلس بجانبي وتضع يدها خلف ظهري ، إنها نجوى .. المُعيدة التي تُدرسني وتكون زميلة لوالدتي وهي من تخبر نوار عن حضىري وانصرافي .. بودي لو أشكرها علىمساعدتها لي ، لقد تغيبت أسبوعًا كاملًا وهي كانت تأتي بالمحاضرات لي .. ابتسمت بوجهها فأنا ما زلت لا أستطيع الكلام ..
سألتني : ليش جالسة للحين ؟ عندك محاضرات ؟
رفعت هاتفي لأكتب لها بأني انتظر أختي التي تدرس بجامعه مختلفه عن جامعتي .
قالت لي : أمشي معاي أوصلك
كنت أعلم أن نجوى لا تملك رُخصة قيادة ومن يقوم بتوصيلها أخيها وأنا لم أعد أثق ..
شكرتها وقمت برفض عرضها ، أشعر وأنها تفهمتني لتقول : عيل بجلس معاك
كنت لأرفض ، ولكن سمعتها تحادث أخاها قائلة : معلش سعود حبيبي بأخرك شوي ، لا حبيبي طالبة من طالباتي تنتظر أختها بجلس معاها ، حبيبي ما تهون علي هذهبنت صاحبتي روز ، تمام مشكور واسمح لي ..
شعرت بالإحراج ، أعلم أن أخاها سعود رفض في بداية الأمر وعندما علم بأني ابنة روز استسلم ، يبدوا إنه يعزّ روز أو على معرفة بها ؟ قد يكون تلقّى تعليمًا على يدها ؟لالا ، لا أظن أن شابًا ليرغب بحظور كلاسات فلسفه .. تنهدت بتعب ، لم اسمح لنفسي بالتفكير بذلك اليوم المشؤوم ، فعقلي مشغولٌ بالتخرج القريب .. اقتربت قدماي منتحقيق حُلمي .. أين سُلطان الداعم الأول ليراني .. شعرت بيدا نجوى نداعب خدي ، رفعت نظري لها وإذا بالدموع تملئ وجهي .. رفعت نجوى رأسي بطرف سبابتها .. همست لي بكلمات لامست روحي .. ذرفت دموعًا أخرى ، كان بودي أن احتضنها ولكن رسالة إسراء وبأنها بالخارج اوقفتني .. شكرتها بعيناي وهي فهمت .. خرجنا سويًا، شعرت بالإحراج من أخيها الذي انتظر بالخارج ما يُقارب الـ ٢٠ دقيقة .. كنت لعتذرت منه لو كان الوضع غير الذي أنا عليه
شعرت بيد نجوى تضغط على كتفي : لا تحاتي ما يقول شيء
ابتسمت في وجهها ورحلت لأوبخ إسراء بنظراتي
ضحكت إسراء لتبرر : كان مررررررررة زحمة عند مخرج الجامعة
لأنها كانت تقود ، كنت اكتب كلماتي لينطقها هاتفي : احرجتيني مع نجوى
تسائلت : ليش
تحدث هاتفي ليقول : جلست تنتظر معاي واخوها ينتظرها برا من ٢٠ دقيقة
قالت إسراء : اوووه اسفه وربي ما كان قصدي
لا أريد معاتبتها ، أعلم أن ما يحدث خارجًا عن ارادتها ، لا أحب الهدوء ، لا أريد أن أسمع أفكار رأسي .. فتحت هاتفي لأوصله .. وصلني تنبيه بذات الوقت بوجود رسالة ،اتدرون ممن ! من مجهولي، أعتذر قد يصدم البعض ولكن اشتقت لكلماته ، تُعززني .. لأسبوعٍ كامل لم تصلني منه كلمة لدرجة أنني ظننت أنه عادل أو عبدالعزيز ، ولكن مجهولي محترم .. لم يتغزل قط بجسدي .. يمدح عيناي ، يُعبر عن مشاعره ولا ينتظرُ مني ردًا ، وكلما قمت بحظره أتى من مجهولٍ آخر لا يسأم ، ولم يفضح شخصيته في يوم ..
قالت إسراء تنبهني من سرحاني : ما شغلتي لنا شيء بنوصل البيت
أتعلمون كيف فُضحت أمام إسراء ؟ قام هاتفي بقراءة النص الذي وصلني من مجهولي لإسراء الفضيحة .. رمقتني بنظراتها الساخرة لتقول : قال ايش ؟ قال "أنتِ التي نامت على عينيكِ آلاف الحقول، أتذبلين؟." .. من وين لاقيه هالكلام وين تفرفرين أنتِ ؟ بتويتر !
اووه .. لا أعلم أين هو عقل إسراء الداهية ولكن الحمدلله لم تداهمني ، ولكن هاتفي الفضيحة قرأ نصٌ آخر يقول بأنه افتقد ووجودي لأسبوع كامل وفرح بلقائي اليوم
هُنا رفعت إسراء حاجبيها لتضربني بخفة وتقول : من هذا يا قليلة الأدب يا ويلك من نوار
ترجيتها بعينين أقرب للبكاء حتى لا تشرح شيء لنوار وأني سأشرح لها كل شيء ولكن ليس الآن ، ليس في هذا الوقت الصعب ..
بعد كل رجاءاتي وافقت ، وقمت بحظر مجهولي للمرة المليون ، لا أعلم كيف يستطيع استخراج مئات الأرقام فقط ليقوم بإرسال رسائلٍ لي في العُطل ، لأنه ومن سوء حظي في أيام الأسبوع يدس الأوراق في مقبض سيارتي ..
نزلت مسرعه لغرفتي ، انزلت عباءتي وملابسي ، أخذت حمامًا باردًا ينعش دواخلي ، غدًا لدي إختبار ولن اسمح لعيناي أن يداعبها النوم حتى انهي المادة ..
دخلت مروة بعدما سمحت لها لتخبرني بأنه وصلتني باقة ورد .. أدخلتها لغرفتي .. كنت أبحث عن بطاقة ، دعوني أخبركم بأنني مثلكم ابحث عنها لأرى ما كتب فيها مجهولي .. ولكن لا أعلم ما الذي جعلني أمزقها فور حصولي عليها ورميتها دون ان اهتم .. طلبت من مروة أن تزين الباقة بالفازا الموضوعه في مدخل الصالة ، سيعطي المدخل رونقًا جذابًا وما لا يعلمه الجميع أن مروة فنانه في الاعتناء بالورد ..
.
.
.
.
.
نزلت وأنا أرى مروة تزين باقة ورد جميلة ، ركضت لها : الله من وين هذه من جايبها ؟
حركت مروة كتفيها لتقول : مدري جايبينها لدانة وقالت لي أزينها هنا
سألت مروة وأنا ابعثر شعرها : في غرفتها هي ؟
أبعدت مروة يدي وهي تعقد حاجبيها وترد ببرود : أيوه
ضحكت بخفة وأنا أضرب تنورتها القصيرة وابتعد ، أخبرتكم مسبقًا أحب تعذيب مروة .. دخلت لغرفة دانة بدون أن أدق بابها وهي لم تلتفت لي ولم تعرني اهتمامًا ، غارقة بشدة في ملزمتها .. رميتُ أنا بجسدي على سريرها اعبث بهاتفي .. سألتها : دندون الباقة منه ؟
لفت بصدمه وهي تومأ برأسها وتؤكد كلامي
شعرت بالغضب للحظة : مين هذا دانة
رفعت كتفيها وكأنها تقول لا أدري
اقتربت منها : ومن متى ؟
أعلم أنها سئمت أسئلتي ، فلقد كتبت لي بأنها تذاكر لاختبار الغد والوقت لا يسمح لها بالإجابة عن اسألتي التافهه ..
دخلت الأخرى لتقول بدهشة : سمعتوا بخبر زواجي من السيد عبدالله !
سمعت شهقة ، سمعتها أحلف لكم .. كانت قد خرجت من دانة .. قلت أنا ببطء : ايش تقولي ؟
أعادت دينا كلامها ببطء وهي (مُتنرفزة) بشدة : زواجي من عبدالله بعد أسبوع أو أسبوعين
مستحيل .. لم تخرج من لساني ، بل متمردة نطقتها .. صوت اشتقت له جدًا .. التفتت لها وإذا بدانة هي من نطقت بذلك ، عيونها تدمع .. صوتها مبحوح .. ولكن لما الحزن ظاهرًا ! هل أختي بقلبها مشاعر اتجاه عبدالله ؟ هل هو مجهولها ! ألا تعلمين يا أختي بأننا ممنوعين عن حب هؤلاء ! أم تريديين روز تذبحك !
تقدمت دينا ولكني سبقتها ، أرريد معرفة لماذا نطقت بمستحيل هذه الأخت المجنونة: دانة وش هو المستحيل تكلمي ؟
شهقت مره أخرى لتريمي هاتفها خلفها.. أخذته لأرى رساله نعم رساله من رقمٍ لم تسجله دانة .. نظرت لها وإذا بها تترجاني بأن لا اتحدث .. التفتُ لدينا المتسائلة لأقول : الأخت عندها اختبارين بكرة
ابتسمت دينا لتقول بمزحة : عيل الاختبارين خلوك تنطقين ؟
الحمدلله.. انطلت تلك الكذبة على دينا التي أخذت دانة بالأحضان.. أخذت الهاتف لأقرأ مرة أخرى، إذًا ما كُتب هو المستيحل الذي نطقت به دانة، كان بودي أن أقول الحمدلله أختي ليست مغرمة بـ عبدالله ولكن لتغرم بعبدالله وتستحيل زواجه من دينا ولكن ليكذب أحدهم هذه الرسالة التي سوف تجن دينا بعد قراءتها
جاءت نوار وهي تتساءل: ايش فيكم؟
جلست دانة لتقول بصوتها المبحوح وهي تمد هاتفها لنوار: اقرأي المسج اللي جاني أخذت نوار الهاتف لتقرأ رسالة أخرى وصلت حديثًا لهاتف دانة لتقرأها بصوت يرجف.. التفتت لأخواتها وهي تردد بهمس ودمعاتها تتوافد : جات رساله من تلفون بابا، يقولون فيها إن التلفون لقوه بجانب شخص ميت
كانت نوار في صدمه نُطق دانة ولكن ما نطقت به هي صفعها بقوة لتقول: يعني بابا
لتصرخ دينا تقاطعها : لاااالالللااااااااااااا لا لا لااااااااا مستحيل مستحيييييييييييل
احتضنتها دانة ، ألم أكن أنا أكثرنا تماسكًا في الأسبوع الماضي ؟ ليكن بعلم الجميع .. دانة هي أكثرنا تماسكًا وصبرًا وتستطيع تخطي الكثير ، أليس واضحًا أنهاتخطت صدمتها بالتحرش الذي حدث لها ؟ هي لا تتخطى شيء بل تتجاهل فقط ، تؤجل انهياراتها ..
.
.
.
.
كنت أنتظر يومًا ، نبقى فيه أنا ورغد على إنفراد لأسئلها : رغد كيف دينا ؟
كانت الصدمة تعتلي وجه رغد لتقول ببطء : دينا ؟
أومأ برأسه ليقول : ايوا دينا كيفها ؟
جلست رغد بجاني لتقول : حبيبي إنسى دينا ، أمي شرشحت البنت لين قالت آمين.. وبعدين تراها خطبت لك غيرها وتلاقي دينا عندها علم بالموضوع ..
لم أتلفظ بأيّ كلمة ، أعلم بذلك جيدًا لقد أخبرتني أمي ببطولتها .. كيف تحرمني دينا ؟ طعنت قلبي عندما قالت بأنها ألغت كل شيء ، كوت قلبي عندما أخبرتني بأنها وبقلب بارد قامت بطرد ديناي .. وخطبت لي ابنة أختها سلوى .. كيف لها أن تجرح قلبًا رقيقًا كـ قلب دينا ؟ بودي لو أنني أستطيع مُحادثتها ، لا أعلم لِمَ لم ترسل لي ردًا على رسالتي التي أخبرتها فيها بأني لم أنساها وأني ما زلت أذكرها وأني استيقظتُ من غيبوبتي ونومي الطويلة .. آهٌ تسكنُ قلبي يا دينا .. لن نجتمع أبدًا ؟
.
.
.
.
.
ما زلنا تحت تأثير صدمة بأن والدي قد تُوفى ، هل منذ ثلاث سنين ؟ أين وجدوا ذاك الهاتف ! التقطته مُجددًا لأقرأ مرارًا تلك الكلمات القاسية التي مزقت قلوبُ دانة ، نوار ،إسراء وأنا .. الحمدلله ، مروة بعد أن وضعت الأزهار خلدت للنوم .. قرأتها مِرارًا .. أغلقتها ولكن يدي الطائشة فتحت مُراسلات دانة وإسراء .. ما هذا الفيديو ؟ لأشاهده لأضيف القليل من المرح لقلبي ، لستُ جليدية ولكن قلبي قد كُوى عندما قِيل بأن سُلطانًا قد مات .. بدأ ذاك الفيديو بعرض شيءٍ أدمى قلبي ، إنه وليد المشتاق الذي لم ينساني، يتودد لممرضته .. وليد الذي قال بأنه مُستعد أتم الاستعداد ليقف بوجه والدته من أجلي ! وليد الذي سطر كلماتُه ليقول بأنه كان يرى وجهي في نومه الطويل ! أيخون ! أم أن طريقة حبه لي متخلفة ! لا عليك يا وليد ستواجهُ ردًا مني يمزق قلبك كما مزقت قلبًا أَحبك.. ديناك لم تعد ديناك يا ( نسونجي ) هي كَـ أخواتها .. دينا سُلطان وروز فقط ..
وضعتُ الهاتف على الطاولة ، خرجت بهدوء دون أن يشعرن بي شقيقاتي لأدخل غرفة مروة الباردة .. دخلت لسريرها واحتضنتها .. بكيت ، نعم بكيت في أحضان أُختي الصُغرى التي سُرعان ما شعرت بوجودي لتلف جسدها نحوي وتحتضنني لتكمل نومها ، شعرت بيدها التي تتمرر على شعري .. لو أنك تلمسي قلبي بيدك الطاهرتان يامروة لتبعدي وليد من هناك ، أبعديه مروة .. ابعديه ، أعلم بأن شعورك حثك على أن وليد ليس رجلًا .. ليتك كسرتي فرحتي وأخبرتني.. أتمنى لو أنه حصل '
.
.
.
.
إذًا .. دينا علمت بسوء وليد ، بِما أنها تبكي بُكاءَ قلبها .. لا تبكي دينا هكذا لشيء تافهه .. ولكن بكائها هذا يمزق الروح .. أَ هُناك شيءٌ آخر يُبكيك ؟ هل زواجك من عبدالله يا دينا ؟ فـ أنا أعلم بأن من قرر ذلك جدي .. تأكدي يا دينا إن جدي لا يرمي بـ بنات سُلطان في النار .. تأكدي يا دينا بأن عبدالله رجل وجد جدّي فيه سمات النبيل ليصدر قرارًا بزواجك منه ..
همست بنعاس : دينا وش فيك ؟
وصلني صوتها الباكي المكسور وهي تقول : مروة احضنيني وخلينا ننام
آلمني إنكسار دينا كما يؤلمني صمت دانة .. فهذا الثلاثي الذي وُلِدَ بيني وبين نوار .. هم شُعلة بيتنا .. بدونهم لا حياة لهذا المنزل ..
لا أعلم كيف حدث ذلك ولكن .. كنت أحاول تهدئتها .. ثم وجدتني غارقة في النوم وأنا بين أحضانها .. أختي صاحبة القلب الرقيق ..
.
.
.
.
.
وصل جدي .. بعدما طلبته ليأتي .. جلسنا سويًا في المجلس حتى لا يصل لمسامع مروة ذلك الخبر السيئ قبل أن نتأكد من صحته.. كان جدّي قد لاحظ ذبولي .. عيناي مليئتان بالدموع .. ذابلتان لا يرتفع طرف رمشي للأعلى .. شفتاي مقوستان أحاول الابتسام ولكن دون جدوى .. وتلك الوجنتان .. احمرتا وبشدة
سمعت صوت جدّي الحنون يقول : أفا يا نوار مستخسرة أختك في حفيدي ؟ ما تثقين فيني !
إذًا ! جدّي لم يصله خبر والدي .. أَ يظن جدّي أن زواج عبدالله من دينا يُحزنني ؟ كنت سأتحدث ولكنه ألجمني عندما قال .. (أنا جاي أسمعك وأقول لك بإن وافي طالب دانة وأنا وافقت بس قلت له بعد ما تتشافى.. قولي لي وش فيك؟ ترا عبدالله رجاال زين لا تحاتين دينا)..
أَ تريدني أبكي موت والدي.. أم أبكي دينا.. أم أبكي دانة يا جدّي! ثِقال يا ناصرًا إن قلبي لا يتحمل


انتهــــــــــــى ..

منقول



 توقيع : ضامية الشوق




آخر تعديل ضامية الشوق يوم 07-26-2021 في 07:16 PM.
رد مع اقتباس
قديم 07-26-2021   #2


الصورة الرمزية ملكة الجوري

 عضويتي » 29073
 جيت فيذا » Sep 2016
 آخر حضور » 03-10-2024 (03:13 PM)
آبدآعاتي » 601,601
الاعجابات المتلقاة » 6636
الاعجابات المُرسلة » 6081
 حاليآ في » فديټ قـ❤ـڵبا اהּـآ فـيـہ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » ملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond reputeملكة الجوري has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   water
قناتك mbc
اشجع hilal
مَزآجِي  »  لااله الا الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
جـميلة
محيا وسمحة خلق ،
ودقيقة عود
غزالن تقود البـيض
ماهيب تنقادي


мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



سلمت الآكف ومَاجلبت
إبداع دآئم وتميز مُستمر
لا عدمنَاك


 توقيع : ملكة الجوري



رد مع اقتباس
قديم 07-26-2021   #3


الصورة الرمزية نجم الجدي

 عضويتي » 134
 جيت فيذا » Feb 2009
 آخر حضور » منذ يوم مضى (12:04 AM)
آبدآعاتي » 273,717
الاعجابات المتلقاة » 2162
الاعجابات المُرسلة » 5719
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Male
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 48سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond reputeنجم الجدي has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   cola
قناتك mbc
اشجع naser
مَزآجِي  »  احبكم

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي


 توقيع : نجم الجدي





رد مع اقتباس
قديم 07-26-2021   #4


الصورة الرمزية إرتواء نبض

 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 4 ساعات (11:11 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11617
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري


 توقيع : إرتواء نبض




رد مع اقتباس
قديم 07-27-2021   #5


الصورة الرمزية دلع

 عضويتي » 23642
 جيت فيذا » Mar 2013
 آخر حضور » 07-03-2022 (03:30 PM)
آبدآعاتي » 123,657
الاعجابات المتلقاة » 2707
الاعجابات المُرسلة » 799
 حاليآ في » في بيتنا
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » العام
آلعمر  » 24سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » دلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond reputeدلع has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   star-box
قناتك rotana
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
لامنّي تباطيتڪ وجا بخاطري لڪ شووقْ

دعيت إن الفرح دربڪ .. ولاتنشآف بڪ ضيقّه
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



كـــ العادة إبـداع رائـع
وطرح يـسـتـحـق المتـابـعـة
بـــــ انتظار الجديد القادم


:
مع التحية والتقدير ..


 توقيع : دلع





رد مع اقتباس
قديم 07-27-2021   #6


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (02:19 AM)
آبدآعاتي » 1,056,176
الاعجابات المتلقاة » 13859
الاعجابات المُرسلة » 8050
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الجوري مشاهدة المشاركة
سلمت الآكف ومَاجلبت
إبداع دآئم وتميز مُستمر
لا عدمنَاك
يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 07-27-2021   #7


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (02:19 AM)
آبدآعاتي » 1,056,176
الاعجابات المتلقاة » 13859
الاعجابات المُرسلة » 8050
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم الجدي مشاهدة المشاركة
الله يعطيك العافيه على الطرح
اللي كله ابداااااااع

حضوري شكر وتقدير لك
ولاهتمامك في مواضيعك

اخوك
نجم الجدي
يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 07-27-2021   #8


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (02:19 AM)
آبدآعاتي » 1,056,176
الاعجابات المتلقاة » 13859
الاعجابات المُرسلة » 8050
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إرتواء نبض مشاهدة المشاركة
قلائد أمتنان لهذة
الذائقة العذبة في الانتقاء
لروحك الجوري
يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 07-27-2021   #9


الصورة الرمزية ضامية الشوق

 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ ساعة واحدة (02:19 AM)
آبدآعاتي » 1,056,176
الاعجابات المتلقاة » 13859
الاعجابات المُرسلة » 8050
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 7
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 8 CS My Camera: استخدم كاميرا الجوال

мч ѕмѕ ~
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلع مشاهدة المشاركة
كـــ العادة إبـداع رائـع
وطرح يـسـتـحـق المتـابـعـة
بـــــ انتظار الجديد القادم


:
مع التحية والتقدير ..
يسلمو على المرور




رد مع اقتباس
قديم 07-28-2021   #10


الصورة الرمزية قطرة الندي

 عضويتي » 30055
 جيت فيذا » Jul 2021
 آخر حضور » 12-25-2021 (11:52 PM)
آبدآعاتي » 2,068
الاعجابات المتلقاة » 12
الاعجابات المُرسلة » 0
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
آلقسم آلمفضل  »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » قطرة الندي is on a distinguished road
نظآم آلتشغيل  »
مشروبك
قناتك
اشجع
مَزآجِي  »

اصدار الفوتوشوب : My Camera:

افتراضي



كالعادة إبداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية / بلقيس/البارت الأول ضامية الشوق …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… 13 06-24-2021 03:38 AM
رواية النَقيض/البارت الأول ضامية الشوق …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… 16 05-25-2021 11:12 PM
رواية / عكس الرحيل البارت الأول مجنون قصايد …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… 10 04-08-2020 02:16 AM
رواية / سأنتقم لكن بهدوء/البارت الأول ضامية الشوق …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… 30 08-21-2019 03:33 PM
0 0ياآدمـ أعترف بأني لاأستطيع أخفي لكـ حنيني 0 0 عفوكـ يارب …»●[غروركــ مصدرهـ روعة جمــالكــ]●«… 8 01-21-2010 05:19 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية