|
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-30-2015 | #21 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
.............................
تألمت لحالها ... رفعت عينيها وجدت عمتها تكتم شهقاتها وماريا قد بللت الدموع نقابها .. كانت تنام ...وجسدها اقرب للميته ..وضمادات تغطي يدها اليمين ..ابر مغذيات متصله بظاهر كفها ... .. .. كدمات مزرقه على وجهها ودم قديم متخثر .. اقتربت منها وقبلت جبينها ...وجمعت شعرها المنثور على الوساده ...بجديلة طويله تركتها على كتفها ... .. .. دخلت الدكتورة والقت السلام وتفحصت ملفها .. همست ماريا ..."ليه ما تصحى من متى وهي نايمه ...نبي نطمن عليها ..." .. .. تأملت الدكتورة طريقة وقوفهن وجلوس كبيرتهن ...يبدين هلعات ... و بوطء التزام الصدق في المهنه ..."هي تحت تأثير المهدئات ...لازم تكون نايمه اريح لنفسيتها ...ويعني ان شاء الله اذ قامت نكون ساحبين كل سموم المخدر منها ..." .. .. تساءلت العجوز بألم ...."يا دكتورة هي بنت ...." .. .. توترت وتغيرت ملامحها ...."آسفه مضطرة اتستر على ذا الموضوع بأمر من الاخ ذيب ...للحين ماحد يعرف النتيجه غيره ...." .. .. شهقت مضاوي بصوت مسموع وهي تدعي باحتياج .."حسبي الله ونعم الوكيل ..حسبي الله على اللي كان السبب ...خلاص دقوا على عمي بروح غيرت رايي مو مرافقتها ...مابي اشوفها كذا ..." .. .. وبلهجه امرة نطقت ام ذيب.."اصلا عمتس مو مخلي حد يجلس غيري ...دقوا على ذيب وتوكلو على الله ..." .. .. ركبت السيارة بلا مبالاه حال مدين قد انساها كل مشاعرها الماضيه فقط تحس بكره ...كره عميق لمن فعل هذا بها ..لن تسامحه امام رب العالمين ... لايهمها من يقود السياره حتى لو كانت بجانبه تحس بأن روحها تنازع نفسها ..لا تريد المزيد ...المزيد من ماذا لا تعلم ... .. .. اطرقت برأسها للخلف ...شاركتها ماريا نفس فعلتها ...ففي حضور ذيب يمنع الكلام ويتوج المكان بالصمت ...فهو سيده ... .. .. في المقعده الاماميه كان التؤمان يتحركان بنشاط ... ألتفت ذيب الصغير ..."امي ...انتي هنا ..." ذيب يشارك محمد كل ملامحه ...ويشبه كلاهما جديهما زيد وزايد ...الا ان بالفعل ذيب يسرق الكثير من ملامح عمه المكنى به ...حتى في جسمه يخيل للرأي بأنه اضخم من محمد ...محمد هادئ ومستقل ..بينما ذيب ثائر وشقي... نظر محمد بحزن للكرسي خلف عمه يبدو بأنه استشعر مايحل بجوف امه ... مد اليها ذراعيه ... "امي بجي عندتس ...." .. .. نظرت اليه مطولا ...لايبدو جيدا ...يالهذا الطفل ماالذي يدور بخلده .... فهو كتوم وله عينان لامعه .. .. .. امام ابناءها انجاز حياتها تنسى كل شيء حتى نفسها تخاف عليهم من نسمات هواء تائه هاو كلمات غير مقصوده .. تحبهم حتى الفناء ...وتشكر عدي احيانا بأنه وهبهم بعد الله اياهم ... .. .. مدت يديها تحت ذراعه وجلببته لها ...أجلسته بجانبها ودفن رأسه تلقائيا في حضنها ...يتنفسها بهدوء... .. .. فسرته ماريا مسرعا ...فهي تجيد فهم اخويها كأبجديات لغتها الام ... كان يراقب الوضع بصمت ..وينظر تاره الى الطريق ... كان يشارك مضاوي حزنها في سره ... كان كمن يشفق... ومن يعرف الذيب يوقن بأنه لايشفق ابدا ... .. .. مر أسبوع رمضاني هاديء ....الحياة مستقرة تسير بروتينيتها ... و حال قاطني البيت كما هو ... لم يتغير شيء .. سوى المزيد من الالام يشع من غرفة الزاويه ... من غرفة تلك الصغيره اللتي عانقها الصمت ... و ربت على ظهرها الغبن ... .. .. فتحت باب الغرفه بهدوء ...كانت كما تركتها بارده وشبه مظلمة فصبح 22 رمضان ملء المكان .... ابتدت العشر الاواخر بروحانيتها ... في ركن الغرفه كانت تستقر بعض الاكياس ... غصت بعبرتها ...كانت اخر اكياس جهازها ...فتحت الخزانه كي تضعها داخلها ... داخلها يقبع فستان ابيض وجميل هادئ ومنقوش ينتظر نهايه مرضيه لأسطورة سحريه ... يبدو بأن أنتظاره سيكون ابديا ... ........ ............ توجهت بنظرها اليها وهي تستلقي على جنبها الايمن متكومه على نفسها وتضع ذراعيه بين فخذيها ... ألمها منظرها فلقد كانت تفعلها في طفولتها عندما افتقدت امها ... وبعدها عندما فقدت اواز ... والان عندما فقدت كل شيء يبدو بأنها ستفعلها حتى النهايه ... .. .. ارتبط في ذهنها هذا الوضع بالفقد ...بالألم ربما ... .. .. اقتربت منها هامسه ..."مدين حبيبتي تبين تقومين تأخذين حمام ....؟؟.....أجهزه لتس ...؟؟" لم ترد ...توجهت تلك بدورها واغلقت التكييف فتحت الستائر وسمحت للشمس بالدخول حتى اشعه الشمس متأثره بهول عظم الحزن اللذي يغطي المكان ..كانت شحيحه ومحتضره حتى في عز صيف العام ... .. .. اخرجت ملابسها رتبتها في الحمام ....منشفتها ....مستحضرات التنظيف ..وعدلت من درجة حرارة المياه.. ... .. خرجت ومازالت تلك على حالها ...مستلقيه ...وغطى وجهها الشحوب ..سلب النحول منها كل جمال ملامحها .. حتى ان شفتيها تقوست من شدة وطء الامر ... شعرها المبعثر فقط هو ما يثبت هويتها القديمه ... .. .. مددت يدي لها ..."هيا يامدين قومي ..." .. .. لم تشاركني تفاعلا ...مددت يدي كي اسندها .. فأرتجف تخيفه ...طمئنتها ..."مدين ...انا عمتك ....لاتسوين كذا ...قومي حبيبتي هيا ..." .. .. رفعت عينيها الي وكانت الدموع قد استدلت طريقها وغرقت بها محاجرها الداكنه ... وببحة شوق قديمه ..."ابي ..امي ....ناديها ..." .. .. الغريب ان مدين لاتتوجه لعمتي ام ذيب بلفظ امي ...فقط رونديك من حضيت به ... .. .. استغفرت بصوت مسموع ...يبدو بأن حالتها النفسيه قد تدهورت الى الحظيظ ...خسارة مدين كانت اشدنا التزاما بالدين ... .. .. الا ان لها قلبا حساسا وضعيفا .. .. .. وقفت معي بصعوبه ..وقد ثقلت خطواتها ..وتشتت اتزانها ... تسندت علي باستسلام وهي تتأوه .. .. .. عندها دمعتي انا من أستدلت طريقها ... .. .. سندتها حتى الحمام ثم تركتها .. ..
|
|
|